سورة الحاقة
السورة:
69
عدد الآيات :
52
مكان النزول :
مکة
ترتيب النزول:
78
الأسماء :
سورةالحاقة، سورةالسلسلة، سورةالواعیة

الحاقة

الحاقّة هي الساعة و القيامة، سميت بذلك لأن فيها حواق الأمور الثابتة الوقوع كالحساب و الثواب و العقاب.[1]

أسماء السورة

سورة الحاقّة، سورة الواعية، سورة السلسلة.[2]

وجه التسمية

«سورة الحاقة»؛ سميت بها لوقوع هذه الكلمة في أولها.[3]

«سورة السلسلة»؛ سميت بهذا الإسم لقوله «ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ».[4]

«سورة الواعية»؛ سميت بهذا الإسم لقوله‌ «وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ».[5]

عدد الآيات

هي اثنتان و خمسون آية.[6]

عدد الکلمات

هي مائتان‌ ست و خمسون كلمة.[7] (الجدير بالذکر ان الاقوال في عدد الکلمات القرآنية مختلفة)

عدد الحروف

هي ألف و أربعة و ثمانون حرفا.[8] (الجدير بالذکر ان الاقوال في عدد الحروف القرآنية مختلفة)

أغراض السورة

الغرض من هذه السورة إثبات يوم القيامة و بيان ما فيه من ثواب و عقاب. و بهذا يكون سياقها في سياق الإنذار الذي جاء في السورة السابقة.[9]

المحتوي و الموضوعات

تدور موضوعات سورة الحاقّة حول ثلاثة محاور:

المحور الأوّل: و هو أهمّ محاور هذه السورة، يرتبط بمسائل يوم القيامة و بيان خصوصياتها، و قد وردت فيه ثلاثة أسماء من أسماء يوم القيامة و هي: (الحاقّة) و (القارعة) و (الواقعة).

أمّا المحور الثاني: فتدور أبحاثه حول مصير الأقوام الكافرين، خصوصا قوم عاد و ثمود و فرعون، و تشتمل على إنذارات شديدة لجميع الكفّار و منكري يوم البعث و النشور.

و تتحدّث أبحاث المحور الثالث حول عظمة القرآن الكريم، و مقام الرّسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و جزاء المكذّبين‌.[10]

الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة

أبي بن كعب عن النبي صلي الله عليه و آله قال‌: و من قرأ سورة الحاقة حاسبه الله حسابا يسيرا.

و روى جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال:‌ أكثروا من قراءة الحاقة فإن قراءتها في الفرائض و النوافل من الإيمان بالله و رسوله و لم يسلب قارئها دينه حتى يلقى الله.[11]

محل النزول

سورة الحاقة مكية.[12]

زمان النزول

نزلت سورة الحاقّة بعد سورة الملك، و نزلت سورة الملك بعد الإسراء و قبيل الهجرة، فيكون نزول سورة الحاقة في ذلك التاريخ أيضا.[13]

جوّ النزول

هذه السورة من آخر ما نزل من القرآن بمکة في الأوضاع السائدة في المحيط المکي الملَّوث بالشرک و الکفر. کان المشرکون ينکرون النبي صلي الله عليه و آله و يکذبون بآيات الله. و لا ينقصون من عنادهم و کفرهم و مکافحتهم للإسلام شيئاً بعد سنوات من بعثة النبي و إرشادهم الي التوحيد و الإيمان بالبعث و..

سورة الحاقّة هي نموذج للسورة المكّيّة، التي تستولي على القلوب، بأهوالها و مشاهدها، و أفكارها المتتابعة، و فواصلها القصيرة. في بداية السّورة نلحظ هذه الرهبة من اسمها، الحاقّة، لأنّ وقوعها حقّ يقينيّ؛ ثمّ تصف مصارع المكذبين، من ثمود الى عاد الى فرعون؛ ثمّ تنتقل الى مشاهد القيامة و أهوالها و صورها، و تنوّع الناس إلى فريقين، فريق يأخذ كتابه باليمين، و فريق يأخذ كتابه بالشّمال؛ و يلقى كل فريق ما يستحق. و في المقطع الأخير من السورة، تؤكّد الآيات صدق رسول اللّه، و تنفي عنه تهم المشركين، و تثبت أنّ القرآن حقّ يقين، من عند رب العالمين‌.[14]

الترتيب في المصحف

هذه السورة هي السورة «التاسعة و الستون» من القرآن بترتيب المصحف.

الترتيب حسب النزول

هذه السورة هي السورة «الثامنة و السبعون» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد الملک.[15] (الجدير بالذکر أن الأقوال في ترتيب السور القرآنية حسب النزول مختلفة)

العلاقة مع السورة السابقة

لما ذكر في آخر سورة القلم حديث القيامة و وعيد الكفار افتتح هذه السورة بذكر القيامة أيضا و أحوال أهل النار.[16]

الخصوصية

هذه السورة من المفصلات.[17] قال ابن قتيبة: .. و أمّا المفصّل فهو ما يلي المثاني‌ من قصار السّور، و إنما سمّيت‌ مفصّلا لقصرها و كثرة الفصول فيها بسطر: بسم الله الرّحمن الرّحيم. قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أعطيت السبع الطول مكان‌ التوراة و أعطيت المثاني مكان الزبور و أعطيت المئين مكان الإنجيل و فضلت بالمفصَّل‌. [18]

...و يشارك إيقاع الفاصلة في السورة، برنته الخاصة، و تنوع هذه الرنة، وفق المشاهد و المواقف في تحقيق ذلك التأثير الحي العميق .. فمن المد و التشديد و السكت في مطلع السورة: «الْحَاقَّةُ. مَا الْحَاقَّةُ؟ وَ ما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ؟» .. إلى الرنة المدوية في الياء و الهاء الساكنة بعدها. سواء كانت تاء مربوطة يوقف عليها بالسكون، أو هاء سكت مزيدة لتنسيق الإيقاع، طوال مشاهد التدمير في الدنيا و الآخرة، و مشاهد الفرحة و الحسرة في موقف الجزاء. ثم يتغير الإيقاع عند إصدار الحكم إلى رنة رهيبة جليلة مديدة: «خُذُوهُ. فَغُلُّوهُ. ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ...» .. ثم يتغير مرة أخرى عند تقرير أسباب الحكم، و تقرير جدية الأمر، إلى رنة رزينة جادة حاسمة ثقيلة مستقرة على الميم أو النون: «إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ. وَ لا يَحُضُّ عَلى‌ طَعامِ الْمِسْكِينِ. فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هاهُنا حَمِيمٌ وَ لا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ» .. «وَ إِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ. فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ» .. و هذا التغير في حرف الفاصلة و في نوع المد قبلها و في الإيقاع كله ظاهرة ملحوظة تتبع تغير السياق و المشاهد و الجو، و تتناسق مع الموضوع و الصور و الظلال تمام التناسق. و تشارك في إحياء المشاهد و تقوية وقعها على الحس.[19]

[1]مجمع البحرين، ج‌1، ص 225

[2]التحرير و التنوير، ج‌29، ص 102

[3]نفس المصدر

[4]نفس المصدر

[5]نفس المصدر

[6]التفسير الكبير: تفسير القرآن العظيم (الطبرانى)، ج‌6، ص 334

[7]نفس المصدر

[8]نفس المصدر

[9]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج‌10، ص 125

[10]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج‌18، ص 567

[11]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج‌10، ص 514

[12]نفس المصدر

[13]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج‌10، ص 125

[14]نفس المصدر، ج‌10، ص 119

[15]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص 136

[16]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج‌10، ص 514

[17]التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313

[18]جامع البيان فى تفسير القرآن، ج‌1، ص 34

[19]فى ظلال القرآن، ج‌6، ص 3677