البلد
البلد: المكان المحيط المحدود المتأثر باجتماع قطّانه و إقامتهم فيه، و جمعه: بلاد و بلدان قال عزّ و جلّ: لا أقسم بهذا البلد، قيل: يعني به مكة.[1]
أسماء السورة
سورة البلد، سورة لا أقسم بهذا البلد [2]
وجه التسمية
«سورة البلد»، «سورة لا أقسم بهذا البلد»؛ سميت بهذين الإسمين لقوله تعالي في أولها «لا إقسم بهذا البلد».
عدد الآيات
هي عشرون آية.[3]
عدد الکلمات
هي اثنتان و ثمانون كلمة.[4] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الکلمات القرآنية مختلفة)
عدد الحروف
هي ثلاثمائة و عشرون حرفا.[5] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الحروف القرآنية مختلفة)
أغراض السورة
الغرض من هذه السورة إثبات عذاب الكافرين، و قد جاء أكثرها في إنذارهم و تهديدهم، إلى أن ختمت بشيء من الترغيب لتجمعهما معا، و بهذا يشبه سياقها سياق سورة الغاشية، و يكون ذكرها بعدها مناسبا لها.[6]
المحتوي و الموضوعات
هذه السّورة المباركة على قصرها تحمل حقائق كبرى:
1- في بداية هذه السّورة، بعد قسم ذي محتوى عميق، تقرّر الآية أنّ حياة الإنسان في هذه الدنيا مقرونة بمشاكل و أتعاب؛ و بذلك تعدّ الإنسان من جهة ليصارع العقبات، و من جهة اخرى تبعده عن طلب الراحة المطلقة في هذا العالم، فالراحة المطلقة و النعيم المطلق في الحياة الآخرة لا غيرها.
2- في مقطع آخر من هذه السّورة، إشارة إلى أهم النعم الإلهية، ثمّ ذكر جحود الإنسان بهذه النعم.
3- و في آخر هذه السّورة تقسيم النّاس إلى: «أصحاب الميمنة» و «أصحاب المشئمة»، ثمّ يأتي ذكر جانب من أعمال المجموعة الأولى و صفاتها (المجموعة المؤمنة الصالحة) و ما ينتظرها من جزاء، ثمّ المجموعة الثّانية، (و هي الكافرة المجرمة) و ما تواجهه من مصير.
عبارات السّورة قاطعة قارعة، و الجمل قصيرة ذات إيقاع قوي، و الألفاظ واضحة مؤثرة معبّرة، و شكل آياتها تدلّ على أنّها مكّية.[7]
الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة
أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله من قرأها أعطاه الله الأمن من غضبه يوم القيامة.
أبو بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من كان قراءته في الفريضة لا أقسم بهذا البلد كان في الدنيا معروفا أنه من الصالحين و كان في الآخرة معروفا أن له من الله مكانا و كان من رفقاء النبيين و الشهداء و الصالحين.[8]
محل النزول
سورة البلد مكية [9]
زمان النزول
نزلت سورة الفجر بعد سورة الليل، و نزلت سورة الليل بعد سورة الأعلى، و نزلت سورة الأعلى فيما بين ابتداء الوحي و الهجرة إلى الحبشة، فيكون نزول سورة الفجر في ذلك التاريخ أيضا.[10]
جوّ النزول
تذكر السورة أن خلقة الإنسان مبنية على التعب و المشقة فلا تجد شأنا من شؤون الحياة إلا مقرونا بمرارة الكد و التعب من حين يلج في جثمانه الروح إلى أن يموت فلا راحة له عارية من التعب و المشقة و لا سعادة له خالصة من الشقاء و المشأمة إلا في الدار الآخرة عند الله. فليتحمل ثقل التكاليف الإلهية بالصبر على الطاعة و عن المعصية و ليجد في نشر الرحمة على المبتلين بنوائب الدهر كاليتم و الفقر و المرض و أضرابها حتى يكون من أصحاب الميمنة و إلا فآخرته كأولاه و هو من أصحاب المشأمة عليهم نار مؤصدة. و سياق آيات السورة يشبه السياق المكي فيؤيد به كون السورة مكية و قد ادعى بعضهم عليه الإجماع، و قيل: السورة مدنية و السياق لا يساعد عليه، و قيل: مدنية إلا أربع آيات من أولها.. قوله تعالى: «لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ» ذكروا أن المراد بهذا البلد مكة و تؤيده مكية سياق السورة.[11]
الترتيب في المصحف
هذه السورة هي السورة «التسعون» من القرآن بترتيب المصحف.
الترتيب حسب النزول
هذه السورة هي السورة «الخامسة و الثلاثون» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد ق.[12] (الجدير بالذکر أن الأقوال في ترتيب السور القرآنية حسب النزول مختلفة)
العلاقة مع السورة السابقة
لما ختم تلك السورة بذكر النفس المطمئنة بين في هذه السورة وجه الاطمئنان و أنه النظر في طريق معرفة الله و أكد ذلك بالقسم.[13]
الخصوصية
تبدأ السورة بالقسم. و هي من المفصلات.[14] قال ابن قتيبة: .. و أمّا المفصّل فهو ما يلي المثاني من قصار السّور، و إنما سمّيت مفصّلا لقصرها و كثرة الفصول فيها بسطر: بسم الله الرّحمن الرّحيم.
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أعطيت السبع الطول مكان التوراة و أعطيت المثاني مكان الزبور و أعطيت المئين مكان الإنجيل و فضلت بالمفصَّل. [15]
[1]مفردات ألفاظ القرآن، ص142
[2]التحرير و التنوير، ج30، ص305
[3]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج10، ص206
[4]نفس المصدر
[5]نفس المصدر
[6]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج11، ص239
[7]الأمثل في تفسير کتاب الله المنزل، ج20، ص203
[8]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج10، ص743
[9]نفس المصدر
[10]الموسوعة القرآنية، ج11، ص239
[11]الميزان في تفسير القرآن، ج20، ص289
[12]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص136
[13]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج10، ص743
[14]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص313
[15]جامع البيان فى تفسير القرآن، ج1، ص34