القمر
القمر: قمر السّماء. يقال عند الامتلاء و ذلك بعد الثالثة، قيل: و سمّي بذلك لأنه يقمر ضوء الكواكب و يفوز به.[1]
أسماء السورة
سورة القمر، سورة إقتربت الساعة[2]
وجه التسمية
عدد الآيات
هي خمس و خمسون آية.[5]
عدد الکلمات
ثلاثمائة و اثنتان و أربعون كلمة.[6] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الکلمات القرآنية مختلفة)
عدد الحروف
هي ألف و أربعمائة و ثلاثة و عشرون حرفا.[7] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الحروف القرآنية مختلفة)
أغراض السورة
الغرض من هذه السورة بيان اقتراب الساعة التي أنذر المشركون بها، و قد جاء في آخر سورة «النجم»، أن ساعتهم قد أزفت، فجاءت هذه السورة بعدها في هذا الغرض تأكيدا له، و رجوعا إلى سياق سورة «الذاريات» و سورة «ق» من الإنذار بالعذاب، و قد جاءت سورة «النجم» بعد سورة «الذاريات»، للمناسبة المذكورة فيها؛ فلما انتهت مناسبتها عاد السياق الى أصله قبلها.[8]
المحتوي و الموضوعات
يمكن تلخيص أبحاث هذه السورة في عدّة أقسام هي:
1- تبدأ السورة بالحديث عن قرب وقوع يوم القيامة، و موضوع شقّ القمر، و إصرار و عناد المخالفين في إنكار الآيات الإلهيّة.
2- و القسم الثاني يبحث بتركيز و اختصار عن أوّل قوم تمرّدوا على الأوامر الإلهيّة، و هم قوم نوح، و كيفيّة نزول البلاء عليهم.
3- أمّا القسم الثالث فإنّه يتعرّض إلى قصّة قوم «عاد» و أليم العذاب الذي حلّ بهم.
4- و في القسم الرابع تتحدّث الآيات عن قوم «ثمود» و معارضتهم لنبيّهم صالح عليه السّلام و بيان معجزة الناقة، و أخيرا ابتلاؤهم بالصيحة السماوية.
5- تتطرّق الآيات بعد ذلك إلى الحديث عن قوم «لوط» ضمن بيان واف لانحرافهم الأخلاقي ... ثمّ عن السخط الإلهي عليهم و ابتلائهم بالعقاب الرّباني.
6- و في القسم السادس تركّز الآيات الكريمة بصورة موجزة الحديث عن آل فرعون، و ما نزل بهم من العذاب الأليم جزاء كفرهم و ضلالهم.
7- و في القسم الأخير تعرض مقارنة بين هذه الأمم و مشركي مكّة و مخالفي الرّسول الأعظم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و المستقبل الخطير الذي ينتظر مشركي مكّة فيما إذا استمرّوا على عنادهم و إصرارهم في رفض الدعوة الإلهيّة.
و تنتهي السورة ببيان صور و مشاهد من معاقبة المشركين، و جزاء و أجر المؤمنين و المتّقين. و سورة القمر تتميّز آياتها بالقصر و القوّة و الحركية.[9]
الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة
أبي بن كعب عن النبي صلي الله عليه و آله قال: و من قرأ سورة اقتربت الساعة في كل غب بعث يوم القيامة و وجهه على صورة القمر ليلة البدر و من قرأها كل ليلة كان أفضل و جاء يوم القيامة و وجهه مسفر على وجوه الخلائق.
روى يزيد بن خليفة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة اقتربت الساعة أخرجه الله من قبره على ناقة من نوق الجنة.[10]
محل النزول
سورة القمر مكية.[11]
زمان النزول
نزلت سورة «القمر» بعد سورة «الطارق»، و نزلت سورة «الطارق» بعد سورة «البلد»، و نزلت سورة «البلد» بعد سورة «ق»، و كان نزول سورة «ق» فيما بين الهجرة إلى الحبشة و الإسراء، فيكون نزول سورة «القمر» في ذلك التاريخ أيضا.[12]
جوّ النزول
..عن أنس قال: سال أهل مكة النبي صلى الله عليه و سلم آية فانشق القمر بمكة فرقتين فنزلت اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ الي قوله سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ أى ذاهب. [13]
تحوي هذه السّورة خصوصيات السور المكيّة التي تتناول الأبحاث الأساسيّة حول المبدأ و المعاد، و خصوصا العقوبات التي نزلت بالأمم السالفة، و ذلك نتيجة عنادهم و لجاجتهم في طريق الكفر و الظلم و الفساد .. ممّا أدّى بها الواحدة تلو الاخرى إلى الابتلاء بالعذاب الإلهي الشديد، و سبّب لهم الدمار العظيم. و نلاحظ في هذه السورة تكرار قوله تعالى: وَ لَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ و ذلك بعد كلّ مشهد من مشاهد العذاب الذي يحلّ بالأمم لكي يكون درسا و عظة للمسلمين و الكفّار.[14]
الترتيب في المصحف
هذه السورة هي السورة «الرابعة و الخمسون» من القرآن بترتيب المصحف.
الترتيب حسب النزول
هذه السورة هي السورة «السابعة و الثلاثون» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد الطارق.[15] (الجدير بالذکر أن الأقوال في ترتيب السور القرآنية حسب النزول مختلفة)
العلاقة مع السورة السابقة
ختم الله سبحانه تلك السورة بذكر أزوف الآزفة و افتتح هذه السورة بمثله.[16]
الخصوصية
سورة القمر تتميّز آياتها بالقصر و القوّة و الحركية.[17] و يصف مطلع السورة حادثا فذّا هو انشقاق القمر بقدرة اللّه تعالى معجزة لرسول اللّه صلي الله عليه و آله.[18]
هذه السورة من المفصلات.[19] قال ابن قتيبة: .. و أمّا المفصّل فهو ما يلي المثاني من قصار السّور، و إنما سمّيت مفصّلا لقصرها و كثرة الفصول فيها بسطر: بسم الله الرّحمن الرّحيم. قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: أعطيت السبع الطول مكان التوراة و أعطيت المثاني مكان الزبور و أعطيت المئين مكان الإنجيل و فضلت بالمفصَّل. [20]
[1]مفردات ألفاظ القرآن، ص684
[2]التحرير و التنوير، ج27، ص161
[3]نفس المصدر
[4]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج9، ص71
[5]الکشف و البيان، ج9، ص160
[6]نفس المصدر
[7]نفس المصدر
[8]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج9، ص71
[9]الأمثل في تفسير کتاب الله المنزل، ج18، ص287
[10]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج9، ص279
[11]نفس المصدر
[12]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج9، ص71
[13]الدر المنثور فى التفسير بالماثور، ج6، ص133
[14]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج17، ص287
[15]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص136
[16]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج9، ص279
[17]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج17، ص288
[18]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج9، ص67
[19]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص313
[20]جامع البيان فى تفسير القرآن، ج1، ص34