سوره
نام سوره
کتاب0
قرن0
مذهب0
نوع0
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ
ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَجَعَلَ ٱلظُّلُمَٰتِ وَٱلنُّورَۖ ثُمَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمۡ يَعۡدِلُونَ1
هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينࣲ ثُمَّ قَضَىٰٓ أَجَلࣰاۖ وَأَجَلࣱ مُّسَمًّى عِندَهُۥۖ ثُمَّ أَنتُمۡ تَمۡتَرُونَ2
وَهُوَ ٱللَّهُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَفِي ٱلۡأَرۡضِ يَعۡلَمُ سِرَّكُمۡ وَجَهۡرَكُمۡ وَيَعۡلَمُ مَا تَكۡسِبُونَ3
وَمَا تَأۡتِيهِم مِّنۡ ءَايَةࣲ مِّنۡ ءَايَٰتِ رَبِّهِمۡ إِلَّا كَانُواْ عَنۡهَا مُعۡرِضِينَ4
فَقَدۡ كَذَّبُواْ بِٱلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمۡ فَسَوۡفَ يَأۡتِيهِمۡ أَنۢبَـٰٓؤُاْ مَا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ5
أَلَمۡ يَرَوۡاْ كَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِن قَبۡلِهِم مِّن قَرۡنࣲ مَّكَّنَّـٰهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَا لَمۡ نُمَكِّن لَّكُمۡ وَأَرۡسَلۡنَا ٱلسَّمَآءَ عَلَيۡهِم مِّدۡرَارࣰا وَجَعَلۡنَا ٱلۡأَنۡهَٰرَ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهِمۡ فَأَهۡلَكۡنَٰهُم بِذُنُوبِهِمۡ وَأَنشَأۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِمۡ قَرۡنًا ءَاخَرِينَ6
وَلَوۡ نَزَّلۡنَا عَلَيۡكَ كِتَٰبࣰا فِي قِرۡطَاسࣲ فَلَمَسُوهُ بِأَيۡدِيهِمۡ لَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا سِحۡرࣱ مُّبِينࣱ7
وَقَالُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ مَلَكࣱۖ وَلَوۡ أَنزَلۡنَا مَلَكࣰا لَّقُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ ثُمَّ لَا يُنظَرُونَ8
وَلَوۡ جَعَلۡنَٰهُ مَلَكࣰا لَّجَعَلۡنَٰهُ رَجُلࣰا وَلَلَبَسۡنَا عَلَيۡهِم مَّا يَلۡبِسُونَ9
وَلَقَدِ ٱسۡتُهۡزِئَ بِرُسُلࣲ مِّن قَبۡلِكَ فَحَاقَ بِٱلَّذِينَ سَخِرُواْ مِنۡهُم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ10
قُلۡ سِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ ثُمَّ ٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُكَذِّبِينَ11
قُل لِّمَن مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ قُل لِّلَّهِۚ كَتَبَ عَلَىٰ نَفۡسِهِ ٱلرَّحۡمَةَۚ لَيَجۡمَعَنَّكُمۡ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَا رَيۡبَ فِيهِۚ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ فَهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ12
وَلَهُۥ مَا سَكَنَ فِي ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ13
قُلۡ أَغَيۡرَ ٱللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيࣰّا فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَهُوَ يُطۡعِمُ وَلَا يُطۡعَمُۗ قُلۡ إِنِّيٓ أُمِرۡتُ أَنۡ أَكُونَ أَوَّلَ مَنۡ أَسۡلَمَۖ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ14
قُلۡ إِنِّيٓ أَخَافُ إِنۡ عَصَيۡتُ رَبِّي عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمࣲ15
مَّن يُصۡرَفۡ عَنۡهُ يَوۡمَئِذࣲ فَقَدۡ رَحِمَهُۥۚ وَذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡمُبِينُ16
وَإِن يَمۡسَسۡكَ ٱللَّهُ بِضُرࣲّ فَلَا كَاشِفَ لَهُۥٓ إِلَّا هُوَۖ وَإِن يَمۡسَسۡكَ بِخَيۡرࣲ فَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءࣲ قَدِيرࣱ17
وَهُوَ ٱلۡقَاهِرُ فَوۡقَ عِبَادِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡخَبِيرُ18
قُلۡ أَيُّ شَيۡءٍ أَكۡبَرُ شَهَٰدَةࣰۖ قُلِ ٱللَّهُۖ شَهِيدُۢ بَيۡنِي وَبَيۡنَكُمۡۚ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ لِأُنذِرَكُم بِهِۦ وَمَنۢ بَلَغَۚ أَئِنَّكُمۡ لَتَشۡهَدُونَ أَنَّ مَعَ ٱللَّهِ ءَالِهَةً أُخۡرَىٰۚ قُل لَّآ أَشۡهَدُۚ قُلۡ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهࣱ وَٰحِدࣱ وَإِنَّنِي بَرِيٓءࣱ مِّمَّا تُشۡرِكُونَ19
ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَعۡرِفُونَهُۥ كَمَا يَعۡرِفُونَ أَبۡنَآءَهُمُۘ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ فَهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ20
وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ كَذَّبَ بِـَٔايَٰتِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلظَّـٰلِمُونَ21
وَيَوۡمَ نَحۡشُرُهُمۡ جَمِيعࣰا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشۡرَكُوٓاْ أَيۡنَ شُرَكَآؤُكُمُ ٱلَّذِينَ كُنتُمۡ تَزۡعُمُونَ22
ثُمَّ لَمۡ تَكُن فِتۡنَتُهُمۡ إِلَّآ أَن قَالُواْ وَٱللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشۡرِكِينَ23
ٱنظُرۡ كَيۡفَ كَذَبُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡۚ وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ24
وَمِنۡهُم مَّن يَسۡتَمِعُ إِلَيۡكَۖ وَجَعَلۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ أَكِنَّةً أَن يَفۡقَهُوهُ وَفِيٓ ءَاذَانِهِمۡ وَقۡرࣰاۚ وَإِن يَرَوۡاْ كُلَّ ءَايَةࣲ لَّا يُؤۡمِنُواْ بِهَاۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوكَ يُجَٰدِلُونَكَ يَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّآ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ25
وَهُمۡ يَنۡهَوۡنَ عَنۡهُ وَيَنۡـَٔوۡنَ عَنۡهُۖ وَإِن يُهۡلِكُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ26
وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذۡ وُقِفُواْ عَلَى ٱلنَّارِ فَقَالُواْ يَٰلَيۡتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِـَٔايَٰتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ27
بَلۡ بَدَا لَهُم مَّا كَانُواْ يُخۡفُونَ مِن قَبۡلُۖ وَلَوۡ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنۡهُ وَإِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ28
وَقَالُوٓاْ إِنۡ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا ٱلدُّنۡيَا وَمَا نَحۡنُ بِمَبۡعُوثِينَ29
وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذۡ وُقِفُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمۡۚ قَالَ أَلَيۡسَ هَٰذَا بِٱلۡحَقِّۚ قَالُواْ بَلَىٰ وَرَبِّنَاۚ قَالَ فَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ30
قَدۡ خَسِرَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱللَّهِۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَتۡهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغۡتَةࣰ قَالُواْ يَٰحَسۡرَتَنَا عَلَىٰ مَا فَرَّطۡنَا فِيهَا وَهُمۡ يَحۡمِلُونَ أَوۡزَارَهُمۡ عَلَىٰ ظُهُورِهِمۡۚ أَلَا سَآءَ مَا يَزِرُونَ31
وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَآ إِلَّا لَعِبࣱ وَلَهۡوࣱۖ وَلَلدَّارُ ٱلۡأٓخِرَةُ خَيۡرࣱ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ32
قَدۡ نَعۡلَمُ إِنَّهُۥ لَيَحۡزُنُكَ ٱلَّذِي يَقُولُونَۖ فَإِنَّهُمۡ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ يَجۡحَدُونَ33
وَلَقَدۡ كُذِّبَتۡ رُسُلࣱ مِّن قَبۡلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَىٰ مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّىٰٓ أَتَىٰهُمۡ نَصۡرُنَاۚ وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَٰتِ ٱللَّهِۚ وَلَقَدۡ جَآءَكَ مِن نَّبَإِيْ ٱلۡمُرۡسَلِينَ34
وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيۡكَ إِعۡرَاضُهُمۡ فَإِنِ ٱسۡتَطَعۡتَ أَن تَبۡتَغِيَ نَفَقࣰا فِي ٱلۡأَرۡضِ أَوۡ سُلَّمࣰا فِي ٱلسَّمَآءِ فَتَأۡتِيَهُم بِـَٔايَةࣲۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَمَعَهُمۡ عَلَى ٱلۡهُدَىٰۚ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡجَٰهِلِينَ35
إِنَّمَا يَسۡتَجِيبُ ٱلَّذِينَ يَسۡمَعُونَۘ وَٱلۡمَوۡتَىٰ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ ثُمَّ إِلَيۡهِ يُرۡجَعُونَ36
وَقَالُواْ لَوۡلَا نُزِّلَ عَلَيۡهِ ءَايَةࣱ مِّن رَّبِّهِۦۚ قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ قَادِرٌ عَلَىٰٓ أَن يُنَزِّلَ ءَايَةࣰ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ37
وَمَا مِن دَآبَّةࣲ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا طَـٰٓئِرࣲ يَطِيرُ بِجَنَاحَيۡهِ إِلَّآ أُمَمٌ أَمۡثَالُكُمۚ مَّا فَرَّطۡنَا فِي ٱلۡكِتَٰبِ مِن شَيۡءࣲۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ يُحۡشَرُونَ38
وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا صُمࣱّ وَبُكۡمࣱ فِي ٱلظُّلُمَٰتِۗ مَن يَشَإِ ٱللَّهُ يُضۡلِلۡهُ وَمَن يَشَأۡ يَجۡعَلۡهُ عَلَىٰ صِرَٰطࣲ مُّسۡتَقِيمࣲ39
قُلۡ أَرَءَيۡتَكُمۡ إِنۡ أَتَىٰكُمۡ عَذَابُ ٱللَّهِ أَوۡ أَتَتۡكُمُ ٱلسَّاعَةُ أَغَيۡرَ ٱللَّهِ تَدۡعُونَ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ40
بَلۡ إِيَّاهُ تَدۡعُونَ فَيَكۡشِفُ مَا تَدۡعُونَ إِلَيۡهِ إِن شَآءَ وَتَنسَوۡنَ مَا تُشۡرِكُونَ41
وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَآ إِلَىٰٓ أُمَمࣲ مِّن قَبۡلِكَ فَأَخَذۡنَٰهُم بِٱلۡبَأۡسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ لَعَلَّهُمۡ يَتَضَرَّعُونَ42
فَلَوۡلَآ إِذۡ جَآءَهُم بَأۡسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَٰكِن قَسَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ43
فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِۦ فَتَحۡنَا عَلَيۡهِمۡ أَبۡوَٰبَ كُلِّ شَيۡءٍ حَتَّىٰٓ إِذَا فَرِحُواْ بِمَآ أُوتُوٓاْ أَخَذۡنَٰهُم بَغۡتَةࣰ فَإِذَا هُم مُّبۡلِسُونَ44
فَقُطِعَ دَابِرُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْۚ وَٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ45
قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِنۡ أَخَذَ ٱللَّهُ سَمۡعَكُمۡ وَأَبۡصَٰرَكُمۡ وَخَتَمَ عَلَىٰ قُلُوبِكُم مَّنۡ إِلَٰهٌ غَيۡرُ ٱللَّهِ يَأۡتِيكُم بِهِۗ ٱنظُرۡ كَيۡفَ نُصَرِّفُ ٱلۡأٓيَٰتِ ثُمَّ هُمۡ يَصۡدِفُونَ46
قُلۡ أَرَءَيۡتَكُمۡ إِنۡ أَتَىٰكُمۡ عَذَابُ ٱللَّهِ بَغۡتَةً أَوۡ جَهۡرَةً هَلۡ يُهۡلَكُ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ47
وَمَا نُرۡسِلُ ٱلۡمُرۡسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَۖ فَمَنۡ ءَامَنَ وَأَصۡلَحَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ48
وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا يَمَسُّهُمُ ٱلۡعَذَابُ بِمَا كَانُواْ يَفۡسُقُونَ49
قُل لَّآ أَقُولُ لَكُمۡ عِندِي خَزَآئِنُ ٱللَّهِ وَلَآ أَعۡلَمُ ٱلۡغَيۡبَ وَلَآ أَقُولُ لَكُمۡ إِنِّي مَلَكٌۖ إِنۡ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَيَّۚ قُلۡ هَلۡ يَسۡتَوِي ٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡبَصِيرُۚ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ50
وَأَنذِرۡ بِهِ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحۡشَرُوٓاْ إِلَىٰ رَبِّهِمۡۙ لَيۡسَ لَهُم مِّن دُونِهِۦ وَلِيࣱّ وَلَا شَفِيعࣱ لَّعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ51
وَلَا تَطۡرُدِ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجۡهَهُۥۖ مَا عَلَيۡكَ مِنۡ حِسَابِهِم مِّن شَيۡءࣲ وَمَا مِنۡ حِسَابِكَ عَلَيۡهِم مِّن شَيۡءࣲ فَتَطۡرُدَهُمۡ فَتَكُونَ مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ52
وَكَذَٰلِكَ فَتَنَّا بَعۡضَهُم بِبَعۡضࣲ لِّيَقُولُوٓاْ أَهَـٰٓؤُلَآءِ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنۢ بَيۡنِنَآۗ أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِأَعۡلَمَ بِٱلشَّـٰكِرِينَ53
وَإِذَا جَآءَكَ ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِـَٔايَٰتِنَا فَقُلۡ سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡۖ كَتَبَ رَبُّكُمۡ عَلَىٰ نَفۡسِهِ ٱلرَّحۡمَةَ أَنَّهُۥ مَنۡ عَمِلَ مِنكُمۡ سُوٓءَۢا بِجَهَٰلَةࣲ ثُمَّ تَابَ مِنۢ بَعۡدِهِۦ وَأَصۡلَحَ فَأَنَّهُۥ غَفُورࣱ رَّحِيمࣱ54
وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ وَلِتَسۡتَبِينَ سَبِيلُ ٱلۡمُجۡرِمِينَ55
قُلۡ إِنِّي نُهِيتُ أَنۡ أَعۡبُدَ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِۚ قُل لَّآ أَتَّبِعُ أَهۡوَآءَكُمۡۙ قَدۡ ضَلَلۡتُ إِذࣰا وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُهۡتَدِينَ56
قُلۡ إِنِّي عَلَىٰ بَيِّنَةࣲ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبۡتُم بِهِۦۚ مَا عِندِي مَا تَسۡتَعۡجِلُونَ بِهِۦٓۚ إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّهِۖ يَقُصُّ ٱلۡحَقَّۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلۡفَٰصِلِينَ57
قُل لَّوۡ أَنَّ عِندِي مَا تَسۡتَعۡجِلُونَ بِهِۦ لَقُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ بَيۡنِي وَبَيۡنَكُمۡۗ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِٱلظَّـٰلِمِينَ58
وَعِندَهُۥ مَفَاتِحُ ٱلۡغَيۡبِ لَا يَعۡلَمُهَآ إِلَّا هُوَۚ وَيَعۡلَمُ مَا فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۚ وَمَا تَسۡقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعۡلَمُهَا وَلَا حَبَّةࣲ فِي ظُلُمَٰتِ ٱلۡأَرۡضِ وَلَا رَطۡبࣲ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَٰبࣲ مُّبِينࣲ59
وَهُوَ ٱلَّذِي يَتَوَفَّىٰكُم بِٱلَّيۡلِ وَيَعۡلَمُ مَا جَرَحۡتُم بِٱلنَّهَارِ ثُمَّ يَبۡعَثُكُمۡ فِيهِ لِيُقۡضَىٰٓ أَجَلࣱ مُّسَمࣰّىۖ ثُمَّ إِلَيۡهِ مَرۡجِعُكُمۡ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ60
وَهُوَ ٱلۡقَاهِرُ فَوۡقَ عِبَادِهِۦۖ وَيُرۡسِلُ عَلَيۡكُمۡ حَفَظَةً حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ تَوَفَّتۡهُ رُسُلُنَا وَهُمۡ لَا يُفَرِّطُونَ61
ثُمَّ رُدُّوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ مَوۡلَىٰهُمُ ٱلۡحَقِّۚ أَلَا لَهُ ٱلۡحُكۡمُ وَهُوَ أَسۡرَعُ ٱلۡحَٰسِبِينَ62
قُلۡ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَٰتِ ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ تَدۡعُونَهُۥ تَضَرُّعࣰا وَخُفۡيَةࣰ لَّئِنۡ أَنجَىٰنَا مِنۡ هَٰذِهِۦ لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّـٰكِرِينَ63
قُلِ ٱللَّهُ يُنَجِّيكُم مِّنۡهَا وَمِن كُلِّ كَرۡبࣲ ثُمَّ أَنتُمۡ تُشۡرِكُونَ64
قُلۡ هُوَ ٱلۡقَادِرُ عَلَىٰٓ أَن يَبۡعَثَ عَلَيۡكُمۡ عَذَابࣰا مِّن فَوۡقِكُمۡ أَوۡ مِن تَحۡتِ أَرۡجُلِكُمۡ أَوۡ يَلۡبِسَكُمۡ شِيَعࣰا وَيُذِيقَ بَعۡضَكُم بَأۡسَ بَعۡضٍۗ ٱنظُرۡ كَيۡفَ نُصَرِّفُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَفۡقَهُونَ65
وَكَذَّبَ بِهِۦ قَوۡمُكَ وَهُوَ ٱلۡحَقُّۚ قُل لَّسۡتُ عَلَيۡكُم بِوَكِيلࣲ66
لِّكُلِّ نَبَإࣲ مُّسۡتَقَرࣱّۚ وَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ67
وَإِذَا رَأَيۡتَ ٱلَّذِينَ يَخُوضُونَ فِيٓ ءَايَٰتِنَا فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيۡرِهِۦۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ ٱلشَّيۡطَٰنُ فَلَا تَقۡعُدۡ بَعۡدَ ٱلذِّكۡرَىٰ مَعَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ68
وَمَا عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنۡ حِسَابِهِم مِّن شَيۡءࣲ وَلَٰكِن ذِكۡرَىٰ لَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ69
وَذَرِ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَهُمۡ لَعِبࣰا وَلَهۡوࣰا وَغَرَّتۡهُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَاۚ وَذَكِّرۡ بِهِۦٓ أَن تُبۡسَلَ نَفۡسُۢ بِمَا كَسَبَتۡ لَيۡسَ لَهَا مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيࣱّ وَلَا شَفِيعࣱ وَإِن تَعۡدِلۡ كُلَّ عَدۡلࣲ لَّا يُؤۡخَذۡ مِنۡهَآۗ أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ أُبۡسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْۖ لَهُمۡ شَرَابࣱ مِّنۡ حَمِيمࣲ وَعَذَابٌ أَلِيمُۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡفُرُونَ70
قُلۡ أَنَدۡعُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَنفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَىٰٓ أَعۡقَابِنَا بَعۡدَ إِذۡ هَدَىٰنَا ٱللَّهُ كَٱلَّذِي ٱسۡتَهۡوَتۡهُ ٱلشَّيَٰطِينُ فِي ٱلۡأَرۡضِ حَيۡرَانَ لَهُۥٓ أَصۡحَٰبࣱ يَدۡعُونَهُۥٓ إِلَى ٱلۡهُدَى ٱئۡتِنَاۗ قُلۡ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلۡهُدَىٰۖ وَأُمِرۡنَا لِنُسۡلِمَ لِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ71
وَأَنۡ أَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّقُوهُۚ وَهُوَ ٱلَّذِيٓ إِلَيۡهِ تُحۡشَرُونَ72
وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِٱلۡحَقِّۖ وَيَوۡمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُۚ قَوۡلُهُ ٱلۡحَقُّۚ وَلَهُ ٱلۡمُلۡكُ يَوۡمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِۚ عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِۚ وَهُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡخَبِيرُ73
وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِيمُ لِأَبِيهِ ءَازَرَ أَتَتَّخِذُ أَصۡنَامًا ءَالِهَةً إِنِّيٓ أَرَىٰكَ وَقَوۡمَكَ فِي ضَلَٰلࣲ مُّبِينࣲ74
وَكَذَٰلِكَ نُرِيٓ إِبۡرَٰهِيمَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلِيَكُونَ مِنَ ٱلۡمُوقِنِينَ75
فَلَمَّا جَنَّ عَلَيۡهِ ٱلَّيۡلُ رَءَا كَوۡكَبࣰاۖ قَالَ هَٰذَا رَبِّيۖ فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لَآ أُحِبُّ ٱلۡأٓفِلِينَ76
فَلَمَّا رَءَا ٱلۡقَمَرَ بَازِغࣰا قَالَ هَٰذَا رَبِّيۖ فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمۡ يَهۡدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلضَّآلِّينَ77
فَلَمَّا رَءَا ٱلشَّمۡسَ بَازِغَةࣰ قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَآ أَكۡبَرُۖ فَلَمَّآ أَفَلَتۡ قَالَ يَٰقَوۡمِ إِنِّي بَرِيٓءࣱ مِّمَّا تُشۡرِكُونَ78
إِنِّي وَجَّهۡتُ وَجۡهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ حَنِيفࣰاۖ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ79
وَحَآجَّهُۥ قَوۡمُهُۥۚ قَالَ أَتُحَـٰٓجُّوٓنِّي فِي ٱللَّهِ وَقَدۡ هَدَىٰنِۚ وَلَآ أَخَافُ مَا تُشۡرِكُونَ بِهِۦٓ إِلَّآ أَن يَشَآءَ رَبِّي شَيۡـࣰٔاۚ وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيۡءٍ عِلۡمًاۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ80
وَكَيۡفَ أَخَافُ مَآ أَشۡرَكۡتُمۡ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمۡ أَشۡرَكۡتُم بِٱللَّهِ مَا لَمۡ يُنَزِّلۡ بِهِۦ عَلَيۡكُمۡ سُلۡطَٰنࣰاۚ فَأَيُّ ٱلۡفَرِيقَيۡنِ أَحَقُّ بِٱلۡأَمۡنِۖ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ81
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمۡ يَلۡبِسُوٓاْ إِيمَٰنَهُم بِظُلۡمٍ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلۡأَمۡنُ وَهُم مُّهۡتَدُونَ82
وَتِلۡكَ حُجَّتُنَآ ءَاتَيۡنَٰهَآ إِبۡرَٰهِيمَ عَلَىٰ قَوۡمِهِۦۚ نَرۡفَعُ دَرَجَٰتࣲ مَّن نَّشَآءُۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمࣱ83
وَوَهَبۡنَا لَهُۥٓ إِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَۚ كُلًّا هَدَيۡنَاۚ وَنُوحًا هَدَيۡنَا مِن قَبۡلُۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِۦ دَاوُۥدَ وَسُلَيۡمَٰنَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَٰرُونَۚ وَكَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ84
وَزَكَرِيَّا وَيَحۡيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلۡيَاسَۖ كُلࣱّ مِّنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ85
وَإِسۡمَٰعِيلَ وَٱلۡيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطࣰاۚ وَكُلࣰّا فَضَّلۡنَا عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ86
وَمِنۡ ءَابَآئِهِمۡ وَذُرِّيَّـٰتِهِمۡ وَإِخۡوَٰنِهِمۡۖ وَٱجۡتَبَيۡنَٰهُمۡ وَهَدَيۡنَٰهُمۡ إِلَىٰ صِرَٰطࣲ مُّسۡتَقِيمࣲ87
ذَٰلِكَ هُدَى ٱللَّهِ يَهۡدِي بِهِۦ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۚ وَلَوۡ أَشۡرَكُواْ لَحَبِطَ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ88
أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحُكۡمَ وَٱلنُّبُوَّةَۚ فَإِن يَكۡفُرۡ بِهَا هَـٰٓؤُلَآءِ فَقَدۡ وَكَّلۡنَا بِهَا قَوۡمࣰا لَّيۡسُواْ بِهَا بِكَٰفِرِينَ89
أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُۖ فَبِهُدَىٰهُمُ ٱقۡتَدِهۡۗ قُل لَّآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ أَجۡرًاۖ إِنۡ هُوَ إِلَّا ذِكۡرَىٰ لِلۡعَٰلَمِينَ90
وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦٓ إِذۡ قَالُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَىٰ بَشَرࣲ مِّن شَيۡءࣲۗ قُلۡ مَنۡ أَنزَلَ ٱلۡكِتَٰبَ ٱلَّذِي جَآءَ بِهِۦ مُوسَىٰ نُورࣰا وَهُدࣰى لِّلنَّاسِۖ تَجۡعَلُونَهُۥ قَرَاطِيسَ تُبۡدُونَهَا وَتُخۡفُونَ كَثِيرࣰاۖ وَعُلِّمۡتُم مَّا لَمۡ تَعۡلَمُوٓاْ أَنتُمۡ وَلَآ ءَابَآؤُكُمۡۖ قُلِ ٱللَّهُۖ ثُمَّ ذَرۡهُمۡ فِي خَوۡضِهِمۡ يَلۡعَبُونَ91
وَهَٰذَا كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ مُبَارَكࣱ مُّصَدِّقُ ٱلَّذِي بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ ٱلۡقُرَىٰ وَمَنۡ حَوۡلَهَاۚ وَٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ يُؤۡمِنُونَ بِهِۦۖ وَهُمۡ عَلَىٰ صَلَاتِهِمۡ يُحَافِظُونَ92
وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمۡ يُوحَ إِلَيۡهِ شَيۡءࣱ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثۡلَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُۗ وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذِ ٱلظَّـٰلِمُونَ فِي غَمَرَٰتِ ٱلۡمَوۡتِ وَٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ بَاسِطُوٓاْ أَيۡدِيهِمۡ أَخۡرِجُوٓاْ أَنفُسَكُمُۖ ٱلۡيَوۡمَ تُجۡزَوۡنَ عَذَابَ ٱلۡهُونِ بِمَا كُنتُمۡ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ وَكُنتُمۡ عَنۡ ءَايَٰتِهِۦ تَسۡتَكۡبِرُونَ93
وَلَقَدۡ جِئۡتُمُونَا فُرَٰدَىٰ كَمَا خَلَقۡنَٰكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةࣲ وَتَرَكۡتُم مَّا خَوَّلۡنَٰكُمۡ وَرَآءَ ظُهُورِكُمۡۖ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمۡ شُفَعَآءَكُمُ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُمۡ أَنَّهُمۡ فِيكُمۡ شُرَكَـٰٓؤُاْۚ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيۡنَكُمۡ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمۡ تَزۡعُمُونَ94
إِنَّ ٱللَّهَ فَالِقُ ٱلۡحَبِّ وَٱلنَّوَىٰۖ يُخۡرِجُ ٱلۡحَيَّ مِنَ ٱلۡمَيِّتِ وَمُخۡرِجُ ٱلۡمَيِّتِ مِنَ ٱلۡحَيِّۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُۖ فَأَنَّىٰ تُؤۡفَكُونَ95
فَالِقُ ٱلۡإِصۡبَاحِ وَجَعَلَ ٱلَّيۡلَ سَكَنࣰا وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ حُسۡبَانࣰاۚ ذَٰلِكَ تَقۡدِيرُ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡعَلِيمِ96
وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلنُّجُومَ لِتَهۡتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَٰتِ ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۗ قَدۡ فَصَّلۡنَا ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمࣲ يَعۡلَمُونَ97
وَهُوَ ٱلَّذِيٓ أَنشَأَكُم مِّن نَّفۡسࣲ وَٰحِدَةࣲ فَمُسۡتَقَرࣱّ وَمُسۡتَوۡدَعࣱۗ قَدۡ فَصَّلۡنَا ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمࣲ يَفۡقَهُونَ98
وَهُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءࣰ فَأَخۡرَجۡنَا بِهِۦ نَبَاتَ كُلِّ شَيۡءࣲ فَأَخۡرَجۡنَا مِنۡهُ خَضِرࣰا نُّخۡرِجُ مِنۡهُ حَبࣰّا مُّتَرَاكِبࣰا وَمِنَ ٱلنَّخۡلِ مِن طَلۡعِهَا قِنۡوَانࣱ دَانِيَةࣱ وَجَنَّـٰتࣲ مِّنۡ أَعۡنَابࣲ وَٱلزَّيۡتُونَ وَٱلرُّمَّانَ مُشۡتَبِهࣰا وَغَيۡرَ مُتَشَٰبِهٍۗ ٱنظُرُوٓاْ إِلَىٰ ثَمَرِهِۦٓ إِذَآ أَثۡمَرَ وَيَنۡعِهِۦٓۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكُمۡ لَأٓيَٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ يُؤۡمِنُونَ99
وَجَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَآءَ ٱلۡجِنَّ وَخَلَقَهُمۡۖ وَخَرَقُواْ لَهُۥ بَنِينَ وَبَنَٰتِۭ بِغَيۡرِ عِلۡمࣲۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يَصِفُونَ100
بَدِيعُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُۥ وَلَدࣱ وَلَمۡ تَكُن لَّهُۥ صَٰحِبَةࣱۖ وَخَلَقَ كُلَّ شَيۡءࣲۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمࣱ101
ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ خَٰلِقُ كُلِّ شَيۡءࣲ فَٱعۡبُدُوهُۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءࣲ وَكِيلࣱ102
لَّا تُدۡرِكُهُ ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَهُوَ يُدۡرِكُ ٱلۡأَبۡصَٰرَۖ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلۡخَبِيرُ103
قَدۡ جَآءَكُم بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمۡۖ فَمَنۡ أَبۡصَرَ فَلِنَفۡسِهِۦۖ وَمَنۡ عَمِيَ فَعَلَيۡهَاۚ وَمَآ أَنَا۠ عَلَيۡكُم بِحَفِيظࣲ104
وَكَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ ٱلۡأٓيَٰتِ وَلِيَقُولُواْ دَرَسۡتَ وَلِنُبَيِّنَهُۥ لِقَوۡمࣲ يَعۡلَمُونَ105
ٱتَّبِعۡ مَآ أُوحِيَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ وَأَعۡرِضۡ عَنِ ٱلۡمُشۡرِكِينَ106
وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَآ أَشۡرَكُواْۗ وَمَا جَعَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ حَفِيظࣰاۖ وَمَآ أَنتَ عَلَيۡهِم بِوَكِيلࣲ107
وَلَا تَسُبُّواْ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ فَيَسُبُّواْ ٱللَّهَ عَدۡوَۢا بِغَيۡرِ عِلۡمࣲۗ كَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمۡ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِم مَّرۡجِعُهُمۡ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ108
وَأَقۡسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَيۡمَٰنِهِمۡ لَئِن جَآءَتۡهُمۡ ءَايَةࣱ لَّيُؤۡمِنُنَّ بِهَاۚ قُلۡ إِنَّمَا ٱلۡأٓيَٰتُ عِندَ ٱللَّهِۖ وَمَا يُشۡعِرُكُمۡ أَنَّهَآ إِذَا جَآءَتۡ لَا يُؤۡمِنُونَ109
وَنُقَلِّبُ أَفۡـِٔدَتَهُمۡ وَأَبۡصَٰرَهُمۡ كَمَا لَمۡ يُؤۡمِنُواْ بِهِۦٓ أَوَّلَ مَرَّةࣲ وَنَذَرُهُمۡ فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ110
وَلَوۡ أَنَّنَا نَزَّلۡنَآ إِلَيۡهِمُ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَحَشَرۡنَا عَلَيۡهِمۡ كُلَّ شَيۡءࣲ قُبُلࣰا مَّا كَانُواْ لِيُؤۡمِنُوٓاْ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ يَجۡهَلُونَ111
وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوࣰّا شَيَٰطِينَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ يُوحِي بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضࣲ زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورࣰاۚ وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُۖ فَذَرۡهُمۡ وَمَا يَفۡتَرُونَ112
وَلِتَصۡغَىٰٓ إِلَيۡهِ أَفۡـِٔدَةُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ وَلِيَرۡضَوۡهُ وَلِيَقۡتَرِفُواْ مَا هُم مُّقۡتَرِفُونَ113
أَفَغَيۡرَ ٱللَّهِ أَبۡتَغِي حَكَمࣰا وَهُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ إِلَيۡكُمُ ٱلۡكِتَٰبَ مُفَصَّلࣰاۚ وَٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَعۡلَمُونَ أَنَّهُۥ مُنَزَّلࣱ مِّن رَّبِّكَ بِٱلۡحَقِّۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُمۡتَرِينَ114
وَتَمَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدۡقࣰا وَعَدۡلࣰاۚ لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَٰتِهِۦۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ115
وَإِن تُطِعۡ أَكۡثَرَ مَن فِي ٱلۡأَرۡضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا يَخۡرُصُونَ116
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِۦۖ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ117
فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ ٱسۡمُ ٱللَّهِ عَلَيۡهِ إِن كُنتُم بِـَٔايَٰتِهِۦ مُؤۡمِنِينَ118
وَمَا لَكُمۡ أَلَّا تَأۡكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ ٱسۡمُ ٱللَّهِ عَلَيۡهِ وَقَدۡ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيۡكُمۡ إِلَّا مَا ٱضۡطُرِرۡتُمۡ إِلَيۡهِۗ وَإِنَّ كَثِيرࣰا لَّيُضِلُّونَ بِأَهۡوَآئِهِم بِغَيۡرِ عِلۡمٍۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُعۡتَدِينَ119
وَذَرُواْ ظَٰهِرَ ٱلۡإِثۡمِ وَبَاطِنَهُۥٓۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡسِبُونَ ٱلۡإِثۡمَ سَيُجۡزَوۡنَ بِمَا كَانُواْ يَقۡتَرِفُونَ120
وَلَا تَأۡكُلُواْ مِمَّا لَمۡ يُذۡكَرِ ٱسۡمُ ٱللَّهِ عَلَيۡهِ وَإِنَّهُۥ لَفِسۡقࣱۗ وَإِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰٓ أَوۡلِيَآئِهِمۡ لِيُجَٰدِلُوكُمۡۖ وَإِنۡ أَطَعۡتُمُوهُمۡ إِنَّكُمۡ لَمُشۡرِكُونَ121
أَوَمَن كَانَ مَيۡتࣰا فَأَحۡيَيۡنَٰهُ وَجَعَلۡنَا لَهُۥ نُورࣰا يَمۡشِي بِهِۦ فِي ٱلنَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُۥ فِي ٱلظُّلُمَٰتِ لَيۡسَ بِخَارِجࣲ مِّنۡهَاۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلۡكَٰفِرِينَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ122
وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا فِي كُلِّ قَرۡيَةٍ أَكَٰبِرَ مُجۡرِمِيهَا لِيَمۡكُرُواْ فِيهَاۖ وَمَا يَمۡكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ123
وَإِذَا جَآءَتۡهُمۡ ءَايَةࣱ قَالُواْ لَن نُّؤۡمِنَ حَتَّىٰ نُؤۡتَىٰ مِثۡلَ مَآ أُوتِيَ رُسُلُ ٱللَّهِۘ ٱللَّهُ أَعۡلَمُ حَيۡثُ يَجۡعَلُ رِسَالَتَهُۥۗ سَيُصِيبُ ٱلَّذِينَ أَجۡرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ ٱللَّهِ وَعَذَابࣱ شَدِيدُۢ بِمَا كَانُواْ يَمۡكُرُونَ124
فَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يَهۡدِيَهُۥ يَشۡرَحۡ صَدۡرَهُۥ لِلۡإِسۡلَٰمِۖ وَمَن يُرِدۡ أَن يُضِلَّهُۥ يَجۡعَلۡ صَدۡرَهُۥ ضَيِّقًا حَرَجࣰا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي ٱلسَّمَآءِۚ كَذَٰلِكَ يَجۡعَلُ ٱللَّهُ ٱلرِّجۡسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ125
وَهَٰذَا صِرَٰطُ رَبِّكَ مُسۡتَقِيمࣰاۗ قَدۡ فَصَّلۡنَا ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمࣲ يَذَّكَّرُونَ126
لَهُمۡ دَارُ ٱلسَّلَٰمِ عِندَ رَبِّهِمۡۖ وَهُوَ وَلِيُّهُم بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ127
وَيَوۡمَ يَحۡشُرُهُمۡ جَمِيعࣰا يَٰمَعۡشَرَ ٱلۡجِنِّ قَدِ ٱسۡتَكۡثَرۡتُم مِّنَ ٱلۡإِنسِۖ وَقَالَ أَوۡلِيَآؤُهُم مِّنَ ٱلۡإِنسِ رَبَّنَا ٱسۡتَمۡتَعَ بَعۡضُنَا بِبَعۡضࣲ وَبَلَغۡنَآ أَجَلَنَا ٱلَّذِيٓ أَجَّلۡتَ لَنَاۚ قَالَ ٱلنَّارُ مَثۡوَىٰكُمۡ خَٰلِدِينَ فِيهَآ إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمࣱ128
وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعۡضَ ٱلظَّـٰلِمِينَ بَعۡضَۢا بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ129
يَٰمَعۡشَرَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ رُسُلࣱ مِّنكُمۡ يَقُصُّونَ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِي وَيُنذِرُونَكُمۡ لِقَآءَ يَوۡمِكُمۡ هَٰذَاۚ قَالُواْ شَهِدۡنَا عَلَىٰٓ أَنفُسِنَاۖ وَغَرَّتۡهُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا وَشَهِدُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ أَنَّهُمۡ كَانُواْ كَٰفِرِينَ130
ذَٰلِكَ أَن لَّمۡ يَكُن رَّبُّكَ مُهۡلِكَ ٱلۡقُرَىٰ بِظُلۡمࣲ وَأَهۡلُهَا غَٰفِلُونَ131
وَلِكُلࣲّ دَرَجَٰتࣱ مِّمَّا عَمِلُواْۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَٰفِلٍ عَمَّا يَعۡمَلُونَ132
وَرَبُّكَ ٱلۡغَنِيُّ ذُو ٱلرَّحۡمَةِۚ إِن يَشَأۡ يُذۡهِبۡكُمۡ وَيَسۡتَخۡلِفۡ مِنۢ بَعۡدِكُم مَّا يَشَآءُ كَمَآ أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوۡمٍ ءَاخَرِينَ133
إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَأٓتࣲۖ وَمَآ أَنتُم بِمُعۡجِزِينَ134
قُلۡ يَٰقَوۡمِ ٱعۡمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمۡ إِنِّي عَامِلࣱۖ فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُۥ عَٰقِبَةُ ٱلدَّارِۚ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلظَّـٰلِمُونَ135
وَجَعَلُواْ لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ ٱلۡحَرۡثِ وَٱلۡأَنۡعَٰمِ نَصِيبࣰا فَقَالُواْ هَٰذَا لِلَّهِ بِزَعۡمِهِمۡ وَهَٰذَا لِشُرَكَآئِنَاۖ فَمَا كَانَ لِشُرَكَآئِهِمۡ فَلَا يَصِلُ إِلَى ٱللَّهِۖ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَآئِهِمۡۗ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ136
وَكَذَٰلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرࣲ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ قَتۡلَ أَوۡلَٰدِهِمۡ شُرَكَآؤُهُمۡ لِيُرۡدُوهُمۡ وَلِيَلۡبِسُواْ عَلَيۡهِمۡ دِينَهُمۡۖ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا فَعَلُوهُۖ فَذَرۡهُمۡ وَمَا يَفۡتَرُونَ137
وَقَالُواْ هَٰذِهِۦٓ أَنۡعَٰمࣱ وَحَرۡثٌ حِجۡرࣱ لَّا يَطۡعَمُهَآ إِلَّا مَن نَّشَآءُ بِزَعۡمِهِمۡ وَأَنۡعَٰمٌ حُرِّمَتۡ ظُهُورُهَا وَأَنۡعَٰمࣱ لَّا يَذۡكُرُونَ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَيۡهَا ٱفۡتِرَآءً عَلَيۡهِۚ سَيَجۡزِيهِم بِمَا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ138
وَقَالُواْ مَا فِي بُطُونِ هَٰذِهِ ٱلۡأَنۡعَٰمِ خَالِصَةࣱ لِّذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَىٰٓ أَزۡوَٰجِنَاۖ وَإِن يَكُن مَّيۡتَةࣰ فَهُمۡ فِيهِ شُرَكَآءُۚ سَيَجۡزِيهِمۡ وَصۡفَهُمۡۚ إِنَّهُۥ حَكِيمٌ عَلِيمࣱ139
قَدۡ خَسِرَ ٱلَّذِينَ قَتَلُوٓاْ أَوۡلَٰدَهُمۡ سَفَهَۢا بِغَيۡرِ عِلۡمࣲ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ ٱللَّهُ ٱفۡتِرَآءً عَلَى ٱللَّهِۚ قَدۡ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهۡتَدِينَ140
وَهُوَ ٱلَّذِيٓ أَنشَأَ جَنَّـٰتࣲ مَّعۡرُوشَٰتࣲ وَغَيۡرَ مَعۡرُوشَٰتࣲ وَٱلنَّخۡلَ وَٱلزَّرۡعَ مُخۡتَلِفًا أُكُلُهُۥ وَٱلزَّيۡتُونَ وَٱلرُّمَّانَ مُتَشَٰبِهࣰا وَغَيۡرَ مُتَشَٰبِهࣲۚ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِۦٓ إِذَآ أَثۡمَرَ وَءَاتُواْ حَقَّهُۥ يَوۡمَ حَصَادِهِۦۖ وَلَا تُسۡرِفُوٓاْۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُسۡرِفِينَ141
وَمِنَ ٱلۡأَنۡعَٰمِ حَمُولَةࣰ وَفَرۡشࣰاۚ كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوࣱّ مُّبِينࣱ142
ثَمَٰنِيَةَ أَزۡوَٰجࣲۖ مِّنَ ٱلضَّأۡنِ ٱثۡنَيۡنِ وَمِنَ ٱلۡمَعۡزِ ٱثۡنَيۡنِۗ قُلۡ ءَآلذَّكَرَيۡنِ حَرَّمَ أَمِ ٱلۡأُنثَيَيۡنِ أَمَّا ٱشۡتَمَلَتۡ عَلَيۡهِ أَرۡحَامُ ٱلۡأُنثَيَيۡنِۖ نَبِّـُٔونِي بِعِلۡمٍ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ143
وَمِنَ ٱلۡإِبِلِ ٱثۡنَيۡنِ وَمِنَ ٱلۡبَقَرِ ٱثۡنَيۡنِۗ قُلۡ ءَآلذَّكَرَيۡنِ حَرَّمَ أَمِ ٱلۡأُنثَيَيۡنِ أَمَّا ٱشۡتَمَلَتۡ عَلَيۡهِ أَرۡحَامُ ٱلۡأُنثَيَيۡنِۖ أَمۡ كُنتُمۡ شُهَدَآءَ إِذۡ وَصَّىٰكُمُ ٱللَّهُ بِهَٰذَاۚ فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبࣰا لِّيُضِلَّ ٱلنَّاسَ بِغَيۡرِ عِلۡمٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ144
قُل لَّآ أَجِدُ فِي مَآ أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمࣲ يَطۡعَمُهُۥٓ إِلَّآ أَن يَكُونَ مَيۡتَةً أَوۡ دَمࣰا مَّسۡفُوحًا أَوۡ لَحۡمَ خِنزِيرࣲ فَإِنَّهُۥ رِجۡسٌ أَوۡ فِسۡقًا أُهِلَّ لِغَيۡرِ ٱللَّهِ بِهِۦۚ فَمَنِ ٱضۡطُرَّ غَيۡرَ بَاغࣲ وَلَا عَادࣲ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورࣱ رَّحِيمࣱ145
وَعَلَى ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمۡنَا كُلَّ ذِي ظُفُرࣲۖ وَمِنَ ٱلۡبَقَرِ وَٱلۡغَنَمِ حَرَّمۡنَا عَلَيۡهِمۡ شُحُومَهُمَآ إِلَّا مَا حَمَلَتۡ ظُهُورُهُمَآ أَوِ ٱلۡحَوَايَآ أَوۡ مَا ٱخۡتَلَطَ بِعَظۡمࣲۚ ذَٰلِكَ جَزَيۡنَٰهُم بِبَغۡيِهِمۡۖ وَإِنَّا لَصَٰدِقُونَ146
فَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل رَّبُّكُمۡ ذُو رَحۡمَةࣲ وَٰسِعَةࣲ وَلَا يُرَدُّ بَأۡسُهُۥ عَنِ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡمُجۡرِمِينَ147
سَيَقُولُ ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْ لَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَآ أَشۡرَكۡنَا وَلَآ ءَابَآؤُنَا وَلَا حَرَّمۡنَا مِن شَيۡءࣲۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ حَتَّىٰ ذَاقُواْ بَأۡسَنَاۗ قُلۡ هَلۡ عِندَكُم مِّنۡ عِلۡمࣲ فَتُخۡرِجُوهُ لَنَآۖ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَإِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا تَخۡرُصُونَ148
قُلۡ فَلِلَّهِ ٱلۡحُجَّةُ ٱلۡبَٰلِغَةُۖ فَلَوۡ شَآءَ لَهَدَىٰكُمۡ أَجۡمَعِينَ149
قُلۡ هَلُمَّ شُهَدَآءَكُمُ ٱلَّذِينَ يَشۡهَدُونَ أَنَّ ٱللَّهَ حَرَّمَ هَٰذَاۖ فَإِن شَهِدُواْ فَلَا تَشۡهَدۡ مَعَهُمۡۚ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا وَٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمۡ يَعۡدِلُونَ150
قُلۡ تَعَالَوۡاْ أَتۡلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمۡ عَلَيۡكُمۡۖ أَلَّا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡـࣰٔاۖ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنࣰاۖ وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَوۡلَٰدَكُم مِّنۡ إِمۡلَٰقࣲ نَّحۡنُ نَرۡزُقُكُمۡ وَإِيَّاهُمۡۖ وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلۡفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَۖ وَلَا تَقۡتُلُواْ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ151
وَلَا تَقۡرَبُواْ مَالَ ٱلۡيَتِيمِ إِلَّا بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ أَشُدَّهُۥۚ وَأَوۡفُواْ ٱلۡكَيۡلَ وَٱلۡمِيزَانَ بِٱلۡقِسۡطِۖ لَا نُكَلِّفُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۖ وَإِذَا قُلۡتُمۡ فَٱعۡدِلُواْ وَلَوۡ كَانَ ذَا قُرۡبَىٰۖ وَبِعَهۡدِ ٱللَّهِ أَوۡفُواْۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ152
وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمࣰا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ153
ثُمَّ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ تَمَامًا عَلَى ٱلَّذِيٓ أَحۡسَنَ وَتَفۡصِيلࣰا لِّكُلِّ شَيۡءࣲ وَهُدࣰى وَرَحۡمَةࣰ لَّعَلَّهُم بِلِقَآءِ رَبِّهِمۡ يُؤۡمِنُونَ154
وَهَٰذَا كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ مُبَارَكࣱ فَٱتَّبِعُوهُ وَٱتَّقُواْ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ155
أَن تَقُولُوٓاْ إِنَّمَآ أُنزِلَ ٱلۡكِتَٰبُ عَلَىٰ طَآئِفَتَيۡنِ مِن قَبۡلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمۡ لَغَٰفِلِينَ156
أَوۡ تَقُولُواْ لَوۡ أَنَّآ أُنزِلَ عَلَيۡنَا ٱلۡكِتَٰبُ لَكُنَّآ أَهۡدَىٰ مِنۡهُمۡۚ فَقَدۡ جَآءَكُم بَيِّنَةࣱ مِّن رَّبِّكُمۡ وَهُدࣰى وَرَحۡمَةࣱۚ فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَصَدَفَ عَنۡهَاۗ سَنَجۡزِي ٱلَّذِينَ يَصۡدِفُونَ عَنۡ ءَايَٰتِنَا سُوٓءَ ٱلۡعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصۡدِفُونَ157
هَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّآ أَن تَأۡتِيَهُمُ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ أَوۡ يَأۡتِيَ رَبُّكَ أَوۡ يَأۡتِيَ بَعۡضُ ءَايَٰتِ رَبِّكَۗ يَوۡمَ يَأۡتِي بَعۡضُ ءَايَٰتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفۡسًا إِيمَٰنُهَا لَمۡ تَكُنۡ ءَامَنَتۡ مِن قَبۡلُ أَوۡ كَسَبَتۡ فِيٓ إِيمَٰنِهَا خَيۡرࣰاۗ قُلِ ٱنتَظِرُوٓاْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ158
إِنَّ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمۡ وَكَانُواْ شِيَعࣰا لَّسۡتَ مِنۡهُمۡ فِي شَيۡءٍۚ إِنَّمَآ أَمۡرُهُمۡ إِلَى ٱللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفۡعَلُونَ159
مَن جَآءَ بِٱلۡحَسَنَةِ فَلَهُۥ عَشۡرُ أَمۡثَالِهَاۖ وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَلَا يُجۡزَىٰٓ إِلَّا مِثۡلَهَا وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ160
قُلۡ إِنَّنِي هَدَىٰنِي رَبِّيٓ إِلَىٰ صِرَٰطࣲ مُّسۡتَقِيمࣲ دِينࣰا قِيَمࣰا مِّلَّةَ إِبۡرَٰهِيمَ حَنِيفࣰاۚ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ161
قُلۡ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ162
لَا شَرِيكَ لَهُۥۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرۡتُ وَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ163
قُلۡ أَغَيۡرَ ٱللَّهِ أَبۡغِي رَبࣰّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيۡءࣲۚ وَلَا تَكۡسِبُ كُلُّ نَفۡسٍ إِلَّا عَلَيۡهَاۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةࣱ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرۡجِعُكُمۡ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ164
وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَكُمۡ خَلَـٰٓئِفَ ٱلۡأَرۡضِ وَرَفَعَ بَعۡضَكُمۡ فَوۡقَ بَعۡضࣲ دَرَجَٰتࣲ لِّيَبۡلُوَكُمۡ فِي مَآ ءَاتَىٰكُمۡۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ ٱلۡعِقَابِ وَإِنَّهُۥ لَغَفُورࣱ رَّحِيمُۢ165
ترجمه
تفسیر
حدیث
واژه‌نامه
اعلام و اسما
موضوعات
اعراب قرآن
آیات مرتبط
آیات در کتب
فیلتر بر اساس کتاب
کتاب
الدر المنثور في التفسیر بالمأثور61
جامع البیان عن تاویل آی القرآن (تفسیر الطبری)53
تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب16
البرهان في تفسير القرآن14
ترجمه تفسیر روایی البرهان14
تفسير نور الثقلين14
تفسير الصافي13
تفسير العيّاشي4
التفسير المنسوب إلی الإمام العسكري عليه السلام1
ترجمه تفسیر قمی1
تفسير القمي1
تفسير فرات الكوفي1
قرن
66
قرن دهم61
قرن دوازدهم58
قرن چهارم5
قرن سوم3
مذهب
سني114
شيعه79
نوع حدیث
تفسیری193
193 مورد یافت شد
البرهان في تفسير القرآن

14,7,11572 / _1 قَالَ اَلْإِمَامُ اَلْعَسْكَرِيُّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «قَالَ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ‌) : إِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) لَمَّا قَدِمَ اَلْمَدِينَةَ كَثُرَ حَوْلَهُ اَلْمُهَاجِرُونَ‌ وَ اَلْأَنْصَارُ ، وَ كَثُرَتْ عَلَيْهِ اَلْمَسَائِلُ‌، وَ كَانُوا يُخَاطِبُونَهُ بِالْخِطَابِ اَلشَّرِيفِ اَلْعَظِيمِ‌ اَلَّذِي يَلِيقُ بِهِ‌، وَ ذَلِكَ أَنَّ اَللَّهَ تَعَالَى كَانَ قَالَ لَهُمْ‌: يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تَرْفَعُوا أَصْوٰاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ اَلنَّبِيِّ‌ وَ لاٰ تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمٰالُكُمْ وَ أَنْتُمْ لاٰ تَشْعُرُونَ‌ . وَ كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) بِهِمْ رَحِيماً، وَ عَلَيْهِمْ عَطُوفاً، وَ فِي إِزَالَةِ اَلْآثَامِ عَنْهُمْ مُجْتَهِداً، حَتَّى إِنَّهُ كَانَ يَنْظُرُ إِلَى كُلِّ مَنْ كَانَ يُخَاطِبُهُ فَيَعْمِدُ عَلَى أَنْ يَكُونَ صَوْتُهُ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) مُرْتَفِعاً عَلَى صَوْتِهِ‌، لِيُزِيلَ عَنْهُ مَا تَوَعَّدَهُ اَللَّهُ بِهِ‌ مِنْ إِحْبَاطِ أَعْمَالِهِ‌، حَتَّى إِنَّ رَجُلاً أَعْرَابِيّاً نَادَاهُ يَوْماً وَ هُوَ خَلْفَ حَائِطٍ بِصَوْتٍ لَهُ جَهْوَرِيٍّ‌: يَا مُحَمَّدُ ، فَأَجَابَهُ بِأَرْفَعَ مِنْ‌ صَوْتِهِ‌، يُرِيدُ أَنْ لاَ يَأْثَمَ اَلْأَعْرَابِيُّ بِارْتِفَاعِ صَوْتِهِ‌. فَقَالَ لَهُ اَلْأَعْرَابِيُّ‌: أَخْبِرْنِي عَنِ اَلتَّوْبَةِ إِلَى مَتَى تُقْبَلُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) : يَا أَخَا اَلْعَرَبِ‌ ، إِنَّ بَابَهَا مَفْتُوحٌ لاِبْنِ 18آدَمَ‌ ، لاَ يَنْسَدُّ حَتَّى تَطْلُعَ اَلشَّمْسُ مِنْ‌ مَغْرِبِهَا؛ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّٰ أَنْ تَأْتِيَهُمُ اَلْمَلاٰئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ يَوْمَ‌ يَأْتِي بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ‌ وَ هُوَ طُلُوعُ اَلشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا لاٰ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمٰانُهٰا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ‌ فِي إِيمٰانِهٰا خَيْراً . وَ قَالَ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ‌): وَ كَانَتْ هَذِهِ اَللَّفْظَةُ‌ رٰاعِنٰا مِنْ أَلْفَاظِ اَلْمُسْلِمِينَ‌ اَلَّذِينَ يُخَاطِبُونَ بِهَا رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) ، يَقُولُونَ‌: رَاعِنَا، أَيْ اِرْعَ أَحْوَالَنَا، وَ اِسْمَعْ مِنَّا كَمَا نَسْمَعُ مِنْكَ‌، وَ كَانَ فِي لُغَةِ اَلْيَهُودِ مَعْنَاهَا: اِسْمَعْ‌، لاَ سَمِعْتَ‌. فَلَمَّا سَمِعَ اَلْيَهُودُ اَلْمُسْلِمِينَ‌ يُخَاطِبُونَ بِهَا رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) يَقُولُونَ‌: رَاعِنَا، وَ يُخَاطِبُونَ بِهَا، قَالُوا : كُنَّا نَشْتِمُ مُحَمَّداً إِلَى اَلْآنَ سِرّاً، فَتَعَالَوُا اَلْآنَ نَشْتِمُهُ جَهْراً، وَ كَانُوا يُخَاطِبُونَ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) وَ يَقُولُونَ‌: رَاعِنَا، يُرِيدُونَ شَتْمَهُ‌. فَفَطَنَ لَهُمْ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ اَلْأَنْصَارِيُّ‌ ، فَقَالَ‌: يَا أَعْدَاءَ اَللَّهِ‌، عَلَيْكُمْ لَعْنَةُ اَللَّهِ‌، أَرَاكُمْ تُرِيدُونَ سَبَّ رَسُولِ‌ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌)، تُوهِمُونَّا أَنَّكُمْ تَجْرُونَ فِي مُخَاطَبَتِهِ مَجْرَانَا، وَ اَللَّهِ‌، لاَ أَسْمَعُهَا مِنْ أَحَدٍ مِنْكُمْ إِلاَّ ضَرَبْتُ عُنُقَهُ‌، وَ لَوْلاَ أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُقْدِمَ عَلَيْكُمْ قَبْلَ اَلتَّقَدُّمِ وَ اَلاِسْتِئْذَانِ لَهُ وَ لِأَخِيهِ وَ وَصِيِّهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، اَلْقَيِّمِ بِأُمُورِ اَلْأُمَّةِ نَائِباً عَنْهُ فِيهَا، لَضَرَبْتُ عُنُقَ مَنْ قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْكُمْ يَقُولُ هَذَا. فَأَنْزَلَ اَللَّهُ‌: يَا مُحَمَّدُ مِنَ اَلَّذِينَ هٰادُوا يُحَرِّفُونَ اَلْكَلِمَ عَنْ مَوٰاضِعِهِ وَ يَقُولُونَ سَمِعْنٰا وَ عَصَيْنٰا وَ اِسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَ رٰاعِنٰا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَ طَعْناً فِي اَلدِّينِ وَ لَوْ أَنَّهُمْ قٰالُوا سَمِعْنٰا وَ أَطَعْنٰا وَ اِسْمَعْ وَ اُنْظُرْنٰا لَكٰانَ خَيْراً لَهُمْ وَ أَقْوَمَ‌ وَ لٰكِنْ لَعَنَهُمُ اَللّٰهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاٰ يُؤْمِنُونَ إِلاّٰ قَلِيلاً . وَ أَنْزَلَ‌: يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تَقُولُوا رٰاعِنٰا فَإِنَّهَا لَفْظَةٌ يَتَوَصَّلُ بِهَا أَعْدَاؤُكُمْ مِنَ اَلْيَهُودِ إِلَى سَبِّ رَسُولِ‌ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) وَ سَبِّكُمْ‌ وَ قُولُوا اُنْظُرْنٰا أَيْ قُولُوا بِهَذِهِ اَللَّفْظَةِ‌، لاَ بِلَفْظَةِ رَاعِنَا، فَإِنَّهُ لَيْسَ فِيهَا مَا فِي قَوْلِكُمْ‌: رَاعِنَا، وَ لاَ يُمْكِنُهُمْ أَنْ يَتَوَصَّلُوا بِهَا إِلَى اَلشَّتْمِ‌، كَمَا يُمْكِنُهُمْ بِقَوْلِكُمْ‌ : رَاعِنَا. وَ اِسْمَعُوا إِذَا قَالَ لَكُمْ رَسُولُ‌ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) قَوْلاً، وَ أَطِيعُوا. وَ لِلْكٰافِرِينَ‌ يَعْنِي اَلْيَهُودَ اَلشَّاتِمِينَ لِرَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) عَذٰابٌ أَلِيمٌ‌ وَجِيعٌ فِي اَلدُّنْيَا إِنْ عَادُوا لِشَتْمِهِمْ‌، وَ فِي اَلْآخِرَةِ بِالْخُلُودِ فِي اَلنَّارِ».

البرهان في تفسير القرآن

22489 / _14 اَلشَّيْخُ‌ فِي (أَمَالِيهِ‌) ، قَالَ‌: أَخْبَرَنَا اَلشَّيْخُ اَلْمُفِيدُ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ اَلنُّعْمَانِ‌ (رَحِمَهُ اَللَّهُ‌)، قَالَ‌: أَخْبَرَنِي أَبُو اَلْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ اَلْأَنْبَارِيُّ اَلْكَاتِبُ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ اَلْأَزْدِيُّ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَيُّوبَ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ‌ ، عَنْ سُفْيَانَ‌ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ‌ ، قَالَ‌: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ اَلْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ‌) يَخْطُبُ اَلنَّاسَ بَعْدَ اَلْبَيْعَةِ لَهُ بِالْأَمْرِ، فَقَالَ‌: «نَحْنُ حِزْبُ اَللَّهِ اَلْغَالِبُونَ‌، وَ عِتْرَةُ رَسُولِهِ‌ اَلْأَقْرَبُونَ‌، وَ أَهْلُ بَيْتِهِ‌ اَلطَّيِّبُونَ اَلطَّاهِرُونَ‌، وَ أَحَدُ اَلثَّقَلَيْنِ اَللَّذَيْنِ خَلَّفَهُمَا رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) فِي أُمَّتِهِ‌، وَ اَلثَّانِي كِتَابُ اَللَّهِ‌ ، فِيهِ تَفْصِيلُ كُلِّ شَيْ‌ءٍ‌، لاَ يَأْتِيهِ اَلْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لاَ مِنْ خَلْفِهِ‌، وَ اَلْمُعَوَّلُ عَلَيْنَا فِي تَفْسِيرِهِ‌، وَ لاَ نَتَظَنَّنُ‌ تَأْوِيلَهُ بَلْ نَتَيَقَّنُ حَقَائِقَهُ‌، فَأَطِيعُونَا فَإِنَّ طَاعَتَنَا مَفْرُوضَةٌ إِذْ كَانَتْ بِطَاعَةِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَسُولِهِ‌ مَقْرُونَةً‌. قَالَ‌ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اَللّٰهَ وَ أَطِيعُوا اَلرَّسُولَ‌ وَ أُولِي اَلْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنٰازَعْتُمْ فِي شَيْ‌ءٍ فَرُدُّوهُ‌ إِلَى اَللّٰهِ وَ اَلرَّسُولِ‌ ، وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَى اَلرَّسُولِ‌ وَ إِلىٰ أُولِي اَلْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ اَلَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ‌ وَ أُحَذِّرُكُمُ‌ اَلْإِصْغَاءَ لِهُتَافِ 1اَلشَّيْطَانِ‌ ، فَإِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ‌، فَتَكُونُونَ كَأَوْلِيَائِهِ اَلَّذِينَ قَالَ لَهُمْ‌: لاٰ غٰالِبَ لَكُمُ اَلْيَوْمَ‌ مِنَ اَلنّٰاسِ وَ إِنِّي جٰارٌ لَكُمْ فَلَمّٰا تَرٰاءَتِ اَلْفِئَتٰانِ نَكَصَ عَلىٰ عَقِبَيْهِ وَ قٰالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرىٰ مٰا لاٰ تَرَوْنَ‌ فَتُلْفَوْنَ‌ إِلَى اَلرِّمَاحِ وَزَراً ، وَ إِلَى اَلسُّيُوفِ جَزَراً ، وَ لِلْعُمُدِ حَطَماً ، وَ إِلَى اَلسِّهَامِ غَرَضاً، ثُمَّ‌ لاٰ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمٰانُهٰا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمٰانِهٰا خَيْراً ».

البرهان في تفسير القرآن

63736 / _3 اِبْنُ بَابَوَيْهِ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنِي أَبِي (رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ‌)، قَالَ‌: حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ‌ اَلْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي اَلْخَطَّابِ‌ ، عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ‌ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ‌ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، أَنَّهُ قَالَ‌: فِي قَوْلِ‌ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ لاٰ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمٰانُهٰا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ‌ . فَقَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): «اَلْآيَاتُ‌: اَلْأَئِمَّةُ‌ ، وَ اَلْآيَةُ اَلْمُنْتَظَرَةُ‌: اَلْقَائِمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، فَيَوْمَئِذٍ لاَ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ‌ مِنْ قَبْلِ قِيَامِهِ بِالسَّيْفِ‌، وَ إِنْ آمَنَتْ بِمَنْ تَقَدَّمَ‌ مِنْ آبَائِهِ (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ‌) ».

البرهان في تفسير القرآن

53734 / _1 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ صَفْوَانَ‌ ، عَنِ اِبْنِ مُسْكَانَ‌ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : فِي قَوْلِهِ‌: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ لاٰ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمٰانُهٰا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ‌ قَالَ‌: «نَزَلَتْ‌: أَوِ اِكْتَسَبَتْ‌» فِي إِيمٰانِهٰا خَيْراً قُلِ اِنْتَظِرُوا إِنّٰا مُنْتَظِرُونَ‌ ، قَالَ‌: «إِذَا طَلَعَتِ اَلشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا فَكُلُّ‌ مَنْ آمَنَ فِي ذَلِكَ اَلْيَوْمِ لاَ يَنْفَعُهُ إِيمَانُهُ‌».

البرهان في تفسير القرآن

63735 / _2 مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ‌ : عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَيْمَانَ‌ ، عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلْيَمَانِيِّ‌ ، عَنْ مَنِيعِ بْنِ اَلْحَجَّاجِ‌ ، عَنْ يُونُسَ‌ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ اَلْحَكَمِ‌ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : فِي قَوْلِ اَللَّهِ‌: لاٰ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمٰانُهٰا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ‌ «يَعْنِي فِي اَلْمِيثَاقِ‌» أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمٰانِهٰا خَيْراً ، قَالَ‌: «اَلْإِقْرَارُ بِالْأَنْبِيَاءِ‌ وَ اَلْأَوْصِيَاءِ وَ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) خَاصَّةً‌» قَالَ‌: «لاَ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لِأَنَّهَا سُلِبَتْ‌».

البرهان في تفسير القرآن

63739 / _6 أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ اَلطَّبَرِيُّ فِي كِتَابِ (مَنَاقِبِ فَاطِمَةَ (عَلَيْهَا اَلسَّلاَمُ‌))، قَالَ‌: أَخْبَرَنِي أَبُو اَلْحُسَيْنِ‌ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ‌، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ‌ ، عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ اَلْحِمْيَرِيِّ‌، عَنْ أَيُّوبَ‌ اِبْنِ نُوحٍ‌، عَنِ اَلرَّبِيعِ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلْمُسْلِيِّ‌ ، عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ اَلْعَامِرِيِّ‌، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) قَالَ‌: «مَا تَزَالُ‌ اَلْأَرْضُ إِلاَّ وَ لِلَّهِ فِيهَا حُجَّةٌ يَعْرِفُ اَلْحَلاَلَ وَ اَلْحَرَامَ‌، وَ يَدْعُو اَلنَّاسَ إِلَى سَبِيلِ اَللَّهِ‌، وَ لاَ تَنْقَطِعُ مِنَ اَلْأَرْضِ إِلاَّ أَرْبَعِينَ يَوْماً قَبْلَ يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ‌، فَإِذَا رُفِعَتِ اَلْحُجَّةُ أُغْلِقَ بَابُ اَلتَّوْبَةِ وَ لَمْ يَنْفَعْ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُرْفَعَ اَلْحُجَّةُ‌، وَ أُولَئِكَ مِنْ شِرَارِ خَلْقِ اَللَّهِ‌، وَ هُمُ اَلَّذِينَ تَقُومُ عَلَيْهِمُ اَلْقِيَامَةُ‌».

البرهان في تفسير القرآن

63738 / _5 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ اَلْبَرْقِيُّ‌ : عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْحَكَمِ‌ ، عَنِ اَلرَّبِيعِ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلْمُسْلِيِّ‌ ، عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ‌ اِبْنِ سُلَيْمَانَ اَلْعَامِرِيِّ‌ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) قَالَ‌: «مَا زَالَتِ اَلْأَرْضُ إِلاَّ وَ لِلَّهِ فِيهَا حُجَّةٌ يَعْرِفُ اَلْحَلاَلَ وَ اَلْحَرَامَ‌، وَ يَدْعُو إِلَى سَبِيلِ اَللَّهِ‌، وَ لاَ تَنْقَطِعُ اَلْحُجَّةُ مِنَ اَلْأَرْضِ إِلاَّ أَرْبَعِينَ يَوْماً قَبْلَ يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ‌ ، فَإِذَا رُفِعَتِ اَلْحُجَّةُ أُغْلِقَ بَابُ‌ اَلتَّوْبَةِ وَ لَمْ يَنْفَعْ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُرْفَعَ اَلْحُجَّةُ‌، وَ أُولَئِكَ شِرَارُ مَنْ خَلَقَ اَللَّهُ‌، وَ هُمُ اَلَّذِينَ تَقُومُ‌ عَلَيْهِمُ اَلْقِيَامَةُ‌».

البرهان في تفسير القرآن

63737 / _4 وَ عَنْهُ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنَا اَلْمُظَفَّرُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ اَلْمُظَفَّرِ اَلْعَلَوِيُّ اَلسَّمَرْقَنْدِيُّ‌ (رَحِمَهُ اَللَّهُ‌)، قَالَ‌: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ‌ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ ، وَ حَيْدَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُعَيْمٍ اَلسَّمَرْقَنْدِيُّ‌ جَمِيعاً، [عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ اَلْعَيَّاشِيِّ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُجَاعٍ‌] ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ‌ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ‌ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ‌: قَالَ اَلصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ‌) : فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ لاٰ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمٰانُهٰا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمٰانِهٰا خَيْراً : «يَعْنِي خُرُوجَ اَلْقَائِمِ اَلْمُنْتَظَرِ مِنَّا». ثُمَّ‌ قَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): «يَا أَبَا بَصِيرٍ ، طُوبَى لِشِيعَةِ قَائِمِنَا ، اَلْمُنْتَظِرِينَ لِظُهُورِهِ فِي غَيْبَتِهِ‌، وَ اَلْمُطِيعِينَ لَهُ فِي ظُهُورِهِ‌، أُولَئِكَ‌ أَوْلِيَاءُ اَللَّهِ‌، اَلَّذِينَ لاٰ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لاٰ هُمْ يَحْزَنُونَ‌ ».

البرهان في تفسير القرآن

1,53740 / _7 اَلْعَيَّاشِيُّ‌ : عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ‌ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ‌ ، عَنْ جَدِّهِ (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ‌) ، قَالَ‌: «قَالَ‌ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : إِنَّ اَلنَّاسَ يُوشِكُونَ أَنْ يَنْقَطِعَ بِهِمُ اَلْعَمَلُ وَ يُسَدَّ عَلَيْهِمْ بَابُ اَلتَّوْبَةِ‌ لاٰ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمٰانُهٰا لَمْ‌ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمٰانِهٰا خَيْراً ».

البرهان في تفسير القرآن

5|63743 / _10 عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، عَنْ أَحَدِهِمَا (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ‌) : فِي قَوْلِهِ‌ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمٰانِهٰا خَيْراً . قَالَ‌: «اَلْمُؤْمِنُ اَلْعَاصِي حَالَتْ‌ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ إِيمَانِهِ كَثْرَةُ ذُنُوبِهِ وَ قِلَّةُ حَسَنَاتِهِ فَلَمْ يَكْسِبْ فِي إِيمَانِهِ خَيْراً».

البرهان في تفسير القرآن

5,63742 / _9 عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ‌ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ‌) قَالَ‌: «سَأَلَ رَجُلٌ أَبِي (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) عَنْ حُرُوبِ‌ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) وَ كَانَ اَلسَّائِلُ مِنْ مُحِبِّينَا، قَالَ‌: فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : إِنَّ اَللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّداً (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) بِخَمْسَةِ أَسْيَافٍ‌: ثَلاَثَةٌ مِنْهَا شَاهِرَةٌ لاَ تُغْمَدُ إِلَى أَنْ تَضَعَ اَلْحَرْبُ أَوْزَارَهَا، وَ لَنْ تَضَعَ اَلْحَرْبُ أَوْزَارَهَا حَتَّى تَطْلُعَ‌ اَلشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتِ اَلشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا آمَنَ اَلنَّاسُ كُلُّهُمْ فِي ذَلِكَ اَلْيَوْمِ‌، فَيَوْمَئِذٍ لاٰ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمٰانُهٰا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمٰانِهٰا خَيْراً ».

البرهان في تفسير القرآن

6,53741 / _8 عَنْ زُرَارَةَ‌ وَ حُمْرَانَ‌ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ‌ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ‌) : فِي قَوْلِهِ‌: يَوْمَ‌ يَأْتِي بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ لاٰ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمٰانُهٰا ، قَالَ‌: « طُلُوعُ اَلشَّمْسِ مِنَ اَلْمَغْرِبِ‌ ، وَ خُرُوجُ اَلدَّابَّةِ‌ ، وَ اَلدُّخَانُ‌ ، وَ اَلرَّجُلُ يَكُونُ مُصِرّاً وَ لَمْ يَعْمَلْ عَمَلَ‌ اَلْإِيمَانِ‌، ثُمَّ تَجِيءُ اَلْآيَاتُ فَلاَ يَنْفَعُهُ إِيمَانُهُ‌».

البرهان في تفسير القرآن

32,13,84962 / _3 اِبْنُ بَابَوَيْهِ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلْوَاحِدِ بْنُ عُبْدُوسٍ‌ اَلنَّيْسَابُورِيُّ اَلْعَطَّارُ (رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ‌)، قَالَ‌: حَدَّثَنَا عَلِيُّ‌ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُتَيْبَةَ اَلنَّيْسَابُورِيُّ‌ ، عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَيْمَانَ اَلنَّيْسَابُورِيِّ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ اَلْهَمْدَانِيُّ‌ ، قَالَ‌: قُلْتُ لِأَبِي اَلْحَسَنِ اَلرِّضَا (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : لِأَيِّ عِلَّةٍ أَغْرَقَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِرْعَوْنَ‌ وَ قَدْ آمَنَ بِهِ وَ أَقَرَّ بِتَوْحِيدِهِ؟ قَالَ‌: «لِأَنَّهُ آمَنَ عِنْدَ رُؤْيَةِ اَلْبَأْسِ‌، وَ اَلْإِيمَانُ عِنْدَ رُؤْيَةِ اَلْبَأْسِ غَيْرُ مَقْبُولٍ‌، وَ ذَلِكَ حُكْمُ اَللَّهِ تَعَالَى فِي اَلسَّلَفِ‌ وَ اَلْخَلَفِ‌، قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: فَلَمّٰا رَأَوْا بَأْسَنٰا قٰالُوا آمَنّٰا بِاللّٰهِ وَحْدَهُ وَ كَفَرْنٰا بِمٰا كُنّٰا بِهِ مُشْرِكِينَ‌*`فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ‌ إِيمٰانُهُمْ لَمّٰا رَأَوْا بَأْسَنٰا وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ‌: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ لاٰ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمٰانُهٰا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ‌ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمٰانِهٰا خَيْراً وَ هَكَذَا فِرْعَوْنُ‌ حَتّٰى إِذٰا أَدْرَكَهُ اَلْغَرَقُ قٰالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاَّ اَلَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرٰائِيلَ‌ وَ أَنَا مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ‌ فَقِيلَ لَهُ‌ آلْآنَ وَ قَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَ كُنْتَ مِنَ اَلْمُفْسِدِينَ‌*`فَالْيَوْمَ‌ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً‌ وَ قَدْ كَانَ فِرْعَوْنُ‌ مِنْ قَرْنِهِ إِلَى قَدَمِهِ فِي اَلْحَدِيدِ، وَ قَدْ لَبِسَهُ عَلَى بَدَنِهِ‌، فَلَمَّا غَرِقَ أَلْقَاهُ اَللَّهُ تَعَالَى عَلَى نَجْوَةٍ‌ مِنَ اَلْأَرْضِ بِبَدَنِهِ‌، لِيَكُونَ لِمَنْ بَعْدَهُ عَلاَمَةً‌، فَيَرَوْنَهُ مَعَ تَثَقُّلِهِ بِالْحَدِيدِ عَلَى مُرْتَفِعٍ مِنَ اَلْأَرْضِ‌، وَ سَبِيلُ اَلثَّقِيلِ أَنْ يَرْسُبَ وَ لاَ يَرْتَفِعَ‌، فَكَانَ ذَلِكَ آيَةً وَ عَلاَمَةً‌. وَ لِعِلَّةٍ أُخْرَى أَغْرَقَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِرْعَوْنَ‌ ، وَ هِيَ أَنَّهُ اِسْتَغَاثَ 32بِمُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) لَمَّا أَدْرَكَهُ اَلْغَرَقُ وَ لَمْ يَسْتَغِثْ‌ بِاللَّهِ‌، فَأَوْحَى اَللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ‌: يَا 32مُوسَى ، لَمْ تُغِثْ فِرْعَوْنَ‌ لِأَنَّكَ لَمْ تَخْلُقْهُ‌، وَ لَوِ اِسْتَغَاثَ بِي لَأَغَثْتُهُ‌».

البرهان في تفسير القرآن

32,24,13,14,112087 / _2 اِبْنُ بَابَوَيْهِ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْقَطَّانُ‌ (رَحِمَهُ اَللَّهُ‌)، قَالَ‌: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى ، عَنْ بَكْرِ اِبْنِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ مَطَرٍ ، قَالَ‌: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ اَلْعَبْدِ اَلْعَزِيزِ اَلْأَحْدَبِ اَلْجُنْدِيسَابُورِيُّ‌ ، قَالَ‌: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّهِ‌: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اَللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ اَلسَّعْدَانِيِّ‌ : أَنَّ رَجُلاً أَتَى أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) فَقَالَ‌: يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ ، إِنِّي قَدْ شَكَكْتُ‌ فِي كِتَابِ اَللَّهِ‌ اَلْمُنْزَلِ‌، قَالَ لَهُ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ‌، وَ كَيْفَ شَكَكْتَ فِي كِتَابِ اَللَّهِ‌ اَلْمُنْزَلِ‌!». قَالَ‌: لِأَنِّي وَجَدْتُ‌ اَلْكِتَابَ‌ يُكَذِّبُ بَعْضُهُ بَعْضاً، فَكَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيهِ؟ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «إِنَّ كِتَابَ اَللَّهِ‌ لَيُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضاً، وَ لاَ يُكَذِّبُ بَعْضُهُ بَعْضاً، وَ لَكِنَّكَ لَمْ‌ تُرْزَقْ عَقْلاً تَنْتَفِعُ بِهِ‌، فَهَاتِ مَا شَكَكْتَ فِيهِ مِنْ كِتَابِ اَللَّهِ‌ عَزَّ وَ جَلَّ‌». قَالَ‌: قَالَ اَلرَّجُلُ‌: إِنِّي وَجَدْتُ اَللَّهَ يَقُولُ‌: فَالْيَوْمَ نَنْسٰاهُمْ كَمٰا نَسُوا لِقٰاءَ يَوْمِهِمْ هٰذٰا ، وَ قَالَ أَيْضاً: نَسُوا اَللّٰهَ فَنَسِيَهُمْ‌ ، وَ قَالَ‌: وَ مٰا كٰانَ رَبُّكَ نَسِيًّا فَمَرَّةً يُخْبِرُ أَنَّهُ يَنْسَى، وَ مَرَّةً يُخْبِرُ أَنَّهُ لاَ يَنْسَى، فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ ؟ قَالَ‌: «هَاتِ مَا شَكَكْتَ فِيهِ أَيْضاً». قَالَ‌: وَ أَجِدُ اَللَّهَ يَقُولُ‌: يَوْمَ يَقُومُ اَلرُّوحُ‌ وَ اَلْمَلاٰئِكَةُ صَفًّا لاٰ يَتَكَلَّمُونَ إِلاّٰ مَنْ أَذِنَ لَهُ اَلرَّحْمٰنُ وَ قٰالَ صَوٰاباً . وَ قَالَ‌: وَ اُسْتُنْطِقُوا فَقَالُوا: وَ اَللّٰهِ رَبِّنٰا مٰا كُنّٰا مُشْرِكِينَ‌ ، وَ قَالَ‌: يَوْمَ‌ اَلْقِيٰامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَ يَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً ، وَ قَالَ‌: إِنَّ ذٰلِكَ لَحَقٌّ تَخٰاصُمُ أَهْلِ اَلنّٰارِ ، وَ قَالَ‌: لاٰ تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَ قَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ، وَ قَالَ‌: اَلْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلىٰ أَفْوٰاهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنٰا أَيْدِيهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمٰا كٰانُوا يَكْسِبُونَ‌ فَمَرَّةً يُخْبِرُ أَنَّهُمْ يَتَكَلَّمُونَ‌، وَ مَرَّةً يُخْبِرُ أَنَّهُمْ لاَ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ اَلرَّحْمَنُ وَ قَالَ‌ صَوَاباً، وَ مَرَّةً يُخْبِرُ أَنَّ اَلْخَلْقَ لاَ يَنْطِقُونَ‌، وَ يَقُولُ عَنْ مَقَالَتِهِمْ‌: وَ اَللّٰهِ رَبِّنٰا مٰا كُنّٰا مُشْرِكِينَ‌ وَ مَرَّةً يُخْبِرُ أَنَّهُمْ‌ يَخْتَصِمُونَ‌، فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ وَ كَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ؟ قَالَ‌: «هَاتِ وَيْحَكَ مَا شَكَكْتَ فِيهِ‌»، قَالَ‌: وَ أَجِدُ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ‌: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نٰاضِرَةٌ‌*`إِلىٰ رَبِّهٰا نٰاظِرَةٌ‌ ، وَ يَقُولُ‌: لاٰ تُدْرِكُهُ اَلْأَبْصٰارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ اَلْأَبْصٰارَ وَ هُوَ اَللَّطِيفُ اَلْخَبِيرُ ، وَ يَقُولُ‌: وَ لَقَدْ رَآهُ‌ نَزْلَةً أُخْرىٰ‌*`عِنْدَ سِدْرَةِ اَلْمُنْتَهىٰ‌ ، وَ يَقُولُ‌: يَوْمَئِذٍ لاٰ تَنْفَعُ اَلشَّفٰاعَةُ إِلاّٰ مَنْ أَذِنَ لَهُ اَلرَّحْمٰنُ وَ رَضِيَ لَهُ قَوْلاً *`يَعْلَمُ مٰا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ مٰا خَلْفَهُمْ وَ لاٰ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ، وَ مَنْ أَدْرَكَتْهُ اَلْأَبْصَارُ فَقَدْ أَحَاطَ بِهِ اَلْعِلْمُ‌، فَأَنَّى ذَلِكَ‌ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ ، وَ كَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ؟ قَالَ‌: «هَاتِ وَيْحَكَ مَا شَكَكْتَ فِيهِ‌». قَالَ‌: وَ أَجِدُ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَقُولُ‌: وَ مٰا كٰانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اَللّٰهُ إِلاّٰ وَحْياً أَوْ مِنْ وَرٰاءِ حِجٰابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مٰا يَشٰاءُ‌ ، وَ قَالَ‌: وَ كَلَّمَ اَللّٰهُ 32مُوسىٰ‌ تَكْلِيماً ، وَ قَالَ‌: وَ نٰادٰاهُمٰا رَبُّهُمٰا ، وَ قَالَ‌: يٰا أَيُّهَا اَلنَّبِيُّ‌ قُلْ لِأَزْوٰاجِكَ وَ بَنٰاتِكَ‌ ، وَ قَالَ‌: يٰا أَيُّهَا اَلرَّسُولُ‌ بَلِّغْ مٰا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ‌ ، فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ ، وَ كَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ؟ قَالَ‌: «وَيْحَكَ‌، هَاتِ مَا شَكَكْتَ فِيهِ‌». قَالَ‌: وَ أَجِدُ اَللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ يَقُولُ‌: هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا وَ قَدْ يُسَمَّى اَلْإِنْسَانُ سَمِيعاً بَصِيراً، وَ مَلِكاً وَ رَبّاً، فَمَرَّةً يُخْبِرُ بِأَنَّ لَهُ أَسَامِيَ‌ كَثِيرَةً مُشْتَرَكَةً‌، وَ مَرَّةً يَقُولُ‌: هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ ، وَ كَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ؟ قَالَ‌: «هَاتِ وَيْحَكَ مَا شَكَكْتَ فِيهِ‌». قَالَ‌: وَجَدْتُ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَقُولُ‌: وَ مٰا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقٰالِ‌ ذَرَّةٍ فِي اَلْأَرْضِ وَ لاٰ فِي اَلسَّمٰاءِ‌ ، وَ يَقُولُ‌: وَ لاٰ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ‌ وَ لاٰ يُزَكِّيهِمْ‌ ، وَ يَقُولُ‌: كَلاّٰ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ‌ كَيْفَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ مَنْ يَحْجُبُ عَنْهُمْ‌، وَ أَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ ، وَ كَيْفَ‌ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ؟ قَالَ‌: «هَاتِ وَيْحَكَ أَيْضاً مَا شَكَكْتَ فِيهِ‌»؟ قَالَ‌: وَ أَجِدُ اَللَّهَ عَزَّ ذِكْرُهُ يَقُولُ‌: أَ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي اَلسَّمٰاءِ أَنْ‌ يَخْسِفَ بِكُمُ اَلْأَرْضَ فَإِذٰا هِيَ تَمُورُ ، وَ قَالَ‌: اَلرَّحْمٰنُ عَلَى اَلْعَرْشِ‌ اِسْتَوىٰ‌ ، وَ قَالَ‌: وَ هُوَ اَللّٰهُ فِي اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ فِي اَلْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَ جَهْرَكُمْ‌ ، وَ قَالَ‌: وَ اَلظّٰاهِرُ وَ اَلْبٰاطِنُ‌ ، وَ قَالَ‌: وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ‌ مٰا كُنْتُمْ‌ ، وَ قَالَ‌: وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ اَلْوَرِيدِ فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ ، وَ كَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ؟ قَالَ‌: «هَاتِ وَيْحَكَ مَا شَكَكْتَ فِيهِ‌»؟ قَالَ‌: وَ أَجِدُ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ‌: وَ جٰاءَ رَبُّكَ وَ اَلْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ، وَ قَالَ‌: وَ لَقَدْ جِئْتُمُونٰا فُرٰادىٰ كَمٰا خَلَقْنٰاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ‌ ، وَ قَالَ‌: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّٰ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اَللّٰهُ‌ فِي ظُلَلٍ مِنَ اَلْغَمٰامِ وَ اَلْمَلاٰئِكَةُ‌ ، وَ قَالَ‌: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّٰ أَنْ تَأْتِيَهُمُ اَلْمَلاٰئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ‌ آيٰاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ لاٰ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمٰانُهٰا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمٰانِهٰا خَيْراً فَمَرَّةً يَقُولُ‌: يَأْتِيَ رَبُّكَ‌ وَ مَرَّةً يَقُولُ‌: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ‌ فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ ، وَ كَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ؟ قَالَ‌: «هَاتِ وَيْحَكَ مَا شَكَكْتَ فِيهِ‌». قَالَ وَ أَجِدُ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَقُولُ‌: بَلْ هُمْ بِلِقٰاءِ رَبِّهِمْ‌ كٰافِرُونَ‌ ، وَ ذَكَرَ اَلْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ‌: اَلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاٰقُوا رَبِّهِمْ وَ أَنَّهُمْ إِلَيْهِ رٰاجِعُونَ‌ ، [وَ قَالَ‌:] تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلاٰمٌ‌ ، وَ قَالَ‌: مَنْ كٰانَ يَرْجُوا لِقٰاءَ اَللّٰهِ فَإِنَّ أَجَلَ اَللّٰهِ لَآتٍ‌ ، وَ قَالَ‌: فَمَنْ كٰانَ‌ يَرْجُوا لِقٰاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صٰالِحاً فَمَرَّةً يُخْبِرُ أَنَّهُمْ يَلْقَوْنَهُ‌، وَ مَرَّةً يَقُولُ إِنَّهُ‌ لاٰ تُدْرِكُهُ اَلْأَبْصٰارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ‌ اَلْأَبْصٰارَ وَ مَرَّةً يَقُولُ‌: وَ لاٰ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ ، وَ كَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ؟ قَالَ‌: «هَاتِ وَيْحَكَ‌، مَا شَكَكْتَ فِيهِ‌»؟ قَالَ‌: وَ أَجِدُ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَقُولُ‌: وَ رَأَى اَلْمُجْرِمُونَ اَلنّٰارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوٰاقِعُوهٰا ، وَ قَالَ‌: يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اَللّٰهُ دِينَهُمُ اَلْحَقَّ وَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اَللّٰهَ هُوَ اَلْحَقُّ اَلْمُبِينُ‌ ، وَ قَالَ‌: تَظُنُّونَ بِاللّٰهِ اَلظُّنُونَا فَمَرَّةً يُخْبِرُ أَنَّهُمْ يَظُنُّونَ‌، وَ مَرَّةً يُخْبِرُ أَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ‌، وَ اَلظَّنُّ شَكٌ‌، فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ ، وَ كَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ‌». [قَالَ‌: هَاتِ مَا شَكَكْتَ فِيهِ‌. قَالَ‌: وَ أَجِدُ اَللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ‌: وَ نَضَعُ اَلْمَوٰازِينَ‌ اَلْقِسْطَ لِيَوْمِ اَلْقِيٰامَةِ‌ فَلاٰ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً ، وَ قَالَ‌: فَلاٰ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ‌ وَزْناً ، وَ قَالَ‌: فَأُولٰئِكَ يَدْخُلُونَ اَلْجَنَّةَ‌ يُرْزَقُونَ فِيهٰا بِغَيْرِ حِسٰابٍ‌ ، وَ قَالَ‌: وَ اَلْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ اَلْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوٰازِينُهُ فَأُولٰئِكَ هُمُ‌ اَلْمُفْلِحُونَ‌*`وَ مَنْ خَفَّتْ مَوٰازِينُهُ فَأُولٰئِكَ اَلَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمٰا كٰانُوا بِآيٰاتِنٰا يَظْلِمُونَ‌ ، فَأَنَّى ذَلِكَ‌ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ ، وَ كَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ‌]. قَالَ‌: «هَاتِ وَيْحَكَ مَا شَكَكْتَ فِيهِ‌». قَالَ‌: وَ أَجِدُ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَقُولُ‌: قُلْ يَتَوَفّٰاكُمْ مَلَكُ اَلْمَوْتِ‌ اَلَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ‌ ، وَ قَالَ‌: اَللّٰهُ يَتَوَفَّى اَلْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهٰا ، وَ قَالَ‌: تَوَفَّتْهُ رُسُلُنٰا وَ هُمْ لاٰ يُفَرِّطُونَ‌ ، وَ قَالَ‌: اَلَّذِينَ تَتَوَفّٰاهُمُ اَلْمَلاٰئِكَةُ طَيِّبِينَ‌ ، وَ قَالَ‌: اَلَّذِينَ تَتَوَفّٰاهُمُ اَلْمَلاٰئِكَةُ ظٰالِمِي أَنْفُسِهِمْ‌ ، فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ ، وَ كَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ؟ وَ قَدْ هَلَكْتُ إِنْ لَمْ تَرْحَمْنِي، وَ تَشْرَحْ لِي صَدْرِي فِيمَا عَسَى أَنْ يَجْرِي ذَلِكَ عَلَى يَدَيْكَ‌، فَإِنْ كَانَ اَلرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى حَقّاً، وَ اَلْكِتَابُ‌ حَقّاً، وَ اَلرُّسُلُ حَقّاً، فَقَدْ هَلَكْتُ وَ خَسِرْتُ‌، وَ إِنْ تَكُنِ اَلرُّسُلُ بَاطِلاً فَمَا عَلَيَّ بَأْسٌ وَ قَدْ نَجَوْتُ‌. فَقَالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «قُدُّوسٌ رَبُّنَا، تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عُلُوّاً كَبِيراً، نَشْهَدُ أَنَّهُ هُوَ اَلدَّائِمُ اَلَّذِي لاَ يَزُولُ‌، وَ لاَ نَشُكُّ‌ فِيهِ‌، وَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ‌، وَ هُوَ اَلسَّمِيعُ اَلْبَصِيرُ، وَ أَنَّ اَلْكِتَابَ‌ حَقٌّ‌، وَ اَلرُّسُلَ حَقٌّ‌، وَ أَنَّ اَلثَّوَابَ وَ اَلْعِقَابَ حَقٌّ‌، فَإِنْ رُزِقْتَ‌ زِيَادَةَ إِيمَانٍ أَوْ حُرِمْتَهُ فَإِنَّ ذَلِكَ بِيَدِ اَللَّهِ‌، إِنْ شَاءَ رَزَقَكَ‌، وَ إِنْ شَاءَ حَرَمَكَ ذَلِكَ‌. وَ لَكِنْ سَأُعَلِّمُكَ مَا شَكَكْتَ فِيهِ‌، وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ‌، فَإِنْ أَرَادَ اَللَّهُ بِكَ خَيْراً أُعَلِّمُكَ بِعِلْمِهِ وَ ثَبَّتَكَ‌، وَ إِنْ يَكُنْ شَرّاً ضَلَلْتَ وَ هَلَكْتَ‌. أَمَّا قَوْلُهُ‌: نَسُوا اَللّٰهَ فَنَسِيَهُمْ‌ إِنَّمَا يَعْنِي نَسُوا اَللَّهَ فِي دَارِ اَلدُّنْيَا، لَمْ يَعْمَلُوا بِطَاعَتِهِ فَنَسِيَهُمْ فِي اَلْآخِرَةِ‌ أَيْ لَمْ يَجْعَلْ لَهُمْ فِي ثَوَابِهِ شَيْئاً فَصَارُوا مَنْسِيِّينَ مِنَ اَلْخَيْرِ ، وَ كَذَلِكَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌: فَالْيَوْمَ نَنْسٰاهُمْ كَمٰا نَسُوا لِقٰاءَ يَوْمِهِمْ هٰذٰا يَعْنِي بِالنِّسْيَانِ أَنَّهُ لَمْ يُثِبْهُمْ كَمَا يُثِيبُ أَوْلِيَاءَهُ اَلَّذِينَ كَانُوا فِي دَارِ اَلدُّنْيَا مُطِيعِينَ ذَاكِرِينَ‌ حِينَ آمَنُوا بِهِ وَ بِرُسُلِهِ وَ خَافُوهُ بِالْغَيْبِ‌. وَ أَمَّا قَوْلُهُ‌: وَ مٰا كٰانَ رَبُّكَ نَسِيًّا فَإِنَّ رَبَّنَا تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عُلُوّاً كَبِيراً لَيْسَ بِالَّذِي يَنْسَى، وَ لاَ يَغْفُلُ‌، بَلْ هُوَ اَلْحَفِيظُ اَلْعَلِيمُ‌، وَ قَدْ يَقُولُ اَلْعَرَبُ‌ فِي بَابِ اَلنِّسْيَانِ‌: قَدْ نَسِيَنَا فُلاَنٌ فَلاَ يَذْكُرُنَا، أَيْ أَنَّهُ لاَ يَأْمُرُ لَهُمْ بِخَيْرٍ وَ لاَ يَذْكُرُهُمْ‌ بِهِ‌، فَهَلْ فَهِمْتَ مَا ذَكَرَهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ؟». قَالَ‌: نَعَمْ‌، فَرَّجْتَ عَنِّي فَرَّجَ اَللَّهُ عَنْكَ‌، وَ حَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً فَعَظَّمَ اَللَّهُ أَجْرَكَ‌. فَقَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): «وَ أَمَّا قَوْلُهُ‌: يَوْمَ يَقُومُ اَلرُّوحُ وَ اَلْمَلاٰئِكَةُ صَفًّا لاٰ يَتَكَلَّمُونَ إِلاّٰ مَنْ أَذِنَ لَهُ اَلرَّحْمٰنُ وَ قٰالَ‌ صَوٰاباً ، وَ قَوْلُهُ‌: وَ اَللّٰهِ رَبِّنٰا مٰا كُنّٰا مُشْرِكِينَ‌ ، وَ قَوْلُهُ‌: يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ‌ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَ يَلْعَنُ‌ بَعْضُكُمْ بَعْضاً ، وَ قَوْلُهُ‌: إِنَّ ذٰلِكَ لَحَقٌّ تَخٰاصُمُ أَهْلِ اَلنّٰارِ ، وَ قَوْلُهُ‌: لاٰ تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَ قَدْ قَدَّمْتُ‌ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ، وَ قَوْلُهُ‌: اَلْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلىٰ أَفْوٰاهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنٰا أَيْدِيهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمٰا كٰانُوا يَكْسِبُونَ‌ ، فَإِنَّ ذَلِكَ فِي مَوَاطِنَ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ مَوَاطِنِ ذَلِكَ اَلْيَوْمِ اَلَّذِي كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ‌، يَجْمَعُ‌ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ اَلْخَلاَئِقَ يَوْمَئِذٍ فِي مَوْطِنٍ يَتَفَرَّقُونَ‌، وَ يُكَلِّمُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، وَ يَسْتَغْفِرُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ‌، أُولَئِكَ اَلَّذِينَ كَانَ‌ مِنْهُمُ اَلطَّاعَةُ فِي دَارِ اَلدُّنْيَا لِلرُّؤَسَاءِ وَ اَلْأَتْبَاعِ‌: وَ يَلْعَنُ أَهْلُ اَلْمَعَاصِي اَلَّذِينَ بَدَتْ مِنْهُمُ اَلْبَغْضَاءُ وَ تَعَاوَنُوا عَلَى اَلظُّلْمِ‌ وَ اَلْعُدْوَانِ فِي دَارِ اَلدُّنْيَا اَلْمُسْتَكْبِرِينَ‌، وَ اَلْمُسْتَضْعَفِينَ يَكْفُرُ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ‌، وَ يَلْعَنُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، وَ اَلْكُفْرُ فِي هَذِهِ‌ اَلْآيَةِ اَلْبَرَاءَةُ‌، يَقُولُ‌: فَيَبْرَأُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ‌، وَ نَظِيرُهَا فِي 14سُورَةِ إِبْرَاهِيمَ‌ ، قَوْلُ 1اَلشَّيْطَانِ‌ : إِنِّي كَفَرْتُ بِمٰا أَشْرَكْتُمُونِ‌ مِنْ قَبْلُ‌ ، وَ قَوْلُ 24إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اَلرَّحْمَنِ‌ : كَفَرْنٰا بِكُمْ‌ يَعْنِي تَبَرَّأْنَا مِنْكُمْ‌. ثُمَّ يَجْتَمِعُونَ فِي مَوْطِنٍ آخَرَ يَبْكُونَ فِيهِ‌، فَلَوْ أَنَّ تِلْكَ اَلْأَصْوَاتَ بَدَتْ لِأَهْلِ اَلدُّنْيَا لَأَذْهَلَتْ جَمِيعَ اَلْخَلْقِ عَنْ‌ مَعَايِشِهِمْ‌، وَ لَتَصَدَّعَتْ قُلُوبُهُمْ إِلاَّ مَا شَاءَ اَللَّهُ‌، فَلاَ يَزَالُونَ يَبْكُونَ اَلدَّمَ‌. ثُمَّ يَجْتَمِعُونَ فِي مَوْطِنٍ آخَرَ، فَيَسْتَنْطِقُونَ فِيهِ‌، فَيَقُولُونَ‌: وَ اَللّٰهِ رَبِّنٰا مٰا كُنّٰا مُشْرِكِينَ‌ فَيَخْتِمُ‌ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَ يُسْتَنْطَقُ اَلْأَيْدِي وَ اَلْأَرْجُلُ وَ اَلْجُلُودُ، فَتَشْهَدُ بِكُلِّ مَعْصِيَةٍ كَانَتْ مِنْهُمْ‌، ثُمَّ يُرْفَعُ عَنْ‌ أَلْسِنَتِهِمْ اَلْخَتْمُ فَيَقُولُونَ لِجُلُودِهِمْ‌: لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا؟ قَالُوا: أَنْطَقَنَا اَللَّهُ اَلَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْ‌ءٍ‌. ثُمَّ يَجْتَمِعُونَ فِي مَوْطِنٍ آخَرَ فَيُسْتَنْطَقُونَ فَيَفِرُّ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ‌، فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: يَوْمَ يَفِرُّ اَلْمَرْءُ مِنْ‌ أَخِيهِ‌*`وَ أُمِّهِ وَ أَبِيهِ‌*`وَ صٰاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ‌ ، فَيُسْتَنْطَقُونَ فَلاَ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ اَلرَّحْمَنُ وَ قَالَ صَوَاباً. فَيَقُومُ‌ اَلرُّسُلُ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِمْ‌) فَيَشْهَدُونَ فِي هَذَا اَلْمَوْطِنِ‌، فَذَلِكَ قَوْلُهُ‌: فَكَيْفَ إِذٰا جِئْنٰا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَ جِئْنٰا بِكَ عَلىٰ‌ هٰؤُلاٰءِ شَهِيداً . ثُمَّ يَجْتَمِعُونَ فِي مَوْطِنٍ آخَرَ يَكُونُ فِيهِ مَقَامُ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) وَ هُوَ اَلْمَقَامُ اَلْمَحْمُودُ، فَيُثْنِي عَلَى اَللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى بِمَا لَمْ يُثْنِ عَلَيْهِ أَحَدٌ قَبْلَهُ‌، ثُمَّ يُثْنِي عَلَى اَلْمَلاَئِكَةِ كُلِّهِمْ‌، فَلاَ يَبْقَى مَلَكٌ إِلاَّ أَثْنَى عَلَيْهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌)، ثُمَّ يُثْنِي عَلَى اَلرُّسُلِ بِمَا لَمْ يُثْنِ عَلَيْهِمْ أَحَدٌ قَبْلَهُ‌، ثُمَّ يُثْنِي عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ‌، يَبْدَأُ بِالصِّدِّيقِينَ وَ اَلشُّهَدَاءِ ثُمَّ‌ بِالصَّالِحِينَ‌، فَيَحْمَدُهُ أَهْلُ اَلسَّمَاوَاتِ وَ أَهْلُ اَلْأَرْضِ‌، وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ‌: عَسىٰ أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقٰاماً مَحْمُوداً فَطُوبَى لِمَنْ كَانَ لَهُ فِي ذَلِكَ اَلْمَقَامِ حَظٌّ وَ نَصِيبٌ‌، وَ وَيْلٌ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي ذَلِكَ اَلْمَقَامِ حَظٌّ وَ لاَ نَصِيبٌ‌. ثُمَّ يَجْتَمِعُونَ فِي مَوْطِنٍ آخَرَ، وَ يُدَالَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ‌، وَ هَذَا كُلُّهُ قُبَيْلَ اَلْحِسَابِ‌، فَإِذَا أُخِذَ فِي اَلْحِسَابِ‌، شُغِلَ كُلُّ إِنْسَانٍ بِمَا لَدَيْهِ‌، نَسْأَلُ اَللَّهَ بَرَكَةَ ذَلِكَ اَلْيَوْمِ‌». قَالَ‌: فَرَّجْتَ عَنِّي يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ ، وَ حَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً‌، فَعَظَّمَ اَللَّهُ أَجْرَكَ‌. فَقَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): «وَ أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نٰاضِرَةٌ‌*`إِلىٰ رَبِّهٰا نٰاظِرَةٌ‌ ، وَ قَوْلُهُ‌: لاٰ تُدْرِكُهُ‌ اَلْأَبْصٰارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ اَلْأَبْصٰارَ ، وَ قَوْلُهُ‌: وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرىٰ‌*`عِنْدَ سِدْرَةِ اَلْمُنْتَهىٰ‌ ، وَ قَوْلُهُ‌: يَوْمَئِذٍ لاٰ تَنْفَعُ اَلشَّفٰاعَةُ إِلاّٰ مَنْ أَذِنَ لَهُ اَلرَّحْمٰنُ وَ رَضِيَ لَهُ قَوْلاً*`يَعْلَمُ مٰا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ مٰا خَلْفَهُمْ وَ لاٰ يُحِيطُونَ بِهِ‌ عِلْماً ، فَأَمَّا قَوْلُهُ‌: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نٰاضِرَةٌ‌*`إِلىٰ رَبِّهٰا نٰاظِرَةٌ‌ ، فَإِنَّ ذَلِكَ فِي مَوْضِعٍ يَنْتَهِي فِيهِ أَوْلِيَاءُ‌ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بَعْدَ مَا يَفْرُغُ مِنَ اَلْحِسَابِ إِلَى نَهَرٍ يُسَمَّى اَلْحَيَوَانَ‌ ، فَيَغْتَسِلُونَ فِيهِ وَ يَشْرَبُونَ مِنْهُ‌، فَتُضِيءُ وُجُوهُهُمْ‌ إِشْرَاقاً، فَيَذْهَبُ عَنْهُمْ كُلُّ قَذًى وَ وَعْثٍ‌، ثُمَّ يُؤْمَرُونَ بِدُخُولِ اَلْجَنَّةِ‌ ، فَمِنْ هَذَا اَلْمَقَامِ يَنْظُرُونَ إِلَى رَبِّهِمْ كَيْفَ‌ يُثِيبُهُمْ‌، وَ مِنْهُ يَدْخُلُونَ اَلْجَنَّةَ‌ ، فَذَلِكَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي تَسْلِيمِ اَلْمَلاَئِكَةِ عَلَيْهِمْ‌: سَلاٰمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهٰا خٰالِدِينَ‌ فَعِنْدَ ذَلِكَ أَيْقَنُوا بِدُخُولِ اَلْجَنَّةِ‌ وَ اَلنَّظَرِ إِلَى مَا وَعَدَهُمُ رَبُّهُمْ‌، فَذَلِكَ قَوْلُهُ‌: إِلىٰ رَبِّهٰا نٰاظِرَةٌ‌ وَ إِنَّمَا يَعْنِي بِالنَّظَرِ إِلَيْهِ‌، اَلنَّظَرَ إِلَى ثَوَابِهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى. وَ أَمَّا قَوْلُهُ‌: لاٰ تُدْرِكُهُ اَلْأَبْصٰارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ اَلْأَبْصٰارَ هُوَ كَمَا قَالَ‌، لاَ تُدْرِكُهُ اَلْأَبْصَارُ يَعْنِي لاَ تُحِيطُ بِهِ اَلْأَوْهَامُ‌ وَ هُوَ يُدْرِكُ اَلْأَبْصٰارَ يَعْنِي يُحِيطُ بِهَا وَ هُوَ اَللَّطِيفُ اَلْخَبِيرُ وَ ذَلِكَ مَدْحٌ اِمْتَدَحَ بِهِ رَبُّنَا نَفْسَهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَ تَقَدَّسَ عُلُوّاً كَبِيراً، وَ قَدْ سَأَلَ 32مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) وَ جَرَى عَلَى لِسَانِهِ مِنْ حَمْدِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌: رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ‌ ، فَكَانَتْ مَسْأَلَتُهُ تِلْكَ أَمْراً عَظِيماً، وَ سَأَلَ أَمْراً جَسِيماً، فَعُوقِبَ‌، فَقَالَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: لَنْ تَرَانِي فِي اَلدُّنْيَا حَتَّى تَمُوتَ فَتَرَانِي فِي اَلْآخِرَةِ‌، وَ لَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَرَانِي فِي اَلدُّنْيَا فَانْظُرْ إِلَى اَلْجَبَلِ‌، فَإِنْ اِسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ‌ تَرَانِي، فَأَبْدَى اَللَّهُ سُبْحَانَهُ بَعْضَ آيَاتِهِ‌، وَ تَجَلَّى رَبُّنَا [لِلْجَبَلِ‌] فَتُقْطَعُ اَلْجَبَلُ فَصَارَ رَمِيماً، وَ خَرَّ 32مُوسَى صَعِقاً، يَعْنِي مَيِّتاً، فَكَانَتْ عُقُوبَتُهُ اَلْمَوْتَ‌، ثُمَّ أَحْيَاهُ اَللَّهُ وَ بَعَثَهُ وَ تَابَ عَلَيْهِ‌، فَقَالَ‌: سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَ أَنَا أَوَّلُ اَلْمُؤْمِنِينَ‌، يَعْنِي أَوَّلُ مُؤْمِنٍ آمَنَ بِكَ مِنْهُمْ‌ ، أَنَّهُ لَنْ يَرَاكَ‌. وَ أَمَّا قَوْلُهُ‌: وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرىٰ‌*`عِنْدَ سِدْرَةِ اَلْمُنْتَهىٰ‌ يَعْنِي مُحَمَّداً (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) [كَانَ عِنْدَ سِدْرَةِ‌ اَلْمُنْتَهَى] حَيْثُ لاَ يَتَجَاوَزُهَا خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اَللَّهِ‌، وَ قَوْلُهُ فِي آخِرِ اَلْآيَةِ‌: مٰا زٰاغَ اَلْبَصَرُ وَ مٰا طَغىٰ‌*`لَقَدْ رَأىٰ مِنْ‌ آيٰاتِ رَبِّهِ اَلْكُبْرىٰ‌ رَأَى جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) فِي صُورَتِهِ مَرَّتَيْنِ‌: هَذِهِ اَلْمَرَّةَ‌، وَ مَرَّةً أُخْرَى، وَ ذَلِكَ أَنَّ خَلْقَ جَبْرَئِيلَ‌ عَظِيمٌ‌، فَهُوَ مِنَ اَلرُّوحَانِيِّينَ اَلَّذِينَ لاَ يُدْرِكُ خَلْقَهُمْ وَ صِفَتَهُمْ إِلاَّ اَللَّهُ رَبُّ اَلْعَالَمِينَ‌. وَ أَمَّا قَوْلُهُ‌: يَوْمَئِذٍ لاٰ تَنْفَعُ اَلشَّفٰاعَةُ إِلاّٰ مَنْ أَذِنَ لَهُ اَلرَّحْمٰنُ وَ رَضِيَ لَهُ قَوْلاً*`يَعْلَمُ مٰا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ‌ وَ مٰا خَلْفَهُمْ وَ لاٰ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً لاَ يُحِيطُ اَلْخَلاَئِقُ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عِلْماً، إِذْ هُوَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى جَعَلَ عَلَى أَبْصَارِ اَلْقُلُوبِ اَلْغِطَاءَ‌، فَلاَ فَهْمٌ يَنَالُهُ بِالْكَيْفِ‌، وَ لاَ قَلْبٌ يُثْبِتُهُ بِالْحُدُودِ، فَلاَ يَصِفُهُ إِلاَّ كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ‌، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ وَ هُوَ اَلسَّمِيعُ اَلْبَصِيرُ، اَلْأَوَّلُ وَ اَلْآخِرُ وَ اَلظَّاهِرُ وَ اَلْبَاطِنُ‌، اَلْخَالِقُ اَلْبَارِئُ اَلْمُصَوِّرُ، خَلَقَ اَلْأَشْيَاءَ‌، فَلَيْسَ مِنَ اَلْأَشْيَاءِ شَيْ‌ءٌ‌ مِثْلَهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى». فَقَالَ‌: فَرَّجْتَ عَنِّي، فَرَّجَ اَللَّهُ عَنْكَ‌، وَ حَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً‌، فَأَعْظَمَ اَللَّهُ أَجْرَكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ . [فَقَالَ‌]: (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) «وَ أَمَّا قَوْلُهُ‌: وَ مٰا كٰانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اَللّٰهُ إِلاّٰ وَحْياً أَوْ مِنْ وَرٰاءِ حِجٰابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مٰا يَشٰاءُ‌ ، وَ قَوْلُهُ‌: وَ كَلَّمَ اَللّٰهُ مُوسىٰ تَكْلِيماً ، وَ قَوْلُهُ‌: وَ نٰادٰاهُمٰا رَبُّهُمٰا ، وَ قَوْلُهُ‌: يٰا 18آدَمُ‌ اُسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ اَلْجَنَّةَ‌ ، فَأَمَّا قَوْلُهُ‌: وَ مٰا كٰانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اَللّٰهُ إِلاّٰ وَحْياً أَوْ مِنْ وَرٰاءِ‌ حِجٰابٍ‌ ، فَإِنَّهُ مَا يَنْبَغِي لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اَللَّهُ إِلاَّ وَحْياً وَ لَيْسَ بِكَائِنٍ إِلاَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ‌ مَا يَشَاءُ‌، كَذَلِكَ قَالَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عُلُوّاً كَبِيراً، قَدْ كَانَ اَلرَّسُولُ‌ يُوحَى إِلَيْهِ مِنْ رُسُلِ اَلسَّمَاءِ‌، فَتُبَلِّغُ رُسُلُ اَلسَّمَاءِ‌ رُسُلَ اَلْأَرْضِ‌، وَ قَدْ كَانَ اَلْكَلاَمُ بَيْنَ رُسُلِ أَهْلِ اَلْأَرْضِ وَ بَيْنَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُرْسَلَ بِالْكَلاَمِ مَعَ رُسُلِ أَهْلِ اَلسَّمَاءِ‌. وَ قَدْ قَالَ‌ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) : يَا جَبْرَئِيلُ‌ ، هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ؟ فَقَالَ جَبْرَئِيلُ‌ : إِنَّ رَبِّي لاَ يُرَى. فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) : فَمِنْ أَيْنَ تَأْخُذُ اَلْوَحْيَ؟ قَالَ‌: آخُذُهُ مِنْ إِسْرَافِيلَ‌ . فَقَالَ‌: وَ مِنْ أَيْنَ يَأْخُذُهُ إِسْرَافِيلُ‌ ؟ قَالَ‌: يَأْخُذُهُ مِنْ مَلَكٍ فَوْقَهُ مِنَ‌ اَلرُّوحَانِيِّينَ‌. فَقَالَ‌: مِنْ أَيْنَ يَأْخُذُهُ ذَلِكَ اَلْمَلَكُ؟ قَالَ‌: يُقْذَفُ فِي قَلْبِهِ قَذْفاً. فَهَذَا وَحْيٌ وَ هُوَ كَلاَمُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌، وَ كَلاَمُ‌ اَللَّهِ لَيْسَ بِنَحْوٍ وَاحِدٍ، مِنْهُ مَا كَلَّمَ اَللَّهُ بِهِ اَلرُّسُلَ‌، وَ مِنْهُ مَا قَذَفَهُ فِي قُلُوبِهِمْ‌، وَ مِنْهُ رُؤْيَا يُرِيهَا اَلرُّسُلُ‌، وَ مِنْهُ وَحْيٌ وَ تَنْزِيلٌ‌ يُتْلَى وَ يُقْرَأُ فَهُوَ كَلاَمُ اَللَّهِ‌، فَاكْتَفِ بِمَا وَصَفْتُ لَكَ مِنْ كَلاَمِ اَللَّهِ‌، فَإِنَّ مَعْنَى كَلاَمِ اَللَّهِ لَيْسَ بِنَحْوٍ وَاحِدٍ، فَإِنَّ مِنْهُ مَا يُبَلِّغُ بِهِ‌ رُسُلُ اَلسَّمَاءِ رُسُلَ اَلْأَرْضِ‌». قَالَ‌: فَرَّجْتَ عَنِّي فَرَّجَ اَللَّهُ عَنْكَ‌، وَ حَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً فَعَظَّمَ اَللَّهُ أَجْرَكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ . [فَقَالَ‌] (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): «وَ أَمَّا قَوْلُهُ‌: هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ، فَإِنَّ تَأْوِيلَهُ‌: هَلْ تَعْلَمُ أَحَداً اِسْمُهُ اَللَّهُ‌، غَيْرُ اَللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى‌؟ فَإِيَّاكَ أَنْ تُفَسِّرَ اَلْقُرْآنَ‌ بِرَأْيِكَ حَتَّى تَفْقَهَهُ عَنِ اَلْعُلَمَاءِ‌، فَإِنَّهُ رُبَّ تَنْزِيلٍ يُشْبِهُ كَلاَمَ اَلْبَشَرِ، وَ هُوَ كَلاَمُ‌ اَللَّهِ‌، وَ تَأْوِيلُهُ لاَ يُشْبِهُ كَلاَمَ اَلْبَشَرِ، كَمَا لَيْسَ شَيْ‌ءٌ مِنْ خَلْقِهِ يُشْبِهُهُ‌، كَذَلِكَ لاَ يُشْبِهُ فِعْلُهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى شَيْئاً مِنْ أَفْعَالِ‌ اَلْبَشَرِ، وَ لاَ يُشْبِهُ شَيْ‌ءٌ مِنْ كَلاَمِهِ كَلاَمَ اَلْبَشَرِ، فَكَلاَمُ اَللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى صِفَتُهُ‌، وَ كَلاَمُ اَلْبَشَرِ أَفْعَالُهُمْ‌، فَلاَ تُشَبِّهْ كَلاَمَ اَللَّهِ‌ بِكَلاَمِ اَلْبَشَرِ فَتَهْلِكَ وَ تَضِلَّ‌». قَالَ‌: فَرَّجْتَ عَنِّي، فَرَّجَ اَللَّهُ عَنْكَ‌، وَ حَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً فَعَظَّمَ اَللَّهُ أَجْرَكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ . فَقَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): «وَ أَمَّا قَوْلُهُ‌: وَ مٰا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقٰالِ ذَرَّةٍ فِي اَلْأَرْضِ وَ لاٰ فِي اَلسَّمٰاءِ‌ كَذَلِكَ‌ رَبُّنَا لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ شَيْ‌ءٌ‌، وَ كَيْفَ يَكُونُ مَنْ خَلَقَ اَلْأَشْيَاءَ لاَ يَعْلَمُ مَا خَلَقَ وَ هُوَ اَلْخَلاَّقُ اَلْعَلِيمُ‌! وَ أَمَّا قَوْلُهُ‌: لاٰ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ‌ ، يُخْبِرُ أَنَّهُ لاَ يُصِيبُهُمْ بِخَيْرٍ، وَ قَدْ تَقُولُ اَلْعَرَبُ‌: وَ اَللَّهِ مَا يَنْظُرُ إِلَيْنَا فُلاَنٌ‌. وَ إِنَّمَا يَعْنُونَ بِذَلِكَ أَنَّهُ لاَ يُصِيبُنَا مِنْهُ بِخَيْرٍ، فَذَلِكَ اَلنَّظَرُ هَا هُنَا مِنَ اَللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى إِلَى خَلْقِهِ‌، فَنَظَرُهُ إِلَيْهِمْ‌ رَحْمَتُهُ لَهُمْ‌». قَالَ‌: فَرَّجْتَ عَنِّي فَرَّجَ اَللَّهُ عَنْكَ‌، وَ حَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً فَعَظَّمَ اَللَّهُ أَجْرَكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ . قَالَ‌: «وَ أَمَّا قَوْلُهُ‌: كَلاّٰ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ‌ ، فَإِنَّمَا يَعْنِي بِذَلِكَ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ‌ أَنَّهُمْ عَنْ‌ ثَوَابِ رَبِّهِمْ مَحْجُوبُونَ‌. [قَالَ‌: فَرَّجْتَ عَنِّي، فَرَّجَ اَللَّهُ عَنْكَ‌، وَ حَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً فَعَظَّمَ اَللَّهُ أَجْرَكَ‌. فَقَالَ‌: (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌)] قَوْلُهُ‌: أَ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي اَلسَّمٰاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ اَلْأَرْضَ فَإِذٰا هِيَ تَمُورُ ، وَ قَوْلُهُ‌: وَ هُوَ اَللّٰهُ فِي اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ فِي اَلْأَرْضِ‌ ، وَ قَوْلُهُ‌: اَلرَّحْمٰنُ عَلَى اَلْعَرْشِ اِسْتَوىٰ‌ ، وَ قَوْلُهُ‌: وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مٰا كُنْتُمْ‌ ، وَ قَوْلُهُ‌: وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ اَلْوَرِيدِ ، فَكَذَلِكَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى سُبُّوحاً قُدُّوساً تَعَالَى أَنْ يَجْرِيَ مِنْهُ مَا يَجْرِي مِنَ اَلْمَخْلُوقِينَ‌، وَ هُوَ اَللَّطِيفُ اَلْخَبِيرُ، وَ أَجَلُّ وَ أَكْبَرُ أَنْ يَنْزِلَ بِهِ شَيْ‌ءٌ مِمَّا يَنْزِلُ‌ بِخَلْقِهِ‌، وَ هُوَ عَلَى اَلْعَرْشِ اِسْتَوَى، عِلْمُهُ‌ شَاهِدٌ لِكُلِّ نَجْوَى، وَ هُوَ اَلْوَكِيلُ عَلَى كُلِّ شَيْ‌ءٍ‌، وَ اَلْمُيَسِّرُ لِكُلِّ شَيْ‌ءٍ‌ وَ اَلْمُدَبَّرُ لِلْأَشْيَاءِ كُلِّهَا، تَعَالَى اَللَّهُ عَنْ أَنْ يَكُونَ عَلَى عَرْشِهِ‌ عُلُوّاً كَبِيراً. وَ أَمَّا قَوْلُهُ‌: وَ جٰاءَ رَبُّكَ وَ اَلْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ، وَ قَوْلُهُ‌: وَ لَقَدْ جِئْتُمُونٰا فُرٰادىٰ كَمٰا خَلَقْنٰاكُمْ أَوَّلَ‌ مَرَّةٍ‌ ، وَ قَوْلُهُ‌: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّٰ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اَللّٰهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ اَلْغَمٰامِ وَ اَلْمَلاٰئِكَةِ‌ ، وَ قَوْلُهُ‌: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّٰ أَنْ‌ تَأْتِيَهُمُ اَلْمَلاٰئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ‌ فَإِنَّ ذَلِكَ حَقٌّ كَمَا قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌، وَ لَيْسَ لَهُ جَيْئَةٌ‌ كَجَيْئَةِ اَلْخَلْقِ‌، وَ قَدْ أَعْلَمْتُكَ أَنَّ رُبَّ شَيْ‌ءٍ مِنْ كِتَابِ اَللَّهِ‌ تَأْوِيلُهُ عَلَى غَيْرِ تَنْزِيلِهِ‌، وَ لاَ يُشْبِهُ كَلاَمَ اَلْبَشَرِ، وَ سَأُنَبِّئُكَ‌ بِطَرَفٍ مِنْهُ‌، فَتَكْتَفِي إِنْ شَاءَ اَللَّهُ تَعَالَى، مِنْ ذَلِكَ قَوْلُ 24إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : إِنِّي ذٰاهِبٌ إِلىٰ رَبِّي سَيَهْدِينِ‌ فَذَهَابُهُ إِلَى رَبِّهِ تَوَجُّهُهُ إِلَيْهِ عِبَادَةً وَ اِجْتِهَاداً وَ قُرْبَةً إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌، أَ لاَ تَرَى أَنَّ تَأْوِيلَهُ غَيْرُ تَنْزِيلِهِ؟ وَ قَالَ‌: وَ أَنْزَلْنَا اَلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ ، يَعْنِي اَلسِّلاَحَ وَ غَيْرَ ذَلِكَ‌، وَ قَوْلُهُ‌: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّٰ أَنْ تَأْتِيَهُمُ اَلْمَلاٰئِكَةُ‌ يُخْبِرُ مُحَمَّداً (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) عَنِ اَلْمُشْرِكِينَ وَ اَلْمُنَافِقِينَ اَلَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ‌ فَقَالَ‌: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّٰ أَنْ تَأْتِيَهُمُ‌ اَلْمَلاٰئِكَةُ‌ حَيْثُ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ‌ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ‌ يَعْنِي بِذَلِكَ اَلْعَذَابَ‌ فِي دَارِ اَلدُّنْيَا كَمَا عَذَّبَ اَلْقُرُونَ اَلْأُولَى، فَهَذَا خَبَرٌ يُخْبِرُ بِهِ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) عَنْهُمْ‌. ثُمَّ قَالَ‌: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ لاٰ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمٰانُهٰا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمٰانِهٰا خَيْراً يَعْنِي مِنْ قَبْلِ‌ أَنْ تَجِيءَ هَذِهِ اَلْآيَةُ‌، وَ هَذِهِ اَلْآيَةُ طُلُوعُ اَلشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَ إِنَّمَا يَكْتَفِي أُولُو اَلْأَلْبَابِ‌ وَ اَلْحِجَا وَ أُولُو اَلنُّهَى أَنْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ إِذَا اِنْكَشَفَ اَلْغِطَاءُ رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ‌، وَ قَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى: فَأَتٰاهُمُ اَللّٰهُ مِنْ حَيْثُ‌ لَمْ يَحْتَسِبُوا يَعْنِي أَرْسَلَ عَلَيْهِمْ عَذَاباً، وَ كَذَلِكَ إِتْيَانُهُ بُنْيَانَهُمْ‌، وَ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: فَأَتَى اَللّٰهُ بُنْيٰانَهُمْ مِنَ اَلْقَوٰاعِدِ فَإِتْيَانُهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ اَلْقَوَاعِدِ إِرْسَالُ اَلْعَذَابِ عَلَيْهِمْ‌، وَ كَذَلِكَ مَا وَصَفَ اَللَّهُ مِنْ أَمْرِ اَلْآخِرَةِ تَبَارَكَ اِسْمُهُ‌ وَ تَعَالَى عُلُوّاً كَبِيراً، وَ تَجْرِي أُمُورُهُ فِي ذَلِكَ اَلْيَوْمِ اَلَّذِي كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ كَمَا تَجْرِي أُمُورُهُ فِي اَلدُّنْيَا، لاَ يَغِيبُ‌ وَ لاَ يَأْفِلُ مَعَ اَلْآفِلِينَ‌، فَاكْتَفِ بِمَا وَصَفْتُ لَكَ مِنْ ذَلِكَ مِمَّا جَالَ فِي صَدْرِكَ مِمَّا وَصَفَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِي كِتَابِهِ‌ ، وَ لاَ تَجْعَلْ كَلاَمَهُ كَكَلاَمِ اَلْبَشَرِ، هُوَ أَعْظَمُ وَ أَجَلُّ وَ أَكْرَمُ وَ أَعَزُّ، تَبَارَكَ وَ تَعَالَى مِنْ أَنْ يَصِفَهُ اَلْوَاصِفُونَ إِلاَّ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ وَ هُوَ اَلسَّمِيعُ اَلْبَصِيرُ ». قَالَ‌: فَرَّجْتَ عَنِّي يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ ، فَرَّجَ اَللَّهُ عَنْكَ‌، وَ حَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً‌. [فَقَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌)]: «وَ أَمَّا قَوْلُهُ‌: بَلْ هُمْ بِلِقٰاءِ رَبِّهِمْ كٰافِرُونَ‌ ، وَ ذِكْرُهُ اَلْمُؤْمِنِينَ اَلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاَقُوا رَبِّهِمْ‌، وَ قَوْلُهُ لِغَيْرِهِمْ‌: إِلىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ‌ بِمَا أَخْلَفُوا اَللَّهَ مَا وَعَدُوهُ‌، وَ قَوْلُهُ‌: فَمَنْ كٰانَ يَرْجُوا لِقٰاءَ رَبِّهِ‌ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صٰالِحاً ، فَأَمَّا قَوْلُهُ‌: بَلْ هُمْ بِلِقٰاءِ رَبِّهِمْ كٰافِرُونَ‌ يَعْنِي اَلْبَعْثَ فَسَمَّاهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِقَاءَهُ‌، وَ كَذَلِكَ ذِكْرُ اَلْمُؤْمِنِينَ‌: اَلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاٰقُوا رَبِّهِمْ‌ ، يَعْنِي يُوقِنُونَ أَنَّهُمْ يُبْعَثُونَ وَ يُحْشَرُونَ وَ يُحَاسَبُونَ‌ وَ يُجْزَوْنَ بِالثَّوَابِ وَ اَلْعِقَابِ‌، وَ اَلظَّنُّ هَاهُنَا اَلْيَقِينُ خَاصَّةً‌، وَ كَذَلِكَ قَوْلُهُ‌: فَمَنْ كٰانَ يَرْجُوا لِقٰاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صٰالِحاً ، وَ قَوْلُهُ‌: مَنْ كٰانَ يَرْجُوا لِقٰاءَ اَللّٰهِ فَإِنَّ أَجَلَ اَللّٰهِ لَآتٍ‌ يَعْنِي مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَبْعُوثٌ‌، فَإِنَّ وَعْدَ اَللَّهِ لَآتٍ مِنَ اَلثَّوَابِ وَ اَلْعِقَابِ‌، فَاللِّقَاءُ هَاهُنَا لَيْسَ بِالرُّؤْيَةِ‌، وَ اَللِّقَاءُ هُوَ اَلْبَعْثُ‌، فَافْهَمْ جَمِيعَ مَا فِي كِتَابِ اَللَّهِ‌ مِنْ لِقَائِهِ‌، فَإِنَّهُ يَعْنِي بِذَلِكَ اَلْبَعْثَ‌، وَ كَذَلِكَ قَوْلُهُ‌: تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلاٰمٌ‌ يَعْنِي أَنَّهُ لاَ يَزُولُ اَلْإِيمَانُ عَنْ قُلُوبِهِمْ يَوْمَ‌ يُبْعَثُونَ‌». قَالَ‌: فَرَّجْتَ عَنِّي يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ ، فَرَّجَ اَللَّهُ عَنْكَ‌، فَقَدْ حَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً‌. فَقَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): «وَ أَمَّا قَوْلُهُ‌: وَ رَأَى اَلْمُجْرِمُونَ اَلنّٰارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوٰاقِعُوهٰا يَعْنِي أَيْقَنُوا أَنَّهُمْ‌ دَاخِلُوهَا. وَ أَمَّا قَوْلُهُ‌: إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاٰقٍ حِسٰابِيَهْ‌ ، وَ قَوْلُهُ‌ : يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اَللّٰهُ دِينَهُمُ اَلْحَقَّ وَ يَعْلَمُونَ‌ أَنَّ اَللّٰهَ هُوَ اَلْحَقُّ اَلْمُبِينُ‌ ، وَ قَوْلُهُ لِلْمُنَافِقِينَ‌: وَ تَظُنُّونَ بِاللّٰهِ اَلظُّنُونَا ، فَهَذَا اَلظَّنُّ ظَنُّ شَكٍّ وَ لَيْسَ ظَنَّ‌ يَقِينٍ‌، وَ اَلظَّنُّ ظَنَّانِ‌: ظَنُّ شَكٍّ‌، وَ ظَنُّ يَقِينٍ‌، فَمَا كَانَ مِنْ أَمْرِ مَعَادٍ مِنَ اَلظَّنِّ فَهُوَ ظَنُّ يَقِينٍ‌، وَ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِ اَلدُّنْيَا فَهُوَ ظَنُّ‌ شَكٍّ‌، فَافْهَمْ مَا فَسَّرْتُ لَكَ‌». قَالَ‌: فَرَّجْتَ عَنِّي يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ ، فَرَّجَ اَللَّهُ عَنْكَ‌. [فَقَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌)]: «وَ أَمَّا قَوْلُهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: وَ نَضَعُ اَلْمَوٰازِينَ اَلْقِسْطَ لِيَوْمِ اَلْقِيٰامَةِ‌ فَلاٰ تُظْلَمُ نَفْسٌ‌ شَيْئاً ، فَهُوَ مِيزَانُ اَلْعَدْلِ‌، يُؤْخَذُ بِهِ اَلْخَلاَئِقُ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ‌ ، يُدِيلُ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى اَلْخَلْقَ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ‌ بِالْمَوَازِينِ‌». وَ فِي غَيْرِ هَذَا اَلْحَدِيثِ‌، اَلْمَوَازِينُ هُمُ اَلْأَنْبِيَاءُ وَ اَلْأَوْصِيَاءُ (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ‌). «وَ أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: فَلاٰ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ‌ وَزْناً فَإِنَّ ذَلِكَ خَاصُّ‌. وَ أَمَّا قَوْلُهُ‌: فَأُولٰئِكَ يَدْخُلُونَ اَلْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهٰا بِغَيْرِ حِسٰابٍ‌ فَإِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) قَالَ‌: قَالَ‌ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: لَقَدْ حَقَّتْ كَرَامَتِي أَوْ قَالَ‌: مَوَدَّتِي لِمَنْ يُرَاقِبُنِي وَ يَتَحَابُّ بِجَلاَلِي أَنَّ وُجُوهَهُمْ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ‌ مِنْ نُورٍ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ خُضْرٌ، قِيلَ‌: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اَللَّهِ‌ ؟ قَالَ‌: قَوْمٌ لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَ لاَ شُهَدَاءَ‌، وَ لَكِنَّهُمْ تَحَابُّوا بِجَلاَلِ اَللَّهِ‌، وَ يَدْخُلُونَ اَلْجَنَّةَ‌ بِغَيْرِ حِسَابٍ‌، فَنَسْأَلُ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْهُمْ‌ بِرَحْمَتِهِ‌. وَ أَمَّا قَوْلُهُ‌: فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوٰازِينُهُ‌ ، وَ خَفَّتْ مَوٰازِينُهُ‌ فَإِنَّمَا يَعْنِي اَلْحِسَابَ‌، تُوزَنُ اَلْحَسَنَاتُ‌ وَ اَلسَّيِّئَاتُ‌، وَ اَلْحَسَنَاتُ ثِقْلُ اَلْمِيزَانِ‌، وَ اَلسَّيِّئَاتُ خِفَّةُ اَلْمِيزَانِ‌. وَ أَمَّا قَوْلُهُ‌: قُلْ يَتَوَفّٰاكُمْ مَلَكُ اَلْمَوْتِ اَلَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ‌ ، وَ قَوْلُهُ‌: اَللّٰهُ يَتَوَفَّى اَلْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهٰا ، وَ قَوْلُهُ‌: تَوَفَّتْهُ رُسُلُنٰا وَ هُمْ لاٰ يُفَرِّطُونَ‌ ، وَ قَوْلُهُ‌: اَلَّذِينَ تَتَوَفّٰاهُمُ اَلْمَلاٰئِكَةُ ظٰالِمِي أَنْفُسِهِمْ‌ ، وَ قَوْلُهُ‌: اَلَّذِينَ تَتَوَفّٰاهُمُ اَلْمَلاٰئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلاٰمٌ عَلَيْكُمْ‌ ، فَإِنَّ‌ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يُدَبِّرُ اَلْأُمُورَ كَيْفَ يَشَاءُ‌، وَ يُوَكِّلُ مِنْ خَلْقِهِ مَنْ يَشَاءُ بِمَا يَشَاءُ‌، أَمَّا مَلَكُ اَلْمَوْتِ‌ فَإِنَّ اَللَّهَ يُوَكِّلُهُ بِخَاصَّةِ‌ مَنْ يَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ‌، وَ يُوَكِّلُ رُسُلَهُ مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ خَاصَّةً بِمَنْ يَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ‌، وَ اَلْمَلاَئِكَةِ اَلَّذِينَ سَمَّاهُمُ اَللَّهُ عَزَّ ذِكْرُهُ‌ وَكَّلَهُمْ بِخَاصَّةِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ‌ ، [إِنَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى] يُدَبِّرُ اَلْأُمُورَ كَيْفَ يَشَاءُ‌، وَ لَيْسَ كُلُّ اَلْعِلْمِ يَسْتَطِيعُ‌ صَاحِبُ اَلْعِلْمِ أَنْ يُفَسِّرَهُ لِكُلِّ اَلنَّاسِ‌، لِأَنَّ مِنْهُمُ اَلْقَوِيَّ وَ اَلضَّعِيفَ‌، وَ لِأَنَّ مِنْهُ مَا يُطَاقُ حَمْلُهُ‌، وَ مِنْهُ مَا لاَ يُطَاقُ حَمْلُهُ‌، إِلاَّ أَنْ يُسَهِّلَ اَللَّهُ لَهُ حَمْلَهُ‌، وَ أَعَانَهُ عَلَيْهِ مِنْ خَاصَّةِ أَوْلِيَائِهِ‌، وَ إِنَّمَا يَكْفِيكَ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ اَللَّهَ هُوَ اَلْمُحْيِي اَلْمُمِيتُ وَ أَنَّهُ‌ يَتَوَفَّى اَلْأَنْفُسَ عَلَى يَدَيْ مَنْ يَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ مِنْ مَلاَئِكَتِهِ وَ غَيْرِهِمْ‌». قَالَ‌: فَرَّجْتَ عَنِّي يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ ، فَرَّجَ اَللَّهُ عَنْكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ ، وَ نَفَعَ اَللَّهُ اَلْمُسْلِمِينَ بِكَ‌. فَقَالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «إِنْ كُنْتَ قَدْ شَرَحَ اَللَّهُ صَدْرَكَ بِمَا قَدْ بَيَّنْتُ لَكَ‌، فَأَنْتَ وَ اَلَّذِي فَلَقَ اَلْحَبَّةَ وَ بَرَأَ اَلنَّسَمَةَ مِنَ‌ اَلْمُؤْمِنِينَ حَقّاً». فَقَالَ اَلرَّجُلُ‌: يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ ، كَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ بِأَنِّي مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ حَقّاً؟ قَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): «لاَ يَعْلَمُ ذَلِكَ إِلاَّ مَنْ‌ أَعْلَمَهُ اَللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) ، وَ شَهِدَ لَهُ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) بِالْجَنَّةِ‌ وَ شَرَحَ اَللَّهُ صَدْرَهُ‌، لِيَعْلَمَ مَا فِي اَلْكُتُبِ اَلَّتِي أَنْزَلَهَا اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى رُسُلِهِ وَ أَنْبِيَائِهِ‌». قَالَ‌: يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ ، وَ مَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ؟ قَالَ‌: «مَنْ شَرَحَ اَللَّهُ صَدْرَهُ وَ وَفَّقَهُ لَهُ‌، فَعَلَيْكَ بِالْعَمَلِ لِلَّهِ فِي سَرَائِرِكَ‌ وَ عَلاَنِيَتِكَ‌، فَلاَ شَيْ‌ءَ يَعْدِلُ اَلْعَمَلَ‌».

التفسير المنسوب إلی الإمام العسكري عليه السلام

قَالَ اَلْإِمَامُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌ : قَالَ‌ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ‌ : إِنَّ‌ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ لَمَّا قَدِمَ‌ اَلْمَدِينَةَ‌ كَثُرَ حَوْلَهُ‌ اَلْمُهَاجِرُونَ‌ وَ اَلْأَنْصَارُ ، وَ كَثُرَتْ عَلَيْهِ اَلْمَسَائِلُ‌، وَ كَانُوا يُخَاطِبُونَهُ بِالْخِطَابِ‌ اَلشَّرِيفِ اَلْعَظِيمِ اَلَّذِي يَلِيقُ بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌، وَ ذَلِكَ أَنَّ اَللَّهَ تَعَالَى كَانَ قَالَ لَهُمْ‌: « يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تَرْفَعُوا أَصْوٰاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ‌ اَلنَّبِيِّ‌ وَ لاٰ تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ‌ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمٰالُكُمْ وَ أَنْتُمْ لاٰ تَشْعُرُونَ‌ » . وَ كَانَ‌ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ بِهِمْ رَحِيماً، وَ عَلَيْهِمْ عَطُوفاً، وَ فِي إِزَالَةِ اَلْآثَامِ عَنْهُمْ مُجْتَهِداً حَتَّى إِنَّهُ كَانَ يَنْظُرُ إِلَى كُلِّ مَنْ يُخَاطِبُهُ‌، فَيَعْمَلُ‌ عَلَى أَنْ يَكُونَ صَوْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مُرْتَفِعاً عَلَى صَوْتِهِ لِيُزِيلَ عَنْهُ مَا تَوَعَّدَهُ اَللَّهُ [بِهِ‌] مِنْ إِحْبَاطِ أَعْمَالِهِ‌، حَتَّى إِنَّ رَجُلاً أَعْرَابِيّاً نَادَاهُ يَوْماً وَ هُوَ خَلْفَ حَائِطٍ بِصَوْتٍ لَهُ جَهْوَرِيٍّ‌: يَا مُحَمَّدُ . فَأَجَابَهُ بِأَرْفَعَ مِنْ صَوْتِهِ‌، يُرِيدُ أَنْ لاَ يَأْثَمَ اَلْأَعْرَابِيُّ بِارْتِفَاعِ صَوْتِهِ‌ فَقَالَ لَهُ اَلْأَعْرَابِيُّ‌: أَخْبِرْنِي عَنِ اَلتَّوْبَةِ إِلَى مَتَى تُقْبَلُ‌ فَقَالَ‌ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ : يَا أَخَا اَلْعَرَبِ‌ إِنَّ بَابَهَا مَفْتُوحٌ لاِبْنِ آدَمَ لاَ يُسَدُّ حَتَّى تَطْلُعَ‌ اَلشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: « هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّٰ أَنْ تَأْتِيَهُمُ اَلْمَلاٰئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ‌، يَوْمَ‌ يَأْتِي بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ‌ » وَ هُوَ طُلُوعُ اَلشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا« لاٰ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمٰانُهٰا لَمْ تَكُنْ‌ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمٰانِهٰا خَيْراً » . وَ قَالَ‌ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ‌ : وَ كَانَتْ هَذِهِ اَللَّفْظَةُ‌: « رٰاعِنٰا » مِنْ أَلْفَاظِ اَلْمُسْلِمِينَ‌ اَلَّذِينَ يُخَاطِبُونَ بِهَا رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ يَقُولُونَ‌: رَاعِنَا، أَيْ اِرْعَ أَحْوَالَنَا، وَ اِسْمَعْ مِنَّا كَمَا نَسْمَعُ مِنْكَ‌، وَ كَانَ فِي لُغَةِ‌ اَلْيَهُودِ مَعْنَاهَا: اِسْمَعْ‌، لاَ سَمِعْتَ‌. فَلَمَّا سَمِعَ‌ اَلْيَهُودُ ، اَلْمُسْلِمِينَ‌ يُخَاطِبُونَ بِهَا رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ يَقُولُونَ‌: رَاعِنَا وَ يُخَاطِبُونَ‌ بِهَا، قَالُوا: إِنَّا كُنَّا نَشْتِمُ‌ مُحَمَّداً إِلَى اَلْآنِ سِرّاً، فَتَعَالَوُا اَلْآنَ نَشْتِمُهُ جَهْراً. وَ كَانُوا يُخَاطِبُونَ‌ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ وَ يَقُولُونَ‌: رَاعِنَا، وَ يُرِيدُونَ شَتْمَهُ‌. فَفَطَنَ‌ لَهُمْ‌ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ اَلْأَنْصَارِيُّ‌ ، فَقَالَ‌: يَا أَعْدَاءَ اَللَّهِ عَلَيْكُمْ لَعْنَةُ اَللَّهِ‌، أَرَاكُمْ‌ تُرِيدُونَ سَبَّ‌ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ وَ تَوَهَّمُونَا أَنَّكُمْ تَجُرُّونَ فِي مُخَاطَبَتِهِ مَجْرَانَا، وَ اَللَّهِ لاَ سَمِعْتُهَا مِنْ أَحَدٍ مِنْكُمْ إِلاَّ ضَرَبْتُ عُنُقَهُ‌، وَ لَوْ لاَ أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَقْدِمَ عَلَيْكُمْ قَبْلَ اَلتَّقَدُّمِ وَ اَلاِسْتِئْذَانِ‌ لَهُ وَ لِأَخِيهِ وَ وَصِيِّهِ‌ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ اَلْقَيِّمِ بِأُمُورِ اَلْأُمَّةِ نَائِباً عَنْهُ فِيهَا، لَضَرَبْتُ‌ عُنُقَ مَنْ قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْكُمْ يَقُولُ هَذَا. فَأَنْزَلَ اَللَّهُ‌: يَا مُحَمَّدُ « مِنَ اَلَّذِينَ هٰادُوا يُحَرِّفُونَ اَلْكَلِمَ عَنْ مَوٰاضِعِهِ وَ يَقُولُونَ سَمِعْنٰا وَ عَصَيْنٰا وَ اِسْمَعْ‌ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَ رٰاعِنٰا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَ طَعْناً فِي اَلدِّينِ‌ » إِلَى قَوْلِهِ‌« فَلاٰ يُؤْمِنُونَ إِلاّٰ قَلِيلاً » . وَ أَنْزَلَ‌ « يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تَقُولُوا رٰاعِنٰا » يَعْنِي فَإِنَّهَا لَفْظَةٌ‌ يَتَوَصَّلُ بِهَا أَعْدَاؤُكُمْ مِنَ‌ اَلْيَهُودِ إِلَى شَتْمِ‌ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ وَ شَتْمِكُمْ‌. « وَ قُولُوا اُنْظُرْنٰا » ، أَيْ قُولُوا بِهَذِهِ اَللَّفْظَةِ‌، لاَ بِلَفْظَةِ رَاعِنَا، فَإِنَّهُ لَيْسَ فِيهَا مَا فِي قَوْلِكُمْ‌: رَاعِنَا، وَ لاَ يُمْكِنُهُمْ أَنْ يَتَوَصَّلُوا بِهَا إِلَى اَلشَّتْمِ كَمَا يُمْكِنُهُمْ بِقَوْلِهِمْ رَاعِنَا « وَ اِسْمَعُوا » إِذَا قَالَ لَكُمْ‌ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ قَوْلاً وَ أَطِيعُوا. « وَ لِلْكٰافِرِينَ‌ » يَعْنِي اَلْيَهُودَ اَلشَّاتِمِينَ‌ لِرَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ « عَذٰابٌ أَلِيمٌ‌ » وَجِيعٌ‌ فِي اَلدُّنْيَا إِنْ عَادُوا بِشَتْمِهِمْ‌، وَ فِي اَلْآخِرَةِ بِالْخُلُودِ فِي اَلنَّارِ .

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14و أخرج ابن مردويه عن حذيفة قال سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله ما آية طلوع الشمس من مغربها فقال تطول تلك الليلة حتى تكون قدر ليلتين فبينما الذين كانوا يصلون فيها فيعملون كما كانوا و النجوم لا ترى قد قامت مقامها ثم يرقدون ثم يقومون فيعملون ثم يرقدون ثم يقومون فبطل عليهم جنوبهم حتى يتطاول عليهم الليل فيفزع الناس و لا يصبحون فبينما هم ينتظرون طلوع الشمس من مشرقها إذا هي طلعت من مغربها فإذا رآها الناس آمنوا و لا ينفعهم ايمانهم

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14و أخرج عبد بن حميد و مسلم و أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ و ابن مردويه و البيهقي عن أبى ذر قال كنت ردف رسول الله صلى الله عليه و سلم على حمار و عليه بردعة و قطيفة و ذاك عند غروب الشمس فقال يا أبا ذر أ تدرى أين تغيب هذه قلت الله و رسوله أعلم قال فإنها تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ‌ تنطلق حتى تخر لربها ساجدا تحت العرش فإذا حان خروجها أذن لها فتخرج فتطلع فإذا أراد أن يطلعها من حيث تغرب حبسها فنقول يا رب ان سيري بعيد فيقول لها اطلعى من حيث غربت فذلك حين لاٰ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمٰانُهٰا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل في قوله أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ‌ قال يوم القيامة فِي ظُلَلٍ مِنَ اَلْغَمٰامِ

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14أخرج أحمد و عبد بن حميد في مسنده و الترمذي و أبو يعلى و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ و ابن مردويه عن أبى سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و سلم في قوله يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ‌ قال طلوع الشمس من مغربها

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14و أخرج الطبراني و ابن عدى و ابن مردويه عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم في قوله يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ‌ قال طلوع الشمس من مغربها

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن أبى شيبة و عبد بن حميد عن أبى سعيد الخدري يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ‌ قال طلوع الشمس من مغربها

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن ابن مسعود هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّٰ أَنْ تَأْتِيَهُمُ اَلْمَلاٰئِكَةُ‌ قال عند الموت أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ‌ قال يوم القيامة

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّٰ أَنْ‌ تَأْتِيَهُمُ اَلْمَلاٰئِكَةُ‌ قال بالموت أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ‌ قال يوم القيامة

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج سعيد بن منصور و ابن أبى شيبة و عبد بن حميد و الطبراني عن ابن مسعود في قوله يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ‌ قال طلوع الشمس من مغربها

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج سعيد بن منصور و الفريابي و عبد بن حميد و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ و الطبراني عن ابن مسعود يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ‌ قال طلوع الشمس و القمر من مغربهما مقترنين كالبعيرين القرينين ثم قرأ وَ جُمِعَ اَلشَّمْسُ وَ اَلْقَمَرُ

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج عبد بن حميد عن مجاهد يَوْمَ‌ يَأْتِي بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ‌ قال طلوع الشمس من مغربها

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14و أخرج عبد بن حميد و عبد الرزاق و أحمد و البخاري و مسلم و أبو داود و النسائي و ابن ماجة و ابن المنذر و أبو الشيخ و ابن مردويه و البيهقي في البعث عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت و رآها الناس آمنوا أجمعون فذلك حين لاٰ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمٰانُهٰا ثم قرأ الآية

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14و أخرج ابن أبى شيبة و أحمد و عبد بن حميد و مسلم و الترمذي و ابن جرير و ابن مردويه و البيهقي عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ثلاث إذا خرجت لم ينفع نَفْساً إِيمٰانُهٰا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ‌ الدجال و الدابة و طلوع الشمس من مغربها

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14و أخرج ابن أبى شيبة و أحمد و مسلم و عبد بن حميد و أبو داود و ابن ماجة و ابن المنذر و ابن مردويه و البيهقي عن عبد الله بن عمرو قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه و سلم ان أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها و خروج الدابة ضحى فأيتهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها ثم قال عبد الله و كان قرأ الكتب و أظن أولهما خروجا طلوع الشمس من مغربها و ذلك انها كلما خرجت أتت تحت العرش فسجدت و استأذنت في الرجوع فيأذن لها في الرجوع حتى إذا بدا لله أن تطلع عن مغربها فعلت كما كانت تفعل أتت تحت العرش فسجدت و استأذنت في الرجوع فلم يرد عليها شي ثم تستأذن في الرجوع فلا يرد عليها شي حتى إذا ذهب من الليل ما شاء الله أن يذهب و عرفت انه ان أذن لها في الرجوع لم تدرك المشرق قالت رب ما أبعد المشرق من لي بالناس حتى إذا صار الأفق كأنه طوق استأذنت في الرجوع فيقال لها من مكانك فاطلعى فطلعت على الناس من مغربها ثم تلا عبد الله هذه الآية لاٰ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمٰانُهٰا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمٰانِهٰا خَيْراً

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14و أخرج ابن أبى حاتم و ابن مردويه عن ابن عباس في قوله يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ لاٰ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمٰانُهٰا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ‌ فهو آية لا ينفع مشركا إيمانه عند الآيات و ينفع أهل الايمان عند الآيات ان كانوا اكتسبوا خيرا قبل ذلك قال ابن عباس خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم عشية من العشيات فقال لهم يا عباد الله توبوا إلى الله بقراب فإنكم توشكون أن تروا الشمس من قبل المغرب فإذا فعلت ذلك حبست التوبة يا عباد الله توبوا إلى الله بقراب فإنكم توشكون أن تروا الشمس من قبل المغرب فإذا فعلت ذلك حبست التوبة و طوى العمل و ختم الايمان فقال الناس هل لذلك من آية يا رسول الله فقال آية تلكم الليلة أن تطول كقدر ثلاث ليال فيستيقظ الذين يخشون ربهم فيصلون له ثم يقضون صلاتهم و الليل كأنه لم ينقض فيضطجعون حتى إذا استيقظوا و الليل مكانه فإذا رأوا ذلك خافوا أن يكون ذلك بين يدي أمر عظيم فإذا أصبحوا فطال عليهم طلوع الشمس فبينما هم ينتظرونها إذا طلعت عليهم من قبل المغرب فإذا فعلت ذلك لم يَنْفَعُ نَفْساً إِيمٰانُهٰا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ‌ قبل ذلك