الملک
أسماء السورة
وجه التسمية
«سورة الملک»؛ سميت هذه السورة بهذا الاسم لقوله تعالى في أولها «تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ».[5]
«سورة تبارك»؛ سميت هذه السورة بهذا الاسم لقوله تعالى في أولها «تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ».
«سورة المنجية»؛ سميت هذه السورة بهذا الاسم لأنها تنجى قارئها من العذاب.[6]
«سورة المانعة»؛ سميت هذه السورة بهذا الاسم لأنها تمنع من قارئها عذاب القبر.[7]
«سورة الدافعة»؛ سميت هذه السورة بهذا الاسم لأنها تدفع بلاء الدنيا و عذاب الآخرة من قارئها.[8]
«سورة الشافعة»؛ سميت هذه السورة بهذا الاسم لأنها تشفع فى القيامة لقارئها.[9]
«سورة المجادلة»؛ سميت هذه السورة بهذا الاسم لأنها تجادل منكرا و نكيرا، فتناظرهما كيلا يؤذيا قارئها.[10]
«سورة المخلّصة»؛ سميت هذه السورة بهذا الاسم لأنها تخاصم زبانية جهنم؛ لئلا يكون لهم يد على قارئها.[11]
عدد الآيات
هي ثلاثون آية.[12]
عدد الکلمات
هي ثلاثمائة و ثلاثون كلمة.[13] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الکلمات القرآنية مختلفة)
عدد الحروف
هي ألف و ثلاثمائة حرفا.[14] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الحروف القرآنية مختلفة)
أغراض السورة
الغرض من هذه السورة الدعوة إلى الإيمان باللّه تعالى، و قد جمع فيها بين دعوتهم بالدليل و دعوتهم بالترهيب و الترغيب.[15]
المحتوي و الموضوعات
طرحت في هذه السورة مسائل قرآنية مختلفة، إلّا أنّ الأصل فيها يدور حول ثلاثة محاور هي:
1- أبحاث حول المبدأ، و صفات اللّه سبحانه، و نظام الخلق العجيب و المدهش، خصوصا خلق السموات و النجوم و الأرض و ما فيها من كنوز عظيمة.
و كذلك ما يتعلّق بخلق الطيور و المياه الجارية و الحواس كالاذن و العين، بالإضافة إلى وسائل المعرفة الاخرى.
2- و في المحور الثاني تتحدّث الآيات الكريمة عن المعاد و عذاب الآخرة، و الحوار الذي يدور بين ملائكة العذاب الإلهي و أهل جهنّم، بالإضافة إلى امور اخرى في هذا الصدد.
3- و أخيرا فإنّ آيات المحور الثالث تدور حول التهديد و الإنذار الإلهي بألوان العذاب الدنيوي و الاخروي للكفّار و الظالمين.[16]
الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة
أبي بن كعب عن النبي صلي الله عليه و آله قال: و من قرأ سورة تبارك فكأنما أحيا ليلة القدر.
و عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: وددت أن تبارك الملك في قلب كل مؤمن.
و عن أبي هريرة أن رسول الله صلي الله عليه و آله قال: أن سورة من كتاب الله ما هي إلا ثلاثون آية شفعت لرجل فأخرجته يوم القيامة من النار و أدخلته الجنة و هي سورة تبارك.
و عن ابن مسعود قال: إذا وضعت الميت في قبره يؤتى من قبل رجليه فيقال له ليس لكم عليه سبيل لأنه قد كان يقوم بسورة الملك ثم يؤتى من قبل رأسه فيقول لسانه ليس لكم عليه سبيل لأنه كان يقرأ بي سورة الملك ثم قال هي الممانعة من عذاب القبر و هي في التوراة سورة الملك من قرأها في ليلة فقد أكثر و أطيب.
و روى الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن سدير الصيرفي عن أبي جعفر علي السلام قال: سورة الملك هي المانعة تمنع من عذاب القبر و هي مكتوبة في التوراة سورة الملك و من قرأها في ليلة فقد أكثر و أطاب و لم يكتب من الغافلين و إني لأركع بها بعد العشاء الآخرة و أنا جالس و إن الذي كان يقرأها في حياته في يومه و ليلته إذا دخل عليه في قبره ناكر و نكير من قبل رجليه قالت رجلاه لهما ليس لكما إلى ما قبلي سبيل قد كان هذا العبد يقوم علي فيقرأ سورة الملك في كل يوم و ليلة فإذا أتياه من قبل جوفه قال لهما ليس لكما إلى ماقبلي سبيل كان هذا العبد و قد وعى سورة الملك و إذا أتياه من قبل لسانه قال لهما ليس لكما إلى ما قبلي سبيل قد كان هذا العبد يقرأ في كل يوم و ليلة سورة الملك.
أبو بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة تبارك الذي بيده الملك في المكتوبة قبل أن ينام لم يزل في أمان الله حتى يصبح و في أمانه يوم القيامة حتى يدخل الجنة إن شاء الله.[17]
محل النزول
هي مكية.[18]
زمان النزول
نزلت سورة الملك بعد سورة الطّور، و نزلت سورة الطور بعد الإسراء و قبيل الهجرة، فيكون نزول سورة الملك في ذلك التاريخ أيضا.[19]
جوّ النزول
هذه السورة من آخر ما نزل من القرآن بمکة في الأوضاع السائدة في المحيط المکي الملَّوث بالشرک و الکفر. کان المشرکون ينکرون النبي صلي الله عليه و آله و يکذبون بآيات الله. و لا ينقصون من عنادهم و کفرهم و مکافحتهم للإسلام شيئاً بعد سنوات من بعثة النبي و إرشادهم الي التوحيد و الإيمان بالبعث و..
تبدأ آيات هذه السورة بمسألة مالكية و حاكمية اللّه سبحانه، و خلود ذاته المقدّسة، و هي في الواقع مفتاح جميع أبحاث هذه السورة المباركة[20] و غرض السورة بيان عموم ربوبيته تعالى للعالمين تجاه قول الوثنية إن لكل شطر من العالم ربا من الملائكة و غيرهم و إنه تعالى رب الأرباب فقط. و لذا يعد سبحانه كثيرا من نعمه في الخلق و التدبير- و هو في معنى الاحتجاج على ربوبيته- و يفتتح الكلام بتباركه و هو كثرة صدور البركات عنه، و يكرر توصيفه بالرحمن و هو مبالغة في الرحمة التي هي العطية قبال الاستدعاء فقرا و فيها إنذار ينتهي إلى ذكر الحشر و البعث. و تتلخص مضامين آياتها في الدعوة إلى توحيد الربوبية و القول بالمعاد.[21]
الترتيب في المصحف
هذه السورة هي السورة «السابعة و الستون» من القرآن بترتيب المصحف.
الترتيب حسب النزول
هذه السورة هي السورة «السابعة و السبعون» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد الطور.[22] (الجدير بالذکر أن الأقوال في ترتيب السور القرآنية حسب النزول مختلفة)
العلاقة مع السورة السابقة
لما ختم الله سبحانه تلك السورة بأن الوصلة لا تنفع إلا بالطاعة و أصل الطاعة المعرفة و التصديق بالكلمات الإلهية افتتح هذه السورة بدلائل المعرفة و آيات الربوبية.[23]
الخصوصية
هذه السورة هي ثاني سورة تبدأ بكلمة «تبارك» و سورة الفرقان هي الأخرى بدأت بـهذه الکلمة. و هي من السور التي ذکر لها فضائل عديدة، و لها أسماء و اوصاف متعددة.
و هي من الممتحنات. [24] و أيضاً من المفصلات.[25] قال ابن قتيبة: .. و أمّا المفصّل فهو ما يلي المثاني من قصار السّور، و إنما سمّيت مفصّلا لقصرها و كثرة الفصول فيها بسطر: بسم الله الرّحمن الرّحيم. قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أعطيت السبع الطول مكان التوراة و أعطيت المثاني مكان الزبور و أعطيت المئين مكان الإنجيل و فضلت بالمفصَّل. [26]
[1]مفردات ألفاظ القرآن، ص 775
[2]مجمع البحرين، ج3، ص 98
[3]الإتقان فى علوم القرآن، ج1، ص 202
[4]بصائر ذوى التمييز فى لطائف الكتاب العزيز، ج1، ص 474
[5]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج10، ص 79
[6]بصائر ذوى التمييز فى لطائف الكتاب العزيز، ج1، ص 474
[7]نفس المصدر
[8]نفس المصدر
[9]نفس المصدر
[10]نفس المصدر
[11]نفس المصدر
[12]الكشف و البيان، ج9، ص354
[13]نفس المصدر
[14]نفس المصدر
[15]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج10، ص 79
[16]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج18، ص 470
[17]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج10، ص 481
[18]نفس المصدر
[19]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج10، ص 79
[20]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج18، ص 473
[21]الميزان في تفسير القرآن، ج19، ص 348
[22]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص 136
[23]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج10، ص 481
[24]التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313
[25]التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313
[26]جامع البيان فى تفسير القرآن، ج1، ص 34