سورة النبإ
السورة:
78
عدد الآيات :
40
مكان النزول :
مکة
ترتيب النزول:
80
الأسماء :
سورة‌النبأ، سورة عمّ، سورة عمّ یتسائلون، سورةالتساؤل، سورةالمعصرات

النبأ

النبأ: خبر ذو فائدة عظيمة يحصل به علم أو غلبة ظنّ، و لا يقال للخبر في الأصل‌ نبأ حتى‌ يتضمّن هذه الأشياء الثّلاثة، وحقّ الخبر الذي يقال فيه‌ نبأ أن يتعرّى عن الكذب، كالتّواتر، و خبر اللّه تعالى، و خبر النبيّ عليه الصلاة و السلام.[1]

أسماء السورة

سورة النبأ، سورة عم يتساءلون، سورة عم، سورة التساؤل، سورة المعصرات.[2]

وجه التسمية

«سورة النبأ»؛ سمّيت هذه السورة بهذا الاسم لقوله تعالى في أوّلها «عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ».[3]

«سورة المعصرات»؛ تسمى «سورة المعصرات» لقوله تعالى فيها «وَ أَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً».[4]

«سورة عمّ يتساءلون»؛ تسميتها بها تسمية لها بأول جملة فيها.[5]

«سورة عمّ»؛ تسميتها بها تسمية لها بأول جملة فيها.[6]

«سورة التساؤل»؛ تسمى «سورة التساؤل» لوقوع «يتساءلون» في أولها.[7]

عدد الآيات

هي أربعون آية.[8]

عدد الکلمات

هي مائة و ثلاث و سبعون كلمة.[9] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الکلمات القرآنية مختلفة)

عدد الحروف

هي سبع مائة و سبعون حرفا.[10] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الحروف القرآنية مختلفة)

أغراض السورة

الغرض من هذه السورة إثبات البعث، و قد اقتضى هذا تهديدهم على إنكارهم له، و ترغيبهم في الإيمان به، فكان سياقها في هذا مشابها لسياق سورة المرسلات، و هذا هو وجه ذكرها بعدها.[11]

المحتوي و الموضوعات

يمكننا تلخيص محتوى السورة بما يلي:

1- السؤال عن «النبأ العظيم» و هو يوم القيامة كحدث بالغ الخطورة.

2- الاستدلال على إمكانية المعاد و القيامة، من خلال الاستدلال بمظاهر القدرة الإلهية في: السماء، الأرض، الحياة الإنسانية و النعم الرّبانية.

3- بيان بعض علامات بدء البعث.

4- تصوير جوانب من عذاب الطغاة الأليم.

5- التشويق للجنّة، بوصف أجوائها الفياضة بالنعم.

6- و تختم السورة بالإنذار الشديد من عذاب قريب، بالإضافة لتصوير حال الذين كفروا.[12]

الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة

أبي بن كعب عن النبي صلي الله عليه و آله قال:‌ و من قرأ سورة عم يتساءلون سقاه الله برد الشراب يوم القيامة.

و روي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال‌: من قرأ عم يتساءلون لم يخرج سنته إذا كان يدمنها في كل يوم حتى يزور البيت الحرام.[13]

محل النزول

سورة النبأ مكية.[14]

زمان النزول

نزلت سورة النبأ بعد سورة المعارج، و نزلت سورة المعارج بعد الإسراء و قبيل الهجرة؛ فيكون نزول سورة النبأ في ذلك التاريخ أيضا.[15]

جوّ النزول

هذه السورة من آخر ما نزل من القرآن بمکة في الأوضاع السائدة في المحيط المکي الملَّوث بالشرک و الکفر. کان المشرکون ينکرون النبي صلي الله عليه و آله و يکذبون بآيات الله. و لا ينقصون من عنادهم و کفرهم و مکافحتهم للإسلام شيئاً بعد سنوات من بعثة النبي و إرشادهم الي التوحيد و الإيمان بالبعث و..

تتضمن السورة الإخبار بمجي‌ء يوم الفصل و صفته و الاحتجاج على أنه حق لا ريب فيه، فقد افتتحت بذكر تساؤلهم عن نبئه ثم ذكر في سياق الجواب و لحن التهديد أنهم سيعلمون ثم احتج على ثبوته بالإشارة إلى النظام المشهود في الكون بما فيه من التدبير الحكيم الدال بأوضح الدلالة على أن وراء هذه النشأة المتغيرة الدائرة نشأة ثابتة باقية، و أن عقيب هذه الدار التي فيها عمل و لا جزاء دارا فيها جزاء و لا عمل فهناك يوم يفصح عنه هذا النظام. ثم تصف اليوم بما يقع فيه من إحضار الناس و حضورهم و انقلاب الطاغين إلى عذاب أليم و المتقين إلى نعيم مقيم و يختم الكلام بكلمة في الإنذار.[16]

الترتيب في المصحف

هذه السورة هي السورة «الثامنة و السبعون» من القرآن بترتيب المصحف.

الترتيب حسب النزول

هذه السورة هي السورة «الثمانون» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد المعارج.[17] (الجدير بالذکر أن الأقوال في ترتيب السور القرآنية حسب النزول مختلفة)

العلاقة مع السورة السابقة

لما ختم الله سبحانه تلك السورة بذكر القيامة و وعيد المكذبين بها افتتح هذه السورة بذكرها و ذكر دلائل القدرة على البعث و الإعادة.[18]

الخصوصية

هذه السورة من المفصلات.[19] قال ابن قتيبة: .. و أمّا المفصّل فهو ما يلي المثاني‌ من قصار السّور، و إنما سمّيت‌ مفصّلا لقصرها و كثرة الفصول فيها بسطر: بسم الله الرّحمن الرّحيم. قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أعطيت السبع الطول مكان‌ التوراة و أعطيت المثاني مكان الزبور و أعطيت المئين مكان الإنجيل و فضلت بالمفصَّل‌. [20]

روى أبو بكر قال: قلت: يا رسول اللّه أسرع إليك الشيب! قال: «شيّبتني‌ سورة هود، و الواقعة، و المرسلات، و عمّ يتساءلون، و إذا الشمس كوّرت».[21]

تمتاز أغلب السور القرآنية في الجزء الأخير من القرآن بأنّها نزلت في مكّة و تؤكّد في مواضيعها على مسألة: المبدأ، المعاد، البشارة و الإنذار، و تتّبع أسلوب الإثارة في الحديث، و تتعامل مع الأوتار الموقظة للضمير الإنساني، و تمتاز معظم آياتها بقصر العبارة المتضمنة لإشارات جمة، حيث تبث الحياة في الأجساد الخالية من الروح و تنقلها من عالم الغفلة و اللامبالاة إلى عالم الشعور بعظم المسؤولية الملقاة على العواتق، و إلى البناء الجاد الملتزم للشخصية الإنسانية الحقة. و مع كل ذلك .. فلآياتها عالما خاصّا ملي‌ء بالتفاعلات و الحركية. و سورة النبأ لا تشذّ عن الإطار العام لطبيعة السور المكيّة، حيث تستهل السورة بسؤال يستوقف الإنسان، و تختتم بجملة زاخرة بالعبرة.[22]

[1]مفردات ألفاظ القرآن، ص 788

[2]التحرير و التنوير، ج‌30، ص 5

[3]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج‌11، ص 33

[4]التحرير و التنوير، ج‌30، ص 5

[5]التحرير و التنوير، ج‌30، ص 5

[6]نفس المصدر

[7]نفس المصدر

[8]الكشف و البيان، ج‌10، ص 113

[9]نفس المصدر

[10]نفس المصدر

[11]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج‌11، ص 33

[12]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج‌19، ص 318

[13]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج‌10، ص 637

[14]نفس المصدر

[15]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج‌11، ص 33

[16]الميزان في تفسير القرآن، ج‌20، ص 159

[17]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص 136

[18]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج‌10، ص 637

[19]التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313

[20]جامع البيان فى تفسير القرآن، ج‌1، ص 34

[21]زبدة التفاسير، ج‌7، ص 343

[22]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج‌19، ص 317