سورة الصافات
السورة:
37
عدد الآيات :
182
مكان النزول :
مکة
ترتيب النزول:
56
الأسماء :
سورةالصافات، سورةالذبیح

الصافات

الصافات- على ما قيل- جمع صافة و هي جمع صاف، و المراد بها على أي حال الجماعة التي تصطف أفرادها.[1]

أسماء السورة

سورةالصافات، سورة الذبيح.[2]

وجه التسمية

«سورة الصافات»: قد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم لابتدائها بالقسم به، و المراد به الملائكة الّتي تقف صفوفا للعبادة، أو تصفّ أجنحتها في الهواء، منتظرة وصول أمر اللّه إليها.[3]

«سورة الذبيح»: قد سماها بعض العلماء بسورة الذبيح‌، و ذلك لأن قصة الذبيح لم تأت في سور أخرى سواها.[4]

عدد الآيات

هي مائة و اثنتان و ثمانون آية.[5]

عدد الکلمات

هي ثمانمائة و ستون كلمة.[6] (الجدير بالذکر أنّ الأقوال في عدد الکلمات القرآنية مختلفة)

عدد الحروف

هي ثلاثة آلاف و ثمانمائة و ستة و عشرون حرفا.[7] (الجدير بالذکر أنّ الأقوال في عدد الحروف القرآنية مختلفة)

أغراض السورة

يقصد من هذه السورة إبطال الشرك، و قد كانوا يعبدون الملائكة و يزعمون أنّها بنات اللّه، و يتّخذون من الشّياطين قرناء يطيعونهم، و يزعمون أنّ بينهم و بين اللّه نسبا، و أنّهم يصعدون إلى السماء فيطّلعون على أسرارها و يخبرونهم بها، فابتدأت السّورة بإثبات وحدانيته تعالى، و أشارت إلى أن الملائكة عباد مسخّرون للعبادة و حراسة السماء من الشياطين؛ و ذكر السّياق أنّ الشياطين عباد مدحورون لا يعرفون شيئا من أخبار السماء، و أنّ اللّه تعالى أمر النبيّ صلي الله عليه و آله أن يستفتيهم فيما يكون من أمرهم، و هم أضعف منهم خلقا، لينذرهم بقدرته على بعثهم و حسابهم مع شياطينهم و آلهتهم، و بما قصّ عليهم من أخبار الماضين ليكون فيها عبرة لهم؛ ثم أمره جلّ جلاله أن يستفتيهم ثانيا في صحّة ما زعموه من أن الملائكة بنات اللّه، و من أنّ بينه و بين الجنّة نسبا؛ و بهذا يدور السياق في هذه السورة على هذا الترتيب.[8]

المحتوي و الموضوعات

بصورة عامّة يمكن تلخيص محتوى سورة الصافات في خمسة أقسام:

القسم الأوّل: يبحث حول مجاميع من ملائكة الرحمن، و مجموعة من الشياطين المتمردين و مصيرهم.

القسم الثّاني: يتحدّث عن الكافرين، و إنكارهم للنبوّة و المعاد، و العقاب الذي ينتظرهم يوم القيامة، كما يستعرض الحوار الذي يدور بينهم في ذلك اليوم، و يحملهم جميعا الذنب، و العذاب الإلهي الذي سيشملهم، كما يشرح هذا القسم جوانب من النعم الموجودة في الجنّة إضافة إلى ملذّاتها و جمالها و سرور أهلها.

القسم الثّالث: يشرح بصورة مختصرة تأريخ الأنبياء أمثال «نوح و إبراهيم و إسحاق و موسى و هارون و إلياس و لوط و يونس» و بصورة ذات تأثير قوي، كما يتحدّث هذا القسم بشكل مفصّل عن إبراهيم محطّم الأصنام و عن جوانب مختلفة من حياته، و الهدف الرئيسي من وراء سرد قصص الأنبياء- مع ذكر بعض الشواهد العينية من تأريخهم- هو تجسيد حوادث تلك القصص‌ و تصويرها بشكل محسوس و ملموس.

القسم الرّابع: يعالج صورة معيّنة من صور الشرك و الذي يمكن اعتباره من أسوأ صور الشرك، و هو الإعتقاد بوجود رابطة القرابة بين اللّه سبحانه و تعالى و الجنّ و الملائكة، و يبيّن بطلان مثل هذه العقائد التافهة بعبارات قصيرة.

أمّا القسم الخامس و الأخير: فيتناول في عدّة آيات قصار انتصار جيوش الحقّ على جيوش الكفر و الشرك و النفاق، و ابتلاءهم- أي الكافرين و المشركين و المنافقين- بالعذاب الإلهي، و تنزّه آيات هذا القسم اللّه سبحانه و تعالى و تقدّسه عن الأشياء التي نسبها المشركون إليه، ثمّ تنتهي السورة بالحمد و الثناء على الباري عزّ و جلّ.[9]

الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة

قال أبي بن كعب: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: و من قرأ سورة الصافات أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد كل جني و شيطان و تباعدت عنه مردة الشياطين و برى‌ء من الشرك و شهد له حافظاه يوم القيامة أنه كان مؤمنا بالمرسلين‌.

روى الحسين بن أبي العلاء عن أبي عبد الله عليه السلام قال:‌ من قرأ سورة الصافات في كل يوم جمعة لم يزل محفوظا من كل آفة مدفوعا عنه كل بلية في حياته الدنيا مرزوقا في الدنيا بأوسع ما يكون من الرزق و لم يصبه الله في ماله و لا ولده و لا بدنه بسوء من شيطان رجيم و لا جبار عنيد و إن مات في يومه أو ليلته بعثه الله شهيدا و أماته شهيدا و أدخله الجنة مع الشهداء في درجة من الجنة.[10]

محل النزول

سورة الصافات مكية.[11]

زمان النزول

نزلت سورة «الصافّات» بعد سورة «الأنعام»، و قد نزلت سورة الأنعام بعد الإسراء و قبيل الهجرة، فيكون نزول سورة «الصافّات» في ذلك التاريخ أيضا. [12]

جوّ النزول

سورة الصافات تستهدف كسائر السور المكّيّة، بناء العقيدة في النفوس، و تخليصها من شوائب الشّرك في كلّ صوره و أشكاله، و لكنّها بصفة خاصّة تعالج صورة معيّنة من صور الشّرك، الّتي كانت سائدة في البيئة العربيّة الأولى، و تقف أمام هذه الصورة طويلا، و تكشف عن زيفها و بطلانها بوسائل شتّى. تلك هي الصورة الّتي كانت جاهليّة العرب تستسيغها، و هي تزعم أنّ هناك قرابة بين اللّه سبحانه و الجنّ؛ و تستطرد في تلك الأسطورة فتزعم أنّه من التّزاوج بين اللّه سبحانه و الجن ولدت الملائكة. ثمّ تزعم أنّ الملائكة إناث، و أنهنّ بنات اللّه! هذه الأسطورة تتعرض لحملة قويّة في هذه السّورة، تكشف عن تفاهتها و سخفها، و نظرا لأنّها هي الموضوع البارز الّذي تعالجه السّورة، فإنها تبدأ بالإشارة إلى طوائف من الملائكة: «وَ الصَّافَّاتِ صَفًّا* فَالزَّاجِراتِ زَجْراً* فَالتَّالِياتِ ذِكْراً». و يتلوها حديث عن الشّياطين المردة، و تعرّضهم للرّجم بالشّهب الثاقبة، كي لا يقربوا من الملأ الأعلى، و لا يتسمّعوا لما يدور فيه، و لو كانوا حيث تزعم لهم أساطير الجاهلية ما طوردوا هذه المطاردة. و بمناسبة ضلال الكافرين و تكذيبهم، تعرض السورة سلسلة من قصص الرّسل: نوح و إبراهيم و ابنه، و موسى و هارون، و إلياس و لوط و يونس صلوات اللّه عليهم جميعا، تتكشّف فيها رحمة اللّه و نصره لرسله، و أخذه للمكذّبين بالعذاب و التنكيل. [13]

الترتيب في المصحف

هذه السورة هي السورة «السابعة و الثلاثون» من القرآن بترتيب المصحف.

الترتيب حسب النزول

هذه السورة هي السورة «السادسة و الخمسون» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد الأنعام.[14] (الجدير بالذکر أنّ الأقوال في ترتيب السور القرآنية حسب النزول مختلفة).

العلاقة مع السورة السابقة

افتتح الله هذه السورة بمثل ما اختتم به سورة يس من ذكر البعث‌.[15]

الخصوصية

هذه السورة هي أوّل سورة في القرآن الكريم تبدأ بالقسم، القسم الملي‌ء بالمعاني و المثير للتفكّر، القسم الذي يجوب بفكر الإنسان في جوانب مختلفة من هذا العالم، و يجعله متهيّئا لتقبّل الحقائق.[16] و تميّزت السورة بقصر الآيات، و سرعة الإيقاع، و كثرة المشاهد و المواقف، و تنوّع الصور و المؤثّرات.[17]

اعتبر هذه السورة - في أحد القولين - من سور المئين. قال ابن قتيبة: [المئون] هي ما ولي الطّول، و إنّما سمّيت بالمئين، لأنّ كلّ سورة تزيد على مائة آية أو تقاربها.[18] قيل: تلک السور هي «الإسراء و الكهف و مريم و طه و الأنبياء و الحج و المؤمنون».[19] و قيل: هي «البرائة و النحل و هود و يوسف و الکهف و الإسراء و الأنبياء و طه و المؤمنون و الشعراء و الصافات».[20] قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أعطيت السبع الطول مكان‌ التوراة و أعطيت المثاني مكان الزبور و أعطيت المئين مكان الإنجيل و فضلت بالمفصل‌. [21]

[1]الميزان في تفسير القرآن، ج‌17، ص 120

[2]الإتقان فى علوم القرآن، ج‌1، ص 204

[3]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج‌7، ص 205

[4]التفسير الوسيط للقرآن الكريم، ج‌12، ص 63

[5]الكشف و البيان، ج‌8، ص 138

[6]نفس المصدر

[7]نفس المصدر

[8]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج‌7، ص 205

[9]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج‌14، ص275

[10]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج‌8، ص681

[11]نفس المصدر

[12]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج‌7، ص 205

[13]نفس المصدر ، ج‌7، ص 202

[14]التمهيد في علوم القرآن، ج‌1، ص 137

[15]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج‌8، ص 681

[16]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج‌14، ص 278

[17]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج‌7، ص 202

[18]زاد المسير فى علم التفسير، ج‌4، ص 141

[19]دراسة حول القرآن الکريم، ص ??

[20]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص313

[21]جامع البيان فى تفسير القرآن، ج‌1، ص 34