الأحزاب
الحزب: جماعة الناس، و الجمع أحزاب؛ و الأَحزاب: جنود الكفار، تأَلَّبوا و تظاهروا على حزب النبيّ، صلى اللّه عليه و سلم، و هم: قريش و غطفان و بنو قريظة.[1]
أسماء السورة
سورة الأحزاب
وجه التسمية
«سورةالأحزاب»؛ سمّيت هذه السورة بهذا الاسم لذكر غزوة الأحزاب فيها، في قوله تعالى «يَحْسَبُونَ الْأَحْزابَ لَمْ يَذْهَبُوا».[2]
عدد الآيات
هي ثلاث و سبعون آية.[3]
عدد الکلمات
هي ألف و مائتان و ثمانون كلمة.[4] (الجدير بالذکر أنّ الأقوال في عدد الکلمات القرآنية مختلفة)
عدد الحروف
هي خمسة آلاف و سبعمائة و تسعون حرفا.[5] (الجدير بالذکر أنّ الأقوال في عدد الحروف القرآنية مختلفة)
أغراض السورة
الغرض من هذه السورة ذكر أحكام تتعلق بالنبي صلي الله عليه و آله، و لهذا ابتدئت بندائه و أمره بالتقوى، ليكون هذا تمهيدا لما قصد تكليفه به؛ و قد شرّعت الأحكام الّتي تضمّنتها هذه السورة في زمن غزوة الأحزاب، و لهذا جمع بينهما في هذه السورة ليسجّل فيها ما حصل في هذا الزمن من تشريع و غزو.[6]
المحتوي و الموضوعات
إنّ هذه السورة من أغنى سور القرآن المجيد و أجناها ثمارا، و تتابع و تبحث مسائل متنوّعة و كثيرة جدّا في باب اصول الإسلام و فروعه. و يمكن تقسيم الأبحاث التي وردت في هذه السورة إلى سبعة أقسام:
الأوّل: بداية السورة التي تدعو الرّسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله إلى طاعة اللّه و ترك اتّباع الكافرين و مقترحات المنافقين، و تبشّره بأنّ اللّه سبحانه سيدعمه و ينصره في مقابل استنكار هؤلاء.
الثّاني: أشار إلى بعض خرافات زمان الجاهلية، كالظهار، حيث كانوا يعتبرونه سببا للطلاق و افتراق الرجل عن امرأته، و كذلك مسألة التبنّي، و أكّدت على بطلانها، و حصرت العلاقات و الروابط العائلية و السببية بالروابط الواقعية و الطبيعية.
الثّالث: و هو أهمّ أقسام هذه السورة، و يرتبط بمعركة «الأحزاب» و حوادثها المرعبة، و انتصار المسلمين المعجز على الكفّار، و إعاقات و تخرّصات و تعذّر المنافقين، و نقضهم لعهودهم، و قد بيّنت في هذا المجال قوانين رائعة و جامعة.
الرّابع: يرتبط بزوجات النّبي، حيث يجب أن يكنّ أسوة و أنموذجا أسمى لكلّ نساء المسلمين، و يصدر لهنّ في هذا الباب أوامر مهمّة.
الخامس: يتطرّق إلى قصّة «زينب بنت جحش» التي كانت يوما زوجة لزيد، و هو ابن النّبي بالتبنّي، و افترقت عنه، فتزوّجها النّبي صلّى اللّه عليه و آله بأمر اللّه سبحانه، فأصبح هذا الزواج حربة بيد المنافقين، فأجابهم القرآن الجواب الكافي الشافي.
السّادس: يتحدّث عن مسألة الحجاب، و التي ترتبط بالبحوث السابقة، و يوصي كلّ النساء المؤمنات بمراعاة هذا القانون الإسلامي.
السّابع: الذي يشكّل الجزء الأخير، و يشير إلى مسألة المعاد المهمّة، و طريق النجاة في ذلك الموقف العظيم، و كذلك يشرح و يبيّن مسألة أمانة الإنسان العظمى، أي مسألة التعهّد و التكليف و المسؤولية.[7]
الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة
أبي بن كعب عن النبي صلي الله عليه و آله قال: من قرأ سورة الأحزاب و علّمها أهله و ما ملكت يمينه أعطي الأمان من عذاب القبر
روى عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من كان كثير القراءة لسورة الأحزاب كان يوم القيامة في جوار محمد و آله و أزواجه.[8]
محل النزول
سورة الأحزاب مدنية.[9]
زمان النزول
نزلت سورة الأحزاب بعد سورة آل عمران، و كان نزولها بعد غزوة الأحزاب، فيكون نزولها في أواخر السنة الخامسة من الهجرة، و تكون من السور الّتي نزلت فيما بين غزوة بدر و صلح الحديبية.[10]
جوّ النزول
تتناول سورة الأحزاب قطاعا حقيقيّا من حياة الجماعة المسلمة، في فترة تمتدّ من بعد غزوة بدر الكبرى، إلى ما قبل صلح الحديبية، و تصوّر هذه الفترة من حياة المسلمين في المدينة، تصويرا واقعيّا مباشرا. و هي مزدحمة بالأحداث الّتي تشير إليها في خلال هذه الفترة، و التنظيمات الّتي أنشأتها أو أقرّتها في المجتمع الإسلامي الناشئ. و لهذه الفترة الّتي تتناولها السورة من حياة الجماعة المسلمة سمة خاصة. فهي الفترة الّتي بدأ فيها بروز ملامح الشخصية المسلمة في حياة الجماعة و في حياة الدولة. و لم يتمّ استقرارها بعد و لا سيطرتها الكاملة، كالذي تمّ بعد فتح مكّة و دخول النّاس في دين اللّه أفواجا، و استتباب الأمر للدولة الاسلامية.
و السّورة تتولّى جانبا من إعادة تنظيم الجماعة المسلمة، و إبراز تلك الملامح، و تثبيتها في حياة الأسرة و الجماعة، و بيان أصولها من العقيدة و التشريع. كما تتولّى تعديل الأوضاع و التقاليد، أو إبطالها و إخضاعها في هذا كلّه للتصوّر الإسلامي الجديد. و في ثنايا الحديث عن تلك الأوضاع و النظم، يرد الحديث عن غزوة الأحزاب و غزوة بني قريظة، و مواقف الكفار و المنافقين و اليهود فيهما، و دسائسهم في وسط الجماعة المسلمة، و ما وقع من خلخلة و أذى بسبب هذه الدسائس و تلك المواقف؛ كما تعرض بعدها دسائسهم و كيدهم للمسلمين في أخلاقهم و بيوتهم و نسائهم.[11]
الترتيب في المصحف
هذه السورة هي السورة «الثالثة و الثلاثون» من القرآن بترتيب المصحف.
الترتيب حسب النزول
هذه السورة هي السورة «التسعون» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد آل عمران[12] (الجدير بالذکر أنّ الأقوال في ترتيب السور القرآنية حسب النزول مختلفة).
العلاقة مع السورة السابقة
أمره سبحانه في مختتم تلك السورة بالانتظار ثم أمره هنا أن يكون في انتظاره متقيا و نهاه عن طاعة الكفار.[13]
الخصوصية
هذه السورة من المثاني. قال ابن قتيبة [المثاني] ما ولي المئين من السّور التي دون المائة، كأنّ المئين مباد، و هذه مثان.[14] و تلک السور هي: الأحزاب و الحجّ و القصص و النمل و النور و الأنفال و مريم و العنکبوت و الروم و يس و الفرقان و الحجر و الرعد و سبأ و فاطر و إبراهيم و ص و محمد و لقمان و الزمر.[15]
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أعطيت السبع الطول مكان التوراة و أعطيت المثاني مكان الزبور و أعطيت المئين مكان الإنجيل و فضلت بالمفصل. [16]
وقع في هذه السورة آية التطهير «إنما يريد الله ليذهب عنکم الرجس أهل البيت و يطهرکم تطهيرا» التي نزلت في شأن أهل بيت النبي عليهم السلام و طهارتهم التکوينية.
و فيها بعض الأحکام الفقهية کمسألة «الحجاب» و «الظهار» و «عدم حرمة الزواج مع أزواج الأدعياء».
[1]لسان العرب، ج1، ص 308
[2]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج7، ص 81
[3]الكشف و البيان، ج8، ص 5
[4]نفس المصدر
[5]نفس المصدر
[6]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج7، ص 91
[7]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج13، ص 154
[8]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج8، ص 524
[9]نفس المصدر
[10]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج7، ص 91
[11]نفس المصدر، ج7، ص 81 و 82
[12]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص 137
[13]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج8، ص 524
[14]زاد المسير فى علم التفسير، ج4، ص 141
[15]التمهيد في علوم القرآن، ج1 ص 313
[16]جامع البيان فى تفسير القرآن، ج1، ص 34