نوح
نوح عليه السلام هو النبي المشهور ابن لامك بن متوشخ بن اخنوخ - و هو إدريس النبي- و هو اسم منصرف مع العجمة و التعريف لسكون وسطه كلوط. قيل سمّي نوحا لأنه کان ينوح علي نفسه خمسمائة عام، و نحّي نفسه عمّا کان فيه قومه من الضلالة. و في حديث عن الصادق عليه السلام: عاش نوح ألفي سنة و خمسمائة سنة و منها ثمان مائة و خمسون قبل أن يبعث و ألف سنة إلّا خمسين عاماً في قومه يدعوهم و سبعمائة بعد نزوله من السفينة.[1]
کان هو عليه السلام من أولي العزم من الرسل، و قد ذکر اسمه الشريف في القرآن الکريم نحو ثلاث و اربعين مرّة.
أسماء السورة
سورة نوح، سورة إنا أرسلنا.[2]
وجه التسمية
«سورة نوح»، «سورة إنا أرسلنا»؛ قد سمّيت هذه السورة بهذان الإسمان، لقوله تعالى في أولها: إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ.
عدد الآيات
هي ثمان و عشرون آية.[3]
عدد الکلمات
هي مائتان و أربع و عشرون كلمة.[4] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الکلمات القرآنية مختلفة)
عدد الحروف
هي تسعمائة و تسعة و عشرون حرفا.[5] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الحروف القرآنية مختلفة)
أغراض السورة
الغرض من هذه السورة إنذار المشركين بما حصل لقوم نوح عليه السلام حينما عصوه. و بهذا تكون موافقة للسّور المذكورة قبلها في سياق الإنذار.[6]
المحتوي و الموضوعات
هذه السورة، كما هو واضح من اسمها، تشير إلى قصّة نوح عليه السّلام، و أشير إلى قصّة هذا النّبي العظيم كذلك في سورة متعددة في القرآن المجيد، منها: سورة الشعراء، و المؤمنون، و الأعراف، و الأنبياء، و بشكل أوسع في سورة هود ..و ما جاء في سورة نوح عن قصّته عليه السّلام هو مقطع خاص من حياته، و هو أقل ممّا ذكر في بقية السور، و هذا القسم يرتبط بدعوته المستمرة و المتتابعة إلى التوحيد، و ترتبط بكيفيتها و عناصرها، و التخطيط الدقيق الماهر في هذا الأمر الهام، و ذلك مقابل قوم معاندين و متكبرين يأنفون من الانقياد إلى الحقّ. [7]
تشير السورة إلى رسالة نوح عليه السلام إلى قومه و إجمال دعوته و عدم استجابتهم له ثم شكواه إلى ربه منهم و دعائه عليهم و استغفاره لنفسه و لوالديه و لمن دخل بيته مؤمنا و للمؤمنين و المؤمنات ثم حلول العذاب بهم و إهلاكهم بالإغراق.[8]
الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة
أبي بن كعب عن النبي صلي الله عليه و آله قال: و من قرأ سورة نوح كان من المؤمنين الذين تدركهم دعوة نوح.
أبو عبد الله عليه السلام قال: من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر و يقرأ كتابه فلا يدع أن يقرأ سورة إنا أرسلنا نوحا فأي عبد قرأها محتسبا صابرا في فريضة أو نافلة أسكنه الله مساكن الأبرار و أعطاه ثلاث جنان مع جنته كرامة من الله و زوجه مائتي حوراء و أربعة آلاف ثيب إن شاء الله تعالى.[9]
محل النزول
هي مکية.[10]
زمان النزول
نزلت سورة نوح بعد سورة النحل، و نزلت سورة النحل بعد الإسراء و قبيل الهجرة؛ فيكون نزول سورة نوح، في ذلك التاريخ أيضا.[11]
جوّ النزول
هذه السورة من آخر ما نزل من القرآن بمکة في الأوضاع السائدة في المحيط المکي الملَّوث بالشرک و الکفر. کان المشرکون ينکرون النبي صلي الله عليه و آله و يکذبون بآيات الله. و لا ينقصون من عنادهم و کفرهم و مکافحتهم للإسلام شيئاً بعد سنوات من بعثة النبي و إرشادهم الي التوحيد و الإيمان بالبعث و..
..بلحاظ أنّ هذه السورة نزلت في مكة، و أنّ النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و المسلمين القلائل في ذلك الزمان كانوا يعيشون ظروفا مشابهة لظروف عصر نوح عليه السّلام و أعوانه، فإنّها تعلمهم أمور كثيرة، و كانت هذه واحدة من أهداف إيراد هذه القصّة، و منها:
أنّها تذكرهم كيف يبلغون الرسالة للمشركين عن طريق الاستدلال المنطقي المقترن بالمحبّة و المودّة، و استخدام كلّ طريقة تكون مفيدة و مؤثرة في الدعوة.
أنّها تعلّمهم الثبات و النشاط في طريق الدعوة إلى اللّه و عدم التكاسل مهما طالت الأعوام، و مهما وضع الأعداء العوائق.
أنّها تعلّمهم كيف يرغبونهم و يشجعونهم تارة، و تكون لديهم عوامل الإنذار و الرّهبة تارة أخرى و الاستفادة من كلا الطريقين في الدعوة إلى اللّه جلّ و علا.
الآيات الأخيرة من هذه السورة هي تحذير للمشركين المعاندين، بأن عاقبتهم وخيمة إذا لم يستسلموا للحق، و تخلّفوا عن أمر اللّه.
بالاضافة إلى ذلك، فإنّ هذا السورة جاءت لتهدئة مشاعر النّبي و المؤمنين الأوائل و من يعيش مثل ظروفهم، ليصبروا على الصعوبات، و يطمئنوا في مسيرهم بلطف من اللّه.[12]
الترتيب في المصحف
هذه السورة هي السورة «الواحدة و السبعون» من القرآن بترتيب المصحف.
الترتيب حسب النزول
هذه السورة هي السورة «الواحدة و السبعون» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد النحل.[13] (الجدير بالذکر أن الأقوال في ترتيب السور القرآنية حسب النزول مختلفة)
العلاقة مع السورة السابقة
لما ختم سبحانه تلك السورة بوعيد أهل التكذيب افتتح هذه السورة بذكر قصة نوح و قومه و ما نالهم بالتكذيب تسلية للنبي صلي الله عليه و آله.[14]
الخصوصية
هذه السورة من المفصلات.[15] قال ابن قتيبة: .. و أمّا المفصّل فهو ما يلي المثاني من قصار السّور، و إنما سمّيت مفصّلا لقصرها و كثرة الفصول فيها بسطر: بسم الله الرّحمن الرّحيم. قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أعطيت السبع الطول مكان التوراة و أعطيت المثاني مكان الزبور و أعطيت المئين مكان الإنجيل و فضلت بالمفصَّل. [16]
و هي أيضاً من الممتحنات. [17]
ما جاء في سورة نوح عن قصّته عليه السّلام هو مقطع خاص من حياته، و هو أقل ممّا ذكر في بقية السور، و هذا القسم يرتبط بدعوته المستمرة و المتتابعة إلى التوحيد، و ترتبط بكيفيتها و عناصرها، و التخطيط الدقيق الماهر في هذا الأمر الهام، و ذلك مقابل قوم معاندين و متكبرين يأنفون من الانقياد إلى الحقّ.[18]
[1]مجمع البحرين، ج2، ص421
[2]التحرير و التنوير، ج29، ص 172
[3]الكشف و البيان، ج10، ص43
[4]نفس المصدر
[5]نفس المصدر
[6]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج10، ص 167
[7]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج19، ص 43
[8]الميزان في تفسير القرآن، ج20، ص26
[9]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج10، ص 540
[10]نفس المصدر
[11]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج10، ص 167
[12]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج19، ص 43
[13]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص 136
[14]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج10، ص 540
[15]التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313
[16]جامع البيان فى تفسير القرآن، ج1، ص 34
[17]التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313
[18]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج19، ص 43