العلق
العلق: التّشبّث بالشّيء، ...و العلق: الدّم الجامد و منه العلقة التي يكون منها الولد.[1]
أسماء السورة
سورة العلق، سورة القلم، سورة اقرأ، سورة اقرأ باسم ربك.[2]
وجه التسمية
«سورة العلق»؛ سمّيت هذه السورة بهذا الاسم، لقوله تعالى في أوّلها اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ.[3]
«سورة اقرأ باسم ربك»؛ اشتهرت تسمية هذه السورة في عهد الصحابة و التابعين باسم «سورة اقرأ باسم ربك». روي في «المستدرك» عن عائشة: «أول سورة نزلت من القرآن اقرأ باسم ربك».[4] و ذلک لافتتاحها به.
«سورة اقرأ»؛ سماها الكواشي في «التخليص» به.[5] و ذلک لافتتاحها به.
«سورة القلم»؛ عنونها ابن عطية و أبو بكر بن العربي «سورة القلم».[6] و ذلک مأخوذ من الآية الرابعة من السورة.
عدد الآيات
هي تسع عشرة آية.[7]
عدد الکلمات
هي اثنتان و سبعون كلمة.[8] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الکلمات القرآنية مختلفة)
عدد الحروف
هي مائتان و ثمانون حرفا.[9] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الحروف القرآنية مختلفة)
أغراض السورة
الغرض من هذه السورة إعلام النبي صلي الله عليه و آله بالدعوة، ليقوم بتبليغها لمن أرسل إليهم، و هي دعوة الدّين الذي ذكر في السورة السابقة(سورة التين) أنّه الفطرة التي فطر الناس عليها.[10]
المحتوي و الموضوعات
هذه السّورة تبدأ بأن تأمر النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالقراءة. ثمّ تتحدث عن خلقة الإنسان بكل عظمته من قطعة دم تافهة.
و في المرحلة التالية تتحدث السّورة عن تكامل الإنسان في ظل لطف اللّه و كرمه، و عن تعليمه و تمكينه من القلم.
ثمّ تتطرق إلى طغيان الإنسان رغم كلّ ما توفرت له من هبات إلهية و إكرام ربّاني.
و تشير بعد ذلك إلى ما ينتظر أولئك الصادين عن طريق الهداية و المانعين لأعمال الخير من عقاب.
و في ختام السّورة أمر بالسجود و الاقتراب من ربّ العالمين.[11]
الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة
أبي بن كعب عن النبي صلي الله عليه و آله: من قرأها فكأنما قرأ المفصل كله.
محمد بن حسان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ في يومه أو في ليلته اقرأ باسم ربك ثم مات في يومه أو في ليلته مات شهيدا و بعثه الله شهيدا و أحياه كمن ضرب بسيفه في سبيل الله مع رسول الله صلي الله عليه و آله.[12]
محل النزول
سورة العلق مكية.[13]
زمان النزول
سورة العلق أوّل ما نزل من القرآن عند جمهور المفسّرين؛ و ذهب آخرون إلى أنّ الفاتحة هي أوّل ما نزل منه، ثمّ سورة العلق.[14]
جوّ النزول
قيل إنّ المفسّرين يجمعون على نزول الآيات الخمس الأوائل في بداية نزول الوحي على الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و مضمون الآيات يؤيد ذلك. و جاء في الروايات أن محمّدا صلى اللّه عليه و آله كان في غار حراء حين نزل عليه جبرائيل و قال له: اقرأ يا محمّد. قال: ما أنا بقارئ، فاحتضنه جبرائيل و ضغطه و قال له: اقرأ يا محمّد و تكرر الجواب. ثمّ أعاد جبرائيل عمله ثانية و سمع نفس الجواب. و في المرّة الثّالثة قال: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ... إلى آخر الآيات الخمس الأوّل من السّورة. قال [جبرائيل]ذلك و اختفى عن أنظار النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم. فأحسّ رسول اللّه بتعب شديد بعد هبوط أولى أشعة الوحي عليه فذهب إلى خديجة و قال: «زملوني و دثروني».[15]
الترتيب في المصحف
هذه السورة هي السورة «السادسة و التسعون» من القرآن بترتيب المصحف.
الترتيب حسب النزول
هذه السورة هي السورة «الاولي» من القرآن حسب النزول.[16] (الجدير بالذکر أن الأقوال في ترتيب السور القرآنية حسب النزول مختلفة)
العلاقة مع السورة السابقة
ختم الله سبحانه سورة التين بذكر اسمه و افتتح هذه السورة باسمه أيضا.[17]
الخصوصية
المشهور بين المفسّرين أنّها أوّل ما نزل من القرآن، و محتواها يؤيد ذلك أيضا.[18]
هذه السورة من المفصلات.[19] قال ابن قتيبة: .. و أمّا المفصّل فهو ما يلي المثاني من قصار السّور، و إنما سمّيت مفصّلا لقصرها و كثرة الفصول فيها بسطر: بسم الله الرّحمن الرّحيم. قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أعطيت السبع الطول مكان التوراة و أعطيت المثاني مكان الزبور و أعطيت المئين مكان الإنجيل و فضلت بالمفصَّل. [20]
و في الآية «التاسعة عشرة» من هذه السورة سجدة التلاوة.
[1]مفردات ألفاظ القرآن، ص 579
[2]التحرير و التنوير، ج30، ص 382
[3]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج12، ص 47
[4]التحرير و التنوير، ج30، ص 382
[5]نفس المصدر
[6]نفس المصدر
[7]الكشف و البيان، ج10، ص 242
[8]نفس المصدر
[9]نفس المصدر
[10]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج12، ص 47
[11]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج20، ص 315
[12]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج10، ص 778
[13]نفس المصدر
[14]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج12، ص 47
[15]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج20، ص 318
[16]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص 136
[17]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج10، ص 778
[18]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج20، ص 315
[19]التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313
[20]جامع البيان فى تفسير القرآن، ج1، ص 34
[21]فقه القرآن (لليزدي)، ج1، ص 134