سورة الزمر
السورة:
39
عدد الآيات :
75
مكان النزول :
مکة
ترتيب النزول:
59
الأسماء :
سورةالزمر، سورةالغرف

الزمر

الزُمرة: الجماعة من الناس. و الزُمَر: الجماعات.[1]

أسماء السورة

سورة الزمر، سورة الغرف.[2]

وجه التسمية

«سورة الزمر»؛ سميت سورة الزمر لوقوع هذا اللفظ فيها.[3]

«سورة الغرف»؛ سميت بسورة الغرف‌، لقوله تعالى «لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ‌».[4]

عدد الآيات

هي خمس و سبعون آية.[5]

عدد الکلمات

هي ألف و مائة و اثنتان و سبعون‌ كلمة.[6] (الجدير بالذکر أنّ الأقوال في عدد الکلمات القرآنية مختلفة)

عدد الحروف

هي أربعة آلاف و تسعمائة و ثمانية أحرف.[7] (الجدير بالذکر أنّ الأقوال في عدد الحروف القرآنية مختلفة)

أغراض السورة

ما يبرز لنا من أغراض هذه السورة الحثّ على إخلاص العبادة للّه تعالى، و النهي عن اتخاذ الوسائل من الأولياء و الأولاد و نحوهم، و لهذا يدور السياق فيها على إقامة الأدلة و الآيات على بطلان هذا الاعتقاد.[8]

المحتوي و الموضوعات

إنّ هذه السورة تضم عدّة أقسام مهمّة:

1- تتطرق السورة إلى مسألة الدعوة إلى توحيد اللّه، توحيده في الخلق، توحيده في الربوبية، توحيده في العبودية، كما تسلط الضوء على مسألة الإخلاص في العبادة للّه، و آيات هذه السورة في هذا المجال مؤثرة جدّا بحيث تجذب قلب الإنسان و تدفعه نحو الإخلاص.

2- الأمر المهم الآخر الذي تكرر في عدّة آيات في هذه السورة من بدايتها و حتى نهايتها، هو مسألة المعاد و المحكمة الإلهية الكبرى، و مسألة الثواب‌ و العقاب، و غرف الجنّة، و كور النّار في جهنّم، و مسألة الخوف و الرهبة من يوم القيامة، و ظهور نتائج الأعمال في ذلك اليوم، و تجسّدها في ذلك المشهد الكبير، إضافة إلى أنّها تستعرض قضية اسوداد أوجه الكاذبين و الذين افتروا على اللّه الكذب، و سوق الكافرين صوب جهنم، و تعرض الكافرين لتوبيخ و ملامة ملائكة العذاب و دعوة أهل الجنّة إلى دخول الجنّة و تقديم ملائكة الرحمة التهاني و التبريكات لهم، و هذه الأمور التي تدور حول محور المعاد ممزوجة مع قضايا التوحيد بشكل كبير و كأنّها تشكل معها نسيجا واحدا.

3- قسم آخر من السورة يتناول أهمية القرآن المجيد، و رغم قلّة عدد آيات هذا القسم، فهو يجسّد بصورة لطيفة القرآن و تأثيره القوي على القلوب و الأرواح.

4- قسم آخر أيضا يبيّن مصير الأقوام السابقين و العذاب الإلهي الأليم الذي نزل بهم من جراء تكذيبهم لآيات اللّه الحقّ.

5- و أخيرا قسم آخر من هذه السورة يتحدث عن مسألة التوبة، و كون أبواب التوبة مفتوحة لمن يرغب في العودة إلى اللّه، و قد تضمّن هذا القسم أقوى آيات القرآن تأثيرا في مجال التوبة، و يمكن القول بأن آيات هذا القسم تزف البشرى و تحمل أخبارا سارّة قد لا يوجد مثيل لها في بقية آيات القرآن.[9]

الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة

أبي بن كعب عن النبي صلي الله عليه و آله قال:‌ من قرأ سورة الزمر لم يقطع الله رجاه و أعطاه ثواب الخائفين الذين خافوا الله تعالى‌

روى هارون بن خارجة عن أبي عبد الله عليه السلام قال:‌ من قرأ سورة الزمر أعطاه الله شرف الدنيا و الآخرة و أعزه بلا مال و لا عشيرة حتى يهابه من يراه و حرم جسده على النار و يبني له في الجنة ألف مدينة في كل مدينة ألف قصر في كل قصر مائة حوراء و له مع ذلك عينان تجريان و عينان نضاختان و جنتان مدهامتان و حور مقصورات في الخيام.[10]

محل النزول

سورة الزمر مكية كلها عن مجاهد و قتادة و الحسن و قيل سوى ثلاث آيات نزلن بالمدينة في وحشي قاتل حمزة «قُلْ يا عِبادِيَ» إلى آخرهن و قيل غير آية قُلْ يا عِبادِيَ‌.[11]

زمان النزول

نزلت سورة الزّمر بعد سورة سبأ، و نزلت سورة سبأ بعد الإسراء و قبيل الهجرة، فيكون نزول سورة الزّمر في ذلك التاريخ أيضا.[12]

جوّ النزول

يظهر من خلال آيات السورة أن المشركين من قومه صلي الله عليه و آله سألوه أن ينصرف عما هو عليه من التوحيد و الدعوة إليه و التعرض لآلهتهم و خوفوه بآلهتهم فنزلت السورة- و هي قرينة سورة ص بوجه- و هي تؤكد الأمر بأن يخلص دينه لله سبحانه و لا يعبأ بآلهتهم و أن يعلمهم أنه مأمور بالتوحيد و إخلاص الدين الذي تواترت الآيات من طريق الوحي و العقل جميعا عليه. و لذلك نراه سبحانه يعطف الكلام عليه في خلال السورة مرة بعد مرة كقوله في مفتتح السورة: «فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ‌» ثم يرجع إليه و يقول:«قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ‌» إلى قوله «قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي فَاعْبُدُوا ما شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ‌». ثم يقول: «إِنَّكَ مَيِّتٌ وَ إِنَّهُمْ مَيِّتُونَ‌» إلخ ثم يقول: «أَ لَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ وَ يُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ‌» ثم يقول: «قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى‌ مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ‌» ثم يقول: «قُلْ أَ فَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ‌» إلى غير ذلك من الإشارات.

ثم عمم الاحتجاج على توحده تعالى في الربوبية و الألوهية من الوحي و من طريق البرهان و قايس بين المؤمنين و المشركين مقايسات لطيفة فوصف المؤمنين بأجمل أوصافهم و بشرهم بما سيثيبهم في الآخرة مرة بعد مرة و ذكر المشركين و أنذرهم بما سيلحقهم من الخسران و عذاب الآخرة مضافا إلى ما يصيبهم في الدنيا من وبال أمرهم كما أصاب الذين كذبوا من الأمم الدارجة من عذاب الخزي في الحياة الدنيا و لعذاب الآخرة أكبر. و من ثم وصفت السورة يوم البعث و خاصة في مختتمها بأوضح الوصف و أتمه. و السورة مكية لشهادة سياق آياتها بذلك و كأنها نزلت دفعة واحدة لما بين آياتها من الاتصال.[13]

الترتيب في المصحف

هذه السورة هي السورة «التاسعة و الثلاثون» من القرآن بترتيب المصحف.

الترتيب حسب النزول

هذه السورة هي السورة «التاسعة و الخمسون» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد سبأ.[14] (الجدير بالذکر أنّ الأقوال في ترتيب السور القرآنية حسب النزول مختلفة)

العلاقة مع السورة السابقة

ختم الله سبحانه سورة ص بذكر القرآن و افتتح هذه السورة أيضا به‌.[15]

الخصوصية

هذا السورة من المثاني. قال ابن قتيبة: [المثاني] ما ولي المئين من السّور التي دون المائة، كأنّ المئين مباد، و هذه مثان.[16] و تلک السور هي: الأحزاب و الحجّ و القصص و النمل و النور و الأنفال و مريم و العنکبوت و الروم و يس و الفرقان و الحجر و الرعد و سبأ و فاطر و إبراهيم و ص و محمد و لقمان و الزمر.[17]

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أعطيت السبع الطول مكان‌ التوراة و أعطيت المثاني مكان الزبور و أعطيت المئين مكان الإنجيل و فضلت بالمفصل‌. [18]

[1]الصحاح، ج2، ص 671

[2]التحرير و التنوير، ج‌24، ص 5

[3]نفس المصدر

[4]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج‌7، ص 255

[5]لكشف و البيان، ج‌8، ص 220

[6]نفس المصدر

[7]نفس المصدر

[8]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج‌7، ص 261

[9]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج‌15، ص 5

[10]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج‌8، ص 760

[11]نفس المصدر

[12]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج‌7، ص 261

[13]الميزان في تفسير القرآن، ج‌17، ص 231

[14]التمهيد في علوم القرآن، ج‌1، ص 136

[15]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج‌8، ص 760

[16]زاد المسير فى علم التفسير، ج‌4، ص 141

[17]التمهيد في علوم القرآن، ج1 ص 313

[18]جامع البيان فى تفسير القرآن، ج‌1، ص 34

[19]تأويلات أهل السنة، ج‌10، ص 559، الكشف و البيان ، ج‌10، ص 224، الاقتباس من القرآن الكريم، ج‌1، ص 108