24,63521 / _11 ثُمَّ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنِ اِبْنِ مُسْكَانَ ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «إِنَّ آزَرَ أَبَا 24إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) كَانَ مُنَجِّماً لِنُمْرُودَ بْنِ كَنْعَانَ ، فَقَالَ لَهُ: إِنِّي أَرَى فِي حِسَابِ اَلنُّجُومِ أَنَّ فِي هَذَا اَلزَّمَانِ يَحْدُثُ رَجُلٌ فَيَنْسَخُ هَذَا اَلدِّينَ، وَ يَدْعُو إِلَى دِينٍ آخَرَ. فَقَالَ اَلنُّمْرُودُ فِي أَيِّ بِلاَدٍ يَكُونُ؟ قَالَ: فِي هَذِهِ اَلْبِلاَدِ. وَ كَانَ مَنْزِلُ نُمْرُودَ بِكُوثَى رُبَا ، فَقَالَ لَهُ نُمْرُودُ : قَدْ خَرَجَ إِلَى اَلدُّنْيَا؟ قَالَ آزَرُ : لاَ. قَالَ: فَيَنْبَغِي أَنْ يُفَرَّقَ بَيْنَ اَلرِّجَالِ وَ اَلنِّسَاءِ. فَفُرِّقَ بَيْنَ اَلرِّجَالِ وَ اَلنِّسَاءِ. وَ حَمَلَتْ أُمُّ 24إِبْرَاهِيمَ 24بِإِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) وَ لَمْ يَبِنْ حَمْلُهَا، فَلَمَّا حَانَتْ وِلاَدَتُهَا قَالَتْ: يَا آزَرُ ، إِنِّي قَدِ اِعْتَلَلْتُ وَ أُرِيدُ أَنْ أَعْتَزِلَ عَنْكَ. وَ كَانَ فِي ذَلِكَ اَلزَّمَانِ، اَلْمَرْأَةُ إِذَا اِعْتَلَّتْ اِعْتَزَلَتْ عَنْ زَوْجِهَا، فَخَرَجَتْ وَ اِعْتَزَلَتْ فِي غَارٍ، وَ وَضَعَتْ 24إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، فَهَيَّأَتْهُ، وَ قَمَطَتْهُ، وَ رَجَعَتْ إِلَى مَنْزِلِهَا، وَ سَدَّتْ بَابَ اَلْغَارِ بِالْحِجَارَةِ، فَأَجْرَى اَللَّهُ 24لِإِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) لَبَناً مِنْ إِبْهَامِهِ، وَ كَانَتْ أُمُّهُ تَأْتِيهِ. وَ وَكَّلَ نُمْرُودُ بِكُلِّ اِمْرَأَةٍ حَامِلٍ، فَكَانَ يَذْبَحُ كُلَّ وَلَدِ ذَكَرٍ، فَهَرَبَتْ أُمُّ 24إِبْرَاهِيمَ 24بِإِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) مِنَ اَلذَّبْحِ، وَ كَانَ يَشِبُّ 24إِبْرَاهِيمُ فِي اَلْغَارِ يَوْماً كَمَا يَشِبُّ غَيْرُهُ فِي اَلشَّهْرِ، حَتَّى أَتَى لَهُ فِي اَلْغَارِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً. فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ زَارَتْهُ أُمُّهُ، فَلَمَّا أَرَادَتْ أَنْ تُفَارِقَهُ تَشَبَّثَ بِهَا، فَقَالَ: يَا أُمِّي، أَخْرِجِينِي. فَقَالَتْ لَهُ: يَا بُنَيَّ، إِنَّ اَلْمَلِكَ إِنْ عَلِمَ أَنَّكَ وُلِدْتَ فِي هَذَا اَلزَّمَانِ قَتَلَكَ. فَلَمَّا خَرَجَتْ أُمُّهُ وَ خَرَجَ مِنَ اَلْغَارِ وَ قَدْ غَابَتِ اَلشَّمْسُ، نَظَرَ إِلَى اَلزُّهَرَةِ فِي اَلسَّمَاءِ، فَقَالَ: هَذَا رَبِّي. فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ: لَوْ كَانَ هَذَا رَبِّي مَا تَحَرَّكَ وَ لاَ بَرِحَ، ثُمَّ قَالَ: لاَ أُحِبُّ اَلْآفِلِينَ وَ اَلْآفِلُ: اَلْغَائِبُ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى اَلْمَشْرِقِ رَأَى اَلْقَمَرَ بَازِغاً، قَالَ: هَذَا رَبِّي، هَذَا أَكْبَرُ وَ أَحْسَنُ. فَلَمَّا تَحَرَّكَ وَ زَالَ قَالَ 24إِبْرَاهِيمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ اَلْقَوْمِ اَلضّٰالِّينَ فَلَمَّا أَصْبَحَ وَ طَلَعَتِ اَلشَّمْسُ وَ رَأَى ضَوْءَهَا، وَ قَدْ أَضَاءَتِ اَلدُّنْيَا لِطُلُوعِهَا قَالَ: هَذَا رَبِّي، هَذَا أَكْبَرُ وَ أَحْسَنُ، فَلَمَّا تَحَرَّكَتْ وَ زَالَتْ كَشَفَ اَللَّهُ لَهُ عَنِ اَلسَّمَاوَاتِ حَتَّى رَأَى اَلْعَرْشَ وَ مَنْ عَلَيْهِ، وَ أَرَاهُ اَللَّهُ مَلَكُوتَ اَلسَّمَاوَاتِ وَ اَلْأَرْضِ، فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ: يٰا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمّٰا تُشْرِكُونَ* إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضَ حَنِيفاً وَ مٰا أَنَا مِنَ اَلْمُشْرِكِينَ فَجَاءَ إِلَى أُمِّهِ وَ أَدْخَلَتْهُ دَارَهَا وَ جَعَلَتْهُ بَيْنَ أَوْلاَدِهَا». وَ سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) عَنْ قَوْلِ 24إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : هٰذٰا رَبِّي ، أَشْرَكَ فِي قَوْلِهِ: هٰذٰا رَبِّي ؟ فَقَالَ: «لاَ، بَلْ مَنْ قَالَ هَذَا اَلْيَوْمَ فَهُوَ مُشْرِكٌ، وَ لَمْ يَكُنْ مِنْ 24إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) شِرْكٌ، وَ إِنَّمَا كَانَ فِي طَلَبِ رَبِّهِ، وَ هُوَ مِنْ غَيْرِهِ شِرْكٌ». «فَلَمَّا دَخَلَتْ أُمُّ 24إِبْرَاهِيمَ 24بِإِبْرَاهِيمَ دَارَهَا نَظَرَ إِلَيْهِ آزَرُ فَقَالَ: مَنْ هَذَا اَلَّذِي قَدْ بَقِيَ فِي سُلْطَانِ اَلْمُلْكِ، وَ اَلْمَلِكُ يَقْتُلُ أَوْلاَدَ اَلنَّاسِ؟ قَالَتْ: هَذَا اِبْنُكَ، وَلَدْتُهُ وَقْتَ كَذَا وَ كَذَا حِينَ اِعْتَزَلْتُ عَنْكَ. قَالَ: وَيْحَكَ، إِنْ عَلِمَ اَلْمَلِكُ بِهَذَا زَالَتْ مَنْزِلَتُنَا عِنْدَهُ. وَ كَانَ آزَرُ صَاحِبَ أَمْرِ نُمْرُودَ وَ وَزِيرَهُ، وَ كَانَ يَتَّخِذُ اَلْأَصْنَامَ لَهُ وَ لِلنَّاسِ، وَ يَدْفَعُهَا إِلَى وُلْدِهِ فَيَبِيعُونَهَا، وَ كَانَ فِي دَارِ اَلْأَصْنَامِ، فَقَالَتْ أُمُّ 24إِبْرَاهِيمَ لِآزَرَ : لاَ عَلَيْكَ، إِنْ لَمْ يَشْعُرِ اَلْمَلِكُ بِهِ بَقِيَ لَنَا وَلَدُنَا ، وَ إِنْ شَعَرَ بِهِ كَفَيْتُكَ اَلاِحْتِجَاجَ عَنْهُ. وَ كَانَ آزَرُ كُلَّمَا نَظَرَ إِلَى 24إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) أَحَبَّهُ حُبّاً شَدِيداً، وَ كَانَ يَدْفَعُ إِلَيْهِ اَلْأَصْنَامَ لِيَبِيعَهَا كَمَا يَبِيعُ إِخْوَتُهُ، فَكَانَ يُعَلِّقُ فِي أَعْنَاقِهَا اَلْخُيُوطَ، وَ يَجُرُّهَا عَلَى اَلْأَرْضِ وَ يَقُولُ: مَنْ يَشْتَرِي مَا لاَ يَضُرُّهُ وَ لاَ يَنْفَعُهُ؟! وَ يُغْرِقُهَا فِي اَلْمَاءِ وَ اَلْحَمْأَةِ وَ يَقُولُ لَهَا: اِشْرَبِي وَ كُلِي وَ تَكَلَّمِي، فَذَكَرَ إِخْوَتُهُ ذَلِكَ لِأَبِيهِ فَنَهَاهُ، فَلَمْ يَنْتَهِ، فَحَبَسَهُ فِي مَنْزِلِهِ وَ لَمْ يَدَعْهُ يَخْرُجُ. وَ حَاجَّهُ قَوْمُهُ، فَقَالَ 24إِبْرَاهِيمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : أَ تُحٰاجُّونِّي فِي اَللّٰهِ وَ قَدْ هَدٰانِ أَيْ بَيَّنَ لِي وَ لاٰ أَخٰافُ مٰا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاّٰ أَنْ يَشٰاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَ فَلاٰ تَتَذَكَّرُونَ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: وَ كَيْفَ أَخٰافُ مٰا أَشْرَكْتُمْ وَ لاٰ تَخٰافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللّٰهِ مٰا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطٰاناً فَأَيُّ اَلْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَيْ أَنَا أَحَقُّ بِالْأَمْنِ حَيْثُ أَعْبُدُ اَللَّهَ، أَوْ أَنْتُمُ اَلَّذِينَ تَعْبُدُونَ اَلْأَصْنَامَ!!».
24,63525 / _15 اَلْعَيَّاشِيُّ : عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ: وَ إِذْ قٰالَ 24إِبْرٰاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ ، قَالَ: «كَانَ اِسْمُ أَبِيهِ آزَرَ ».
18,44,32,24,13,143536 / _26 اِبْنُ اَلْفَارِسِيِّ فِي ( رَوْضَةِ اَلْوَاعِظِينَ ) وَ غَيْرُهُ: رَوَى عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي عَمْرٍو وَ أَبِي سَعِيدٍ اَلْخُدْرِيِّ قَالاَ: كُنَّا جُلُوساً عِنْدَ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) إِذْ دَخَلَ سَلْمَانُ اَلْفَارِسِيُّ ، وَ أَبُو ذَرٍّ اَلْغِفَارِيُّ ، وَ اَلْمِقْدَادُ بْنُ اَلْأَسْوَدِ ، وَ أَبُو اَلطُّفَيْلِ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ ، فَجَثَوْا بَيْنَ يَدَيْهِ وَ اَلْحُزْنُ ظَاهِرٌ فِي وُجُوهِهِمْ، وَ قَالُوا: فَدَيْنَاكَ بِالْآبَاءِ وَ اَلْأُمَّهَاتِ يَا رَسُولَ اَللَّهِ إِنَّا نَسْمَعُ مِنْ قَوْمٍ فِي أَخِيكَ وَ اِبْنِ عَمِّكَ مَا يَحْزُنُنَا، وَ إِنَّا نَسْتَأْذِنُكَ فِي اَلرَّدِّ عَلَيْهِمْ. فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : «وَ مَا عَسَاهُمْ يَقُولُونَ فِي أَخِي وَ اِبْنِ عَمِّي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ؟». فَقَالُوا: يَقُولُونَ: أَيُّ فَضْلٍ لِعَلِيٍّ فِي سَبْقِهِ إِلَى اَلْإِسْلاَمِ، وَ إِنَّمَا أَدْرَكَهُ اَلْإِسْلاَمُ طِفْلاً، وَ نَحْوَ هَذَا اَلْقَوْلِ. فَقَالَ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): «أَ فَهَذَا يَحْزُنُكُمْ؟» قَالُوا: إِي وَ اَللَّهِ. فَقَالَ: «تَاللَّهِ أَسْأَلُكُمْ: هَلْ عَلِمْتُمْ مِنَ اَلْكُتُبِ اَلسَّالِفَةِ أَنَّ 24إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) هَرَبَ بِهِ أَبُوهُ مِنَ اَلْمَلِكِ اَلطَّاغِي، فَوَضَعَتْهُ أُمُّهُ بَيْنَ أَثْلاَثٍ بِشَاطِئِ نَهَرٍ يَتَدَفَّقُ بَيْنَ غُرُوبِ اَلشَّمْسِ وَ إِقْبَالِ اَللَّيْلِ، فَلَمَّا وَضَعَتْهُ وَ اِسْتَقَرَّ عَلَى وَجْهِ اَلْأَرْضِ قَامَ مِنْ تَحْتِهَا يَمْسَحُ وَجْهَهُ وَ رَأْسَهُ، وَ يُكْثِرُ مِنْ شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ، ثُمَّ أَخَذَ ثَوْباً فَامْتَسَحَ بِهِ، وَ أُمُّهُ تَرَاهُ ، فَذُعِرَتْ مِنْهُ ذَعْراً شَدِيداً، ثُمَّ مَضَى يُهَرْوِلُ بَيْنَ يَدَيْهَا مَادّاً عَيْنَيْهِ إِلَى اَلسَّمَاءِ، فَكَانَ مِنْهُ مَا قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كَذٰلِكَ نُرِي 24إِبْرٰاهِيمَ مَلَكُوتَ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ وَ لِيَكُونَ مِنَ اَلْمُوقِنِينَ*`فَلَمّٰا جَنَّ عَلَيْهِ اَللَّيْلُ رَأىٰ كَوْكَباً قٰالَ هٰذٰا رَبِّي إِلَى قَوْلِهِ: إِنِّي بَرِيءٌ مِمّٰا تُشْرِكُونَ . وَ عَلِمْتُمْ أَنَّ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) كَانَ فِرْعَوْنُ فِي طَلَبِهِ، يَبْقُرُ بُطُونَ اَلنِّسَاءِ اَلْحَوَامِلِ، وَ يَذْبَحُ اَلْأَطْفَالَ لِيَقْتُلَ مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، فَلَمَّا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ أُمِرَتْ أَنْ تَأْخُذَهُ مِنْ تَحْتِهَا، وَ تَقْذِفَهُ فِي اَلتَّابُوتِ، وَ تُلْقِيَ اَلتَّابُوتَ فِي اَلْيَمِّ، فَبَقِيَتْ حَيْرَانَةً حَتَّى كَلَّمَهَا مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) وَ قَالَ لَهَا: يَا أُمِّ، اِقْذِفِينِي فِي اَلتَّابُوتِ، وَ أَلْقِي اَلتَّابُوتَ فِي اَلْيَمِّ. فَقَالَتْ وَ هِيَ ذَعِرَةٌ مِنْ كَلاَمِهِ: يَا بُنَيَّ، إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ مِنَ اَلْغَرَقِ. فَقَالَ لَهَا: لاَ تَحْزَنِي، إِنَّ اَللَّهَ رَادُّنِي إِلَيْكَ . فَفَعَلَتْ مَا أُمِرَتْ بِهِ، فَبَقِيَ فِي اَلتَّابُوتِ فِي اَلْيَمِّ إِلَى أَنْ قَذَفَهُ إِلَى اَلسَّاحِلِ، وَ رَدَّهُ إِلَى أُمِّهِ بِرُمَّتِهِ، لاَ يَطْعَمُ طَعَاماً، وَ لاَ يَشْرَبُ شَرَاباً، مَعْصُوماً وَ رُوِيَ أَنَّ اَلْمُدَّةَ كَانَتْ سَبْعِينَ يَوْماً. وَ رُوِيَ: سَبْعَةَ أَشْهُرٍ وَ قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى فِي حَالِ طُفُولِيَّتِهِ: وَ لِتُصْنَعَ عَلىٰ عَيْنِي*`إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلىٰ مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنٰاكَ إِلىٰ أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهٰا وَ لاٰ تَحْزَنَ اَلْآيَةَ. وَ هَذَا عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: فَنٰادٰاهٰا مِنْ تَحْتِهٰا أَلاّٰ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا إِلَى قَوْلِهِ: إِنْسِيًّا فَكَلَّمَ أُمَّهُ وَقْتَ مَوْلِدِهِ، وَ قَالَ حِينَ أَشَارَتْ إِلَيْهِ قٰالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كٰانَ فِي اَلْمَهْدِ صَبِيًّا*`قٰالَ إِنِّي عَبْدُ اَللّٰهِ آتٰانِيَ اَلْكِتٰابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا*`وَ جَعَلَنِي مُبٰارَكاً إِلَى آخِرِ اَلْآيَةِ، فَتَكَلَّمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فِي وَقْتِ وِلاَدَتِهِ، وَ أُعْطِيَ اَلْكِتَابَ وَ اَلنُّبُوَّةَ، وَ أُوصِيَ بِالصَّلاَةِ وَ اَلزَّكَاةِ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ مَوْلِدِهِ، وَ كَلَّمَهُمْ فِي اَلْيَوْمِ اَلثَّانِي مِنْ مَوْلِدِهِ. وَ قَدْ عَلِمْتُمْ جَمِيعاً أَنَّ اَللَّهَ تَعَالَى خَلَقَنِي وَ عَلِيّاً مِنْ نُورٍ وَاحِدٍ، وَ إِنَّا كُنَّا فِي صُلْبِ آدَمَ نُسَبِّحُ اَللَّهَ تَعَالَى، ثُمَّ نُقِلْنَا إِلَى أَصْلاَبِ اَلرِّجَالِ وَ أَرْحَامِ اَلنِّسَاءِ، يُسْمَعُ تَسْبِيحُنَا فِي اَلظُّهُورِ وَ اَلْبُطُونِ، فِي كُلِّ عَهْدٍ وَ عَصْرٍ إِلَى عَبْدِ اَلْمُطَّلِبِ، وَ إِنَّ نُورَنَا كَانَ يَظْهَرُ فِي وُجُوهِ آبَائِنَا وَ أُمَّهَاتِنَا حَتَّى تَبَيَّنَ أَسْمَاؤُنَا مَخْطُوطَةً بِالنُّورِ عَلَى جِبَاهِهِمْ. ثُمَّ اِفْتَرَقَ نُورُنَا، فَصَارَ نِصْفُهُ فِي عَبْدِ اَللَّهِ، وَ نِصْفُهُ فِي أَبِي طَالِبٍ عَمِّي، وَ كَانَ يُسْمَعُ تَسْبِيحُنَا مِنْ ظُهُورِهِمَا، وَ كَانَ أَبِي وَ عَمِّي إِذَا جَلَسَا فِي مَلَأٍ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَدْ تَبَيَّنَ نُورِي مِنْ صُلْبِ أَبِي، وَ نُورُ عَلِيٍّ مِنْ صُلْبِ أَبِيهِ، إِلَى أَنْ خَرَجْنَا مِنْ صُلْبِ آبَائِنَا وَ بُطُونِ أُمَّهَاتِنَا. وَ لَقَدْ هَبَطَ حَبِيبِي جَبْرَئِيلُ فِي وَقْتِ وِلاَدَةِ عَلِيٍّ فَقَالَ لِي: يَا حَبِيبَ اَللَّهِ، اَللَّهُ يُقْرِئُكَ اَلسَّلاَمَ وَ يُهَنِّئُكَ بِوِلاَدَةِ أَخِيكَ عَلِيٍّ، وَ يَقُولُ: هَذَا أَوَانُ ظُهُورِ نُبُوَّتِكَ، وَ إِعْلاَنِ وَحْيِكَ، وَ كَشْفِ رِسَالَتِكَ، إِذْ أَيَّدْتُكَ بِأَخِيكَ وَ وَزِيرِكَ وَ صِنْوِكَ وَ خَلِيفَتِكَ وَ مَنْ شَدَدْتُ بِهِ أَزْرَكَ، وَ أَعْلَيْتُ بِهِ ذِكْرَكَ. فَقُمْتُ مُبَادِراً فَوَجَدْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَسَدٍ أُمَّ عَلِيٍّ وَ قَدْ جَاءَهَا اَلْمَخَاضُ، وَ هِيَ بَيْنَ اَلنِّسَاءِ، وَ اَلْقَوَابِلُ حَوْلَهَا، فَقَالَ حَبِيبِي جَبْرَئِيلُ: يَا مُحَمَّدُ، أَسْجِفْ بَيْنَهَا وَ بَيْنَكَ سِجْفاً، فَإِذَا وَضَعَتْ بِعَلِيٍّ فَتَلَقَّهُ. فَفَعَلْتُ مَا أُمِرْتُ بِهِ، ثُمَّ قَالَ لِي: اُمْدُدْ يَدَكَ يَا مُحَمَّدُ، فَإِنَّهُ صَاحِبُكَ اَلْيَمِينُ. فَمَدَدْتُ يَدِي نَحْوَ أُمِّهِ، فَإِذَا بِعَلِيٍّ مَائِلاً عَلَى يَدَيَّ، وَاضِعاً يَدَهُ اَلْيُمْنَى فِي أُذُنِهِ اَلْيُمْنَى وَ هُوَ يُؤَذِّنُ، وَ يُقِيمُ بِالْحَنِيفِيَّةِ، وَ يَتَشَهَّدُ بِوَحْدَانِيَّةِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ بِرِسَالَتِي، ثُمَّ اِنْثَنَى إِلَيَّ، وَ قَالَ: اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ، أَقْرَأُ يَا أَخِي [فَقُلْتُ: اِقْرَأْ] فَوَ اَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدِ اِبْتَدَأَ بِالصُّحُفِ اَلَّتِي أَنْزَلَهَا اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى آدَمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فَقَامَ بِهَا شَيْثٌ، فَتَلاَهَا مِنْ أَوَّلِ حَرْفٍ فِيهَا إِلَى آخِرِ حَرْفٍ فِيهَا، حَتَّى لَوْ حَضَرَ بِهَا شَيْثٌ لَأَقَرَّ لَهُ بِأَنَّهُ أَحْفَظُ لَهَا مِنْهُ ، ثُمَّ صُحُفِ نُوحٍ، ثُمَّ صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، ثُمَّ قَرَأَ تَوْرَاةَ مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) حَتَّى لَوْ حَضَرَهُ مُوسَى لَأَقَرَّ بِأَنَّهُ أَحْفَظُ لَهَا مِنْهُ، ثُمَّ قَرَأَ زَبُورَ دَاوُدَ حَتَّى لَوْ حَضَرَهُ دَاوُدُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) لَأَقَرَّ بِأَنَّهُ أَحْفَظُ لَهَا مِنْهُ، ثُمَّ قَرَأَ إِنْجِيلَ عِيسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) حَتَّى لَوْ حَضَرَهُ عِيسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) لَأَقَرَّ بِأَنَّهُ أَحْفَظُ لَهَا مِنْهُ، ثُمَّ قَرَأَ اَلْقُرْآنَ اَلَّذِي أَنْزَلَ اَللَّهُ تَعَالَى عَلَيَّ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ، فَوَجَدْتُهُ يَحْفَظُ كَحِفْظِي لَهُ اَلسَّاعَةَ، مِنْ غَيْرِ أَنْ أُسْمِعَ لَهُ آيَةً، ثُمَّ خَاطَبَنِي وَ خَاطَبْتُهُ بِمَا يُخَاطَبُ اَلْأَنْبِيَاءُ وَ اَلْأَوْصِيَاءُ، ثُمَّ عَادَ إِلَى حَالِ طُفُولِيَّتِهِ، وَ هَكَذَا أَحَدَ عَشَرَ إِمَاماً مِنْ نَسْلِهِ [كُلٌّ] يَفْعَلُ فِي وِلاَدَتِهِ مِثْلَ مَا يَفْعَلُ اَلْأَنْبِيَاءُ . فَلَمْ تَحْزَنُونَ؟ وَ مَاذَا عَلَيْكُمْ مِنْ قَوْلِ أَهْلِ اَلشَّكِّ وَ اَلشِّرْكِ بِاللَّهِ تَعَالَى؟ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنِّي أَفْضَلُ اَلنَّبِيِّينَ، وَ أَنَّ وَصِيِّي أَفْضَلُ اَلْوَصِيِّينَ، وَ أَنَّ أَبِي آدَمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) لَمَّا رَأَى اِسْمِي وَ اِسْمَ عَلِيٍّ وَ اِسْمَ اِبْنَتِي فَاطِمَةَ وَ اَلْحَسَنِ وَ اَلْحُسَيْنِ وَ أَسْمَاءَ أَوْلاَدِهِمْ مَكْتُوبَةٌ عَلَى سَاقِ اَلْعَرْشِ بِالنُّورِ قَالَ: إِلَهِي وَ سَيِّدِي، هَلْ خَلَقْتَ خَلْقاً هُوَ أَكْرَمُ عَلَيْكَ مِنِّي؟ فَقَالَ: يَا 18آدَمُ ، لَوْلاَ هَذِهِ اَلْأَسْمَاءُ لَمَا خَلَقْتُ سَمَاءً مَبْنِيَّةً، وَ لاَ أَرْضاً مَدْحِيَّةً، وَ لاَ مَلَكاً مُقَرَّباً، وَ لاَ نَبِيّاً مُرْسَلاً، وَ لاَ خَلَقْتُكَ يَا 18آدَمُ . فَلَمَّا عَصَى 18آدَمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) رَبَّهُ سَأَلَهُ بِحَقِّنَا أَنْ يَقْبَلَ تَوْبَتَهُ، وَ يَغْفِرَ خَطِيئَتَهُ، فَأَجَابَهُ، وَ كُنَّا اَلْكَلِمَاتِ اَلَّتِي تَلَقَّاهَا آدَمُ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَتَابَ عَلَيْهِ وَ غَفَرَ لَهُ، وَ قَالَ لَهُ: يَا آدَمُ، أَبْشِرْ، فَإِنَّ هَذِهِ اَلْأَسْمَاءَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ وَ وُلْدِكَ. فَحَمِدَ اَللَّهَ رَبَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ اِفْتَخَرَ عَلَى اَلْمَلاَئِكَةِ بِنَا، وَ إِنَّ هَذَا مِنْ فَضْلِنَا، وَ فَضْلِ اَللَّهِ عَلَيْنَا». فَقَامَ سَلْمَانُ وَ مَنْ مَعَهُ وَ هُمْ يَقُولُونَ: نَحْنُ اَلْفَائِزُونَ. فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : «أَنْتُمُ اَلْفَائِزُونَ، وَ لَكُمْ خُلِقَتِ اَلْجَنَّةُ، وَ لِأَعْدَائِنَا وَ أَعْدَائِكُمْ خُلِقَتِ اَلنَّارُ».
14 وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى فِي هَذَا اَلْحَدِيثِ: فَقَالَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): «هَذَا يَحْزُنُكُمْ؟» قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اَللَّهِ. فَقَالَ: «بِاللَّهِ عَلَيْكُمْ، هَلْ عَلِمْتُمْ فِي اَلْكُتُبِ اَلْمُتَقَدِّمَةِ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ذَهَبَ بِهِ أَبُوهُ وَ هُوَ حَمْلٌ فِي بَطْنِ أُمِّهِ مَخَافَةً عَلَيْهِ مِنَ اَلنُّمْرُودِ بْنِ كَنْعَانَ لَعَنَهُ اَللَّهُ، لِأَنَّهُ كَانَ يَشُقُّ بُطُونَ اَلْحَوَامِلِ وَ يَقْتُلُ اَلْأَوْلاَدَ، فَجَاءَتْ بِهِ أُمُّهُ فَوَضَعَتْهُ بَيْنَ أَثْلاَثٍ بِشَطِّ نَهَرٍ يَتَدَفَّقُ يُقَالُ لَهُ حَرْزَانُ، بَيْنَ غُرُوبِ اَلشَّمْسِ إِلَى إِقْبَالِ اَللَّيْلِ...» اَلْحَدِيثَ .
1 وَ يُؤَيِّدُهُ مَا رُوِيَ عَنْ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): «أَنَّ آزَرَ كَانَ أَبَا إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فِي اَلتَّرْبِيَةِ».
6 وَ رُوِيَ فِي حَدِيثٍ عَنِ اَلصَّادِقِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): «أَنَّ اِسْمَ أَبِي إِبْرَاهِيمَ تَارُخَ ».
6 وَ رَوَوْا عَنْهُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): قَوْلَهُ: «لَمْ يَزَلْ يَنْقُلُنَا اَللَّهُ تَعَالَى مِنْ أَصْلاَبِ اَلطَّاهِرِينَ إِلَى أَرْحَامِ اَلْمُطَهَّرَاتِ ».
24,69005 / _1 مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ : عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ اَلْخَزَّازِ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَالَ: «إِنَّ آزَرَ أَبَا 24إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) كَانَ مُنَجِّماً لِنُمْرُودَ ، وَ لَمْ يَكُنْ يَصْدُرُ إِلاَّ عَنْ أَمْرِهِ، فَنَظَرَ لَيْلَةً فِي اَلنُّجُومِ، فَأَصْبَحَ وَ هُوَ يَقُولُ لِنُمْرُودَ : لَقَدْ رَأَيْتُ عَجَباً. قَالَ: وَ مَا هُوَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ مَوْلُوداً يُولَدُ فِي أَرْضِنَا، يَكُونُ هَلاَكُنَا عَلَى يَدَيْهِ، وَ لاَ يَلْبَثُ إِلاَّ قَلِيلاً حَتَّى يُحْمَلَ بِهِ. فَقَالَ: فَتَعَجَّبَ مِنْ ذَلِكَ، وَ قَالَ: هَلْ حَمَلَتْ بِهِ اَلنِّسَاءُ؟ قَالَ: لاَ. فَحَجَبَ اَلنِّسَاءَ عَنِ اَلرِّجَالِ، فَلَمْ يَدَعِ اِمْرَأَةً إِلاَّ جَعَلَهَا فِي اَلْمَدِينَةِ لاَ يَخْلُصُ إِلَيْهَا، وَ وَقَعَ آزَرُ بِأَهْلِهِ، فَعَلِقَتْ 24بِإِبْرَاهِيمَ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ) فَظَنَّ أَنَّهُ صَاحِبُهُ، فَأَرْسَلَ إِلَى نِسَاءٍ مِنَ اَلْقَوَابِلِ فِي ذَلِكَ اَلزَّمَانِ لاَ يَكُونُ فِي اَلرَّحِمِ شَيْءٌ إِلاَّ عَلِمْنَ بِهِ، فَنَظَرْنَ، فَأَلْزَمَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَا فِي اَلرَّحِمِ إِلَى اَلظَّهْرِ، فَقُلْنَ: مَا نَرَى فِي بَطْنِهَا شَيْئاً، وَ كَانَ فِيمَا أُوتِيَ مِنَ اَلْعِلْمِ: أَنَّهُ سَيُحْرَقُ بِالنَّارِ، وَ لَمْ يُؤْتَ عِلْمَ أَنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى سَيُنْجِيهِ. قَالَ: فَلَمَّا وَضَعَتْ أُمُّ 24إِبْرَاهِيمَ أَرَادَ آزَرُ أَنْ يَذْهَبَ بِهِ إِلَى نُمْرُودَ لِيَقْتُلَهُ، فَقَالَتْ لَهُ اِمْرَأَتُهُ: لاَ تَذْهَبِ بِابْنِكَ إِلَى نُمْرُودَ فَيَقْتُلُهُ، دَعْنِي أَذْهَبْ بِهِ إِلَى بَعْضِ اَلْغِيرَانِ، أَجْعَلُهُ فِيهِ حَتَّى يَأْتِيَ عَلَيْهِ أَجَلُهُ، وَ لاَ تَكُونَ أَنْتَ اَلَّذِي تَقْتُلُ اِبْنَكَ. فَقَالَ لَهَا: فَامْضِي بِهِ. قَالَ: فَذَهَبَتْ بِهِ إِلَى غَارٍ، ثُمَّ أَرْضَعَتْهُ، ثُمَّ جَعَلَتْ عَلَى بَابِ اَلْغَارِ صَخْرَةً، ثُمَّ اِنْصَرَفَتْ عَنْهُ. قَالَ: فَجَعَلَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ رِزْقَهُ فِي إِبْهَامِهِ، فَجَعَلَ يَمَصُّهَا فَتَشْخَبُ لَبَناً، وَ جَعَلَ يَشِبُّ فِي اَلْيَوْمِ كَمَا يَشِبُّ غَيْرُهُ فِي اَلْجُمْعَةِ، وَ يَشِبُّ فِي اَلْجُمْعَةِ كَمَا يَشِبُّ غَيْرُهُ فِي اَلشَّهْرِ، وَ يَشِبُّ فِي اَلشَّهْرِ كَمَا يَشِبُّ غَيْرُهُ فِي اَلسَّنَةِ، فَمَكَثَ مَا شَاءَ اَللَّهُ أَنْ يَمْكُثَ. ثُمَّ إِنَّ أُمَّهُ قَالَتْ لِأَبِيهِ: لَوْ أَذِنْتَ لِي حَتَّى أَذْهَبَ إِلَى ذَلِكَ اَلصَّبِيِّ، فَعَلْتُ. قَالَ: فَافْعَلِي. فَذَهَبَتْ، فَإِذَا هِيَ 24بِإِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، وَ إِذَا عَيْنَاهُ تَزْهَرَانِ كَأَنَّهُمَا سِرَاجَانِ. قَالَ: فَأَخَذَتْهُ، وَ ضَمَّتْهُ إِلَى صَدْرِهَا، وَ أَرْضَعَتْهُ، ثُمَّ اِنْصَرَفَتْ عَنْهُ، فَسَأَلَهَا آزَرُ عَنْهُ، فَقَالَتْ: قَدْ وَارَيْتُهُ فِي اَلتُّرَابِ. فَمَكَثَتْ تَعْتَلُّ ، وَ تَخْرُجُ فِي اَلْحَاجَةِ، وَ تَذْهَبُ إِلَى 24إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، فَتَضُمُّهُ إِلَيْهَا وَ تُرْضِعُهُ، ثُمَّ تَنْصَرِفُ. فَلَمَّا تَحَرَّكَ أَتَتْهُ كَمَا كَانَتْ تَأْتِيهِ، فَصَنَعَتْ بِهِ كَمَا كَانَتْ تَصْنَعُ، فَلَمَّا أَرَادَتِ اَلاِنْصِرَافَ أَخَذَ بِثَوْبِهَا، فَقَالَتْ لَهُ: مَا لَكَ؟ فَقَالَ لَهَا: اِذْهَبِي بِي مَعَكَ. فَقَالَتْ لَهُ: حَتَّى أَسْتَأْمِرَ أَبَاكَ. فَأَتَتْ أُمُّ 24إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) آزَرَ فَأَعْلَمَتْهُ اَلْقِصَّةَ، فَقَالَ لَهَا: اِئتِينِي بِهِ، فَأَقْعِدِيهِ عَلَى اَلطَّرِيقِ، فَإِذَا مَرَّ بِهِ إِخْوَتُهُ دَخَلَ مَعَهُمْ وَ لاَ يُعْرَفُ، قَالَ: وَ كَانَ إِخْوَةُ 24إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) يَعْمَلُونَ اَلْأَصْنَامَ وَ يَذْهَبُونَ بِهَا إِلَى اَلْأَسْوَاقِ، وَ يَبِيعُونَهَا». قَالَ: «فَذَهَبَتْ إِلَيْهِ، فَجَاءَتْ بِهِ حَتَّى أَقْعَدَتْهُ عَلَى اَلطَّرِيقِ، وَ مَرَّ إِخْوَتُهُ، فَدَخَلَ مَعَهُمْ فَلَمَّا رَآهُ أَبُوهُ وَقَعَتْ عَلَيْهِ اَلْمَحَبَّةُ مِنْهُ، فَمَكَثَ مَا شَاءَ اَللَّهُ. قَالَ: فَبَيْنَمَا إِخْوَتُهُ يَعْمَلُونَ يَوْماً مِنَ اَلْأَيَّامِ اَلْأَصْنَامَ إِذْ أَخَذَ 24إِبْرَاهِيمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) اَلْقَدُومَ ، وَ أَخَذَ خَشَبَةً، فَنَجَرَ مِنْهَا صَنَماً لَمْ يُرَ مِثْلُهُ قَطُّ. فَقَالَ آزَرُ لِأُمِّهِ: إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ نُصِيبَ خَيْراً بِبَرَكَةِ اِبْنِكِ هَذَا، قَالَ: فَبَيْنَمَا هِيَ كَذَلِكَ إِذْ أَخَذَ 24إِبْرَاهِيمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) اَلْقَدُومَ، فَكَسَرَ اَلصَّنَمَ اَلَّذِي عَمِلَهُ، فَفَزِعَ أَبُوهُ مِنْ ذَلِكَ فَزَعاً شَدِيداً، فَقَالَ لَهُ: أَيَّ شَيْءٍ عَمِلْتَ؟ فَقَالَ لَهُ 24إِبْرَاهِيمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : وَ مَا تَصْنَعُونَ بِهِ؟ فَقَالَ آزَرُ : نَعْبُدُهُ. فَقَالَ لَهُ 24إِبْرَاهِيمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : أَ تَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ؟ فَقَالَ آزَرُ لِأُمِّهِ: هَذَا اَلَّذِي يَكُونُ ذَهَابُ مُلْكِنَا عَلَى يَدَيْهِ».
أخرج ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن ابن عباس قال آزر الصنم و أبو ابراهيم اسمه يأزر و أمه اسمها مثل و امرأته اسمها سارة و سريته أم إسماعيل اسمها هاجر و داود بن أمين و نوح بن ملك و يونس بن متى
و أخرج ابن أبى شيبة و عبد حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن مجاهد قال آزر لم يكن بابيه و لكنه اسم صنم
و أخرج ابن أبى حاتم عن السدى قال اسم أبيه تارح و اسم الصنم آزر
و أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وَ إِذْ قٰالَ إِبْرٰاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ قال ليس آزر بابيه و لكن إذا قال ابراهيم لأبيه آزر و هن الآلهة و هذا من تقديم القرآن انما هو ابراهيم بن تيرح
و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم عن سليمان التيمي انه قرأ و إذ قال ابراهيم لأبيه آزر قال بلغني انها أعوج و انها أشد كلمة قالها ابراهيم لأبيه
و أخرج ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن ابن عباس في قوله وَ إِذْ قٰالَ إِبْرٰاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَ تَتَّخِذُ أَصْنٰاماً آلِهَةً قال كان يقول أعضد تعتضد بالالهة من دون الله لا تفعل و يقول ان أبا ابراهيم لم يكن اسمه آزر انما اسمه تارح قال أبو زرعة بهمزتين
و أخرج أبو الشيخ عن الضحاك في الآية قال آزر أبو إبراهيم
11)همچنين على بن ابراهيم مىگويد:از پدرم،از صفوان،از ابن مسكان،از ابو عبد اللّه عليه السلام روايت شده است كه فرمود:پدر ابراهيم عليه السلام يعنى آزر،منجم نمرود بن كنعان بود.به وى گفت:من در محاسبات نجومى چنين مىبينم كه در اين زمان مردى ظهور مىكند و اين دين را دگرگون مىكند و به دينى ديگر دعوت مىكند.نمرود گفت:از كدام سرزمين ظهور خواهد كرد؟گفت:در اين سرزمين.خانه نمرود در سرزمين كوثى ربّا بود،1پس نمرود به او گفت:آيا به دنيا آمده است؟آذر جواب داد:خير.گفت:پس بهتر است مردان را از زنان جدا كنيم. همين...
15)عياشى:از ابو بصير روايت كرده است كه:از ابو عبد اللّه امام صادق عليه السلام پيرامون اين سخن خداى تبارك و تعالى: «وَ إِذْ قٰالَ إِبْرٰاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ» پرسيدم.فرمودند:نام پدرش،آزر بود.2
26)ابن فارسى در«روضة الواعظين»و غير آن،از ابو عمرو و ابو سعيد خدرى روايت كرده است كه نزد رسول خدا صلى اللّه عليه و آله و سلم نشسته بوديم كه سلمان فارسى،ابو ذر غفارى،مقداد بن اسود و ابو طفيل عامر بن واثله، وارد شدند و در برابر ايشان نشستند،درحالىكه ناراحتى بر صورتشان آشكار بود و گفتند:پدر و مادرانمان قربان تو گردنداى رسول خدا!ما از گروهى از مردم در مورد برادر و پسرعمويت چيزهايى را مىشنويم كه باعث ناراحتى ما مىشود و ما از تو اجازه مىخواهيم كه به آنان پاسخ دهيم.پس رسول خدا صلى اللّه عليه و آله و سلم...
و اين معنا را روايتى از امير مؤمنان عليه السلام تاييد مىكند كه مىفرمايد:آزر پدر ابراهيم عليه السلام در تربيت بود(يعنى پدرخوانده وى بود).
و از او عليه السلام روايت كردند:خداى عز و جل همچنان ما را از پشت پاكيزگان به رحم زنان پاكيزه منتقل مىكند.2
1)محمّد بن يعقوب،از على بن ابراهيم،از پدرش،از ابن ابى عمير،از هشام بن سالم،از ابى ايوب خزاز،از ابو بصير،از حضرت امام جعفر صادق عليه السلام روايت كرده است كه ايشان فرمود:آزر،پدر ابراهيم عليه السلام،پيشگوى نمرود بود و سراپا در راه فرمان او مىكوشيد.شبى به ستارگان نگريست و چون صبح شد به نمرود گفت:طالعى ديدهام شگفت.نمرود گفت:چه ديدهاى؟گفت:ديدم كودكى در ديارمان زائيده شود كه سرنگونى ما به دست اوست و ديرى نمىپايد كه در شكم مادرش پديد آيد.نمرود از اين خبر در حيرت افتاد و گفت:آيا زنى او را باردار...
ابن مسكان روايت مىكند كه حضرت صادق عليه السّلام فرمود:آزر منجم نمرود بن كنعان بود روزى باو گفت در حساب نجوم ديدهام كه در همين ايام مردى بدنيا مىآيد كه دين بتپرستى را از بين برده و مردم را به دين ديگرى دعوت مىكند؟ نمرود سؤال كرد در كدام شهرستان متولد مىشود؟ آزر گفت:در شهرستان كوثىربا مجددا پرسيد:آيا آن شخص متولد شده يا خير؟ آزر گفت:هنوز متولد نشده است.
14 و رووا عن النّبيّ صلّى اللّٰه عليه و آله و سلم أنّه قال: لم يزل ينقلني اللّٰه تعالىٰ من أصلاب الطّاهرين إلى أرحام المطهّرات حتّى أخرجني في عالمكم هٰذا لم يدنّسني بدنس الجاهلية .
6 و في الكافي عن الصادق عليه السلام: أنّ آزَرَ أبا إبراهيم عليه السّلام كان منجّماً لنمرود و ساق الحديث إلى أن قال: و وقع آزَرَ بأهله فعلقت بإبراهيم الحديث.
24,6 و العيّاشيّ عنه عليه السّلام : أنّه سئل عن قوله تعالىٰ وَ إِذْ قٰالَ 24إِبْرٰاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ قال كان اسم أبيه آزر .
24,6 و القمّيّ عن الصادق عليه السّلام : أنّ آزَرَ أبا 24إبراهيم عليه السّلام كان منجّماً لنمرود بن كنعان فقال له إنّي أرى في حساب النّجوم أنّ هذا الزمان يحدث رجلاً فينسخ هٰذا الدين و يدعو إلى دين آخر فقال له نمرود في أي بلاد يكون قال في هٰذه البلاد و كان منزل نمرود بكوثاريا فقال له نمرود قد خرج إلى الدّنيا قال آزر لا قال فينبغي أن يفرّق بين الرّجال و النّساءِ فحملت أمّ 24إبراهيم 24بإبراهيم عليه السّلام و لم يتبيّن حملها فلمَّا حان ولادتها قالت يا آزر إنّي قد اعتللت و أريد أن اعتزل عنك و كان في ذٰلك الزمان المرأة إذا اعتلت اعتزلت عن زوجها فخرجت و اعتزلت في غار و وضعت 24إبراهيم عليه السّلام و هيّئته و قمطته و رجعت إلى منزلها و سدّت باب الغار بالحجارة.
فأجرى اللّٰه 24لإِبراهيم عليه السّلام لبناً من إبهامه و كانت أمّه تأتيه و وكل نمرود بكلّ امرأة حامل و كان يذبح كلّ ولد ذكر فهربت أمّ 24إبراهيم 24بإبراهيم عليه السّلام من الذّبح و كان يشبّ 24إبراهيم في الغار يوماً كما يشبّ غيره في الشّهر حتّى أتىٰ له في الغار ثلاث عشرة سنة.
فلمَّا كان بعد ذٰلك زارته أمّه فلمّا أرادت أن تفارقه تشبّث بها فقال يا أمّي أخرجيني فقالت له يا بنيّ إنّ الملك إن علم أنّك ولدت في هذا الزمان قتلك فلمّا خرجت أمّه خرج من الغار و قد غابت الشّمس نظر إلى الزّهرة في السّماءِ قٰالَ هٰذٰا رَبِّي فَلَمّٰا غابت الزّهرة قال لو كان ربّي ما تحرّك و ما برح ثمّ قٰالَ لاٰ أُحِبُّ اَلْآفِلِينَ و الآفل الغائب فَلَمّٰا رَأَى اَلْقَمَرَ بٰازِغاً قٰالَ هٰذٰا رَبِّي هٰذا أكبر و أحسن فلمّا تحرّك و زال قٰالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ اَلْقَوْمِ اَلضّٰالِّينَ `فَلَمّٰا أصبح و طلعت الشّمس و رأى ضوءها و قد أضاءت الدّنيا لطلوعها قٰالَ هٰذٰا رَبِّي هٰذٰا أَكْبَرُ و أحسن فلمّا تحركت و زالت كشط اللّٰه له عن السّمٰوات حتّى رأىٰ العرش و من عليه و أراه اللّٰه مَلَكُوتَ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ فعند ذٰلك قٰالَ يٰا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمّٰا تُشْرِكُونَ `إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضَ حَنِيفاً وَ مٰا أَنَا مِنَ اَلْمُشْرِكِينَ فجاء إلىٰ أمّه و أدخلته إلىٰ دارها و جعلته بين أولادها قال: و سئل أبو عبد اللّٰه عليه السّلام عن قول 24إبراهيم عليه السّلام هٰذٰا رَبِّي أشرك في قوله هٰذٰا رَبِّي قال من قال هذا اليوم مشرك و لم يكن من 24إبراهيم عليه السّلام شرك و إنّما كان في طلب ربّه و هو من غيره شرك.
32 عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ « وَ إِذْ قٰالَ 24إِبْرٰاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ » قَالَ: كَانَ اِسْمُ أَبِيهِ آزَرَ .
6 فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ صَفْوَانَ عَنِ اِبْنِ مُسْكَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : إِنَّ آزَرَ أَبَا 24إِبْرَاهِيمَ كَانَ مُنَجِّماً لِنُمْرُودَ بْنِ كَنْعَانَ فَقَالَ لَهُ إِنِّي أَرَى فِي حِسَابِ اَلنُّجُومِ أَنَّ هَذَا اَلزَّمَانَ يُحْدِثُ رَجُلاً، فَيَنْسَخُ هَذَا اَلدِّينَ وَ يَدْعُو إِلَى دِينٍ آخَرَ، فَقَالَ نُمْرُودُ فِي أَيِّ بِلاَدٍ يَكُونُ قَالَ فِي هَذِهِ اَلْبِلاَدِ، وَ كَانَ مَنْزِلُ نُمْرُودَ بكوني بِكُوثَى ربا رُبَى [كوثى ريا] فَقَالَ لَهُ نُمْرُودُ قَدْ خَرَجَ إِلَى اَلدُّنْيَا قَالَ آزَرُ لاَ، قَالَ فَيَنْبَغِي أَنْ يُفَرَّقَ بَيْنَ اَلرِّجَالِ وَ اَلنِّسَاءِ، فَفَرَّقَ بَيْنَ اَلرِّجَالِ وَ اَلنِّسَاءِ، وَ حَمَلَتْ أُمُّ 24إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ لَمْ تُبَيِّنْ حَمْلَهَا، فَلَمَّا حَانَ وِلاَدَتُهَا قَالَتْ يَا آزَرُ إِنِّي قَدِ اِعْتَلَلْتُ وَ أُرِيدُ أَنْ أَعْتَزِلَ عَنْكَ، وَ كَانَ فِي ذَلِكَ اَلزَّمَانِ، اَلْمَرْأَةُ إِذَا اِعْتَلَّتْ اِعْتَزَلَتْ عَنْ زَوْجِهَا، فَخَرَجَتْ وَ اِعْتَزَلَتْ عَنْ زَوْجِهَا وَ اِعْتَزَلَتْ فِي غَارٍ، وَ وَضَعَتْ 24بِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَهَيَّأَتْهُ وَ قَمَطَتْهُ، وَ رَجَعَتْ إِلَى مَنْزِلِهَا وَ سَدَّتْ بَابَ اَلْغَارِ بِالْحِجَارَةِ، فَأَجْرَى اَللَّهُ 24لِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَبَناً مِنْ إِبْهَامِهِ، وَ كَانَتْ أُمُّهُ تَأْتِيهِ وَ وَكَّلَ نُمْرُودُ بِكُلِّ اِمْرَأَةٍ حَامِلٍ، فَكَانَ يَذْبَحُ كُلَّ وَلَدٍ ذَكَرٍ، فَهَرَبَتْ أُمُّ 24إِبْرَاهِيمَ 24بِإِبْرَاهِيمَ مِنَ اَلذَّبْحِ، وَ كَانَ يَشِبُّ 24إِبْرَاهِيمُ فِي اَلْغَارِ يَوْماً، كَمَا يَشِبُّ غَيْرُهُ فِي اَلشَّهْرِ، حَتَّى أَتَى لَهُ فِي اَلْغَارِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ زَارَتْهُ أُمُّهُ، فَلَمَّا أَرَادَتْ أَنْ تُفَارِقَهُ تَشَبَّثَ بِهَا، فَقَالَ يَا أُمِّي أَخْرِجِينِي، فَقَالَتْ لَهُ يَا بُنَيَّ، إِنَّ اَلْمَلِكَ إِنْ عَلِمَ أَنَّكَ وُلِدْتَ فِي هَذَا اَلزَّمَانِ قَتَلَكَ، فَلَمَّا خَرَجَتْ أُمُّهُ وَ خَرَجَ مِنَ اَلْغَارِ، وَ قَدْ غَابَتِ اَلشَّمْسُ نَظَرَ إِلَى اَلزُّهَرَةِ فِي اَلسَّمَاءِ، فَ قٰالَ هٰذٰا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ، لَوْ كَانَ هَذَا رَبِّي مَا تَحَرَّكَ وَ لاَ بَرِحَ، ثُمَّ قَالَ لاٰ أُحِبُّ اَلْآفِلِينَ اَلْآفِلُ اَلْغَائِبُ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى اَلْمَشْرِقِ رَأَى وَ قَدْ طَلَعَ اَلْقَمَرُ، قٰالَ هٰذٰا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ وَ أَحْسَنُ، فَلَمَّا تَحَرَّكَ وَ زَالَ قَالَ: لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ اَلْقَوْمِ اَلضّٰالِّينَ فَلَمَّا أَصْبَحَ وَ طَلَعَتِ اَلشَّمْسُ وَ رَأَى ضَوْءَهَا، وَ قَدْ أَضَاءَتِ اَلدُّنْيَا لِطُلُوعِهَا قٰالَ هٰذٰا رَبِّي هٰذٰا أَكْبَرُ وَ أَحْسَنُ، فَلَمَّا تَحَرَّكَتْ وَ زَالَتْ كَشَفَ اَللَّهُ لَهُ عَنِ اَلسَّمَاوَاتِ، حَتَّى رَأَى اَلْعَرْشَ وَ مَنْ عَلَيْهِ، وَ أَرَاهُ اَللَّهُ مَلَكُوتَ اَلسَّمَاوَاتِ وَ اَلْأَرْضِ، فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ يٰا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمّٰا تُشْرِكُونَ `إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضَ حَنِيفاً وَ مٰا أَنَا مِنَ اَلْمُشْرِكِينَ فَجَاءَ إِلَى أُمِّهِ وَ أَدْخَلَتْهُ دَارَهَا، وَ جَعَلَتْهُ بَيْنَ أَوْلاَدِهَا. وَ سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ 24إِبْرَاهِيمَ هٰذٰا رَبِّي أَشْرَكَ فِي قَوْلِهِ هٰذٰا رَبِّي فَقَالَ لاَ مَنْ قَالَ هَذَا اَلْيَوْمَ فَهُوَ مُشْرِكٌ، وَ لَمْ يَكُنْ مِنْ 24إِبْرَاهِيمَ شِرْكٌ، وَ إِنَّمَا كَانَ فِي طَلَبِ رَبِّهِ وَ هُوَ مِنْ غَيْرِهِ شِرْكٌ، فَلَمَّا دَخَلَتْ أُمُّ 24إِبْرَاهِيمَ 24بِإِبْرَاهِيمَ دَارَهَا نَظَرَ إِلَيْهِ آزَرُ فَقَالَ مَنْ هَذَا اَلَّذِي قَدْ بَقِيَ فِي سُلْطَانِ اَلْمَلِكِ، وَ اَلْمَلِكُ يَقْتُلُ أَوْلاَدَ اَلنَّاسِ فَقَالَتْ هَذَا اِبْنُكَ وَلَدْتُهُ فِي وَقْتِ كَذَا وَ كَذَا، وَ حِينَ اِعْتَزَلْتُ عَنْكَ، فَقَالَ وَيْحَكِ إِنْ عَلِمَ اَلْمَلِكُ بِهَذَا زَالَتْ مَنْزِلَتُنَا عِنْدَهُ، وَ كَانَ آزَرُ صَاحِبَ أَمْرِ نُمْرُودَ وَ وَزِيرَهُ، وَ كَانَ يَتَّخِذُ اَلْأَصْنَامَ لَهُ وَ لِلنَّاسِ، وَ يَدْفَعُهَا إِلَى وُلْدِهِ وَ يَبِيعُونَهَا، فَقَالَتْ أُمُّ 24إِبْرَاهِيمَ لِآزَرَ لاَ عَلَيْكَ إِنْ لَمْ يَشْعُرِ اَلْمَلِكُ بِهِ، بَقِيَ لَنَا وَلَدُنَا وَ إِنْ شَعِرَ بِهِ كَفَيْتُكَ اَلاِحْتِجَاجَ عَنْهُ وَ كَانَ آزَرُ كُلَّمَا نَظَرَ إِلَى 24إِبْرَاهِيمَ أَحَبَّهُ حُبّاً شَدِيداً، وَ كَانَ يَدْفَعُ إِلَيْهِ اَلْأَصْنَامَ لِيَبِيعَهَا كَمَا يَبِيعُ إِخْوَتُهُ، فَكَانَ يُعَلِّقُ فِي أَعْنَاقِهَا اَلْخُيُوطَ، وَ يَجُرُّهَا عَلَى اَلْأَرْضِ وَ يَقُولُ مَنْ يَشْتَرِي مَا [لاَ] يَضُرُّهُ وَ لاَ يَنْفَعُهُ، وَ يُغْرِقُهَا فِي اَلْمَاءِ وَ اَلْحَمْأَةِ، وَ يَقُولُ لَهَا كُلِي وَ اِشْرَبِي وَ تَكَلَّمِي، فَذَكَرَ إِخْوَتُهُ ذَلِكَ لِأَبِيهِ فَنَهَاهُ فَلَمْ يَنْتَهِ، فَحَبَسَهُ فِي مَنْزِلِهِ وَ لَمْ يَدَعْهُ يَخْرُجُ. وَ حٰاجَّهُ قَوْمُهُ فَقَالَ 24إِبْرَاهِيمُ أَ تُحٰاجُّونِّي فِي اَللّٰهِ وَ قَدْ هَدٰانِ أَيْ بَيَّنَ لِي وَ لاٰ أَخٰافُ مٰا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاّٰ أَنْ يَشٰاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَ فَلاٰ تَتَذَكَّرُونَ ثم قال لهم وَ كَيْفَ أَخٰافُ مٰا أَشْرَكْتُمْ وَ لاٰ تَخٰافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللّٰهِ مٰا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطٰاناً فَأَيُّ اَلْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَيْ أَنَا أَحَقُّ بِالْأَمْنِ حَيْثُ أَعْبُدُ اَللَّهَ، أَوْ أَنْتُمُ اَلَّذِينَ تَعْبُدُونَ اَلْأَصْنَامَ.
24,6 ما رواه في روضة الكافيّ : «عن عليّ بن إبراهيم [عن أبيه] ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي أيّوب الخزّاز ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: إنّ آزر أبا 24إبراهيم عليه السّلام كان منجّما لنمرود و لم يكن يصدر إلاّ عن أمره، فنظر ليلة في النّجوم، فأصبح و هو يقول لنمرود : لقد رأيت عجبا. قال: و ما هو؟ قال: رأيت مولودا يولد في أرضنا يكون هلاكنا على يديه، و لا يلبث إلاّ قليلا حتّى يحمل به. قال: فتعجّب من ذلك، و قال: و هل حملت به النّساء؟ قال: لا. قال: فحجب النّساء عن الرّجال، فلم يدع امرأة إلاّ جعلها في المدينة لا يخلص إليها. و وقع آزر بأهله، فعلقت 24بإبراهيم عليه السّلام . فظنّ أنّه صاحبه، فأرسل إلى نساء من القوابل في ذلك الزّمان لا يكون في الرّحم شيء إلاّ علمن به. فنظرن، فألزم اللّه عزّ و جلّ ما في الرّحم الظّهر. فقلن: ما نرى في بطنها شيئا. و كان فيما أوتي من العلم أنّه سيحرق بالنّار، و لم يؤت علم أنّ اللّه تبارك و تعالى سينجّيه. قال: فلمّا وضعت أمّ 24إبراهيم ، أراد آزر أن يذهب به إلى نمرود ليقتله. فقالت له امرأته: لا تذهب بابنك إلى نمرود فيقتله، دعني أذهب به إلى بعض الغيران أجعله فيه حتّى يأتي عليه أجله، و لا تكون أنت الذي تقتل ابنك. فقال لها: فامضي به. قال: فذهبت به إلى غار، ثم أرضعته، ثمّ جعلت على باب الغار صخرة، ثمّ انصرفت عنه. قال: فجعل اللّه تبارك و تعالى رزقه في إبهامه، فجعل يمصّها فيشخب لبنها. و جعل يشبّ في اليوم، كما يشبّ غيره في الجمعة. و يشبّ في الجمعة، كما يشبّ غيره في الشّهر. و يشبّ في الشّهر، كما يشبّ غيره في السّنة. فمكث ما شاء اللّه أن يمكث. ثمّ أنّ أمّه قالت لأبيه: لو أذنت لي حتّى أذهب إلى ذلك الصَّبي فعلت. قال: فافعلي ففعل. فذهبت، فإذا هي 24بإبراهيم صلّى اللّه عليه و آله و إذا عيناه تزهران كأنّهما سراجان. قال: فأخذته فضمّته إلى صدرها و أرضعته، ثمّ انصرفت عنه. فسألها آزر عنه. فقالت: قد واريته في التّراب. فمكثت تفعل، فتخرج في الحاجة فتذهب إلى 24إبراهيم عليه السّلام فتضمّه إلى صدرها و ترضعه ثمّ تنصرف. فلمّا تحرّك أتته، كما كانت تأتيه فصنعت به، كما [كانت] تصنع. فلمّا أرادت الانصراف، أخذ بثوبها. فقالت له: مالك؟ فقال لها: اذهبي بي معك. فقالت له: حتّى أستأمر أباك. فجاءت أمّ 24إبراهيم عليه السّلام إلى آزر فأعلمته القصّة. فقال لها: ائتني به، فأقعديه على الطّريق. فإذا مرّ به إخوته، دخل معهم و لا يعرف. قال: و كان إخوة 24إبراهيم عليه السّلام يعملون الأصنام و يذهبون بها إلى الأسواق و يبيعونها. قال: فذهبت إليه، فجاءت به حتّى أقعدته على الطّريق. و مرّ إخوته، فدخل معهم. فلمّا رآه أبوه، وقعت عليه المحبّة منه، فمكث ما شاء اللّه. فبينا إخوته يعملون يوما من الأيّام الأصنام، إذ أخذ 24إبراهيم القدّوم و أخذ خشبة فنحت منها صنما لم يروا قطّ مثله. فقال آزر لأمّه: إنّي لأرجو أن نصيب خيرا ببركة ابنك هذا. قال: فبيناهم كذلك، إذ أخذ 24إبراهيم عليه السّلام القدّوم فكسّر الصّنم الّذي عمله. ففزع أبوه من ذلك فزعا شديدا. فقال له: أيّ شيء عملت؟ فقال 24إبراهيم عليه السّلام: و ما تصنعون به؟ فقال آزر : نعبده. فقال 24إبراهيم عليه السّلام: أَ تَعْبُدُونَ مٰا تَنْحِتُونَ . فقال آزر [لأمه] : هذا الّذي يكون ذهاب ملكنا على يديه.