الفلق
أسماء السورة
سورة الفلق، سورة قل أعوذ برب الفلق، سورة المعوذة الأولي[3]
وجه التسمية
«سورة قل أعوذ برب الفلق»؛ سمى النبي صلى اللّه عليه و سلم هذه السورة: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ. روى النسائي عن عقبة بن عامر قال: اتّبعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو راكب فوضعت يدي على قدمه فقلت: أقرئني يا رسول اللّه سورة هود و سورة يوسف، فقال: لن تقرأ شيئا أبلغ عند اللّه من «قل أعوذ برب الفلق و قل أعوذ برب الناس».[4]
«سورة الفلق»؛ قد سميت هذه السورة بهذا الاسم لقوله تعالى في أوّلها «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ». [5]
«سورة المعوذة الأولي»؛ أخرج ابن سعد و النسائي و البغوي و البيهقي عن ابى حابس الجهني ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال له: يا أبا حابس ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ به المتعوذون قال: بلى يا رسول الله. قال: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ هما المعوذتان.[6]
عدد الآيات
هي خمس آيات.[7]
عدد الکلمات
هي ثلاث و عشرون كلمة.[8] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الکلمات القرآنية مختلفة)
عدد الحروف
هي أربع و سبعون حرفا.[9] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الحروف القرآنية مختلفة)
أغراض السورة
الغرض من هذه السورة، تخصيص اللّه تعالى بالاستعاذة من شرّ الخلق، و هذا يدخل فيما سيقت له سورة الإخلاص، من إخلاص الدين للّه تعالى، و بهذا يدخل سياق هذه السورة في سياقها، و يكون ذكرها بعدها لهذه المناسبة.[10]
المحتوي و الموضوعات
تتضمّن السّورة تعاليم للنّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم خاصّة، و للناس عامّة تقضي أن يستعيذوا باللّه من شرّ كلّ الأشرار، و أن يوكلوا أمرهم إليه، و يأمنوا من كل شرّ في اللجوء إليه.
و بشأن نزول السّورة ذكرت الرّواية المنقولة في أغلب كتب التّفسير أنّ النّبي أصيب بسحر بعض اليهود، و مرض على أثر ذلك فنزل جبرائيل و أخبره أنّ آلة السحر موجودة في بئر. فأرسل من يخرجها، ثمّ تلا هذه السّورة، و تحسنت صحته.
المرحوم الطبرسي و محققون آخرون شككوا في هذه الرّواية التي ينتهي سندها إلى عائشة و ابن عباس لما يلي:
أوّلا: السّورة كما هو مشهور مكّية و لحنها مثل لحن السور المكّية، و النّبي جابه اليهود في المدينة و هذا يدل على عدم أصالة الرّواية.
ثانيا: لو كان اليهود بمقدورهم أن يفصلوا بسحرهم ما فعلوه بالنّبي حسب الرّواية لاستطاعوا أن يصدوه عن أهدافه بسهولة عن طريق السحر، و اللّه سبحانه قد حفظ نبيّه كي يؤدي مهام النّبوة و الرسالة.
ثالثا: لو كان السحر يفعل بجسم النّبي ما فعله لأمكن أن يؤثر في روحه أيضا، و تكون أفكاره بذلك لعبة بيد السحرة، و هذا يزلزل مبدأ الثقة بالنّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و القرآن الكريم يردّ على أولئك الذين اتهموا النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بأنّه مسحور إذ قال: وَ قالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُوراً انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا[11] . «مسحور» في الآية تشمل من أصيب بسحر في عقله أو في جسمه، و هي دليل على ما نذهب إليه. على أي حال لا يجوز أن نمسّ من قداسة مقام النبوّة بهذه الرّوايات المشكوكة، أو أن نعتمد عليها في فهم الآيات.[12]
الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة
في حديث أبي و من قرأ قل أعوذ برب الفلق و قل أعوذ برب الناس فكأنما قرأ جميع الكتب التي أنزلها الله على الأنبياء.
و عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله أنزلت علي آيات لم ينزل مثلهن المعوذتان أورده مسلم في الصحيح.
و عنه عن النبي صلي الله عليه و آله قال: يا عقبة أ لا أعلمك سورتين هما أفضل القرآن أو من أفضل القرآن قلت بلى يا رسول الله فعلمني المعوذتين ثم قرأ بهما في صلاة الغداة و قال لي اقرأهما كلما قمت و نمت.
أبو عبيدة الحذاء عن أبي جعفر عليه السلام قال: من أوتر بالمعوذتين و قل هو الله أحد قيل له يا عبد الله أبشر فقد قبل الله و ترك.[13]
محل النزول
سورة الفلق مدنية في أكثر الأقاويل و قيل مكية.[14]
زمان النزول
نزلت سورة الفلق بعد سورة الفيل، و نزلت سورة الفيل فيما بين ابتداء الوحي و الهجرة إلى الحبشة، فيكون نزول سورة الفلق في ذلك التاريخ أيضا.[15]
جوّ النزول
في الدر المنثور، أخرج عبد بن حميد عن زيد بن أسلم قال: سحر النبي صلي الله عليه و آله رجل من اليهود فاشتكى فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين و قال: إن رجلا من اليهود سحرك و السحر في بئر فلان فأرسل عليا فجاء به فأمره أن يحل العقد و يقرأ آية فجعل يقرأ و يحل حتى قام النبي صلي الله عليه و آله كأنما نشط من عقال.
و عن كتاب طب الأئمة، بإسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل عن الصادق عليه السلام مثله. و في هذا المعنى روايات كثيرة من طرق أهل السنة باختلاف يسيرة، و في غير واحد منها أنه أرسل مع علي عليه السلام زبيرا و عمارا و فيه روايات أخرى أيضا من طرق أئمة أهل البيت عليهم السلام.
و ما استشكل به بعضهم في مضمون الروايات أن النبي صلي الله عليه و آله كان مصونا من تأثير السحر كيف؟ و قد قال الله تعالى: «وَ قالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُوراً انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا». يدفعه أن مرادهم بالمسحور و المجنون بفساد العقل بالسحر و أما تأثره عن السحر بمرض يصيبه في بدنه و نحوه فلا دليل على مصونيته منه.[16]
الترتيب في المصحف
هذه السورة هي السورة «الثالثة عشرة بعد المائة» من القرآن بترتيب المصحف.
الترتيب حسب النزول
هذه السورة هي السورة «العشرون» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد الفيل.[17] (الجدير بالذکر أن الأقوال في ترتيب السور القرآنية حسب النزول مختلفة)
العلاقة مع السورة السابقة
ذم سبحانه أعداء الرسول صلي الله عليه و آله في سورة تبت ثم ذكر التوحيد في سورة الإخلاص ثم ذكر سبحانه الاستعاذة في السورتين.[18]
الخصوصية
هذه السورة من السور القصار و هي إحدي المعوذتين.
[1]لسان العرب، ج10، ص 309
[2]مجمع البحرين، ج5، ص228
[3]التحرير و التنوير، ج30، ص545
[4]نفس المصدر
[5]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج12، ص329
[6]الدر المنثور في التفسير بالماثور، ج6، ص416
[7]الکشف و البيان، ج10، ص337
[8]نفس المصدر
[9]نفس المصدر
[10]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج12، ص329
[11]الفرقان، الآيتان 8 و 9.
[12]الأمثل في تفسير کتاب الله المنزل، ج20، ص565
[13]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج10، ص864
[14]نفس المصدر
[15]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج12، ص329
[16]الميزان في تفسير القرآن، ج20، ص393
[17]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص135
[18]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج10، ص864