النجم
أصل النّجم: الكوكب الطالع، و جمعه: نجوم.[1]
أسماء السورة
سورة النجم[2]
وجه التسمية
«سورة النجم»؛ قد سميت هذه السورة بهذا الاسم لقوله تعالى في أوّلها «وَ النَّجْمِ إِذا هَوى».[3]
عدد الآيات
هي اثنتان و ستون آية.[4]
عدد الکلمات
هي ثلاثمائة و ستون كلمة.[5] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الکلمات القرآنية مختلفة)
عدد الحروف
هي ألف و أربعمائة و خمسة أحرف.[6] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الحروف القرآنية مختلفة)
أغراض السورة
الغرض من هذه السورة إثبات أن ما جاء به النبي صلي الله عليه و آله من وحي الملائكة، و هذا يقتضي أن الملائكة عباد اللّه من وظيفتهم الوحي و غيره، فلهذا انتقل الكلام في هذه السورة من هذا الغرض الى إبطال بنوّتهم للّه تعالى؛ و لا شك في أن هذا الغرض يتصل بما جاء في السورة السابقة(سورة الطور) من زعمهم الباطل أن الرسول صلي الله عليه و آله كاهن أو مجنون أو شاعر.[7]
المحتوي و الموضوعات
يمكن تقسيم محتوى هذه السورة إلى سبعة أقسام:
1- بداية السورة تتحدّث بعد القسم العميق المغزى. عن حقيقة الوحي و اتّصال النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مباشرة بمنزل الوحي «جبريل» و تبيّن ذلك بجلاء، و تبرئ ساحة النّبي المقدّسة عن كلّ شيء سوى الوحي المنزل عليه.
2- و في قسم آخر من هذه السورة يجري الكلام على معراج الرّسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و جوانب منه بعبارات موجزة و غزيرة المعنى، له علاقة مباشرة بالوحي أيضا.
3- ثمّ يجري الكلام عن خرافات المشركين في شأن الأصنام و عبادة الملائكة و امور أخر ليس لها أي أساس إلّا الهوى و الهوس، و يعنّف المشركين في هذا المجال و يحذّرهم من عبادة الأوثان و يثبت هذا المعنى بمنطق قوي متين.
4- و في قسم آخر منها يفتح القرآن سبيل التوبة بوجه المنحرفين و عامّة المذنبين، و يؤمّلهم بمغفرة اللّه الواسعة، و يؤكّد على أنّ كلّا مسئول عن عمله، و لا تزر وازرة وزر اخرى.
5- و إكمالا لهذه الأهداف يأتي القسم الخامس من هذه السورة ليبيّن جوانب من مسألة المعاد و يقيم دليلا واضحا على هذه المسألة بما هو موجود في النشأة الاولى.
6- و كعادة القرآن في سائر السور ترد في هذه السورة إشارات لعواقب الأمم المؤلمة لعداوتهم للحقّ و عنادهم كما حدث لقوم نوح و ثمود و عاد و قوم لوط ليتيقّظ الغافلون من نومتهم عن هذا الطريق.
7- و أخيرا فإنّ السورة تختتم بالأمر بالسجود للّه و عبادته، و من امتيازات هذه السورة قصر آياتها و إيقاع آياتها الخاصّ الذي ينفذ بمفاهيمها نفوذا عميقا، فيوقظ قلوب الغافلين و يحملها معه إلى السماوات العلى.[8]
الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة
أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله من قرأ سورة النجم أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق بمحمد صلي الله عليه و آله و من جحد به.
يزيد بن خليفة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من كان يدمن قراءة و النجم في كل يوم أو في كل ليلة عاش محمودا بين الناس و كان مفقودا و كان محببا بين الناس.[9]
محل النزول
سورة النجم مكية المعدل عن ابن عباس و قتادة غير آية منها نزلت بالمدينة «الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَ الْفَواحِشَ» الآية و عن الحسن قال هي مدنية.[10]
زمان النزول
نزلت سورة «النجم» بعد سورة «الإخلاص»، و كان نزولها بعد الهجرة الأولى للحبشة، و كانت هذه الهجرة في السنة السابعة من البعثة. فلمّا نزلت هذه السورة أشيع كذبا أنه نزل فيها بعد قوله تعالى «أَ فَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَ الْعُزَّى* وَ مَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى» تلك الغرانيق العلى، و إنّ شفاعتهن لترتجى؛ و أن قريشا أسلمت حين آمن النبي صلي الله عليه و آله بشفاعة آلهتها في تلك الشائعة المفتراة، فرجع مهاجرو الحبشة حين أشيع ذلك بينهم، فرأوا أن قريشا لا تزال على كفرها، و بهذا تكون سورة النجم من السور التي نزلت فيما بين الهجرة إلى الحبشة و الإسراء.[11]
جوّ النزول
هذه السورة كما يقول بعض المفسّرين هي أوّل سورة تلاها النّبي جهرا و بصوت عال في حرم مكّة بعد أن أضحت دعوته علنا .. و أصغى إليها المشركون و سجد لها جميع المسلمين حتّى المشركون. و هذه السورة كما يعتقد بعض المفسّرين نزلت في شهر رمضان من السنة الخامسة للبعثة.. و على كلّ حال، فإنّ هذه السورة لكونها مكيّة تحمل بين ثناياها بحوثا في الأصول الاعتقادية خاصّة «النبوّة و المعاد» و فيها تهديد و وعيد و إنذارات مكرّرة لإيقاظ الكفّار و ردعهم عن غيّهم. [12]
الترتيب في المصحف
هذه السورة هي السورة «الثالثة و الخمسون» من القرآن بترتيب المصحف.
الترتيب حسب النزول
هذه السورة هي السورة «الثالثة و العشرون» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد الاخلاص.[13] (الجدير بالذکر أن الأقوال في ترتيب السور القرآنية حسب النزول مختلفة)
العلاقة مع السورة السابقة
افتتح الله سبحانه هذه السورة بذكر النبي صلي الله عليه و آله كما ختم بذكر سورة الطور حتى اتصلت بها اتصال النظير بالنظير.[14]
الخصوصية
هذه السورة من المفصلات.[15] قال ابن قتيبة: .. و أمّا المفصّل فهو ما يلي المثاني من قصار السّور، و إنما سمّيت مفصّلا لقصرها و كثرة الفصول فيها بسطر: بسم الله الرّحمن الرّحيم. قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: أعطيت السبع الطول مكان التوراة و أعطيت المثاني مكان الزبور و أعطيت المئين مكان الإنجيل و فضلت بالمفصَّل.[16]
من امتيازات هذه السورة قصر آياتها و إيقاع آياتها الخاصّ الذي ينفذ بمفاهيمها نفوذا عميقا، فيوقظ قلوب الغافلين و يحملها معه إلى السماوات العلى.[17]
و في الآية «الثانية و الستين» من هذه السورة سجدة التلاوة.
هذه السورة من سور العزائم (المشتملة على آيات السجدة الواجبة عند قراءتها و استماعها) و لا يجوز قرائتها في الصلاة.[18] سور العزائم الأربع هي: «اقرأ باسم ربّك» و «النّجم» و «تنزيل السّجدة» و «حم السّجدة».
[1]مفردات ألفاظ القرآن، ص791
[2]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج9، ص51
[3]نفس المصدر
[4]الکشف و البيان، ج9، ص134
[5]نفس المصدر
[6]نفس المصدر
[7]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج9، ص51
[8]الأمثل في تفسير کتاب الله المنزل، ج17، ص203
[9]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج9، ص258
[10]نفس المصدر
[11]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج9، ص51
[12]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج17، ص203
[13]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص135
[14]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج9، ص258
[15]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص313
[16]جامع البيان فى تفسير القرآن، ج1، ص34
[17]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج17، ص204
[18]فقه القرآن (لليزدي)، ج1، ص 134