سپس چهارمين نعمت بهشتى را كه در انتظار پرهيزگاران است چنين شرح مىدهد: و جامهايى پر و لبريز و پياپى از شراب طهور ! ( وَ كَأْساً دِهٰاقاً ) اما نه شرابى همچون شرابهاى آلوده دنيا كه عقل را مىزدايد، و انسان را تا سر حد يك حيوان تنزل مىدهد، بلكه شرابى كه عقل آور، و نشاط آفرين و جانپرور و روحافزا است...
و تأتي النعمة الرابعة: وَ كَأْساً دِهٰاقاً شراب ليس كأي شراب، فلا يهب بالعقول و لا يحدر الإنسان إلى دركات الحيوانية، بل هو مذك للعقل، منشط للروح و منعش للقلب «الكأس»: هو القدح المملوء بالشراب، و قد يطلق على القدح دون الشراب أو على شراب القدح «دهاقا»: بمعنى الامتلاء، عند أكثر المفسّرين و أهل اللغة،...
و قوله «وَ كَأْساً دِهٰاقاً» فالكأس الإناء إذا كان فيه شراب و قيل الكأس أناء الخمر الذي يشرب منه، قال الشاعر: يلذه بكأسه الدهاق فان لم يكن فيه الخمر لم يسم كأساً، و الدهاق ملأى بشدة الضغط، و الدهق شدة الضغط في الكأس ملأى مترعة ليس فيها فرجة ليستوفي حال اللذة و قال قتادة: دهاقاً مترعة، و قال مجاهد:...
«وَ كَأْساً دِهٰاقاً» أي مترعة مملوءة عن ابن عباس و الحسن و قتادة و قيل متتابعة على شاربيها أخذ من متابعة الشد في الدهق عن مجاهد و سعيد بن جبير و قيل دمادم عن أبي هريرة و قيل على قدر ريهم عن مقاتل
(وَ كَأْساً دِهٰاقاً) ابن عبّاس و قتاده و حسن گويند: يعنى جامهاى پر و لبريز مجاهد و سعيد بن جبير گويند: جامهاى پشت سر هم كه بشارب و نوش كننده آن ميدهند ابو هريره گويد: يعنى جامهاى پى در پى مقاتل گويد: يعنى باندازه تشنگى آنها
و قوله : وَ كَأْساً دِهٰاقاً يَقُولُ : و كأسا مَلأَى مُتَتَابِعَةً عَلَى شَارِبِيهَا بِكَثْرَةٍ و امتلاء ؛ و أصله مِنَ الدِّهْقِ : و هو مُتَابَعَةُ الضَّغْطِ عَلَى الإِنْسَانِ بِشِدَّةٍ و عنف، و كذلك الْكَأْسُ الدِّهَاقُ : مَتَابَعَتُهَا عَلَى شَارِبِيهَا بِكَثْرَةٍ و امتلاء و بنحو الَّذِي قُلْنَا...
و أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و البيهقي في البعث عن ابن عباس في قوله إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفٰازاً قال منتزها وَ كَوٰاعِبَ قال نواهد أَتْرٰاباً قال مستويات وَ كَأْساً دِهٰاقاً قال ممتلئا
و في الدهاق أقوال الأول: و هو قول أكثر أهل اللغة كأبي عبيدة و الزجاج و الكسائي و المبرد، و دِهٰاقاً أي ممتلئة، دعا ابن عباس غلاما له فقال: اسقنا دهاقا، فجاء الغلام بها ملأى، فقال ابن عباس: هذا هو الدهاق قال عكرمة، ربما سمعت ابن عباس يقول: اسقنا و ادهق لنا القول الثاني: دهاقا أي متتابعة و هو قول أبي...
و الكأس: إناء معدّ لشرب الخمر و هو اسم مؤنث تكون من زجاج و من فضة و من ذهب، و ربما ذكر في كتب اللغة أن الكأس الزجاجة فيها الشراب، و لم أقف على أن لها شكلا معيّنا يميزها عن القدح و عن الكوب و عن الكوز، و لم أجد في قواميس اللغة التعريف بالكأس بأنها: إناء الخمر و أنها الإناء ما دام فيه الشراب و هذا...
قوله تعالى: و كأسا دهاقا إلى قوله تعالى لا يتكلمون إلاّ من أذن له الرحمن و قال صوابا[34 38] 11336 علي بن إبراهيم: في قوله تعالى: وَ كَأْساً دِهٰاقاً قال: مُمْتَلِئَةً يَوْمَ يَقُومُ اَلرُّوحُ وَ اَلْمَلاٰئِكَةُ صَفًّا لاٰ يَتَكَلَّمُونَ إِلاّٰ مَنْ أَذِنَ لَهُ اَلرَّحْمٰنُ وَ قٰالَ صَوٰاباً ، قال:...