سبأ
سبأ: مدينة من المدن القديمة في اليمن، و كانت عاصمة دولة قديمة به، و قد خربت عند انهيار سدّ مأرب بسبب سيل العرم.[1]
أسماء السورة
سورة سبأ
وجه التسمية
«سورة سبأ»: سمّيت هذه السورة بهذا الاسم لورود قصة أهل سبأ فيها.[2]
عدد الآيات
هي خمس و خمسون آية.[3]
عدد الکلمات
هي ثمانمائة و ثلاثون كلمة.[4] (الجدير بالذکر أنّ الأقوال في عدد الکلمات القرآنية مختلفة)
عدد الحروف
هي ألف و خمسمائة و اثنى عشر حرفا.[5] (الجدير بالذکر أنّ الأقوال في عدد الحروف القرآنية مختلفة)
أغراض السورة
الغرض من هذه السورة إثبات يوم الساعة، و كانوا قد تساءلوا عنه في آخر السورة السابقة سؤال استهزاء: «يَسْئَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللَّهِ وَ ما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً»، و لهذا ذكرت هذه السورة بعد السورة السابقة(سورة الأحزاب)، و قد افتتحت بحمد اللّه تمهيدا لذكر اعتراضاتهم على ذلك اليوم؛ ثمّ دار الكلام فيها على ذكر الاعتراض و الجواب عنه، إلى أن ختمت بإثبات عنادهم و مكابرتهم.[6]
المحتوي و الموضوعات
بشكل إجمالي يمكن القول بأنّ محتوى هذه السورة يندرج في خمسة مواضيع:
1- «التوحيد»، و بعض الآثار الدالّة عليه في عالم الوجود، و بعض صفات اللّه المقدّسة كالوحدانية، و الربوبية، و الالوهية.
2- قضيّة المعاد التي نالت النصيب الأوفى من العرض في هذه السورة، باستعراضها ضمن بحوث منوّعة و من زوايا مختلفة.
3- نبوّة الأنبياء السابقين و بالأخص رسول الإسلام الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و الردّ على تخرصات أعدائه حوله، و ذكر جانب من معجزات من سبقه من الأنبياء.
4- التعرّض لذكر بعض النعم الإلهية العظيمة، و مصير الشاكرين و الجاحدين من خلال استعراض جانب من حياة النّبي سليمان عليه السّلام و حياة قوم سبأ.
5- الدعوة إلى التفكّر و التأمّل و الإيمان و العمل الصالح، و بيان تأثير هذه العوامل في سعادة و موفقية البشر.
و على كلّ حال، فانّها تشكّل برنامجا تربويا شاملا لتربية الباحثين عن الحقّ.[7]
الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة
أبي بن كعب عن النبي صلي الله عليه و آله قال: من قرأ سورة سبإ لم يبق نبي و لا رسول إلا كان له يوم القيامة رفيقا و مصافحا روى ابن أذينة عن أبي عبد الله عليه السلام قال من قرأ الحمدين جميعا سبأ و فاطر في ليلة لم يزل ليلته في حفظ الله تعالى و كلائه فإن قرأهما في نهاره لم يصبه في نهاره مكروه و أعطي من خير الدنيا و خير الآخرة ما لم يخطر على قلبه و لم يبلغ مناه.[8]
محل النزول
سورة سبأ مكية.[9]
زمان النزول
نزلت سورة سبأ بعد سورة لقمان، و نزلت سورة لقمان بين الإسراء و الهجرة، فيكون نزول سورة سبأ في ذلك التاريخ أيضا.[10]
جوّ النزول
نزلت هذه السورة في الأوضاع السائدة في المحيط المکي الملَّوث بالشرک و الکفر. کان المشرکون ينکرون النبي صلي الله عليه و آله و يکذبون بآيات الله. و لا ينقصون من عنادهم و کفرهم و مکافحتهم للإسلام شيئاً بعد سنوات من بعثة النبي و إرشادهم الي التوحيد و الإيمان بالبعث و... فنزلت السورة في جواب إنکار المشرکين المعاد.
...و التركيز الأكبر في السورة على قضية البعث و الجزاء؛ و على إحاطة علم اللّه و شموله و دقته و لطفه. و تتكرر الإشارة في السورة إلى هاتين القضيتين المترابطتين بطرق منوعة، و أساليب شتى؛ و تظلل جو السورة كله من البدء إلى النهاية. [11]
الترتيب في المصحف
هذه السورة هي السورة «الرابعة و الثلاثون» من القرآن بترتيب المصحف.
الترتيب حسب النزول
هذه السورة هي السورة «الثامنة و الخمسون» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد لقمان.[12] (الجدير بالذکر أنّ الأقوال في ترتيب السور القرآنية حسب النزول مختلفة).
العلاقة مع السورة السابقة
لما ختم الله سبحانه سورة الأحزاب ببيان الغرض في التكليف و أنه سبحانه يجزي المحسن بإحسانه و المسيء بإساءته افتتح هذه السورة بالحمد له على نعمته و كمال قدرته.[13]
الخصوصية
هذه السورة هي إحدى سور خمس مفتتحة بـ «الْحَمْدُ لِلَّهِ» و هنّ كلها مكية. (تلک السور هي: الفاتحة و الأنعام و الکهف و سبأ و فاطر)
و هي أيضاً من المثاني. قال ابن قتيبة [المثاني] ما ولي المئين من السّور التي دون المائة، كأنّ المئين مباد، و هذه مثان.[14] و تلک السور هي: الأحزاب و الحجّ و القصص و النمل و النور و الأنفال و مريم و العنکبوت و الروم و يس و الفرقان و الحجر و الرعد و سبأ و فاطر و إبراهيم و ص و محمد و لقمان و الزمر.[15]
[1]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج7، ص 129
[2]نفس المصدر
[3]التفسير الكبير: تفسير القرآن العظيم (الطبرانى)، ج5، ص 224
[4]نفس المصدر
[5]نفس المصدر
[6]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج7، ص 129
[7]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج13، ص 379 و 380
[8]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج8، ص 588
[9]نفس المصدر
[10]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج7، ص 129
[11]فى ظلال القرآن، ج5، ص 2888
[12]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص 137
[13]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج8، ص 588
[14]زاد المسير فى علم التفسير، ج4، ص 141
[15]التمهيد في علوم القرآن، ج1 ص 313
[16]جامع البيان فى تفسير القرآن، ج1، ص 34