ص
ص: من حروف التهجي
أسماء السورة
سورة ص، سورة داود.[1]
وجه التسمية
«سورة ص»؛ سميت بسورة صاد لافتتاحها بها.
«سورة داود»؛ لذكر قصة داود فيها.[2]
عدد الآيات
هي ثمانية و ثمانون آية.[3]
عدد الکلمات
هي سبعمائة و اثنتان و ثلاثون كلمة.[4] (الجدير بالذکر أنّ الأقوال في عدد الکلمات القرآنيّة مختلفة)
عدد الحروف
هي ثلاثة آلاف و سبعة و ستون حرفا.[5] (الجدير بالذکر أنّ الأقوال في عدد الحروف القرآنيّة مختلفة)
أغراض السورة
الغرض من هذه السورة إنذار الكافرين بعذاب الدنيا و الاخرة و قد ابتدأت بإثباته بالقسم عليه، و بالقياس على من أهلك قبلهم من الأمم؛ ثم أمر النبي صلي الله عليه و آله بالصبر على طلبهم تعجيله استهزاء به، و قصّ عليه في ذلك قصص من صبر قبله من الأنبياء، ثم ذكر ما يكون إليه المآب بعد هلاكهم؛ ثمّ ختمت السورة بالعود إلى تأكيد ذلك الإنذار، ليكون ختامها مناسبا لابتدائها فيرتبط آخرها بأولها.[6]
المحتوي و الموضوعات
يمكن تلخيص محتويات هذه الآية في خمس أقسام:
الأوّل: يتحدّث عن مسألة التوحيد و الجهاد ضدّ الشرك و المشركين، و مهمّة نبوّة الرّسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و عناد و لجاجة الأعداء تجاه الأمرين المذكورين أعلاه.
الثاني: يعكس جوانب من تأريخ تسع من أنبياء اللّه و من بينهم داود و سليمان و أيّوب. حيث تتحدّث عنهم السورة أكثر من غيرهم، و يعكس أيضا المشكلات التي عانوا منها في حياتهم و خلال دعوتهم الناس إلى اللّه. و ذلك لكي تكون درسا مفيدا يتّعظ منه المؤمنون الأوائل الذين كانوا في ذاك الوقت يرزحون تحت أشدّ الضغوط من قبل المشركين.
الثالث: يتطرّق إلى مصير الكفرة الطغاة يوم القيامة و مجادلة بعضهم البعض في جهنّم، و يبيّن للمشركين و للذين لا يؤمنون باللّه إلى أين ستؤدّي بهم أعمالهم.
الرابع: يتناول مسألة خلق الإنسان و علوّ مقامه و سجود الملائكة له، و يكشف عن الفاصل الكبير الموجود بين سمو الإنسان و انحطاطه، كي يفهم هؤلاء المعاندون قيمة وجودهم، و أن يعيدوا النظر في نظمهم المنحرفة ليخرجوا من زمرة الشياطين.
القسم الخامس و الأخير: يتوعّد الأعداء المغرورين بالعذاب، و يواسي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و يبيّن هذه الحقيقة، و هي أنّ النّبي لا يريد جزاء من أحد مقابل دعوته، و لا يريد الشقاء و الأذى لأحد.[7]
الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة
أبي بن كعب عن النبي صلي الله عليه و آله قال: من قرأ سورة ص أعطي من الأجر بوزن كل جبل سخره الله لداود حسنات و عصمه الله أن يصر على ذنب صغيرا أو كبيرا.
روى العياشي بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال: من قرأ سورة ص في ليلة الجمعة أعطي من خير الدنيا و الآخرة ما لم يعط أحد من الناس إلا نبي مرسل أو ملك مقرب و أدخله الله الجنة و كل من أحب من أهل بيته حتى خادمه الذي يخدمه و إن كان ليس في حد عياله و لا في حد من يشفع له و آمنه الله يوم الفزع الأكبر.[8]
محل النزول
سورة ص مكية.[9]
زمان النزول
نزلت سورة «ص» بعد سورة «القمر» و قبل سورة «الأعراف»، و نزلت سورة «الأعراف» بين الهجرة إلى الحبشة و الإسراء، فيكون نزول سورة «ص» في هذا التاريخ أيضا.[10]
جوّ النزول
کما نعلم أنّ في السّور المكية يدور الحديث غالبا حول المبدأ و المعاد، و حول إثبات التوحيد، و يوم القيامة، و مكافحة الشرك و الوثنية، و تقوية مكانة الإنسان و دعم موقعه في عالم الخلق، لأنّ الفترة المكّية كانت تشكل فترة بناء المسلمين من حيث العقيدة، و تقوية أسس الإيمان كأسس و قواعد ل «نهضة متجذرة».[11]
جاء في تفسير القمي: نَزَلَتْ[هذه السورة] بِمَكَّةَ لَمَّا أَظْهَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه و آله الدَّعْوَةَ بِمَكَّةَ اجْتَمَعَتْ قُرَيْشٌ إِلَى أَبِي طَالِبٍ فَقَالُوا: يَا أَبَا طَالِبٍ إِنَّ ابْنَ أَخِيكَ قَدْ سَفَّهَ أَحْلَامَنَا وَ سَبَّ آلِهَتَنَا وَ أَفْسَدَ شَبَابَنَا وَ فَرَّقَ جَمَاعَتَنَا فَإِنْ كَانَ الَّذِي يَحْمِلُهُ عَلَى ذَلِكَ الْعُدْمَ جَمَعْنَا لَهُ مَالًا حَتَّى يَكُونَ أَغْنَى رَجُلٍ فِي قُرَيْشٍ وَ نَمْلِكُهُ عَلَيْنَا، فَأَخْبَرَ أَبُو طَالِبٍ رَسُولَ اللَّهِ ص بِذَلِكَ، فَقَالَ: لَوْ وَضَعُوا الشَّمْسَ فِي يَمِينِي وَ الْقَمَرَ فِي يَسَارِي مَا أَرَدْتُهُ، وَ لَكِنْ يُعْطُونِي كَلِمَةً يَمْلِكُونَ بِهَا الْعَرَبَ وَ تَدِينُ لَهُمْ بِهَا الْعَجَمُ وَ يَكُونُونَ مُلُوكاً فِي الْجَنَّةِ، فَقَالَ لَهُمْ أَبُو طَالِبٍ ذَلِكَ فَقَالُوا نَعَمْ وَ عَشْرُ كَلِمَاتٍ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه و آله تَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَقَالُوا: نَدَعُ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ سِتِّينَ إِلَهاً وَ نَعْبُدُ إِلَهاً وَاحِداً فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى «وَ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَ قالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ أَ جَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً» إِلَى قَوْلِهِ «إِلَّا اخْتِلاقٌ».[12]
الترتيب في المصحف
هذه السورة هي السورة «الثامنة و الثلاثون» من القرآن بترتيب المصحف.
الترتيب حسب النزول
هذه السورة هي السورة «الثامنة و الثلاثون» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد القمر.[13] (الجدير بالذکر أنّ الأقوال في ترتيب السور القرآنية حسب النزول مختلفة).
العلاقة مع السورة السابقة
لما ختم الله سبحانه سورة الصافات بذكر القرآن و الرسول و إنكار الكفار لما دعاهم إليه افتتح هذه السورة بالقرآن ذي الذكر و الرد على الكفار أيضا.[14]
الخصوصية
هذه السورة من السور القرآنية التي افتتحت ببعض حروف التهجي.
تبدأ السورة بالقسم (القسم بالقرآن ذي الذکر). و في الآية «الرابعة و العشرين» من هذه السورة سجدة التلاوة.
هذا السورة من المثاني. قال ابن قتيبة [المثاني] ما ولي المئين من السّور التي دون المائة، كأنّ المئين مباد، و هذه مثان.[15] و تلک السور هي: الأحزاب و الحجّ و القصص و النمل و النور و الأنفال و مريم و العنکبوت و الروم و يس و الفرقان و الحجر و الرعد و سبأ و فاطر و إبراهيم و ص و محمد و لقمان و الزمر.[16]
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أعطيت السبع الطول مكان التوراة و أعطيت المثاني مكان الزبور و أعطيت المئين مكان الإنجيل و فضلت بالمفصل. [17]
[1]بصائر ذوى التمييز فى لطائف الكتاب العزيز، ج1، ص 399
[2]نفس المصدر
[3]الكشف و البيان، ج8، ص 175
[4]نفس المصدر
[5]نفس المصدر
[6]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج7، ص 231
[7]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج14، ص 439
[8]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج8، ص 723
[9]نفس المصدر
[10]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج7، ص 231
[11]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج4، ص 553
[12]تفسير القمي، ج2، ص 229
[13]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص136
[14]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج8، ص: 723
[15]زاد المسير فى علم التفسير، ج4، ص141
[16]التمهيد في علوم القرآن، ج1 ص 313
[17]جامع البيان في تفسير القرآن،ج1، ص34