سورة الشورى
السورة:
42
عدد الآيات :
53
مكان النزول :
مکة
ترتيب النزول:
62
الأسماء :
سورةالشوری، سورة حم عسق، سورة حم الشریعة

الشوري

أشار عليه بأمر كذا: أمره به، و هى‌ الشّورى‌ و المشورة، مفعلة، و لا تكون مفعولة و إن جاءت على مثال مفعول، و كذلك‌ المشورة. [1]

الشُّورى‌: الأمر الذي‌ يُتَشَاوَرُ فيه.[2]

أسماء السورة

سورة حم عسق، سورة الشورى، سورة عسق.[3]

وجه التسمية

«سورة حم عسق»؛ [سميت بهذا الإسم لإفتتاحها بها و] اشتهرت تسميتها عند السلف حم عسق، و كذلك ترجمها البخاري في كتاب التفسير و الترمذي في جامعه، و كذلك سميت في عدة من كتب التفسير و كثير من المصاحف.[4]

«سورة عسق»؛ سميت بهذا الإسم لإفتتاحها بها.

«سورة الشورى»؛ سميت بهذا الإسم لقوله سبحانه «وَ أَمْرُهُمْ شُورى‌ بَيْنَهُمْ‌». [5]

عدد الآيات

هي ثلاث و خمسون آية.[6]

عدد الکلمات

هي ثمانمائة و ستّ و ستّون كلمة.[7] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الکلمات القرآنية مختلفة)

عدد الحروف

هي ثلاثة آلاف و خمسمائة و ثمانية و ثمانون حرفا.[8] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الحروف القرآنية مختلفة)

أغراض السورة

الغرض من هذه السورة بيان اتفاق الرّسل على شرع الإسلام من أوّلهم إلى آخرهم، و إنذار من يخالفه بعذاب الدنيا و الآخرة، و تبشير من يؤمن به بحسن الثواب فيهما. و بهذا تتّفق هي و السورة السابقة(سورة فصلت)، في ما جاء فيهما من الترهيب و الترغيب، مع ما فيها من أخذهم بشي‌ء من طريق الدليل، و هذا هو وجه المناسبة بين السورتين.‌[9]

المحتوي و الموضوعات

إنّ إطلاق اسم «الشورى» على هذه السورة المباركة يعود إلى محتوى الآية (38) منها و التي تدعو المسلمين إلى المشورة في أمورهم. و لكن بالإضافة إلى هذا الموضوع، و إلى ما تتضمنه السورة من بحوث و مضامين السور المّكية من بحث في المبدأ و المعاد، و القرآن و النبوّة، فإنّها تتناول قضايا اخرى يمكن الإشارة إليها مختصرا بما يلي من نقاط:

القسم الأول: و هو أهم أقسام السورة، يشتمل البحث فيه على قضية الوحي الذي يمثل طريق ارتباط الأنبياء عليهم السّلام باللّه تبارك و تعالى. و الملاحظ أنّ هذا الموضوع يلقي بظلاله على جميع أجزاء السورة، فالسورة تبدأ بالإشارة إليه و تنتهي به أيضا. و كامتداد لهذا الموضوع تثير السورة بحوثا حول القرآن و نبوة نبيّ الإسلام و بداية الرسالة منذ أيام نبيّ اللّه نوح عليه السّلام.

القسم الثّاني: إشارات عميقة المعنى إلى دلائل التوحيد، و آيات اللّه في الآفاق و الأنفس التي تكمّل البحث في موضوع الوحي. و في هذا القسم ثمّة بحوث حول توحيد الربوبية.

القسم الثّالث: في السورة إشارات إلى قضية المعاد و مصير الكفار في القيامة. و هو محدود قياسا إلى الأقسام الأخرى.

القسم الرابع: تشتمل السورة على مجموعة من البحوث الأخلاقية التي تعكسها السورة بشكل خاص و دقيق. فهي تدعو أحيانا إلى ملكات خاصة مثل الاستقامة و التوبة و العفو و الصبر و إطفاء نار الغضب.

و تنتهي في المقابل عن الرذيلة، و الطغيان في مقابل النعم الإلهية، أو العناد و عبادة الدنيا، و كذلك تنهى عن الفزع و الجزع عند ظهور المشاكل. إنّ السورة تنطوي على مجموعة متكاملة من دروس الهدى هي في الواقع شفاء للصدور و مسالك نور في طريق الحق‌.[10]

الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة

أبي بن كعب عن النبي صلي الله عليه و آله من قرأ سورة حم عسق كان ممن يصلي عليه الملائكة و يستغفرون له و يسترحمون‌.

روى سيف بن عميرة عن أبي عبد الله عليه السلام قال:‌ من قرأ حم عسق بعثه الله يوم القيامة و وجهه كالقمر ليلة البدر حتى يقف بين يدي الله عز و جل فيقول عبدي أدمنت قراءة حم عسق و لم تدر ما ثوابها أما لو دريت ما هي و ما ثوابها لما مللت من قراءتها و لكن سأجزيك جزاءك أدخلوه الجنة و له فيها قصر من ياقوتة حمراء أبوابها و شرفها و درجها منها يرى ظاهرها من باطنها و باطنها من ظاهرها و له فيها حوراوان من الحور العين و ألف جارية و ألف غلام من الولدان المخلدين الذين وصفهم الله.‌[11]

محل النزول

هي مكية عن الحسن إلا قوله‌ «وَ الَّذِينَ اسْتَجابُوا» «وَ الَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ» إلى قوله‌ «لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ» و عن ابن عباس و قتادة إلا أربع آيات منها نزلن بالمدينة «قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى‌» قال ابن عباس: و لما نزلت هذه الآية قال رجل و الله ما أنزل الله هذه الآية فأنزل الله‌ «أَمْ يَقُولُونَ افْتَرى‌ عَلَى اللَّهِ كَذِباً» ثم أن الرجل تاب و ندم فنزل‌ «وَ هُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ» إلى قوله‌ «لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ».[12]

زمان النزول

نزلت سورة «الشّورى» بعد سورة «فصّلت»، و نزلت سورة «فصلت» بعد الإسراء، و قبيل الهجرة، فيكون نزول سورة «الشورى» في هذا التاريخ أيضا.[13]

جوّ النزول

هذه السورة تعالج قضية العقيدة كسائر السور المكية؛ و لكنها تركز بصفة خاصة على حقيقة الوحي و الرسالة، حتى ليصح أن يقال: إنها هي المحور الرئيسي الذي ترتبط به السورة كلها؛ و تأتي سائر الموضوعات فيها تبعا لتلك الحقيقة الرئيسية فيها. هذا مع أن السورة تتوسع في الحديث عن حقيقة الوحدانية، و تعرضها من جوانب متعددة؛ كما أنها تتحدث عن حقيقة القيامة و الإيمان بها؛ و يأتي ذكر الآخرة و مشاهدها في مواضع متعددة منها. و كذلك تتناول عرض صفات المؤمنين و أخلاقهم التي يمتازون بها. كما تلم بقضية الرزق: بسطه و قبضه؛ و صفة الإنسان في السراء و الضراء. و لكن حقيقة الوحي و الرسالة، و ما يتصل بها، تظل مع ذلك هي الحقيقة البارزة في محيط السورة، و التي تطبعها و تظللها. و كأن سائر الموضوعات الأخرى مسوقة لتقوية تلك الحقيقة الأولى و توكيدها.

و يسير سياق السورة في عرض تلك الحقيقة، و ما يصاحبها من موضوعات أخرى بطريقة تدعو إلى مزيد من التدبر و الملاحظة. فهي تعرض من جوانب متعددة. يفترق بعضها عن بعض ببضع آيات تتحدث عن وحدانية الخالق. أو وحدانية الرازق. أو وحدانية المتصرف في القلوب. أو وحدانية المتصرف في المصير .. ذلك بينما يتجه الحديث عن حقيقة الوحي و الرسالة إلى تقرير وحدانية الموحي سبحانه و وحدة الوحي. و وحدة العقيدة. و وحدة المنهج و الطريق. و أخيرا وحدة القيادة البشرية في ظل العقيدة. و من ثم يرتسم في النفس خط الوحدانية بارزا واضحا، بشتى معانيه و شتى ظلاله و شتى إيحاءاته، من وراء موضوعات السورة جميعا.[14]

الترتيب في المصحف

هذه السورة هي السورة «الثانية و الأربعون» من القرآن بترتيب المصحف.

الترتيب حسب النزول

هذه السورة هي السورة « الثانية و الستون » من القرآن حسب النزول و نزلت بعد فصلت.[15] (الجدير بالذکر أن الأقوال في ترتيب السور القرآنية حسب النزول مختلفة)

العلاقة مع السورة السابقة

ختم الله سورة حم السجدة بذكر القرآن و افتتح هذه السورة بذكره أيضا.[16]

الخصوصية

افتتحت السورة بالحروف المقطعة و هي من الحواميم. و تلک السور هي: المؤمن و الزخرف و فصلّت و الشوري و الأحقاف و الجاثية و الدخان.[17] قال النّبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم: لكلّ شي‌ء ثمرة، و ثمرة القرآن الحواميم‌، هنّ روضات حسنات مخصبات، فمن أحبّ أن يرتع في رياض الجنّة فليقرأ الحواميم‌.[18] و قال ابن مسعود: «الحواميم‌ ديباجة القرآن»، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم‌: «مثل الحواميم في القرآن مثل الحبرات في الثياب» و نزلت كلّها بمكة.[19]

وقعت هذه السورة في کلا الترتيبين (ترتيب المصحف و حسب النزول) بعد سورة فصلت.

[1]لسان العرب، ج4، ص434

[2]مفردات ألفاظ القرآن، ص470

[3]التحرير و التنوير، ج25، ص96

[4]نفس المصدر

[5]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج8، ص55

[6]الکشف و البيان، ج8، ص301

[7]نفس المصدر

[8]نفس المصدر

[9]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج8، ص61

[10]الأمثل في تفسير کتاب الله المنزل، ج15، ص457

[11]مجمع البيان، ج9، ص31

[12]نفس المصدر

[13]الموسوعة القرآنية، ج8، ص61

[14]فى ظلال القرآن، ج‌5، ص 3136

[15]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص 136

[16]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج9، ص31

[17]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص 313

[18]التفسير الكبير: تفسير القرآن العظيم (الطبرانى)، ج‌5، ص390

[19]الکشف و البيان، ج8، ص262، إعراب القراءات السبع و عللها، ج‌2، ص 262