ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَمَرَ بِالرَّحِيلِ فِي أَوَّلِ نِصْفِ اَللَّيْلِ اَلْأَخِيرِ، وَ أَمَرَ مُنَادِيَهُ فَنَادَى: أَلاَ لاَ يَسْبِقَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَحَدٌ إِلَى اَلْعَقَبَةِ، وَ لاَ يَطَؤُهَا حَتَّى يُجَاوِزَهَا رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ . ثُمَّ أَمَرَ حُذَيْفَةَ أَنْ يَقْعُدَ فِي أَصْلِ اَلْعَقَبَةِ، فَيَنْظُرَ مَنْ يَمُرُّ بِهِ، وَ يُخْبِرُ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَمَرَهُ أَنْ يَسْتَتِرَ بِحَجَرٍ. فَقَالَ حُذَيْفَةُ : يَا رَسُولَ اَللَّهِ إِنِّي أَتَبَيَّنُ اَلشَّرَّ فِي وُجُوهِ رُؤَسَاءِ عَسْكَرِكَ، وَ إِنِّي أَخَافُ إِنْ قَعَدْتُ فِي أَصْلِ اَلْجَبَلِ، وَ جَاءَ مِنْهُمْ مَنْ أَخَافُ أَنْ يَتَقَدَّمَكَ إِلَى هُنَاكَ لِلتَّدْبِيرِ عَلَيْكَ يُحِسُّ بِي، فَيَكْشِفُ عَنِّي، فَيَعْرِفُنِي وَ مَوْضِعِي مِنْ نَصِيحَتِكَ فَيَتَّهِمُنِي وَ يَخَافُنِي فَيَقْتُلُنِي. فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : إِنَّكَ إِذَا بَلَغْتَ أَصْلَ اَلْعَقَبَةِ، فَاقْصِدْ أَكْبَرَ صَخْرَةٍ هُنَاكَ إِلَى جَانِبِ أَصْلِ اَلْعَقَبَةِ وَ قُلْ لَهَا: «إِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَأْمُرُكِ أَنْ تَنْفَرِجِي لِي حَتَّى أَدْخُلَ فِي جَوْفِكِ، ثُمَّ يَأْمُرُكِ أَنْ يَنْثَقِبَ فِيكَ ثَقْبَةٌ أُبْصِرُ مِنْهَا اَلْمَارِّينَ، وَ يَدْخُلُ عَلَيَّ مِنْهَا اَلرَّوْحُ لِئَلاَّ أَكُونَ مِنَ اَلْهَالِكِينَ» فَإِنَّهَا تَصِيرُ إِلَى مَا تَقُولُ لَهَا بِإِذْنِ اَللَّهِ رَبِّ اَلْعَالَمِينَ. فَأَدَّى حُذَيْفَةُ اَلرِّسَالَةَ وَ دَخَلَ جَوْفَ اَلصَّخْرَةِ، وَ جَاءَ اَلْأَرْبَعَةُ وَ اَلْعِشْرُونَ عَلَى جِمَالِهِمْ وَ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ رَجَّالَتُهُمْ، يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَنْ رَأَيْتُمُوهُ هَاهُنَا كَائِناً مَنْ كَانَ فَاقْتُلُوهُ، لِئَلاَّ يُخْبِرُوا مُحَمَّداً أَنَّهُمْ قَدْ رَأَوْنَا هَاهُنَا فَيَنْكِصَ مُحَمَّدٌ ، وَ لاَ يَصْعَدَ هَذِهِ اَلْعَقَبَةَ إِلاَّ نَهَاراً، فَيَبْطُلَ تَدْبِيرُنَا عَلَيْهِ. وَ سَمِعَهَا حُذَيْفَةُ ، وَ اِسْتَقْصَوْا فَلَمْ يَجِدُوا أَحَداً، وَ كَانَ اَللَّهُ قَدْ سَتَرَ حُذَيْفَةَ بِالْحَجَرِ عَنْهُمْ فَتَفَرَّقُوا، فَبَعْضُهُمْ صَعِدَ عَلَى اَلْجَبَلِ وَ عَدَلَ عَنِ اَلطَّرِيقِ اَلْمَسْلُوكِ، وَ بَعْضُهُمْ وَقَفَ عَلَى سَفْحِ اَلْجَبَلِ عَنْ يَمِينٍ وَ شِمَالٍ، وَ هُمْ يَقُولُونَ، أَ لاَ تَرَوْنَ حَيْنَ مُحَمَّدٍ كَيْفَ أَغْرَاهُ بِأَنْ يَمْنَعَ اَلنَّاسَ مِنْ صُعُودِ اَلْعَقَبَةِ حَتَّى يَقْطَعَهَا هُوَ لِنَخْلُوَ بِهِ هَاهُنَا فَنُمْضِيَ فِيهِ تَدْبِيرَنَا وَ أَصْحَابُهُ عَنْهُ بِمَعْزِلٍ وَ كُلُّ ذَلِكَ يُوصِلُهُ اَللَّهُ مِنْ قَرِيبٍ أَوْ بَعِيدٍ إِلَى أُذُنِ حُذَيْفَةَ وَ يَعِيهِ. فَلَمَّا تَمَكَّنَ اَلْقَوْمُ عَلَى اَلْجَبَلِ حَيْثُ أَرَادُوا كَلَّمَتِ اَلصَّخْرَةُ حُذَيْفَةَ وَ قَالَتْ: اِنْطَلِقِ اَلْآنَ إِلَى رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَأَخْبِرْهُ بِمَا رَأَيْتَ وَ مَا سَمِعْتَ. قَالَ حُذَيْفَةُ : كَيْفَ أَخْرُجُ عَنْكِ وَ إِنْ رَآنِي اَلْقَوْمُ قَتَلُونِي مَخَافَةً عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِنْ نَمِيمَتِي عَلَيْهِمْ قَالَتِ اَلصَّخْرَةُ: إِنَّ اَلَّذِي مَكَّنَكَ مِنْ جَوْفِي، وَ أَوْصَلَ إِلَيْكَ اَلرَّوْحَ مِنَ اَلثُّقْبَةِ اَلَّتِي أَحْدَثَهَا فِيَّ هُوَ اَلَّذِي يُوصِلُكَ إِلَى نَبِيِّ اَللَّهِ وَ يُنْقِذُكَ مِنْ أَعْدَاءِ اَللَّهِ . فَنَهَضَ حُذَيْفَةُ لِيَخْرُجَ، وَ اِنْفَرَجَتِ اَلصَّخْرَةُ، فَحَوَّلَهُ اَللَّهُ طَائِراً فَطَارَ فِي اَلْهَوَاءِ مُحَلِّقاً حَتَّى اِنْقَضَّ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، ثُمَّ أُعِيدَ عَلَى صُورَتِهِ، فَأَخْبَرَ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِمَا رَأَى وَ سَمِعَ. فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : أَ وَ عَرَفْتَهُمْ بِوُجُوهِهِمْ قَالَ: يَا رَسُولَ اَللَّهِ كَانُوا مُتَلَثِّمِينَ وَ كُنْتُ أَعْرِفُ أَكْثَرَهُمْ بِجِمَالِهِمْ، فَلَمَّا فَتَّشُوا اَلْمَوْضِعَ فَلَمْ يَجِدُوا أَحَداً، أَحْدَرُوا اَللِّثَامَ فَرَأَيْتُ وُجُوهَهُمْ وَ عَرَفْتُهُمْ بِأَعْيَانِهِمْ وَ أَسْمَائِهِمْ فُلاَنٌ وَ فُلاَنٌ حَتَّى عَدَّ أَرْبَعَةً وَ عِشْرِينَ. فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : يَا حُذَيْفَةُ إِذَا كَانَ اَللَّهُ تَعَالَى يُثَبِّتُ مُحَمَّداً لَمْ يَقْدِرْ هَؤُلاَءِ وَ لاَ اَلْخَلْقُ أَجْمَعُونَ أَنْ يُزِيلُوهُ، إِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى بَالِغٌ فِي مُحَمَّدٍ أَمْرَهُ« وَ لَوْ كَرِهَ اَلْكٰافِرُونَ » ثُمَّ قَالَ: يَا حُذَيْفَةُ فَانْهَضْ بِنَا أَنْتَ وَ سَلْمَانُ وَ عَمَّارٌ ، وَ تَوَكَّلُوا عَلَى اَللَّهِ، فَإِذَا جُزْنَا اَلثَّنِيَّةَ اَلصَّعْبَةَ فَأْذَنُوا لِلنَّاسِ أَنْ يَتْبَعُونَا. فَصَعِدَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ هُوَ عَلَى نَاقَتِهِ وَ حُذَيْفَةُ وَ سَلْمَانُ أَحَدُهُمَا آخِذٌ بِخِطَامِ نَاقَتِهِ يَقُودُهَا، وَ اَلْآخَرُ خَلْفَهَا يَسُوقُهَا، وَ عَمَّارٌ إِلَى جَانِبِهَا، وَ اَلْقَوْمُ عَلَى جِمَالِهِمْ وَ رَجَّالَتُهُمْ مُنْبَثُّونَ حَوَالَيِ اَلثَّنِيَّةِ عَلَى تِلْكَ اَلْعَقَبَاتِ، وَ قَدْ جَعَلَ اَلَّذِينَ فَوْقَ اَلطَّرِيقِ حِجَارَةً فِي دِبَابٍ فَدَحْرَجُوهَا مِنْ فَوْقٍ لِيُنَفِّرُوا اَلنَّاقَةَ بِرَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، وَ تَقَعَ بِهِ فِي اَلْمَهْوَى اَلَّذِي يَهُولُ اَلنَّاظِرَ اَلنَّظَرُ إِلَيْهِ مِنْ بُعْدِهِ. فَلَمَّا قَرُبَتِ اَلدِّبَابُ مِنْ نَاقَةِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَذِنَ اَللَّهُ تَعَالَى لَهَا، فَارْتَفَعَتِ اِرْتِفَاعاً عَظِيماً فَجَاوَزَتْ نَاقَةَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ثُمَّ سَقَطَتْ فِي جَانِبِ اَلْمَهْوَى، وَ لَمْ يَبْقَ مِنْهَا شَيْءٌ إِلاَّ صَارَ كَذَلِكَ وَ نَاقَةُ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ كَأَنَّهَا لاَ تُحِسُّ بِشَيْءٍ مِنْ تِلْكَ اَلْقَعْقَعَاتِ اَلَّتِي كَانَتْ لِلدِّبَابِ. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لِعَمَّارٍ : اِصْعَدِ اَلْجَبَلَ فَاضْرِبْ بِعَصَاكَ هَذِهِ وُجُوهَ رَوَاحِلِهِمْ فَارْمِ بِهَا. فَفَعَلَ ذَلِكَ عَمَّارٌ ، فَنَفَرَتْ بِهِمْ، وَ سَقَطَ بَعْضُهُمْ فَانْكَسَرَ عَضُدُهُ، وَ مِنْهُمْ مَنِ اِنْكَسَرَتْ رِجْلُهُ وَ مِنْهُمْ مَنِ اِنْكَسَرَ جَنْبُهُ وَ اِشْتَدَّتْ لِذَلِكَ أَوْجَاعُهُمْ، فَلَمَّا جُبِرَتْ وَ اِنْدَمَلَتْ بَقِيَتْ عَلَيْهِمْ آثَارُ اَلْكَسْرِ إِلَى أَنْ مَاتُوا. وَ لِذَلِكَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي حُذَيْفَةَ وَ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : إِنَّهُمَا أَعْلَمُ اَلنَّاسِ بِالْمُنَافِقِينَ، لِقُعُودِهِ فِي أَصْلِ اَلْعَقَبَةِ وَ مُشَاهَدَتِهِ مَنْ مَرَّ سَابِقاً لِرَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، وَ كَفَى اَللَّهُ رَسُولَهُ أَمْرَ مَنْ قَصَدَ لَهُ، وَ عَادَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِلَى اَلْمَدِينَةِ ، فَكَسَى اَللَّهُ اَلذُّلَّ وَ اَلْعَارَ مَنْ كَانَ قَعَدَ عَنْهُ، وَ أَلْبَسَ اَلْخِزْيَ مَنْ كَانَ دَبَّرَ عَلَى عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَا دَفَعَ اَللَّهُ عَنْهُ. .
و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اَللّٰهِ بِأَفْوٰاهِهِمْ قال هم اليهود و النصارى
و أخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك رضى الله عنه في قوله يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اَللّٰهِ يقول يريدون ان يهلك محمد صلى الله عليه و سلم و أصحابه ان لا يعبدوا الله بالإسلام في الأرض يعنى بها كفار العرب واهل الكتاب من حارب منهم النبي صلى الله عليه و سلم و كفر بآياته
أخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اَللّٰهِ بِأَفْوٰاهِهِمْ قال الإسلام بكلامهم
6 و في الإكمال عن الصادق عليه السلام: و قد ذكر شقّ فرعون بطون الحوامل في طلب موسى كذٰلك بنو أميّة و بنو العبّاس لمّا أن وقفوا علىٰ أنّ زوال ملك الأمراءِ و الجبابرة منهم على يد القائم ناصبونا العداوة و وضعوا سيوفهم في قتل أهل بيت رسول اللّٰه صلىَّ اللّٰه عليه و آله و سلم و ابادة نسله طمعا منهم في الوصول إلى قتل القائم عليه السلام فأبى اللّٰه أن يكشف أمره لواحد من الظّلمة إِلاّٰ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَ لَوْ كَرِهَ اَلْمُشْرِكُونَ .
1 و عنه عليه السلام: و جعل أهل الكتاب القيّمين به و العالمين بظاهره و باطنه من شجرة أَصْلُهٰا ثٰابِتٌ وَ فَرْعُهٰا فِي اَلسَّمٰاءِ `تُؤْتِي أُكُلَهٰا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهٰا أي يظهر مثل هذا العلم لمحتمليه في الوقت بعد الوقت و جعل أعداءها أهل الشجرة الملعونة الذين حاولوا إطفاء نور اللّٰه بأفواههم فأبى اللّٰه إِلاّٰ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ .
1 في الإِحتجاج عن أمير المؤمنين عليه السلام: في هٰذه الآية يعني أنّهم أثبتوا في الكتاب ما لم يقله اللّٰه ليلبسوا على الخليقة فأعمى اللّٰه قلوبهم حتّىٰ تركوا فيه ما دلّ علىٰ ما أحدثوه فيه و حرفوا منه.
1،14 عن رسول اللّٰه صلَّى اللّٰه عليه و آله و سلم و عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث: و جعل أهل الكتاب القائمينَ به و العاملين بظاهره و باطنه من شجرة أَصْلُهٰا ثٰابِتٌ وَ فَرْعُهٰا فِي اَلسَّمٰاءِ `تُؤْتِي أُكُلَهٰا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهٰا أي يظهر مثل هذا العلم لمحتمليه في الوقت بعد الوقت و جعل أعدائها أهل الشجرة الملعونة الذين حاولوا إطفاء نور اللّٰه بأفواههم و يأبى اللّٰه إلاّ أن يُتمّ نوره و لو علم المنافقون لعنهم اللّٰه ما عليهم من ترك هذه الآيات التي بيّنت لك تأويلها لأسقطوها مع ما أسقطوا منه.
6 بإسناده إلى الصّادق عليه السّلام حديث طويل. يقول فيه عليه السّلام: و قد ذكر شقّ فرعون بطون الحوامل في طلب موسى عليه السّلام: كذلك بنو اميّة و بنو العبّاس لمّا أن وقفوا أن زوال ملك الأمراء و الجبابرة منهم على يدي القائم عليه السّلام، [منّا] ناصبونا العداوة و وضعوا سيوفهم في قتل أهل بيت رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و آله و إبادة نسله، طمعا منهم في الوصول إلى قتل القائم عليه السّلام. فأبى اللّٰه أن يكشف أمره لواحد من الظّلمة إِلاّٰ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ ... وَ لَوْ كَرِهَ اَلْمُشْرِكُونَ .
8 و في كتاب الغيبة لشيخ الطائفة قدس سرّه: و روى محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن بعض أصحابنا ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن محمّد بن سنان قال: ذكر عليّ بن أبي حمزة عند الرّضا عليه السّلام فلعنه. ثمّ قال: إنّ عليّ بن أبي حمزة أراد أن لا يعبد اللّٰه في سمائه و أرضه. وَ يَأْبَى اَللّٰهُ إِلاّٰ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ ... وَ لَوْ كَرِهَ اَلْمُشْرِكُونَ و لو كره اللّعين المشرك. قلت: المشرك. قال: نعم، و اللّٰه، و ان رغم أنفه. كذلك هو في كتاب اللّٰه : يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اَللّٰهِ بِأَفْوٰاهِهِمْ . و قد جرت فيه و في أمثاله، أنّه أراد أن يطفئ نور اللّٰه.
1 و فيه : عنه عليه السّلام: و جعل أهل الكتاب المقيمين به و العالمين بظاهره و باطنه من شجرة، أَصْلُهٰا ثٰابِتٌ وَ فَرْعُهٰا فِي اَلسَّمٰاءِ. تُؤْتِي أُكُلَهٰا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهٰا ، أي: يظهر مثل هذا العلم لمحتمليه في الوقت بعد الوقت، و جعل أعدائها أهل الشّجرة الملعونة الّذين حاولوا إطفاء نور اللّٰه بأفواههم. فأبى اللّٰه إلاّ أن يتمّ نوره.
1 و في كتاب الاحتجاج للطبرسيّ رحمه اللّٰه: عن أمير المؤمنين عليه السّلام: في هذه الآية: يعني: أنّهم أثبتوا في الكتاب ما لم يقله اللّٰه، ليلبسوا على الخليفة. فأعمى اللّٰه قلوبهم، حتّى تركوا فيه ما دلّ على ما أحدثوه [و حرّفوا منه] .
8 و في قرب الإسناد للحميريّ : معاوية بن حكيم ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: وعدنا أبو الحسن الرضا عليه السّلام [ليلة] إلى مسجد دار معاوية . فجاء، فسلّم. فقال: إنّ النّاس قد جهدوا على إطفاء نور اللّٰه حين قبض اللّٰه تبارك و تعالى رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و آله. و أبى اللّٰه إلاّ أن يتمّ نوره. و قد جهد عليّ بن أبي حمزة على إطفاء نور اللّٰه حين قبض أبو الحسن [الأوّل] ، فأبى اللّٰه إلاّ أن يتمّ نوره. و قد هداكم اللّٰه [إلى من] جهله النّاس، فاحمدوا اللّٰه على ما منّ عليكم به.
8 و في تفسير العيّاشيّ : عن أحمد بن محمّد قال: وقف عليّ أبو الحسن الثّاني عليه السّلام في بني زريق ، فقال لي و هو رافع صوته : يا أحمد . قلت: لبيك. قال: إنّه لمّا قبض رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و آله جهد النّاس على إطفاء نور اللّٰه. فأبى اللّٰه إلاّ أن يتمّ نوره بأمير المؤمنين .
1 و في كتاب الاحتجاج للطّبرسيّ رضي اللّه عنه: عن أمير المؤمنين عليه السّلام حديث طويل، و فيه: و جعل أهل الكتاب المقيمين به و العالمين بظاهره و باطنه من شجرة أصلها ثابت و فرعها في السّماء تؤتي أكلها كلّ حين بإذن ربّها، أي: يظهر مثل هذا العلم المحتملة في الوقت [بعد الوقت] ، و لو علم المنافقون لعنهم اللّه ما عليهم من ترك هذه الآيات الّتي بيّنت لك تأويلها لأسقطوها مع ما أسقطوا [منه.]
1 و عن أمير المؤمنين عليه السّلام حديث طويل، و فيه: و جعل أهل الكتاب القائمين به و العاملين بظاهره و باطنه من شجرة أصلها ثابت و فرعها في السّماء تؤتي أكلها كلّ حين بإذن ربّها، أي: يظهر مثل هذا العلم المحتملة في الوقت بعد الوقت، و جعل أعداءها أهل الشّجرة الملعونة الّذين حاولوا إطفاء نور اللّه بأفواههم و يأبى اللّه إلاّ أن يتمّ نوره، و لو علم المنافقون لعنهم اللّه ما عليهم من ترك هذه الآيات الّتي بيّنت لك تأويلها، لأسقطوها مع ما أسقطوا منه.
8 118 فِي كِتَابِ اَلْغَيْبَةِ لِشَيْخِ اَلطَّائِفَةِ «قُدِّسَ سِرُّهُ» وَ رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: ذَكَرَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عِنْدَ اَلرِّضَا عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ فَلَعَنَهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي حَمْزَةَ أَرَادَ أَنْ لاَ يُعْبَدُ اَللَّهُ فِي سَمَائِهِ وَ أَرْضِهِ، وَ يَأْبَى اَللّٰهُ إِلاّٰ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَ لَوْ كَرِهَ اَلْمُشْرِكُونَ، وَ لَوْ كَرِهَ اَللَّعِينُ اَلْمُشْرِكُ، قُلْتُ: اَلْمُشْرِكُ! قَالَ: نَعَمْ وَ اَللَّهِ وَ إِنْ رَغِمَ أَنْفُهُ كَذَلِكَ هُوَ فِي كِتَابِ اَللَّهِ : «يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اَللّٰهِ بِأَفْوٰاهِهِمْ» وَ قَدْ جَرَتْ فِيهِ وَ فِي أَمْثَالِهِ أَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يُطْفِئَ نُورَ اَللَّهِ.
1 117 فِي كِتَابِ اَلْإِحْتِجَاجِ لِلطَّبْرِسِيِّ «رَحِمَهُ اَللَّهُ» عَنْ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ حَدِيثٌ طَوِيلٍ وَ فِيهِ: وَ قَدْ بَيَّنَ اَللَّهِ تَعَالَى قِصَصَ اَلْمُغَيِّرِينَ بِقَوْلِهِ: يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اَللّٰهِ بِأَفْوٰاهِهِمْ وَ يَأْبَى اَللّٰهُ إِلاّٰ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ يَعْنِي أَنَّهُمْ أَثْبَتُوا فِي اَلْكِتَابِ مَا لَمْ يَقُلْهُ اَللَّهِ لِيَلْبِسُوا عَلَى اَلْخَلِيقَةِ فَأَعْمَى اَللَّهُ قُلُوبَهُمْ حَتَّى تَرَكُوا فِيهِ مَا دَلَّ عَلَى مَا أَحْدَثُوهُ فِيهِ وَ حَرَّفُوا مِنْهُ. وَ فِيهِ وَ جَعَلَ أَهْلَ اَلْكِتَابِ اَلْمُقِيمِينَ بِهِ وَ اَلْعَالِمِينَ بِظَاهِرِهِ وَ بَاطِنِهِ مِنْ شَجَرَةٍ «أَصْلُهٰا ثٰابِتٌ وَ فَرْعُهٰا فِي اَلسَّمٰاءِ `تُؤْتِي أُكُلَهٰا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهٰا» أَيْ يُظْهِرُ مِثْلَ هَذَا اَلْعِلْمِ اَلْمُحْتَمَلَةِ فِي اَلْوَقْتِ بَعْدَ اَلْوَقْتِ وَ جَعَلَ أَعْدَاءَهَا أَهْلَ اَلشَّجَرَةِ اَلْمَلْعُونَةِ اَلَّذِينَ حَاوَلُوا إِطْفَاءَ نُورِ اَللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ فَأَبَى اَللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ.
8 121 فِي قُرْبِ اَلْإِسْنَادِ لِلْحِمْيَرِيِّ مُعَاوِيَةُ بْنُ حُكَيْمٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ قَالَ: وَعَدَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ اَلرِّضَا عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ لَيْلَةً إِلَى مَسْجِدِ دَارِ مُعَاوِيَةَ فَجَاءَ فَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ اَلنَّاسَ قَدْ جَهَدُوا عَلَى إِطْفَاءِ نُورِ اَللَّهِ حِينَ قَبَضَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ أَبَى اَللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَ قَدْ جَهَدَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَلَى إِطْفَاءِ نُورِ اَللَّهِ حِينَ قُبِضَ أَبُو اَلْحَسَنِ فَأَبَى اَللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ، وَ قَدْ هَدَاكُمُ اَللَّهُ لِأَمْرٍ جَهِلَهُ اَلنَّاسُ فَاحْمَدُوا اَللَّهَ عَلَى مَا مَنَّ عَلَيْكُمْ بِهِ.
8 12 فِي تَفْسِيرِ اَلْعَيَّاشِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: وَقَفَ عَلَيَّ أَبُو اَلْحَسَنِ اَلثَّانِي عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ فِي بَنِي زُرَيْقٍ فَقَالَ لِي وَ هُوَ رَافِعٌ صَوْتَهُ: يَا أَحْمَدُ ! قُلْتُ: لَبَّيْكَ، قَالَ: إِنَّهُ لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ جَهَدَ اَلنَّاسُ عَلَى إِطْفَاءِ نُورِ اَللَّهِ فَأَبَى اَللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ بِأَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ .
6 119 وَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى اَلصَّادِقِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ حَدِيثٌ طَوِيلٌ يَقُولُ فِيهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ: وَ قَدْ ذَكَرَ شَقَّ فِرْعَوْنَ بُطُونَ اَلْحَوَامِلِ فِي طَلَبِ مُوسَى عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ كَذَلِكَ بَنُو أُمَيَّةَ وَ بَنُو اَلْعَبَّاسِ لَمَّا أَنْ وَقَفُوا عَلَى أَنَّ زَوَالَ مَلَكَةِ اَلْأَمْرِ وَ اَلْجَبَابِرَةِ مِنْهُمْ عَلَى يَدَيْ اَلْقَائِمِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ نَاصَبُونَا اَلْعَدَاوَةَ، وَ وَضَعُوا سُيُوفَهُمْ فِي قَتْلِ أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ إِبَادَةِ نَسْلِهِ طَمَعاً مِنْهُمْ فِي اَلْوُصُولِ إِلَى قَتْلِ اَلْقَائِمِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ، فَأَبَى اَللَّهُ أَنْ يُكْشَفَ أَمْرُهُ لِوَاحِدٍ مِنَ اَلظَّلَمَةِ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَ لَوْ كَرِهَ اَلْمُشْرِكُونَ.
1 64 فِي كِتَابِ اَلْإِحْتِجَاجِ لِلطَّبْرِسِيِّ (ره) عَنْ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ حَدِيثٌ طَوِيلٌ وَ فِيهِ: وَ جَعَلَ أَهْلَ اَلْكِتَابِ اَلْقَائِمِينَ بِهِ وَ اَلْعَالِمِينَ بِظَاهِرِهِ وَ بَاطِنِهِ مِنْ شَجَرَةٍ أَصْلُهٰا ثٰابِتٌ وَ فَرْعُهٰا فِي اَلسَّمٰاءِ `تُؤْتِي أُكُلَهٰا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهٰا ، أَيْ يُظْهِرُ مِثْلَ هَذَا اَلْعِلْمِ اَلْمُحْتَمَلَةِ فِي اَلْوَقْتِ بَعْدَ اَلْوَقْتِ وَ لَوْ عَلِمَ اَلْمُنَافِقُونَ لَعَنَهُمُ اَللَّهُ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ تَرْكِ هَذِهِ اَلْآيَاتِ اَلَّتِي بَيَّنْتُ لَكَ تَأْوِيلَهَا لَأَسْقَطُوهَا مَعَ مَا أَسْقَطُوا.
1 275 عَنْ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ عَنْ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ حَدِيثٌ طَوِيلٌ وَ فِيهِ: وَ جَعَلَ أَهْلَ اَلْكِتَابِ اَلْقَائِمِينَ بِهِ وَ اَلْعَامِلِينَ بِظَاهِرِهِ وَ بَاطِنِهِ مِنْ شَجَرَةٍ أَصْلُهٰا ثٰابِتٌ وَ فَرْعُهٰا فِي اَلسَّمٰاءِ `تُؤْتِي أُكُلَهٰا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهٰا ، أَيْ يُظْهِرُ مِثْلَ هَذَا اَلْعِلْمِ اَلْمُحْتَمِلَةِ فِي اَلْوَقْتِ بَعْدَ اَلْوَقْتِ، وَ جَعَلَ أَعْدَاءَهَا أَهْلَ اَلشَّجَرَةِ اَلْمَلْعُونَةِ اَلَّذِينَ حَاوَلُوا إِطْفَاءَ نُورِ اَللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ، وَ يَأْبَى اَللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ، وَ لَوْ عَلِمَ اَلْمُنَافِقُونَ لَعَنَهُمُ اَللَّهُ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ تَرْكِ هَذِهِ اَلْآيَاتِ اَلَّتِي بَيَّنْتُ لَكَ تَأْوِيلَهَا لَأَسْقَطُوهَا مَعَ مَا أَسْقَطُوا مِنْهُ.
یریدون ان یطفوا نور الله بافواههم یقول یریدون ان یطفیوا الاسلام بکلامهم