الناس
الناس: اسم وضع للجمع كالقوم و الرهط و واحده «إِنسان» من غير لفظه.[1]
أسماء السورة
سورة الناس، سورة قل أعوذ برب الناس، سورة المعوذة الثانية.[2]
وجه التسمية
«سورة الناس»، «سورة قل أعوذ برب الناس»؛ قد سمّيت هذه السورة بهذين الإسمين لقوله تعالى في أولها «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس».
«سورة المعوذة الثانية»؛ أخرج ابن سعد و النسائي و البغوي و البيهقي عن ابى حابس الجهني ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال له: يا أبا حابس ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ به المتعوذون قال: بلى يا رسول الله. قال: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ هما المعوذتان.[3]
عدد الآيات
هي ست آيات.[4]
عدد الکلمات
هي عشرون كلمة.[5] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الکلمات القرآنية مختلفة)
عدد الحروف
هي سبعة و سبعون حرفا.[6] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الحروف القرآنية مختلفة)
أغراض السورة
الغرض من هذه السورة، تخصيص اللّه تعالى بالاستعاذة، و قد كانت السورة السابقة(سورة الفلق) في تخصيصه بالاستعاذة من الشرّ البدنيّ كالمرض و نحوه، و هو يكون من الناس بعضهم لبعض؛ و هذه السورة في تخصيصه تعالى بالاستعاذة من شرّ الإغواء على المعاصي، و هو يكون من شياطين الجن و الإنس؛ و هذا هو وجه المناسبة في ذكرها بعد السورة السابقة، و قد افتتح القرآن بحمده تعالى في سورة الفاتحة، و ختم بالاستعاذة به في هاتين السورتين، و الحمد يناسب الابتداء، و الاستعاذة تناسب الختام.[7]
المحتوي و الموضوعات
الإنسان معرض دائما لوساوس الشيطان. و شياطين الجن و الإنس يسعون دائما للنفوذ في قلبه و روحه. و مقام الإنسان في العلم مهما ارتفع، و مكانته في المجتمع مهما سمت يزداد تعرضه لوساوس الشياطين ليبعدوه عن جادة الحق. و ليبيدوا العالم بفساد العالم.
هذه السّورة تأمر النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم باعتباره القدوة و الأسوة أن يستعيذ باللّه من شرّ الموسوسين.
محتوى هذه السّورة شبيه بمحتوى سورة الفلق، فكلاهما يدوران حول الاستعاذة باللّه من الشرور و الآفات، مع فارق أن سورة الفلق تتعرض لأنواع الشرور، و هذه السّورة تركز على شرّ (الوسواس الخناس).
و اختلف المفسّرون في مكان نزول هذه الآية. قيل إنّها مكّية، و قيل إنّها مدنية، و لحن الآيات يزيد احتمال مكّيتها.
هذه السّورة و سورة الفلق نزلتا معا حسب الرّوايات. و سورة الفلق على رأي الكثيرين مكّية. و هذه السّورة يمكن أن تكون مكّية أيضا.[8]
الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة
الفضل بن يسار قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن رسول الله صلّى اللّه عليه و آله اشتكى شكوى شديدة و وجع وجعا شديدا فأتاه جبرائيل و ميكائيل عليه السلام فقعد جبرائيل عليه السلام عند رأسه و ميكائيل عند رجليه فعوذه جبرائيل بقل أعوذ برب الفلق و عوذه ميكائيل بقل أعوذ برب الناس.
أبو خديجة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: جاء جبرائيل إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله و هو شاك فرقاه بالمعوذتين و قل هو الله أحد و قال باسم الله أرقيك و الله يشفيك من كل داء يؤذيك خذها فلتهنيك.[9]
محل النزول
مدنية و هي مثل سورة الفلق لأنها إحدى المعوذتين.[10]
زمان النزول
نزلت سورة النّاس، بعد سورة الفلق، و قد نزلت سورة الفلق، فيما بين ابتداء الوحي و الهجرة إلى الحبشة، فيكون نزول سورة النّاس، في ذلك التاريخ أيضا.[11]
جوّ النزول
في الدر المنثور، أخرج عبد بن حميد عن زيد بن أسلم قال: سحر النبي صلي الله عليه و آله رجل من اليهود فاشتكى فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين و قال: إن رجلا من اليهود سحرك و السحر في بئر فلان فأرسل عليا فجاء به فأمره أن يحل العقد و يقرأ آية فجعل يقرأ و يحل حتى قام النبي صلّى اللّه عليه و آله كأنما نشط من عقال.
و عن كتاب طب الأئمة، بإسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل عن الصادق عليه السلام مثله. و في هذا المعنى روايات كثيرة من طرق أهل السنة باختلاف يسيرة، و في غير واحد منها أنه أرسل مع علي عليه السلام زبيرا و عمارا و فيه روايات أخرى أيضا من طرق أئمة أهل البيت عليهم السلام.
و ما استشكل به بعضهم في مضمون الروايات أن النبي صلّى اللّه عليه و آله كان مصونا من تأثير السحر كيف؟ و قد قال الله تعالى: «وَ قالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُوراً انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا». يدفعه أن مرادهم بالمسحور و المجنون بفساد العقل بالسحر و أما تأثره عن السحر بمرض يصيبه في بدنه و نحوه فلا دليل على مصونيته منه.[12]
الترتيب في المصحف
هذه السورة هي السورة «الرابعة عشرة بعد المائة» من القرآن بترتيب المصحف.
الترتيب حسب النزول
هذه السورة هي السورة «الحادية و العشرون» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد الفلق.[13] (الجدير بالذکر أن الأقوال في ترتيب السور القرآنية حسب النزول مختلفة)
العلاقة مع السورة السابقة
قد كانت السورة السابقة(سورة الفلق) في تخصيصه بالاستعاذة من الشرّ البدنيّ كالمرض و نحوه، و هو يكون من الناس بعضهم لبعض؛ و هذه السورة في تخصيصه تعالى بالاستعاذة من شرّ الإغواء على المعاصي، و هو يكون من شياطين الجن و الإنس؛ و هذا هو وجه المناسبة في ذكرها بعد السورة السابقة.[14]
الخصوصية
هذه السورة من السور القصار و هي إحدي المعوذتين. و هي آخر سورة قرآنية بترتيب المصحف.
[1]المصباح المنير في غريب الشرح الکبير للرافعي، ج2، ص630
[2]التحرير و التنوير، ج30، ص553
[3]الدر المنثور في التفسير بالماثور، ج6، ص416
[4]الکشف و البيان، ج10، ص341
[5]نفس المصدر
[6]نفس المصدر
[7]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج12، ص349
[8]الأمثل في تفسير کتاب الله المنزل، ج20، ص577
[9]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج10، ص867
[10]نفس المصدر
[11]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج12، ص349
[12]الميزان في تفسير القرآن، ج20، ص 393
[13]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص135
[14]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج12، ص349