سورة فصلت
السورة:
41
عدد الآيات :
54
مكان النزول :
مکة
ترتيب النزول:
61
الأسماء :
سورة فصلت، سورة حم السجدة، سورةالمصابیح، سورةالأقوات، سورة سجدة المؤمن، سورةالسجدة،

فصلت

التّفصيل‌: التّبيين‌، و منه قوله تعالى «أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَ‌ فُصِّلَتْ» ، «كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُه‌».‌[1]

أسماء السورة

سورة فصّلت، سورة السّجدة، سورة حم السّجدة، سورة المصابيح، سورة الأقوات، سورة سجدة المؤمن.[2]

وجه التسمية

«فصّلت»؛ سميت هذه السورة بهذا الإسم لوقوع كلمة «فُصِّلَتْ» في الآية الثالثة منها.

«السّجدة»؛ سميت في معظم مصاحف المشرق و التفاسير سورة السجدة، و هو اختصار قولهم:حم السجدة و ليس تمييزا لها بذات السجدة.[3]

«حم السّجدة»؛ تسمى بهذا الإسم لاشتمالها على السجدة.[4] ترکب هذا الإسم من «حم» و «السجدة»

«المصابيح»؛ قال الكواشي: و تسمى سورة المصابيح لقوله تعالى فيها «وَ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ‌».[5]

«الأقوات»؛ تسمى سورة الأقوات لقوله تعالى «وَ قَدَّرَ فِيها أَقْواتَها».[6]

«سجدة المؤمن»؛ قال الكواشي في «التبصرة»: تسمى سجدة المؤمن و وجه هذه التسمية قصد تمييزها عن سورة الم السجدة المسماة سورة المضاجع فأضافوا هذه إلى السورة التي قبلها و هي‌ سورة المؤمن كما ميزوا سورة المضاجع باسم سجدة لقمان لأنها واقعة بعد سورة لقمان‌.[7]

عدد الآيات

هي أربع و خمسون آية.‌[8]

عدد الکلمة

هي سبعمائة و ست و تسعون كلمة. [9] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الکلمات القرآنية مختلفة)

عدد الحروف

هي ثلاث آلاف و ثلاثمائة و خمسون حرفا. [10] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الحروف القرآنية مختلفة)

أغراض السورة

ترمي من هذه السورة إلى بيان الغرض من نزول القرآن، و هو التبشير بالثواب و الإنذار بالعقاب، و هي بهذا تكاد تتّفق في الغرض مع السورة السابقة(سورة غافر)، و هذا هو وجه ذكرها بعدها. و قد جمع فيها بين الأخذ بالترغيب و الترهيب، و الأخذ بالدليل أيضا.[11]

المحتوي و الموضوعات

سورة «فصلت» من السور المكية، و هي بذلك لا تخرج في مضامينها الأساسية عن مثيلاتها، بل تعكس في محتواها كامل خصائص السور المكّية، من التأكيد على المعارف الإسلامية التي تتصل بالعقيدة و بالحساب و الجزاء، و الوعيد و الإنذار، و بالبشرى للذين آمنوا. لكن كون السورة مكّية لا يعني عدم اختصاصها بمواضيع معينة قد لا نجدها فيما سواها من السور القرآنية الأخرى. بشكل عام يمكن الحديث عن محتويات السورة من خلال الخطوط العريضة الآتية:

أوّلا: التركيز على موضوع القرآن و ما يتصل به من بحوث، كالإشارة الصريحة إلى حاكمية القرآن في جميع الأدوار و العصور، و صيانته من أيّ تحريف، و قوّة منطقه و تماسكه بحيث رأينا أعداء اللّه يخشون حتى من الاستماع إلى آياته، بل و يمنعون الناس من مجرّد الإنصات إليه. الآيتان (41) و (42) من السورة تتحدثان عن هذه النقطة بوضوح كامل، إذ يقول تعالى: وَ إِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ‌.

ثانيا: إثارة قضية خلق السماء و الأرض، خاصة ما يتعلق ببداية العالم الذي‌ خلق من مادّة (الدخان) ثمّ مراحل نشوء الكرة الأرضية و الجبال و النباتات الحيوانات.

ثالثا: ثمّة في السورة إشارات إلى عاقبة الأقوام المغرورين الأشقياء من الأمم السابقة، مثل قوم عاد و ثمود، و هناك إشارة قصيرة إلى قصة موسى عليه السّلام.

رابعا: تتضمّن السورة تهديد المشركين و إنذار الكافرين، مع ذكر آيات القيامة و ما يتعلق بشهادة أعضاء جسم الإنسان عليه، و توبيخ اللّه تبارك و تعالى لأمثال هؤلاء.

خامسا: تتناول السورة قسما من أدلة البعث و القيامة و خصوصياتهما.

سادسا: المواعظ و النصائح المختلفة التي تبعث في الروح الحياة من خلال الدعوة إلى الاستقامة في طريق الحق، و توجيه المؤمن نحو أسلوب التعامل المنطقي مع الأعداء و كيفية هدايتهم نحو اللّه.

سابعا: تنتهي السورة ببحث لطيف قصير عن آيات الآفاق و الأنفس، و تعود كرة اخرى إلى قضية المعاد.[12]

الفضائل، الخواص و آثار التلاوة

أبي بن كعب عن النبي صلي الله عليه و آله قال‌: من قرأ حم السجدة أعطي بعدد كل حرف منها عشر حسنات.

و روى ذريح المحاربي عن أبي عبد الله عليه السلام قال:‌ من قرأ حم السجدة كانت له نورا يوم القيامة مد بصره و سرورا و عاش في هذه الدنيا مغبوطا محمودا.[13]

محل النزول

سورة فصلت مكية.[14]

زمان النزول

نزلت سورة «فصّلت» بعد سورة «غافر»، و نزلت سورة «غافر» بعد الإسراء، و قبيل الهجرة، فيكون نزول سورة فصلت في ذلك التاريخ أيضا.[15]

جوّ النزول

نزلت هذه السورة في الأوضاع السائدة في المحيط المکي الملَّوث بالشرک و الکفر. کان المشرکون ينکرون النبي صلي الله عليه و آله و يکذبون بآيات الله. و لا ينقصون من عنادهم و کفرهم و مکافحتهم للإسلام شيئاً بعد سنوات من بعثة النبي و إرشادهم الي التوحيد و الإيمان بالبعث و...

..تعكس في محتواها كامل خصائص السور المكّية، من التأكيد على المعارف الإسلامية التي تتصل بالعقيدة و بالحساب و الجزاء، و الوعيد و الإنذار، و بالبشرى للذين آمنوا. لكن كون السورة مكّية لا يعني عدم اختصاصها بمواضيع معينة قد لا نجدها فيما سواها من السور القرآنية الأخرى.[16]

الترتيب في المصحف

هذه السورة هي السورة «الحادية و الأربعون» من القرآن بترتيب المصحف.

الترتيب حسب النزول

هذه السورة هي السورة «الحادية و الستون» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد القصص.[17] (الجدير بالذکر أن الأقوال في ترتيب السور القرآنية حسب النزول مختلفة)

العلاقة مع السورة السابقة

ختم الله سورة المؤمن بذكر المنكرين لآيات الله و افتتح هذه السورة بمثل ذلك‌.[18]

الخصوصية

افتتحت السورة بحروف التهجي و هي من الحواميم. و تلک السور هي: المؤمن و الزخرف و فصلّت و الشوري و الأحقاف و الجاثية و الدخان.[19] قال النّبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم: لكلّ شي‌ء ثمرة، و ثمرة القرآن الحواميم‌، هنّ روضات حسنات مخصبات، فمن أحبّ أن يرتع في رياض الجنّة فليقرأ الحواميم‌.[20] و قال ابن مسعود: «الحواميم‌ ديباجة القرآن»، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم‌: «مثل الحواميم في القرآن مثل الحبرات في الثياب» و نزلت كلّها بمكة.[21]

و في الآية السابعة و الثلاثين من هذه السورة سجدة التلاوة.

هذه السورة من سور العزائم (المشتملة على آيات السجدة الواجبة عند قراءتها و استماعها) و لا يجوز قرائتها في الصلاة.[22] سور العزائم‌ الأربع‌ هي: «اقرأ باسم ربّك» و «النّجم» و «تنزيل السّجدة» و «حم السّجدة».

[1]تاج العروس من جواهر القاموس، ج‌15، ص576 ، مجمع البحرين، ج‌3، ص 280

[2]التحرير و التنوير ج25، ص5

[3]التحرير و التنوير، ج25، ص5

[4]بصائر ذوى التمييز فى لطائف الكتاب العزيز، ج‌1، ص 413

[5]نفس المصدر

[6]نفس المصدر

[7]نفس المصدر

[8]الکشف و البيان، ج8، ص285

[9]نفس المصدر

[10]نفس المصدر

[11]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج8، ص 35

[12]الأمثل في تفسير کتاب الله المنزل، ج15، ص344

[13]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج9، ص3

[14]نفس المصدر

[15]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج‌8، ص35

[16]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج‌15، ص 343

[17]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص136

[18]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج9، ص4

[19]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص313

[20]التفسير الكبير: تفسير القرآن العظيم (الطبرانى)، ج‌5، ص390

[21]الکشف و البيان، ج8، ص262، إعراب القراءات السبع و عللها، ج‌2، ص 262

[22]فقه القرآن (لليزدي)، ج‌1، ص 134