الاحقاف
الأحقاف: جمع حقّف، و هو رمل مستطيل فيه انحناء، من احقوقف الشيء إذا اعوجّ، و كان عاد أصحاب عمد، يسكنون بين رمال مشرفة على البحر، بأرض يقال لها: «الشحر» بأرض اليمن. و عن ابن عباس: الأحقاف: وادّ بين عمان و مهرة، و قال مقاتل: كانت منازل عاد باليمن، فى حضرموت، بموضع يقال له: مهرة، و إليه تنسب الإبل المهرية، و يقال لها: المهارى، و كانوا أهل عمد سيارة فى الرّبيع، فإذا هاج العود رجعوا إلى منازلهم، و كانوا من قبيلة إرم[1] ، و المشهور: أن الأحقاف اسم جبل ذا رمل مستطيل، كانت منازل عاد حوله.[2]
أسماء السورة
سورة الأحقاف،[3] سورة حم الأحقاف.
وجه التسمية
«سورة الأحقاف»؛ قد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم لقوله تعالى «وَ اذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ».[4]
«سورة حم الأحقاف»؛ ترکب هذا الإسم من «حم» و «الأحقاف».
عدد الآيات
هي خمسة و ثلاثون آية.[5]
عدد الکلمات
هي ستمائة و أربع و أربعون كلمة.[6] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الکلمات القرآنية مختلفة)
عدد الحروف
هي ألفان و خمسمائة و خمسة و تسعون حرفا.[7] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الحروف القرآنية مختلفة)
أغراض السورة
الغرض من هذه السورة إنذار المشركين بالعذاب، و أخذهم مع هذا الدليل الى التصديق بالتوحيد و الرسالة، و بهذا جمع فيها بين الأخذ بالترهيب و الترغيب و الأخذ بالدليل، كما جمع بين ذلك في السّور السّابقة، و هذا هو وجه المناسبة بينها و بين هذه السور.[8]
المحتوي و الموضوعات
يمكن القول باختصار، أنّ هذه السورة تتابع الأهداف التالية:
1- بيان عظمة القرآن.
2- محاربة كلّ أنواع الشرك و الوثنية بشكل قاطع.
3- توجيه الناس إلى مسألة المعاد و محكمة العدل الإلهي.
4- إنذار المشركين و المجرمين من خلال بيان جانب من قصة قوم عاد، الذين كانوا يسكنون أرض «الأحقاف»، و منها أخذ اسم هذه السورة.
5- الإشارة إلى سعة دعوة نبيّ الإسلام صلى اللّه عليه و آله و سلّم و كونها عامّة تتخطى حتى حدود البشر، أي إنّها تشمل طائفة الجن أيضا.
6- ترغيب المؤمنين و ترهيب الكافرين و إنذارهم، و إيجاد دوافع الخوف و الرجاء.
7- دعوة نبيّ الإسلام صلى اللّه عليه و آله و سلّم إلى التحلي بالصبر و الاستقامة الى أبعد الحدود، و الاقتداء بسيرة الأنبياء الماضين.[9]
الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة
أبي بن كعب عن النبي صلي الله عليه و آله قال: و من قرأ سورة الأحقاف أعطي من الأجر بعدد كل رمل في الدنيا عشر حسنات و محي عنه عشر سيئات و رفع له عشر درجات.
وعن عبد الله بن أبي يعقوب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ كل ليلة أو كل جمعة سورة الأحقاف لم يصبه الله بروعة في الدنيا و آمنه من فزعة يوم القيامة.[10]
محل النزول
سورة الأحقاف مكية قال ابن عباس و قتادة إلا آية منها نزلت بالمدينة «قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ» الآية نزلت في عبد الله بن سلام.[11]
زمان النزول
نزلت سورة «الأحقاف» بعد سورة «الجاثية»، و نزلت سورة «الجاثية» بعد الإسراء و قبيل الهجرة، فيكون نزول سورة الأحقاف في ذلك التاريخ أيضا.[12]
جوّ النزول
هذه السورة من السور المكية و إن كان جمع من المفسّرين ذهبوا إلى أنّ بعض آياتها قد نزلت في المدينة .. و لما كان زمان نزولها و ظروفه زمان مواجهة الشرك، و الدعوة إلى التوحيد و المعاد و مسائل الإسلام الأساسية، فإنها تتحدث حول هذه الأمور، و تدور حول هذه المحاور. [13]
الترتيب في المصحف
هذه السورة هي السورة «السادسة و الأربعون» من القرآن بترتيب المصحف.
الترتيب حسب النزول
هذه السورة هي السورة «السادسة و الستون» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد الجاثية.[14] (الجدير بالذکر أن الأقوال في ترتيب السور القرآنية حسب النزول مختلفة)
العلاقة مع السورة السابقة
لما ختم الله تلك السورة بذكر التوحيد و ذم أهل الشرك و الوعيد افتتح هذه السورة أيضا بالتوحيد ثم بالتوبيخ لأهل الكفر من العبيد.[15]
الخصوصية
افتتحت السورة بالحروف المقطعة و هي من الحواميم. و تلک السور هي: المؤمن و الزخرف و فصلّت و الشوري و الأحقاف و الجاثية و الدخان.[16] قال النّبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم: لكلّ شيء ثمرة، و ثمرة القرآن الحواميم، هنّ روضات حسنات مخصبات، فمن أحبّ أن يرتع في رياض الجنّة فليقرأ الحواميم.[17] و قال ابن مسعود: «الحواميم ديباجة القرآن»، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم: «مثل الحواميم في القرآن مثل الحبرات في الثياب» و نزلت كلّها بمكة.[18]
وقعت هذه السورة في کلا الترتيبين (ترتيب المصحف و حسب النزول) بعد سورة الجاثية.
[1]تفسير البغوي، ج7، ص262
[2]البحر المديد في تفسير القرآن المجيد، ج5، ص341
[3]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج8، ص151
[4]نفس المصدر
[5]الکشف و البيان، ج9، ص5
[6]نفس المصدر
[7]نفس المصدر
[8]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج8، ص151
[9]الأمثل في تفسير القرآن، ج16، ص240
[10]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج9، ص123
[11]نفس المصدر
[12]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج8، ص151
[13]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج16، ص 239
[14]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص 136
[15]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج9، ص123
[16]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص 313
[17]التفسير الكبير: تفسير القرآن العظيم (الطبرانى)، ج5، ص 390
[18]الکشف و البيان، ج8، ص262، إعراب القراءات السبع و عللها، ج2، ص 262