سورة الكافرون
السورة:
109
عدد الآيات :
6
مكان النزول :
مکة
ترتيب النزول:
18
الأسماء :
سورةالکافرون، سورة یا أیها الکافرون، سورةالمقشقشة، سورةالإخلاص، سورةالعبادة، سورةالدین، سورةالمنابذة، ،

الکافرون

الكافر على‌ الإطلاق متعارف فيمن يجحد الوحدانيّة، أو النّبوّة، أو الشريعة، أو ثلاثتها، و قد يقال: كفر لمن أخلّ بالشّريعة، و ترك ما لزمه من شكر اللّه عليه.[1]

أسماء السورة

سورة الکافرون، سورة يا أيها الکافرون، سورة الجحد، سورة المقشقشة.[2] سورة الإخلاص.[3] سورة العبادة،[4] سورة الدين،[5] سورة المنابذة أو المعابدة.[6]

وجه التسمية

«سورة الکافرون»؛ سميت سورة الكافرون‌ لأن اللَّه تعالى أمر نبيه محمدا صلّى اللَّه عليه و سلّم بأن يخاطب الكافرين بأنه لا يعبد ما يعبدون من الأصنام و الأوثان: قُلْ: يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ، لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُون.‌[7]

«سورة يا أيها الکافرون»؛ شعيب الحداد عن أبي عبد الله عليه السلام قال‌ كان أبي يقول قل يا أيها الكافرون ربع القرآن و كان إذا فرغ منها قال أعبد الله وحده أعبد الله وحده. [8]

« سورة الجحد»؛ الجحد اسم من أسمائها لما اشتملت عليه من النفي.[9]

«سورة المقشقشة»؛ في الحديث أيضا أنه كان يقول لسورتي قل يا أيها الكافرون و قل هو الله أحد المقشقشتان سميتا بذلك لأنهما يبرئان من الشرك و النفاق يقال تقشقش المريض من علته إذا أفاق و برأ و قشقشه أبرأه كما يقشقش الهناء الجرب.‌[10]

«سورة الإخلاص»؛ تسمى أيضا سورة المعابدة و الإخلاص لأنها في إخلاص العبادة و الدين كما أن‌ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ في إخلاص التوحيد، و اجتماع النفاق فيهما محال لمن اعتقدهما و عمل بهما.[11]

«سورة الدين»؛ سمّيت سورة الدّين‌، لقوله «وَ لِيَ دِينِ». [12]

«سورة المنابذة أو المعابدة»؛ و تسمى سورة المعابدة، أي المخالفة في العبادة و المعاندة فيها.[13]

عدد الآيات

هي ست آيات.‌[14]

عدد الکلمات

هي ست و عشرون كلمة.[15] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الکلمات القرآنية مختلفة)

عدد الحروف

هي أربعة و تسعون حرفا.[16] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الحروف القرآنية مختلفة)

أغراض السورة

الغرض من هذه السورة متاركة الكفار، بعد أن ذهبت السورة السابقة(سورة الکوثر) في دعوتهم كلّ مذهب، فهي كالختام للسور التي ذكرت قبلها، و هذا هو وجه المناسبة في ذكرها بعدها.[17]

المحتوي و الموضوعات

فيها أمره صلي الله عليه و آله أن يظهر للكفار براءته من دينهم و يخبرهم بامتناعهم من دينه فلا دينه يتعداه إليهم و لا دينهم يتعداهم إليه فلا يعبد ما يعبدون أبدا و لا يعبدون ما يعبد أبدا فلييأسوا من أي نوع من المداهنة و المساهلة.[18]

الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة

في‌ حديث أبي‌ و من قرأ يا أيها الكافرون فكأنما قرأ ربع القرآن و تباعدت عنه مردة الشياطين و بري من الشرك و يعافى من الفزع الأكبر.

و عن جبير بن مطعم قال: قال لي رسول الله صلي الله عليه و آله:‌ أ تحب يا جبير أن تكون إذا خرجت سفرا من أمثل أصحابك هيئة و أكثرهم زادا قلت نعم بأبي أنت و أمي يا رسول الله قال: فاقرأ هذه السور الخمس قل يا أيها الكافرون و إذا جاء نصر الله و الفتح و قل هو الله أحد و قل أعوذ برب الفلق و قل أعوذ برب الناس و افتتح قراءتك ببسم الله الرحمن الرحيم قال جبير و كنت غير كثير المال و كنت أخرج مع من شاء الله أن أخرج فأكون أكثرهم همة و أمثلهم زادا حتى أرجع من سفري ذلك.‌

و عن فروة بن نوفل الأشجعي عن أبيه‌ أنه أتى النبي صلي الله عليه و آله فقال: جئت يا رسول الله لتعلمني شيئا أقوله عند منامي قال إذا أخذت مضجعك فاقرأ قل يا أيها الكافرون ثم نم على خاتمتها فإنها براءة من الشرك.

شعيب الحداد عن أبي عبد الله عليه السلام قال:‌ كان أبي يقول قل يا أيها الكافرون ربع القرآن و كان إذا فرغ منها قال أعبد الله وحده أعبد الله وحده.

و عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال:‌ إذا قلت‌ «لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ» فقل و لكني أعبد الله مخلصا له ديني فإذا فرغت منها فقل ديني الإسلام ثلاث مرات.

و عن الحسين بن أبي العلاء قال‌: من قرأ قل يا أيها الكافرون و قل هو الله أحد في فريضة من الفرائض غفر الله له و لوالديه و ما ولدا و إن كان شقيا محي من ديوان الأشقياء و كتب في ديوان السعداء و أحياه الله سعيد و أماته شهيدا و بعثه شهيدا.[19]

محل النزول

سورة الكافرون مكية و عن ابن عباس و قتادة مدنية.[20]

زمان النزول

نزلت سورة «الكافرون» بعد سورة الماعون، و نزلت سورة الماعون، فيما بين ابتداء الوحي و الهجرة إلى الحبشة، فيكون نزول سورة «الكافرون» في ذلك التاريخ أيضا. و كان رهط من قريش ذهبوا إلى النبي صلي الله عليه و آله فقالوا له: يا محمد، هلمّ اتّبع ديننا و نتّبع دينك. فنزلت هذه السورة في شأنهم.[21]

جوّ النزول

هذه السّورة نزلت في مكّة، و يؤيد ذلک لحنها و محتواها...

من لحن السّورة نفهم أنّها نزلت في زمان كان المسلمون في أقلية و الكفار في أكثرية، و النّبي يعاني من الضغوط التي تطلب منه أن يهادن المشركين. و أمام هذه الضغوط كان النّبي يعلن صموده و إصراره على المبدأ، دون أن يصطدم بهم. و في هذا درس عبرة لكل المسلمين أن لا يساوموا أعداء الإسلام في مبادئ الدين مهما كانت الظروف. و أن يبعثوا اليأس في قلوبهم متى ما بادروا الى هذه المساومة. و في هذه السّورة تكرر مرّتين نفي عبادة الإنسان المسلم لما يعبده الكافرون، و هو تأكيد يستهدف بّث اليأس في قلوب الكافرين. كما تكرر مرّتين نفي عبادة الكافر لما يعبده المسلمون من إله واحد أحد. و هذا دليل على تعنتهم و لجاجهم. و نتيجة ذلك هو الفصل العقائدي الحاسم بين منهج التوحيد و متاهات الشرك: لَكُمْ دِينُكُمْ وَ لِيَ دِينِ‌.[22]

لقي الوليد بن المغيرة و العاص بن وائل، و الأسود بن المطلب، و أمية بن خلف، رسول الله صلي الله عليه و آله، فقالوا: يا محمد، هلم فلنعبد ما تعبد، و تعبد ما نعبد، و نشركك في أمرنا كله، فإن كان الذي جئت به خيرا مما بأيدينا كنا قد شركناك فيه، و أخذنا بحظنا منه؛ و إن كان الذي بأيدينا خيرا مما في يديك، كنت قد شركتنا في أمرنا، و أخذت منه بحظك، فأنزل الله: قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ‌ حتى انقضت السورة و قوله: لَكُمْ دِينُكُمْ وَ لِيَ دِينِ‌ يقول تعالى ذكره: لكم دينكم فلا تتركونه أبدا، لأنه قد ختم عليكم، و قضي أن لا تنفكوا عنه، و أنكم تموتون عليه، ولي دين الذي أنا عليه، لا أتركه أبدا، لأنه قد مضى في سابق علم الله أني لا أنتقل عنه إلى غيره.‌[23]

الترتيب في المصحف

هذه السورة هي السورة «التاسعة بعد المائة» من القرآن بترتيب المصحف.

الترتيب حسب النزول

هذه السورة هي السورة «الثامنة عشرة» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد الماعون.[24] (الجدير بالذکر أن الأقوال في ترتيب السور القرآنية حسب النزول مختلفة)

العلاقة مع السورة السابقة

ذكر سبحانه في تلك السورة أن أعداءه عابوه بأنه أبتر فرد ذلك عليهم و ذكر في هذه السورة أنهم سألوه المداهنة فأمره بالبراءة منهم‌[25]

الخصوصية

هذه السورة من المفصلات.[26] قال ابن قتيبة: .. و أمّا المفصّل فهو ما يلي المثاني‌ من قصار السّور، و إنما سمّيت‌ مفصّلا لقصرها و كثرة الفصول فيها بسطر: بسم الله الرّحمن الرّحيم. قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أعطيت السبع الطول مكان‌ التوراة و أعطيت المثاني مكان الزبور و أعطيت المئين مكان الإنجيل و فضلت بالمفصَّل‌. [27]

ورد في فضيلة هذه السورة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: «من قرأ قل يا أيّها الكافرون فكأنّما قرأ ربع القرآن و تباعدت عنه مردة الشياطين، و برأ من الشرك، و يعافى من الفزع الأكبر». و عبارة «ربع القرآن» قد تعني أن مسألة مواجهة الشرك و الكفر تحتل ربع القرآن و جاءت عصارتها في هذه السّورة المباركة.[28]

[1]مفردات ألفاظ القرآن، ص715

[2]التحرير و التنوير، ج30، ص508

[3]السراج المنير، ج4، ص699

[4]التحرير و التنوير، ج30، ص508

[5]نفس المصدر

[6]التفسير الكبير(للرازي)، ج‌32، ص 323، مراح لبيد لكشف معنى القرآن المجيد، ج‌2، ص 672

[7]التفسير المنير فى العقيدة و الشريعة و المنهج، ج30، ص437

[8]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج10، ص840

[9]الهادي في القراءات، ج 1، ص 320

[10]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج10، ص854

[11]السراج المنير، ج4، ص699

[12]بصائر ذوي التمييز في لطائف الکتاب العزيز، ج1، ص548

[13]حاشية الصاوى على تفسير الجلالين، ج‌4، ص 438

[14]الکشف و البيان، ج10، ص314

[15]نفس المصدر

[16]نفس المصدر

[17]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج12، ص259

[18]الميزان في تفسير القرآن، ج20، ص373

[19]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج10، ص839

[20]نفس المصدر

[21]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج12، ص259

[22]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج‌20، ص505

[23]جامع البيان فى تفسير القرآن، ج‌30، ص214

[24]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص135

[25]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج10، ص839

[26]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص313

[27]جامع البيان فى تفسير القرآن، ج‌1، ص34

[28]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج‌20، ص505