سورة فاطر
السورة:
35
عدد الآيات :
45
مكان النزول :
مکة
ترتيب النزول:
43
الأسماء :
سورةفاطر، سورةالملائکة

فاطر

الفاطر: المبدع، المنشئ[1] ، الخالق[2] .

أسماء السورة

سورة فاطر، سورة الملائکة.[3]

وجه التسمية

«سورة فاطر»:؛ سمّيت هذه السورة بهذا الاسم لقوله تعالى في أولها «الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‌».[4]

«سورة الملائکة»؛ وجه تسميتها «سورة الملائكة» أنه ذكر في أولها صفة الملائكة.[5]

عدد الآيات

هي خمس و أربعون آية.[6]

عدد الکلمات

هي سبعمائة و سبعون كلمة.[7] (الجدير بالذکر أنّ الأقوال في عدد الکلمات القرآنية مختلفة)

عدد الحروف

هي ألف و مائة و ثلاثون حرفا.[8] (الجدير بالذکر أنّ الأقوال في عدد الحروف القرآنية مختلفة)

أغراض السورة

الغرض من هذه السورة إثبات اختصاص اللّه تعالى بالحمد، و لهذا يدور الكلام فيها على ذكر ما يوجب حمده على الناس ليفوزوا برضاه و ينجوا من عقابه و قد افتتحت بإثبات اختصاصه تعالى بالحمد، و تبشير المؤمنين الحامدين بفتح أبواب الرحمة لهم؛ فاتّصل أوّلها بما جاء في آخر السورة السابقة من قطع رجاء المشركين في ربهم، لأنّ الضّدّ يدعو إلى ذكر الضّدّ.[9]

المحتوي و الموضوعات

يمكن تلخيص آيات هذه السورة في خمسة أقسام:

1- قسم مهم من آيات هذه السورة يتحدّث حول آثار عظمة اللّه في عالم الوجود، و أدلّة التوحيد.

2- قسم آخر من آياتها يبحث في ربوبية اللّه و تدبيره لجميع امور العالم، بالأخصّ امور الإنسان، و عن خالقيته و رزاقيته، و خلق الإنسان من التراب و مراحل تكامل الإنسان.

3- قسم آخر يتحدّث حول المعاد و نتائج الأعمال في الآخرة، و رحمة اللّه الواسعة في الدنيا، و سنّته الثابتة في المستكبرين.

4- قسم من الآيات يشير إلى مسألة قيادة الأنبياء و جهادهم الشديد و المتواصل ضدّ الأعداء المعاندين. و مواساة الرّسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في هذا الخصوص.

5- القسم الأخير منها يتعرّض للمواعظ و النصائح الإلهية فيما يخصّ المواضيع المذكورة أعلاه، و يعتبر مكمّلا لها.

بعض المفسّرين لخصّ جميع هذه السورة في موضوع واحد و هو: هيمنة و قهّارية اللّه في جميع الأمور. هذا الإعتبار و إن كان منسجما مع القسم الأعظم من آيات السورة، إلّا أنّه لا يمكن إنكار وجود موضوعات مختلفة اخرى فيها.[10]

الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة

أبي بن كعب عن النبي صلي الله عليه و آله قال:‌ من قرأ سورة الملائكة دعته يوم القيامة ثلاثة أبواب من الجنة أن أدخل من أي الأبواب شئت‌.[11]

محل النزول

سورة فاطر مكية. قال الحسن إلا آيتين‌ «إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللَّهِ» الآية «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ» الآية. [12]

زمان النزول

نزلت سورة فاطر بعد سورة الفرقان، بين الهجرة إلى الحبشة و الإسراء. و إذا قسمنا حياة المسلمين بمكّة إلى ثلاث فترات: الفترة المبكرة للدعوة، و الفترة المتوسّطة بين الهجرة إلى الحبشة و الإسراء، و الفترة الأخيرة بين الإسراء و الهجرة إلى المدينة، رأينا أن سورة فاطر نزلت في الفترة المتوسّطة من حياة المسلمين بمكّة.[13]

جوّ النزول

هذه السورة مكية النّزول، و محتواها العام يعكس الملامح العامّة للسور المكية، كالحديث في المبدأ و المعاد و التوحيد، و دعوة الأنبياء، و ذكر نعم اللّه عزّ و جلّ و مصير المجرمين يوم الجزاء.[14]

هذه السورة المكّية نسق خاص في موضوعها و في سياقها. أقرب ما تكون إلى نسق سورة الرعد. فهي تمضي في إيقاعات تتوالى على القلب البشري من بدئها إلى نهايتها. إيقاعات موحية مؤثرة تهزه هزا و توقظه من غفلته ليتأمل عظمة هذا الوجود، و روعة هذا الكون؛ و ليتدبر آيات اللّه المبثوثة في تضاعيفه، المتناثرة في صفحاته؛ و ليتذكر آلاء اللّه، و يشعر برحمته و رعايته؛ و ليتصور مصارع الغابرين في الأرض و مشاهدهم يوم القيامة؛ و ليخشع و يعنو و هو يواجه بدائع صنع اللّه، و آثار يده في أطواء الكون و في أغوار النفس و في حياة البشر،و في أحداث التاريخ. و هو يرى و يلمس في تلك البدائع و هذه الآثار وحدة الحق و وحدة الناموس و وحدة اليد الصانعة المبدعة القوية القديرة .. ذلك كله في أسلوب و في إيقاع لا يتماسك له قلب يحس و يدرك، و يتأثر تأثر الأحياء. و السورة وحدة متماسكة متوالية الحلقات متتالية الإيقاعات. يصعب تقسيمها إلى فصول متميزة الموضوعات. فهي كلها موضوع واحد. كلها إيقاعات على أوتار القلب البشري، تستمد من ينابيع الكون و النفس و الحياة و التاريخ و البعث. فتأخذ على النفس أقطارها و تهتف بالقلب من كل مطلع، إلى الإيمان و الخشوع و الإذعان. و السمة البارزة الملحوظة في هذه الإيقاعات هي تجميع الخيوط كلها في يد القدرة المبدعة. و إظهار هذه اليد تحرك الخيوط كلها و تجمعها؛ و تقبضها و تبسطها و تشدها و ترخيها. بلا معقب و لا شريك و لا ظهير. [15]

الترتيب في المصحف

هذه السورة هي السورة «الخامسة و الثلاثون» من القرآن بترتيب المصحف.

الترتيب حسب النزول

هذه السورة هي السورة «الثالثة و الأربعون» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد الفرقان.[16] (الجدير بالذکر أنّ الأقوال في ترتيب السور القرآنية حسب النزول مختلفة).

العلاقة مع السورة السابقة

لما ختم الله سبحانه السورة المتقدمة بالرد على أهل الشرك و الشك و العنود افتتح هذه السورة بذكر كمال قدرته و وحدانيته و دلائل التوحيد.[17]

الخصوصية

هذه السورة هي إحدى سور خمس مفتتحة بـ «الْحَمْدُ لِلَّهِ‌» و هنّ كلها مكية. (تلک السور هي: الفاتحة و الأنعام و الکهف و سبأ و فاطر).

بعض المفسّرين لخصّ جميع هذه السورة في موضوع واحد و هو: هيمنة و قهّارية اللّه في جميع الأمور. هذا الإعتبار و إن كان منسجما مع القسم الأعظم من آيات السورة، إلّا أنّه لا يمكن إنكار وجود موضوعات مختلفة اخرى فيها. [18]

[1]البحر المديد فى تفسير القرآن المجيد، ج‌2، ص: 629

[2]مجمع البحرين، ج‌3، ص: 380

[3]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج‌7، ص: 147

[4]نفس المصدر، ص: 153

[5]التحرير و التنوير، ج‌22، ص: 107

[6]التفسير الكبير: تفسير القرآن العظيم (الطبرانى)، ج‌5، ص: 252

[7]نفس المصدر

[8]نفس المصدر

[9]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج‌7، ص: 153

[10]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج‌14، ص 7 و 8

[11]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج‌8، ص 624

[12]نفس المصدر

[13]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج‌7، ص147

[14]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج‌14، ص 7

[15]في ظلال القرآن، ج5، ص2918

[16]التمهيد في علوم القرآن، ج‌1، ص: 137

[17]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج‌8، ص: 624

[18]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج‌14، ص 8