سورة الحجرات
السورة:
49
عدد الآيات :
18
مكان النزول :
مدينة
ترتيب النزول:
106
الأسماء :
سورةالحجرات، سورةالأخلاق و الآداب

الحجرات

الحجرة: حظيرة الإِبل، و منه‌ حجرة الدار. تقول: احتجرت‌ حجرة أي اتخذتها، و الجمع‌ حجر مثل غرفة و غرف. و حجرات‌، بضم الجيم.[1]

أسماء السورة

سورة الحجرات[2] ، سورة الأخلاق و الآداب.[3]

وجه التسمية

«سورة الحجرات»؛ وجه تسميتها أنها ذكر فيها لفظ الحجرات. و نزلت في قصة نداء بني تميم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم من وراء حجراته، فعرفت بهذه الإضافة.[4]

«سورة الأخلاق و الآداب»؛ تسمى بـ «سورة الأخلاق‌ و الآداب» فقد أرشدت إلى آداب المجتمع الإسلامي و كيفية تنظيمه، و أشادت بمكارم الأخلاق و فضائل الأعمال، و نودي فيها بوصف الإيمان خمس مرات، و أصول تلك الآداب خمسة.[5]

عدد الآيات

هي ثماني عشرة آية.[6]

عدد الکلمات

هي ثلاثمائة و ثلاثة و أربعون كلمة.[7] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الکلمات القرآنية مختلفة)

عدد الحروف

هي ألف و أربعمائة و خمسة و سبعون حرفا.[8] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الحروف القرآنية مختلفة)

أغراض السورة

الغرض من هذه السورة إرشاد المؤمنين إلى بعض الآداب في حق اللّه و الرسول، إلى آداب أخرى ذكرت فيها مع هذه الآداب. و قد حصل من المؤمنين في صلح الحديبية أن اعترضوا على بعض ما جاء فيه، و أنهم لم يبادروا الى امتثال أمر النبي صلي الله عليه و آله لهم أن يحلقوا أو ينحروا ليتحلّلوا من عمرتهم، فجاءت سورة الحجرات عقب سورة «الفتح» التي ذكر فيها ذلك الصلح إرشادا للمؤمنين إلى تلك الآداب، حتى لا يعودوا الى ما وقع منهم من الاعتراض على النبي صلي الله عليه و آله، و من عدم المبادرة الى امتثال أمره.‌[9]

المحتوي و الموضوعات

يمكن على الإجمال تقسيم مضامين السورة على النحو التالي:

القسم الأوّل: آيات بداية السورة و هي تبين طريقة التعامل مع النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم و آدابها و ما ينبغي على المسلمين مراعاته من أصول عند حضرة النبي صلي الله عليه و آله.

الثّاني: تشتمل هذه السورة على سلسلة من أصول «الأخلاق الاجتماعية» المهمّة التي إن عمل بها و على هداها حفظت المحبّة و الصفاء و الأمن و الاتحاد في المجتمع الإسلامي، و على العكس من ذلك لو أهملت تكون سببا للشقاء و النفاق و التفرّق و عدم الأمن...

الثّالث: الأوامر الإرشادية المتعلّقة بكيفية مواجهة الاختلافات و التنازع أو القتال الذي قد يقع بين المسلمين أحيانا ...

الرابع: يتحدّث عن معيار قيمة الإنسان عند اللّه و أهمية التقوى...

الخامس: يعالج قضية أنّ الإيمان ليس بالقول فحسب بل لا بدّ من ظهور آثاره في أعمال الإنسان و الجهاد بالمال و النفس إضافة إلى الإعتقاد في القلب.

السادس: يتحدّث عن أنّ الإيمان و الإسلام هما هدية إلهية للمؤمنين و بدلا من‌ أن يمنّوا بالإسلام أو الإيمان ينبغي أن يشكروا اللّه على هذه الهدية إذ شملهم بها ...

السابع: و الأخير يتحدّث عن علم اللّه و اطلاعه و عن جميع أسرار الوجود الخفية و أعمال الإنسان، و هذا القسم بمثابة الضامن لتنفيذ جميع هذه الأقسام الواردة في هذه السورة.[10]

الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة

أبي بن كعب عن النبي صلي الله عليه و آله قال:‌ من قرأ سورة الحجرات أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من أطاع الله و من عصاه.

الحسين بن أبي العلا عن أبي عبد الله عليه السلام قال‌: من قرأ سورة الحجرات في كل ليلة أو في كل يوم كان من زوار محمد صلي الله عليه و آله.‌[11]

محل النزول

سورة الحجرات مدنية عن الحسن و قتادة و عكرمة و عن ابن عباس إلا آية قوله‌ «يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثى‌». [12]

زمان النزول

نزلت سورة «الحجرات» بعد سورة «المجادلة»، و نزلت سورة «المجادلة» بعد سورة «المنافقون»، و نزلت سورة «المنافقون» في غزوة بني المصطلق في السنة الخامسة من الهجرة، فيكون نزول سورة «الحجرات» فيما بين صلح الحديبية و غزوة تبوك.[13]

جوّ النزول

تهتم السور المدنية في كثير من آياتها بتفاصيل القضايا الحقوقية، و الأخلاقية و الاقتصادية، و الجزائية، و غير ذلك من الحاجات الفردية و الاجتماعية. [14]

و هذه سورة الآداب العامة و مكارم الأخلاق و التهذيب و التأديب، سورة هذّبت وجدان المسلمين، و حركت فيهم دوافع الخير و المعروف، و حاربت نوازع السخرية و الاستهزاء بالآخرين، و حثّت على إزالة أسباب الخصام و البغضاء، و حرصت على تأليف القلوب و إشاعة المحبة و المودّة بين الناس، و لذلك نهت عن ظن السوء بالمسلم المخلص، و عن تتبّع العورات المستورة، و عن الغيبة و اللّمز و التّنابز بالألقاب. و بيّنت أنّ النّاس جميعا عند اللّه سواء، كلهم لآدم، و آدم من تراب؛ فهم يتفاضلون عنده، سبحانه، بالتقوى، و يدركون ثوابه بالعمل الصالح. فيمكن أن تكون سوره الحجرات دائرة معارف شاملة لتربية الفرد و تهذيب الجماعة، فهي تقدّم منهجا للحياة السليمة، و نظاما تربويّا ناجحا لمواطن صالح مؤمن بربه، يحترم دينه و يؤدّي شعائره. [15]

الترتيب في المصحف

هذه السورة هي السورة «التاسعة و الأربعون» من القرآن بترتيب المصحف.

الترتيب حسب النزول

هذه السورة هي السورة «السابعة بعد المائة» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد المجادلة.[16] (الجدير بالذکر أن الأقوال في ترتيب السور القرآنية حسب النزول مختلفة)

العلاقة مع السورة السابقة

لما ختم الله سبحانه سورة الفتح بذكر نبيه صلي الله عليه و آله افتتح هذه السورة أيضا بذكره و ما يختص به من الإجلال و الإعظام.‌[17]

الخصوصية

هذه السورة من الممتحنات. [18]

هذه السورة التي لا تتجاوز 18 آية تحمل في ما تحمل مسائل مهمة تتعلّق بشخص النّبي الكريم صلى اللّه عليه و آله و سلّم و المجتمع الإسلامي بعضه ببعض و حيث أنّ أغلب المسائل الأخلاقية تدور في هذه السورة فيمكن أن نسمّي هذه السورة بــ «سورة الأخلاق و الآداب» ...[19]

[1]لسان العرب، ج4، ص168

[2]التحرير و التنوير، ج26، ص178

[3]التفسير المنير في العقيدة و الشريعة و المنهج، ج26، ص211

[4]التحرير و التنوير، ج26، ص178

[5]التفسير المنير في العقيدة و الشريعة و المنهج، ج26، ص211

[6]الکشف و البيان، ج9، ص69

[7]نفس المصدر

[8]نفس المصدر

[9]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج8، ص225

[10]الأمثل في تفسير کتاب الله المنزل، ج16، ص507

[11]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج9، ص193

[12]نفس المصدر

[13]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج8، ص225

[14]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج‌4، ص554

[15]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج‌8، ص221

[16]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص137

[17]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج9، ص193

[18]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص 313

[19]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج‌16، ص507