سوره
نام سوره
کتاب0
قرن0
مذهب0
نوع0
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ
سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ1
هُوَ ٱلَّذِيٓ أَخۡرَجَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ مِن دِيَٰرِهِمۡ لِأَوَّلِ ٱلۡحَشۡرِۚ مَا ظَنَنتُمۡ أَن يَخۡرُجُواْۖ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمۡ حُصُونُهُم مِّنَ ٱللَّهِ فَأَتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِنۡ حَيۡثُ لَمۡ يَحۡتَسِبُواْۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعۡبَۚ يُخۡرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيۡدِيهِمۡ وَأَيۡدِي ٱلۡمُؤۡمِنِينَ فَٱعۡتَبِرُواْ يَـٰٓأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰرِ2
وَلَوۡلَآ أَن كَتَبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡجَلَآءَ لَعَذَّبَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابُ ٱلنَّارِ3
ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ شَآقُّواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥۖ وَمَن يُشَآقِّ ٱللَّهَ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ4
مَا قَطَعۡتُم مِّن لِّينَةٍ أَوۡ تَرَكۡتُمُوهَا قَآئِمَةً عَلَىٰٓ أُصُولِهَا فَبِإِذۡنِ ٱللَّهِ وَلِيُخۡزِيَ ٱلۡفَٰسِقِينَ5
وَمَآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ مِنۡهُمۡ فَمَآ أَوۡجَفۡتُمۡ عَلَيۡهِ مِنۡ خَيۡلࣲ وَلَا رِكَابࣲ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُۥ عَلَىٰ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءࣲ قَدِيرࣱ6
مَّآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ كَيۡ لَا يَكُونَ دُولَةَۢ بَيۡنَ ٱلۡأَغۡنِيَآءِ مِنكُمۡۚ وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ7
لِلۡفُقَرَآءِ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ ٱلَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِمۡ وَأَمۡوَٰلِهِمۡ يَبۡتَغُونَ فَضۡلࣰا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنࣰا وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّـٰدِقُونَ8
وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُو ٱلدَّارَ وَٱلۡإِيمَٰنَ مِن قَبۡلِهِمۡ يُحِبُّونَ مَنۡ هَاجَرَ إِلَيۡهِمۡ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمۡ حَاجَةࣰ مِّمَّآ أُوتُواْ وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةࣱۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ9
وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلࣰّا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفࣱ رَّحِيمٌ10
أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نَافَقُواْ يَقُولُونَ لِإِخۡوَٰنِهِمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَئِنۡ أُخۡرِجۡتُمۡ لَنَخۡرُجَنَّ مَعَكُمۡ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمۡ أَحَدًا أَبَدࣰا وَإِن قُوتِلۡتُمۡ لَنَنصُرَنَّكُمۡ وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ11
لَئِنۡ أُخۡرِجُواْ لَا يَخۡرُجُونَ مَعَهُمۡ وَلَئِن قُوتِلُواْ لَا يَنصُرُونَهُمۡ وَلَئِن نَّصَرُوهُمۡ لَيُوَلُّنَّ ٱلۡأَدۡبَٰرَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ12
لَأَنتُمۡ أَشَدُّ رَهۡبَةࣰ فِي صُدُورِهِم مِّنَ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمࣱ لَّا يَفۡقَهُونَ13
لَا يُقَٰتِلُونَكُمۡ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرࣰى مُّحَصَّنَةٍ أَوۡ مِن وَرَآءِ جُدُرِۭۚ بَأۡسُهُم بَيۡنَهُمۡ شَدِيدࣱۚ تَحۡسَبُهُمۡ جَمِيعࣰا وَقُلُوبُهُمۡ شَتَّىٰۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمࣱ لَّا يَعۡقِلُونَ14
كَمَثَلِ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ قَرِيبࣰاۖ ذَاقُواْ وَبَالَ أَمۡرِهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمࣱ15
كَمَثَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ إِذۡ قَالَ لِلۡإِنسَٰنِ ٱكۡفُرۡ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيٓءࣱ مِّنكَ إِنِّيٓ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلۡعَٰلَمِينَ16
فَكَانَ عَٰقِبَتَهُمَآ أَنَّهُمَا فِي ٱلنَّارِ خَٰلِدَيۡنِ فِيهَاۚ وَذَٰلِكَ جَزَـٰٓؤُاْ ٱلظَّـٰلِمِينَ17
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلۡتَنظُرۡ نَفۡسࣱ مَّا قَدَّمَتۡ لِغَدࣲۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ18
وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ نَسُواْ ٱللَّهَ فَأَنسَىٰهُمۡ أَنفُسَهُمۡۚ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ19
لَا يَسۡتَوِيٓ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ وَأَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۚ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ20
لَوۡ أَنزَلۡنَا هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ عَلَىٰ جَبَلࣲ لَّرَأَيۡتَهُۥ خَٰشِعࣰا مُّتَصَدِّعࣰا مِّنۡ خَشۡيَةِ ٱللَّهِۚ وَتِلۡكَ ٱلۡأَمۡثَٰلُ نَضۡرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَفَكَّرُونَ21
هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِۖ هُوَ ٱلرَّحۡمَٰنُ ٱلرَّحِيمُ22
هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡقُدُّوسُ ٱلسَّلَٰمُ ٱلۡمُؤۡمِنُ ٱلۡمُهَيۡمِنُ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡجَبَّارُ ٱلۡمُتَكَبِّرُۚ سُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشۡرِكُونَ23
هُوَ ٱللَّهُ ٱلۡخَٰلِقُ ٱلۡبَارِئُ ٱلۡمُصَوِّرُۖ لَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ يُسَبِّحُ لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ24
ترجمه
تفسیر
حدیث
واژه‌نامه
اعلام و اسما
موضوعات
اعراب قرآن
آیات مرتبط
آیات در کتب
فیلتر بر اساس کتاب
کتاب
الدر المنثور في التفسیر بالمأثور9
البرهان في تفسير القرآن5
ترجمه تفسیر روایی البرهان5
جامع البیان عن تاویل آی القرآن (تفسیر الطبری)4
تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب2
تفسير فرات الكوفي1
تفسير نور الثقلين1
قرن
قرن دوازدهم13
قرن دهم9
4
قرن چهارم1
مذهب
شيعه14
سني13
نوع حدیث
تفسیری27
27 مورد یافت شد
البرهان في تفسير القرآن

14,2,64665 / _3 اَلشَّيْخُ‌ ، فِي ( مَجَالِسِهِ‌ ): قَالَ‌: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ‌ ، عَنْ أَبِي اَلْمُفَضَّلِ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنَا أَبُو اَلْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ‌ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ اَلْهَمْدَانِيِّ‌ بِالْكُوفَةِ‌ وَ سَأَلْتُ‌، قَالَ‌: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْمُفَضَّلِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قَيْسٍ‌ اَلْأَشْعَرِيُّ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَسَّانَ اَلْوَاسِطِيُّ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلرَّحْمَنِ بْنُ كَثِيرٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ‌ ، عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، قَالَ‌: «لَمَّا أَجْمَعَ اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) عَلَى صُلْحِ مُعَاوِيَةَ‌ خَرَجَ حَتَّى لَقِيَهُ‌، فَلَمَّا اِجْتَمَعَا قَامَ مُعَاوِيَةُ‌ خَطِيباً، فَصَعِدَ اَلْمِنْبَرَ وَ أَمَرَ اَلْحَسَنَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) أَنْ يَقُومَ أَسْفَلَ مِنْهُ بِدَرَجَةٍ‌، ثُمَّ تَكَلَّمَ مُعَاوِيَةُ‌ ، فَقَالَ‌: أَيُّهَا اَلنَّاسُ‌، هَذَا اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ‌ وَ اِبْنُ فَاطِمَةَ‌ ، رَآنِي لِلْخِلاَفَةِ أَهْلاً، وَ لَمْ يَرَ نَفْسَهُ لَهَا أَهْلاً، وَ قَدْ أَتَانَا لِيُبَايِعَ طَوْعاً. ثُمَّ قَالَ‌: قُمْ‌، يَا حَسَنُ‌ . فَقَامَ اَلْحَسَنُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) فَخَطَبَ‌، فَقَالَ‌: اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَلْمُسْتَحْمِدِ بِالْآلاَءِ وَ تَتَابُعِ اَلنَّعْمَاءِ‌ وَ صَارِفِ اَلشَّدَائِدِ وَ اَلْبَلاَءِ‌، عِنْدَ اَلْفُهَمَاءِ وَ غَيْرِ اَلْفُهَمَاءِ‌، اَلْمُذْعِنِينَ مِنْ عِبَادِهِ لاِمْتِنَاعِهِ بِجَلاَلِهِ وَ كِبْرِيَائِهِ‌، وَ عُلُوِّهِ عَنْ‌ لُحُوقِ اَلْأَوْهَامِ بِبَقَائِهِ‌، اَلْمُرْتَفِعِ عَنْ كُنْهِ ظِنَانَةِ اَلْمَخْلُوقِينَ مِنْ أَنْ تُحِيطَ بِمَكْنُونِ غَيْبِهِ رَوِيَّاتُ عُقُولِ الرَّاءِينَ‌. وَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَحْدَهُ فِي رُبُوبِيَّتِهِ وَ وُجُودِهِ وَ وَحْدَانِيَّتِهِ‌، صَمَداً لاَ شَرِيكَ لَهُ‌، فَرْداً لاَ ظَهِيرَ لَهُ‌، وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ‌، اِصْطَفَاهُ وَ اِنْتَجَبَهُ وَ اِرْتَضَاهُ‌، وَ بَعَثَهُ دَاعِياً إِلَى اَلْحَقِّ وَ سِرَاجاً مُنِيراً، وَ لِلْعِبَادِ مِمَّا يَخَافُونَ‌ نَذِيراً، وَ لِمَا يَأْمُلُونَ بَشِيراً، فَنَصَحَ لِلْأُمَّةِ وَ صَدَعَ بِالرِّسَالَةِ‌، وَ أَبَانَ لَهُمْ دَرَجَاتِ اَلْعُمَالَةِ‌ ، شَهَادَةً عَلَيْهَا أمات أَمُوتُ‌ وَ أُحْشَرُ، وَ بِهَا فِي اَلْآجِلَةِ أُقَرَّبُ وَ أخر أُحْبَرُ . وَ أَقُولُ مَعْشَرَ اَلْخَلاَئِقِ فَاسْمَعُوا، وَ لَكُمْ أَفْئِدَةٌ وَ أَسْمَاعٌ فَعُوا: إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ‌ أَكْرَمَنَا اَللَّهُ بِالْإِسْلاَمِ‌ ، وَ اِخْتَارَنَا وَ اِصْطَفَانَا وَ اِجْتَبَانَا، فَأَذْهَبَ عَنَّا اَلرِّجْسَ وَ طَهَّرَنَا تَطْهِيراً، وَ اَلرِّجْسُ هُوَ اَلشَّكُّ‌، فَلاَ نَشُكُّ فِي اَللَّهِ اَلْحَقِّ وَ دِينِهِ أَبَداً، وَ طَهَّرَنَا مِنْ كُلِّ أَفَنٍ وَ غَيَّةٍ‌ ، مُخْلِصِينَ إِلَى 18آدَمَ‌ نِعْمَةً مِنْهُ‌، لَمْ يَفْتَرِقِ اَلنَّاسُ قَطُّ فِرْقَتَيْنِ إِلاَّ جَعَلَنَا اَللَّهُ فِي خَيْرِهِمَا، فَأَدَّتِ اَلْأُمُورُ وَ أَفْضَتِ اَلدُّهُورُ إِلَى أَنْ بَعَثَ اَللَّهُ مُحَمَّداً (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) بِالنُّبُوَّةِ‌، وَ اِخْتَارَهُ لِلرِّسَالَةِ‌، وَ أَنْزَلَ عَلَيْهِ كِتَابَهُ‌، ثُمَّ‌ أَمَرَهُ بِالدُّعَاءِ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌، فَكَانَ أَبِي (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) أَوَّلَ مَنِ اِسْتَجَابَ لِلَّهِ تَعَالَى وَ لِرَسُولِهِ‌ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌)، وَ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ‌ وَ صَدَّقَ اَللَّهَ وَ رَسُولَهُ‌ . وَ قَدْ قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ‌ اَلْمُنْزَلِ عَلَى نَبِيِّهِ‌ اَلْمُرْسَلِ‌: أَ فَمَنْ كٰانَ عَلىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ‌ شٰاهِدٌ مِنْهُ‌ فَرَسُولُ اَللَّهِ‌ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) اَلَّذِي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ‌، وَ أَبِي اَلَّذِي يَتْلُوهُ‌، وَ هُوَ شَاهِدٌ مِنْهُ‌. وَ قَدْ قَالَ لَهُ رَسُولُ اَللَّهِ‌ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) حِينَ أَمَرَهُ أَنْ يَسِيرَ إِلَى مَكَّةَ‌ وَ اَلْمَوْسِمِ 9بِبَرَاءَةَ‌ : سِرْ بِهَا يَا عَلِيُّ‌ فَإِنِّي أُمِرْتُ‌ أَنْ لاَ يَسِيرَ بِهَا إِلاَّ أَنَا أَوْ رَجُلٌ مِنِّي، وَ أَنْتَ هُوَ يَا عَلِيُّ‌ . فَهُوَ مِنْ رَسُولِ اَللَّهِ‌ ، وَ رَسُولُ اَللَّهِ‌ مِنْهُ‌. وَ قَالَ لَهُ نَبِيُّ اَللَّهِ‌ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) حِينَ قَضَى بَيْنَهُ وَ بَيْنَ أَخِيهِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ‌ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ‌) وَ مَوْلاَهُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ‌ فِي اِبْنَةِ حَمْزَةَ‌ : أَمَّا أَنْتَ يَا عَلِيُّ‌ فَمِنِّي وَ أَنَا مِنْكَ‌، وَ أَنْتَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي. فَصَدَّقَ أَبِي رَسُولَ اَللَّهِ‌ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) سَابِقاً وَ وَقَاهُ بِنَفْسِهِ‌. ثُمَّ لَمْ يَزَلْ رَسُولُ اَللَّهِ‌ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) فِي كُلِّ مَوْطِنٍ يُقَدِّمُهُ‌، وَ لِكُلِّ شَدِيدَةٍ يُرْسِلُهُ‌، ثِقَةً مِنْهُ بِهِ‌، وَ طُمَأْنِينَةً إِلَيْهِ‌، لِعِلْمِهِ بِنَصِيحَتِهِ لِلَّهِ [وَ رَسُولِهِ‌ وَ أَنَّهُ أَقْرَبُ اَلْمُقَرَّبِينَ مِنَ اَللَّهِ وَ رَسُولِهِ‌ ، وَ قَدْ قَالَ اَللَّهُ‌] عَزَّ وَ جَلَّ‌: وَ اَلسّٰابِقُونَ اَلسّٰابِقُونَ‌ *`أُولٰئِكَ اَلْمُقَرَّبُونَ‌ فَكَانَ أَبِي سَابِقَ اَلسَّابِقِينَ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِلَى رَسُولِهِ‌ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) وَ أَقْرَبَ اَلْأَقْرَبِينَ‌، وَ قَدْ قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: لاٰ يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ اَلْفَتْحِ وَ قٰاتَلَ أُولٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً‌ فَأَبِي كَانَ أَوَّلَهُمْ‌ إِسْلاَماً وَ إِيمَاناً، وَ أَوَّلَهُمْ إِلَى اَللَّهِ وَ رَسُولِهِ‌ هِجْرَةً‌، وَ لُحُوقاً، وَ أَوَّلَهُمْ عَلَى وُجْدِهِ وَ وُسْعِهِ نَفَقَةً‌. قَالَ سُبْحَانَهُ‌: وَ اَلَّذِينَ جٰاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اِغْفِرْ لَنٰا وَ لِإِخْوٰانِنَا اَلَّذِينَ سَبَقُونٰا بِالْإِيمٰانِ وَ لاٰ تَجْعَلْ‌ فِي قُلُوبِنٰا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنٰا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ‌ فَالنَّاسُ مِنْ جَمِيعِ اَلْأُمَمِ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ لِسَبْقِهِ إِيَّاهُمْ إِلَى اَلْإِيمَانِ بِنَبِيِّهِ‌ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) وَ ذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ يَسْبِقْهُ إِلَى اَلْإِيمَانِ أَحَدٌ. وَ قَدْ قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: وَ اَلسّٰابِقُونَ اَلْأَوَّلُونَ مِنَ اَلْمُهٰاجِرِينَ‌ وَ اَلْأَنْصٰارِ وَ اَلَّذِينَ اِتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسٰانٍ رَضِيَ اَللّٰهُ‌ عَنْهُمْ‌ فَهُوَ سَابِقٌ جَمِيعَ اَلسَّابِقِينَ‌، فَكَمَا أَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَضَّلَ اَلسَّابِقِينَ عَلَى اَلْمُتَخَلِّفِينَ وَ اَلْمُتَأَخِّرِينَ‌، فَكَذَلِكَ‌ فَضَّلَ أَسْبَقَ اَلسَّابِقِينَ عَلَى اَلسَّابِقِينَ‌. وَ قَدْ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: أَ جَعَلْتُمْ سِقٰايَةَ اَلْحٰاجِّ وَ عِمٰارَةَ اَلْمَسْجِدِ اَلْحَرٰامِ‌ كَمَنْ آمَنَ بِاللّٰهِ وَ اَلْيَوْمِ‌ اَلْآخِرِ فَهُوَ اَلْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اَللَّهِ حَقّاً، وَ فِيهِ نَزَلَتْ هَذِهِ اَلْآيَةُ‌. وَ كَانَ مِمَّنِ اِسْتَجَابَ لِرَسُولِ اَللَّهِ‌ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) عَمُّهُ حَمْزَةُ‌ وَ جَعْفَرٌ اِبْنُ عَمِّهِ‌ ، فَقُتِلاَ شَهِيدَيْنِ (رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا) فِي قَتْلَى كَثِيرَةٍ مَعَهُمَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) ، فَجَعَلَ اَللَّهُ تَعَالَى حَمْزَةَ‌ سَيِّدَ اَلشُّهَدَاءِ مِنْ بَيْنِهِمْ‌، وَ جَعَلَ‌ لِجَعْفَرٍ جَنَاحَيْنِ يَطِيرُ بِهِمَا مَعَ اَلْمَلاَئِكَةِ كَيْفَ يَشَاءُ مِنْ بَيْنِهِمْ‌، وَ ذَلِكَ لِمَكَانِهِمَا مِنْ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) ، وَ مَنْزِلَتِهِمَا وَ قَرَابَتِهِمَا مِنْهُ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌)، وَ صَلَّى رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) عَلَى حَمْزَةَ‌ سَبْعِينَ صَلاَةً مِنْ بَيْنِ اَلشُّهَدَاءِ‌ اَلَّذِينَ اُسْتُشْهِدُوا مَعَهُ‌. وَ كَذَلِكَ جَعَلَ اَللَّهُ تَعَالَى لِنِسَاءِ اَلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) لِلْمُحْسِنَةِ مِنْهُنَّ أَجْرَيْنِ وَ لِلْمُسِيئَةِ مِنْهُنَّ وِزْرَيْنِ ضِعْفَيْنِ‌ لِمَكَانِهِنَّ مِنْ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) ، وَ جَعَلَ اَلصَّلاَةَ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اَللَّهِ‌ بِأَلْفِ صَلاَةٍ فِي سَائِرِ اَلْمَسَاجِدِ إِلاَّ اَلْمَسْجِدَ اَلْحَرَامَ‌ : مَسْجِدَ 24إِبْرَاهِيمَ‌ خَلِيلِهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) بِمَكَّةَ‌ ، وَ ذَلِكَ لِمَكَانِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) مِنْ رَبِّهِ‌. وَ فَرَضَ‌ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ اَلصَّلاَةَ عَلَى نَبِيِّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) عَلَى كَافَّةِ اَلْمُؤْمِنِينَ‌، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اَللَّهِ‌ ، كَيْفَ اَلصَّلاَةُ عَلَيْكَ؟ فَقَالَ‌: قُولُوا اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ . فَحَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْنَا مَعَ اَلصَّلاَةِ عَلَى اَلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) فَرِيضَةً وَاجِبَةً‌. وَ أَحَلَّ اَللَّهُ تَعَالَى خُمُسَ اَلْغَنِيمَةِ لِرَسُولِهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) وَ أَوْجَبَهَا لَهُ فِي كِتَابِهِ‌، وَ أَوْجَبَ لَنَا مِنْ ذَلِكَ مَا أَوْجَبَهُ لَهُ‌، وَ حَرَّمَ عَلَيْهِ اَلصَّدَقَةَ وَ حَرَّمَهَا عَلَيْنَا مَعَهُ‌، فَأَدْخَلَنَا فَلَهُ اَلْحَمْدُ فِيمَا أَدْخَلَ فِيهِ نَبِيَّهُ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) ، وَ أَخْرَجَنَا وَ نَزَّهَنَا مِمَّا أَخْرَجَهُ مِنْهُ وَ نَزَّهَهُ عَنْهُ‌، كَرَامَةً أَكْرَمَنَا اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهَا، وَ فَضِيلَةً فَضَّلَنَا بِهَا عَلَى سَائِرِ اَلْعِبَادِ. وَ قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى لِمُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) حِينَ جَحَدَهُ كَفَرَةُ أَهْلِ اَلْكِتَابِ‌ وَ حَاجُّوهُ‌: فَقُلْ تَعٰالَوْا نَدْعُ أَبْنٰاءَنٰا وَ أَبْنٰاءَكُمْ وَ نِسٰاءَنٰا وَ نِسٰاءَكُمْ وَ أَنْفُسَنٰا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اَللّٰهِ عَلَى اَلْكٰاذِبِينَ‌ ، فَأَخْرَجَ رَسُولُ‌ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) مِنَ اَلْأَنْفُسِ مَعَهُ أَبِي ، وَ مِنَ اَلْبَنِينَ أَنَا وَ أَخِي ، وَ مِنَ اَلنِّسَاءِ فَاطِمَةَ‌ أُمِّي مِنَ اَلنَّاسِ جَمِيعاً، فَنَحْنُ أَهْلُهُ‌ وَ لَحْمُهُ وَ دَمُهُ وَ نَفْسُهُ‌، وَ نَحْنُ مِنْهُ وَ هُوَ مِنَّا. وَ قَدْ قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ‌ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً فَلَمَّا نَزَلَتْ‌ آيَةُ اَلتَّطْهِيرِ جَمَعَنَا رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) أَنَا وَ أَخِي وَ أُمِّي وَ أَبِي ، فَجَلَّلَنَا وَ نَفْسَهُ فِي كِسَاءٍ لِأُمِّ سَلَمَةَ‌ خَيْبَرِيٍّ‌، وَ ذَلِكَ‌ فِي حُجْرَتِهَا، وَ فِي يَوْمِهَا، فَقَالَ‌: اَللَّهُمَّ هَؤُلاَءِ أَهْلُ بَيْتِي ، وَ هَؤُلاَءِ أَهْلِي وَ عِتْرَتِي ، فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ اَلرِّجْسَ وَ طَهِّرْهُمْ‌ تَطْهِيراً. فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ (رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا) : أَدْخُلُ مَعَهُمْ‌، يَا رَسُولَ اَللَّهِ‌ . فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) : يَرْحَمُكِ اَللَّهُ‌، أَنْتِ‌ عَلَى خَيْرٍ وَ إِلَى خَيْرٍ، وَ مَا أَرْضَانِي عَنْكَ‌! وَ لَكِنَّهَا خَاصَّةٌ لِي وَ لَهُمْ‌. ثُمَّ مَكَثَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) بَعْدَ ذَلِكَ بَقِيَّةَ عُمُرِهِ حَتَّى قَبَضَهُ اَللَّهُ إِلَيْهِ‌، يَأْتِينَا فِي كُلِّ يَوْمٍ عِنْدَ طُلُوعِ‌ اَلْفَجْرِ، فَيَقُولُ‌: اَلصَّلاَةَ يَرْحَمُكُمُ اَللَّهُ‌ إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً . وَ أَمَرَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) بِسَدِّ اَلْأَبْوَابِ اَلشَّارِعَةِ فِي مَسْجِدِهِ غَيْرَ بَابِنَا، فَكَلَّمُوهُ فِي ذَلِكَ‌، فَقَالَ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌): أَمَا إِنِّي لَمْ أَسُدَّ أَبْوَابَكُمْ وَ أَفْتَحَ بَابَ عَلِيٍّ‌ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي، وَ لَكِنِّي أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ‌، وَ إِنَّ اَللَّهَ أَمَرَ بِسَدِّهَا وَ فَتْحِ بَابِهِ‌. فَلَمْ يَكُنْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ أَحَدٌ تُصِيبُهُ جَنَابَةٌ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) وَ يَلِدُ فِيهِ اَلْأَوْلاَدَ غَيْرَ رَسُولِ اَللَّهِ وَ أَبِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ‌ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ‌)، تَكْرِمَةً مِنَ اَللَّهِ تَعَالَى لَنَا، وَ تَفَضُّلاً اِخْتَصَّنَا بِهِ عَلَى جَمِيعِ اَلنَّاسِ‌. وَ هَذَا بَابُ أَبِي قَرِيبُ‌ بَابِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) فِي مَسْجِدِهِ‌، وَ مَنْزِلُنَا بَيْنَ مَنَازِلِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) ، وَ ذَلِكَ أَنَّ‌ اَللَّهَ أَمَرَ نَبِيَّهُ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) أَنْ يَبْنِيَ مَسْجِدَهُ‌، فَبَنَى فِيهِ عَشَرَةَ أَبْيَاتٍ‌: تِسْعَةً لِبَنِيهِ وَ أَزْوَاجِهِ‌، وَ عَاشِرُهَا وَ هُوَ مُتَوَسِّطُهَا لِأَبِي ، فَهَا هُوَ بِسَبِيلٍ مُقِيمٍ‌، وَ اَلْبَيْتُ هُوَ اَلْمَسْجِدُ اَلْمُطَهَّرُ، وَ هُوَ اَلَّذِي قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: أَهْلَ اَلْبَيْتِ‌ فَنَحْنُ أَهْلُ‌ اَلْبَيْتِ‌ ، وَ نَحْنُ اَلَّذِينَ أَذْهَبَ اَللَّهُ عَنَّا اَلرِّجْسَ وَ طَهَّرَنَا تَطْهِيراً. أَيُّهَا اَلنَّاسُ‌، إِنِّي لَوْ قُمْتُ حَوْلاً فَحَوْلاً، أَذْكُرُ اَلَّذِي أَعْطَانَا اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌، وَ خَصَّنَا بِهِ مِنَ اَلْفَضْلِ فِي كِتَابِهِ‌، وَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ‌، لَمْ أُحْصِهِ‌، وَ أَنَا اِبْنُ اَلنَّذِيرِ اَلْبَشِيرِ، وَ اَلسِّرَاجِ اَلْمُنِيرِ، اَلَّذِي جَعَلَهُ اَللَّهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ‌، وَ أَبِي عَلِيٌّ‌ وَلِيُّ‌ اَلْمُؤْمِنِينَ‌، وَ شَبِيهُ 33هَارُونَ‌ . وَ إِنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ صَخْرٍ زَعَمَ أَنِّي رَأَيْتُهُ لِلْخِلاَفَةِ أَهْلاً، وَ لَمْ أَرَ نَفْسِي لَهَا أَهْلاً، فَكَذَبَ مُعَاوِيَةُ‌ . وَ أَيْمُ اَللَّهِ‌، لَأَنَا أَوْلَى اَلنَّاسِ بِالنَّاسِ فِي كِتَابِ اَللَّهِ‌ ، وَ عَلَى لِسَانِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) ، غَيْرَ أَنَّا لَمْ نَزَلْ أَهْلَ اَلْبَيْتِ‌ مُخَيَّفِينَ مَظْلُومِينَ مُضْطَهَدِينَ مُنْذُ قُبِضَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) فَاللَّهُ بَيْنَنَا وَ بَيْنَ مَنْ ظَلَمَنَا حَقَّنَا، وَ نَزَلَ عَلَى رِقَابِنَا، وَ حَمَلَ اَلنَّاسَ عَلَى أَكْتَافِنَا، وَ مَنَعَنَا سَهْمَنَا فِي كِتَابِ اَللَّهِ‌ مِنَ اَلْفَيْ‌ءِ وَ اَلْغَنَائِمِ‌، وَ مَنَعَ أُمَّنَا فَاطِمَةَ‌ إِرْثَهَا مِنْ أَبِيهَا . إِنَّا لاَ نُسَمِّي أَحَداً، وَ لَكِنْ أُقْسِمُ بِاللَّهِ قَسَماً تَالِياً، لَوْ أَنَّ اَلنَّاسَ سَمِعُوا قَوْلَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَسُولِهِ‌ لَأَعْطَتْهُمُ‌ اَلسَّمَاءُ قَطْرَهَا وَ اَلْأَرْضُ بَرَكَتَهَا، وَ لَمَا اِخْتَلَفَ فِي هَذِهِ اَلْأُمَّةِ سَيْفَانِ‌، وَ لَأَكَلُوهَا خَضْرَاءَ خَضِرَةً إِلَى يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ‌ ، إِذَنْ وَ مَا طَمِعْتَ فِيهَا يَا مُعَاوِيَةُ‌ ، وَ لَكِنَّهَا لَمَّا أُخْرِجَتْ سَالِفاً مِنْ مَعْدِنِهَا، وَ زُحْزِحَتْ عَنْ قَوَاعِدِهَا، تَنَازَعَتْهَا قُرَيْشٌ‌ بَيْنَهَا، وَ تَرَامَتْهَا كَتَرَامِي اَلْكُرَةِ حَتَّى طَمِعْتَ فِيهَا أَنْتَ يَا مُعَاوِيَةُ‌ وَ أَصْحَابُكَ مِنْ بَعْدِكَ‌. وَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) : مَا وَلَّتْ أُمَّةٌ أَمْرَهَا رَجُلاً قَطُّ وَ فِيهِمْ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ إِلاَّ لَمْ يَزَلْ أَمْرُهُمْ يَذْهَبُ سَفَالاً حَتَّى يَرْجِعُوا إِلَى مَا تَرَكُوا. وَ لَقَدْ تَرَكَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ‌ وَ كَانُوا أَصْحَابَ 32مُوسَى 33هَارُونَ‌ أَخَاهُ وَ خَلِيفَتَهُ وَ وَزِيرَهُ‌، وَ عَكَفُوا عَلَى اَلْعِجْلِ وَ أَطَاعُوا فِيهِ‌ سَامِرِيَّهُمْ [وَ هُمْ‌] يَعْلَمُونَ أَنَّهُ خَلِيفَةُ 32مُوسَى ، وَ قَدْ سَمِعَتْ هَذِهِ اَلْأُمَّةُ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) يَقُولُ ذَلِكَ‌ لِأَبِي (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : إِنَّهُ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ 33هَارُونَ‌ مِنْ 32مُوسَى ، إِلاَّ أَنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي. وَ قَدْ رَأَوْا رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) حِينَ نَصَبَهُ‌ لَهُمْ بِغَدِيرِ خُمٍّ‌ ، وَ سَمِعُوهُ‌، وَ نَادَى لَهُ بِالْوَلاَيَةِ‌، ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يُبَلِّغَ اَلشَّاهِدُ مِنْهُمُ اَلْغَائِبَ‌. وَ قَدْ خَرَجَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) حِذَاراً مِنْ قَوْمِهِ إِلَى اَلْغَارِ لَمَّا أَجْمَعُوا عَلَى أَنْ يَمْكُرُوا بِهِ‌، وَ هُوَ يَدْعُوهُمْ لِمَا لَمْ يَجِدْ عَلَيْهِمْ أَعْوَاناً [وَ لَوْ وَجَدَ عَلَيْهِمْ أَعْوَاناً] لَجَاهَدَهُمْ‌، وَ قَدْ كَفَّ أَبِي يَدَهُ وَ نَاشَدَهُمْ وَ اِسْتَغَاثَ أَصْحَابَهُ فَلَمْ‌ يُغَثْ وَ لَمْ يُنْصَرْ، وَ لَوْ وَجَدَ عَلَيْهِمْ أَعْوَاناً مَا أَجَابَهُمْ‌، وَ قَدْ جُعِلَ فِي سَعَةٍ كَمَا جُعِلَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) فِي سَعَةٍ‌. وَ قَدْ خَذَلَتْنِي اَلْأُمَّةُ وَ بَايَعْتُكَ يَا اِبْنَ حَرْبٍ‌ وَ لَوْ وَجَدْتُ عَلَيْكَ أَعْوَاناً يَخْلُصُونَ مَا بَايَعْتُكَ‌، وَ قَدْ جَعَلَ‌ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ 33هَارُونَ‌ فِي سَعَةٍ حِينَ اِسْتَضْعَفَهُ قَوْمُهُ وَ عَادَوْهُ‌، وَ كَذَلِكَ أَنَا وَ أَبِي فِي سَعَةٍ مِنَ اَللَّهِ حِينَ تَرَكَتْنَا اَلْأُمَّةُ‌، وَ تَابَعَتْ‌ غَيْرَنَا، وَ لَمْ نَجِدْ عَلَيْهَا أَعْوَاناً، وَ إِنَّمَا هِيَ اَلسُّنَنُ وَ اَلْأَمْثَالُ يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضاً. أَيُّهَا اَلنَّاسُ‌، إِنَّكُمْ لَوِ اِلْتَمَسْتُمْ بَيْنَ اَلْمَشْرِقِ وَ اَلْمَغْرِبِ رَجُلاً جَدُّهُ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) وَ أَبُوهُ وَصِيُّ رَسُولِ‌ اَللَّهِ‌ لِمْ تَجِدُوا غَيْرِي وَ غَيْرَ أَخِي ، فَاتَّقُوا اَللَّهَ وَ لاَ تَضِلُّوا بَعْدَ اَلْبَيَانِ‌، وَ كَيْفَ بِكُمْ‌، وَ أَنَّى ذَلِكَ لَكُمْ‌ ؟ وَ إِنِّي قَدْ بَايَعْتُ‌ هَذَا وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى مُعَاوِيَةَ‌ وَ إِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَ مَتٰاعٌ إِلىٰ حِينٍ‌ . أَيُّهَا اَلنَّاسُ‌، إِنَّهُ لاَ يُعَابُ أَحَدٌ بِتَرْكِ حَقِّهِ‌، وَ إِنَّمَا يُعَابُ أَنْ يَأْخُذَ مَا لَيْسَ لَهُ‌، وَ كُلُّ صَوَابٍ نَافِعٌ‌، وَ كُلُّ خَطَإٍ ضَارٌّ لِأَهْلِهِ‌، وَ قَدْ كَانَتِ اَلْقَضِيَّةُ فَهِمَهَا 37سُلَيْمَانُ‌ فَنَفَعَتْ 37سُلَيْمَانَ‌ وَ لَمْ تَضُرَّ 36دَاوُدَ ، وَ أَمَّا اَلْقَرَابَةُ فَقَدْ نَفَعَتِ اَلْمُشْرِكَ وَ هِيَ وَ اَللَّهِ‌ لِلْمُؤْمِنِ أَنْفَعُ‌. قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) لِعَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ‌ وَ هُوَ فِي اَلْمَوْتِ‌: قُلْ‌: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ‌، أَشْفَعْ لَكَ بِهَا يَوْمَ‌ اَلْقِيَامَةِ‌ . وَ لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) يَقُولُ لَهُ وَ يَعِدُ إِلاَّ مَا يَكُونُ مِنْهُ عَلَى يَقِينٍ‌، وَ لَيْسَ ذَلِكَ لِأَحَدٍ مِنَ اَلنَّاسِ‌ كُلِّهِمْ غَيْرَ شَيْخِنَا أَعْنِي أَبَا طَالِبٍ‌ يَقُولُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: وَ لَيْسَتِ اَلتَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ اَلسَّيِّئٰاتِ حَتّٰى إِذٰا حَضَرَ أَحَدَهُمُ اَلْمَوْتُ قٰالَ إِنِّي تُبْتُ اَلْآنَ وَ لاَ اَلَّذِينَ يَمُوتُونَ وَ هُمْ كُفّٰارٌ أُولٰئِكَ أَعْتَدْنٰا لَهُمْ عَذٰاباً أَلِيماً . أَيُّهَا اَلنَّاسُ‌، اِسْمَعُوا وَ عُوا، وَ اِتَّقُوا اَللَّهَ وَ رَاجِعُوا، وَ هَيْهَاتَ مِنْكُمُ اَلرَّجْعَةُ إِلَى اَلْحَقِّ وَ قَدْ صَارَعَكُمُ اَلنُّكُوصُ‌، وَ خَامَرَكُمُ اَلطُّغْيَانُ وَ اَلْجُحُودُ أَ نُلْزِمُكُمُوهٰا وَ أَنْتُمْ لَهٰا كٰارِهُونَ‌ وَ اَلسَّلاَمُ عَلَى مَنِ اِتَّبَعَ اَلْهُدَى». قَالَ‌: «فَقَالَ مُعَاوِيَةُ‌ : وَ اَللَّهِ مَا نَزَلَ اَلْحَسَنُ‌ حَتَّى أَظْلَمَتْ عَلَيَّ اَلْأَرْضُ‌، وَ هَمَمْتُ أَنْ أَبْطِشَ بِهِ‌، ثُمَّ عَلِمْتُ أَنَّ‌ اَلْإِغْضَاءَ أَقْرَبُ إِلَى اَلْعَافِيَةِ‌».

البرهان في تفسير القرآن

14,2,68606 / _24 وَ عَنْهُ‌ ، قَالَ‌: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ‌ ، عَنْ أَبِي اَلْمُفَضَّلِ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنِي أَبُو اَلْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ‌ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ اَلْهَمْدَانِيِّ‌ بِالْكُوفَةِ‌ ، وَ سَأَلْتُهُ‌، قَالَ‌: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنِ اَلْمُفَضَّلِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قَيْسٍ اَلْأَشْعَرِيُّ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَسَّانَ اَلْوَاسِطِيُّ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلرَّحْمَنِ بْنُ كَثِيرٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ‌ ، عَنْ جَدِّهِ‌ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ‌) ، قَالَ‌: «لَمَّا أَجْمَعَ اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) عَلَى صُلْحِ مُعَاوِيَةَ‌ خَرَجَ حَتَّى لَقِيَهُ‌، فَلَمَّا اِجْتَمَعَا قَامَ مُعَاوِيَةُ‌ خَطِيباً، فَصَعِدَ اَلْمِنْبَرَ، وَ أَمَرَ اَلْحَسَنَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) أَنْ يَقُومَ أَسْفَلَ مِنْهُ بِدَرَجَةٍ‌. ثُمَّ تَكَلَّمَ مُعَاوِيَةُ‌ ، فَقَالَ‌: أَيُّهَا اَلنَّاسُ‌، هَذَا اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ‌ ، وَ اِبْنُ فَاطِمَةَ‌ ، رَآنَا لِلْخِلاَفَةِ أَهْلاً، وَ لَمْ يَرَ نَفْسَهُ لَهَا أَهْلاً، وَ قَدْ أَتَانَا لِيُبَايِعَ طَوْعاً. ثُمَّ قَالَ‌: قُمْ‌، يَا حَسَنُ‌ . فَقَامَ اَلْحَسَنُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، فَخَطَبَ‌، فَقَالَ‌: «اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَلْمُتَحَمِّدِ بِالْآلاَءِ وَ تَتَابُعِ اَلنَّعْمَاءِ‌، وَ صَارِفِ اَلشَّدَائِدِ وَ اَلْبَلاَءِ عِنْدَ اَلْفُهَمَاءِ وَ غَيْرِ اَلْفُهَمَاءِ اَلْمُذْعِنِينَ مِنْ عِبَادِهِ‌، لاِمْتِنَاعِهِ بِجَلاَلِهِ وَ كِبْرِيَائِهِ وَ عُلُوِّهِ عَنْ‌ لُحُوقِ اَلْأَوْهَامِ بِبَقَائِهِ‌، اَلْمُرْتَفِعِ عَنْ كُنْهِ ظَنَانَةِ اَلْمَخْلُوقِينَ مِنْ أَنْ تُحِيطَ بِمَكْنُونِ غَيْبِهِ رَوِيَّاتُ عُقُولِ الرَّائِينَ‌، وَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَحْدَهُ فِي رُبُوبِيَّتِهِ وَ وَحْدَانِيَّتِهِ‌، صَمَداً لاَ شَرِيكَ لَهُ‌، فَرْداً لاَ ظَهِيرَ لَهُ‌، وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ‌، اِصْطَفَاهُ وَ اِنْتَجَبَهُ وَ اِرْتَضَاهُ‌، وَ بَعَثَهُ دَاعِياً إِلَى اَلْحَقِّ‌، وَ سِرَاجاً مُنِيراً، وَ لِلْعِبَادِ مِمَّا يَخَافُونَ نَذِيراً، وَ لِمَا يَأْمُلُونَ بَشِيراً، فَنَصَحَ اَلْأُمَّةَ‌، وَ صَدَعَ بِالرِّسَالَةِ‌، وَ أَبَانَ لَهُمْ دَرَجَاتِ اَلْعُمَالَةِ‌، شَهَادَةً عَلَيْهَا أَمُوتُ وَ أُحْشَرُ، وَ بِهَا فِي اَلْآجِلَةِ أُقْرَبُ وَ أُحْبَرُ. وَ أَقُولُ مَعْشَرَ اَلْخَلاَئِقِ فَاسْمَعُوا، وَ لَكُمْ أَفْئِدَةٌ وَ أَسْمَاعٌ‌، فَعُوا: إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ‌ أَكْرَمَنَا اَللَّهُ بِالْإِسْلاَمِ‌ ، وَ اِخْتَارَنَا، وَ اِصْطَفَانَا، وَ اِجْتَبَانَا، فَأَذْهَبَ عَنَّا اَلرِّجْسَ وَ طَهَّرَنَا تَطْهِيراً، وَ اَلرِّجْسُ هُوَ اَلشَّكُّ‌، فَلاَ نَشُكُّ فِي اَللَّهِ اَلْحَقِّ وَ دِينِهِ أَبَداً، وَ طَهَّرَنَا مِنَ كُلِّ أَفْنٍ‌ وَ غَيَّةٍ‌ ، مُخْلِصِينَ إِلَى 18آدَمَ‌ نِعْمَةَّ مِنْهُ‌، لَمْ يَفْتَرِقِ اَلنَّاسُ فِرْقَتَيْنِ إِلاَّ جَعَلَنَا اَللَّهُ فِي خَيْرِهِمَا، فَأَدَّتِ اَلْأُمُورَ، وَ أَفْضَتِ اَلدُّهُورَ إِلَى أَنْ بَعَثَ اَللَّهُ مُحَمَّداً (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) لِلنُّبُوَّةِ‌، وَ اِخْتَارَهُ لِلرِّسَالَةِ‌، وَ أَنْزَلَ عَلَيْهِ كِتَابَهُ‌، ثُمَّ‌ أَمَرَهُ بِالدُّعَاءِ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌، فَكَانَ أَبِي (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) أَوَّلَ مَنِ اِسْتَجَابَ لِلَّهِ تَعَالَى وَ لِرَسُولِهِ‌ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌)، وَ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ‌ وَ صَدَّقَ اَللَّهَ وَ رَسُولَهُ‌ ، وَ قَدْ قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ‌ اَلْمُنْزَلِ عَلَى نَبِيِّهِ‌ اَلْمُرْسَلِ‌: أَ فَمَنْ كٰانَ عَلىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ‌ شٰاهِدٌ مِنْهُ‌ ، فَرَسُولُ اَللَّهِ‌ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) اَلَّذِي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ‌، وَ أَبِي اَلَّذِي يَتْلُوهُ‌، وَ هُوَ شَاهِدٌ مِنْهُ‌. وَ قَدْ قَالَ لَهُ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) حِينَ أَمَرَهُ أَنْ يَسِيرَ إِلَى مَكَّةَ‌ وَ اَلْمَوْسِمِ 9بِبَرَاءَةَ‌ : سِرْ بِهَا يَا عَلِيُّ‌ فَإِنِّي أُمِرْتُ‌ أَنْ لاَ يَسِيرَ بِهَا إِلاَّ أَنَا، أَوْ رَجُلٌ مِنِّي، وَ أَنْتَ هُوَ يَا عَلِيُّ‌ . فَعَلِيٌّ‌ مِنْ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) ، وَ رَسُولُ اَللَّهِ‌ مِنْهُ‌. وَ قَالَ لَهُ نَبِيُّ‌ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) حِينَ قَضَى بَيْنَهُ وَ بَيْنَ أَخِيهِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ‌ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ‌) وَ مَوْلاَهُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ‌ ، فِي اِبْنَةِ حَمْزَةَ‌ : أَمَّا أَنْتَ يَا عَلِيُّ‌ فَمِنِّي، وَ أَنَا مِنْكَ‌، وَ أَنْتَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي. فَصَدَّقَ أَبِي رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) سَابِقاً، وَ وَقَاهُ بِنَفْسِهِ‌، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) فِي كُلِّ مَوْطِنٍ‌ يُقَدِّمُهُ‌، وَ لِكُلِّ شَدِيدَةٍ يُرْسِلُهُ‌، ثِقَةً مِنْهُ بِهِ‌، وَ طُمَأْنِينَةً إِلَيْهِ‌، لِعِلْمِهِ بِنَصِيحَتِهِ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَسُولُهُ‌ وَ إِنَّهُ أَقْرَبُ اَلْمُقَرَّبِينَ‌ مِنَ اَللَّهِ وَ رَسُولِهِ‌ ، وَ قَدْ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: وَ اَلسّٰابِقُونَ اَلسّٰابِقُونَ‌*`أُولٰئِكَ اَلْمُقَرَّبُونَ‌ فَكَانَ أَبِي سَابِقَ اَلسَّابِقِينَ‌ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِلَى رَسُولِهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) ، وَ أَقْرَبَ اَلْأَقْرَبِينَ‌. وَ قَدْ قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: لاٰ يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ اَلْفَتْحِ وَ قٰاتَلَ أُولٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً‌ ، فَأَبِي كَانَ‌ أَوَّلَهُمْ إِسْلاَماً وَ إِيمَاناً، وَ أَوَّلَهُمْ إِلَى اَللَّهِ وَ رَسُولِهِ‌ هِجْرَةً وَ لُحُوقاً، وَ أَوَّلَهُمْ عَلَى وُجْدِهِ‌ وَ وُسْعِهِ نَفَقَةٌ‌. قَالَ سُبْحَانَهُ‌: وَ اَلَّذِينَ جٰاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اِغْفِرْ لَنٰا وَ لِإِخْوٰانِنَا اَلَّذِينَ سَبَقُونٰا بِالْإِيمٰانِ وَ لاٰ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنٰا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنٰا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ‌ ، فَالنَّاسُ مِنْ جَمِيعِ اَلْأُمَمِ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ‌، لِسَبْقِهِ‌ إِيَّاهُمْ إِلَى اَلْإِيمَانِ بِنَبِيِّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) ، وَ ذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ يَسْبِقْهُ إِلَى اَلْإِيمَانِ أَحَدٌ، وَ قَدْ قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: وَ اَلسّٰابِقُونَ‌ اَلْأَوَّلُونَ مِنَ اَلْمُهٰاجِرِينَ‌ وَ اَلْأَنْصٰارِ وَ اَلَّذِينَ اِتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسٰانٍ رَضِيَ اَللّٰهُ عَنْهُمْ‌ فَهُوَ سَابِقُ جَمِيعِ اَلسَّابِقِينَ‌، فَكَمَا أَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَضَّلَ اَلسَّابِقِينَ عَلَى اَلْمُتَخَلِّفِينَ وَ اَلْمُتَأَخِّرِينَ‌، فَكَذَلِكَ فَضَّلَ سَابِقَ اَلسَّابِقِينَ عَلَى اَلسَّابِقِينَ‌، وَ قَدْ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: أَ جَعَلْتُمْ سِقٰايَةَ اَلْحٰاجِّ وَ عِمٰارَةَ اَلْمَسْجِدِ اَلْحَرٰامِ‌ كَمَنْ آمَنَ بِاللّٰهِ وَ اَلْيَوْمِ اَلْآخِرِ وَ جٰاهَدَ فِي سَبِيلِ اَللّٰهِ‌ ، فَهُوَ اَلْمُؤْمِنُ بِاللَّهِ‌، وَ اَلْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اَللَّهِ حَقّاً، وَ فِيهِ نَزَلَتْ هَذِهِ اَلْآيَةُ‌. وَ كَانَ مِمَّنِ اِسْتَجَابَ لِرَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) عَمُّهُ حَمْزَةُ‌ ، وَ جَعْفَرٌ اِبْنُ عَمِّهِ‌ ، فَقُتِلاَ شَهِيدَيْنِ (رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا) فِي قَتْلَى كَثِيرَةٍ مَعَهُمَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) ، فَجَعَلَ اَللَّهُ تَعَالَى حَمْزَةَ‌ سَيِّدَ اَلشُّهَدَاءِ مِنْ بَيْنِهِمْ‌، وَ جَعَلَ لِجَعْفَرٍ جَنَاحَيْنِ يَطِيرُ بِهِمَا مَعَ اَلْمَلاَئِكَةِ كَيْفَ يَشَاءُ مِنْ بَيْنِهِمْ‌، وَ ذَلِكَ لِمَكَانِهِمَا مِنْ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) ، وَ مَنْزِلَتِهِمَا، وَ قَرَابَتِهِمَا مِنْهُ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌)، وَ صَلَّى رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) عَلَى حَمْزَةَ‌ سَبْعِينَ صَلاَةً مِنْ بَيْنِ اَلشُّهَدَاءِ اَلَّذِينَ‌ اُسْتُشْهِدُوا مَعَهُ‌. وَ كَذَلِكَ جَعَلَ اَللَّهُ تَعَالَى لِنِسَاءِ اَلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) ، لِلْمُحْسِنَةِ مِنْهُنَّ أَجْرَيْنِ‌، وَ لِلْمُسِيئَةِ مِنْهُنَّ وِزْرَيْنِ ضِعْفَيْنِ‌، لِمَكَانِهِنَّ مِنْ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) ، وَ جَعَلَ اَلصَّلاَةَ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) بِأَلْفِ صَلاَةٍ فِي سَائِرِ اَلْمَسَاجِدِ إِلاَّ اَلْمَسْجِدَ اَلْحَرَامَ‌ ، وَ مَسْجِدَ خَلِيلِهِ 24إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) بِمَكَّةَ‌ ، وَ ذَلِكَ لِمَكَانِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) مِنْ‌ رَبِّهِ‌. وَ فَرَضَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ اَلصَّلاَةَ عَلَى نَبِيِّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) ، عَلَى كَافَّةِ اَلْمُؤْمِنِينَ‌، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اَللَّهِ‌ ، كَيْفَ اَلصَّلاَةُ‌ عَلَيْكَ؟ فَقَالَ‌: قُولُوا: اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ . فَحَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْنَا مَعَ اَلصَّلاَةِ عَلَى اَلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) فَرِيضَةً وَاجِبَةٌ‌. وَ أَحَلَّ اَللَّهُ تَعَالَى خُمْسَ اَلْغَنِيمَةِ لِرَسُولِهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) ، وَ أَوْجَبَهَا لَهُ فِي كِتَابِهِ‌ ، وَ أَوْجَبَ لَنَا مِنْ ذَلِكَ مَا أَوْجَبَ‌ لَهُ‌، وَ حَرَّمَ عَلَيْهِ اَلصَّدَقَةَ‌، وَ حَرَّمَهَا عَلَيْنَا مَعَهُ‌، فَأَدْخَلَنَا وَ لَهُ اَلْحَمْدُ فِيمَا أَدْخَلَ فِيهِ نَبِيَّهُ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) ، وَ أَخْرَجَنَا وَ نَزَّهَنَا مِمَّا أَخْرَجَهُ مِنْهُ وَ نَزَّهَهُ عَنْهُ‌، كَرَامَةً أَكْرَمَنَا اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهَا، وَ فَضِيلَةً فَضَّلَنَا بِهَا عَلَى سَائِرِ اَلْعِبَادِ، فَقَالَ اَللَّهُ‌ تَعَالَى لِمُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) حِينَ جَحَدَهُ كَفَرَةُ أَهْلِ اَلْكِتَابِ‌ وَ حَاجُّوهُ‌: فَقُلْ تَعٰالَوْا نَدْعُ أَبْنٰاءَنٰا وَ أَبْنٰاءَكُمْ وَ نِسٰاءَنٰا وَ نِسٰاءَكُمْ وَ أَنْفُسَنٰا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اَللّٰهِ عَلَى اَلْكٰاذِبِينَ‌ ، فَأَخْرَجَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) مِنَ‌ اَلْأَنْفُسِ مَعَهُ أَبِي ، وَ مِنَ اَلْبَنِينَ أَنَا وَ أَخِي ، وَ مِنَ اَلنِّسَاءِ فَاطِمَةَ‌ أُمِّي مِنَ اَلنَّاسِ جَمِيعاً، فَنَحْنُ أَهْلُهُ‌، وَ لَحْمُهُ‌، وَ دَمُهُ‌، وَ نَفْسُهُ‌، وَ نَحْنُ مِنْهُ‌، وَ هُوَ مِنَّا. وَ قَدْ قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ‌ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ، فَلَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ‌ اَلتَّطْهِيرِ جَمَعَنَا رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) أَنَا ، وَ أَخِي ، وَ أُمِّي ، وَ أَبِي ، فَجَلَّلَنَا وَ نَفْسَهُ فِي كِسَاءٍ لِأُمِّ سَلَمَةَ‌ خَيْبَرِيٍّ‌، وَ ذَلِكَ‌ فِي حُجْرَتِهَا، وَ فِي يَوْمِهَا، فَقَالَ‌: اَللَّهُمَّ‌، هَؤُلاَءِ أَهْلُ بَيْتِي ، وَ هَؤُلاَءِ أَهْلِي وَ عِتْرَتِي ، فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ اَلرِّجْسَ‌، وَ طَهِّرْهُمْ‌ تَطْهِيراً. فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ (رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا) : أَدْخُلُ مَعَهُمْ‌، يَا رَسُولَ اَللَّهِ‌ ؟ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) : يَرْحَمُكِ اَللَّهُ‌، أَنْتِ‌ عَلَى خَيْرٍ، وَ إِلَى خَيْرٍ، وَ مَا أَرْضَانِي عَنْكِ‌! وَ لَكِنَّهَا خَاصَّةٌ لِي وَ لَهُمْ‌. ثُمَّ مَكَثَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) بَعْدَ ذَلِكَ بَقِيَّةَ عُمُرِهِ حَتَّى قَبَضَهُ اَللَّهُ إِلَيْهِ يَأْتِينَا فِي كُلِّ يَوْمٍ عِنْدَ طُلُوعِ اَلْفَجْرِ، فَيَقُولُ‌: اَلصَّلاَةَ‌، يَرْحَمُكُمُ اَللَّهُ‌ إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً . وَ أَمَرَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) بِسَدِّ اَلْأَبْوَابِ اَلشَّارِعَةِ فِي مَسْجِدِهِ غَيْرَ بَابِنَا، فَكَلَّمُوهُ فِي ذَلِكَ‌، فَقَالَ‌: أَمَا إِنِّي لَمْ‌ أَسُدَّ أَبْوَابَكُمْ وَ أَفْتَحَ بَابَ عَلِيٍّ‌ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي، وَ لَكِنْ أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ‌، وَ إِنَّ اَللَّهَ أَمَرَ بِسَدِّهَا وَ فَتْحِ بَابِهِ‌، فَلَمْ يَكُنْ‌ أَحَدٌ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ تُصِيبُهُ اَلْجَنَابَةُ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) ، وَ يُولَدُ فِيهِ اَلْأَوْلاَدَ، غَيْرُ رَسُولِ اَللَّهِ‌ وَ أَبِي (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ‌)، تَكْرِمَةً مِنَ اَللَّهِ تَعَالَى لَنَا، وَ فَضْلاً اِخْتَصَّنَا بِهِ عَلَى جَمِيعِ اَلنَّاسِ‌. وَ هَذَا بَابُ أَبِي قَرِينُ بَابِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) فِي مَسْجِدِهِ‌، وَ مَنْزِلُنَا بَيْنَ مَنَازِلِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) ، وَ ذَلِكَ أَنَّ اَللَّهَ أَمَرَ نَبِيَّهُ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) أَنْ يَبْنِيَ مَسْجِدَهُ‌، فَبَنَى فِيهِ عَشَرَةَ أَبْيَاتٍ‌، تِسْعَةً لِبَنِيهِ وَ أَزْوَاجِهِ‌، وَ عَاشِرَهَا وَ هُوَ مُتَوَسِّطُهَا لِأَبِي، فَهَا هُوَ بِسَبِيلٍ مُقِيمٍ‌، وَ اَلْبَيْتُ هُوَ اَلْمَسْجِدُ اَلْمُطَهَّرُ، وَ هُوَ اَلَّذِي قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: أَهْلَ‌ اَلْبَيْتِ‌ ، فَنَحْنُ أَهْلُ اَلْبَيْتِ‌ ، وَ نَحْنُ اَلَّذِينَ أَذْهَبَ اَللَّهُ عَنَّا اَلرِّجْسَ‌، وَ طَهَّرَنَا تَطْهِيراً. أَيُّهَا اَلنَّاسُ‌، إِنِّي لَوْ قُمْتُ حَوْلاً فَحَوْلاً أَذْكُرُ اَلَّذِي أَعْطَانَا اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌، وَ خَصَّنَا بِهِ مِنَ اَلْفَضْلِ فِي كِتَابِهِ وَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) لَمْ أُحْصِهِ‌، وَ أَنَا اِبْنُ اَلنَّذِيرِ اَلْبَشِيرِ، وَ اَلسِّرَاجِ اَلْمُنِيرِ، اَلَّذِي جَعَلَهُ اَللَّهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ‌، وَ أَبِي عَلِيٌّ‌ وَلِيُّ اَلْمُؤْمِنِينَ‌، وَ شَبِيهُ 33هَارُونَ‌ . وَ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ صَخْرٍ زَعَمَ أَنِّي رَأَيْتُهُ لِلْخِلاَفَةِ أَهْلاً، وَ لَمْ أَرَ نَفْسِي لَهَا أَهْلاً! فَكَذَبَ مُعَاوِيَةُ‌ ، وَ أَيْمُ اَللَّهِ لَأَنَّا أَوْلَى اَلنَّاسِ بِالنَّاسِ فِي كِتَابِ اَللَّهِ‌ ، وَ عَلَى لِسَانِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) ، غَيْرَ أَنَّا لَمْ نَزَلْ أَهْلَ اَلْبَيْتِ‌ مَخِيفِينَ‌، مَظْلُومِينَ‌، مُضْطَهِدِينَ مُنْذُ قُبِضَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) ، فَاللَّهُ بَيْنَنَا وَ بَيْنَ مَنْ ظَلَمَنَا حَقَّنَا، وَ نَزَلَ عَلَى رِقَابِنَا، وَ حَمَلَ اَلنَّاسَ عَلَى أَكْتَافِنَا، وَ مَنَعَنَا سَهْمَنَا فِي كِتَابِ اَللَّهِ‌ مِنَ اَلْفَيْ‌ءِ وَ اَلْغَنَائِمِ‌، وَ مَنَعَ أُمَّنَا فَاطِمَةَ (عَلَيْهَا اَلسَّلاَمُ‌) إِرْثَهَا مِنْ أَبِيهَا . إِنَّا لاَ نُسَمِّي أَحَداً، وَ لَكِنْ أُقْسِمُ بِاللَّهِ قَسَماً تَالِياً، لَوْ أَنَّ اَلنَّاسَ سَمِعُوا قَوْلَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَسُولِهِ‌ لَأَعْطَتْهُمُ‌ اَلسَّمَاءُ قَطْرَهَا، وَ اَلْأَرْضُ بَرَكَتَهَا، وَ لَمَا اِخْتَلَفَ فِي هَذِهِ اَلْأُمَّةِ سَيْفَانِ‌، وَ لَأَكَلُوهَا خَضْرَاءَ خَضِرَةً إِلَى يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ‌ ، وَ مَا طَمِعْتَ فِيهَا، يَا مُعَاوِيَةُ‌ ، وَ لَكِنَّهَا لَمَّا أُخْرِجَتْ سَالِفاً مِنْ مَعْدِنِهَا، وَ زُحْزِحَتْ عَنْ قَوَاعِدِهَا تَنَازَعَتْهَا قُرَيْشٌ‌ بَيْنَهَا، وَ تَرَامَتْهَا كَتَرَامِي اَلْكُرَةِ‌، حَتَّى طَمِعْتَ فِيهَا أَنْتَ يَا مُعَاوِيَةُ‌ وَ أَصْحَابُكَ مِنْ بَعْدِكَ‌، وَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) : مَا وَلَّتْ اُمَّةٌ أَمْرَهَا رَجُلاً قَطُّ، وَ فِيهِمْ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ‌، إِلاَّ لَمْ يَزَلْ أَمْرُهُمْ يَذْهَبُ سَفَالاً حَتَّى يَرْجِعُوا إِلَى مَا تَرَكُوا. وَ قَدْ تَرَكَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ‌ وَ كَانُوا أَصْحَابَ 32مُوسَى 33هَارُونَ‌ أَخَاهُ وَ خَلِيفَتَهُ وَ وَزِيرَهُ‌، وَ عَكَفُوا عَلَى اَلْعِجْلِ‌، وَ أَطَاعُوا فِيهِ سَامِرِيَّهُمْ‌، وَ هُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ خَلِيفَةُ 32مُوسَى ، وَ قَدْ سَمِعَتْ هَذِهِ اَلْأُمَّةُ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) يَقُولُ ذَلِكَ‌ لِأَبِي (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : إِنَّهُ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ 33هَارُونَ‌ مِنْ 32مُوسَى إِلاَّ أَنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي. وَ قَدْ رَأَوْا رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) حِينَ نَصَبَهُ‌ لَهُمْ بِغَدِيرِ خُمٍّ‌ ، وَ سَمِعُوهُ‌، وَ نَادَى لَهُ بِالْوِلاَيَةِ‌، ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يُبَلِّغَ اَلشَّاهِدُ مِنْهُمُ اَلْغَائِبَ‌، وَ قَدْ خَرَجَ رَسُولُ‌ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) حَذَراً مِنْ قَوْمِهِ إِلَى اَلْغَارِ لَمَّا أَجْمَعُوا عَلَى أَنْ يَمْكُرُوا بِهِ وَ هُوَ يَدْعُوهُمْ لِمَا لَمْ يَجِدْ عَلَيْهِمْ‌ أَعْوَاناً، وَ لَوْ وَجَدَ عَلَيْهِمْ أَعْوَاناً لَجَاهَدَهُمْ‌. وَ قَدْ كَفَّ أَبِي يَدَهُ‌، وَ نَاشَدَهُمْ‌، وَ اِسْتَغَاثَ أَصْحَابَهُ‌، فَلَمْ يُغَثْ‌، وَ لَمْ يُنْصَرْ، وَ لَوْ وَجَدَ عَلَيْهِمْ أَعْوَاناً مَا أَجَابَهُمْ‌، وَ قَدْ جُعِلَ فِي سَعَةٍ كَمَا جُعِلَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) فِي سَعَةٍ‌. وَ قَدْ خَذَلَتْنِي اَلْأُمَّةُ وَ بَايَعْتُكَ يَا اِبْنَ حَرْبٍ‌ وَ لَوْ وَجَدْتُ عَلَيْكَ أَعْوَاناً يَخْلُصُونَ مَا بَايَعْتُكَ‌، وَ قَدْ جَعَلَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ 33هَارُونَ‌ فِي سَعَةٍ حِينَ اِسْتَضْعَفَهُ قَوْمُهُ وَ عَادُوهُ‌، كَذَلِكَ أَنَا وَ أَبِي فِي سَعَةٍ مِنَ اَللَّهِ حِينَ تَرَكَتْنَا اَلْأُمَّةُ وَ تَابَعَتْ‌ غَيْرَنَا، وَ لَمْ نَجِدْ عَلَيْهِمْ أَعْوَاناً، وَ إِنَّمَا هِيَ اَلسُّنَنُ وَ اَلْأَمْثَالُ يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضاً. أَيُّهَا اَلنَّاسُ‌، إِنَّكُمْ لَوِ اِلْتَمَسْتُمْ بَيْنَ اَلْمَشْرِقِ وَ اَلْمَغْرِبِ رَجُلاً جَدُّهُ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) ، وَ أَبُوهُ وَصِيُّ رَسُولِ‌ اَللَّهِ‌ لَمْ تَجِدُوا غَيْرِي وَ غَيْرَ أَخِي ، فَاتَّقُوا اَللَّهَ‌، وَ لاَ تَضِلُّوا بَعْدَ اَلْبَيَانِ‌، وَ كَيْفَ بِكُمْ‌، وَ أَنَّى ذَلِكَ لَكُمْ؟ أَلاَ وَ إِنِّي قَدْ بَايَعْتُ‌ هَذَا وَ أَشَارَ إِلَى مُعَاوِيَةَ‌ وَ إِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَ مَتٰاعٌ إِلىٰ حِينٍ‌ . أَيُّهَا اَلنَّاسُ‌، إِنَّهُ لاَ يُعَابُ أَحَدٌ بِتَرْكِ حَقِّهِ‌، وَ إِنَّمَا يُعَابُ أَنْ يَأْخُذَ مَا لَيْسَ لَهُ‌، وَ كُلُّ صَوَابٍ نَافِعٌ‌، وَ كُلُّ خَطَأٍ ضَارٌ لِأَهْلِهِ‌، وَ قَدْ كَانَتِ اَلْقَضِيَّةُ فَفَهِمَهَا 37سُلَيْمَانُ‌ ، فَنَفَعَتْ 37سُلَيْمَانَ‌ ، وَ لَمْ تَضُرَّ 36دَاوُدَ ، وَ أَمَّا اَلْقَرَابَةُ فَقَدْ نَفَعَتِ اَلْمُشْرِكَ‌، وَ هِيَ‌ وَ اَللَّهِ لِلْمُؤْمِنِ أَنْفَعُ‌، قَوْلُ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) لِعَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ‌ وَ هُوَ فِي اَلْمَوْتِ‌: قُلْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ أَشْفَعْ لَكَ بِهَا يَوْمَ‌ اَلْقِيَامَةِ‌ . وَ لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) يَقُولُ لَهُ وَ يَعُدُّ إِلاَّ مَا يَكُونُ مِنْهُ عَلَى يَقِينٍ‌، وَ لَيْسَ ذَلِكَ لِأَحَدٍ مِنَ اَلنَّاسِ‌ كُلِّهِمْ غَيْرَ شَيْخِنَا، أَعْنِي أَبَا طَالِبٍ‌ ، يَقُولُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: وَ لَيْسَتِ اَلتَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ اَلسَّيِّئٰاتِ حَتّٰى إِذٰا حَضَرَ أَحَدَهُمُ اَلْمَوْتُ قٰالَ إِنِّي تُبْتُ اَلْآنَ وَ لاَ اَلَّذِينَ يَمُوتُونَ وَ هُمْ كُفّٰارٌ أُولٰئِكَ أَعْتَدْنٰا لَهُمْ عَذٰاباً أَلِيماً . أَيُّهَا اَلنَّاسُ‌، اِسْمَعُوا وَ عُوا، وَ اِتَّقُوا اَللَّهَ وَ اِرْجِعُوا، وَ هَيْهَاتَ مِنْكُمْ اَلرَّجْعَةُ إِلَى اَلْحَقِّ وَ قَدْ صَارَعَكُمُ اَلنُّكُوصُ‌، وَ خَامَرَكُمُ اَلطُّغْيَانُ وَ اَلْجُحُودُ أَ نُلْزِمُكُمُوهٰا وَ أَنْتُمْ لَهٰا كٰارِهُونَ‌ ؟ وَ اَلسَّلاَمُ عَلَى مَنِ اِتَّبَعَ اَلْهُدَى». قَالَ‌: «فَقَالَ‌ مُعَاوِيَةُ‌ : وَ اَللَّهِ مَا نَزَلَ اَلْحَسَنُ‌ حَتَّى أَظْلَمَتْ عَلَيَّ اَلْأَرْضُ‌، وَ هَمَمْتُ أَنْ أُبْطِشَ بِهِ‌، ثُمَّ عَلِمْتُ أَنَّ اَلْإِغْضَاءَ أَقْرَبُ إِلَى اَلْعَافِيَةِ‌».

البرهان في تفسير القرآن

2,610473 / _2 اَلشَّيْخُ فِي (مَجَالِسِهِ‌)، قَالَ‌: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ‌، عَنْ أَبِي اَلْمُفَضَّلِ‌، قَالَ‌: حَدَّثَنَا أَبُو اَلْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ‌ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ اَلْهَمْدَانِيُّ بِالْكُوفَةِ‌، قَالَ‌: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْمُفَضَّلِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قَيْسٍ اَلْأَشْعَرِيُّ‌، قَالَ‌: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَسَّانَ اَلْوَاسِطِيُّ‌، قَالَ‌: حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلرَّحْمَنِ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ‌، عَنْ جَدِّهِ‌ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ‌، عَنِ اَلْحَسَنِ (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ‌) فِي خُطْبَةٍ خَطَبَهَا عِنْدَ صُلْحِ مُعَاوِيَةَ بِمَحْضَرِهِ قَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) فِيهَا: «وَ كَانَ‌ أَبِي سَابِقَ اَلسَّابِقِينَ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌، وَ إِلَى رَسُولِهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) وَ أَقْرَبُ اَلْأَقْرَبِينَ‌، وَ قَدْ قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: لاٰ يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ اَلْفَتْحِ وَ قٰاتَلَ أُولٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً‌ . فَأَبِي كَانَ أَوَّلَهُمْ إِسْلاَماً وَ إِيمَاناً، وَ أَوَّلَهُمْ إِلَى اَللَّهِ وَ رَسُولِهِ‌، هِجْرَةً وَ لُحُوقاً، وَ أَوَّلَهُمْ عَلَى وُجْدِهِ وَ وُسْعِهِ نَفَقَةً‌، قَالَ‌ سُبْحَانَهُ‌: وَ اَلَّذِينَ جٰاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اِغْفِرْ لَنٰا وَ لِإِخْوٰانِنَا اَلَّذِينَ سَبَقُونٰا بِالْإِيمٰانِ وَ لاٰ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنٰا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنٰا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ‌ فَالنَّاسُ مِنْ جَمِيعِ اَلْأُمَمِ يَسْتَغْفِرُونَ بِسَبْقِهِ إِيَّاهُمْ إِلَى اَلْإِيمَانِ‌ بِنَبِيِّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌)، وَ ذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ يَسْبِقْهُ إِلَى اَلْإِيمَانِ أَحَدٌ، وَ قَدْ قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: وَ اَلسّٰابِقُونَ اَلْأَوَّلُونَ مِنَ‌ اَلْمُهٰاجِرِينَ وَ اَلْأَنْصٰارِ وَ اَلَّذِينَ اِتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسٰانٍ‌ فَهُوَ سَابِقُ جَمِيعِ اَلسَّابِقِينَ‌، فَكَمَا أَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَضَّلَ‌ اَلسَّابِقِينَ عَلَى اَلْمُتَخَلِّفِينَ وَ اَلْمُتَأَخِّرِينَ [فَكَذَلِكَ‌] فَضْلُ سَابِقِ اَلسَّابِقِينَ عَلَى اَلسَّابِقِينَ‌».

البرهان في تفسير القرآن

2,610631 / _1 اَلشَّيْخُ فِي (مَجَالِسِهِ‌)، قَالَ‌: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ‌، عَنْ أَبِي اَلْمُفَضَّلِ‌، قَالَ‌: حَدَّثَنِي أَبُو اَلْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ‌ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ اَلْهَمْدَانِيُّ بِالْكُوفَةِ‌، قَالَ‌: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْمُفَضَّلِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قَيْسٍ اَلْأَشْعَرِيُّ‌، قَالَ‌: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَسَّانَ اَلْوَاسِطِيُّ‌، قَالَ‌: حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلرَّحْمَنِ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ‌، عَنْ جَدِّهِ‌ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ‌، عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ‌) فِي خُطْبَةٍ خَطَبَهَا عِنْدَ صُلْحِهِ مَعَ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) فِيهَا بِمَحْضَرِ مُعَاوِيَةَ‌: «فَصَدَّقَ أَبِي رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) سَابِقاً وَ وَقَاهُ بِنَفْسِهِ‌، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) فِي كُلِّ‌ مَوْطِنٍ يُقَدِّمُهُ‌، وَ لِكُلِّ شَدِيدَةٍ يُرْسِلُهُ ثِقَةً مِنْهُ بِهِ وَ طُمَأْنِينَةً إِلَيْهِ‌، لِعِلْمِهِ بِنَصِيحَتِهِ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَسُولِهِ [وَ إِنَّهُ أَقْرَبُ‌ اَلْمُقَرَّبِينَ مِنَ اَللَّهِ وَ رَسُولِهِ‌، وَ قَدْ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌:] وَ اَلسّٰابِقُونَ اَلسّٰابِقُونَ‌*`أُولٰئِكَ اَلْمُقَرَّبُونَ‌ ، فَكَانَ أَبِي سَابِقَ اَلسَّابِقِينَ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌، وَ إِلَى رَسُولِهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) وَ أَقْرَبُ اَلْأَقْرَبِينَ‌، وَ قَدْ قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: لاٰ يَسْتَوِي مِنْكُمْ‌ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ اَلْفَتْحِ وَ قٰاتَلَ أُولٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً‌ ، فَأَبِي كَانَ أَوَّلَهُمْ إِسْلاَماً وَ إِيمَاناً، وَ أَوَّلَهُمْ إِلَى اَللَّهِ وَ رَسُولِهِ‌ هِجْرَةً وَ لُحُوقاً، وَ أَوَّلَهُمْ عَلَى وُجْدِهِ وَ وُسْعِهِ نَفَقَةً‌، قَالَ سُبْحَانَهُ‌: وَ اَلَّذِينَ جٰاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اِغْفِرْ لَنٰا وَ لِإِخْوٰانِنَا اَلَّذِينَ سَبَقُونٰا بِالْإِيمٰانِ وَ لاٰ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنٰا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنٰا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ‌ ، فَالنَّاسُ مِنْ‌ جَمِيعِ اَلْأُمَمِ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ لِسَبْقِهِ إِيَّاهُمْ إِلَى اَلْإِيمَانِ بِنَبِيِّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌)، وَ ذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ يَسْبِقْهُ بِهِ أَحَدٌ، وَ قَدْ قَالَ اَللَّهُ‌ تَعَالَى: وَ اَلسّٰابِقُونَ اَلْأَوَّلُونَ مِنَ اَلْمُهٰاجِرِينَ وَ اَلْأَنْصٰارِ وَ اَلَّذِينَ اِتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسٰانٍ رَضِيَ اَللّٰهُ عَنْهُمْ‌ ، فَهُوَ سَابِقُ جَمِيعِ اَلسَّابِقِينَ‌، فَكَمَا أَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَضَّلَ اَلسَّابِقِينَ عَلَى اَلْمُخْتَلِفِينَ [وَ اَلْمُتَأَخِّرِينَ‌، فَكَذَلِكَ‌] فَضَّلَ سَابِقَ‌ اَلسَّابِقِينَ عَلَى اَلسَّابِقِينَ‌».

البرهان في تفسير القرآن

1710632 / _2 محمّد بن العبّاس، قال: حدّثنا عليّ بن عبد اللّه، عن إبراهيم بن محمّد، عن يحيى بن صالح، عن الحسين الأشقر، عن عيسى بن راشد، عن أبي بصير، عن عكرمة، عن ابن عبّاس، قال: فرض اللّه الاستغفار لعلي (عليه السلام) في القرآن على كل مسلم، و هو قوله تعالى: رَبَّنَا اِغْفِرْ لَنٰا وَ لِإِخْوٰانِنَا اَلَّذِينَ سَبَقُونٰا بِالْإِيمٰانِ‌ و هو سابق الأمة.

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج عبد بن حميد عن الضحاك رضى الله عنه وَ اَلَّذِينَ جٰاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ‌ الآية قال أمروا بالاستغفار لهم و قد علم ما أحدثوا

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و ابن الأنباري في المصاحف و ابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها قالت أمروا ان يستغفروا لأصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فسبوهم ثم قرأت هذه الآية وَ اَلَّذِينَ جٰاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اِغْفِرْ لَنٰا وَ لِإِخْوٰانِنَا اَلَّذِينَ سَبَقُونٰا بِالْإِيمٰانِ

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن مردويه عن ابن عمر انه سمع رجلا و هو يتناول بعض المهاجرين فقرأ عليه لِلْفُقَرٰاءِ اَلْمُهٰاجِرِينَ‌ الآية ثم قال هؤلاء المهاجرون فمنهم أنت قال لا ثم قرأ عليه وَ اَلَّذِينَ تَبَوَّؤُا اَلدّٰارَ وَ اَلْإِيمٰانَ‌ الآية ثم قال هؤلاء الأنصار أ فأنت منهم قال لا ثم قرأ عليه وَ اَلَّذِينَ‌ جٰاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ‌ الآية ثم قال أ فمن هؤلاء أنت قال أرجو قال لا ليس من هؤلاء من يسب هؤلاء

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن مردويه من وجه آخر عن ابن عمر انه بلغه ان رجلا نال من عثمان فدعاه فأقعده بين يديه فقرأ عليه لِلْفُقَرٰاءِ‌ اَلْمُهٰاجِرِينَ‌ الآية قال من هؤلاء أنت قال لا ثم قرأ وَ اَلَّذِينَ جٰاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ‌ الآية قال من هؤلاء أنت قال لا ثم قرأ وَ اَلَّذِينَ جٰاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ‌ الآية قال من هؤلاء أنت قال أرجو ان أكون منهم قال لا و الله ما يكون منهم من يتناولهم و كان في قلبه الغل عليهم

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج عبد بن حميد عن الأعمش انه قرأ ربنا لا تجعل في قلوبنا غمرا للذين آمنوا

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14 و أخرج الحكيم الترمذي و النسائي عن أنس رضى الله عنه قال بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يطلع ألان رجل من أهل الجنة فاطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته ماء من وضوئه معلق نعليه في يده الشمال فلما كان من الغد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يطلع عليكم ألان رجل من أهل الجنة فاطلع ذلك الرجل على مثل مرتبته الاولى فلما كان من الغد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل ذلك فاطلع ذلك الرجل فلما قام الرجل اتبعه عبد الله بن عمرو بن العاصي فقال انى لاحيت أبى فأقسمت ان لا أدخل عليه ثلاثا فان رأيت ان تؤويني إليك حتى تحل يميني فعلت قال نعم قال أنس فكان عبد الله بن عمرو يحدث انه بات معه ليلة فلم يره يقم من الليل شيأ غير انه كان إذا تقلب على فراشه ذكر الله و كبر حتى يقوم لصلاة الفجر فيسبغ الوضوء غير انى لا أسمعه يقول الا خيرا فلما مضت الليالي الثلاث وكدت احتقر عمله قلت يا عبد الله انه لم يكن بيني و بين والدي غضب و لا هجرة و لكني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لك ثلاث مرات في ثلاث مجالس يطلع عليكم الان رجل من أهل الجنة فاطلعت أنت تلك المرات الثلاث فأردت ان آوى إليك فانظر ما عملك فإذا ما هو الا ما رأيت فانصرفت عنه فلما وليت دعاني فقال ما هو الا ما قد رأيت غير انى لا أجد في نفسي غلا لاحد من المسلمين و لا أحسده على خير أعطاه الله إياه فقال له عبد الله بن عمرو هذه التي بلغت بك و هي التي لا نطيق

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

أخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه وَ اَلَّذِينَ جٰاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ‌ قال الذين أسلموا فعنوا أيضا عبد الله بن نبتل و أوس بن قيظى

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج الحاكم و صححه و ابن مردويه عن سعد بن أبى وقاص قال الناس على ثلاثة منازل قد مضت منزلتان و بقيت منزلة فأحسن ما أنتم كائنون عليه ان تكونوا بهذه المنزلة التي بقيت ثم قرأ لِلْفُقَرٰاءِ اَلْمُهٰاجِرِينَ اَلَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيٰارِهِمْ وَ أَمْوٰالِهِمْ‌ الآية ثم قال هؤلاء المهاجرون و هذه منزلة و قد مضت ثم قرأ وَ اَلَّذِينَ تَبَوَّؤُا اَلدّٰارَ وَ اَلْإِيمٰانَ مِنْ قَبْلِهِمْ‌ الآية ثم قال هؤلاء الأنصار و هذه منزلة و قد مضت ثم قرأ وَ اَلَّذِينَ جٰاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اِغْفِرْ لَنٰا وَ لِإِخْوٰانِنَا اَلَّذِينَ‌ سَبَقُونٰا بِالْإِيمٰانِ‌ فقد مضت هاتان المنزلتان و بقيت هذه المنزلة فأحسن ما أنتم كائنون عليه ان تكونوا بهذه المنزلة

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14 و أخرج الحكيم الترمذي عن عبد العزيز بن أبى رواد قال بلغنا ان رجلا صلى مع النبي صلى الله عليه و سلم فلما انصرف قال النبي صلى الله عليه و سلم هذا الرجل من أهل الجنة قال عبد الله بن عمرو فأتيته فقلت يا عماه الضيافة قال نعم فإذا له خيمة و شاه و نخل فلما أمسى خرج من خيمته فاحتلب العنز و اجتنى لي رطبا ثم وضعه فأكلت معه فبات نائما و بت قائما و أصبح مفطرا و أصبحت صائما ففعل ذلك ثلاث ليال فقلت له ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فيك انك من أهل الجنة فأخبرني ما عملك قال فائت الذي أخبرك حتى يخبرك بعملي فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ائته فمره ان يخبرك فقلت ان رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمرك ان تخبرني قال أما ألان فنعم فقال لو كانت الدنيا لي فأخذت منى لم أحزن عليها و لو أعطيتها لم أفرح بها و أبيت و ليس في قلبي غل على أحد قال عبد الله لكني و الله أقوم الليل و أصوم النهار و لو وهبت لي شاة لفرحت بها و لو ذهبت لحزنت عليها و الله لقد فضلك الله علينا فضلا بينا

ترجمه تفسیر روایی البرهان

1)شيخ در كتاب مجالس خويش مى‌گويد:جماعتى،از ابو مفضل،از ابو عباس احمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن همدانى كه در كوفه بود،از محمد بن مفضل بن ابراهيم بن قيس اشعرى،از على بن حسّان ثابتى از عبد الرحمن بن كثير،از امام صادق عليه السلام،از پدرش،از جدش على بن حسين كه سلام و درود خدا بر ايشان باد،روايت كرده است كه فرمود:هنگامى كه حسن بن على عليه السلام تصميم گرفت كه با معاويه صلح كند،بيرون آمد و با او ديدار كرد و چون كه با يكديگر ديدار كردند،معاويه به ايراد سخنرانى پرداخت.وقتى بالاى منبر رفت،به امام حسن...

ترجمه تفسیر روایی البرهان

26)شيخ،از جمعى،از ابو مفضل،از ابو عباس احمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن همدانى در كوفه،از محمد بن مفضل بن ابراهيم بن قيس اشعرى،از على بن حسّان واسطى،از عبد الرحمن بن كثير،از امام صادق عليه السلام،از پدرش،از جدّ خود،على بن حسين عليه السلام روايت مى‌كند كه فرمود:چون حسن بن على عليه السلام با معاويه بر سر صلح موافقت نمود،بيرون رفت تا آن‌كه به او برخورد و چون هر دو در يك جا گرد آمدند،معاويه براى سخنرانى به بالاى منبر رفت و به امام حسن عليه السلام دستور داد تا يك پله پايين‌تر از او بايستد. سپس...

ترجمه تفسیر روایی البرهان

1)شيخ در مجالس گفت:گروهى از ابو مفضل،از ابو عباس احمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن همدانى در كوفه از محمد بن مفضل بن ابراهيم بن قيس اشعرى،از على بن حسان واسطى،از عبد الرحمن بن كثير،از جعفر بن محمد،از پدرش از جدش على بن حسين،از حسن عليه السّلامدر سخنرانى كه به هنگام صلح با معاويه و در حضور او بيان كردروايت كرد:امام حسن عليه السّلام فرمود:پدرم،اولين پيشتازان به‌سوى خداوند عز و جل و رسولش صلّى اللّه عليه و آله و سلم و نزديك‌ترين نزديكان بود.خداوند تعالى فرمود: لاٰ يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ‌ أَنْفَقَ...

ترجمه تفسیر روایی البرهان

1)شيخ در مجالس از گروهى،از ابو المفضل،از ابو عباس احمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن همدانى در كوفه،از محمد بن مفضل بن ابراهيم بن قيس اشعرى،از على بن حسّان واسطى،از عبد الرحمن بن كثير،از جعفر بن محمد،از پدرش،از جدش على بن حسين،از حسن بن على عليهم السّلام روايت كرد كه در خطبه‌اى كه به هنگام صلح با معاويه بيان كرددر مقابل معاويه فرمود:پدرم اولين كسى بود كه رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم او را تصديق كرد و او را با جان خويش حفظ كرد.پس از آن پيوسته رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم او را در هرجايى...

ترجمه تفسیر روایی البرهان

2)محمد بن عباس از على بن عبد اللّه،از ابراهيم بن محمد،از يحيى بن صالح، از حسين اشقر،از عيسى بن راشد،از ابو بصير،از عكرمة،از ابن عباس روايت كرد كه گفت:خداوند طلب استغفار براى على عليه السّلام را بر هر مسلمانى در قرآن واجب كرده است و اين همان كلام خداوند تعالى است كه فرمود: «رَبَّنَا اِغْفِرْ لَنٰا وَ لِإِخْوٰانِنَا اَلَّذِينَ سَبَقُونٰا بِالْإِيمٰانِ‌» و او پيشتاز امت است.1

تفسير فرات الكوفي

17 قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى اَلدِّهْقَانُ‌ مُعَنْعَناً

عَنِ‌ اِبْنِ عَبَّاسٍ‌ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَوْلُ اَللَّهِ [تَعَالَى] « رَبَّنَا اِغْفِرْ لَنٰا وَ لِإِخْوٰانِنَا اَلَّذِينَ سَبَقُونٰا بِالْإِيمٰانِ وَ لاٰ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنٰا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنٰا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ‌ » فَقَالَ اِبْنُ‌ عَبَّاسٍ‌ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ هُمْ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ‌ وَ حَبِيبٌ اَلنَّجَّارُ صَاحِبُ مَدِينَةِ‌ أَنْطَاكِيَّةَ‌ وَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ .

تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب

14 كقول النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله: نحن الآخرون السّابقون، يعني: الآخرون في الزّمان السّابقون في الفضل.

تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب

17 و في شرح الآيات الباهرة : قال محمّد بن العبّاس: حدّثنا عليّ [بن محمّد] بن عبد اللّه، عن إبراهيم بن محمّد، عن يحيى بن صالح، عن الحسين الأشعريّ‌ ، عن عيسى بن راشد، عن أبي بصير، عن عكرمة عن ابن عبّاس قال: فرض اللّه الاستغفار [لعليّ‌ عليه السّلام] في القرآن على كلّ مسلم، و هو قوله: رَبَّنَا اِغْفِرْ لَنٰا وَ لِإِخْوٰانِنَا اَلَّذِينَ سَبَقُونٰا بِالْإِيمٰانِ‌ و هو سابق الأمّة.

تفسير نور الثقلين

14 كَقَوْلِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌: نَحْنُ اَلْآخِرُونَ اَلسَّابِقُونَ‌، يُعْنَى اَلْآخِرُونَ فِي اَلزَّمَانِ‌، اَلسَّابِقُونَ فِي اَلْفَضْلِ‌.

جامع البیان عن تاویل آی القرآن (تفسیر الطبری)

قوله و الذین جاو من بعدهم قال الذین اسلموا نعتوا ایضا

جامع البیان عن تاویل آی القرآن (تفسیر الطبری)

ثم ذکر الله الطایفه الثالثه فقال و الذین جاو من بعدهم یقولون ربنا اغفر لنا و لاخواننا حتی بلغ انک روف رحیم انما امروا ان یستغفروا لاصحاب النبی صلی الله علیه و سلم و لم یومروا بسبهم و ذکر لنا ان غلاما لحاطب بن ابی بلتعه جاء نبی الله صلی الله علیه و سلم فقال یا نبی الله لیدخلن حاطب فی حر النار قال کذبت انه شهد بدرا و الحدیبیه و ذکر لنا ان عمر بن الخطاب رضی الله عنه اغلظ لرجل من اهل بدر فقال نبی الله صلی الله علیه و سلم و ما یدریک یا عمر لعله قد شهد مشهدا اطلع الله فیه الی اهله فاشهد ملایکته انی قد...

جامع البیان عن تاویل آی القرآن (تفسیر الطبری)

فی قول الله و لا تجعل فی قلوبنا غلا للذین امنوا قال لا تورث قلوبنا غلا لاحد من اهل دینک

جامع البیان عن تاویل آی القرآن (تفسیر الطبری)

کان الناس علی ثلاثه منازل المهاجرون الاولون و الذین اتبعوهم باحسان و الذین جاو من بعدهم یقولون ربنا اغفر لنا و لاخواننا الذین سبقونا بالایمان و لا تجعل فی قلوبنا غلا للذین امنوا ربنا انک روف رحیم و احسن ما یکون ان نکون بهذه المنزله