القلم
القلم: الذي يكتب به و لا يسمى قلما إلا بعد البري، و قبله قصبة.[1]
وجه التسمية
«سورة القلم»؛ قد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم لقوله تعالى في أولها «ن وَ الْقَلَمِ وَ ما يَسْطُرُون».[4]
«سورة ن»؛ قد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم لقوله تعالى في أولها «ن وَ الْقَلَمِ وَ ما يَسْطُرُون».
«سورة ن و القلم»؛ قد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم لقوله تعالى في أولها «ن وَ الْقَلَمِ وَ ما يَسْطُرُون».
عدد الآيات
هي اثنان و خمسون آية.[5]
عدد الکلمات
هي ثلاث مائة كلمة.[6] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الکلمات القرآنية مختلفة)
عدد الحروف
هي ألف و مائتان و ستّة و خمسون حرفا.[7] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الحروف القرآنية مختلفة)
أغراض السورة
نزلت هذه السورة لتثبيته صلي الله عليه و آله، و إنذارهم بالعذاب على كفرهم، و بهذا تشارك السورة السابقة في غرض الإنذار.[8]
المحتوي و الموضوعات
بشكل عامّ يمكن تلخيص مباحث هذه السورة بسبعة أقسام:
1- في البداية تستعرض السورة بعض الصفات الخاصّة لرسول الإنسانية محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و خصوصا أخلاقه البارّة السامية الرفيعة، و لتأكيد هذا الأمر يقسم البارئ عزّ و جلّ في هذا الصدد.
2- ثمّ تتعرّض بعض الآيات الواردة في هذه السورة إلى قسم من الصفات السيّئة و الأخلاق الذميمة لأعدائه.
3- كما يبيّن قسم آخر من الآيات الشريفة قصّة أصحاب الجنّة و التي هي بمثابة توجيه إنذار و تهديد للسالكين طريق العناد من المشركين.
4- و في قسم آخر من السورة ذكرت عدّة امور حول القيامة و العذاب الأليم للكفّار في ذلك اليوم.
5- كما جاء في آيات اخرى جملة إنذارات و تهديدات للمشركين.
6- و نلاحظ في آيات اخرى من السورة الأمر الإلهي للرسول العظيم محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بأن يواجه الأعداء بصبر و استقامة و قوّة و صلابة.
7- و أخيرا تختتم السورة موضوعاتها بحديث حول عظمة القرآن الكريم، و طبيعة المؤامرات التي كان يحوكها الأعداء ضدّ الرّسول محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.[9]
الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة
أبي بن كعب قال: قال النبي صلي الله عليه و آله: و من قرأ سورة ن و القلم أعطاه ثواب الذين حسن أخلاقهم.
علي بن ميمون عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة ن و القلم في فريضة أو نافلة آمنه الله أن يصيبه في حياته فقر أبدا و أعاذه إذا مات من ضمة القبر إن شاء الله.[10]
محل النزول
هي مكية عن الحسن و عكرمة و عطاء و قال ابن عباس و قتادة: من أولها إلى قوله «سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ» مكي و ما بعده إلى قوله «لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ» مدني و ما بعده إلى قوله «يَكْتُبُونَ» مكي و ما بعده مدني.[11]
زمان النزول
نزلت سورة القلم بعد سورة العلق و كانت سورة العلق أوّل ما نزل من القرآن، فيكون نزول سورة القلم فيما بين ابتداء الوحي و الهجرة إلى الحبشة.[12]
جوّ النزول
سورة القلم سورة مكّيّة .. نزلت بعد سورة العلق. و تشير الروايات الى أنها من أوائل السور نزولا. و نلمح من سياق السورة أنها نزلت بعد الجهر بالدعوة الإسلامية في مكّة حيث تعرّض النبي الأمين للاتهام بالجنون فنزلت السورة تنفي عنه هذه التهمة و تصف مكارم أخلاقه و تتهدّد المكذّبين و تتوعدهم و تذكر قصة أصحاب الجنة الذين منعوا زكاة الثمار و الفاكهة فأهلك اللّه جنّتهم و كذلك يهلك كلّ كافر معاند. و توجهت السورة الى أهل مكة بهذا الاستفهام الإنكاري: «أَ فَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ»؟ هل يستوي المستقيم و الفاجر؟ «أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ»؟ هل تطلب منهم أجرا كبيرا على تبليغ الرسالة؟ إنهم يستطيعون أداءه و لذلك يتثاقلون عن اتّباعك. ثم تذكر السورة طرفا من قصة يونس عليه السلام من باب التسلية و الاعتبار. و تختم السورة ببيان حقد الكافرين و حسدهم حتّى إن عيونهم ينبعث منها شرار الحسد و الغيظ و يتّهمون النبيّ صلي الله عليه و آله بالجنون و ما يحمل إليهم إلّا الذكر و الهداية للعالم. [13]
الترتيب في المصحف
هذه السورة هي السورة «الثامنة و الستون» من القرآن بترتيب المصحف.
الترتيب حسب النزول
هذه السورة هي السورة «الثانية» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد العلق .[14] (الجدير بالذکر أن الأقوال في ترتيب السور القرآنية حسب النزول مختلفة)
العلاقة مع السورة السابقة
ختم الله سبحانه سورة الملك بذكر تكذيب الكفار و وعيدهم و افتتح هذه السورة بمثل ذلك.[15]
الخصوصية
هذه السورة من السور القرآنية التي افتتحت ببعض حروف التهجي.
تبدأ السورة بالقسم. و وقعت فيها الآية المعروفة «و إن يکاد الذين کفروا ليزلقونک بأبصارهم..».
هذه السورة من الممتحنات. [16] و هي أيضاً من المفصلات.[17] قال ابن قتيبة: .. و أمّا المفصّل فهو ما يلي المثاني من قصار السّور، و إنما سمّيت مفصّلا لقصرها و كثرة الفصول فيها بسطر: بسم الله الرّحمن الرّحيم. قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أعطيت السبع الطول مكان التوراة و أعطيت المثاني مكان الزبور و أعطيت المئين مكان الإنجيل و فضلت بالمفصَّل. [18]
جاء في هذه السورة الإيماء بالحرف الذي في أولها إلى تحدي المعاندين بالتعجيز عن الإتيان بمثل سور القرآن، و هذا أول التحدّي الواقع في القرآن إذ ليس في سورة العلق و لا في المزمل و لا في المدثر إشارة إلى التحدّي و لا تصريح. و فيها إشارة إلى التحدّي بمعجزة الأمية بقوله: وَ الْقَلَمِ وَ ما يَسْطُرُون.[19]
[1]مجمع البحرين، ج6، ص 140
[2]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج10، ص 496
[3]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج18، ص 514
[4]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج10، ص 103
[5]الكشف و البيان، ج10، ص 5
[6]نفس المصدر
[7]نفس المصدر
[8]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج10، ص 103
[9]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج18، ص 514
[10]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج10، ص 496
[11]نفس المصدر
[12]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج10، ص 103
[13]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج10، ص 95
[14]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص 136
[15]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج10، ص 496
[16]التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313
[17]التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313
[18]جامع البيان فى تفسير القرآن، ج1، ص 34
[19]التحرير و التنوير، ج29، ص 55