المجادلة
المجادلة: المناظرة و المخاصمة.[1]
أسماء السورة
سورة المجادلة، سورة الظهار، سورة قد سمع.[2]
وجه التسمية
«سورة المجادلة» «سورة الظهار»؛ وجه تسميتها «سورة المجادلة» لأنها افتتحت بقضية مجادلة امرأة أوس بن الصامت لدى النبي صلى اللّه عليه و سلّم في شأن مظاهرة زوجها.[3]
«سورة الظهار»؛ سميت بهذا الإسم للبحث عن الظهار و حکمه و کفارته في ثلاث آيات منها (الآيات: 2 إلي4).
«سورة قد سمع»؛ سميت بهذا الإسم لقوله تعالي في أولها: «قد سمع الله قول التي يجادلک في زوجها».
عدد الآيات
هي اثنتان و عشرون آية.[4]
عدد الکلمات
هي أربعمائة و ثلاث و سبعون كلمة.[5] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الکلمات القرآنية مختلفة)
عدد الحروف
هي ألف و سبعمائة و اثنان و تسعون حرفا.[6] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الحروف القرآنية مختلفة)
أغراض السورة
نزلت هذه السورة في خولة بنت ثعلبة، امرأة أوس بن الصامت؛ و كان قد ظاهر منها بقوله، أنت عليّ كظهر أمي، و كان الظّهار من أشدّ طلاق الجاهلية، لأنّه في التحريم أوكد، فأتت النبي صلي الله عليه و آله فقالت له: إنّ أوسا تزوّجني و أنا شابّة مرغوب فيّ، فلمّا خلا سنّي و كثر ولدي جعلني كأمّه، و إنّ لي صبية صغارا إن ضممتهم إليه ضاعوا، و إن ضممتهم إليّ جاعوا. فروى بعضهم أن النبي صلي الله عليه و آله قال لها: ما عندي في أمرك شيء. و روى بعضهم أنه قال لها: حرّمت عليه. فقالت له: يا رسول اللّه، فاقتي و وجدي. فأنزل اللّه هذه السورة في تحريم الظّهار، و بيان حكمه، و أوعد، جلّ جلاله، من يخالف ذلك أشدّ وعيد؛ و قد ناسب هذا السياق الكلام على المنافقين، الذين يحادّون اللّه و رسوله، لتحذيرهم من مخالفة ما جاء في الظّهار و غيره من الأحكام، و لتوبيخهم على ما يتناجون به فيما بينهم، من الإثم و العدوان، و معصية النبي صلي الله عليه و آله؛ و بهذا تشارك هذه السورة سورة «الحديد»، في معالجتها أحوال أولئك المنافقين، و يكون ذكرها بعدها لهذه المناسبة.[7]
المحتوي و الموضوعات
نزلت هذه السورة في المدينة، و انسجاما مع موضوعات السورة المدنيّة فإنّها تتحدّث في الغالب عن الأحكام الفقهيّة، و نظام الحياة الاجتماعية، و العلاقات بين المسلمين و غيرهم .. و نستطيع أن نلخّص أهمّ أبحاثها في ثلاثة أقسام:
القسم الأوّل: يتحدّث عن حكم (الظهار) الذي كان يعتبر نوعا من الطلاق و الانفصال الدائم، حيث قوّمه الإسلام و جعله في الطريق الصحيح.
الثاني: يتحدّث عن مجموعة من التعليمات الخاصّة بآداب المجالسة، و التي منها: «التفسّح» في المجالس و منع النجوى.
الثالث: يتعرّض إلى بحث واف و مفصّل عن المنافقين، تلك الفئة التي تتظاهر بالإسلام، إلّا أنّها تتعاون مع أعدائه، و يحذّر المسلمين المؤمنين من الدخول في حزب الشيطان و النفاق، و يدعوهم إلى الحبّ في اللّه و البغض في اللّه و الالتحاق بحزب اللّه.[8]
الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة
أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و من قرأ سورة المجادلة كتب من حزب الله يوم القيامة.[9]
محل النزول
سورة المجادلة مدنية.[10]
زمان النزول
نزلت سورة «المجادلة» بعد سورة «المنافقون»، و نزلت سورة «المنافقون» بعد غزوة بني المصطلق، في السنة الخامسة من الهجرة؛ فيكون نزول سورة «المجادلة»، فيما بين صلح الحديبية و غزوة تبوك.[11]
جوّ النزول
نزلت هذه السورة في المدينة، و انسجاما مع موضوعات السورة المدنيّة فإنّها تتحدّث في الغالب عن الأحكام الفقهيّة، و نظام الحياة الاجتماعية، و العلاقات بين المسلمين و غيرهم ..[12]
الترتيب في المصحف
هذه السورة هي السورة «الثامنة و الخمسون» من القرآن بترتيب المصحف.
الترتيب حسب النزول
هذه السورة هي السورة «السادسة بعد المائة» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد المنافقون.[13] (الجدير بالذکر أن الأقوال في ترتيب السور القرآنية حسب النزول مختلفة)
العلاقة مع السورة السابقة
لما ختم الله سورة الحديد بذكر فضله على من يشاء من عباده افتتح هذه السورة بذكر بيان فضله في إجابة الدعوة كما أجاب دعاء تلك المرأة.[14]
الخصوصية
هذه السورة من الممتحنات.[15]
وقع في هذه السورة آية النجوي المعروفة: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَ أَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ».
[1]لسان العرب، ج11، ص105
[2]التحرير و التنوير، ج28، ص5
[3]نفس المصدر
[4]الکشف و البيان، ج9، ص252
[5]نفس المصدر
[6]نفس المصدر
[7]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج9، ص167
[8]الأمثل في تفسير کتاب الله المنزل، ج18، ص99
[9]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج9، ص369
[10]نفس المصدر
[11]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج9، ص167
[12]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج18، ص99
[13]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص137
[14]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج9، ص369
[15]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص31