البروج
البروج: القصور، الواحد: برج، و به سمّي بروج السماء لمنازلها المختصة بها.[1]
أسماء السورة
سورة البروج، سورة السماء ذات البروج.[2]
وجه التسمية
عدد الآيات
هي اثنان و عشرون آية.[5]
عدد الکلمات
كلمها مائة و تسع كلمة.[6] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الکلمات القرآنية مختلفة)
عدد الحروف
حروفها أربع مائة و ثمانية و خمسون حرفا.[7] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الحروف القرآنية مختلفة)
أغراض السورة
الغرض من هذه السورة تثبيت المؤمنين و تصبيرهم على تعذيب أهل مكّة لهم، و تذكيرهم بما جرى من التعذيب لمن آمن قبلهم؛ و قد اقتضى هذا إنذار من يعذّبهم، فسارت به هذه السورة في سياق الإنذار كالسورة التي قبلها(سورة الانشقاق).[8]
المحتوي و الموضوعات
كان المؤمنون في بداية الدعوة المحمّدية خصوصا في مكّة يعانون من شدّة التضييق و أقسى ألوان التعذيب الجسدي و النفسي، الذي انهال به عدوّهم من الكفّار على أن يتركوا إيمانهم بترك عقيدة الحق و الارتداد عن الدين القويم! و بملاحظة كون السّورة مكيّة، فيظهر إنّها نزلت لتقوية معنويات المؤمنين لمواجهة تلك الظروف الصعبة، و لترغيبهم على الصمود أمام الصعاب و الثبات على الإيمان و ترسيخه في القلوب.
و تناولت السّورة قصّة «أصحاب الأخدود»، الذين حفروا خندقا و سجّروه بالنيران، و هددوا المؤمنين بإلقائهم في تلك النّار إن لم يعودوا إلى كفرهم! و أحرقوا مجموعة منهم بالنّار و هم أحياء، و مع ذلك لم يرجعوا عن دينهم . و تعد السّورة في بعض آياتها بعذاب جهنم الأليم لأولئك الذين يؤذون المؤمنين و يعذبونهم على إيمانهم، و تذمهم ذما شديدا، في حين تبشر المؤمنين الصابرين بالجنّة و الفوز بنعيمها.
و في جانب آخر من السّورة، تعرض لنا مقتطفات من قصّتي فرعون و ثمود و قوميهما الجناة الطغاة، و ما آلوا إليه من ذلّ و هلاك، كلّ ذلك تذكيرا لكفّار مكّة الذين هم أضعف قوّة و أقل جندا من أولئك، فعسى أن يرعووا عمّا هم فيه من جهة، و تسلية لقلب الحبيب المصطفى صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و من كان معه من المؤمنين من جهة اخرى. و تختم السّورة في آخر مقاطعها بالإشارة إلى عظمة القرآن الكريم، و إلى الأهمية البالغة لهذا الوحي الإلهي. و عموما، فالسّورة من سور المقاومة و الثبات و الصبر أمام ضغوط الظالمين و المستكبرين، و آياتها تتضمّن الوعد الإلهي بنصر المؤمنين.[9]
الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة
أبي بن كعب عن النبي صلي الله عليه و آله قال: و من قرأها أعطاه الله من الأجر بعدد كل يوم جمعة و كل يوم عرفة يكون في دار الدنيا عشر حسنات.
يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ و السماء ذات البروج في فرائضه فإنها سورة النبيين كان محشره و موقفه مع النبيين و المرسلين[10]
محل النزول
سورة البروج مكية.[11]
زمان النزول
نزلت سورة البروج بعد سورة الشمس، و نزلت سورة الشمس بعد سورة القدر، و نزلت سورة القدر بعد سورة عبس، و كان نزول سورة عبس فيما بين الهجرة إلى الحبشة و الإسراء، فيكون نزول سورة البروج في ذلك التاريخ أيضا.[12]
جوّ النزول
هذه السورة نزلت بمکة في الأوضاع السائدة في المحيط المکي الملَّوث بالشرک و الکفر. و أن الموضوع المباشر الذي تتحدث عنه السورة هو قصة أصحاب الأخدود المؤلمة. کان المسلمون آنذاک يعانون من أنواع التعذيب و التضييق من جانب المشرکين. فأنزلها الله تعالي هذه السورة لتقوية قلوب المؤمنين و تثبيت أقدامهم.
الترتيب في المصحف
هذه السورة هي السورة «الخامسة و الثمانون» من القرآن بترتيب المصحف.
الترتيب حسب النزول
هذه السورة هي السورة «السابعة و العشرون» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد الشمس.[13] (الجدير بالذکر أن الأقوال في ترتيب السور القرآنية حسب النزول مختلفة)
العلاقة مع السورة السابقة
ختم الله سبحانه تلك السورة بذكر المؤمنين و افتتح هذه السورة أيضا بذكر المؤمنين من أصحاب الأخدود [14]
الخصوصية
تبدأ هذه السورة بالقسم.
و هي من المفصلات.[15] قال ابن قتيبة: .. و أمّا المفصّل فهو ما يلي المثاني من قصار السّور، و إنما سمّيت مفصّلا لقصرها و كثرة الفصول فيها بسطر: بسم الله الرّحمن الرّحيم. قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أعطيت السبع الطول مكان التوراة و أعطيت المثاني مكان الزبور و أعطيت المئين مكان الإنجيل و فضلت بالمفصَّل. [16]
[1]مفردات ألفاظ القرآن، ص115
[2]التحرير و التنوير، ج30، ص211
[3]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج11، ص171
[4]التحرير و التنوير، ج30، ص211
[5]الکشف و البيان، ج10، ص164
[6]نفس المصدر
[7]نفس المصدر
[8]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج11، ص171
[9]الأمثل في تفسير کتاب الله المنزل، ج20، ص75
[10]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج10، ص703
[11]نفس المصدر
[12]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج11، ص171
[13]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص136
[14]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج10، ص703
[15]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص313
[16]جامع البيان فى تفسير القرآن، ج1، ص34