6 فَخَلَقَ اَللَّهُ آدَمَ فَبَقِيَ أَرْبَعِينَ سَنَةً مُصَوَّراً، فَكَانَ يَمُرُّ بِهِ إِبْلِيسُ اَللَّعِينُ، فَيَقُولُ: لِأَمْرِ مَا خُلِقْتَ!». قَالَ اَلْعَالِمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): «فَقَالَ إِبْلِيسُ: لَئِنْ أَمَرَنِيَ اَللَّهُ بِالسُّجُودِ لِهَذَا لَأَعْصِيَنَّهُ، قَالَ: ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ، فَلَمَّا بَلَغَتِ اَلرُّوحُ فِيهِ إِلَى دِمَاغِهِ عَطَسَ، فَقَالَ: اَلْحَمْدُ لِلَّهِ، فَقَالَ اَللَّهُ، لَهُ: يَرْحَمُكَ اَللَّهُ». قَالَ اَلصَّادِقُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): «فَسَبَقَتْ لَهُ مِنَ اَللَّهِ اَلرَّحْمَةُ، ثُمَّ قَالَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لِلْمَلاَئِكَةِ: اُسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا لَهُ، فَأَخْرَجَ إِبْلِيسُ مَا كَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ اَلْحَسَدِ، فَأَبَى أَنْ يَسْجُدَ، فَقَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: مٰا مَنَعَكَ أَلاّٰ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ، فَقَالَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نٰارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ 8 «9» ». قَالَ اَلصَّادِقُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): «أَوَّلُ مَنْ قَاسَ إِبْلِيسُ وَ اِسْتَكْبَرَ، وَ اَلاِسْتِكْبَارُ هُوَ أَوَّلُ مَعْصِيَةٍ عُصِيَ اَللَّهُ بِهَا قَالَ: فَقَالَ إِبْلِيسُ: يَا رَبِّ، أَعْفِنِي مِنَ اَلسُّجُودِ لِآدَمَ، وَ أَنَا أَعْبُدُكَ عِبَادَةً لَمْ يَعْبُدْكَهَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لاَ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ. فَقَالَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: لاَ حَاجَةَ لِي إِلَى عِبَادَتِكَ، أَنَا أُرِيدُ أَنْ أُعْبَدَ مِنْ حَيْثُ أُرِيدُ لاَ مِنْ حَيْثُ تُرِيدُ فَأَبَى أَنْ يَسْجُدَ. فَقَالَ اَللَّهُ: فَاخْرُجْ مِنْهٰا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ*`وَ إِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلىٰ يَوْمِ اَلدِّينِ . فَقَالَ إِبْلِيسُ: يَا رَبِّ، وَ كَيْفَ وَ أَنْتَ اَلْعَدْلُ اَلَّذِي لاَ يَجُورُ وَ لاَ يَظْلِمُ، فَثَوَابُ عَمَلِي بَطَلَ؟! قَالَ: لاَ، وَ لَكِنْ سَلْنِي مِنْ أَمْرِ اَلدُّنْيَا مَا شِئْتَ ثَوَاباً لِعَمَلِكَ فَأُعْطِيَكَ. فَأَوَّلُ مَا سَأَلَ اَلْبَقَاءُ إِلَى يَوْمِ اَلدِّينِ، فَقَالَ اَللَّهُ: قَدْ أَعْطَيْتُكَ. قَالَ: سَلِّطْنِي عَلَى وُلْدِ آدَمَ، فَقَالَ: سَلَّطْتُكَ. قَالَ: أَجْرِنِي فِيهِمْ كَمَجْرَى اَلدَّمِ فِي اَلْعُرُوقِ، فَقَالَ: قَدْ أَجْرَيْتُكَ. قَالَ: لاَ يُولَدُ لَهُمْ وَلَدٌ إِلاَّ وُلِدَ لِي اِثْنَانِ، وَ أَرَاهُمْ وَ لاَ يَرَوْنِي، وَ أَتَصَوَّرُ لَهُمْ فِي كُلِّ صُورَةٍ شِئْتُ، فَقَالَ: قَدْ أَعْطَيْتُكَ. قَالَ: يَا رَبِّ زِدْنِي؛ قَالَ: قَدْ جَعَلْتُ لَكَ وَ لِذُرِّيَّتِكَ صُدُورَهُمْ أَوْطَاناً، قَالَ: رَبِّ، حَسْبِي. فَقَالَ إِبْلِيسُ عِنْدَ ذَلِكَ: فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ*`إِلاّٰ عِبٰادَكَ مِنْهُمُ اَلْمُخْلَصِينَ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَ مِنْ خَلْفِهِمْ وَ عَنْ أَيْمٰانِهِمْ وَ عَنْ شَمٰائِلِهِمْ وَ لاٰ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شٰاكِرِينَ ».
14391 / _10 وَ عَنْهُ: قَالَ: حَدَّثَنَا اَلْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ ضُرَيْسٍ اَلْبَجَلِيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عُمَارَةُ اَلسُّكَّرِيُّ اَلسُّرْيَانِيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَاصِمٍ بِقَزْوِينَ ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ هَارُونَ اَلْكَرْخِيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ سَلاَّمِ بْنِ عُبَيْدِ اَللَّهِ مَوْلَى رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ سَلاَّمٍ أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ )، فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ 18آدَمَ ، لِمَ سُمِّيَ 18آدَمَ ؟ قَالَ: «لِأَنَّهُ خُلِقَ مِنْ طِينِ اَلْأَرْضِ وَ أَدِيمِهَا». قَالَ: 18فَآدَمُ خُلِقَ مِنَ اَلطِّينِ كُلِّهِ، أَوْ مِنْ طِينٍ وَاحِدٍ؟ قَالَ: «بَلْ مِنَ اَلطِّينِ كُلِّهِ، وَ لَوْ خُلِقَ مِنْ طِينٍ وَاحِدٍ لَمَا عَرَفَ اَلنَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، وَ كَانُوا عَلَى صُورَةٍ وَاحِدَةٍ». قَالَ: فَلَهُمْ فِي اَلدُّنْيَا مَثَلٌ؟ قَالَ: «اَلتُّرَابُ؛ لِأَنَّ فِيهِ أَبْيَضَ، وَ فِيهِ أَخْضَرَ، وَ فِيهِ أَشْقَرَ، وَ فِيهِ أَغْبَرَ، وَ فِيهِ أَحْمَرَ، وَ فِيهِ أَزْرَقَ، وَ فِيهِ عَذْبٌ، وَ فِيهِ مِلْحٌ، وَ فِيهِ خَشِنٌ، وَ فِيهِ لِينٌ، وَ فِيهِ أَصْهَبُ، فَلِذَلِكَ صَارَ اَلنَّاسُ فِيهِمْ لَيِّنٌ، وَ فِيهِمْ خَشِنٌ، وَ فِيهِمْ أَبْيَضُ، وَ فِيهِمْ أَصْفَرُ وَ أَحْمَرُ وَ أَصْهَبُ وَ أَسْوَدُ، عَلَى أَلْوَانِ اَلتُّرَابِ».
63791 / _1 مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ : عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ ، عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ مَيَّاحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، قَالَ: «إِنَّ 1إِبْلِيسَ قَاسَ نَفْسَهُ 18بِآدَمَ ، فَقَالَ خَلَقْتَنِي مِنْ نٰارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ وَ لَوْ قَاسَ اَلْجَوْهَرَ اَلَّذِي خَلَقَ اَللَّهُ تَعَالَى مِنْهُ 18آدَمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) بِالنَّارِ كَانَ ذَلِكَ أَكْثَرَ نُوراً وَ ضِيَاءً مِنَ اَلنَّارِ».
63792 / _2 وَ عَنْهُ : عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ اَلْعَقِيلِيِّ ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ اَلْقُرَشِيِّ ، قَالَ: دَخَلَ أَبُو حَنِيفَةَ عَلَى أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فَقَالَ لَهُ: «يَا أَبَا حَنِيفَةَ ، بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقِيسُ؟» قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: «لاَ تَقِسْ، فَإِنَّ أَوَّلَ مَنْ قَاسَ 1إِبْلِيسُ حِينَ قَالَ خَلَقْتَنِي مِنْ نٰارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ فَقَاسَ مَا بَيْنَ اَلنَّارِ وَ اَلطِّينِ، وَ لَوْ قَاسَ نُورِيَّةَ 18آدَمَ بِنُورِيَّةِ اَلنَّارِ عَرَفَ فَضْلَ مَا بَيْنَ اَلنُّورَيْنِ، وَ صَفَاءَ أَحَدِهِمَا عَلَى اَلْآخَرِ».
63794 / _4 اَلْعَيَّاشِيُّ : عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: «إِنَّ اَلْمَلاَئِكَةَ كَانُوا يَحْسَبُونَ أَنَّ 1إِبْلِيسَ مِنْهُمْ، وَ كَانَ فِي عِلْمِ اَللَّهِ تَعَالَى أَنَّهُ لَيْسَ مِنْهُمْ، فَاسْتَخْرَجَ اَللَّهُ تَعَالَى مَا فِي نَفْسِهِ بِالْحَمِيَّةِ فَقَالَ: خَلَقْتَنِي مِنْ نٰارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ».
63793 / _3 [ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ اَلْبَرْقِيُّ : عَنْ أَبِيهِ] ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) لِأَبِي حَنِيفَةَ : «وَيْحَكَ، إِنَّ أَوَّلَ مَنْ قَاسَ 1إِبْلِيسُ لَمَّا أُمِرَ بِالسُّجُودِ 18لآِدَمَ قَالَ: خَلَقْتَنِي مِنْ نٰارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ».
66438 / _13 صَفْوَانُ اَلْجَمَّالُ ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فَاسْتَأْذَنَ عِيسَى بْنُ مَنْصُورٍ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: «مَا لَكَ وَ لِفُلاَنٍ، يَا عِيسَى ، أَ مَا إِنَّهُ مَا يُحِبُّكَ !» فَقَالَ: بِأَبِي وَ أُمِّي، يَقُولُ قَوْلَنَا، وَ هُوَ يَتَوَلَّى مَنْ نَتَوَلَّى. فَقَالَ: «إِنَّ فِيهِ نَخْوَةَ 1إِبْلِيسَ ». فَقَالَ: بِأَبِي وَ أُمِّي، أَ لَيْسَ يَقُولُ 1إِبْلِيسُ : خَلَقْتَنِي مِنْ نٰارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ؟ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «أَ لَيْسَ اَللَّهُ يَقُولُ: وَ شٰارِكْهُمْ فِي اَلْأَمْوٰالِ وَ اَلْأَوْلاٰدِ 1فَالشَّيْطَانُ يُبَاضِعُ اِبْنَ آدَمَ هَكَذَا» وَ قَرَنَ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ.
32,52,66708 / _2 اِبْنُ بَابَوَيْهِ ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْقَطَّانُ ، قَالَ: حَدَّثَنَا اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ اَلسُّكَّرِيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا اَلْجَوْهَرِيُّ اَلْبَصْرِيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عُمَارَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ 52اَلْخَضِرَ كَانَ نَبِيّاً مُرْسَلاً، بَعَثَهُ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى إِلَى قَوْمِهِ، فَدَعَاهُمْ إِلَى تَوْحِيدِهِ، وَ اَلْإِقْرَارِ بِأَنْبِيَائِهِ وَ رُسُلِهِ وَ كُتُبِهِ، وَ كَانَتْ آيَتُهُ أَنَّهُ كَانَ لاَ يَجْلِسُ عَلَى خَشَبَةٍ يَابِسَةٍ وَ لاَ أَرْضٍ بَيْضَاءَ إِلاَّ أَزْهَرَتْ خَضْرَاءَ، وَ إِنَّمَا سُمِّيَ خَضِراً لِذَلِكَ، وَ كَانَ اِسْمُهُ تَالِيَا بْنَ مَلْكَانَ بْنِ عَابِرِ بْنِ أَرْفَخْشَدَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، وَ إِنَّ 32مُوسَى لَمَّا كَلَّمَهُ اَللَّهُ تَكْلِيماً، وَ أَنْزَلَ عَلَيْهِ اَلتَّوْرَاةَ وَ كَتَبَ لَهُ فِي اَلْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَ تَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ، وَ جَعَلَ آيَتَهُ فِي يَدِهِ وَ فِي عَصَاهُ، وَ فِي اَلطُّوفَانِ وَ اَلْجَرَادِ وَ اَلْقُمَّلِ وَ اَلضَّفَادِعِ وَ اَلدَّمِ، وَ فَلْقِ اَلْبَحْرِ ، وَ أَغْرَقَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِرْعَوْنَ وَ جُنُودَهُ، وَ عَمِلَتِ اَلْبَشَرِيَّةُ فِيهِ حَتَّى قَالَ فِي نَفْسِهِ: مَا أَرَى أَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ خَلْقاً أَعْلَمَ مِنِّي. فَأَوْحَى اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَى جَبْرَئِيلَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : يَا جَبْرَئِيلُ ، أَدْرِكْ عَبْدِي 32مُوسَى قَبْلَ أَنْ يَهْلِكَ، وَ قُلْ: لَهُ: إِنَّ عِنْدَ مُلْتَقَى اَلْبَحْرَيْنِ رَجُلاً عَابِداً فَاتَّبِعْهُ وَ تَعَلَّمْ مِنْهُ، فَهَبَطَ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) عَلَى 32مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) بِمَا أَمَرَهُ بِهِ رَبُّهُ عَزَّ وَ جَلَّ، فَعَلِمَ 32مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) أَنَّ ذَلِكَ لِمَا حَدَّثَتْهُ بِهِ نَفْسُهُ. فَمَضَى هُوَ وَ فَتَاهُ 34يُوشَعُ بْنُ نُونٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) حَتَّى اِنْتَهَيَا إِلَى مُلْتَقَى اَلْبَحْرَيْنِ، فَوَجَدَا هُنَاكَ 52اَلْخَضِرَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) يَعْبُدُ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ، كَمَا قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِي كِتَابِهِ فَوَجَدٰا عَبْداً مِنْ عِبٰادِنٰا آتَيْنٰاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنٰا وَ عَلَّمْنٰاهُ مِنْ لَدُنّٰا عِلْماً*`قٰالَ لَهُ 32مُوسىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلىٰ أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمّٰا عُلِّمْتَ رُشْداً ؟ قَالَ لَهُ 52اَلْخَضِرُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً لِأَنِّي وُكِّلْتُ بِعِلْمٍ لاَ تُطِيقُهُ، وَ وُكِّلْتَ أَنْتَ بِعِلْمٍ لاَ أُطِيقُهُ. قَالَ 32مُوسَى : بَلْ أَسْتَطِيعُ مَعَكَ صَبْراً. فَقَالَ 52اَلْخَضِرُ : إِنَّ اَلْقِيَاسَ لاَ مَجَالَ لَهُ فِي عِلْمِ اَللَّهِ وَ أَمْرِهِ وَ كَيْفَ تَصْبِرُ عَلىٰ مٰا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً ؟ قَالَ لَهُ 32مُوسَى : سَتَجِدُنِي إِنْ شٰاءَ اَللّٰهُ صٰابِراً وَ لاٰ أَعْصِي لَكَ أَمْراً فَلَمَّا اِسْتَثْنَى اَلْمَشِيئَةَ قَبِلَهُ. قَالَ: فَإِنِ اِتَّبَعْتَنِي فَلاٰ تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتّٰى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً فَقَالَ 32مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : لَكَ ذَلِكَ عَلَيَّ فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي اَلسَّفِينَةِ خَرَقَهَا 52اَلْخَضِرُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، فَقَالَ لَهُ 32مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : أَ خَرَقْتَهٰا لِتُغْرِقَ أَهْلَهٰا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً قَالَ: أَ لَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ؟! قَالَ 32مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : لاٰ تُؤٰاخِذْنِي بِمٰا نَسِيتُ أَيْ بِمَا تَرَكْتُ مِنْ أَمْرِكَ وَ لاٰ تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً . فَانْطَلَقٰا حَتّٰى إِذٰا لَقِيٰا غُلاٰماً فَقَتَلَهُ 52اَلْخَضِرُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، فَغَضِبَ 32مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) وَ أَخَذَ بِتَلاَبِيبِهِ وَ قَالَ لَهُ: أَ قَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً ؟! قَالَ لَهُ 52اَلْخَضِرُ : إِنَّ اَلْعُقُولَ لاَ تَحْكُمُ عَلَى أَمْرِ اَللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ، بَلْ أَمْرُ اَللَّهِ يَحْكُمُ عَلَيْهَا، فَسَلِّمْ لِمَا تَرَى مِنِّي وَ اِصْبِرْ عَلَيْهِ، فَقَدْ كُنْتُ عَلِمْتُ أَنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً. قَالَ 32مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهٰا فَلاٰ تُصٰاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتُ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً . فَانْطَلَقٰا حَتّٰى إِذٰا أَتَيٰا أَهْلَ قَرْيَةٍ وَ هِيَ اَلنَّاصِرَةُ، وَ إِلَيْهَا تُنْسَبُ اَلنَّصَارَى اِسْتَطْعَمٰا أَهْلَهٰا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمٰا فَوَجَدٰا فِيهٰا جِدٰاراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَوَضَعَ 52اَلْخَضِرُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) يَدَهُ عَلَيْهِ فَأَقَامَهُ فَقَالَ لَهُ 32مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : لَوْ شِئْتَ لاَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً ؟ قَالَ لَهُ 52اَلْخَضِرُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : هٰذٰا فِرٰاقُ بَيْنِي وَ بَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مٰا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً فَقَالَ: أَمَّا اَلسَّفِينَةُ فَكٰانَتْ لِمَسٰاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي اَلْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهٰا وَ كٰانَ وَرٰاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ صَالِحَةٍ غَصْباً فَأَرَدْتُ بِمَا فَعَلْتُ أَنْ تَبْقَى لَهُمْ، وَ لاَ يَغْصِبَهُمُ اَلْمَلِكُ عَلَيْهَا، فَنَسَبَ اَلْإِبَانَةَ فِي هَذَا اَلْفِعْلِ إِلَى نَفْسِهِ لِعِلَّةِ ذِكْرِ اَلتَّعْيِيبِ، لِأَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَعِيبَهَا عِنْدَ اَلْمَلِكِ حَتَّى إِذَا شَاهَدَهَا فَلاَ يَغْصِبُ اَلْمَسَاكِينَ عَلَيْهَا، وَ أَرَادَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ صَلاَحَهُمْ بِمَا أَمَرَهُ بِهِ مِنْ ذَلِكَ. ثُمَّ قَالَ: وَ أَمَّا اَلْغُلاٰمُ فَكٰانَ أَبَوٰاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَطُبِعَ كَافِراً، وَ عَلِمَ اَللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ أَنَّهُ إِنْ بَقِيَ كَفَرَ أَبَوَاهُ وَ اِفْتَتَنَا بِهِ وَ ضَلاَّ بِإِضْلاَلِهِ إِيَّاهُمَا، فَأَمَرَنِيَ اَللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ بِقَتْلِهِ، وَ أَرَادَ بِذَلِكَ نَقْلَهُمْ إِلَى مَحَلِّ كَرَامَتِهِ فِي اَلْعَاقِبَةِ، فَاشْتَرَكَ فِي اَلْإِبَانَةِ بِقَوْلِهِ: فَخَشِينٰا أَنْ يُرْهِقَهُمٰا طُغْيٰاناً وَ كُفْراً*`فَأَرَدْنٰا أَنْ يُبْدِلَهُمٰا رَبُّهُمٰا خَيْراً مِنْهُ زَكٰاةً وَ أَقْرَبَ رُحْماً وَ إِنَّمَا اِشْتَرَكَ فِي اَلْإِبَانَةِ لِأَنَّهُ خَشِيَ، وَ اَللَّهُ لاَ يَخْشَى لِأَنَّهُ لاَ يَفُوتُهُ شَيْءٌ، وَ لاَ يَمْتَنِعُ عَلَيْهِ أَحَدٌ أَرَادَهُ، وَ إِنَّمَا خَشِيَ 52اَلْخَضِرُ مِنْ أَنْ يُحَالَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ مَا أُمِرَ فِيهِ فَلاَ يُدْرِكَ ثَوَابَ اَلْإِمْضَاءِ فِيهِ، وَ وَقَعَ فِي نَفْسِهِ أَنَّ اَللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ جَعَلَهُ سَبَباً لِرَحْمَةِ أَبَوَيِ اَلْغُلاَمِ، فَعَمِلَ فِيهِ وَسَطَ اَلْأَمْرِ مِنَ اَلْبَشَرِيَّةِ مِثْلَ مَا كَانَ عَمِلَ فِي 32مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، لِأَنَّهُ صَارَ فِي اَلْوَقْتِ مُخْبِراً، وَ كَلِيمُ اَللَّهِ 32مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) مُخْبَراً، وَ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ بِاسْتِحْقَاقِ 52اَلْخَضِرِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) لِلرُّتْبَةِ عَلَى 32مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) وَ هُوَ أَفْضَلُ مِنَ 52اَلْخَضِرِ ، بَلْ كَانَ لاِسْتِحْقَاقِ 32مُوسَى لِلتَّبْيِينِ. ثُمَّ قَالَ: وَ أَمَّا اَلْجِدٰارُ فَكٰانَ لِغُلاٰمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي اَلْمَدِينَةِ وَ كٰانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمٰا وَ كٰانَ أَبُوهُمٰا صٰالِحاً وَ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ اَلْكَنْزُ بِذَهَبٍ وَ لاَ فِضَّةٍ، وَ لَكِنْ كَانَ لَوْحاً مِنْ ذَهَبٍ مَكْتُوبٍ فِيهِ: عَجَبٌ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْمَوْتِ كَيْفَ يَفْرَحُ، عَجَبٌ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْقَدَرِ كَيْفَ يَحْزَنُ، عَجَبٌ لِمَنْ أَيْقَنَ أَنَّ اَلْبَعْثَ حَقٌّ كَيْفَ يَظْلِمُ، عَجَبٌ لِمَنْ يَرَى اَلدُّنْيَا وَ تَصَرُّفَ أَهْلِهَا حَالاً بَعْدَ حَالٍ كَيْفَ يَطْمَئِنُّ إِلَيْهَا، وَ كَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً، وَ كَانَ بَيْنَهُمَا وَ بَيْنَ هَذَا اَلْأَبِ اَلصَّالِحِ سَبْعُونَ أَباً، فَحَفِظَهُمَا اَللَّهُ بِصَلاَحِهِ، ثُمَّ قَالَ: فَأَرٰادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغٰا أَشُدَّهُمٰا وَ يَسْتَخْرِجٰا كَنزَهُمٰا فَتَبَرَّأَ مِنَ اَلْإِبَانَةِ فِي آخِرِ اَلْقِصَصِ، وَ نَسَبَ اَلْإِرَادَةَ كُلَّهَا إِلَى اَللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ فِي ذَلِكَ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَقِيَ شَيْءٌ مِمَّا فَعَلَهُ فَيُخْبِرَ بِهِ بَعْدُ وَ يَصِيرَ 32مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) بِهِ مُخْبَراً وَ مُصْغِياً إِلَى كَلاَمِهِ تَابِعاً لَهُ، فَتَجَرَّدَ مِنَ اَلْإِبَانَةِ وَ اَلْإِرَادَةِ تَجَرُّدَ اَلْعَبْدِ اَلْمُخْلِصِ، ثُمَّ صَارَ مُتَنَصِّلاً مِمَّا أَتَاهُ مِنَ نِسْبَةِ اَلْإِبَانَةِ فِي أَوَّلِ اَلْقِصَّةِ، وَ مِنِ اِدِّعَائِهِ اَلاِشْتِرَاكَ فِي ثَانِي اَلْقِصَّةِ، فَقَالَ: رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَ مٰا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذٰلِكَ تَأْوِيلُ مٰا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً . ثُمَّ قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ) : «إِنَّ أَمْرَ اَللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لاَ يُحْمَلَ عَلَى اَلْمَقَايِيسِ، وَ مَنْ حَمَلَ أَمْرَ اَللَّهِ عَلَى اَلْمَقَايِيسِ هَلَكَ وَ أَهْلَكَ، إِنَّ أَوَّلَ مَعْصِيَةٍ ظَهَرَتْ، اَلْإِبَانَةُ مِنْ 1إِبْلِيسَ اَللَّعِينِ، حِينَ أَمَرَ اَللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ مَلاَئِكَتَهُ بِالسُّجُودِ 18لِآدَمَ فَسَجَدُوا، وَ أَبَى 1إِبْلِيسُ اَللَّعِينُ أَنْ يَسْجُدَ، فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: مٰا مَنَعَكَ أَلاّٰ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قٰالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نٰارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ فَكَانَ أَوَّلُ كُفْرِهِ قَوْلَهُ: أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ ثُمَّ قِيَاسَهُ بِقَوْلِهِ: خَلَقْتَنِي مِنْ نٰارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ فَطَرَدَهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْ جِوَارِهِ وَ لَعَنَهُ وَ سَمَّاهُ رَجِيماً، وَ أَقْسَمَ بِعِزَّتِهِ لاَ يَقِيسُ أَحَدٌ فِي دِينِهِ إِلاَّ قَرَنَهُ مَعَ عَدُوِّهِ 1إِبْلِيسَ فِي أَسْفَلِ دَرْكٍ مِنَ اَلنَّارِ».
69142 / _1 مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ : عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ ، عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ مَيَّاحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: «إِنَّ 1إِبْلِيسَ قَاسَ نَفْسَهُ 18بِآدَمَ ، فَقَالَ: خَلَقْتَنِي مِنْ نٰارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ، فَلَوْ قَاسَ اَلْجَوْهَرَ اَلَّذِي خَلَقَ اَللَّهُ مِنْهُ 18آدَمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) بِالنَّارِ، كَانَ ذَلِكَ أَكْثَرَ نُوراً وَ سَنَاءً مِنَ اَلنَّارِ».
69143 / _2 وَ عَنْهُ : عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ اَلْعَقِيلِيِّ ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ اَلْقُرَشِيِّ ، قَالَ: دَخَلَ أَبُو حَنِيفَةَ عَلَى أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، فَقَالَ لَهُ: «يَا أَبَا حَنِيفَةَ ، بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقِيسُ»؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: «لاَ تَقِسْ، فَإِنَّ أَوَّلَ مَنْ قَاسَ 1إِبْلِيسُ حِينَ قَالَ: خَلَقْتَنِي مِنْ نٰارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ، فَقَاسَ مَا بَيْنَ اَلنَّارِ وَ اَلطِّينِ، وَ لَوْ قَاسَ نُورِيَّةَ 18آدَمَ بِنُورِيَّةِ اَلنَّارِ، عَرَفَ فَضْلَ مَا بَيْنَ اَلنُّورَيْنِ، وَ صَفَاءَ أَحَدِهِمَا عَلَى اَلْآخَرِ».
اخرج عبد بن حميد و ابن المنذر و ابن ابى حاتم و ابو الشيخ عن قتادة قوله قٰالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نٰارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ قال حسد عدو الله إبليس آدم على ما أعطاه الله من الكرامة و قال أنا ناري و هذا طيني فكان بدء الذنوب الكبر استكبر عدو الله ان يسجد لآدم فأهلكه الله بكبره و حسده
و اخرج أبو الشيخ عن ابى صالح قال خلق إبليس من نار العزة و خلقت الملائكة من نور العزة
و اخرج ابن جرير عن الحسن في قوله خَلَقْتَنِي مِنْ نٰارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ قال قاس إبليس و هو أول من قاس
6,14و اخرج أبو نعيم في الحلية و الديلمي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أول من قاس امر الدين برأيه إبليس قال الله له اسجد لآدم فقال أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نٰارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ قال جعفر فمن قاس امر الدين برأيه قرنه الله تعالى يوم القيامة بإبليس لأنه اتبعه بالقياس
كه خداوند آدم را آفريد.او چهل سال به صورت نقش و نگار باقى ماند.در اين سالها شيطان ملعون از كنارش مىگذشت و مىگفت:كاسهاى زير نيمكاسه است و تو از براى كارى آفريده شدهاى.حضرت صادق عليه السّلام فرمود:شيطان كه لعنت خدا بر او باد گفت:اگر خداوند مرا فرمان دهد كه به اين سجده كنم، هرآينه از او سرپيچى كنم.سپس خداوند متعال در جسم آدم دميد،چون روح در پيكر او به بينىاش رسيد او عطسهاى كرد و گفت:الحمد للّه.خداوند متعال به او فرمود: يرحمك اللّه«خدا تو را رحمت كند»حضرت فرمود:و اينگونه بود كه رحمت خدا بر او از...
10)و از وى،از حسين بن يحيى بن ضريس بجلى،از پدرش،از ابو جعفر عماره سكرى سريانى،از ابراهيم بن عاصم قزوين،از عبد اللّه بن هارون كرخى،از ابو جعفر احمد بن عبد اللّه بن يزيد بن سلاّم بن عبيد اللّه،خادم رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله،از ابى عبد اللّه بن يزيد،از يزيد بن سلام روايت شده است كه او گفت: به رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله عرض كردم:مرا درباره آدم آگاه ساز كه«چرا آدم ناميده شد»؟حضرت فرمود:چرا كه او از گل زمين و اديم آن«يعنى سطح آن» آفريده شد.عرض كرد:آدم از همه خاكها آفريده شد يا از يك...
1)محمد بن يعقوب:از محمد بن يحيى،از احمد بن محمد،از حسن بن على بن يقطين،از حسين بن مياح،از پدرش،از امام صادق عليه السلام روايت كرده است كه فرمودند:همانا ابليس خود را با آدم مقايسه كرد و گفت: «خَلَقْتَنِي مِنْ نٰارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ» و اگر جوهرى را كه خداى عز و جل آدم عليه السلام را از آن آفريده است با آتش مقايسه مىكرد،به اين نتيجه مىرسيد كه نور و درخشش آن جوهر،از آتش بيشتر است.3
2)و از همو:از على بن ابراهيم،از پدرش،از احمد بن عبد اللّه عقيلى،از عيسى بن عبد اللّه قرشى نقل شده است كه گفت:ابو حنيفه نزد امام صادق عليه السلام آمد،و امام به او فرمودند:اى ابو حنيفه!به من گفتهاند كه تو قياس مىكنى؟ گفت:بلى.فرمودند:قياس مكن،زيراكه اول كسى كه قياس كرد،ابليس بود، هنگامى كه گفت: «خَلَقْتَنِي مِنْ نٰارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ» و آتش را با گل مقايسه كرد و اگر نورانيت آدم را با نورانيت آتش مقايسه كرده بود،برترى و فاصله و فرق بين اين دو نور و صفاى يكى از آنها بر ديگرى را درك...
3)احمد بن محمد بن خالد برقى:از پدرش،از حماد بن عيسى،از بعضى از اصحاب او نقل كرده است كه گفت:امام صادق عليه السلام به ابو حنيفه فرمودند: واى بر تو،ابليس اول كسى بود كه به قياس روى آورد و آن هنگامى بود كه به سجده بر آدم امر شد و گفت: «خَلَقْتَنِي مِنْ نٰارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ». 2
4)عياشى:از داود بن فرقد،از امام صادق عليه السلام روايت كرده است كه آن حضرت فرمودند:فرشتگان گمان مىكردند كه ابليس از آنان است،اما خداى عز و جل مىدانست كه او از آنان نيست،پس خداى عز و جل تعصب او را آشكار نمود و ابليس گفت: «خَلَقْتَنِي مِنْ نٰارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ». 3
13)صفوان جمّال گفته است:نزد امام صادق عليه السّلام بودم.عيسى بن منصور اجازه ورود خواست.امام به او فرمود:تو را با فلانى چهكار،اى عيسى!او تو را دوست ندارد!عيسى عرض كرد:پدر و مادرم فدايتان!او اعتقاد ما را دارد و هركس را ما دوست داريم و ولايتش را پذيرفتهايم،او هم دوست دارد و ولايتش را پذيرفته است.امام به او فرمود:او نخوت ابليس را دارد.عرض كردم:پدر و مادرم فدايتان!آيا جز اين است كه ابليس گفته: «خَلَقْتَنِي مِنْ نٰارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ» 4 [مرا از آتش آفريدى و او را از گل آفريدى]امام...
2)ابن بابويه از احمد بن حسن قطّان،از حسن بن على سكرى،از محمد بن زكرياى جوهرى بصرى،از جعفر بن عماره،از امام صادق عليه السّلام روايت مىكند:خضر پيامبرى بود كه خداوند عز و جل او را بهسوى قومش مبعوث كرد و او آنها را به توحيد و ايمان آوردن به پيامبران الهى و كتب آسمانى دعوت كرد.نشانه نبوت او اين بود كه بر روى هر چوب خشك يا زمين خشكى كه مىنشست،گياه مىروييد و به همين سبب خضر ناميده شد و نام اصلى او تاليا بن ملكان بن عابر بن ارفخشد بن سام بن نوح عليه السّلام بود.هنگامى كه خداوند عز و جل با موسى سخن...
1)محمّد بن يعقوب،از محمّد بن يحيى،از احمد بن محمّد،از حسن بن على بن يقطين،از حسين بن مياح،از پدرش،از حضرت امام جعفر صادق عليه السلام روايت كرده است كه ايشان فرمود:شيطان خود را با آدم عليه السلام قياس كرد و [به خداوند متعال]عرض كرد: «خَلَقْتَنِي مِنْ نٰارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ»، امّا اگر جوهرى را كه خداوند از آن،آدم را آفريده بود،با آتش قياس مىكرد،آن را پرنورتر و درخشندهتر از آتش مىيافت.2
2)و از وى،از على بن ابراهيم،از پدرش،از احمد بن عبد اللّه عقيلى،از عيسى بن عبد اللّه قرشى روايت شده است كه او گفت:ابو حنيفه خدمت حضرت امام جعفر صادق عليه السلام رسيد،حضرت(عليه السلام)به او فرمود:اى ابو حنيفه!خبردار شدهام كه قياس مىكنى؟ عرض كرد:بله.فرمود:قياس نكن؛زيرا نخستين كسى كه قياس كرد،شيطان بود.در آن هنگام كه عرض كرد: «خَلَقْتَنِي مِنْ نٰارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ» و اينگونه ميان آتش و گل قياس كرد، حالآنكه اگر نورانيت آدم را با نورانيت آتش قياس كرده بود،فضيلت[و تفاوت]بين آن دو نور،و...
پس خداوند از آدم نخست مجسمهاش را ساخت،و چهل سال به همان حال باقى گذاشت،چون ابليس لعين از او مىگذشت به آن مجسمه مىگفت: خداوند تو را براى امرى درست كرده است؛پس عالم آل محمد عليهم السّلام فرمود: ابليس با خود گفت:اگر خدا مرا به سجده بر اين موجود امر كند،امرش را نافرمانى كرده و او را اطاعت نمىكنم؛آنگاه فرمود:سپس خداوند در آن مجسمه دميد چون روح به دماغش رسيد عطسه كرد و گفت:«الحمد لله؛ حمد و سپاس براى خداوند است»و خداوند تبارك و تعالى در جواب او فرمود:«يرحمك اللّه؛رحمت خداوند بر تو باد».2 امام صادق...
6 و عنه عليه السلام: أن الملائكة كانوا يحسبون أن 1إبليس منهم و كان في علم اللّٰه أنّه ليس منهم فاستخرج ما في نفسه من الحمية فقال خَلَقْتَنِي مِنْ نٰارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ .
6 في الكافي عن الصادق عليه السلام : أنّ 1إبليس قاس نفسه 18بآدم فقال خَلَقْتَنِي مِنْ نٰارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ فلو قاس الجوهر الذي خلق اللّٰه منه 18آدم بالنّار كان ذٰلك أكثر نوراً و ضياءً من النار.
6 و في الكافي و الإحتجاج و العلل عنه عليه السلام : أنّه دخل عليه أبو حنيفة فقال له يا أبا حنيفة بلغني أنك تقيس قال نعم أنا أقيس قال لا تقس فانّ أول من قاس 1إبليس حين قال خَلَقْتَنِي مِنْ نٰارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ فقاس ما بين النار و الطين و لو قاس نورية 18آدم بنورية النار عرف فضل ما بين النورين و صفاء أحدهما على الآخر.
6 و عنه عليه السلام في حديث طويل: أن أوّل معصية ظهرت الأنانية من إبليس اللعين حين أمر اللّٰه ملائكته بالسجود لآدم فسجدوا و أبى اللعين أن يسجد فقال اللّٰه عز و جل مٰا مَنَعَكَ أَلاّٰ تَسْجُدَ الآية فطرده اللّٰه عزّ و جلّ عن جواره و لعنه و سماه رجيماً و اقسم بعزته لا يقيس احدٌ في دينه الا قرنه مع عدوه إبليس في أسفل درك من النار.