الضحي
الضحى: انبساط الشمس و امتداد النهار، و سمّي الوقت به.[1]
أسماء السورة
سورة الضحى، سورة و الضحى.[2]
وجه التسمية
«سورة الضحى»، «سورة و الضحى»؛ سمّيت هذه السورة بهذان الإسمان، لقوله تعالى «وَ الضُّحى».
عدد الآيات
هي إحدى عشرة آية.[3]
عدد الکلمات
هي أربعون كلمة.[4] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الکلمات القرآنية مختلفة)
عدد الحروف
هي مائة و اثنان و سبعون حرفا. [5] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الحروف القرآنية مختلفة)
أغراض السورة
الغرض من هذه السورة تثبيت النبي صلي الله عليه و آله و إيناسه و كان الوحي قد أبطأ عليه بعد نزوله فقلق لإبطائه و حزن و قد ذكر سبحانه في تثبيت الرسول صلي الله عليه و آله أنه عليه الصلاة و السلام كان يتيما فآواه، و فقيرا فأغناه ثمّ أمره بمواساة اليتيم و الفقير.[6]
المحتوي و الموضوعات
هذه السورة تبدأ بقسمين ثمّ تبشر النّبي بأن اللّه لا يتركه أبدا. ثمّ تبشّره بعطاء ربّاني تجعله راضيا ثمّ تعرض له صورا من حياته السابقة تتجسّد فيها الرحمة الإلهية التي كانت تشمله دائما و تحميه و تسنده في أشدّ اللحظات. و في نهاية السّورة تتكرر الأوامر الإلهية برعاية اليتيم و السائل و بإظهار النعم الإلهية (شكرا لهذه النعم).[7]
الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة
أبي بن كعب عن النبي صلي الله عليه و آله قال: و من قرأها كان ممن يرضاه الله و لمحمد صلي الله عليه و آله أن يشفع له و له عشر حسنات بعدد كل يتيم و سائل.[8]
محل النزول
سورة الضحى مكية.[9]
زمان النزول
نزلت سورة الضحى بعد سورة الفجر، و نزلت سورة الفجر فيما بين ابتداء الوحي و الهجرة إلى الحبشة، فيكون نزول سورة الضحى في ذلك التاريخ أيضا.[10]
جوّ النزول
انقطع الوحي عن النبي صلي الله عليه و آله أياما حتى قالوا: إن ربه ودعه فنزلت السورة فطيب الله بها نفسه.[11]
قال ابن عباس: احتبس الوحي عنه صلي الله عليه و آله خمسة عشر يوما فقال المشركون: أن محمدا قد ودعه ربه و قلاه و لو كان أمره من الله تعالى لتتابع عليه فنزلت السورة. و قيل إنما احتبس الوحي اثني عشر يوما (عن ابن جريج) و قيل أربعين يوما (عن مقاتل).
و قيل إن المسلمين قالوا ما ينزل عليك الوحي يا رسول الله فقال و كيف ينزل علي الوحي و أنتم لا تنقون براجمكم و لا تقلمون أظفاركم و لما نزلت السورة قال النبي صلي الله عليه و آله لجبرائيل عليه السلام: ما جئت حتى اشتقت إليك فقال جبرائيل: و أنا كنت أشد إليك شوقا و لكني عبد مأمور و ما نتنزل إلا بأمر ربك.
و قيل سألت اليهود رسول الله صلي الله عليه و آله عن ذي القرنين و أصحاب الكهف و عن الروح فقال سأخبركم غدا و لم يقل إن شاء الله فاحتبس عنه الوحي هذه الأيام فاغتم لشماتة الأعداء فنزلت السورة تسلية لقلبه.
و قيل إن النبي صلي الله عليه و آله رمي بحجر في إصبعه فقال هل أنت إلا إصبع رميت، و في سبيل الله ما لقيت فمكث ليلتين أو ثلاثا لا يوحى إليه فقالت له أم جميل بنت حرب امرأة أبي لهب يا محمد ما أرى شيطانك إلا قد تركك لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاث فنزلت السورة.[12]
الترتيب في المصحف
هذه السورة هي السورة «الثالثة و التسعون» من القرآن بترتيب المصحف.
الترتيب حسب النزول
هذه السورة هي السورة «الحادية عشرة» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد الفجر.[13] (الجدير بالذکر أن الأقوال في ترتيب السور القرآنية حسب النزول مختلفة)
العلاقة مع السورة السابقة
ختم الله سبحانه سورة الليل بأن الأتقى يعطيه من الثواب ما به يرضى و افتتح هذه السورة بأنه يرضي نبيه بما يؤتيه يوم القيامة من الكرامة و الزلفى.[14]
الخصوصية
تبدأ السورة بالقسم. و هي من المفصلات.[15] قال ابن قتيبة: .. و أمّا المفصّل فهو ما يلي المثاني من قصار السّور، و إنما سمّيت مفصّلا لقصرها و كثرة الفصول فيها بسطر: بسم الله الرّحمن الرّحيم. قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أعطيت السبع الطول مكان التوراة و أعطيت المثاني مكان الزبور و أعطيت المئين مكان الإنجيل و فضلت بالمفصَّل. [16]
و أقصر آية قرآنية في هذه السورة و هي «وَ الضُّحى» حروفها: 5 لفظا و 6 رسما.[17]
جدير بالذكر أنّ الرّوايات تذكر هذه السّورة و السّورة التي تليها: أَ لَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ على أنّها سورة واحدة، و لذلك لا بدّ من قرائتهما معا بعد سورة الحمد في الصلاة (لوجوب قراءة سورة كاملة بعد الحمد في الصلاة حسب مذهب أهل البيت عليهم السّلام)، و نظير ذلك في سورتي «الفيل» و «لإيلاف». و لو أمعنا النظر في سورتي الضحى و الإنشراح لألفينا ارتباط موضوعاتهما ارتباطا وثيقا يحتّم أن تكون الثّانية استمرارا للأولى و إنّ فصلت بينهما البسملة.[18]
[1]مفردات ألفاظ القرآن، ص 502
[2]التحرير و التنوير، ج30، ص 347
[3]الكشف و البيان، ج10، ص 222
[4]نفس المصدر
[5]نفس المصدر
[6]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج12، ص 7
[7]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج20، ص 271
[8]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج10، ص 762
[9]نفس المصدر
[10]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج12، ص 7
[11]الميزان في تفسير القرآن، ج20، ص310
[12]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج10، ص 764
[13]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص 136
[14]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج10، ص 762
[15]التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313
[16]جامع البيان فى تفسير القرآن، ج1، ص 34
[17]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص 365، الإتقان في علوم القرآن، ج2،ص388 ، البرهان في علوم القرآن، ج1، ص351
[18]لأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج20، ص 272
[19]تأويلات أهل السنة، ج10، ص 559، الكشف و البيان ، ج10، ص 224، الاقتباس من القرآن الكريم، ج1، ص 108