النصر
النصر و النصرة: العون.[1]
أسماء السورة
سورة النصر، سورة إذا جاء نصرالله و الفتح، سورة الفتح، سورة التوديع.[2]
وجه التسمية
«سورة النصر»؛ سميت في المصاحف و في معظم التفاسير «سورة النصر» لذكر نصر اللّه فيها، فسميت بالنصر المعهود عهدا ذكريا.[3]
«سورة إذا جاء نصرالله و الفتح»؛ رواه الطبري و الطبراني عن ابن عباس: «بينما رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالمدينة نزلت إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْح..»[4]
«سورةالفتح»؛ سميت بهذا الإسم لوقوع هذا اللفظ فيها.[5]
«سورةالتوديع»؛ تسمى سورة التوديع، لما فيها من الإيماء إلى وفاته صلّى اللّه عليه و سلّم.[6]
عدد الآيات
هي ثلاث آيات.[7]
عدد الکلمات
هي ست عشر كلمة.[8] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الکلمات القرآنية مختلفة)
عدد الحروف
هي سبعة و تسعون حرفا.[9] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الحروف القرآنية مختلفة)
أغراض السورة
الغرض من هذه السورة الوعد بالنصر، و نشر الدين في الناس، بعد متاركة أولئك الكفار في السورة السابقة(سورة الکافرون)، و هذا هو وجه المناسبة في ذكر هذه السورة بعدها.[10]
المحتوي و الموضوعات
هذه السّورة نزلت في المدينة بعد الهجرة، و فيها بشرى النصر العظيم و دخول النّاس في دين اللّه أفواجا، و تدعو النّبي أن يسبح اللّه و يحمده و يستغفره شكرا على هذه النعمة.
في الإسلام فتوحات كثيرة، و لكن فتحا بالمواصفات المذكورة في السّورة ما كان سوى «فتح مكّة»، خاصّة و أن العرب كما جاء في الرّوايات كانت تعتقد أن نبيّ الإسلام صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لا يستطيع أن يفتح مكّة إلّا إذا كان على حق ... و لو لم يكن على حقّ فربّ البيت يمنعه كما منع جيش أبرهة، و لذلك دخل العرب في دين اللّه بعد فتح مكّة أفواجا.
قيل: إنّ هذه السّورة نزلت بعد «صلح الحديبية» في السنة السادسة للهجرة، و قبل عامين من فتح مكّة. و ما احتمله بعضهم من نزول هذه السّورة بعد فتح مكّة في السنة العاشرة للهجرة في حجّة الوداع فبعيد جدّا، لأنّ عبارات السّورة لا تنسجم و هذا المعنى، فهي تخبر عن حادثة ترتبط بالمستقبل لا بالماضي.[11]
الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة
في حديث أبي: من قرأها فكأنما شهد مع رسول الله صلي الله عليه و آله فتح مكة.
و روى كرام الخثعمي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ إذا جاء نصر الله و الفتح في نافلة أو فريضة نصره الله على جميع أعدائه و جاء يوم القيامة و معه كتاب ينطق قد أخرجه الله من جوف قبره فيه أمان من حر جهنم و من النار و من زفير جهنم يسمعه بأذنيه فلا تمر على شيء يوم القيامة إلا بشره و أخبره بكل خير حتى يدخل الجنة.[12]
محل النزول
سورة النصر مدنية.[13]
زمان النزول
نزلت سورة النصر بعد سورة التوبة، و هي آخر ما نزل من القرآن بالمدينة، و كان نزولها في حجّة الوداع بمنى، فيكون نزولها في السنة العاشرة من الهجرة. و كان هذا بعد أن أتمّ النبي صلي الله عليه و آله دعوته، و أخذ الناس يدخلون أفواجا في دينه.[14]
جوّ النزول
اختلفوا في زمن نزول هذه السورة؛ قيل: إنّ هذه السّورة نزلت بعد صلح الحديبية في السنة السادسة للهجرة، و قبل عامين من فتح مكّة. و قيل نزلت بعد فتح مكّة في السنة العاشرة للهجرة في حجّة الوداع.[15]
قال العلّامة الطباطبائي: السورة مدنية نزلت بعد صلح الحديبية و قبل فتح مكة على ما سنستظهر:
قوله تعالى: «إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ» ظهور «إذا» المصدرة بها الآية في الاستقبال يستدعي أن يكون مضمون الآية إخبارا بتحقق أمر لم يتحقق بعد، و إذا كان المخبر به هو النصر و الفتح و ذلك مما تقر به عين النبي صلي الله عليه و آله فهو وعد جميل و بشرى له و يكون من ملاحم القرآن الكريم. و ليس المراد بالنصر و الفتح جنسهما حتى يصدقا على جميع المواقف التي أيد الله فيها نبيه على أعدائه و أظهر دينه على دينهم كما في حروبه و مغازيه و إيمان الأنصار و أهل اليمن كما قبل إذ لا يلائمه قوله بعد: «وَ رَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْواجاً». و ليس المراد بذلك أيضا صلح الحديبية الذي سماه الله تعالى فتحا إذ قال «إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً» لعدم انطباق الآية الثانية بمضمونها عليه. و أوضح ما يقبل الانطباق عليه النصر و الفتح المذكوران في الآية هو فتح مكة الذي هو أم فتوحاته في زمن حياته و النصر الباهر الذي انهدم به بنيان الشرك في جزيرة العرب. و يؤيده وعد النصر الذي في الآيات النازلة في الحديبية «إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ وَ يُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَ يَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً وَ يَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً» فإن من القريب جدا أن يكون ما في الآيات وعدا بنصر عزيز يرتبط بفتح الحديبية و هو نصره تعالى نبيه صلي الله عليه و آله على قريش حتى فتح مكة بعد مضي سنتين من فتح الحديبية. و هذا الذي ذكر أقرب من حمل الآية على إجابة أهل اليمن الدعوة الحقة و دخولهم في الإسلام من غير قتال، فالأقرب إلى الاعتبار كون المراد بالنصر و الفتح نصره تعالى نبيه صلي الله عليه و آله على قريش و فتح مكة، و أن تكون السورة نازلة بعد صلح الحديبية و نزول سورة الفتح و قبل فتح مكة.[16]
الترتيب في المصحف
هذه السورة هي السورة «العاشرة بعد المائة» من القرآن بترتيب المصحف.
الترتيب حسب النزول
هذه السورة هي السورة «الثانية بعد المائة» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد الحشر.[17] (الجدير بالذکر أن الأقوال في ترتيب السور القرآنية حسب النزول مختلفة)
العلاقة مع السورة السابقة
ختم الله سبحانه تلك السورة بذكر الدين و افتتح هذه السورة بظهور الدين.[18]
الخصوصية
هذه السورة هي من السور القصار و لها ثلاث آيات کسورتي العصر و الکوثر.
و هي من المفصلات.[19] قال ابن قتيبة: .. و أمّا المفصّل فهو ما يلي المثاني من قصار السّور، و إنما سمّيت مفصّلا لقصرها و كثرة الفصول فيها بسطر: بسم الله الرّحمن الرّحيم. قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: أعطيت السبع الطول مكان التوراة و أعطيت المثاني مكان الزبور و أعطيت المئين مكان الإنجيل و فضلت بالمفصَّل.[20]
روي عن ابن عباس أنّه قال: آخر سورة نزلت من القرآن جميعا إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْح.[21]
[1]مفردات ألفاظ القرآن ص808
[2]التحرير و التنوير، ج30، ص514
[3]نفس المصدر
[4]نفس المصدر
[5]نفس المصدر
[6]الاتقان في علوم القرآن، ج1، ص203
[7]الکشف و البيان، ج10، ص318
[8]نفس المصدر
[9]نفس المصدر
[10]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج12، ص273
[11]الأمثل في تفسير کتاب الله المنزل، ج20، ص517
[12]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج10، ص843
[13]نفس المصدر
[14]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج12، ص273
[15]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج20، ص517
[16]الميزان في تفسير القرآن، ج20، ص376
[17]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص137
[18]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج10، ص843
[19]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص313
[20]جامع البيان فى تفسير القرآن، ج1، ص34
[21]تفسير القرآن العظيم (لإبن کثير)، ج8، ص482