سورة الممتحنة
السورة:
60
عدد الآيات :
13
مكان النزول :
مدينة
ترتيب النزول:
91
الأسماء :
سورةالممتحنة، سورةالإمتحان، سورةالمودة

الممتحنة

الممتحنة: المختبرة.[1]

أسماء السورة

سورة الممتحنة، سورة الإمتحان، سورة المودّة.[2]

وجه التسمية

«سورة الممتحنة»، «سورة الإمتحان»؛ سميت بهذين الإسمين لقوله تعالي (فَامْتَحِنُوهُنَّ).

«سورة المودّة»؛ سميت بهذا الإسم لقوله تعالي: (تُلْقُونَ‌ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ) و (تُسِرُّونَ‌ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ) و (وَ بَيْنَ الَّذِينَ‌ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً).[3] و ذلك بلحاظ النهي عن عقد الولاء و الودّ مع المشركين.

عدد الآيات

هي ثلاثة عشر آية.[4]

عدد الکلمات

هي ثلاثمائة و ثماني و أربعون كلمة.[5] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الکلمات القرآنية مختلفة)

عدد الحروف

هي ألف و خمسمائة و عشرة أحرف.[6] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الحروف القرآنية مختلفة)

أغراض السورة

نزلت هذه السورة في غزوة بني النضير من يهود المدينة؛ و كانوا قد نقضوا عهدهم مع النبي صلي الله عليه و آله فأمرهم أن يخرجوا من المدينة فأبوا، و بعث إليهم عبد اللّه بن أبيّ رئيس المنافقين ألّا يخرجوا، فإن قاتلهم المسلمون كانوا معهم عليهم، و إن أخرجوهم خرجوا معهم؛ فحاصرهم المسلمون، حتى رضوا أن يخرجوا من المدينة، على أنّ لهم ما حملت الإبل من أموالهم إلّا آلة الحرب، و لم يفعل المنافقون شيئا مما وعدوهم به، و بهذا يظهر وجه ذكر هذه السورة بعد سورة المجادلة، لأن الكلام فيهما يتناول ما كان من موالاة المنافقين لليهود.[7]

المحتوي و الموضوعات

تتكوّن موضوعات هذه السورة من قسمين:

القسم الأوّل: يتحدّث عن موضوع «الحبّ في اللّه» و «البغض في اللّه»، و ينهى عن عقد الولاء و الودّ مع المشركين، و يدعو المسلمين لكي يستلهموا من سيرة الرّسول العظيم إبراهيم عليه السّلام فيما يتعلّق بموقفه من أقرب الأقربين إليه (أبيه آزر) بلحاظ ما يمليه عليه الموقف المبدئي، كما تذكر بعض الخصوصيات الاخرى في هذا المجال و يتكرّر هذا المعنى في نهاية السورة، كما في بدايتها.

القسم الثاني: يتناول هذا القسم مسائل المرأة المهاجرة و ضرورة تمحيصها، كما يبيّن أحكاما اخرى في هذا الصدد. و إختيار اسم (الممتحنة) لهذه السورة كان بلحاظ حالة التمحيص و الامتحان التي وردت في الآية العاشرة من هذه السورة.

كما ذكر اسم آخر لهذه السورة و هو (سورة المودّة) و ذلك بلحاظ النهي عن عقد الولاء و الودّ مع المشركين، و قد أكّدت عليه السورة كثيرا. [8]

الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة

أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: و من قرأ سورة الممتحنة كان المؤمنون و المؤمنات له شفعاء يوم القيامة.

أبو حمزة الثمالي عن علي بن الحسين عليه السلام قال:‌ من قرأ سورة الممتحنة في فرائضه و نوافله امتحن الله قلبه للإيمان و نور له بصره و لا يصيبه فقرا أبدا و لا جنون في ولده و لا في بدنه.[9]

محل النزول

سورة الممتحنة مدنية.[10]

زمان النزول

نزلت سورة الحشر بعد سورة البيّنة؛ و نزلت سورة البيّنة فيما بين صلح الحديبية و غزوة تبوك؛ فيكون نزول سورة الحشر في ذلك التاريخ أيضا؛ و الحقّ أنها من السّور التي نزلت فيما بين غزوة بدر و صلح الحديبية، لأنها نزلت في غزوة بني النّضير، و كانت هذه الغزوة في السنة الرابعة من الهجرة.[11]

جوّ النزول

هاجر الرسول صلي الله عليه و آله الى المدينة، و استطاع أن يؤلّف بين المهاجرين و الأنصار، و أن يضع أسس الدعوة الإسلامية، و أن يصنع أمّة تميّزت بالأخلاق الكريمة، و الصفات الحميدة. و قد وقف كفار مكّة في وجه الدعوة الإسلامية، و وقعت عدة معارك بين المسلمين و المشركين منها: بدر و أحد و الخندق و الأحزاب و الحديبية. ثمّ توقّفت هذه المعارك بعد صلح الحديبية، و كان من أهم نصوص الصلح: وضع الحرب بين الفريقين عشر سنين، و أنّ من أراد أن يدخل في حلف محمد دخل فيه، و من أراد أن يدخل في حلف قريش دخل فيه. و على أثر ذلك دخلت قبيلة خزاعة في حلف رسول اللّه صلي الله عليه و آله و دخلت قبيلة بكر في حلف قريش. ثمّ إنّ قريشا نقضت العهد بمساعدتها قبيلة بكر حليفتها على قتال خزاعة حليفة النبي حتّى قتلوا منهم عشرين رجلا، و قد لجأت خزاعة الى الحرم لتحتمي به، و لكنّ ذلك لم يمنع رجال بكر من متابعتها، فاستنصرت خزاعة برسول اللّه، و ذهب رجال منهم إلى المدينة فأخبروا رسول اللّه بما كان‌ من غدر بكر بهم و معاونة قريش عليهم ... و أخذ رسول اللّه يتجهّز لفتح مكّة، و طوى الأخبار عن الجيش كي لا يشيع الأمر فتعلم قريش فتستعدّ للحرب، و الرسول الأمين لا يريد أن يقيم حربا بمكّة، بل يريد انقياد أهلها مع عدم المساس بهم، فدعا اللّه قائلا: «اللّهمّ خذ العيون و الأخبار عن قريش حتّى نبغتها في بلادها».

..كان حاطب من كبار المسلمين، و قد شهد مع النبي غزوة بدر مخلصا في جهادها .. لقد كتب حاطب كتابا إلى قريش، يخبرهم فيه بعزم المسلمين على فتح مكّة، و استأجر امرأة من مزينة تسمّى سارة، و جعل لها عشرة دنانير مكافأة، و أمرها ان تتلطّف و تحتال حتّى توصل كتابه الى قريش، فأخذت المرأة الكتاب فأخفته، و سلكت طريقها الى مكة. ثم أخبر اللّه رسوله بما صنع حاطب، فأرسل النبيّ علي بن أبي طالب و الزبير بن العوام في إثر المرأة، فأدركاها في الطريق، و استخرجا منها الكتاب، فأحضراه الى رسول اللّه صلي الله عليه و آله؛ فدعا رسول اللّه حاطبا، فأطلعه على الكتاب، ثم قال له: ما حملك على هذا؟ فقال حاطب: يا رسول اللّه لا تعجل عليّ، فو اللّه إنّي لمؤمن باللّه و رسوله، ما غيّرت و لا بدّلت، و لكنّي كنت امرأ ليس لي في القوم من أهل و لا عشيرة، و كان لي بين أظهرهم ولد و أهل، فصانعتهم عليهم و لم أفعل ذلك ارتدادا عن ديني، و لا رضا بالكفر بعد الإيمان. و رأى النبيّ صدق لهجة حاطب، و حسن نيّته في ما أقدم عليه من ذلك‌ الذنب، فقال لمن حوله: أما إنّه قد صدقكم في ما أخبركم به. و نظر النبيّ إلى ماضي الرجل في الجهاد، و حسن بلائه في الذود عن حرمات الإسلام، فرغب في العفو عنه. أمّا عمر بن الخطاب، فقد كبرت عليه هذه الخيانة، فنظر إلى حاطب و قال له: قاتلك اللّه، ترى رسول اللّه يخفي الأمر، و تكتب أنت إلى قريش؟ يا رسول اللّه، دعني أضرب عنق هذا المنافق. فتبسّم رسول اللّه، من حماسة عمر، و قال: و ما يدريك يا عمر، لعل اللّه قد اطّلع على أهل بدر فقال لهم: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم، فدمعت عينا عمر، و قال: اللّه و رسوله أعلم. و في هذه الحادثة أنزل اللّه صدر سورة الممتحنة يحذّر المؤمنين من أن يوالوا عدوّهم، أو يطلعوه على بعض أسرارهم مهما يكن السبب الذي يدفع الى ذلك، فإنّ العدوّ عدو حيثما كان، و موادّة العدوّ خيانة ليس بعدها خيانة. قال تعالى: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَ عَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ».[12]

الترتيب في المصحف

هذه السورة هي السورة «السّتون» من القرآن بترتيب المصحف.

الترتيب حسب النزول

هذه السورة هي السورة «الحاديه و التسعون» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد الاحزاب.[13] (الجدير بالذکر أن الأقوال في ترتيب السور القرآنية حسب النزول مختلفة)

العلاقة مع السورة السابقة

وجه اتصالها بما قبلها أنه لما ذكر سبحانه في سورة الحشر الكفار و المنافقين افتتح هذه السورة بذكر تحريم موالاتهم و إيجاب معاداتهم.‌[14]

الخصوصية

[1]مفردات ألفاظ القرآن، ص762

[2]بصائر ذوي التمييز في لطائف الکتاب العزيز، ج1، ص460

[3]نفس المصدر

[4]الکشف و البيان، ج9، ص290

[5]نفس المصدر

[6]نفس المصدر

[7]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج9، ص193

[8]الأمثل في تفسير کتاب الله المنزل، ج18، ص229

[9]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج9، ص402

[10]نفس المصدر

[11]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج9، ص193

[12]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج‌9، ص 213-214

[13]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص137

[14]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج9، ص402

[15]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص313