التکوير
التكوير: كوّرت الشمس: ذهب ضوءها. أو اضمحلّت و ذهبت.[1]
وجه التسمية
عدد الآيات
هي تسع و عشرون آية.[6]
عدد الکلمات
هي مائة و أربع كلمات.[7] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الکلمات القرآنية مختلفة)
عدد الحروف
هي خمس مائة و ثلاثون حرفا.[8] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الحروف القرآنية مختلفة)
أغراض السورة
الغرض من هذه السورة: إثبات الحساب على الأعمال، و ما يتبع هذا من ثواب و عقاب؛ و بهذا يكون سياقها أيضا في الترهيب و الترغيب، و يكون ذكرها بعد السورة السابقة(سورة عبس)، لموافقتها لها في هذا السياق.[9]
المحتوي و الموضوعات
كثير من القرائن المختلفة في السورة تدل على أنّها مكّية. [منها] نسبة الجنون إلى النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من قبل أعداء الإسلام، و هذا ما كان يحدث كثيرا في مكّة، خصوصا في بداية الدعوة المحمّدية، لتصور الأعداء أنّهم بافتراءتهم تلك سيصرفون أنظار الناس عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و دعوته الإلهية.
و على أيّة حال، فالسورة تدور حول محورين أساسيين:
المحور الأوّل: هو ما شرعت به السورة من تبيان علائم يوم القيامة، و ما يواجه العالم من تغييرات قبيل يوم القيامة.
المحور الثّاني: الحديث عن عظمة القرآن و من جاء به، و أثره على النفس الإنسانية، بالإضافة إلى تكرار اليمين و القسم في آيات عدّة لإيقاظ الإنسان من غفلته.[10]
الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة
أبي بن كعب عن النبي صلي الله عليه و آله قال: و من قرأ سورة إذا الشمس كورت أعاذه الله تعالى أن يفضحه حين تنشر صحيفته.
ابن عمر قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: من أحب أن ينظر إلي يوم القيامة فليقرأ إذا الشمس كورت.
و روى أبو بكر قال: قلت لرسول الله صلي الله عليه و آله يا رسول الله أسرع إليك الشيب قال: شيبتني هود و الواقعة و المرسلات و عم يتساءلون و إذا الشمس كورت.[11]
محل النزول
سورة التكوير مكية.[12]
زمان النزول
نزلت سورة التّكوير بعد سورة المسد، و نزلت سورة المسد بعد سورة الفاتحة، و نزلت سورة الفاتحة فيما بين ابتداء الوحي و الهجرة إلى الحبشة، فيكون نزول سورة التكوير في ذلك التاريخ أيضا.[13]
جوّ النزول
هذه السورة نزلت بمکة. و نعلم أنّ في السّور المكية يدور الحديث غالبا حول المبدأ و المعاد، و حول إثبات التوحيد، و يوم القيامة، و مكافحة الشرك و الوثنية، و تقوية مكانة الإنسان و دعم موقعه في عالم الخلق، لأنّ الفترة المكّية كانت تشكل فترة بناء المسلمين من حيث العقيدة، و تقوية أسس الإيمان كأسس و قواعد لــ«نهضة متجذرة».[14]
هذه السورة ذات مقطعين اثنين تعالج في كل مقطع منهما تقرير حقيقة ضخمة من حقائق العقيدة:
الأولى حقيقة القيامة و ما يصاحبها من انقلاب كوني هائل كامل، يشمل الشمس و النجوم و الجبال و البحار، و الأرض و السماء، و الأنعام و الوحوش، كما يشمل بني الإنسان.
و الثانية حقيقة الوحي و ما يتعلق بها من صفة الملك الذي يحمله، و صفة النبي الذي يتلقاه، ثم شأن القوم المخاطبين بهذا الوحي معه، و مع المشيئة الكبرى التي فطرتهم و نزلت لهم الوحي.
و الإيقاع العام للسورة أشبه بحركة جائحة. تنطلق من عقالها، فتقلب كل شيء، و تنثر كل شيء؛ و تهيج الساكن و تروع الآمن؛ و تذهب بكل مألوف و تبدل كل معهود؛ و تهز النفس البشرية هزا عنيفا طويلا، يخلعها من كل ما اعتادت أن تسكن إليه، و تتشبث به، فإذا هي في عاصفة الهول المدمر الجارف ريشة لا وزن لها و لا قرار. و لا ملاذ لها و لا ملجأ إلا في حمى الواحد القهار، الذي له وحده البقاء و الدوام، و عنده وحده القرار و الاطمئنان .. و من ثم فالسورة بإيقاعها العام وحده تخلع النفس من كل ما تطمئن إليه و تركن، لتلوذ بكنف اللّه، و تأوي إلى حماه، و تطلب عنده الأمن و الطمأنينة و القرار ..[15]
الترتيب في المصحف
هذه السورة هي السورة «الحادية و الثمانون» من القرآن بترتيب المصحف.
الترتيب حسب النزول
هذه السورة هي السورة «السابعة» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد المسد.[16] (الجدير بالذکر أن الأقوال في ترتيب السور القرآنية حسب النزول مختلفة)
العلاقة مع السورة السابقة
لما ختم الله سبحانه سورة عبس بذكر يوم القيامة و أهوالها افتتح هذه السورة أيضا بذكر علاماتها و أحوالها.[17]
الخصوصية
هذه السورة من المفصلات.[18] قال ابن قتيبة: .. و أمّا المفصّل فهو ما يلي المثاني من قصار السّور، و إنما سمّيت مفصّلا لقصرها و كثرة الفصول فيها بسطر: بسم الله الرّحمن الرّحيم. قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أعطيت السبع الطول مكان التوراة و أعطيت المثاني مكان الزبور و أعطيت المئين مكان الإنجيل و فضلت بالمفصَّل. [19]
نواجه في بداية السورة، إشارات قصيرة، مثيرة و مرعبة لما سيجري لنهاية العالم المذهلة- بداية يوم القيامة- فتنقل الإنسان في فكره و أحاسيسه إلى مفاجئات ذلك اليوم الرهيب، قد تحدثت تلك الإشارات عن ثمانية علائم من يوم القيامة.[20]
روى أبو بكر قال: قلت: يا رسول اللّه أسرع إليك الشيب! قال: «شيّبتني سورة هود، و الواقعة، و المرسلات، و عمّ يتساءلون، و إذا الشمس كوّرت».[21]
[1]الإفصاح في فقه اللغة، ج1، ص377
[2]بصائر ذوي التمييز في لطائف الکتاب العزيز، ج1، ص503
[3]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج10، ص671
[4]نفس المصدر
[5]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج10، ص671
[6]الکشف و البيان، ج10، ص136
[7]نفس المصدر
[8]نفس المصدر
[9]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج11، ص93
[10]الأمثل في تفسير کتاب الله المنزل، ج19، ص443
[11]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج10، ص670
[12]نفس المصدر
[13]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج11، ص93
[14]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج4، ص553
[15]فى ظلال القرآن، ج6، ص 3836
[16]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص135
[17]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج10، ص670
[18]التمهيد في علوم القرآن، ج1 ص313
[19]جامع البيان فى تفسير القرآن، ج1، ص: 34
[20]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج19، ص 445
[21]زبدة التفاسير، ج7، ص 343