سورة الفتح
السورة:
48
عدد الآيات :
29
مكان النزول :
مدينة
ترتيب النزول:
111
الأسماء :
سورةالفتح

الفتح

الفتح: نقيض الإغلاق.‌[1]

أسماء السورة

سورة الفتح[2]

وجه التسمية

«سورة الفتح»؛ وجه التسمية أنها تضمنت حكاية فتح متجه اللّه للنبي صلى اللّه عليه و سلّم.[3]

عدد الآيات

هي تسع و عشرون آية.[4]

عدد الکلمات

هي خمسمائة و ستّون كلمة.[5] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الکلمات القرآنية مختلفة)

عدد الحروف

هي ألفان و أربعمائة و ثمانية و ثلاثون حرفا.[6] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الحروف القرآنية مختلفة)

أغراض السورة

الغرض من هذه السورة التنويه بشأن صلح الحديبية، لأنّ قريشا سعت إليه بعد بيعة الرضوان، فظهر ضعفها و خضوعها بعد إبائها، و بدأ تخاذلها بعد بيعة المسلمين على الموت، و هذا كان فتحا مبينا للمسلمين، و تمهيدا لفتح مكة بعد ذلك في السنة الثامنة من الهجرة؛ و بهذا و في اللّه بوعده بنصرهم في السورة السابقة.[7]

المحتوي و الموضوعات

يمكن القول إنّها تتألف من سبعة أقسام:

1- تبدأ السورة بموضوع البشرى بالفتح كما أنّ آياتها الأخيرة لها علاقة بهذا الموضوع أيضا، و فيها تأكيد على تحقق رؤيا النّبي التي تدور حول دخوله و أصحابه مكّة و أداء مناسك العمرة.

2- يتحدّث قسم آخر من هذه السورة عن الحوادث المتعلّقة بصلح الحديبية و نزول السكينة على قلوب المؤمنين و «بيعة الرضوان» و ما إلى ذلك.

3- و يتحدّث قسم ثالث منها عن مقام النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم و هدفه الأسمى.

4- و يكشف القسم الرابع الستار عن غدر المنافقين و نقضهم العهد و نكثهم له و يعطي أمثلة من أعذارهم الواهية في مسألة عدم مشاركتهم النّبي جهاده المشركين و الكفّار.

5- و في قسم آخر يقع الكلام على طلبات «المنافقين» في غير محلّها.

6- و القسم السادس يوضح من هم المعذورون الذين لا حرج عليهم.

7- فإنّ القسم السابع يتحدّث عن خصائص أصحاب النّبي و أتباعه في طريقته و سنّته و صفاتهم التي يتميّزون بها .. و بشكل عام فإنّ آيات هذه السورة حسّاسة للغاية كما أنّها مصيريّة و خاصّة لمسلمي اليوم الذين يواجهون الحوادث المختلفة في مجتمعاتهم الإسلامية ففيها إلهام كبير لهم. [8]

الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة

أبي بن كعب عن النبي صلي الله عليه و آله قال:‌ من قرأها فكأنما شهد مع محمد صلي الله عليه و آله فتح مكة.

و في رواية أخرى‌ فكأنما كان مع من بايع محمدا صلي الله عليه و آله تحت الشجرة عمر بن الخطاب قال: كنا مع رسول الله صلي الله عليه و آله في سفر فقال نزلت علي البارحة سورة هي أحب إلي من الدنيا و ما فيها «إِنَّا فَتَحْنا» إلى قوله‌ «وَ ما تَأَخَّرَ» أورده البخاري في الصحيح‌.

قتادة عن أنس قال:‌ لما رجعنا من غزوة الحديبية و قد حيل بيننا و بين نسكنا فنحن بين الحزن و الكآبة إذ أنزل الله عز و جل‌ «إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً» فقال رسول الله صلي الله عليه و آله: لقد أنزلت علي آية هي أحب إلي من الدنيا كلها.

عبد الله بن مسعود قال: أقبل رسول الله صلي الله عليه و آله من الحديبية فجعلت ناقته تثقل فتقدمنا فأنزل الله عليه‌ «إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً» فأدركنا رسول الله صلي الله عليه و آله و به من السرور ما شاء الله فأخبر أنها أنزلت عليه.

عبد الله بن بكير عن أبيه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: حصنوا أموالكم و نساءكم و ما ملكت أيمانكم من التلف بقراءة إنا فتحنا فإنه إذا كان ممن يدمن قراءتها ناداه مناد يوم القيامة حتى يسمع الخلائق أنت من عبادي المخلصين ألحقوه بالصالحين من عبادي فأسكنوه جنات النعيم و اسقوه الرحيق المختوم بمزاج الكافور.[9]

محل النزول

سورة الفتح مدنية.[10]

زمان النزول

نزلت سورة «الفتح» بعد سورة «الجمعة»، و كان نزولها في الطريق عند الانصراف من الحديبية في السنة السادسة من الهجرة، فتكون من السور التي نزلت فيما بين صلح الحديبية و غزوة تبوك.‌[11]

جوّ النزول

هذه السورة كما هو ظاهر من اسمها تحمل رسالة الفتح و النصر! الفتح و النصر على أعداء الإسلام، الفتح المبين و الأكيد «سواء كان هذا الفتح متعلقا بفتح مكّة أو بصلح الحديبيّة أو فتح خيبر أو كان هذا الفتح بشكل مطلق». و من أجل أن نفهم محتوى هذه السورة فينبغي أن نعرف قبل كلّ شي‌ء أنّ هذه السورة نزلت في السنة السادسة للهجرة بعد قضيّة «صلح الحديبية».

و بيان ذلك .. أنّ النّبي الكريم صلى اللّه عليه و آله و سلّم صمّم في السنّة السادسة للهجرة مع أصحابه من المهاجرين و الأنصار و باقي المسلمين أن يتحرّكوا نحو مكّة للعمرة، و كان من قبل قد أخبر المسلمين بأنّه رأى رؤيا في منامه و كأنّه مشغول بأداء مناسكه مع أصحابه في المسجد الحرام معتمرين فعقد المسلمون إحرامهم عند «ذي الحليفة» «المنطقة التي تقرب من المدينة المنوّرة» و تحرّكوا نحو مكّة المكرّمة في إبل كثيرة لتنحر «يوم الهدي» هناك. و كانت الحالة التي يتحرك النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم عليها توحي بصورة جيدة أنّه لا هدف لديه سوى هذه العبادة الكبرى ... إلى أن وصل النّبي منطقة الحديبيّة «و هي قرية على مقربة من مكّة و لا تبعد عنها أكثر من عشرين كيلو مترا». إلّا أنّ قريشا علمت بوصول النّبي إلى الحديبيّة فأوصدت بوجهه الطريق و منعته من الدخول إلى مكّة المكرمة. و بهذا ألغت قريش جميع السنن التي ترتبط بأمن المسجد الحرام و ضيوف اللّه و الشهر الحرام و وضعتها تحت أقدامها .. إذ كانت تعتقد بحرمة الأشهر الحرام «و من ضمنها شهر ذي القعدة الذي عزم النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم فيه على العمرة» و خاصّة إذا كان الناس حال الإحرام فلا ينبغي التعرّض لهم حتى لو كان المحرم قاتل واحد من رجالهم، و رئي محرما في مناسكه فلا يمس بسوء أبدا».

و في هذا المكان أي «الحديبية» جرى ما جرى بين رسول اللّه و المشركين من الكلام حتى انتهى إلى عقد معاهدة الصلح بين المسلمين و بين المشركين من أهل مكّة و قد سمّي هذا الصلح بصلح الحديبيّة.. و على كلّ حال فقد منع النّبي أن يدخل مكّة و يؤدي مناسك العمرة .. فاضطر النبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم أن يأمر أصحابه بأن ينحروا إبلهم و يحلقوا رؤوسهم و يحلّوا من إحرامهم! و أن يعودوا نحو المدينة! و هنا غمر المسلمين طوفان من الحزن و الغم و ربّما تغلّب الشك و الترديد على قلوب بعض الأفراد ضعيفي الإيمان! و عن عبد اللّه بن مسعود قال: أقبل رسول اللّه من الحديبيّة فجعلت ناقته تثقل فتقدّمنا فأنزل اللّه عليه‌ إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً فأدركنا رسول اللّه و به من السرور ما شاء اللّه. فأخبر أنّها نزلت عليه‌.و من هنا فإنّه يبدو واضحا هذا الجو الخاص الحاكم على هذه السورة.[12]

الترتيب في المصحف

هذه السورة هي السورة «الثامنة و الأربعون» من القرآن بترتيب المصحف.

الترتيب حسب النزول

هذه السورة هي السورة «الثانية عشرة بعد المائة» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد الصّف.[13] (الجدير بالذکر أن الأقوال في ترتيب السور القرآنية حسب النزول مختلفة)

العلاقة مع السورة السابقة

ختم الله سورة محمد بقوله‌ «وَ اللَّهُ الْغَنِيُّ وَ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ» و من غناه أنه فتح لنبيه صلي الله عليه و آله ما احتاج إليه في دينه و دنياه فقال: بسم الله الرحمن الرحيم انا فتحنا لک فتحا مبينا.[14]

الخصوصية

هذه السورة من الممتحنات.[15]

ذکر في هذه السورة بعض الحوادث الواقعة في حياة المسلمين علي عهد رسول الله صلي الله عليه و آله خلاف بعض السور الأخري التي تتضمن قصص السالفين و الماضين.

[1]لسان العرب، ج2، ص536

[2]التحرير و التنوير، ج26، ص119

[3]نفس المصدر

[4]الکشف و البيان، ج9، ص40

[5]نفس المصدر

[6]نفس المصدر

[7]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج8، ص201

[8]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج‌16، ص 408

[9]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج9، ص165

[10]نفس المصدر

[11]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج8، ص201

[12]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج‌16، ص 407

[13]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص 138

[14]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج9، ص165

[15]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص313