سورة نوح
السورة:
71
عدد الآيات :
28
مكان النزول :
مکة
ترتيب النزول:
71
الأسماء :
سورة نوح، سورة إنا أرسلنا نوحا

نوح

نوح‌ عليه السلام هو النبي المشهور ابن لامك بن متوشخ بن اخنوخ - و هو إدريس النبي- و هو اسم منصرف مع العجمة و التعريف لسكون وسطه كلوط. قيل سمّي نوحا لأنه کان ينوح علي نفسه خمسمائة عام، و نحّي نفسه عمّا کان فيه قومه من الضلالة. و في حديث عن الصادق عليه السلام: عاش نوح ألفي سنة و خمسمائة سنة و منها ثمان مائة و خمسون قبل أن يبعث و ألف سنة إلّا خمسين عاماً في قومه يدعوهم و سبعمائة بعد نزوله من السفينة.[1]

کان هو عليه السلام من أولي العزم من الرسل، و قد ذکر اسمه الشريف في القرآن الکريم نحو ثلاث و اربعين مرّة.

أسماء السورة

سورة نوح، سورة إنا أرسلنا.[2]

وجه التسمية

«سورة نوح»، «سورة إنا أرسلنا»؛ قد سمّيت هذه السورة بهذان الإسمان، لقوله تعالى في أولها: إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى‌ قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ.

عدد الآيات

هي ثمان و عشرون آية.[3]

عدد الکلمات

هي مائتان و أربع و عشرون كلمة.[4] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الکلمات القرآنية مختلفة)

عدد الحروف

هي تسعمائة و تسعة و عشرون حرفا.[5] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الحروف القرآنية مختلفة)

أغراض السورة

الغرض من هذه السورة إنذار المشركين بما حصل لقوم نوح عليه السلام حينما عصوه. و بهذا تكون موافقة للسّور المذكورة قبلها في سياق الإنذار.[6]

المحتوي و الموضوعات

هذه السورة، كما هو واضح من اسمها، تشير إلى قصّة نوح عليه السّلام، و أشير إلى قصّة هذا النّبي العظيم كذلك في سورة متعددة في القرآن المجيد، منها: سورة الشعراء، و المؤمنون، و الأعراف، و الأنبياء، و بشكل أوسع في سورة هود ..و ما جاء في سورة نوح عن قصّته عليه السّلام هو مقطع خاص من حياته، و هو أقل ممّا ذكر في بقية السور، و هذا القسم يرتبط بدعوته المستمرة و المتتابعة إلى التوحيد، و ترتبط بكيفيتها و عناصرها، و التخطيط الدقيق الماهر في هذا الأمر الهام، و ذلك مقابل قوم معاندين و متكبرين يأنفون من الانقياد إلى الحقّ. [7]

تشير السورة إلى رسالة نوح عليه السلام إلى قومه و إجمال دعوته و عدم استجابتهم له ثم شكواه إلى ربه منهم و دعائه عليهم و استغفاره لنفسه و لوالديه و لمن دخل بيته مؤمنا و للمؤمنين و المؤمنات ثم حلول العذاب بهم و إهلاكهم بالإغراق.[8]

الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة

أبي بن كعب عن النبي صلي الله عليه و آله قال‌: و من قرأ سورة نوح كان من المؤمنين الذين تدركهم دعوة نوح.‌

أبو عبد الله عليه السلام قال‌: من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر و يقرأ كتابه فلا يدع أن يقرأ سورة إنا أرسلنا نوحا فأي عبد قرأها محتسبا صابرا في فريضة أو نافلة أسكنه الله مساكن الأبرار و أعطاه ثلاث جنان مع جنته كرامة من الله و زوجه مائتي حوراء و أربعة آلاف ثيب إن شاء الله تعالى.[9]

محل النزول

هي مکية.[10]

زمان النزول

نزلت سورة نوح بعد سورة النحل، و نزلت سورة النحل بعد الإسراء و قبيل الهجرة؛ فيكون نزول سورة نوح، في ذلك التاريخ أيضا.[11]

جوّ النزول

هذه السورة من آخر ما نزل من القرآن بمکة في الأوضاع السائدة في المحيط المکي الملَّوث بالشرک و الکفر. کان المشرکون ينکرون النبي صلي الله عليه و آله و يکذبون بآيات الله. و لا ينقصون من عنادهم و کفرهم و مکافحتهم للإسلام شيئاً بعد سنوات من بعثة النبي و إرشادهم الي التوحيد و الإيمان بالبعث و..

..بلحاظ أنّ هذه السورة نزلت في مكة، و أنّ النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و المسلمين القلائل في ذلك الزمان كانوا يعيشون ظروفا مشابهة لظروف عصر نوح عليه السّلام و أعوانه، فإنّها تعلمهم أمور كثيرة، و كانت هذه واحدة من أهداف إيراد هذه القصّة، و منها:

أنّها تذكرهم كيف يبلغون الرسالة للمشركين عن طريق الاستدلال المنطقي المقترن بالمحبّة و المودّة، و استخدام كلّ طريقة تكون مفيدة و مؤثرة في الدعوة.

أنّها تعلّمهم الثبات و النشاط في طريق الدعوة إلى اللّه و عدم التكاسل مهما طالت الأعوام، و مهما وضع الأعداء العوائق.

أنّها تعلّمهم كيف يرغبونهم و يشجعونهم تارة، و تكون لديهم عوامل‌ الإنذار و الرّهبة تارة أخرى و الاستفادة من كلا الطريقين في الدعوة إلى اللّه جلّ و علا.

الآيات الأخيرة من هذه السورة هي تحذير للمشركين المعاندين، بأن عاقبتهم وخيمة إذا لم يستسلموا للحق، و تخلّفوا عن أمر اللّه.

بالاضافة إلى ذلك، فإنّ هذا السورة جاءت لتهدئة مشاعر النّبي و المؤمنين الأوائل و من يعيش مثل ظروفهم، ليصبروا على الصعوبات، و يطمئنوا في مسيرهم بلطف من اللّه.[12]

الترتيب في المصحف

هذه السورة هي السورة «الواحدة و السبعون» من القرآن بترتيب المصحف.

الترتيب حسب النزول

هذه السورة هي السورة «الواحدة و السبعون» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد النحل.[13] (الجدير بالذکر أن الأقوال في ترتيب السور القرآنية حسب النزول مختلفة)

العلاقة مع السورة السابقة

لما ختم سبحانه تلك السورة بوعيد أهل التكذيب افتتح هذه السورة بذكر قصة نوح و قومه و ما نالهم بالتكذيب تسلية للنبي صلي الله عليه و آله‌.[14]

الخصوصية

هذه السورة من المفصلات.[15] قال ابن قتيبة: .. و أمّا المفصّل فهو ما يلي المثاني‌ من قصار السّور، و إنما سمّيت‌ مفصّلا لقصرها و كثرة الفصول فيها بسطر: بسم الله الرّحمن الرّحيم. قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أعطيت السبع الطول مكان‌ التوراة و أعطيت المثاني مكان الزبور و أعطيت المئين مكان الإنجيل و فضلت بالمفصَّل‌. [16]

و هي أيضاً من الممتحنات. [17]

ما جاء في سورة نوح عن قصّته عليه السّلام هو مقطع خاص من حياته، و هو أقل ممّا ذكر في بقية السور، و هذا القسم يرتبط بدعوته المستمرة و المتتابعة إلى التوحيد، و ترتبط بكيفيتها و عناصرها، و التخطيط الدقيق الماهر في هذا الأمر الهام، و ذلك مقابل قوم معاندين و متكبرين يأنفون من الانقياد إلى الحقّ.[18]

[1]مجمع البحرين، ج‌2، ص421

[2]التحرير و التنوير، ج‌29، ص 172

[3]الكشف و البيان، ج‌10، ص43

[4]نفس المصدر

[5]نفس المصدر

[6]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج‌10، ص 167

[7]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج‌19، ص 43

[8]الميزان في تفسير القرآن، ج‌20، ص26

[9]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج‌10، ص 540

[10]نفس المصدر

[11]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج‌10، ص 167

[12]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج‌19، ص 43

[13]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص 136

[14]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج‌10، ص 540

[15]التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313

[16]جامع البيان فى تفسير القرآن، ج‌1، ص 34

[17]التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313

[18]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج‌19، ص 43