السجدة
سجد: خضع، و منه سجود الصلاة، و هو وضع الجبهة على الأَرض و لا خضوع أَعظم منه. و الاسم السِّجدة، بالكسر، و سورة السَّجدة، بالفتح.[1]
أسماء السورة
وجه التسمية
«سورةالسجدة»؛ تسمي سورة السجدة، لاشتمالها على سجدة التلاوة في قوله تعالى:«إِنَّما يؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً وَ سَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ هُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ».[4]
«سورة الم السجدة»؛ لاشتمال السورة علي السجدة التلاوة و الافتتاح بالأحرف المقطعة. «ألف. لام. ميم».
«سورةالمضاجع»؛ تسمى هذه السورة سورة المضاجع لوقوع لفظ المضاجع في قوله تعالى: «تتَجافى جُنُوبهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ».[5]
«سورة الم تنزيل»؛ تسمى هذه السورة الم تنزيل؛ روى الترمذي عن جابر بن عبد اللّه: «أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كان لا ينام حتى يقرأ الم تنزيل.[6]
«سورة سجدة لقمان»؛ تسمى سورة سجدة لقمان لوقوعها بعد سورة لقمان لئلا تلتبس بسورة حم السجدة.[7]
«سورةالجُرُز»؛ تسمي سورة الجرز لوقوع لفظ الجرز في قوله تعالى: «أَوَلَمْ يَرَوا أَنَّا نَسُوقُ المَاءَ إِلى الأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ».
عدد الآيات
هي ثلاثون آية.[8]
عدد الکلمات
هي ثلاثمائة وثمانون كلمة.[9] (الجدير بالذکر أنّ الأقوال في عدد الکلمات القرآنية مختلفة)
عدد الحروف
هي ألف و خمسمائة و ثمانية عشر حرفا.[10] (الجدير بالذکر أنّ الأقوال في عدد الحروف لقرآنية مختلفة)
أغراض السورة
الغرض من هذه السورة إثبات تنزيل القرآن، و هو قريب من الغرض الّذي يقصد من السورة السابقة، و لهذا ذكرت هذه السورة بعدها؛ و هذا، إلى أنّها تشبهها في ما جاء فيها، من حثّ المؤمنين على الصبر على أذى المشركين، و من وعدهم بأن يجازوا على صبرهم كما جوزي الصابرون من بنى إسرائيل قبلهم، و قد جاء ذلك الغرض فيها على قسمين: أوّلهما في إثبات تنزيل القرآن، و بيان عاقبة من آمن به، و من كذّب به في الاخرة و الدنيا؛ و ثانيهما في تأييد ذلك، بما لا يمكن إنكاره من فطرة العقل، و بما حصل لمن آمن بالتوراة من بني إسرائيل من رفعة شأنهم، و جعلهم أئمّة في الدنيا، يهدون بأمر اللّه تعالى.[11]
المحتوي و الموضوعات
هذه السورة بحكم كونها من السور المكّيّة تتابع بقوّة الخطوط الأصلية للسور المكّيّة، أي البحث في المبدأ و المعاد، و البشارة و الإنذار، و على العموم تنقسم مباحثها إلى عدّة أقسام:
1- الكلام عن عظمة القرآن، و نزوله من قبل ربّ العالمين، و نفي اتّهامات الأعداء عنه.
2- ثمّ البحث حول آيات اللّه سبحانه في السماء و الأرض، و تدبير هذا العالم.
3- بحث آخر حول خلق الإنسان من «التراب» و «النطفة» و «الروح الإلهيّة»، و منحه وسائل تحصيل العلم، أي العين و الاذن و العقل من قبل اللّه تعالى.
4- ثمّ تتحدّث بعد ذلك عن القيامة و الحوادث التي تسبقها، أي الموت، و ما بعدها، أي السؤال و الحساب.
5- 6- بحوث مؤثّرة تهزّ الوجدان عن البشارة و الإنذار، تبشّر المؤمنين بجنّة المأوى، و تهدّد الفاسقين بعذاب جهنّم الشديد.
7- و في السورة إشارة قصيرة إلى تأريخ بني إسرائيل، و قصّة موسى عليه السّلام و انتصارات هذه الامّة.
8- و كذلك تشير- مناسبة لبحث البشارة و الإنذار- إلى أحوال قوم آخرين من الأمم السابقة، و مصيرهم المؤلم.
9- 10- ثمّ تعود مرّة اخرى إلى مسألة التوحيد و آيات عظمة اللّه، و تنهي السورة بتهديد الأعداء المعاندين.
و بهذا فإنّ الهدف الأصلي للسورة تقوية أسس الإيمان بالمبدأ و المعاد، و إيجاد دفعة قويّة في المحتوى الداخلي للإنسان نحو التقوى، و الابتعاد عن العصيان و التمرّد و الطغيان، و التوجّه إلى مقام الإنسان الرفيع، و هذا المعنى كان يحظى بالأهميّة القصوى خاصّة في بداية حركة الإسلام، و في محيط مكّة.[12]
الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة
أبي بن كعب عن النبي صلي الله عليه و آله قال: و من قرأ الم تنزيل و تبارك الذي بيده الملك فكأنما أحيا ليلة القدر.
روى ليث بن أبي الزبير عن جابر قال: كان رسول الله صلي الله عليه و آله لا ينام حتى يقرأ الم تنزيل و تبارك الذي بيده الملك قال ليث فذكرت ذلك لطاوس فقال فضلتا على كل سورة في القرآن و من قرأهما كتب له ستون حسنة و محي عنه ستون سيئة و رفع له ستون درجة.[13]
محل النزول
سورة السجدة مكية. ما خلا ثلاث آيات فإنها نزلت بالمدينة «أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ» إلى تمام الآيات. [14]
زمان النزول
نزلت سورة السجدة بعد سورة غافر، و قد نزلت سورة غافر بعد الإسراء قبيل الهجرة، فيكون نزول سورة السجدة في ذلك التاريخ أيضا.[15]
جوّ النزول
هذه السورة بحكم كونها من السور المكّيّة تتابع بقوّة الخطوط الأصلية للسور المكّيّة، أي البحث في المبدأ و المعاد، و البشارة و الإنذار،... فإنّ الهدف الأصلي للسورة تقوية أسس الإيمان بالمبدأ و المعاد، و إيجاد دفعة قويّة في المحتوى الداخلي للإنسان نحو التقوى، و الابتعاد عن العصيان و التمرّد و الطغيان، و التوجّه إلى مقام الإنسان الرفيع، و هذا المعنى كان يحظى بالأهميّة القصوى خاصّة في بداية حركة الإسلام، و في محيط مكّة.[16]
الترتيب في المصحف
هذه السورة هي السورة «الثانية و الثلاثون» من القرآن بترتيب المصحف.
الترتيب حسب النزول
هذه السورة هي السورة «الخامسة و السبعون» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد المؤمنون.[17] (الجدير بالذکر أنّ الأقوال في ترتيب السور القرآنية حسب النزول مختلفة).
العلاقة مع السورة السابقة
ختم الله سبحانه السورة التي قبلها بدلائل الربوبية و افتتح هذه السورة أيضا بها.[18]
الخصوصية
افتتحت هذه السورة بحروف التهجي. و في الآية «الخامسة عشر» منها سجدة التلاوة.
و هي من سور العزائم (المشتملة على آيات السجدة الواجبة عند قراءتها و استماعها) و لا يجوز قرائتها في الصلاة.[19] سور العزائم الأربع هي: «اقرأ باسم ربّك»، و «النّجم»، و «تنزيل السّجدة»، و «حم السّجدة».
[1]لسان العرب، ج3، ص 204
[2]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج13، ص 87
[3]التفسير الكبير: تفسير القرآن العظيم (الطبرانى)، ج5، ص 149
[4]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج7، ص 55
[5]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج7، ص 55
[6]التحرير و التنوير، ج21، ص 140
[7]نفس المصدر
[8]الكشف و البيان، ج7، ص 325
[9]نفس المصدر
[10]نفس المصدر
[11]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج7، ص 59
[12]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج13، ص 88 الي 90
[13]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج8، ص 508
[14]نفس المصدر
[15]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج7، ص 59
[16]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج13، ص 88 الي 90
[17]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص 137
[18]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج8، ص 508
[19]فقه القرآن (لليزدي)، ج1، ص 134