الحشر
الحشر: إخراج الجماعة عن مقرّهم و إزعاجهم عنه إلى الحرب و نحوها.[1]
أسماء السورة
سورة الحشر، سورة بني النضير.[2]
وجه التسمية
عدد الآيات
هي أربع و عشرون آية.[5]
عدد الکلمات
هي أربعمائة و خمس و أربعون كلمة.[6] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الکلمات القرآنية مختلفة)
عدد الحروف
هي تسعمائة و ثلاثة عشر حرفا.[7] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الحروف القرآنية مختلفة)
أغراض السورة
نزلت هذه السورة، في غزوة بني النضير من يهود المدينة؛ و كانوا قد نقضوا عهدهم مع النبي صلي الله عليه و آله فأمرهم أن يخرجوا من المدينة فأبوا، و بعث إليهم عبد اللّه بن أبيّ رئيس المنافقين ألّا يخرجوا، فإن قاتلهم المسلمون كانوا معهم عليهم و إن أخرجوهم خرجوا معهم؛ فحاصرهم المسلمون، حتى رضوا أن يخرجوا من المدينة، على أنّ لهم ما حملت الإبل من أموالهم إلّا آلة الحرب و لم يفعل المنافقون شيئا مما وعدوهم به، و بهذا يظهر وجه ذكر هذه السورة بعد سورة المجادلة، لأن الكلام فيهما يتناول ما كان من موالاة المنافقين لليهود.[8]
المحتوي و الموضوعات
يمكن تلخيص موضوعات هذه السورة في ستّة أقسام هي:
الأوّل: من هذه السورة- الذي هو آية واحدة فقط- يعتبر مقدّمة للأبحاث المختلفة التي وردت في هذه السورة، فتتحدّث الآية عن تسبيح اللّه الحكيم العليم من قبل الموجودات جميعا.
الثّاني: الذي يبدأ من الآية الثانية إلى الآية العاشرة، و الذي يشمل تسع آيات، فإنّه يوضّح قصّة اشتباك المسلمين مع ناقضي العهد من يهود المدينة.
الثّالث: و الذي يتكوّن من الآية الحادية عشرة إلى الآية السابعة عشر، و فيه يستعرض القرآن قصّة منافقي المدينة مع اليهود و التعاون بينهما.
الرّابع: الذي يتجاوز بضع آيات يشمل مجموعة من التوجيهات و النصائح العامّة لعموم المسلمين، و هي تمثّل استنتاجا للأحداث أعلاه.
الخامس: الذي يشمل آية واحدة فقط و هي الآية الحادية و العشرون، فهو عبارة عن وصف بليغ للقرآن الكريم و بيان أثره في تطهير الروح و النفس.
القسم الأخير- الذي هو آخر قسم من السورة، و يبدأ من الآية الثانية و العشرين إلى الآية الرابعة و العشرين- فيتناول قسما مهمّا من أوصاف جلال و جمال الذات الإلهية المقدّسة، و بعض أسمائه الحسنى، و هذه الصفات تكون عونا للإنسان في طريق معرفة اللّه سبحانه.[9]
الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة
أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: و من قرأ سورة الحشر لم يبق جنة و لا نار و لا عرش و لا كرسي و لا حجاب و لا السماوات السبع و لا الأرضون السبع و الهوام و الرياح و الطير و الشجر و الدواب و الشمس و القمر و الملائكة إلا صلوا عليه و استغفروا له و إن مات من يومه أو ليلته مات شهيدا.
عن أبي سعيد المكاري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ إذا أمسى الرحمن و الحشر وكل الله بداره ملكا شاهرا سيفه حتى يصبح.[10]
محل النزول
سورة الحشر مدنية.[11]
زمان النزول
نزلت سورة الحشر بعد سورة البيّنة؛ و نزلت سورة البيّنة فيما بين صلح الحديبية و غزوة تبوك؛ فيكون نزول سورة الحشر في ذلك التاريخ أيضا؛ و الحقّ أنها من السّور التي نزلت فيما بين غزوة بدر و صلح الحديبية، لأنها نزلت في غزوة بني النّضير، و كانت هذه الغزوة في السنة الرابعة من الهجرة.[12]
جوّ النزول
نزلت هذه السورة في حادث بني النضير- حي من أحياء اليهود- في السنة الرابعة من الهجرة. تصف كيف وقع؟ و لما ذا وقع؟ و ما كان في أعقابه من تنظيمات في الجماعة الإسلامية .. ترويها بطريقة القرآن الخاصة، و تعقب على الأحداث و التنظيمات بطريقة القرآن كذلك في تربية تلك الجماعة تربية حية بالأحداث و التوجيهات و التعقيبات.
...كانت وقعة بني النضير في أوائل السنة الرابعة من الهجرة بعد غزوة أحد و قبل غزوة الأحزاب. و مما يذكر عنها أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذهب مع عشرة من كبار أصحابه منهم أبو بكر و عمر و علي رضي اللّه عنهم إلى محلة بني النضير، يطلب منهم المشاركة في أداء دية قتيلين بحكم ما كان بينه و بينهم من عهد في أول مقدمه على المدينة. فاستقبله يهود بني النضير بالبشر و الترحاب و وعدوا بأداء ما عليهم، بينما كانوا يدبرون أمرا لاغتيال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و من معه. و كان صلى اللّه عليه و سلم جالسا إلى جدار من بيوتهم. فقال بعضهم لبعض: إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه. فمن رجل منكم يعلو هذا البيت، فيلقي عليه صخرة، فيريحنا منه؟ فانتدب لذلك عمرو بن جحاش بن كعب. فقال: أنا لذلك. فصعد ليلقي عليه صخرة كما قال. فألهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما يبيت اليهود من غدر.
فقام كأنما ليقضي أمرا. فلما غاب استبطأه من معه، فخرجوا من المحلة يسألون عنه، فعلموا أنه دخل المدينة. و أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالتهيؤ لحرب بني النضير لظهور الخيانة منهم، و نقض عهد الأمان الذي بينه و بينهم. و كان قد سبق هذا إقذاع كعب بن الأشرف من بني النضير في هجاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و تأليبه الأعداء عليه. و ما قيل من أن كعبا و رهطا من بني النضير اتصلوا بكفار قريش اتصال تآمر و تحالف و كيد ضد النبي صلى اللّه عليه و سلم مع قيام ذلك العهد بينهم و بينه. مما جعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يأذن لمحمد بن مسلمة في قتل كعب بن الأشرف. فقتله.[13]
الترتيب في المصحف
هذه السورة هي السورة «التاسعة و الخمسون» من القرآن بترتيب المصحف.
الترتيب حسب النزول
هذه السورة هي السورة «الحادية بعد المائة» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد البيّنة.[14] (الجدير بالذکر أن الأقوال في ترتيب السور القرآنية حسب النزول مختلفة)
العلاقة مع السورة السابقة
لما ختم الله سورة المجادلة بذكر حزب الشيطان و حزب الله افتتح هذه السورة بقهره حزب الشيطان و ما نالهم بالجلاء من الخزي و الهوان و نصرة حزبه من أهل الإيمان.[15]
[1]مفردات ألفاظ القرآن، ص237
[2]التحرير و التنوير، ج28، ص56
[3]نفس المصدر
[4]نفس المصدر
[5]الکشف و البيان، ج9، ص266
[6]نفس المصدر
[7]نفس المصدر
[8]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج9، ص193
[9]الأمثل في تفسير کتاب الله المنزل، ج18، ص157
[10]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج9، ص384
[11]نفس المصدر
[12]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج9، ص193
[13]فى ظلال القرآن، ج6، ص 3518
[14]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص137
[15]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج9، ص384
[16]غرائب القرآن و رغائب الفرقان، ج1، ص34
[17]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص313