الجاثية
الجاثي: هو الذي برك على ركبتيه.[1]
أسماء السورة
سورة الجاثية، سورة الشريعة، سورة الدهر، سورة حم الجاثية.[2]
وجه التسمية
«سورة الجاثية»؛ قد سمّيت هذه السورة بهذا الإسم لقوله تعالى «وَ تَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً».[3]
«سورة الشريعة»؛ تسمى سورة شريعة لوقوع لفظ شريعة في الآية الثامنة عشرة منها «ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْر».[4]
«سورة الدهر»؛ تسمى سورة الدهر لقوله تعالي«ما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ» فيها.[5]
«سورة حم الجاثية»؛ ترکب هذا الإسم من «حم» و «الجاثية».
عدد الآيات
هي سبع و ثلاثون آية.[6]
عدد الکلمات
هي أربعمائة و ثمان و ثمانون كلمة.[7] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الکلمات القرآنية مختلفة)
عدد الحروف
هي ألفان و مائة و واحد و تسعون حرفا.[8] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الحروف القرآنية مختلفة)
أغراض السورة
الغرض من هذه السورة الدعوة إلى الإيمان باللّه تعالى، و الرد على الدهرية الذين لا يؤمنون به، و ينكرون البعث بعد الموت. و قد دعي فيها إلى هذا تارة بالدليل، و تارة بالترهيب و الترغيب، و شأنها في ذلك شأن السورة السابقة(سورة الدخان)، و شأن السّور التي ذكرت قبلها و وافقتها في هذا الغرض، كما وافقتها في الحروف التي ابتدئت بها، و لهذا ذكرت هذه السورة معها.[9]
المحتوي و الموضوعات
يمكن تلخيص محتوى هذه السورة في سبعة فصول:
1- عظمة القرآن المجيد و أهميته.
2- بيان جانب من دلائل التوحيد أمام المشركين.
3- ذكر بعض ادعاءات الدهريين، و الردّ عليها بجواب قاطع.
4- إشارة وجيزة إلى عاقبة بعض الأقوام الماضين كبني إسرائيل كشاهد على مباحث هذه السورة.
5- تهديد الضالين المصرين على عقائدهم المنحرفة و المتعصبين لها تهديدا شديدا.
6- الدعوة إلى العفو و الصفح، لكن مع الحزم و عدم الانحراف عن طريق الحق.
7- الإشارات البليغة المعبرة إلى مشاهد القيامة المهولة، و خاصة صحيفة الأعمال التي تشتمل على كلّ أعمال الإنسان دون زيادة أو نقصان. و تبدأ هذه السورة بصفات و أسماء اللّه عزّ و جلّ العظيمة كالعزيز و الحكيم، و تنتهي بها أيضا.[10]
الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة
أبي بن كعب عن النبي صلي الله عليه و آله قال: و من قرأ حم الجاثية ستر الله عورته و سكن روعته عند الحساب.
روى أبو بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة الجاثية كان ثوابها أن لا يرى النار أبدا و لا يسمع زفير جهنم و لا شهيقها و هو مع محمد صلي الله عليه و آله.[11]
محل النزول
سورة الجاثية مكية قال قتادة إلا آية منها نزلت بالمدينة «قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا» الآية.[12]
زمان النزول
نزلت سورة «الجاثية» بعد سورة «الدّخان»، و نزلت سورة «الدخان» بعد الإسراء و قبيل الهجرة، فيكون نزول سورة «الجاثية» في ذلك التاريخ أيضا.[13]
جوّ النزول
هذه السورة- و هي سادس الحواميم- من السورة المكية، و قد نزلت في وقت كانت المواجهة بين المسلمين و مشركي مكّة قد اشتدت و سادت الأجواء الاجتماعية في مكّة، و لذلك فإنّها أكّدت على المسائل المتعلقة بالتوحيد، و محاربة الشرك، و تهديد الظالمين بمحكمة القيامة، و التنبيه إلى كتابة الأعمال و تسجيلها، و كذلك التنبيه إلى عاقبة الأقوام المتمردين الماضين.[14]
الترتيب في المصحف
هذه السورة هي السورة «الخامسة و الأربعون» من القرآن بترتيب المصحف.
الترتيب حسب النزول
هذه السورة هي السورة «الخامسة و الستون» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد الدخان.[15] (الجدير بالذکر أن الأقوال في ترتيب السور القرآنية حسب النزول مختلفة)
العلاقة مع السورة السابقة
لما ختم الله سبحانه سورة الدخان بذكر القرآن افتتح هذه السورة بذكره أيضا.[16]
الخصوصية
افتتحت السورة بالحروف المقطعة و هي من الحواميم. و تلک السور هي: المؤمن و الزخرف و فصلّت و الشوري و الأحقاف و الجاثية و الدخان.[17] قال النّبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم: لكلّ شيء ثمرة، و ثمرة القرآن الحواميم، هنّ روضات حسنات مخصبات، فمن أحبّ أن يرتع في رياض الجنّة فليقرأ الحواميم.[18] و قال ابن مسعود: «الحواميم ديباجة القرآن»، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم: «مثل الحواميم في القرآن مثل الحبرات في الثياب» و نزلت كلّها بمكة.[19]
وقعت هذه السورة في کلا الترتيبين (ترتيب المصحف و حسب النزول) بعد سورة الدخان.
[1]التبيان في تفسير القرآن، ج7، ص141
[2]التحرير و التنوير، ج25، ص346
[3]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج8، ص129
[4]التحرير و التنوير، ج25، ص346
[5]نفس المصدر
[6]الکشف و البيان، ج8، ص358
[7]نفس المصدر
[8]نفس المصدر
[9]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج8، ص129
[10]الأمثل في تفسير کتاب الله المنزل، ج 16، ص182
[11]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج9، ص106
[12]نفس المصدر
[13]الموسوعة القرآنية، ج8، ص129
[14]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج16، ص 181
[15]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص 136
[16]مجمع البيان، ج9، ص106
[17]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص 313
[18]التفسير الكبير: تفسير القرآن العظيم (الطبرانى)، ج5، ص 390
[19]الکشف و البيان، ج8، ص262، إعراب القراءات السبع و عللها، ج2، ص 262