الفجر
الفجر: شقّ الشيء شقّا واسعا.. منه قيل للصّبح: فجر، لكونه فجر الليل.. قيل: الفجر فجران: الكاذب، و هو كذنب السّرحان، و الصّادق، و به يتعلّق حكم الصّوم و الصّلاة.[1]
أسماء السورة
سورة الفجر[2]
وجه التسمية
«سورة الفجر»؛ قد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم لقوله تعالى في أوّلها «وَ الْفَجْرِ».[3]
عدد الآيات
هي ثلاثون آية.[4]
عدد الکلمات
هي مائة و تسع و ثلاثون كلمة.[5] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الکلمات القرآنية مختلفة)
عدد الحروف
هي خمسمائة و سبعة و تسعون حرفا.[6] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الحروف القرآنية مختلفة)
أغراض السورة
الغرض من هذه السورة إثبات عذاب الكافرين، و قد جاء أكثرها في إنذارهم و تهديدهم، إلى أن ختمت بشيء من الترغيب لتجمعهما معا، و بهذا يشبه سياقها سياق سورة الغاشية، و يكون ذكرها بعدها مناسبا لها.[7]
المحتوي و الموضوعات
هذه السورة کبقية السور المكيّة، هي ذات آيات قصار و أسلوب واضح و مصحوب بالإنذار و التحذير.
و تقدّم لنا الآيات الاولى أقساما نادرة في نوعها لتهديد الجبارين بالعذاب الإلهي.
و تنقل لنا بعض آياتها ما حلّ ببعض الأقوام السالفة ممن طغوا في الأرض و عاثوا فسادا (قوم عاد، ثمود و فرعون)، و جعلهم عبرة لاولي الأبصار، و درسا قاسيا لكلّ من يرى في نفسه القوّة و الاقتدار من دون اللّه.
ثمّ تشير باختصار إلى الامتحان الربّاني للإنسان، و تلومه على تقصيره في فعل الخيرات..
و في آخر ما تتحدث عنه السّورة هو «المعاد» و ما سينتظر المؤمنين ذوي النفوس المطمئنة من ثواب جزيل، و أيضا ما سينتظر المجرمين و الكافرين من عقاب شديد.[8]
الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة
أبي بن كعب عن النبي صلي الله عليه و آله قال: و من قرأها في ليال عشر غفر الله له و من قرأها سائر الأيام كانت له نورا يوم القيامة.
و روى داود بن فرقد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اقرأوا سورة الفجر في فرائضكم و نوافلكم فإنها سورة الحسين بن علي عليه السلام من قرأها كان مع الحسين بن علي عليه السلام يوم القيامة في درجته من الجنة.[9]
محل النزول
سورة الفجر مكية.[10]
زمان النزول
نزلت سورة الفجر بعد سورة الليل، و نزلت سورة الليل بعد سورة الأعلى، و نزلت سورة الأعلى فيما بين ابتداء الوحي و الهجرة إلى الحبشة، فيكون نزول سورة الفجر في ذلك التاريخ أيضا.[11]
جوّ النزول
هذه السورة نزلت بمکة و في عمومها حلقة من حلقات الجزء الأخير من القرآن الکريم في الهتاف بالقلب البشري إلى الإيمان و التقوى و اليقظة و التدبر .. و لكنها تتضمن ألوانا شتى من الجولات و الإيقاعات و الظلال. ألوانا متنوعة تؤلف من تفرقها و تناسقها لحنا واحدا متعدد النغمات موحد الإيقاع! في بعض مشاهدها جمال هادئ رفيق ندي السمات و الإيقاعات، كهذا المطلع الندي بمشاهده الكونية الرقيقة، و بظل العبادة و الصلاة في ثنايا تلك المشاهد .. «وَ الْفَجْرِ. وَ لَيالٍ عَشْرٍ. وَ الشَّفْعِ وَ الْوَتْرِ. وَ اللَّيْلِ إِذا يَسْرِ ..». و في بعض مشاهدها شد و قصف. سواء مناظرها أو موسيقاها كهذا المشهد العنيف المخيف: «كَلَّا. إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا. وَ جاءَ رَبُّكَ وَ الْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا. وَ جِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ. يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ وَ أَنَّى لَهُ الذِّكْرى. يَقُولُ: يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي. فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ وَ لا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ» .. و في بعض مشاهدها نداوة ورقة و رضى يفيض و طمأنينة. تتناسق فيها المناظر و الأنغام، كهذا الختام: «يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً. فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَ ادْخُلِي جَنَّتِي» ..[12]
الترتيب في المصحف
هذه السورة هي السورة «التاسعة و الثمانون» من القرآن بترتيب المصحف.
الترتيب حسب النزول
هذه السورة هي السورة «العاشرة» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد الليل.[13] (الجدير بالذکر أن الأقوال في ترتيب السور القرآنية حسب النزول مختلفة)
العلاقة مع السورة السابقة
ختم الله سبحانه تلك السورة بأن إياب الخلق إليه و حسابهم عليه و افتتح هذه السورة بتأكيد ذلك المعنى حين أقسم أنه بالمرصاد.
الخصوصية
بدأت السّورة بخمسة أقسام. و هي ذات آيات قصار و أسلوب واضح و مصحوب بالإنذار و التحذير.
هذه السورة من المفصلات.[14] قال ابن قتيبة: .. و أمّا المفصّل فهو ما يلي المثاني من قصار السّور، و إنما سمّيت مفصّلا لقصرها و كثرة الفصول فيها بسطر: بسم الله الرّحمن الرّحيم. قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: أعطيت السبع الطول مكان التوراة و أعطيت المثاني مكان الزبور و أعطيت المئين مكان الإنجيل و فضلت بالمفصَّل. [15]
[1]مفردات ألفاظ القرآن، ص 625
[2]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج11، ص239
[3]نفس المصدر
[4]الکشف و البيان، ج10، ص191
[5]نفس المصدر
[6]نفس المصدر
[7]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج11، ص239
[8]الأمثل في تفسير کتاب الله المنزل، ج20، ص169
[9]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج10، ص730
[10]نفس المصدر
[11]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج11، ص239
[12]فى ظلال القرآن، ج6، ص 3902
[13]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص135
[14]التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313
[15]جامع البيان فى تفسير القرآن، ج1، ص34
[16]تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة، ص 770