164023 / _1 علي بن إبراهيم: إنها قرية كانت لبني إسرائيل، قريبا من البحر، و كان الماء يجري عليها في المد و الجزر، فيدخل أنهارهم و زروعهم، و يخرج السمك من البحر حتّى يبلغ آخر زرعهم، و قد كان حرم اللّه عليهم الصيد يوم السبت، و كانوا يضعون الشباك في الأنهار ليلة الأحد يصيدون بها السمك، و كان السمك يخرج يوم السبت، و يوم الأحد لا يخرج، و هو قوله: إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتٰانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَ يَوْمَ لاٰ يَسْبِتُونَ لاٰ تَأْتِيهِمْ فنهاهم علماؤهم عن ذلك، فلم ينتهوا فمسخوا قردة و خنازير. و كانت العلة في تحريم الصيد عليهم يوم السبت أن عيد جميع المسلمين و غيرهم كان يوم الجمعة، فخالف اليهود و قالوا: عيدنا يوم السبت. فحرم اللّه عليهم الصيد يوم السبت، و مسخوا قردة و خنازير.
1,54024 / _2 وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ : وَ حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: «وَجَدْنَا فِي كِتَابِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) أَنَّ قَوْماً مِنْ أَهْلِ أَيْلَةَ ، مِنْ قَوْمِ ثَمُودَ ، وَ أَنَّ اَلْحِيتَانَ كَانَتْ سَبَقَتْ إِلَيْهِمْ يَوْمَ اَلسَّبْتِ لِيَخْتَبِرَ اَللَّهُ طَاعَتَهُمْ فِي ذَلِكَ، فَشَرَعَتْ إِلَيْهِمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ فِي نَادِيهِمْ، وَ قُدَّامَ أَبْوَابِهِمْ، فِي أَنْهَارِهِمْ وَ سَوَاقِيهِمْ، فَبَادَرُوا إِلَيْهَا فَأَخَذُوا يَصْطَادُونَهَا وَ يَأْكُلُونَهَا فَلَبِثُوا فِي ذَلِكَ مَا شَاءَ اَللَّهُ لاَ يَنْهَاهُمْ عَنْهَا اَلْأَحْبَارُ، وَ لاَ يَمْنَعُهُمُ اَلْعُلَمَاءُ مِنْ صَيْدِهَا. ثُمَّ إِنَّ 1اَلشَّيْطَانَ أَوْحَى إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ: إِنَّمَا نُهِيتُمْ عَنْ أَكْلِهَا يَوْمَ اَلسَّبْتِ وَ لَمْ تُنْهَوْا عَنْ صَيْدِهَا. فَاصْطَادُوهَا يَوْمَ اَلسَّبْتِ وَ أَكَلُوهَا فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ اَلْأَيَّامِ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ: اَلْآنَ نَصْطَادُهَا. فَعَتَتْ وَ اِنْحَازَتْ طَائِفَةٌ أُخْرَى مِنْهُمْ ذَاتَ اَلْيَمِينِ فَقَالُوا: نَنْهَاكُمْ عَنْ عُقُوبَةِ اَللَّهِ أَنْ تَتَعَرَّضُوا لِخِلاَفِ أَمْرِهِ. وَ اِعْتَزَلَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ ذَاتَ اَلْيَسَارِ فَسَكَتَتْ فَلَمْ تَعِظْهُمْ، فَقَالَتْ لِلطَّائِفَةِ اَلَّتِي وَعَظَتْهُمْ: لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اَللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً؟ فَقَالَتِ اَلطَّائِفَةُ اَلَّتِي وَعَظَتْهُمْ: مَعْذِرَةً إِلىٰ رَبِّكُمْ وَ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ . فَقَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: فَلَمّٰا نَسُوا مٰا ذُكِّرُوا بِهِ يَعْنِي لَمَّا تَرَكُوا مَا وُعِظُوا بِهِ مَضَوْا عَلَى اَلْخَطِيئَةِ، فَقَالَتِ اَلطَّائِفَةُ اَلَّتِي وَعَظَتْهُمْ: لاَ وَ اَللَّهِ، لاَ نُجَامِعُكُمْ وَ لاَ نُبَايِتُكُمُ اَللَّيْلَةَ فِي مَدِينَتِكُمْ هَذِهِ اَلَّتِي عَصَيْتُمُ اَللَّهَ فِيهَا، مَخَافَةَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَيْكُمُ اَلْبَلاَءُ فَيَعُمَّنَا مَعَكُمْ». قَالَ: «فَخَرَجُوا عَنْهُمْ مِنَ اَلْمَدِينَةِ مَخَافَةَ أَنْ يُصِيبَهُمُ اَلْبَلاَءُ، فَنَزَلُوا قَرِيباً مِنَ اَلْمَدِينَةِ، فَبَاتُوا تَحْتَ اَلسَّمَاءِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَوْلِيَاءُ اَللَّهِ اَلْمُطِيعُونَ لِأَمْرِ اَللَّهِ غَدَوْا لِيَنْظُرُوا مَا حَالُ أَهْلِ اَلْمَعْصِيَةِ، فَأَتَوْا بَابَ اَلْمَدِينَةِ فَإِذَا هُوَ مُصْمَتٌ، فَدَقُّوهُ فَلَمْ يُجَابُوا، وَ لَمْ يَسْمَعُوا مِنْهَا حِسَّ أَحَدٍ ، فَوَضَعُوا سُلَّماً عَلَى سُورِ اَلْمَدِينَةِ، ثُمَّ أَصْعَدُوا رَجُلاً مِنْهُمْ، فَأَشْرَفَ عَلَى اَلْمَدِينَةِ، فَنَظَرَ فَإِذَا هُوَ بِالْقَوْمِ قِرَدَةً يَتَعَاوَوْنَ، [فَقَالَ اَلرَّجُلُ لِأَصْحَابِهِ: يَا قَوْمِ، أَرَى وَ اَللَّهِ عَجَباً! قَالُوا: وَ مَا تَرَى؟ قَالَ: أَرَى اَلْقَوْمَ قَدْ صَارُوا قِرَدَةً يَتَعَاوَوْنَ] وَ لَهَا أَذْنَابٌ، فَكَسَرُوا اَلْبَابَ، فَعَرَفَتِ اَلطَّائِفَةُ أَنْسَابَهَا مِنَ اَلْإِنْسِ، وَ لَمْ تَعْرِفِ اَلْإِنْسُ أَنْسَابَهَا مِنَ اَلْقِرَدَةِ، فَقَالَ اَلْقَوْمُ لِلْقِرَدَةِ: أَ لَمْ نَنْهَكُمْ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : وَ اَلَّذِي فَلَقَ اَلْحَبَّةَ وَ بَرَأَ اَلنَّسَمَةَ، إِنِّي لَأَعْرِفُ أَنْسَابَهَا مِنْ هَذِهِ اَلْأُمَّةِ، لاَ يُنْكِرُونَ وَ لاَ يُغَيِّرُونَ، بَلْ تَرَكُوا مَا أُمِرُوا بِهِ فَتَفَرَّقُوا، وَ قَدْ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: فَبُعْداً لِلْقَوْمِ اَلظّٰالِمِينَ فَقَالَ اَللَّهُ: أَنْجَيْنَا اَلَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ اَلسُّوءِ وَ أَخَذْنَا اَلَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذٰابٍ بَئِيسٍ بِمٰا كٰانُوا يَفْسُقُونَ ».
4,114025 / _3 اَلْإِمَامُ اَلْعَسْكَرِيُّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: «قَالَ عَلِيُّ بْنُ اَلْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : كَانَ هَؤُلاَءِ قَوْمٌ يَسْكُنُونَ عَلَى شَاطِئِ بَحْرٍ نَهَاهُمُ اَللَّهُ وَ أَنْبِيَاؤُهُ عَنِ اِصْطِيَادِ اَلسَّمَكِ فِي يَوْمِ اَلسَّبْتِ، فَتَوَصَّلُوا إِلَى حِيلَةٍ لِيُحِلُّوا بِهَا لِأَنْفُسِهِمْ مَا حَرَّمَ اَللَّهُ، فَخَدُّوا أَخَادِيدَ، وَ عَمِلُوا طُرُقاً تُؤَدِّي إِلَى حِيَاضٍ يَتَهَيَّأُ لِلْحِيتَانِ اَلدُّخُولُ [فِيهَا] مِنْ تِلْكَ اَلطُّرُقِ، وَ لاَ يَتَهَيَّأُ لَهَا اَلْخُرُوجُ إِذَا هَمَّتْ بِالرُّجُوعِ. فَجَاءَتِ اَلْحِيتَانُ يَوْمَ اَلسَّبْتِ جَارِيَةً عَلَى أَمَانِ اَللَّهِ لَهَا، فَدَخَلَتِ اَلْأَخَادِيدَ، وَ حَصَلَتْ فِي اَلْحِيَاضِ وَ اَلْغُدْرَانِ، فَلَمَّا كَانَتْ عَشِيَّةُ اَلْيَوْمِ هَمَّتْ بِالرُّجُوعِ مِنْهَا إِلَى اَللُّجَجِ لِتَأْمَنَ صَائِدَهَا، فَرَامَتِ اَلرُّجُوعَ فَلَمْ تَقْدِرْ، وَ بَقِيَتْ لَيْلَتَهَا فِي مَكَانٍ يَتَهَيَّأُ أَخْذُهَا بِلاَ اِصْطِيَادٍ، لاِسْتِرْسَالِهَا فِيهِ، وَ عَجْزِهَا عَنِ اَلاِمْتِنَاعِ، لِمَنْعِ اَلْمَكَانِ لَهَا، فَكَانُوا يَأْخُذُونَهَا يَوْمَ اَلْأَحَدِ ، وَ يَقُولُونَ: مَا اِصْطَدْنَا فِي يَوْمِ اَلسَّبْتِ، وَ إِنَّمَا اِصْطَدْنَا فِي اَلْأَحَدِ . وَ كَذَبَ أَعْدَاءُ اَللَّهِ، بَلْ كَانُوا آخِذِينَ لَهَا بِأَخَادِيدِهِمُ اَلَّتِي عَمِلُوهَا يَوْمَ اَلسَّبْتِ حَتَّى كَثُرَ مِنْ ذَلِكَ مَالُهُمْ وَ ثَرَاؤُهُمْ، وَ تَنَعَّمُوا بِالنِّسَاءِ وَ غَيْرِهَا لاِتِّسَاعِ أَيْدِيهِمْ ، وَ كَانُوا فِي اَلْمَدِينَةِ نَيِّفاً وَ ثَمَانِينَ أَلْفاً، فَعَلَ هَذَا سَبْعُونَ أَلْفاً، وَ أَنْكَرَ عَلَيْهِمُ اَلْبَاقُونَ، كَمَا قَصَّ اَللَّهُ وَ سْئَلْهُمْ عَنِ اَلْقَرْيَةِ اَلَّتِي كٰانَتْ حٰاضِرَةَ اَلْبَحْرِ وَ ذَلِكَ أَنَّ طَائِفَةً مِنْهُمْ وَعَظُوهُمْ وَ زَجَرُوهُمْ، وَ مِنْ عَذَابِ اَللَّهِ خَوَّفُوهُمْ، وَ مِنِ اِنْتِقَامِهِ وَ شَدِيدِ بَأْسِهِ حَذَّرُوهُمْ، فَأَجَابُوهُمْ عَنْ وَعْظِهِمْ: لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اَللّٰهُ مُهْلِكُهُمْ بِذُنُوبِهِمْ هَلاَكَ اَلاِصْطِلاَمِ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذٰاباً شَدِيداً فَأَجَابُوا اَلْقَائِلِينَ لَهُمْ هَذَا، مَعْذِرَةً إِلىٰ رَبِّكُمْ إِذْ كَلَّفَنَا اَلْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ اَلنَّهْيَ عَنِ اَلْمُنْكَرِ، فَنَحْنُ نَنْهَى عَنِ اَلْمُنْكَرِ لِيَعْلَمَ رَبُّنَا مُخَالَفَتَنَا لَهُمْ وَ كَرَاهَتَنَا لِفِعْلِهِمْ. قَالُوا: وَ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ وَ نَعِظُهُمْ أَيْضاً لَعَلَّهُمْ تَنْجَعُ فِيهِمُ اَلْمَوَاعِظُ، فَيَتَّقُوا هَذِهِ اَلْمُوبِقَةَ، وَ يَحْذَرُوا عَنْ عُقُوبَتِهَا، قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: فَلَمّٰا عَتَوْا عَنْ مٰا نُهُوا عَنْهُ حَادُوا وَ أَعْرَضُوا وَ تَكَبَّرُوا عَنْ قَبُولِهِمُ اَلزَّجْرَ قُلْنٰا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خٰاسِئِينَ مُبْعَدِينَ عَنِ اَلْخَيْرِ مُقْصَيْنَ. قَالَ: فَلَمَّا نَظَرَ اَلْعَشَرَةُ آلاَفٍ وَ اَلنَّيِّفُ أَنَّ اَلسَّبْعِينَ أَلْفاً لاَ يَقْبَلُونَ مَوَاعِظَهُمْ، وَ لاَ يَحْفِلُونَ بِتَخْوِيفِهِمْ إِيَّاهُمْ وَ تَحْذِيرِهِمْ لَهُمْ، اِعْتَزَلُوهُمْ إِلَى قَرْيَةٍ أُخْرَى قَرِيبَةٍ مِنْ قَرْيَتِهِمْ، وَ قَالُوا: نَكْرَهُ أَنْ يَنْزِلَ بِهِمْ عَذَابُ اَللَّهِ وَ نَحْنُ فِي خِلاَلِهِمْ. فَأَمْسَوْا لَيْلَةً، فَمَسَخَهُمُ اَللَّهُ تَعَالَى كُلَّهُمْ قِرَدَةً، وَ بَقِيَ بَابُ اَلْمَدِينَةِ مُغْلَقاً لاَ يَخْرُجُ مِنْهُ أَحَدٌ وَ لاَ يَدْخُلُهُ أَحَدٌ وَ تَسَامَعَ بِذَلِكَ أَهْلُ اَلْقُرَى وَ قَصَدُوهُمْ، وَ تَسَنَّمُوا حِيطَانَ اَلْبَلَدِ، فَاطَّلَعُوا عَلَيْهِمْ، فَإِذَا هُمْ كُلُّهُمْ رِجَالُهُمْ وَ نِسَاؤُهُمْ قِرَدَةٌ، يَمُوجُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ، يَعْرِفُ هَؤُلاَءِ اَلنَّاظِرُونَ مَعَارِفَهُمْ وَ قَرَابَاتِهِمْ وَ خُلَطَاءَهُمْ، يَقُولُ اَلْمُطَّلِعُ لِبَعْضِهِمْ: أَنْتَ فُلاَنٌ، أَنْتَ فُلاَنَةُ؟ فَتَدْمَعُ عَيْنُهُ وَ يُؤْمِئُ بِرَأْسِهِ أَنْ نَعَمْ. فَمَا زَالُوا كَذَلِكَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ بَعَثَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَيْهِمْ مَطَراً وَ رِيحاً فَجَرَفَهُمْ إِلَى اَلْبَحْرِ، وَ مَا بَقِيَ مَسْخٌ بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ، وَ إِنَّمَا اَلَّذِينَ تَرَوْنَ مِنْ هَذِهِ اَلْمُصَوَّرَاتِ بِصُوَرِهَا فَإِنَّمَا هِيَ أشباحها أَشْبَاهُهَا ، لاَ هِيَ بِأَعْيَانِهَا، وَ لاَ مِنْ نَسْلِهَا. قَالَ عَلِيُّ بْنُ اَلْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): إِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى مَسَخَ هَؤُلاَءِ لاِصْطِيَادِ اَلسَّمَكِ، فَكَيْفَ تَرَى عِنْدَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ يَكُونُ حَالُ مَنْ قَتَلَ أَوْلاَدَ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، وَ هَتَكَ حَرِيمَهُ! إِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى وَ إِنْ لَمْ يَمْسَخْهُمْ فِي اَلدُّنْيَا فَإِنَّ اَلْمُعَدَّ لَهُمْ مِنْ عَذَابِ اَلْآخِرَةِ أَضْعَافُ هَذَا اَلْمَسْخِ».
64028 / _6 اَلطَّبْرِسِيُّ: إِنَّهُ هَلَكَتِ اَلْفِرْقَتَانِ، وَ نَجَتِ اَلْفِرْقَةُ اَلنَّاهِيَةُ.رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) .
1,54030 / _8 عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: «وَجَدْنَا فِي كِتَابِ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : أَنَّ قَوْماً مِنْ أَهْلِ أَيْلَةَ مِنْ قَوْمِ ثَمُودَ ، وَ أَنَّ اَلْحِيتَانَ كَانَتْ سَبَقَتْ إِلَيْهِمْ يَوْمَ اَلسَّبْتِ لِيَخْتَبِرَ اَللَّهُ طَاعَتَهُمْ فِي ذَلِكَ، فَشَرَعَتْ لَهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ فِي نَادِيهِمْ وَ قُدَّامَ أَبْوَابِهِمْ فِي أَنْهَارِهِمْ وَ سَوَاقِيهِمْ، فَتَبَادَرُوا إِلَيْهَا، فَأَخَذُوا يَصْطَادُونَهَا وَ يَأْكُلُونَهَا، فَلَبِثُوا بِذَلِكَ مَا شَاءَ اَللَّهُ، لاَ يَنْهَاهُمُ اَلْأَحْبَارُ وَ لاَ يَنْهَاهُمُ اَلْعُلَمَاءُ مِنْ صَيْدِهَا. ثُمَّ إِنَّ 1اَلشَّيْطَانَ أَوْحَى إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ: إِنَّمَا نُهِيتُمْ مِنْ أَكْلِهَا يَوْمَ اَلسَّبْتِ ، وَ لَمْ تُنْهَوْا عَنْ صَيْدِهَا يَوْمَ اَلسَّبْتِ، فَاصْطَادُوا يَوْمَ اَلسَّبْتِ ، وَ أَكَلُوهَا فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ اَلْأَيَّامِ. فَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ: اَلْآنَ نَصْطَادُهَا، وَ اِنْحَازَتْ طَائِفَةٌ أُخْرَى مِنْهُمْ ذَاتَ اَلْيَمِينِ، وَ قَالُوا: اَللَّهَ اَللَّهَ، إِنَّا نَهَيْنَاكُمْ عَنْ عُقُوبَةِ اَللَّهِ أَنْ تَعَرَّضُوا لِخِلاَفِ أَمْرِهِ، وَ اِعْتَزَلَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ ذَاتَ اَلْيَسَارِ فَسَكَتَتْ فَلَمْ تَعِظْهُمْ، وَ قَالَتِ اَلطَّائِفَةُ اَلَّتِي لَمْ تَعِظْهُمْ: لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اَللّٰهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذٰاباً شَدِيداً . وَ قَالَتِ اَلطَّائِفَةُ اَلَّتِي وَعَظَتْهُمْ: مَعْذِرَةً إِلىٰ رَبِّكُمْ وَ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ، قَالَ اَللَّهُ: فَلَمّٰا نَسُوا مٰا ذُكِّرُوا بِهِ يَعْنِي لَمَّا تَرَكُوا مَا وُعِظُوا بِهِ، وَ مَضَوْا عَلَى اَلْخَطِيئَةِ، قَالَتِ اَلطَّائِفَةُ اَلَّتِي وَعَظَتْهُمْ: لاَ وَ اَللَّهِ، لاَ نُجَامِعُكُمْ وَ لاَ نُبَايِتُكُمْ اَللَّيْلَ فِي مَدِينَتِكُمْ هَذِهِ اَلَّتِي عَصَيْتُمُ اَللَّهَ فِيهَا، مَخَافَةَ أَنْ يَنْزِلَ بِكُمُ اَلْبَلاَءُ، فَنَزَلُوا قَرِيباً مِنَ اَلْمَدِينَةِ ، فَبَاتُوا تَحْتَ اَلسَّمَاءِ. فَلَمَّا أَصْبَحَ أَوْلِيَاءُ اَللَّهِ اَلْمُطِيعُونَ لِأَمْرِ اَللَّهِ، غَدَوْا لِيَنْظُرُوا مَا حَالُ أَهْلِ اَلْمَعْصِيَةِ، فَأَتَوْا بَابَ اَلْمَدِينَةِ ، فَإِذَا هُوَ مُصْمَتٌ فَدَقُّوا، فَلَمْ يُجَابُوا وَ لَمْ يَسْمَعُوا مِنْهَا حِسَّ أَحَدٍ، فَوَضَعُوا سُلَّماً عَلَى سُورِ اَلْمَدِينَةِ ، ثُمَّ أَصْعَدُوا رَجُلاً مِنْهُمْ، فَأَشْرَفَ عَلَى اَلْمَدِينَةِ ، فَنَظَرَ فَإِذَا هُوَ بِالْقَوْمِ قِرَدَةً يَتَعَاوَوْنَ، فَقَالَ اَلرَّجُلُ لِأَصْحَابِهِ: يَا قَوْمِ، أَرَى وَ اَللَّهِ عَجَباً! فَقَالُوا: وَ مَا تَرَى؟ قَالَ: أَرَى اَلْقَوْمَ قِرَدَةً يَتَعَاوَوْنَ، لَهُمْ أَذْنَابٌ قَالَ: فَكَسَرُوا اَلْبَابَ وَ دَخَلُوا اَلْمَدِينَةَ ، قَالَ: فَعَرَفَتِ اَلْقِرَدَةُ أَنْسَابَهَا مِنَ اَلْإِنْسِ، وَ لَمْ تَعْرِفِ اَلْإِنْسُ أَنْسَابَهَا مِنَ اَلْقِرَدَةِ، فَقَالَ اَلْقَوْمُ لِلْقِرَدَةِ: أَ لَمْ نَنْهَكُمْ؟!». قَالَ: «فَقَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : وَ اَلَّذِي فَلَقَ اَلْحَبَّةَ وَ بَرَأَ اَلنَّسَمَةَ إِنِّي لَأَعْرِفُ أَنْسَابَهَا مِنْ هَذِهِ اَلْأُمَّةِ لاَ يُنْكِرُونَ وَ لاَ يُغَيِّرُونَ، بَلْ تَرَكُوا مَا أُمِرُوا بِهِ وَ تَفَرَّقُوا، وَ قَدْ قَالَ اَللَّهُ: فَبُعْداً لِلْقَوْمِ اَلظّٰالِمِينَ ، وَ قَالَ اَللَّهُ: أَنْجَيْنَا اَلَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ اَلسُّوءِ وَ أَخَذْنَا اَلَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذٰابٍ بَئِيسٍ بِمٰا كٰانُوا يَفْسُقُونَ ».
14033 / _11 عَنْ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اَلْعَزِيزِ ، رَفَعَهُ إِلَى أَحَدِهِمْ (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: «جَاءَ قَوْمٌ إِلَى أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) بِالْكُوفَةِ ، وَ قَالُوا لَهُ: يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّ هَذِهِ اَلْجِرِّيثَ تُبَاعُ فِي أَسْوَاقِنَا؟» قَالَ: «فَتَبَسَّمَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ضَاحِكاً، ثُمَّ قَالَ: قُومُوا لِأُرِيَكُمْ عَجَباً، وَ لاَ تَقُولُوا فِي وَصِيِّكُمْ إِلاَّ خَيْراً، فَقَامُوا مَعَهُ فَأَتَوْا شَاطِئَ بَحْرٍ فَتَفَلَ فِيهِ تَفْلَةً، وَ تَكَلَّمَ بِكَلِمَاتٍ، فَإِذَا بِجِرِّيثَةٍ رَافِعَةً رَأْسَهَا فَاتِحَةً فَاهَا. فَقَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : مَنْ أَنْتِ، اَلْوَيْلُ لَكِ وَ لِقَوْمِكِ؟ فَقَالَتْ: نَحْنُ مِنْ أَهْلِ اَلْقَرْيَةِ اَلَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ اَلْبَحْرِ، إِذْ يَقُولُ اَللَّهُ فِي كِتَابِهِ : إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتٰانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً اَلْآيَةَ، فَعَرَضَ اَللَّهُ عَلَيْنَا وَلاَيَتَكَ، فَقَعَدْنَا عَنْهَا، فَمَسَخَنَا اَللَّهُ، فَبَعْضُنَا فِي اَلْبَرِّ وَ بَعْضُنَا فِي اَلْبَحْرِ: فَأَمَّا اَلَّذِينَ فِي اَلْبَحْرِ فَالْجِرِّيثُ ، وَ أَمَّا اَلَّذِينَ فِي اَلْبَرِّ فَالْيَرْبُوعُ » قَالَ: «ثُمَّ اِلْتَفَتَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) إِلَيْنَا، فَقَالَ: أَ سَمِعْتُمْ مَقَالَتَهَا؟ قُلْنَا: اَللَّهُمَّ نَعَمْ، قَالَ: وَ اَلَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِالنُّبُوَّةِ، لَتَحِيضُ كَمَا تَحِيضُ نِسَاؤُكُمْ».
4 وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ : كَانَ هَؤُلاَءِ قَوْماً يَسْكُنُونَ عَلَى شَاطِئِ بَحْرٍ، نَهَاهُمُ اَللَّهُ وَ أَنْبِيَاؤُهُ عَنِ اِصْطِيَادِ اَلسَّمَكِ فِي يَوْمِ اَلسَّبْتِ . فَتَوَصَّلُوا إِلَى حِيلَةٍ لِيُحِلُّوا بِهَا لِأَنْفُسِهِمْ مَا حَرَّمَ اَللَّهُ، فَخَدُّوا أَخَادِيدَ وَ عَمِلُوا طُرُقاً تُؤَدِّي إِلَى حِيَاضٍ، يَتَهَيَّأُ لِلْحِيتَانِ اَلدُّخُولُ فِيهَا مِنْ تِلْكَ اَلطُّرُقِ، وَ لاَ يَتَهَيَّأُ لَهَا اَلْخُرُوجُ إِذَا هَمَّتْ بِالرُّجُوعِ [مِنْهَا إِلَى اَللُّجَجِ]. فَجَاءَتِ اَلْحِيتَانُ يَوْمَ اَلسَّبْتِ جَارِيَةً عَلَى أَمَانِ اَللَّهِ [لَهَا] فَدَخَلَتِ اَلْأَخَادِيدَ وَ حَصَلَتْ فِي اَلْحِيَاضِ وَ اَلْغُدْرَانِ. فَلَمَّا كَانَتْ عَشِيَّةُ اَلْيَوْمِ هَمَّتْ بِالرُّجُوعِ مِنْهَا إِلَى اَللُّجَجِ لِتَأْمَنَ صَائِدَهَا، فَرَامَتِ اَلرُّجُوعَ فَلَمْ تَقْدِرْ، وَ أُبْقِيَتْ لَيْلَتَهَا فِي مَكَانٍ يَتَهَيَّأُ أَخْذُهَا[ يَوْمَ اَلْأَحَدِ ] بِلاَ اِصْطِيَادٍ لاِسْتِرْسَالِهَا فِيهِ، وَ عَجْزِهَا عَنِ اَلاِمْتِنَاعِ لِمَنْعِ اَلْمَكَانِ لَهَا. فَكَانُوا يَأْخُذُونَهَا يَوْمَ اَلْأَحَدِ ، وَ يَقُولُونَ: مَا اِصْطَدْنَا يَوْمَ اَلسَّبْتِ ، إِنَّمَا اِصْطَدْنَا فِي اَلْأَحَدِ ، وَ كَذَبَ أَعْدَاءُ اَللَّهِ بَلْ كَانُوا آخِذِينَ لَهَا بِأَخَادِيدِهِمُ اَلَّتِي عَمِلُوهَا يَوْمَ اَلسَّبْتِ حَتَّى كَثُرَ مِنْ ذَلِكَ مَالُهُمْ وَ ثَرَاؤُهُمْ، وَ تَنَعَّمُوا بِالنِّسَاءِ وَ غَيْرِهِنَّ لاِتِّسَاعِ أَيْدِيهِمْ بِهِ. وَ كَانُوا فِي اَلْمَدِينَةِ نَيِّفاً وَ ثَمَانِينَ أَلْفاً، فَعَلَ هَذَا مِنْهُمْ سَبْعُونَ أَلْفاً، وَ أَنْكَرَ عَلَيْهِمُ اَلْبَاقُونَ، كَمَا قَصَّ اَللَّهُ تَعَالَى« وَ سْئَلْهُمْ عَنِ اَلْقَرْيَةِ اَلَّتِي كٰانَتْ حٰاضِرَةَ اَلْبَحْرِ » اَلْآيَةَ. وَ ذَلِكَ أَنَّ طَائِفَةً مِنْهُمْ وَعَظُوهُمْ وَ زَجَرُوهُمْ، وَ مِنْ عَذَابِ اَللَّهِ خَوَّفُوهُمْ، وَ مِنِ اِنْتِقَامِهِ وَ شَدِيدِ بَأْسِهِ حَذَّرُوهُمْ، فَأَجَابُوهُمْ عَنْ وَعْظِهِمْ« لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اَللّٰهُ مُهْلِكُهُمْ » بِذُنُوبِهِمْ هَلاَكَ اَلاِصْطِلاَمِ« أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذٰاباً شَدِيداً » فَأَجَابُوا اَلْقَائِلِينَ لَهُمْ هَذَا:« مَعْذِرَةً إِلىٰ رَبِّكُمْ » [هَذَا اَلْقَوْلُ مِنَّا لَهُمْ مَعْذِرَةٌ إِلَى رَبِّكُمْ] إِذْ كَلَّفَنَا اَلْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ اَلنَّهْيَ عَنِ اَلْمُنْكَرِ، فَنَحْنُ نَنْهَى عَنِ اَلْمُنْكَرِ لِيَعْلَمَ رَبُّنَا مُخَالَفَتَنَا لَهُمْ، وَ كَرَاهَتَنَا لِفِعْلِهِمْ. قَالُوا:« وَ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ » وَ نَعِظُهُمْ أَيْضاً لَعَلَّهُمْ تَنْجَعُ فِيهِمُ اَلْمَوَاعِظُ، فَيَتَّقُوا هَذِهِ اَلْمُوبِقَةَ، وَ يَحْذَرُوا عُقُوبَتَهَا. قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ:« فَلَمّٰا عَتَوْا » حَادُّوا وَ أَعْرَضُوا وَ تَكَبَّرُوا عَنْ قَبُولِهِمُ اَلزَّجْرَ « عَنْ مٰا نُهُوا عَنْهُ قُلْنٰا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خٰاسِئِينَ » مُبْعَدِينَ عَنِ اَلْخَيْرِ، مُقْصَيْنَ . قَالَ فَلَمَّا نَظَرَ اَلْعَشَرَةُ اَلْآلاَفِ وَ اَلنَّيِّفُ أَنَّ اَلسَّبْعِينَ أَلْفاً لاَ يَقْبَلُونَ مَوَاعِظَهُمْ، وَ لاَ يَحْفِلُونَ بِتَخْوِيفِهِمْ إِيَّاهُمْ وَ تَحْذِيرِهِمْ لَهُمْ، اِعْتَزَلُوهُمْ إِلَى قَرْيَةٍ أُخْرَى قَرِيبَةٍ مِنْ قَرْيَتِهِمْ وَ قَالُوا: نَكْرَهُ أَنْ يَنْزِلَ بِهِمْ عَذَابُ اَللَّهِ وَ نَحْنُ فِي خِلاَلِهِمْ. فَأَمْسَوْا لَيْلَةً، فَمَسَخَهُمُ اَللَّهُ تَعَالَى كُلَّهُمْ قِرَدَةً [خَاسِئِينَ]، وَ بَقِيَ بَابُ اَلْمَدِينَةِ مُغْلَقاً لاَ يَخْرُجُ مِنْهُ أَحَدٌ [وَ لاَ يَدْخُلُهُ أَحَدٌ]. وَ تَسَامَعَ بِذَلِكَ أَهْلُ اَلْقُرَى فَقَصَدُوهُمْ، وَ تَسَنَّمُوا حِيطَانَ اَلْبَلَدِ، فَاطَّلَعُوا عَلَيْهِمْ فَإِذَا هُمْ كُلُّهُمْ رِجَالُهُمْ وَ نِسَاؤُهُمْ قِرَدَةٌ يَمُوجُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ يَعْرِفُ هَؤُلاَءِ اَلنَّاظِرُونَ مَعَارِفَهُمْ وَ قَرَابَاتِهِمْ وَ خُلَطَاءَهُمْ، يَقُولُ اَلْمُطَّلِعُ لِبَعْضِهِمْ: أَنْتَ فُلاَنٌ أَنْتَ فُلاَنَةُ فَتَدْمَعُ عَيْنُهُ، وَ يُومِئُ بِرَأْسِهِ (بِلاَ، أَوْ نَعَمْ). فَمَا زَالُوا كَذَلِكَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ بَعَثَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ [عَلَيْهِمْ] مَطَراً وَ رِيحاً فَجَرَفَهُمْ إِلَى اَلْبَحْرِ، وَ مَا بَقِيَ مَسْخٌ بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ، وَ إِنَّمَا اَلَّذِينَ تَرَوْنَ مِنْ هَذِهِ اَلْمُصَوَّرَاتِ بِصُوَرِهَا فَإِنَّمَا هِيَ أَشْبَاهُهَا، لاَ هِيَ بِأَعْيَانِهَا وَ لاَ مِنْ نَسْلِهَا .
1)على بن ابراهيم مىگويد:(قريهاى كه در اين آيه آمده است)قريهاى است كه از آن بنى اسرائيل بود.اين قريه در نزديكى دريا قرار داشت و آب هم در حالت مد و هم در حالت جزر در آن جارى بود.آب وارد رودخانهها مىشد و ماهى از دريا خارج مىشد(و به رودخانه مىآمد)تا اينكه آب به انتهاى كشت و زرع ايشان مىرسيد و خدا شكار ماهى را در روز شنبه بر آنان حرام كرده بود و آنان تورهايشان را در شب يكشنبه در رودخانهها مىانداختند تا با آنها ماهى بگيرند و ماهى در روز شنبه بيرون مىآمد و در روز يكشنبه بيرون نمىآمد.اين...
2)و على بن ابراهيم مىگويد:از پدرم،از حسن بن محبوب،از على بن رئاب،از ابو عبيده،از امام باقر عليه السلام روايت شده است كه فرمودند:در كتاب على عليه السلام اين را يافتهايم كه قومى از اهل ايله،از قوم ثمود بودند و آن شهرى است كه در ساحل درياى سرخ در نزديكى شام قرار دارد.ماهىها در روز شنبه بيرون مىآمدند تا خداوند،اطاعت آنان را در آن امر مورد آزمايش قرار دهد. ماهىها در روز شنبه در ميان آنان و در برابر درهايشان،در رودخانهها و جويبارهايشان براى آنان ظاهر مىشدند و آنان ماهىها را مىگرفتند و...
3)امام حسن عسكرى عليه السلام فرمودند:على بن حسين عليه السلام فرمود:آنان قومى بودند كه در ساحل دريا زندگى مىكردند و خدا و پيامبرانش آنان را از ماهيگيرى در روز شنبه نهى كرده بودند.آنان حيله كردند كه آنچه را خدا حرام كرده است براى خودشان حلال كنند.آنان شكافهايى را ايجاد كردند و راههايى را احداث كردند كه ماهىها از اين راهها به حوضهايى كه كنده بودند وارد شوند و نتوانند از آن حوضها بيرون بيايند تا به رودخانه برگردند. ماهىها در روز شنبه در امان خدا در حركت بودند و وارد آن شكافها شدند تا به...
6)طبرسى:دو فرقه به هلاكت رسيدند و فرقه نهىكننده نجات يافت.اين حديث از امام صادق عليه السلام روايت شد.4
8)از ابو عبيده،از امام باقر عليه السلام روايت شده است كه فرمودند:در كتاب امير مؤمنان عليه السلام اين نوشته را يافتيم كه قومى از اهل ايله از قوم ثمود بودند و ماهىهاى زيادى در روز شنبه در دريا ظاهر مىشدند تا بدينوسيله خداى تبارك و تعالى طاعتشان را مورد آزمايش قرار دهد.ماهىها در روز شنبه،در ميان آنان و در برابر درهايشان در رودخانهها و جويبارهايشان پديدار مىشدند و آنان شروع به گرفتن و خوردن آنها مىكردند و تا مدت زيادى در اين حالت بودند و بزرگان و علما،آنان را از صيد ماهى نهى نمىكردند.سپس...
11)از هارون بن عبد العزيز حديثى روايت شده است كه آن را به يكى از دو امام باقر يا امام صادق عليهما السلام اسناد داده و گفته است:قومى نزد اميرالمؤمنين در كوفه آمدند و به وى عرض كردند:اى امير مؤمنان!آيا ماهى(مسخ شده)در بازارهاى ما به فروش مىرسد؟امير مؤمنان لبخند زدند و فرمودند: برخيزيد تا چيز عجيبى را به شما نشان دهم و در مورد وصى خود چيزى را نگوييد مگر اينكه خير باشد.آنان با او برخاستند و به ساحل دريا رفتند.حضرت در دريا آب دهان انداخته و چند كلمه گفتند.ناگهان يك ماهى بيرون آمد كه سرش بالا و دهانش...
وَ سْئَلْهُمْ عَنِ اَلْقَرْيَةِ اَلَّتِي كٰانَتْ حٰاضِرَةَ اَلْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي اَلسَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتٰانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَ يَوْمَ لاٰ يَسْبِتُونَ لاٰ تَأْتِيهِمْ كه مراد از قريه اين است كه بنى اسرائيل قريهاى نزديك دريا داشتند كه بر اثر جزر و مد آب دريا وارد نهرها و زراعت قريه شده و ماهيان زنده دريا هم بر اثر جريان آب داخل شهرها شده و به آخرين قسمتهاى زمين زراعتى قريه مىرفتند و چون خداوند صيد ماهى را در روزهاى شنبه بر بنى اسرائيل حرام نموده بود حيلهاى...
ابى عبيده از امام باقر عليه السّلام روايت مىكند كه فرمود:در كتاب على بن ابى طالب عليه السّلام چنين يافتيم كه:قومى از اهل ايكه از دودمان ثمود در روزهاى شنبه ماهىهايى به امر خداى تعالى به سمتشان مىآمدند تا بدين وسيله اطاعتشان آزمايش شود،ماهىها تا لب آب آمده و بلكه از دريا راه نهر را گرفته و تا درب منزلهاشان نزديك مىشدند،و ايشان با اينكه ممنوع بودند، ماهيان را گرفته و مىخوردند،و علماى ايشان از صيد آنها بازشان نمىداشتند،شيطان هم برايشان كلاه شرعى درست كرد و به عدهاى از ايشان الهام كرد كه شما از خوردن...
4,11 في تفسير الإِمام عليه السلام : في سورة البقرة عند قوله وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُ اَلَّذِينَ اِعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي اَلسَّبْتِ فَقُلْنٰا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خٰاسِئِينَ قال عليّ بن الحسين عليهما السلام : كان هؤلاء قوماً يسكنون على شاطئ بحر نهاهم اللّٰه و أنبياؤه عن اصطياد السمك في يوم السبت فتوصلوا إلى حيلة ليحلّوا بها لأنفسهم ما حرّم اللّٰه فخدّوا أخاديد و عملوا طرقاً تؤدي إلى حياض تتهيّأ للحيتان الدخول فيها من تلك الطرق و لا يتهيأ لها الخروج إذ همّت بالرجوع فجاءت الحيتان يوم السبت جارية على أمان لها فدخلت الأخاديد و حصلت في الحياض و الغُدران فلما كانت عشية اليوم همّت بالرجوع منها إلى اللّجُجَ لتأمن من صايدها فرامت الرجوع فلم تقدر و بقيت ليلها في مكان يتهيّؤ أخذها بلا اصطياد لإِسترسالها فيه و عجزها عن الاِمتناع لمنع المكان لها و كانوا يأخذون يوم الأحد و يقولون ما اصطدنا في السبت إنّما اصطدنا في الأحد و كذب أعداء اللّٰه بل كانوا آخذين لها بأخاديدهم التي عملوها يوم السبت حتّى كثر من ذلك ما لهم و ثراهم و تنعموا بالنساء و غيرهم لإِتساع أيديهم به.
و كانوا في المدينة نيفاً و ثمانين ألفاً فعل هذا منهم سبعون ألفاً و أنكر عليهم الباقون كما قص اللّٰه وَ سْئَلْهُمْ عَنِ اَلْقَرْيَةِ اَلَّتِي كٰانَتْ حٰاضِرَةَ اَلْبَحْرِ الآية و ذلك أنّ طائفة منهم وعظوهم و زجروهم و من عذاب اللّٰه خوفوهم و من انتقامه و شدائد بأسه حذروهم فأجابوهم من وعظهم لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اَللّٰهُ مُهْلِكُهُمْ بذنوبهم هلاك الاِصطلام أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذٰاباً شَدِيداً أجاب القائلين هذا لهم مَعْذِرَةً إِلىٰ رَبِّكُمْ هذا القول منا لهم
مَعْذِرَةً إِلىٰ رَبِّكُمْ إذ كلفنا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فنحن ننهى عن المنكر ليعلم ربّنا مخالفتنا لهم و كراهتنا لفعلهم قالوا وَ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ و نعظهم أيضاً لعلّهم ينجع فيهم المواعظ فيتّقوا هذه الموبقة و يحذروا عقوبتها.
قال اللّٰه تعالى فَلَمّٰا عَتَوْا حادوا و اعرضوا و تكبّروا عن قبول الزّجر عَنْ مٰا نُهُوا عَنْهُ قُلْنٰا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خٰاسِئِينَ مبعدين من الخير مبغضين فلما نظر العشرة الآلاف و النيف انّ السبعين ألفاً لا يقبلون مواعظهم و لا يخافون بتخويفهم إيّاهم و تحذيرهم لهم اعتزلوهم إلى قرية اخرى و انتقلوا الى قرية من قريتهم و قالوا نكره أن ينزل بهم عذاب اللّٰه و نحن في خلالهم فأمسوا ليلة فمسخهم اللّٰه كلهم قردة و بقي باب المدينة مغلقاً لا يخرج منه أحد و لا يدخله أحد و تسامع بذلك أهل القرى فقصدوهم وَ سَمَوا حيطان البلد فاطّلعوا عليهم فإذا هم كلّهم رجالهم و نساؤهم قردةً يموج بعضهم في بعض يعرف هؤلاء الناظرين معارفهم و قراباتهم و خلطائهم فيقول المطلع لبعضهم أنت فلان و أنت فلانة فتدمع عينه و يؤمي برأسه أو بفمه بلىٰ أو نعم فما زالوا كذلك ثلاثة أيّام ثمّ بعث اللّٰه تعالىٰ مطراً و ريحاً فجرفهم الى البحر و ما بقي مسخ بعد ثلاثة أيّام و إنّما الذين ترون من هذه المصورات بصورها فإنما هي أشباهها لا هي بأعيانها و لا من نسلها.
1,5 و القمّيّ و العيّاشيّ عن الباقر عليه السلام قال: وجدنا في كتاب عليّ عليه السلام : أن قوماً من أهل أيْلَة من قوم ثمود و انّ الحيتان كانت سبقت إليهم يوم السبت ليختبر اللّٰه طاعتهم في ذلك فشرعت إليهم يوم سبتهم في ناديهم و قدام أبوابهم في أنّهارهم و سواقيهم فبادروا إليها فأخذوا يصطادونها فلبثوا في ذلك ما شاء اللّٰه لا ينهاهم عنها الأحبار و لا يمنعهم العلماء من صيدها ثمّ ان 1الشيطان أوحى الى طائفة منهم انما نهيتم عن أكلها يوم السبت و لم تنهوا عن صيدها فاصطادوها يوم السبت و كلوها فيما سوى ذلك من الأيّام فقالت طائفة منهم الآن نصطادها فعتت و انحازت طائفة اخرى منها ذات اليمين فقالوا ننهاكم عن عقوبة اللّٰه أن تتعرضوا بخلاف أمره و اعتزلت طائفة منهم ذات الشمال و سكتت فلم يتعظهم فقالت للطائفة التي وعظتهم لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اَللّٰهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذٰاباً شَدِيداً فقالت الطائفة التي وعظتهم مَعْذِرَةً إِلىٰ رَبِّكُمْ وَ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ قال فقال اللّٰه تعالى فَلَمّٰا نَسُوا مٰا ذُكِّرُوا بِهِ يعني لما تركوا ما وعظوا به مضوا على الخطيئة فقالت الطائفة التي وعظتهم لا و اللّٰه لا نجامعكم و لا نبايتكم الليلة في مدينتكم هذه التي عصيتم اللّٰه فيها مخافة أن ينزل بكم البلاء فيعمنا معكم قال فخرجوا عنهم من المدينة مخافة أن يصيبهم البلاء فنزلوا قريباً من المدينة فباتوا تحت السماء فلما أصبح أولياء اللّٰه المطيعون لأمر اللّٰه تعالى غدوا لينظروا ما حال أهل المعصية فأتوا باب المدينة فإذا هو مصمت فدقّوه فلم يجابوا و لم يسمعوا منها حس أحد فوضعوا سلّماً على سور المدينة ثمّ أصعدوا رجلاً منهم فأشرف على المدينة فنظر فإذا هو بالقوم قردةً يتعاوون فقال الرجل لأصحابه يا قوم أرى و اللّٰه عجباً قالوا و ما ترى قال أرى القوم قد صاروا قردةً يتعاوون لها أذناب فكسروا الباب و دخلوا المدينة قال فعرفت القردة أنسابها من الإِنس و لم يعرف الإِنس أنسابها من القردة فقال القوم للقردة أ لم ننهَكم.
قال فقال عليّ عليه السلام : و اللّٰه الذي فلق الحبّة و برأ النسمة إنّي لأعرف أنسابهم من هذه الأمة لا ينكرون و لا يغيّرون بل تركوا ما أمروا به فتفرقوا و قد قال اللّٰه فَبُعْداً لِلْقَوْمِ اَلظّٰالِمِينَ فقال اللّٰه أَنْجَيْنَا اَلَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ اَلسُّوءِ وَ أَخَذْنَا اَلَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذٰابٍ بَئِيسٍ بِمٰا كٰانُوا يَفْسُقُونَ .
1,593 عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: وَجَدْنَا فِي كِتَابِ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّ قَوْماً مِنْ أَهْلِ أَيْلَةَ مِنْ قَوْمِ ثَمُودَ ، وَ أَنَّ اَلْحِيتَانَ كَانَتْ سَبَقَتْ إِلَيْهِمْ يَوْمَ اَلسَّبْتِ لِيَخْتَبِرَ اَللَّهُ طَاعَتَهُمْ فِي ذَلِكَ فَشُرِّعَتْ لَهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ فِي نَادِيهِمْ وَ قُدَّامَ أَبْوَابِهِمْ فِي أَنْهَارِهِمْ وَ سَوَاقِيهِمْ، فَتَبَادَرُوا إِلَيْهَا فَأَخَذُوا يَصْطَادُونَهَا وَ يَأْكُلُونَهَا، فَلَبِثُوا بِذَلِكَ مَا شَاءَ اَللَّهُ لاَ يَنْهَاهُمْ اَلْأَحْبَارُ وَ لاَ يَنْهَاهُمُ اَلْعُلَمَاءُ مِنْ صَيْدِهَا، ثُمَّ إِنَّ 1اَلشَّيْطَانَ أَوْحَى إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ إِنَّمَا نُهِيْتُمْ مِنْ أَكْلِهَا يَوْمَ اَلسَّبْتِ وَ لَمْ تُنْهَوْا عَنْ صَيْدِهَا فَاصْطَادُوا يَوْمَ اَلسَّبْتِ وَ أَكَلُوهَا فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ اَلْأَيَّامِ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ اَلْآنَ نَصْطَادُهَا وَ اِنْحَازَتْ طَائِفَةٌ أُخْرَى مِنْهُمْ ذَاتَ اَلْيَمِينِ وَ قَالُوا: اَللَّهَ اَللَّهَ إِنَّا نَهَيْنَاكُمْ عَنْ عُقُوبَةِ اَللَّهِ أَنْ تَعَرَّضُوا لِخِلاَفِ أَمْرِهِ وَ اِعْتَزَلْتُ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ ذَاتَ اَلْيَسَارِ فَسَكَتَتْ فَلَمْ يَعِظْهُمْ، وَ قَالَتْ اَلطَّائِفَةُ اَلَّتِي لَمْ تَعِظْهُمْ. « لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اَللّٰهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذٰاباً شَدِيداً » وَ قَالَتْ اَلطَّائِفَةُ اَلَّتِي وَعَظَتْهُمْ: « مَعْذِرَةً إِلىٰ رَبِّكُمْ وَ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ » ، قَالَ اَللَّهُ: « فَلَمّٰا نَسُوا » يَعْنِي لَمَّا تَرَكُوا مَا وُعِظُوا بِهِ وَ مَضَوْا عَلَى اَلْخَطِيئَةِ قَالَتْ اَلطَّائِفَةُ اَلَّتِي وَعَظَتْهُمْ لاَ وَ اَللَّهِ لاَ نُجَامِعُكُمْ وَ لاَ نُبَايِتُكُمْ اَللَّيْلَ فِي مَدِينَتِكُمْ هَذِهِ اَلَّتِي عَصَيْتُمُ اَللَّهَ فِيهَا مَخَافَةَ أَنْ يَنْزِلَ بِكُمُ اَلْبَلاَءُ، فَنَزَلُوا قَرِيباً مِنَ اَلْمَدِينَةِ فَبَاتُوا تَحْتَ اَلسَّمَاءِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَوْلِيَاءُ اَللَّهِ اَلْمُطِيعُونَ لِأَمْرِ اَللَّهِ غَدَوْا لِيَنْظُرُوا مَا حَالُ أَهْلِ [اَلْمَعْصِيَةِ فَأَتَوْا بَابَ اَلْمَدِينَةِ فَإِذَا هُوَ مُصْمَتٌ فَدَقُّوهُ فَلَمْ يُجَابُوا وَ لَمْ يَسْمَعُوا مِنْهَا حِسَّ أَحَدٍ فَوَضَعُوا سُلَّماً عَلَى سُورِ] اَلْمَدِينَةِ ثُمَّ أَصْعَدُوا رَجُلاً مِنْهُمْ فَأَشْرَفَ عَلَى اَلْمَدِينَةِ، فَنَظَرَ فَإِذَا هُوَ بِالْقَوْمِ قِرَدَةً يَتَعَاوَوْنَ فَقَالَ اَلرَّجُلُ لِأَصْحَابِهِ: يَا قَوْمِ أَرَى وَ اَللَّهِ عَجَباً فَقَالُوا: وَ مَا تَرَى قَالَ: أَرَى اَلْقَوْمَ قِرَدَةً يَتَعَاوَوْنَ لَهُمْ أَذْنَابٌ [قَالَ]: فَكَسَرُوا اَلْبَابَ وَ دَخَلُوا اَلْمَدِينَةَ، قَالَ: فَعَرَفَتِ اَلْقِرَدَةُ أَنْسَابَهَا مِنَ اَلْإِنْسِ وَ لَمْ تَعْرِفِ اَلْإِنْسُ أَنْسَابَهَا مِنَ اَلْقِرَدَةِ قَالَ: فَقَالَ اَلْقَوْمُ لِلْقِرَدَةِ: أَ لَمْ نَنْهَكُمْ قَالَ: فَقَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ : وَ اَلَّذِي فَلَقَ اَلْحَبَّةَ وَ بَرَأَ اَلنَّسَمَةَ إِنِّي لَأَعْرِفُ أَنْسَابَهَا مِنْ هَذِهِ اَلْأُمَّةِ، لاَ يُنْكِرُونَ وَ لاَ يُغَيِّرُونَ، بَلْ تَرَكُوا مَا أُمِرُوا بِهِ [فَتَفَرَّقُوا] وَ قَدْ قَالَ اَللَّهُ: « فَبُعْداً لِلْقَوْمِ اَلظّٰالِمِينَ » وَ قَالَ اَللَّهُ « أَنْجَيْنَا اَلَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ اَلسُّوءِ وَ أَخَذْنَا اَلَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذٰابٍ بَئِيسٍ بِمٰا كٰانُوا يَفْسُقُونَ » .
عَنْ هَارُونَ بْنِ عُبَيْدٍ رَفَعَهُ إِلَى أَحَدِهِمْ قَالَ: جَاءَ قَوْمٌ إِلَى أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِالْكُوفَةِ وَ قَالُوا لَهُ: يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ إِنَّ هَذِهِ اَلْجَرَارِيَّ تُبَاعُ فِي أَسْوَاقِنَا، قَالَ: فَتَبَسَّمَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ضَاحِكاً ثُمَّ قَالَ: قُومُوا لِأُرِيَكُمْ عَجَباً وَ لاَ تَقُولُوا فِي وَصِيِّكُمْ إِلاَّ خَيْراً، فَقَامُوا مَعَهُ فَأَتَوْا شَاطِئَ بَحْرٍ فَتَفَلَ فِيهِ تَفْلَةً، وَ تَكَلَّمَ بِكَلِمَاتِ، فَإِذَا بِجِرِّيَّةٍ رَافِعَةً رَأْسَهَا، فَاتِحَةً فَاهاَ، فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ : مَنْ أَنْتِ اَلْوَيْلُ لَكِ وَ لِقَوْمِكِ فَقَالَتْ: نَحْنُ مِنْ أَهْلِ « اَلْقَرْيَةِ اَلَّتِي كٰانَتْ حٰاضِرَةَ اَلْبَحْرِ » إِذْ يَقُولُ اَللَّهُ فِي كِتَابِهِ : « إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتٰانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً » اَلْآيَةِ فَعَرَضَ اَللَّهُ عَلَيْنَا وَلاَيَتَكَ فَقَعَدْنَا عَنْهَا فَمَسَخَنَا اَللَّهُ، فَبَعْضُنَا فِي اَلْبَرِّ وَ بَعْضُنَا فِي اَلْبَحْرِ، فَأَمَّا اَلَّذِينَ فِي اَلْبَحْرِ فَنَحْنُ اَلْجَرَارِيُّ، وَ أَمَّا اَلَّذِينَ فِي اَلْبَرِّ فَالضَّبُّ وَ اَلْيَرْبُوعُ قَالَ: ثُمَّ اِلْتَفَتَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِلَيْنَا فَقَالَ: أَ سَمِعْتُمْ مَقَالَتَهَا قُلْنَا: اَللَّهُمَّ نَعَمْ، قَالَ: وَ اَلَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً بِالنُّبُوَّةِ لَتَحِيضُ كَمَا تَحِيضُ نِسَاؤُكُمْ .
16 وَ سْئَلْهُمْ عَنِ اَلْقَرْيَةِ اَلَّتِي كٰانَتْ حٰاضِرَةَ اَلْبَحْرِإِذْ يَعْدُونَ فِي اَلسَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتٰانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاًوَ يَوْمَ لاٰ يَسْبِتُونَ لاٰ تَأْتِيهِمْ فَإِنَّهَا قَرْيَةٌ كَانَتْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ قَرِيباً مِنَ اَلْبَحْرِ، وَ كَانَ اَلْمَاءُ يَجْرِي عَلَيْهَا فِي اَلْمَدِّ وَ اَلْجَزْرِ، فَيَدْخُلُ أَنْهَارَهُمْ وَ زُرُوعَهُمْ، وَ يَخْرُجُ اَلسَّمَكُ مِنَ اَلْبَحْرِ، حَتَّى يَبْلُغَ آخِرَ زَرْعِهِمْ، وَ قَدْ كَانَ اَللَّهُ قَدْ حَرَّمَ عَلَيْهِمُ اَلصَّيْدَ يَوْمَ اَلسَّبْتِ وَ كَانُوا يَضَعُونَ اَلشِّبَاكَ فِي اَلْأَنْهَارِ لَيْلَةَ اَلْأَحَدِ يَصِيدُونَ بِهَا اَلسَّمَكَ، وَ كَانَ اَلسَّمَكُ يَخْرُجُ يَوْمَ اَلسَّبْتِ وَ يَوْمَ اَلْأَحَدِ لاَ يَخْرُجُ، وَ هُوَ قَوْلُهُ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتٰانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاًوَ يَوْمَ لاٰ يَسْبِتُونَ لاٰ تَأْتِيهِمْ فَنَهَاهُمْ عُلَمَاؤُهُمْ عَنْ ذَلِكَ فَلَمْ يَنْتَهُوا فَمُسِخُوا قِرَدَةً وَ خَنَازِيرَ، وَ كَانَتِ اَلْعِلَّةُ فِي تَحْرِيمِ اَلصَّيْدِ عَلَيْهِمْ يَوْمَ اَلسَّبْتِ أَنَّ عِيدَ جَمِيعِ اَلْمُسْلِمِينَ وَ غَيْرِهِمْ كَانَ يَوْمَ اَلْجُمُعَةِ فَخَالَفَتِ اَلْيَهُودُ وَ قَالُوا عِيدُنَا يَوْمُ اَلسَّبْتِ فَحَرَّمَ اَللَّهُ عَلَيْهِمُ اَلصَّيْدَ يَوْمَ اَلسَّبْتِ وَ مُسِخُوا قِرَدَةً وَ خَنَازِيرَ.
1,5 حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ وَجَدْنَا فِي كِتَابِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : أَنَّ قَوْماً مِنْ أَهْلِ أَيْكَةَ مِنْ قَوْمِ ثَمُودَ وَ أَنَّ اَلْحِيتَانَ كَانَتْ سَبَقَتْ إِلَيْهِمْ يَوْمَ اَلسَّبْتِ لِيَخْتَبِرَ اَللَّهُ طَاعَتَهُمْ فِي ذَلِكَ، فَشُرِّعَتْ إِلَيْهِمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ فِي نَادِيهِمْ، وَ قُدَّامِ أَبْوَابِهِمْ فِي أَنْهَارِهِمْ وَ سَوَاقِيهِمْ، فَبَادَرُوا إِلَيْهَا فَأَخَذُوا يَصْطَادُونَهَا، فَلَبِثُوا فِي ذَلِكَ مَا شَاءَ اَللَّهُ، لاَ يَنْهَاهُمْ عَنْهَا اَلْأَحْبَارُ، وَ لاَ يَمْنَعُهُمُ اَلْعُلَمَاءُ مِنْ صَيْدِهَا، ثُمَّ إِنَّ 1اَلشَّيْطَانَ أَوْحَى إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ، إنَّمَا نُهِيتُمْ عَنْ أَكْلِهَا يَوْمَ اَلسَّبْتِ فَلَمْ تُنْهَوْا عَنْ صَيْدِهَا، فَاصْطَادُوا يَوْمَ اَلسَّبْتِ وَ كُلُوهَا فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ اَلْأَيَّامِ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ اَلْآنَ نَصْطَادُهَا، فَعَتَتْ، وَ اِنْحَازَتْ طَائِفَةٌ أُخْرَى مِنْهُمْ ذَاتَ اَلْيَمِينِ، فَقَالُوا نَنْهَاكُمْ عَنْ عُقُوبَةِ اَللَّهِ أَنْ تَتَعَرَّضُوا لِخِلاَفِ أَمْرِهِ وَ اِعْتَزَلَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ ذَاتَ اَلْيَسَارِ، فَسَكَتَتْ فَلَمْ تَعِظْهُمْ، فَقَالَتْ لِلطَّائِفَةِ اَلَّتِي وَعَظَتْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اَللّٰهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذٰاباً شَدِيداً ، فَقَالَتِ اَلطَّائِفَةُ اَلَّتِي وَعَظَتْهُمْ مَعْذِرَةً إِلىٰ رَبِّكُمْ وَ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ قَالَ فَقَالَ اَللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ فَلَمّٰا نَسُوا مٰا ذُكِّرُوا بِهِ يَعْنِي لَمَّا تَرَكُوا مَا وُعِظُوا بِهِ مَضَوْا عَلَى اَلْخَطِيئَةِ، فَقَالَتِ اَلطَّائِفَةُ اَلَّتِي وَعَظَتْهُمْ لاَ وَ اَللَّهِ لاَ نُجَامِعُكُمْ وَ لاَ نُبَايِتُكُمُ اَللَّيْلَةَ فِي مَدِينَتِكُمْ هَذِهِ، اَلَّتِي عَصَيْتُمُ اَللَّهَ فِيهَا، مَخَافَةَ أَنْ يَنْزِلَ بِكُمُ اَلْبَلاَءُ فَيَعُمَّنَا مَعَكُمْ، قَالَ فَخَرَجُوا عَنْهُمْ مِنَ اَلْمَدِينَةِ، مَخَافَةَ أَنْ يُصِيبَهُمُ اَلْبَلاَءُ فَنَزَلُوا قَرِيباً مِنَ اَلْمَدِينَةِ فَبَاتُوا تَحْتَ اَلسَّمَاءِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَوْلِيَاءُ اَللَّهِ اَلْمُطِيعُونَ لِأَمْرِ اَللَّهِ، غَدَوْا لِيَنْظُرُوا مَا حَالُ أَهْلِ اَلْمَعْصِيَةِ، فَأَتَوْا بَابَ اَلْمَدِينَةِ فَإِذَا هُوَ مُصْمَتٌ، فَدَقُّوهُ فَلَمْ يُجَابُوا وَ لَمْ يَسْمَعُوا مِنْهَا خَبَرَ وَاحِدٍ، فَوَضَعُوا سُلَّماً عَلَى سُورِ اَلْمَدِينَةِ ثُمَّ أَصْعَدُوا رَجُلاً مِنْهُمْ فَأَشْرَفَ عَلَى اَلْمَدِينَةِ فَنَظَرَ فَإِذَا هُوَ بِالْقَوْمِ قِرَدَةً يَتَعَاوَوْنَ، فَقَالَ اَلرَّجُلُ لِأَصْحَابِهِ يَا قَوْمِ أَرَى وَ اَللَّهِ عَجَباً، قَالُوا وَ مَا تَرَى قَالَ أَرَى اَلْقَوْمَ، قَدْ صَارُوا قِرَدَةً يَتَعَاوَوْنَ وَ لَهَا أَذْنَابٌ، فَكَسَرُوا اَلْبَابَ، قَالَ فَعَرَفَتِ اَلْقِرَدَةُ أَنْسَابَهَا مِنَ اَلْإِنْسِ وَ لَمْ تَعْرِفِ اَلْإِنْسُ أَنْسَابَهَا مِنَ اَلْقِرَدَةِ، فَقَالَ اَلْقَوْمُ لِلْقِرَدَةِ أَ لَمْ نَنْهَكُمْ، فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ اَلَّذِي فَلَقَ اَلْحَبَّةَ وَ بَرَأَ اَلنَّسَمَةَ، إِنِّي لَأَعْرِفُ أَنْسَابَهَا مِنْ هَذِهِ اَلْأُمَّةِ ، لاَ يُنْكِرُونَ وَ لاَ يُغَيِّرُونَ، بَلْ تَرَكُوا مَا أُمِرُوا بِهِ فَتَفَرَّقُوا، وَ قَدْ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَبُعْداً لِلْقَوْمِ اَلظّٰالِمِينَ ، فَقَالَ اَللَّهُ أَنْجَيْنَا اَلَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ اَلسُّوءِ وَ أَخَذْنَا اَلَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذٰابٍ بَئِيسٍ بِمٰا كٰانُوا يَفْسُقُونَ .
4,11 و في تفسير الإمام : في سورة البقرة عند قوله: وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُ اَلَّذِينَ اِعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي اَلسَّبْتِ فَقُلْنٰا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خٰاسِئِينَ . قال عليّ بن الحسين عليهما السّلام : كان هؤلاء قوم يسكنون على شاطئ بحر، نهاهم اللّه و أنبياؤه عن اصطياد السّمك في يوم السّبت . فتوصّلوا إلى حيلة، ليحلّوا بها لأنفسهم ما حرّم اللّه. فخدّوا أخاديد و عملوا طرقا تؤدّي إلى حياض تتهيّأ للحيتان الدّخول فيها من تلك الطّرق، و لا يتهيّأ لها الخروج إذا همّت بالرّجوع [منها إلى اللّجج] فجاءت الحيتان يوم السّبت جارية على أمان لها، فدخلت الأخاديد و حصلت في الحياض و الغدران. فلمّا كانت عشيّة اليوم، همّت بالرّجوع منها إلى اللّجج لتأمن من صائدها. فرامت الرّجوع فلم تقدر. و بقيت ليلها في مكان يتهيّأ أخذها [يوم الأحد] بلا اصطياد، لاسترسالها فيه و عجزها عن الامتناع لمنع المكان لها. فكانوا يأخذونها يوم الأحد ، و يقولون: ما اصطدنا في السّبت ، بل اصطدنا في الأحد . و كذب أعداء اللّه، بل كانوا آخذين لها بأخاديدهم الّتي عملوها يوم السّبت . حتّى كثر من ذلك مالهم و شراؤهم، و تنعّموا بالنّساء و غيرهم لاتّساع أيديهم به. و كانوا في المدينة نيفا و ثمانين ألفا، فعل هذا منهم سبعون ألفا و أنكر عليهم الباقون، كما قصّ اللّه: وَ سْئَلْهُمْ عَنِ اَلْقَرْيَةِ اَلَّتِي كٰانَتْ حٰاضِرَةَ اَلْبَحْرِ (الآية). و ذلك أنّ طائفة منهم وعظوهم و زجروهم، و من عذاب اللّه تعالى خوّفوهم، و من انتقامه و شدائد بأسه حذّروهم. فأجابوهم عن وعظهم: لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اَللّٰهُ مُهْلِكُهُمْ بذنوبهم هلاك الاصطلام، أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذٰاباً شَدِيداً . أجابوا القائلين لهم هذا: مَعْذِرَةً إِلىٰ رَبِّكُمْ . هذا القول منا لهم معذرة إلى ربّكم، إذ كلّفنا الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر. فنحن ننهى عن المنكر، ليعلم ربّنا مخالفتنا لهم و كراهتنا لفعلهم. قالوا: وَ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ . و نعظهم أيضا لعلّهم تنجع فيهم المواعظ، فيتّقوا هذه الموبقة و يحذروها عقوبتها. قال اللّه عزّ و جلّ: «فلمّا عتوا» حادوا و أعرضوا و تكبّروا عن قبول الزّجر عَنْ مٰا نُهُوا عَنْهُ قُلْنٰا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خٰاسِئِينَ . مبعدين من الخير، مقصين . فلمّا نظر العشرة آلاف و النّيف أنّ السّبعين ألفا لا يقبلون مواعظهم و لا يخافون بتخويفهم إيّاهم و تحذيرهم لهم، اعتزلوهم إلى قرية [أخرى قريبة] من قريتهم. و قالوا: نكره أن ينزل بهم عذاب و نحن في خلالهم. فأمسوا ليلة، فمسخهم اللّه كلّهم قردة. و بقي باب المدينة مغلقا لا يخرج منه أحد، و لا يدخله أحد. و تسامع بذلك أهل القرى، فقصدوهم و تسلّقوا حيطان البلد. فاطّلعوا عليهم، فإذا هم كلّهم رجالهم و نساؤهم قردة يموج بعضهم في بعض. يعرف هؤلاء النّاظرين معارفهم و قراباتهم و خلطاءهم، يقول المطّلع لبعضهم: أنت فلان، أنت فلانة. فتدمع عينه و يؤمئ برأسه، أو بفمه بلا و نعم. فما زالوا كذلك ثلاثة أيّام، ثمّ بعث اللّه تعالى عليهم مطرا و ريحا فجرفهم إلى البحر. و ما بقي مسخ بعد ثلاثة أيّام. و إنّما الّذين ترون من هذه المصوّرات بصورها، فإنّما هي أشباهها لا هي بأعيانها و لا من نسلها.
1,5 و في تفسير عليّ بن إبراهيم : حدّثني أبي ، عن الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن رئاب ، عن أبي عبيدة ، عن أبي جعفر عليه السّلام قال: وجدنا في كتاب عليّ عليه السّلام أنّ قوما من أهل إيلة من ثمود ، و أنّ الحيتان كانت سيقت إليهم يوم السّبت ليختبر اللّه طاعتهم في ذلك. فشرعت إليهم يوم سبتهم في ناديهم و قدّام أبوابهم في أنهارهم و سواقيهم، فبادروا إليها فأخذوا يصطادونها. فلبثوا في ذلك ما شاء اللّه، لا ينهاهم عنها الأحبار و لا يمنعهم العلماء من صيدها. ثمّ إنّ 1الشّيطان أوحى إلى طائفة منهم: إنّما نهيتم عن أكلها يوم السّبت و لم تنهوا عن صيدها. فاصطادوها يوم السّبت ، و أكلوها فيما سوى ذلك من الأيّام. فقالت طائفة منهم: الآن نصطادها. فعتت. و انحازت طائفة أخرى منهم ذات اليمين، فقالوا: ننهاكم من عقوبة اللّه أن تتعرّضوا لخلاف أمره. و اعتزلت طائفة منهم ذات الشّمال ، فسكتت فلم تعظهم، فقالت للطّائفة الّتي وعظتهم: لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اَللّٰهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذٰاباً شَدِيداً . فقالت الطّائفة الّتي وعظتهم: مَعْذِرَةً إِلىٰ رَبِّكُمْ وَ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ . قال: فقال اللّه تعالى: فَلَمّٰا نَسُوا مٰا ذُكِّرُوا بِهِ ، يعني: لمّا تركوا ما وعظوا به، مضوا على الخطيئة. فقالت الطّائفة الّتي وعظتهم: لا و اللّه، لا نجامعكم و لا نبايتكم اللّيلة في مدينتكم هذه الّتي عصيتم اللّه فيها، مخافة أن ينزل بكم البلاء فيعمّنا معكم. قال: فخرجوا عنهم من المدينة، مخافة أن يصيبهم البلاء. فنزلوا قريبا من المدينة، فباتوا تحت السّماء. فلمّا أصبح أولياء اللّه المطيعون لأمر اللّه تعالى، غدوا لينظروا ما حال أهل المعصية. فأتوا باب المدينة، فإذا هو مصمت. فدقّوه، فلم يجابوا و لم يسمعوا منها حسّ أحد . فوضعوا سلّما على سور المدينة، ثمّ أصعدوا رجلا منهم. فأشرف على المدينة فنظر، فإذا هو بالقوم قردة يتعاوون، [لها أذناب] . فقال الرّجل لأصحابه: يا قوم، [أرى و اللّه] عجبا. قالوا: و ما ترى؟ قالوا: أرى القوم [قد صاروا] 3 قردة [يتعاوون لها أذناب] 3 . فكسروا الباب و دخلوا المدينة . قال: فعرفت القردة أنسابها من الإنس، و لم تعرف الإنس أنسابها من القردة. فقال القوم للقردة: ألم ننهكم؟ قال: فقال عليّ عليه السّلام : و اللّه الّذي خلق الحبّة و برأ النّسمة، إنّي لأعرف أنسابها من هذه الأمّة . لا ينكرون و لا يغيّرون، بل تركوا ما أمروا به فتفرّقوا. و قد قال اللّه عزّ و جلّ: فَبُعْداً لِلْقَوْمِ اَلظّٰالِمِينَ . فقال اللّه: أَنْجَيْنَا اَلَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ اَلسُّوءِ وَ أَخَذْنَا اَلَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذٰابٍ بَئِيسٍ بِمٰا كٰانُوا يَفْسُقُونَ .
1 عن هارون بن [عبيد ، رفعه] إلى أحدهم قال: جاء نفر إلى أمير المؤمنين عليه السّلام بالكوفة ، و قالوا: يا أمير المؤمنين ، إنّ هذه الجراري تباع في أسواقنا. قال: فتبسّم أمير المؤمنين عليه السّلام ضاحكا. ثمّ قال: قوموا لأريكم عجبا. و لا تقولوا في وصيّكم إلاّ خيرا. فقاموا معه، فأتوا بشاطئ. فتفل فيه تفلة و تكلّم بكلمات، فإذا بجرّيّة رافعة رأسها فاتحة فاها. فقال له أمير المؤمنين عليه السّلام : من أنت؟ الويل لك و لقومك. فقال: نحن من أهل القرية الّتي كانت حاضرة البحر. إذ يقول اللّه في كتابه : إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتٰانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً (الآية). فعرض اللّه علينا ولايتك، فقعدنا عنها، فمسخنا اللّه. فبعضنا في البرّ، و بعضنا في البحر. فأمّا الّذين في البحر، فنحن الجراري. و أمّا الّذين في البرّ، فالضّبّ و اليربوع. قال: ثمّ التفت أمير المؤمنين عليه السّلام إلينا فقال: أسمعتم مقالتها؟ قلنا: اللّهم، نعم. قال: و الّذي بعث محمّدا صلّى اللّه عليه و آله، لتحيض، كما تحيض نساؤكم.
1,5 317 فِي تَفْسِيرِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: وَجَدْنَا فِي كِتَابِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِ أَنَّ قَوْماً مِنْ أَهْلِ إِيلَةَ مِنْ قَوْمِ ثَمُودَ وَ أَنَّ اَلْحِيتَانَ كَانَتْ سِيقَتْ إِلَيْهِمْ يَوْمَ اَلسَّبْتِ لِيَخْتَبِرَ اَللَّهُ طَاعَتَهُمْ فِي ذَلِكَ، فَشُرِّعَتْ إِلَيْهِمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ فِي نَادِيهِمْ وَ قُدَّامَ أَبْوَابِهِمْ فِي أَنْهَارِهِمْ وَ سَوَاقِيهِمْ، فَبَادَرُوا إِلَيْهَا فَأَخَذُوا يَصْطَادُونَهَا، فَلَبِثُوا فِي ذَلِكَ مَا شَاءَ اَللَّهُ لاَ يَنْهَاهُمْ عَنْهَا اَلْأَحْبَارُ وَ لاَ يَمْنَعُهُمُ اَلْعُلَمَاءُ مِنْ صَيْدِهَا، ثُمَّ إِنَّ 1اَلشَّيْطَانَ أَوْحَى إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ إِنَّمَا نُهِيتُمْ عَنْ أَكْلِهَا يَوْمَ اَلسَّبْتِ وَ لَمْ تُنْهَوْا عَنْ صَيْدِهَا، فَاصْطَادُوهَا يَوْمَ اَلسَّبْتِ وَ أَكَلُوهَا فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ اَلْأَيَّامِ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ: اَلْآنَ نَصْطَادُهَا فَعَتَتْ وَ اِنْحَازَتْ طَائِفَةٌ أُخْرَى مِنْهُمْ ذَاتَ اَلْيَمِينِ فَقَالُوا: نَنْهَاكُمْ عَنْ عُقُوبَةِ اَللَّهِ أَنْ تَتَعَرَّضُوا لِخِلاَفِ أَمْرِهِ، وَ اِعْتَزَلَتْ طَائِفَةٌ أُخْرَى مِنْهُمْ ذَاتَ اَلْيَسَارِ فَسَكَتَتْ فَلَمْ تَعِظْهُمْ، فَقَالَتْ لِلطَّائِفَةِ اَلَّتِي وَعَظَتْهُمْ: لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اَللّٰهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذٰاباً شَدِيداً فَقَالَتِ اَلطَّائِفَةُ اَلَّتِي وَعَظَتْهُمْ مَعْذِرَةً إِلىٰ رَبِّكُمْ وَ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ قَالَ: فَقَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: فَلَمّٰا نَسُوا مٰا ذُكِّرُوا بِهِ يَعْنِي لَمَّا تَرَكُوا مَا وُعِظُوا بِهِ مَضَوْا عَلَى اَلْخَطِيئَةِ فَقَالَتِ اَلطَّائِفَةُ اَلَّتِي وَعَظَتْهُمْ: لاَ وَ اَللَّهِ لاَ نُجَامِعُكُمْ وَ لاَ نُبَايِتُكُمْ هَذِهِ اَللَّيْلَةَ فِي مَدِينَتِكُمْ هَذِهِ اَلَّتِي عَصَيْتُمُ اَللَّهَ مَخَافَةَ أَنْ يَنْزِلَ بِكُمُ اَلْبَلاَءُ فَيَعُمَّنَا مَعَكُمْ، قَالَ: فَخَرَجُوا عَنْهُمْ مِنَ اَلْمَدِينَةِ مَخَافَةَ أَنْ تُصِيبَهُمْ اَلْبَلاَءُ فَنَزَلُوا قَرِيباً مِنَ اَلْمَدِينَةِ فَبَاتُوا تَحْتَ اَلسَّمَاءِ، فَلَمَّا أَصْبَحُوا أَوْلِيَاءُ اَللَّهِ اَلْمُطِيعُونَ لِأَمْرِ اَللَّهِ غَدَوْا لِيَنْظُرُوا مَا حَالُ أَهْلِ اَلْمَعْصِيَةِ فَأَتَوْا بَابَ اَلْمَدِينَةِ فَإِذَا هُوَ مُصْمَتٌ فَدَقُّوهُ فَلَمْ يُجَابُوا وَ لَمْ يَسْمَعُوا مِنْهَا حِسَّ أَحَدٍ فَوَضَعُوا سُلَّماً عَلَى سُورِ اَلْمَدِينَةِ ثُمَّ أَصْعَدُوا رَجُلاً مِنْهُمْ فَأَشْرَفَ عَلَى اَلْمَدِينَةِ فَنَظَرَ فَاِذا هُوَ بِالْقَوْمِ قِرَدَةً يَتَعَاوَوْنَ فَقَالَ اَلرَّجُلُ لِأَصْحَابِهِ: يَا قَوْمِ أَرَى وَ اَللَّهِ عَجَباً. قَالُوا: وَ مَا تَرَى؟ قَالَ: أَرَى اَلْقَوْمَ قَدْ صَارُوا قِرَدَةً يَتَعَاوَوْنَ لَهَا أَذْنَابٌ، فَكَسَرُوا اَلْبَابَ قَالَ: فَعَرَفَتِ اَلْقِرَدَةُ أَنْسَابَهَا مِنَ اَلْإِنْسِ وَ لَمْ تَعْرِفِ اَلْإِنْسُ أَنْسَابَهَا مِنَ اَلْقِرَدَةِ، فَقَالَ اَلْقَوْمُ لِلْقِرَدَةِ: أَ لَمْ نَنْهَكُمْ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ : وَ اَللَّهِ اَلَّذِي فَلَقَ اَلْحَبَّةَ وَ بَرَأَ اَلنَّسَمَةَ إِنِّي لَأَعْرِفُ أَنْسَابَهَا مِنْ هَذِهِ اَلْأُمَّةِ لاَ يُنْكِرُونَ وَ لاَ يُغَيِّرُونَ بَلْ تَرَكُوا مَا أُمِرُوا بِهِ فَتَفَرَّقُوا وَ قَدْ قَالَ اَللَّهُ: «فَبُعْداً لِلْقَوْمِ اَلظّٰالِمِينَ» وَ قَالَ اَللَّهُ: أَنْجَيْنَا اَلَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ اَلسُّوءِ وَ أَخَذْنَا اَلَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذٰابٍ بَئِيسٍ بِمٰا كٰانُوا يَفْسُقُونَ .
1 319 عَنْ هَارُونَ بْنِ عُبَيْدٍ رَفَعَهُ إِلَى أَحَدِهِمْ قَالَ: جَاءَ قَوْمٌ إِلَى أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ بِالْكُوفَةِ وَ قَالُوا: يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ إِنَّ هَذِهِ اَلْجَرَارِيَّ تُبَاعُ فِي أَسْوَاقِنَا؟ قَالَ: فَتَبَسَّمَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ ضَاحِكاً بِهِ، ثُمَّ قَالَ قُومُوا لِأُرِيَكُمْ عَجَباً وَ لاَ تَقُولُوا فِي وَصِيِّكُمْ اَلْأَخِيرِ أَ فَقَامُوا مَعَهُ فَأَتَوْا شَاطِئَ بَحْرٍ فَتَفَلَ فِيهِ تَفْلَةً وَ تَكَلَّمَ بِكَلِمَاتٍ فَإذا بِجِرِّيَّةٍ رَافِعَةٍ رَأْسَهَا فَاتِحَةٍ فَاهَا، فَقَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ : مَنْ أَنْتِ اَلْوَيْلُ لَكِ وَ لِقَوْمِكِ؟ فَقَالَ: نَحْنُ مِنْ أَهْلِ اَلْقَرْيَةِ اَلَّتِي كٰانَتْ حٰاضِرَةَ اَلْبَحْرِ إِذْ يَقُولُ اَللَّهُ فِي كِتَابِهِ : إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتٰانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً اَلْآيَةَ، فَعَرَضَ اَللَّهُ عَلَيْنَا وَلاَيَتَكَ فَقَعَدْنَا عَنْهَا فَمَسَخَنَا اَللَّهُ فَبَعْضُنَا فِي اَلْبَرِّ وَ بَعْضُنَا فِي اَلْبَحْرِ، فَأَمَّا اَلَّذِينَ فِي اَلْبَحْرِ فَنَحْنُ اَلْجَرَارِيُّ، وَ أَمَّا اَلَّذِينَ فِي اَلْبَرِّ فَالضَّبُّ وَ اَلْيَرْبُوعُ، قَالَ: ثُمَّ اِلْتَفَتَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ إِلَيْنَا فَقَالَ: أَ سَمِعْتُمْ مَقَالَتَهَا؟ قُلْنَا: اَللَّهُمَّ نَعَمْ، قَالَ: وَ اَلَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً بِالنُّبُوَّةِ لَتَحِيضُ كَمَا تَحِيضُ نِسَاؤُكُمْ.
فی قوله و لعلهم یتقون قال یترکون هذا العمل الذی هم علیه
قالوا معذره الی ربکم لسخطنا اعمالهم و لعلهم یتقون ای ینزعون عما هم علیه
قوله و اذ قالت امه منهم لم تعظون قوما الله مهلکهم او معذبهم عذابا شدیدا هی قریه علی شاطی البحر بین مصر و المدینه یقال لها ایله فحرم الله علیهم الحیتان یوم سبتهم فکانت الحیتان تاتیهم یوم سبتهم شرعا فی ساحل البحر فاذا مضی یوم السبت لم یقدروا علیها فمکثوا بذلک ما شاء الله ثم ان طایفه منهم اخذوا الحیتان یوم سبتهم فنهتهم طایفه و قالوا تاخذونها و قد حرمها الله علیکم یوم سبتکم فلم یزدادوا الا غیا و عتوا و جعلت طایفه اخری تنهاهم فلما طال ذلک علیهم قالت طایفه من النهاه تعلمون ان هولاء قوم قد حق علیهم...
و سیلهم عن القریه التی کانت حاضره البحر الی قوله و یوم لا یسبتون لا تاتیهم و ذلک ان اهل قریه کانت حاضره البحر کانت تاتیهم حیتانهم یوم سبتهم یقول اذا کانوا یوم یسبتون تاتیهم شرعا یعنی من کل مکان و یوم لا یسبتون لا تاتیهم و انهم قالوا لو انا اخذنا من هذه الحیتان یوم تجیء ما یکفینا فیما سوی ذلک من الایام فوعظهم قوم مومنون و نهوهم و قالت طایفه من المومنین ان هولاء قوم قد هموا بامر لیسوا بمنتهین دونه و الله مخزیهم و معذبهم عذابا شدیدا قال المومنون بعضهم لبعض معذره الی ربکم و لعلهم یتقون ان کان هلاک...