58192 / _3 سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَهُ ثَمَانِيَةَ رِجَالٍ، فَذَكَرْنَا رَمَضَانَ ، فَقَالَ: «لاَ تَقُولُوا هَذَا رَمَضَانُ ، وَ لاَ جَاءَ رَمَضَانُ ، وَ ذَهَبَ رَمَضَانُ ؛ فَإِنَّ رَمَضَانَ اِسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اَللَّهِ، لاَ يَجِيءُ وَ لاَ يَذْهَبُ، وَ إِنَّمَا يَجِيءُ وَ يَذْهَبُ اَلزَّائِلُ، وَ لَكِنْ قُولُوا: شَهْرُ رَمَضَانَ ؛ فَالشَّهْرُ اَلْمُضَافُ إِلَى اَلاِسْمِ، وَ اَلاِسْمُ اِسْمُ اَللَّهِ، وَ هُوَ اَلشَّهْرُ اَلَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ اَلْقُرْآنُ ، جَعَلَهُ اَللَّهُ مَثَلاً وَعِيداً . أَلاَ وَ مَنْ خَرَجَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ بَيْتِهِ فِي سَبِيلِ اَللَّهِ وَ نَحْنُ سَبِيلُ اَللَّهِ اَلَّذِي مَنْ دَخَلَ فِيهِ يُطَافُ بِالْحِصْنِ، وَ اَلْحِصْنُ هُوَ اَلْإِمَامُ فَيُكَبِّرَ عِنْدَ رُؤْيَتِهِ، كَانَتْ لَهُ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ صَخْرَةٌ فِي مِيزَانِهِ أَثْقَلَ مِنَ اَلسَّمَاوَاتِ اَلسَّبْعِ، وَ اَلْأَرَضِينَ اَلسَّبْعِ، وَ مَا فِيهِنَّ، وَ مَا بَيْنَهُنَّ وَ مَا تَحْتَهُنَّ». قُلْتُ: يَا أَبَا جَعْفَرٍ ، وَ مَا اَلْمِيزَانُ؟ فَقَالَ: «إِنَّكَ قَدِ اِزْدَدْتَ قُوَّةً وَ نَظَراً. يَا سَعْدُ ، رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) اَلصَّخْرَةُ، وَ نَحْنُ اَلْمِيزَانُ، وَ ذَلِكَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي اَلْإِمَامِ: لِيَقُومَ اَلنّٰاسُ بِالْقِسْطِ ». قَالَ: «وَ مَنْ كَبَّرَ بَيْنَ يَدَيِ اَلْإِمَامِ، وَ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، كَتَبَ اَللَّهُ لَهُ رِضْوَانَهُ اَلْأَكْبَرَ، وَ مَنْ كَتَبَ لَهُ رِضْوَانَهُ اَلْأَكْبَرَ يَجْمَعْ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ 24إِبْرَاهِيمَ وَ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ) وَ اَلْمُرْسَلِينَ فِي دَارِ اَلْجَلاَلِ». قُلْتُ: وَ مَا دَارُ اَلْجَلاَلِ؟ فَقَالَ: «نَحْنُ اَلدَّارُ، وَ ذَلِكَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: تِلْكَ اَلدّٰارُ اَلْآخِرَةُ نَجْعَلُهٰا لِلَّذِينَ لاٰ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي اَلْأَرْضِ وَ لاٰ فَسٰاداً وَ اَلْعٰاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ، [فَنَحْنُ اَلْعَاقِبَةُ، يَا سَعْدُ . وَ أَمَّا مَوَدَّتُنَا لِلْمُتَّقِينَ] فَيَقُولُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: تَبٰارَكَ اِسْمُ رَبِّكَ ذِي اَلْجَلاٰلِ وَ اَلْإِكْرٰامِ ، جَلاَلُ اَللَّهِ وَ كَرَامَتُهُ اَلَّتِي أَكْرَمَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى اَلْعِبَادَ بِطَاعَتِنَا».
19008 / _2 اَلطَّبْرِسِيُّ فِي (اَلْإِحْتِجَاجِ): عَنْ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فِي حَدِيثٍ لَهُ فِي سُؤَالِ زِنْدِيقٍ عَنْ آيَاتٍ مِنَ اَلْقُرْآنِ قَالَ لَهُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): «وَ مِنْ كِتَابِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ يَكُونُ تَأْوِيلُهُ عَلَى غَيْرِ تَنْزِيلِهِ، وَ لاَ يُشْبِهُ تَأْوِيلُهُ بِكَلاَمِ اَلْبَشَرِ ، وَ لاَ فِعْلِ اَلْبَشَرِ، وَ سَأُنَبِّئُكَ بِمِثَالٍ لِذَلِكَ تَكْتَفِي بِهِ إِنْ شَاءَ اَللَّهُ تَعَالَى، وَ هُوَ حِكَايَةُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، حَيْثُ قَالَ: إِنِّي ذٰاهِبٌ إِلىٰ رَبِّي تَوَجُّهُهُ إِلَيْهِ فِي عِبَادَتِهِ ، وَ اِجْتِهَادُهُ، أَ لاَ تَرَى أَنَّ تَأْوِيلَهُ غَيْرُ تَنْزِيلِهِ؟».
19160 / _3 اَلطَّبْرِسِيُّ فِي ( اَلاِحْتِجَاجِ) : عَنْ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، مِمَّا تَأْوِيلُهُ غَيْرِ تَنْزِيلِهِ، قَالَ: «وَ أَنْزَلَ لَكُمْ مِنْ اَلْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ، وَ قَالَ: وَ أَنْزَلْنَا اَلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ ، فإنزال ذَلِكَ خَلْقِهِ».
44,33,34,32,14,610531 / _1 مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ : عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحَسَنِ وَ غَيْرِهِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، وَ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحُسَيْنِ، جَمِيعاً، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ وَ عَبْدِ اَلْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اَلْحَمِيدِ بْنِ أَبِي اَلدَّيْلَمِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، قَالَ: «أَوْصَى مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) إِلَى يُوشَعَ بْنِ نُونٍ، وَ أَوْصَى يُوشَعُ بْنُ نُونٍ إِلَى وَلَدِ هَارُونَ، وَ لَمْ يُوصِ إِلَى وُلْدِهِ، وَ لاَ إِلَى وُلْدِ مُوسَى، إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ اَلْخِيَرَةُ، يَخْتَارُ مَا يَشَاءُ مِمَّنْ يَشَاءُ، وَ بَشَّرَ مُوسَى وَ يُوشَعُ بِالْمَسِيحِ (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ)، فَلَمَّا أَنْ بَعَثَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ اَلْمَسِيحَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، قَالَ اَلْمَسِيحُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) لَهُمْ: إِنَّهُ سَوْفَ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي نَبِيٌّ اِسْمُهُ أَحْمَدُ مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، يَجِيءُ بِتَصْدِيقِي وَ تَصْدِيقِكُمْ وَ عُذْرِي وَ عُذْرِكُمْ، وَ جَرَتْ مِنْ بَعْدِهِ فِي اَلْحَوَارِيِّينَ فِي اَلْمُسْتَحْفَظِينَ، وَ إِنَّمَا سَمَّاهُمُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ اَلْمُسْتَحْفَظِينَ لِأَنَّهُمُ اُسْتُحْفِظُوا اَلاِسْمَ اَلْأَكْبَرَ، وَ هُوَ اَلْكِتَابُ اَلَّذِي يُعْلَمُ بِهِ عِلْمُ كُلِّ شَيْءٍ، اَلَّذِي كَانَ مَعَ اَلْأَنْبِيَاءِ (صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِمْ) يَقُولُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: (وَ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَ أَنْزَلْنَا مَعَهُمْ اَلْكِتَابَ وَ اَلْمِيزَانَ) اَلْكِتَابُ: اَلاِسْمُ اَلْأَكْبَرُ، وَ إِنَّمَا عُرِفَ مِمَّا يُدْعَى اَلْكِتَابَ اَلتَّوْرَاةُ وَ اَلْإِنْجِيلُ وَ اَلْفُرْقَانُ، فِيهَا كِتَابُ نُوحٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، وَ فِيهَا كِتَابُ صَالِحٍ وَ شُعَيْبٍ وَ إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِمْ اَلسَّلاَمُ) فَأَخْبَرَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: إِنَّ هٰذٰا لَفِي اَلصُّحُفِ اَلْأُولىٰ*`صُحُفِ إِبْرٰاهِيمَ وَ مُوسىٰ وَ أَيْنَ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ؟ إِنَّمَا صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ اَلاِسْمُ اَلْأَكْبَرُ، وَ صُحُفُ مُوسَى اَلاِسْمُ اَلْأَكْبَرُ. فَلَمْ تَزَلِ اَلْوَصِيَّةُ فِي عَالِمٍ بَعْدَ عَالِمٍ، حَتَّى دَفَعُوهَا إِلَى مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، فَلَمَّا بَعَثَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مُحَمَّداً (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) أَسْلَمَ لَهُ اَلْعَقِبُ مِنَ اَلْمُسْتَحْفَظِينَ، وَ كَذَّبَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ، وَ دَعَا إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ جَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ، ثُمَّ أَنْزَلَ اَللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ عَلَيْهِ: أَنْ أَعْلِنْ فَضْلَ وَصِيِّكَ. فَقَالَ [رَبِّ] إِنَّ اَلْعَرَبَ قَوْمٌ جُفَاةٌ، لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ كِتَابٌ، وَ لَمْ يُبْعَثْ إِلَيْهِمْ نَبِيٌّ، وَ لاَ يَعْرِفُونَ نُبُوَّةَ اَلْأَنْبِيَاءِ وَ لاَ شَرَفَهُمْ، وَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِي إِنْ أَنَا أَخْبَرْتُهُمْ بِفَضْلِ أَهْلِ بَيْتِي، فَقَالَ اَللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: وَ لاٰ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَ قُلْ سَلاٰمٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ فَذَكَرَ مِنْ فَضْلِ وَصِيِّهِ ذِكْراً، فَوَقَعَ اَلنِّفَاقُ فِي قُلُوبِهِمْ، فَعَلِمَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ذَلِكَ وَ مَا يَقُولُونَ، فَقَالَ اَللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: «وَ لَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَ لَكِنَّ اَلظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اَللَّهِ يَجْحَدُونَ» لَكِنَّهُمْ يَجْحَدُونَ بِغَيْرِ حُجَّةٍ لَهُمْ. وَ كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يَتَأَلَّفُهُمْ وَ يَسْتَعِينُ بِبَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ، وَ لاَ يَزَالُ يُخْرِجُ لَهُمْ شَيْئاً فِي فَضْلِ وَصِيِّهِ حَتَّى [نَزَلَتْ] هَذِهِ اَلسُّورَةُ، فَاحْتَجَّ عَلَيْهِمْ حِينَ أَعْلَمُ بِمَوْتِهِ وَ نُعِيَتْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ، فَقَالَ اَللَّهُ عَزَّ ذِكْرُهُ: فَإِذٰا فَرَغْتَ فَانْصَبْ*`وَ إِلىٰ رَبِّكَ فَارْغَبْ يَقُولُ: إِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ عَلَمَكَ وَ أَعْلِنْ وَصِيَّكَ، فَأَعْلِمْهُمْ فَضْلَهُ عَلاَنِيَةً، فَقَالَ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ، اَللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قَالَ: لَأَبْعَثَنَّ رَجُلاً يُحِبُّ اَللَّهَ وَ رَسُولُهُ، وَ يُحِبُّهُ اَللَّهُ وَ رَسُولُهُ، لَيْسَ بِفَرَّارٍ يُعَرِّضُ بِمَنْ رَجَعَ يُجَبِّنُ أَصْحَابَهُ وَ يُجَبِّنُونَهُ وَ قَالَ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): عَلِيٌّ سَيِّدُ اَلْمُؤْمِنِينَ. وَ قَالَ: عَلِيٌّ عَمُودُ اَلدِّينِ، وَ قَالَ: هَذَا هُوَ اَلَّذِي يَضْرِبُ اَلنَّاسَ بِالسَّيْفِ عَلَى اَلْحَقِّ بَعْدِي. وَ قَالَ: اَلْحَقُّ مَعَ عَلِيٍّ أَيْنَمَا مَالَ. وَ قَالَ إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ، إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ أَهْلَ بَيْتِي عِتْرَتِي. أَيُّهَا اَلنَّاسُ: اِسْمَعُوا وَ قَدْ بَلَّغْتُ، إِنَّكُمْ سَتَرِدُونَ عَلَيَّ اَلْحَوْضَ، فَأَسْأَلُكُمْ عَمَّا فَعَلْتُمْ فِي اَلثَّقَلَيْنِ، [وَ] اَلثَّقَلاَنِ: كِتَابُ اَللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ وَ أَهْلُ بَيْتِي، فَلاَ تَسْبِقُوهُمْ فَتَهْلِكُوا، وَ لاَ تُعَلِّمُوهُمْ فَإِنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْكُمْ. فَوَقَعَتِ اَلْحُجَّةُ بِقَوْلِ اَلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ بِالْكِتَابِ اَلَّذِي يَقْرَأُهُ اَلنَّاسُ. فَلَمْ يَزَلْ يُلْقِي فَضْلَ أَهْلِ بَيْتِهِ بِالْكَلاَمِ وَ يُبَيِّنُ لَهُمْ بِالْقُرْآنِ: إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ، وَ قَالَ عَزَّ ذِكْرُهُ وَ اِعْلَمُوا أَنَّمٰا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّٰهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي اَلْقُرْبىٰ ، ثُمَّ قَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ وَ آتِ ذَا اَلْقُرْبىٰ حَقَّهُ ، وَ كَانَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) وَ كَانَ حَقُّهُ اَلْوَصِيَّةَ اَلَّتِي جُعِلَتْ لَهُ، وَ اَلاِسْمَ اَلْأَكْبَرَ، وَ مِيرَاثَ اَلْعِلْمِ، وَ آثَارَ عِلْمِ اَلنُّبُوَّةِ، فَقَالَ: قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ، ثُمَّ قَالَ: (وَ إِذَا اَلْمَوَدَّةُ سُئِلَتْ*`بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) ، يَقُولُ: أَسْأَلُكُمْ عَنِ اَلْمَوَدَّةِ اَلَّتِي أَنْزَلْتُ عَلَيْكُمْ فَضْلَهَا، مَوَدَّةَ اَلْقُرْبَى، بِأَيِّ ذَنْبٍ قَتَلْتُمُوهُمْ؟ وَ قَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ: فَسْئَلُوا أَهْلَ اَلذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاٰ تَعْلَمُونَ ، قَالَ: اَلْكِتَابُ [هُوَ] اَلذِّكْرُ، وَ أَهْلُهُ آلُ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ)، أَمَرَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِسُؤَالِهِمْ، وَ لَمْ يَأْمُرْ بِسُؤَالِ اَلْجُهَّالِ، وَ سَمَّى اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ اَلْقُرْآنَ ذِكْراً، فَقَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: وَ أَنْزَلْنٰا إِلَيْكَ اَلذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنّٰاسِ مٰا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ، وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ . وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: أَطِيعُوا اَللّٰهَ وَ أَطِيعُوا اَلرَّسُولَ وَ أُولِي اَلْأَمْرِ مِنْكُمْ ، وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَى اَللَّهِ وَ إِلَى اَلرَّسُولِ وَ إِلىٰ أُولِي اَلْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ اَلَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ فَرَدَّ اَللَّهُ أَمْرَ اَلنَّاسِ إِلَى أُولِي اَلْأَمْرِ مِنْهُمْ، اَلَّذِينَ أَمَرَ بِطَاعَتِهِمْ وَ بِالرَّدِّ إِلَيْهِمْ. فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) مِنْ حِجَّةِ اَلْوَدَاعِ نَزَلَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) وَ قَالَ: يٰا أَيُّهَا اَلرَّسُولُ بَلِّغْ مٰا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمٰا بَلَّغْتَ رِسٰالَتَهُ وَ اَللّٰهُ يَعْصِمُكَ مِنَ اَلنّٰاسِ إِنَّ اَللّٰهَ لاٰ يَهْدِي اَلْقَوْمَ اَلْكٰافِرِينَ ، فَنَادَى اَلنَّاسَ فَاجْتَمَعُوا، وَ أَمَرَ بِسَمُرَاتٍ فَقُمَّ ، شَوْكُهُنَّ، ثُمَّ قَالَ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): يَا أَيُّهَا اَلنَّاسُ، مَنْ وَلِيُّكُمْ وَ أَوْلَى بِكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ؟ فَقَالُوا: اَللَّهُ وَ رَسُولُهُ. فَقَالَ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ، اَللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فَوَقَعَتْ حَسَكَةُ اَلنِّفَاقِ فِي قُلُوبِ اَلْقَوْمِ، وَ قَالُوا: مَا أَنْزَلَ اَللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ هَذَا عَلَى مُحَمَّدٍ قَطُّ، وَ مَا يُرِيدُ إِلاَّ أَنْ يَرْفَعَ بِضَبْعِ اِبْنِ عَمِّهِ. فلما قدم المدينة أتته الأنصار، فقالوا: يا رسول اللّه، إن اللّه جل ذكره قد أحسن إلينا و شرفنا بك و بنزولك بين ظهرانينا، فقد فرح اللّه صديقنا و كبت عدونا، و قد يأتيك وفود فلا تجد ما تعطيهم، فيشمت بك العدو، فنحب أن تأخذ ثلث أموالنا حتّى إذا قدم عليك وفد مكّة وجدت ما تعطيهم. فلم يرد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) عليهم شيئا، و كان ينتظر ما يأتيه من ربّه، فنزل عليه جبرئيل (عليه السلام) و قال: قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ، و لم يقبل أموالهم، فقال المنافقون: ما أنزل هذا على محمد، و ما يريد إلاّ أن يرفع بضبع ابن عمه، و يحمل علينا أهل بيته، يقول أمس: من كنت مولاه فعلي مولاه، و اليوم: قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ، ثمّ نزل عليه آية الخمس، فقالوا: يريد أن يعطيهم أموالنا و فيئنا. ثم أتاه جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا محمد، إنك قد قضيت نبوتك، و استكملت أيامك، فاجعل الاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار علم النبوّة عند علي، فإني لم أترك الأرض إلاّ و فيها عالم، تعرف به طاعتي، و تعرف به ولايتي، و يكون حجة لمن يولد بين قبض النبيّ إلى خروج النبيّ الآخر. قال: فأوصى إليه بالاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار علم النبوّة، و أوصى إليه بألف كلمة و ألف باب، تفتح كل كلمة و كل باب ألف كلمة و ألف باب».
510532 / _2 سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَهُ ثَمَانِيَةَ رِجَالٍ، فَذَكَرْنَا رَمَضَانَ ، فَقَالَ: «لاَ تَقُولُوا هَذَا رَمَضَانُ ، [وَ لاَ ذَهَبَ رَمَضَانُ] وَ لاَ جَاءَ رَمَضَانُ ، [فَإِنَّ رَمَضَانَ اِسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اَللَّهِ لاَ يَجِيءُ وَ لاَ يَذْهَبُ. وَ إِنَّمَا يَجِيءُ وَ يَذْهَبُ اَلزَّائِلُ وَ لَكِنْ قُولُوا: شَهْرُ رَمَضَانَ] ، فَالشَّهْرُ اَلْمُضَافُ إِلَى اَلاِسْمِ [وَ اَلاِسْمُ] اِسْمُ اَللَّهِ، وَ هُوَ اَلشَّهْرُ اَلَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ اَلْقُرْآنُ ، جَعَلَهُ اَللَّهُ سَقَطَ فِي هَذَا اَلْمَكَانِ فِي اَلْأَصْلِ لاَ يُفْعَلُ اَلْخُرُوجُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ لِزِيَارَةِ اَلْأَئِمَّةِ (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ) وَ عِيداً، أَلاَ وَ مَنْ خَرَجَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ بَيْتِهِ فِي سَبِيلِ اَللَّهِ، وَ نَحْنُ سَبِيلُ اَللَّهِ اَلَّذِي مَنْ دَخَلَ فِيهِ يُطَافُ بِالْحِصْنِ، وَ اَلْحِصْنُ هُوَ اَلْإِمَامُ، فَيُكَبِّرُ عِنْدَ رُؤْيَتِهِ كَانَتْ لَهُ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ صَخْرَةٌ فِي مِيزَانِهِ أَثْقَلُ مِنَ اَلسَّمَاوَاتِ اَلسَّبْعِ وَ اَلْأَرَضِينَ اَلسَّبْعِ وَ مَا فِيهِنَّ وَ مَا بَيْنَهُنَّ وَ مَا تَحْتَهُنَّ». قُلْتُ: يَا أَبَا جَعْفَرٍ ، وَ مَا اَلْمِيزَانُ؟ فَقَالَ: «إِنَّكَ قَدِ اِزْدَدْتَ قُوَّةً وَ نَظَراً يَا سَعْدُ ، رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) اَلصَّخْرَةُ، وَ نَحْنُ اَلْمِيزَانُ، وَ ذَلِكَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي اَلْإِمَامِ: لِيَقُومَ اَلنّٰاسُ بِالْقِسْطِ ، وَ مَنْ كَبَّرَ بَيْنَ يَدَيِ اَلْإِمَامِ وَ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ. كَتَبَ اَللَّهُ لَهُ رِضْوَانَهُ اَلْأَكْبَرَ، وَ مَنْ كَتَبَ لَهُ رِضْوَانَهُ اَلْأَكْبَرَ يَجْمَعْ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ 24إِبْرَاهِيمَ وَ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ) وَ اَلْمُرْسَلِينَ فِي دَارِ اَلْجَلاَلِ». فَقُلْتُ: وَ مَا دَارُ اَلْجَلاَلِ؟ فَقَالَ: «نَحْنُ اَلدَّارُ، وَ ذَلِكَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: تِلْكَ اَلدّٰارُ اَلْآخِرَةُ نَجْعَلُهٰا لِلَّذِينَ لاٰ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي اَلْأَرْضِ وَ لاٰ فَسٰاداً وَ اَلْعٰاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [فَنَحْنُ اَلْعَاقِبَةُ يَا سَعْدُ ، وَ أَمَّا مَوَدَّتُنَا لِلْمُتَّقِينَ] فَيَقُولُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: تَبٰارَكَ اِسْمُ رَبِّكَ ذِي اَلْجَلاٰلِ وَ اَلْإِكْرٰامِ فَنَحْنُ جَلاَلُ اَللَّهِ وَ كَرَامَتُهُ اَلَّتِي أَكْرَمَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى اَلْعِبَادَ بِطَاعَتِنَا ».
110534 / _1 اَلطَّبْرِسِيُّ فِي ( اَلْإِحْتِجَاجِ) : عَنْ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فِي حَدِيثٍ وَ قَالَ: « وَ أَنْزَلْنَا اَلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ فَإِنْزَالُهُ ذَلِكَ: خَلْقُهُ [إِيَّاهُ]».
1710535 / _2 ابن شهر آشوب: عن تفسير السدي، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس، في قوله تعالى: وَ أَنْزَلْنَا اَلْحَدِيدَ قال: أنزل اللّه آدم معه من الجنة سيف ذي الفقار، خلق من ورق آس الجنة، ثمّ قال: فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ ، فكان به يحارب آدم أعداءه من الجن و الشياطين، و كان عليه مكتوبا: لا يزال أنبيائي يحاربون به، نبي بعد نبي، و صديق بعد صديق، حتى يرثه أمير المؤمنين فيحارب به مع النبيّ الأمي، وَ مَنٰافِعُ لِلنّٰاسِ لمحمد و علي إِنَّ اَللّٰهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ منيع بالنقمة من الكفّار بعلي بن أبي طالب (عليه السلام). قال: و قد روى كافة أصحابنا أن المراد بهذه الآية ذو الفقار، أنزل من السماء على النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله) فأعطاه عليا (عليه السلام).
32,24,13,14,112087 / _2 اِبْنُ بَابَوَيْهِ ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْقَطَّانُ (رَحِمَهُ اَللَّهُ)، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى ، عَنْ بَكْرِ اِبْنِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ مَطَرٍ ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ اَلْعَبْدِ اَلْعَزِيزِ اَلْأَحْدَبِ اَلْجُنْدِيسَابُورِيُّ ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّهِ: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اَللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ اَلسَّعْدَانِيِّ : أَنَّ رَجُلاً أَتَى أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فَقَالَ: يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ، إِنِّي قَدْ شَكَكْتُ فِي كِتَابِ اَللَّهِ اَلْمُنْزَلِ، قَالَ لَهُ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، وَ كَيْفَ شَكَكْتَ فِي كِتَابِ اَللَّهِ اَلْمُنْزَلِ!». قَالَ: لِأَنِّي وَجَدْتُ اَلْكِتَابَ يُكَذِّبُ بَعْضُهُ بَعْضاً، فَكَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيهِ؟ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «إِنَّ كِتَابَ اَللَّهِ لَيُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضاً، وَ لاَ يُكَذِّبُ بَعْضُهُ بَعْضاً، وَ لَكِنَّكَ لَمْ تُرْزَقْ عَقْلاً تَنْتَفِعُ بِهِ، فَهَاتِ مَا شَكَكْتَ فِيهِ مِنْ كِتَابِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ». قَالَ: قَالَ اَلرَّجُلُ: إِنِّي وَجَدْتُ اَللَّهَ يَقُولُ: فَالْيَوْمَ نَنْسٰاهُمْ كَمٰا نَسُوا لِقٰاءَ يَوْمِهِمْ هٰذٰا ، وَ قَالَ أَيْضاً: نَسُوا اَللّٰهَ فَنَسِيَهُمْ ، وَ قَالَ: وَ مٰا كٰانَ رَبُّكَ نَسِيًّا فَمَرَّةً يُخْبِرُ أَنَّهُ يَنْسَى، وَ مَرَّةً يُخْبِرُ أَنَّهُ لاَ يَنْسَى، فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ: «هَاتِ مَا شَكَكْتَ فِيهِ أَيْضاً». قَالَ: وَ أَجِدُ اَللَّهَ يَقُولُ: يَوْمَ يَقُومُ اَلرُّوحُ وَ اَلْمَلاٰئِكَةُ صَفًّا لاٰ يَتَكَلَّمُونَ إِلاّٰ مَنْ أَذِنَ لَهُ اَلرَّحْمٰنُ وَ قٰالَ صَوٰاباً . وَ قَالَ: وَ اُسْتُنْطِقُوا فَقَالُوا: وَ اَللّٰهِ رَبِّنٰا مٰا كُنّٰا مُشْرِكِينَ ، وَ قَالَ: يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَ يَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً ، وَ قَالَ: إِنَّ ذٰلِكَ لَحَقٌّ تَخٰاصُمُ أَهْلِ اَلنّٰارِ ، وَ قَالَ: لاٰ تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَ قَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ، وَ قَالَ: اَلْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلىٰ أَفْوٰاهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنٰا أَيْدِيهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمٰا كٰانُوا يَكْسِبُونَ فَمَرَّةً يُخْبِرُ أَنَّهُمْ يَتَكَلَّمُونَ، وَ مَرَّةً يُخْبِرُ أَنَّهُمْ لاَ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ اَلرَّحْمَنُ وَ قَالَ صَوَاباً، وَ مَرَّةً يُخْبِرُ أَنَّ اَلْخَلْقَ لاَ يَنْطِقُونَ، وَ يَقُولُ عَنْ مَقَالَتِهِمْ: وَ اَللّٰهِ رَبِّنٰا مٰا كُنّٰا مُشْرِكِينَ وَ مَرَّةً يُخْبِرُ أَنَّهُمْ يَخْتَصِمُونَ، فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ وَ كَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ؟ قَالَ: «هَاتِ وَيْحَكَ مَا شَكَكْتَ فِيهِ»، قَالَ: وَ أَجِدُ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نٰاضِرَةٌ*`إِلىٰ رَبِّهٰا نٰاظِرَةٌ ، وَ يَقُولُ: لاٰ تُدْرِكُهُ اَلْأَبْصٰارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ اَلْأَبْصٰارَ وَ هُوَ اَللَّطِيفُ اَلْخَبِيرُ ، وَ يَقُولُ: وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرىٰ*`عِنْدَ سِدْرَةِ اَلْمُنْتَهىٰ ، وَ يَقُولُ: يَوْمَئِذٍ لاٰ تَنْفَعُ اَلشَّفٰاعَةُ إِلاّٰ مَنْ أَذِنَ لَهُ اَلرَّحْمٰنُ وَ رَضِيَ لَهُ قَوْلاً *`يَعْلَمُ مٰا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ مٰا خَلْفَهُمْ وَ لاٰ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ، وَ مَنْ أَدْرَكَتْهُ اَلْأَبْصَارُ فَقَدْ أَحَاطَ بِهِ اَلْعِلْمُ، فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ، وَ كَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ؟ قَالَ: «هَاتِ وَيْحَكَ مَا شَكَكْتَ فِيهِ». قَالَ: وَ أَجِدُ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَقُولُ: وَ مٰا كٰانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اَللّٰهُ إِلاّٰ وَحْياً أَوْ مِنْ وَرٰاءِ حِجٰابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مٰا يَشٰاءُ ، وَ قَالَ: وَ كَلَّمَ اَللّٰهُ 32مُوسىٰ تَكْلِيماً ، وَ قَالَ: وَ نٰادٰاهُمٰا رَبُّهُمٰا ، وَ قَالَ: يٰا أَيُّهَا اَلنَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوٰاجِكَ وَ بَنٰاتِكَ ، وَ قَالَ: يٰا أَيُّهَا اَلرَّسُولُ بَلِّغْ مٰا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ، فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ، وَ كَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ؟ قَالَ: «وَيْحَكَ، هَاتِ مَا شَكَكْتَ فِيهِ». قَالَ: وَ أَجِدُ اَللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ يَقُولُ: هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا وَ قَدْ يُسَمَّى اَلْإِنْسَانُ سَمِيعاً بَصِيراً، وَ مَلِكاً وَ رَبّاً، فَمَرَّةً يُخْبِرُ بِأَنَّ لَهُ أَسَامِيَ كَثِيرَةً مُشْتَرَكَةً، وَ مَرَّةً يَقُولُ: هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ، وَ كَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ؟ قَالَ: «هَاتِ وَيْحَكَ مَا شَكَكْتَ فِيهِ». قَالَ: وَجَدْتُ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَقُولُ: وَ مٰا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقٰالِ ذَرَّةٍ فِي اَلْأَرْضِ وَ لاٰ فِي اَلسَّمٰاءِ ، وَ يَقُولُ: وَ لاٰ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ وَ لاٰ يُزَكِّيهِمْ ، وَ يَقُولُ: كَلاّٰ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ كَيْفَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ مَنْ يَحْجُبُ عَنْهُمْ، وَ أَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ، وَ كَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ؟ قَالَ: «هَاتِ وَيْحَكَ أَيْضاً مَا شَكَكْتَ فِيهِ»؟ قَالَ: وَ أَجِدُ اَللَّهَ عَزَّ ذِكْرُهُ يَقُولُ: أَ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي اَلسَّمٰاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ اَلْأَرْضَ فَإِذٰا هِيَ تَمُورُ ، وَ قَالَ: اَلرَّحْمٰنُ عَلَى اَلْعَرْشِ اِسْتَوىٰ ، وَ قَالَ: وَ هُوَ اَللّٰهُ فِي اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ فِي اَلْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَ جَهْرَكُمْ ، وَ قَالَ: وَ اَلظّٰاهِرُ وَ اَلْبٰاطِنُ ، وَ قَالَ: وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مٰا كُنْتُمْ ، وَ قَالَ: وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ اَلْوَرِيدِ فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ، وَ كَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ؟ قَالَ: «هَاتِ وَيْحَكَ مَا شَكَكْتَ فِيهِ»؟ قَالَ: وَ أَجِدُ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ: وَ جٰاءَ رَبُّكَ وَ اَلْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ، وَ قَالَ: وَ لَقَدْ جِئْتُمُونٰا فُرٰادىٰ كَمٰا خَلَقْنٰاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ، وَ قَالَ: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّٰ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اَللّٰهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ اَلْغَمٰامِ وَ اَلْمَلاٰئِكَةُ ، وَ قَالَ: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّٰ أَنْ تَأْتِيَهُمُ اَلْمَلاٰئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ لاٰ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمٰانُهٰا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمٰانِهٰا خَيْراً فَمَرَّةً يَقُولُ: يَأْتِيَ رَبُّكَ وَ مَرَّةً يَقُولُ: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ، وَ كَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ؟ قَالَ: «هَاتِ وَيْحَكَ مَا شَكَكْتَ فِيهِ». قَالَ وَ أَجِدُ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَقُولُ: بَلْ هُمْ بِلِقٰاءِ رَبِّهِمْ كٰافِرُونَ ، وَ ذَكَرَ اَلْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ: اَلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاٰقُوا رَبِّهِمْ وَ أَنَّهُمْ إِلَيْهِ رٰاجِعُونَ ، [وَ قَالَ:] تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلاٰمٌ ، وَ قَالَ: مَنْ كٰانَ يَرْجُوا لِقٰاءَ اَللّٰهِ فَإِنَّ أَجَلَ اَللّٰهِ لَآتٍ ، وَ قَالَ: فَمَنْ كٰانَ يَرْجُوا لِقٰاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صٰالِحاً فَمَرَّةً يُخْبِرُ أَنَّهُمْ يَلْقَوْنَهُ، وَ مَرَّةً يَقُولُ إِنَّهُ لاٰ تُدْرِكُهُ اَلْأَبْصٰارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ اَلْأَبْصٰارَ وَ مَرَّةً يَقُولُ: وَ لاٰ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ، وَ كَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ؟ قَالَ: «هَاتِ وَيْحَكَ، مَا شَكَكْتَ فِيهِ»؟ قَالَ: وَ أَجِدُ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَقُولُ: وَ رَأَى اَلْمُجْرِمُونَ اَلنّٰارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوٰاقِعُوهٰا ، وَ قَالَ: يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اَللّٰهُ دِينَهُمُ اَلْحَقَّ وَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اَللّٰهَ هُوَ اَلْحَقُّ اَلْمُبِينُ ، وَ قَالَ: تَظُنُّونَ بِاللّٰهِ اَلظُّنُونَا فَمَرَّةً يُخْبِرُ أَنَّهُمْ يَظُنُّونَ، وَ مَرَّةً يُخْبِرُ أَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ، وَ اَلظَّنُّ شَكٌ، فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ، وَ كَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ». [قَالَ: هَاتِ مَا شَكَكْتَ فِيهِ. قَالَ: وَ أَجِدُ اَللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: وَ نَضَعُ اَلْمَوٰازِينَ اَلْقِسْطَ لِيَوْمِ اَلْقِيٰامَةِ فَلاٰ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً ، وَ قَالَ: فَلاٰ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ وَزْناً ، وَ قَالَ: فَأُولٰئِكَ يَدْخُلُونَ اَلْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهٰا بِغَيْرِ حِسٰابٍ ، وَ قَالَ: وَ اَلْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ اَلْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوٰازِينُهُ فَأُولٰئِكَ هُمُ اَلْمُفْلِحُونَ*`وَ مَنْ خَفَّتْ مَوٰازِينُهُ فَأُولٰئِكَ اَلَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمٰا كٰانُوا بِآيٰاتِنٰا يَظْلِمُونَ ، فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ، وَ كَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ]. قَالَ: «هَاتِ وَيْحَكَ مَا شَكَكْتَ فِيهِ». قَالَ: وَ أَجِدُ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَقُولُ: قُلْ يَتَوَفّٰاكُمْ مَلَكُ اَلْمَوْتِ اَلَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ، وَ قَالَ: اَللّٰهُ يَتَوَفَّى اَلْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهٰا ، وَ قَالَ: تَوَفَّتْهُ رُسُلُنٰا وَ هُمْ لاٰ يُفَرِّطُونَ ، وَ قَالَ: اَلَّذِينَ تَتَوَفّٰاهُمُ اَلْمَلاٰئِكَةُ طَيِّبِينَ ، وَ قَالَ: اَلَّذِينَ تَتَوَفّٰاهُمُ اَلْمَلاٰئِكَةُ ظٰالِمِي أَنْفُسِهِمْ ، فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ، وَ كَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ؟ وَ قَدْ هَلَكْتُ إِنْ لَمْ تَرْحَمْنِي، وَ تَشْرَحْ لِي صَدْرِي فِيمَا عَسَى أَنْ يَجْرِي ذَلِكَ عَلَى يَدَيْكَ، فَإِنْ كَانَ اَلرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى حَقّاً، وَ اَلْكِتَابُ حَقّاً، وَ اَلرُّسُلُ حَقّاً، فَقَدْ هَلَكْتُ وَ خَسِرْتُ، وَ إِنْ تَكُنِ اَلرُّسُلُ بَاطِلاً فَمَا عَلَيَّ بَأْسٌ وَ قَدْ نَجَوْتُ. فَقَالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «قُدُّوسٌ رَبُّنَا، تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عُلُوّاً كَبِيراً، نَشْهَدُ أَنَّهُ هُوَ اَلدَّائِمُ اَلَّذِي لاَ يَزُولُ، وَ لاَ نَشُكُّ فِيهِ، وَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، وَ هُوَ اَلسَّمِيعُ اَلْبَصِيرُ، وَ أَنَّ اَلْكِتَابَ حَقٌّ، وَ اَلرُّسُلَ حَقٌّ، وَ أَنَّ اَلثَّوَابَ وَ اَلْعِقَابَ حَقٌّ، فَإِنْ رُزِقْتَ زِيَادَةَ إِيمَانٍ أَوْ حُرِمْتَهُ فَإِنَّ ذَلِكَ بِيَدِ اَللَّهِ، إِنْ شَاءَ رَزَقَكَ، وَ إِنْ شَاءَ حَرَمَكَ ذَلِكَ. وَ لَكِنْ سَأُعَلِّمُكَ مَا شَكَكْتَ فِيهِ، وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ، فَإِنْ أَرَادَ اَللَّهُ بِكَ خَيْراً أُعَلِّمُكَ بِعِلْمِهِ وَ ثَبَّتَكَ، وَ إِنْ يَكُنْ شَرّاً ضَلَلْتَ وَ هَلَكْتَ. أَمَّا قَوْلُهُ: نَسُوا اَللّٰهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّمَا يَعْنِي نَسُوا اَللَّهَ فِي دَارِ اَلدُّنْيَا، لَمْ يَعْمَلُوا بِطَاعَتِهِ فَنَسِيَهُمْ فِي اَلْآخِرَةِ أَيْ لَمْ يَجْعَلْ لَهُمْ فِي ثَوَابِهِ شَيْئاً فَصَارُوا مَنْسِيِّينَ مِنَ اَلْخَيْرِ ، وَ كَذَلِكَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ: فَالْيَوْمَ نَنْسٰاهُمْ كَمٰا نَسُوا لِقٰاءَ يَوْمِهِمْ هٰذٰا يَعْنِي بِالنِّسْيَانِ أَنَّهُ لَمْ يُثِبْهُمْ كَمَا يُثِيبُ أَوْلِيَاءَهُ اَلَّذِينَ كَانُوا فِي دَارِ اَلدُّنْيَا مُطِيعِينَ ذَاكِرِينَ حِينَ آمَنُوا بِهِ وَ بِرُسُلِهِ وَ خَافُوهُ بِالْغَيْبِ. وَ أَمَّا قَوْلُهُ: وَ مٰا كٰانَ رَبُّكَ نَسِيًّا فَإِنَّ رَبَّنَا تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عُلُوّاً كَبِيراً لَيْسَ بِالَّذِي يَنْسَى، وَ لاَ يَغْفُلُ، بَلْ هُوَ اَلْحَفِيظُ اَلْعَلِيمُ، وَ قَدْ يَقُولُ اَلْعَرَبُ فِي بَابِ اَلنِّسْيَانِ: قَدْ نَسِيَنَا فُلاَنٌ فَلاَ يَذْكُرُنَا، أَيْ أَنَّهُ لاَ يَأْمُرُ لَهُمْ بِخَيْرٍ وَ لاَ يَذْكُرُهُمْ بِهِ، فَهَلْ فَهِمْتَ مَا ذَكَرَهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ؟». قَالَ: نَعَمْ، فَرَّجْتَ عَنِّي فَرَّجَ اَللَّهُ عَنْكَ، وَ حَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً فَعَظَّمَ اَللَّهُ أَجْرَكَ. فَقَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): «وَ أَمَّا قَوْلُهُ: يَوْمَ يَقُومُ اَلرُّوحُ وَ اَلْمَلاٰئِكَةُ صَفًّا لاٰ يَتَكَلَّمُونَ إِلاّٰ مَنْ أَذِنَ لَهُ اَلرَّحْمٰنُ وَ قٰالَ صَوٰاباً ، وَ قَوْلُهُ: وَ اَللّٰهِ رَبِّنٰا مٰا كُنّٰا مُشْرِكِينَ ، وَ قَوْلُهُ: يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَ يَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً ، وَ قَوْلُهُ: إِنَّ ذٰلِكَ لَحَقٌّ تَخٰاصُمُ أَهْلِ اَلنّٰارِ ، وَ قَوْلُهُ: لاٰ تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَ قَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ، وَ قَوْلُهُ: اَلْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلىٰ أَفْوٰاهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنٰا أَيْدِيهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمٰا كٰانُوا يَكْسِبُونَ ، فَإِنَّ ذَلِكَ فِي مَوَاطِنَ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ مَوَاطِنِ ذَلِكَ اَلْيَوْمِ اَلَّذِي كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، يَجْمَعُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ اَلْخَلاَئِقَ يَوْمَئِذٍ فِي مَوْطِنٍ يَتَفَرَّقُونَ، وَ يُكَلِّمُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، وَ يَسْتَغْفِرُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ، أُولَئِكَ اَلَّذِينَ كَانَ مِنْهُمُ اَلطَّاعَةُ فِي دَارِ اَلدُّنْيَا لِلرُّؤَسَاءِ وَ اَلْأَتْبَاعِ: وَ يَلْعَنُ أَهْلُ اَلْمَعَاصِي اَلَّذِينَ بَدَتْ مِنْهُمُ اَلْبَغْضَاءُ وَ تَعَاوَنُوا عَلَى اَلظُّلْمِ وَ اَلْعُدْوَانِ فِي دَارِ اَلدُّنْيَا اَلْمُسْتَكْبِرِينَ، وَ اَلْمُسْتَضْعَفِينَ يَكْفُرُ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ، وَ يَلْعَنُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، وَ اَلْكُفْرُ فِي هَذِهِ اَلْآيَةِ اَلْبَرَاءَةُ، يَقُولُ: فَيَبْرَأُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ، وَ نَظِيرُهَا فِي 14سُورَةِ إِبْرَاهِيمَ ، قَوْلُ 1اَلشَّيْطَانِ : إِنِّي كَفَرْتُ بِمٰا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ ، وَ قَوْلُ 24إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اَلرَّحْمَنِ : كَفَرْنٰا بِكُمْ يَعْنِي تَبَرَّأْنَا مِنْكُمْ. ثُمَّ يَجْتَمِعُونَ فِي مَوْطِنٍ آخَرَ يَبْكُونَ فِيهِ، فَلَوْ أَنَّ تِلْكَ اَلْأَصْوَاتَ بَدَتْ لِأَهْلِ اَلدُّنْيَا لَأَذْهَلَتْ جَمِيعَ اَلْخَلْقِ عَنْ مَعَايِشِهِمْ، وَ لَتَصَدَّعَتْ قُلُوبُهُمْ إِلاَّ مَا شَاءَ اَللَّهُ، فَلاَ يَزَالُونَ يَبْكُونَ اَلدَّمَ. ثُمَّ يَجْتَمِعُونَ فِي مَوْطِنٍ آخَرَ، فَيَسْتَنْطِقُونَ فِيهِ، فَيَقُولُونَ: وَ اَللّٰهِ رَبِّنٰا مٰا كُنّٰا مُشْرِكِينَ فَيَخْتِمُ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَ يُسْتَنْطَقُ اَلْأَيْدِي وَ اَلْأَرْجُلُ وَ اَلْجُلُودُ، فَتَشْهَدُ بِكُلِّ مَعْصِيَةٍ كَانَتْ مِنْهُمْ، ثُمَّ يُرْفَعُ عَنْ أَلْسِنَتِهِمْ اَلْخَتْمُ فَيَقُولُونَ لِجُلُودِهِمْ: لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا؟ قَالُوا: أَنْطَقَنَا اَللَّهُ اَلَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ. ثُمَّ يَجْتَمِعُونَ فِي مَوْطِنٍ آخَرَ فَيُسْتَنْطَقُونَ فَيَفِرُّ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ: يَوْمَ يَفِرُّ اَلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ*`وَ أُمِّهِ وَ أَبِيهِ*`وَ صٰاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ ، فَيُسْتَنْطَقُونَ فَلاَ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ اَلرَّحْمَنُ وَ قَالَ صَوَاباً. فَيَقُومُ اَلرُّسُلُ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِمْ) فَيَشْهَدُونَ فِي هَذَا اَلْمَوْطِنِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: فَكَيْفَ إِذٰا جِئْنٰا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَ جِئْنٰا بِكَ عَلىٰ هٰؤُلاٰءِ شَهِيداً . ثُمَّ يَجْتَمِعُونَ فِي مَوْطِنٍ آخَرَ يَكُونُ فِيهِ مَقَامُ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ هُوَ اَلْمَقَامُ اَلْمَحْمُودُ، فَيُثْنِي عَلَى اَللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى بِمَا لَمْ يُثْنِ عَلَيْهِ أَحَدٌ قَبْلَهُ، ثُمَّ يُثْنِي عَلَى اَلْمَلاَئِكَةِ كُلِّهِمْ، فَلاَ يَبْقَى مَلَكٌ إِلاَّ أَثْنَى عَلَيْهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، ثُمَّ يُثْنِي عَلَى اَلرُّسُلِ بِمَا لَمْ يُثْنِ عَلَيْهِمْ أَحَدٌ قَبْلَهُ، ثُمَّ يُثْنِي عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ، يَبْدَأُ بِالصِّدِّيقِينَ وَ اَلشُّهَدَاءِ ثُمَّ بِالصَّالِحِينَ، فَيَحْمَدُهُ أَهْلُ اَلسَّمَاوَاتِ وَ أَهْلُ اَلْأَرْضِ، وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ: عَسىٰ أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقٰاماً مَحْمُوداً فَطُوبَى لِمَنْ كَانَ لَهُ فِي ذَلِكَ اَلْمَقَامِ حَظٌّ وَ نَصِيبٌ، وَ وَيْلٌ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي ذَلِكَ اَلْمَقَامِ حَظٌّ وَ لاَ نَصِيبٌ. ثُمَّ يَجْتَمِعُونَ فِي مَوْطِنٍ آخَرَ، وَ يُدَالَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ، وَ هَذَا كُلُّهُ قُبَيْلَ اَلْحِسَابِ، فَإِذَا أُخِذَ فِي اَلْحِسَابِ، شُغِلَ كُلُّ إِنْسَانٍ بِمَا لَدَيْهِ، نَسْأَلُ اَللَّهَ بَرَكَةَ ذَلِكَ اَلْيَوْمِ». قَالَ: فَرَّجْتَ عَنِّي يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ، وَ حَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً، فَعَظَّمَ اَللَّهُ أَجْرَكَ. فَقَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): «وَ أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نٰاضِرَةٌ*`إِلىٰ رَبِّهٰا نٰاظِرَةٌ ، وَ قَوْلُهُ: لاٰ تُدْرِكُهُ اَلْأَبْصٰارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ اَلْأَبْصٰارَ ، وَ قَوْلُهُ: وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرىٰ*`عِنْدَ سِدْرَةِ اَلْمُنْتَهىٰ ، وَ قَوْلُهُ: يَوْمَئِذٍ لاٰ تَنْفَعُ اَلشَّفٰاعَةُ إِلاّٰ مَنْ أَذِنَ لَهُ اَلرَّحْمٰنُ وَ رَضِيَ لَهُ قَوْلاً*`يَعْلَمُ مٰا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ مٰا خَلْفَهُمْ وَ لاٰ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ، فَأَمَّا قَوْلُهُ: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نٰاضِرَةٌ*`إِلىٰ رَبِّهٰا نٰاظِرَةٌ ، فَإِنَّ ذَلِكَ فِي مَوْضِعٍ يَنْتَهِي فِيهِ أَوْلِيَاءُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بَعْدَ مَا يَفْرُغُ مِنَ اَلْحِسَابِ إِلَى نَهَرٍ يُسَمَّى اَلْحَيَوَانَ ، فَيَغْتَسِلُونَ فِيهِ وَ يَشْرَبُونَ مِنْهُ، فَتُضِيءُ وُجُوهُهُمْ إِشْرَاقاً، فَيَذْهَبُ عَنْهُمْ كُلُّ قَذًى وَ وَعْثٍ، ثُمَّ يُؤْمَرُونَ بِدُخُولِ اَلْجَنَّةِ ، فَمِنْ هَذَا اَلْمَقَامِ يَنْظُرُونَ إِلَى رَبِّهِمْ كَيْفَ يُثِيبُهُمْ، وَ مِنْهُ يَدْخُلُونَ اَلْجَنَّةَ ، فَذَلِكَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي تَسْلِيمِ اَلْمَلاَئِكَةِ عَلَيْهِمْ: سَلاٰمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهٰا خٰالِدِينَ فَعِنْدَ ذَلِكَ أَيْقَنُوا بِدُخُولِ اَلْجَنَّةِ وَ اَلنَّظَرِ إِلَى مَا وَعَدَهُمُ رَبُّهُمْ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: إِلىٰ رَبِّهٰا نٰاظِرَةٌ وَ إِنَّمَا يَعْنِي بِالنَّظَرِ إِلَيْهِ، اَلنَّظَرَ إِلَى ثَوَابِهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى. وَ أَمَّا قَوْلُهُ: لاٰ تُدْرِكُهُ اَلْأَبْصٰارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ اَلْأَبْصٰارَ هُوَ كَمَا قَالَ، لاَ تُدْرِكُهُ اَلْأَبْصَارُ يَعْنِي لاَ تُحِيطُ بِهِ اَلْأَوْهَامُ وَ هُوَ يُدْرِكُ اَلْأَبْصٰارَ يَعْنِي يُحِيطُ بِهَا وَ هُوَ اَللَّطِيفُ اَلْخَبِيرُ وَ ذَلِكَ مَدْحٌ اِمْتَدَحَ بِهِ رَبُّنَا نَفْسَهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَ تَقَدَّسَ عُلُوّاً كَبِيراً، وَ قَدْ سَأَلَ 32مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) وَ جَرَى عَلَى لِسَانِهِ مِنْ حَمْدِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ ، فَكَانَتْ مَسْأَلَتُهُ تِلْكَ أَمْراً عَظِيماً، وَ سَأَلَ أَمْراً جَسِيماً، فَعُوقِبَ، فَقَالَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: لَنْ تَرَانِي فِي اَلدُّنْيَا حَتَّى تَمُوتَ فَتَرَانِي فِي اَلْآخِرَةِ، وَ لَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَرَانِي فِي اَلدُّنْيَا فَانْظُرْ إِلَى اَلْجَبَلِ، فَإِنْ اِسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي، فَأَبْدَى اَللَّهُ سُبْحَانَهُ بَعْضَ آيَاتِهِ، وَ تَجَلَّى رَبُّنَا [لِلْجَبَلِ] فَتُقْطَعُ اَلْجَبَلُ فَصَارَ رَمِيماً، وَ خَرَّ 32مُوسَى صَعِقاً، يَعْنِي مَيِّتاً، فَكَانَتْ عُقُوبَتُهُ اَلْمَوْتَ، ثُمَّ أَحْيَاهُ اَللَّهُ وَ بَعَثَهُ وَ تَابَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَ أَنَا أَوَّلُ اَلْمُؤْمِنِينَ، يَعْنِي أَوَّلُ مُؤْمِنٍ آمَنَ بِكَ مِنْهُمْ ، أَنَّهُ لَنْ يَرَاكَ. وَ أَمَّا قَوْلُهُ: وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرىٰ*`عِنْدَ سِدْرَةِ اَلْمُنْتَهىٰ يَعْنِي مُحَمَّداً (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) [كَانَ عِنْدَ سِدْرَةِ اَلْمُنْتَهَى] حَيْثُ لاَ يَتَجَاوَزُهَا خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اَللَّهِ، وَ قَوْلُهُ فِي آخِرِ اَلْآيَةِ: مٰا زٰاغَ اَلْبَصَرُ وَ مٰا طَغىٰ*`لَقَدْ رَأىٰ مِنْ آيٰاتِ رَبِّهِ اَلْكُبْرىٰ رَأَى جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فِي صُورَتِهِ مَرَّتَيْنِ: هَذِهِ اَلْمَرَّةَ، وَ مَرَّةً أُخْرَى، وَ ذَلِكَ أَنَّ خَلْقَ جَبْرَئِيلَ عَظِيمٌ، فَهُوَ مِنَ اَلرُّوحَانِيِّينَ اَلَّذِينَ لاَ يُدْرِكُ خَلْقَهُمْ وَ صِفَتَهُمْ إِلاَّ اَللَّهُ رَبُّ اَلْعَالَمِينَ. وَ أَمَّا قَوْلُهُ: يَوْمَئِذٍ لاٰ تَنْفَعُ اَلشَّفٰاعَةُ إِلاّٰ مَنْ أَذِنَ لَهُ اَلرَّحْمٰنُ وَ رَضِيَ لَهُ قَوْلاً*`يَعْلَمُ مٰا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ مٰا خَلْفَهُمْ وَ لاٰ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً لاَ يُحِيطُ اَلْخَلاَئِقُ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عِلْماً، إِذْ هُوَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى جَعَلَ عَلَى أَبْصَارِ اَلْقُلُوبِ اَلْغِطَاءَ، فَلاَ فَهْمٌ يَنَالُهُ بِالْكَيْفِ، وَ لاَ قَلْبٌ يُثْبِتُهُ بِالْحُدُودِ، فَلاَ يَصِفُهُ إِلاَّ كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَ هُوَ اَلسَّمِيعُ اَلْبَصِيرُ، اَلْأَوَّلُ وَ اَلْآخِرُ وَ اَلظَّاهِرُ وَ اَلْبَاطِنُ، اَلْخَالِقُ اَلْبَارِئُ اَلْمُصَوِّرُ، خَلَقَ اَلْأَشْيَاءَ، فَلَيْسَ مِنَ اَلْأَشْيَاءِ شَيْءٌ مِثْلَهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى». فَقَالَ: فَرَّجْتَ عَنِّي، فَرَّجَ اَللَّهُ عَنْكَ، وَ حَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً، فَأَعْظَمَ اَللَّهُ أَجْرَكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ . [فَقَالَ]: (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) «وَ أَمَّا قَوْلُهُ: وَ مٰا كٰانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اَللّٰهُ إِلاّٰ وَحْياً أَوْ مِنْ وَرٰاءِ حِجٰابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مٰا يَشٰاءُ ، وَ قَوْلُهُ: وَ كَلَّمَ اَللّٰهُ مُوسىٰ تَكْلِيماً ، وَ قَوْلُهُ: وَ نٰادٰاهُمٰا رَبُّهُمٰا ، وَ قَوْلُهُ: يٰا 18آدَمُ اُسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ اَلْجَنَّةَ ، فَأَمَّا قَوْلُهُ: وَ مٰا كٰانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اَللّٰهُ إِلاّٰ وَحْياً أَوْ مِنْ وَرٰاءِ حِجٰابٍ ، فَإِنَّهُ مَا يَنْبَغِي لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اَللَّهُ إِلاَّ وَحْياً وَ لَيْسَ بِكَائِنٍ إِلاَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ، كَذَلِكَ قَالَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عُلُوّاً كَبِيراً، قَدْ كَانَ اَلرَّسُولُ يُوحَى إِلَيْهِ مِنْ رُسُلِ اَلسَّمَاءِ، فَتُبَلِّغُ رُسُلُ اَلسَّمَاءِ رُسُلَ اَلْأَرْضِ، وَ قَدْ كَانَ اَلْكَلاَمُ بَيْنَ رُسُلِ أَهْلِ اَلْأَرْضِ وَ بَيْنَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُرْسَلَ بِالْكَلاَمِ مَعَ رُسُلِ أَهْلِ اَلسَّمَاءِ. وَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : يَا جَبْرَئِيلُ ، هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ؟ فَقَالَ جَبْرَئِيلُ : إِنَّ رَبِّي لاَ يُرَى. فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : فَمِنْ أَيْنَ تَأْخُذُ اَلْوَحْيَ؟ قَالَ: آخُذُهُ مِنْ إِسْرَافِيلَ . فَقَالَ: وَ مِنْ أَيْنَ يَأْخُذُهُ إِسْرَافِيلُ ؟ قَالَ: يَأْخُذُهُ مِنْ مَلَكٍ فَوْقَهُ مِنَ اَلرُّوحَانِيِّينَ. فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ يَأْخُذُهُ ذَلِكَ اَلْمَلَكُ؟ قَالَ: يُقْذَفُ فِي قَلْبِهِ قَذْفاً. فَهَذَا وَحْيٌ وَ هُوَ كَلاَمُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ كَلاَمُ اَللَّهِ لَيْسَ بِنَحْوٍ وَاحِدٍ، مِنْهُ مَا كَلَّمَ اَللَّهُ بِهِ اَلرُّسُلَ، وَ مِنْهُ مَا قَذَفَهُ فِي قُلُوبِهِمْ، وَ مِنْهُ رُؤْيَا يُرِيهَا اَلرُّسُلُ، وَ مِنْهُ وَحْيٌ وَ تَنْزِيلٌ يُتْلَى وَ يُقْرَأُ فَهُوَ كَلاَمُ اَللَّهِ، فَاكْتَفِ بِمَا وَصَفْتُ لَكَ مِنْ كَلاَمِ اَللَّهِ، فَإِنَّ مَعْنَى كَلاَمِ اَللَّهِ لَيْسَ بِنَحْوٍ وَاحِدٍ، فَإِنَّ مِنْهُ مَا يُبَلِّغُ بِهِ رُسُلُ اَلسَّمَاءِ رُسُلَ اَلْأَرْضِ». قَالَ: فَرَّجْتَ عَنِّي فَرَّجَ اَللَّهُ عَنْكَ، وَ حَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً فَعَظَّمَ اَللَّهُ أَجْرَكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ . [فَقَالَ] (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): «وَ أَمَّا قَوْلُهُ: هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ، فَإِنَّ تَأْوِيلَهُ: هَلْ تَعْلَمُ أَحَداً اِسْمُهُ اَللَّهُ، غَيْرُ اَللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى؟ فَإِيَّاكَ أَنْ تُفَسِّرَ اَلْقُرْآنَ بِرَأْيِكَ حَتَّى تَفْقَهَهُ عَنِ اَلْعُلَمَاءِ، فَإِنَّهُ رُبَّ تَنْزِيلٍ يُشْبِهُ كَلاَمَ اَلْبَشَرِ، وَ هُوَ كَلاَمُ اَللَّهِ، وَ تَأْوِيلُهُ لاَ يُشْبِهُ كَلاَمَ اَلْبَشَرِ، كَمَا لَيْسَ شَيْءٌ مِنْ خَلْقِهِ يُشْبِهُهُ، كَذَلِكَ لاَ يُشْبِهُ فِعْلُهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى شَيْئاً مِنْ أَفْعَالِ اَلْبَشَرِ، وَ لاَ يُشْبِهُ شَيْءٌ مِنْ كَلاَمِهِ كَلاَمَ اَلْبَشَرِ، فَكَلاَمُ اَللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى صِفَتُهُ، وَ كَلاَمُ اَلْبَشَرِ أَفْعَالُهُمْ، فَلاَ تُشَبِّهْ كَلاَمَ اَللَّهِ بِكَلاَمِ اَلْبَشَرِ فَتَهْلِكَ وَ تَضِلَّ». قَالَ: فَرَّجْتَ عَنِّي، فَرَّجَ اَللَّهُ عَنْكَ، وَ حَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً فَعَظَّمَ اَللَّهُ أَجْرَكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ . فَقَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): «وَ أَمَّا قَوْلُهُ: وَ مٰا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقٰالِ ذَرَّةٍ فِي اَلْأَرْضِ وَ لاٰ فِي اَلسَّمٰاءِ كَذَلِكَ رَبُّنَا لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ شَيْءٌ، وَ كَيْفَ يَكُونُ مَنْ خَلَقَ اَلْأَشْيَاءَ لاَ يَعْلَمُ مَا خَلَقَ وَ هُوَ اَلْخَلاَّقُ اَلْعَلِيمُ! وَ أَمَّا قَوْلُهُ: لاٰ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ ، يُخْبِرُ أَنَّهُ لاَ يُصِيبُهُمْ بِخَيْرٍ، وَ قَدْ تَقُولُ اَلْعَرَبُ: وَ اَللَّهِ مَا يَنْظُرُ إِلَيْنَا فُلاَنٌ. وَ إِنَّمَا يَعْنُونَ بِذَلِكَ أَنَّهُ لاَ يُصِيبُنَا مِنْهُ بِخَيْرٍ، فَذَلِكَ اَلنَّظَرُ هَا هُنَا مِنَ اَللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى إِلَى خَلْقِهِ، فَنَظَرُهُ إِلَيْهِمْ رَحْمَتُهُ لَهُمْ». قَالَ: فَرَّجْتَ عَنِّي فَرَّجَ اَللَّهُ عَنْكَ، وَ حَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً فَعَظَّمَ اَللَّهُ أَجْرَكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ . قَالَ: «وَ أَمَّا قَوْلُهُ: كَلاّٰ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ، فَإِنَّمَا يَعْنِي بِذَلِكَ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ أَنَّهُمْ عَنْ ثَوَابِ رَبِّهِمْ مَحْجُوبُونَ. [قَالَ: فَرَّجْتَ عَنِّي، فَرَّجَ اَللَّهُ عَنْكَ، وَ حَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً فَعَظَّمَ اَللَّهُ أَجْرَكَ. فَقَالَ: (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)] قَوْلُهُ: أَ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي اَلسَّمٰاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ اَلْأَرْضَ فَإِذٰا هِيَ تَمُورُ ، وَ قَوْلُهُ: وَ هُوَ اَللّٰهُ فِي اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ فِي اَلْأَرْضِ ، وَ قَوْلُهُ: اَلرَّحْمٰنُ عَلَى اَلْعَرْشِ اِسْتَوىٰ ، وَ قَوْلُهُ: وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مٰا كُنْتُمْ ، وَ قَوْلُهُ: وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ اَلْوَرِيدِ ، فَكَذَلِكَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى سُبُّوحاً قُدُّوساً تَعَالَى أَنْ يَجْرِيَ مِنْهُ مَا يَجْرِي مِنَ اَلْمَخْلُوقِينَ، وَ هُوَ اَللَّطِيفُ اَلْخَبِيرُ، وَ أَجَلُّ وَ أَكْبَرُ أَنْ يَنْزِلَ بِهِ شَيْءٌ مِمَّا يَنْزِلُ بِخَلْقِهِ، وَ هُوَ عَلَى اَلْعَرْشِ اِسْتَوَى، عِلْمُهُ شَاهِدٌ لِكُلِّ نَجْوَى، وَ هُوَ اَلْوَكِيلُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، وَ اَلْمُيَسِّرُ لِكُلِّ شَيْءٍ وَ اَلْمُدَبَّرُ لِلْأَشْيَاءِ كُلِّهَا، تَعَالَى اَللَّهُ عَنْ أَنْ يَكُونَ عَلَى عَرْشِهِ عُلُوّاً كَبِيراً. وَ أَمَّا قَوْلُهُ: وَ جٰاءَ رَبُّكَ وَ اَلْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ، وَ قَوْلُهُ: وَ لَقَدْ جِئْتُمُونٰا فُرٰادىٰ كَمٰا خَلَقْنٰاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ، وَ قَوْلُهُ: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّٰ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اَللّٰهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ اَلْغَمٰامِ وَ اَلْمَلاٰئِكَةِ ، وَ قَوْلُهُ: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّٰ أَنْ تَأْتِيَهُمُ اَلْمَلاٰئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ فَإِنَّ ذَلِكَ حَقٌّ كَمَا قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ لَيْسَ لَهُ جَيْئَةٌ كَجَيْئَةِ اَلْخَلْقِ، وَ قَدْ أَعْلَمْتُكَ أَنَّ رُبَّ شَيْءٍ مِنْ كِتَابِ اَللَّهِ تَأْوِيلُهُ عَلَى غَيْرِ تَنْزِيلِهِ، وَ لاَ يُشْبِهُ كَلاَمَ اَلْبَشَرِ، وَ سَأُنَبِّئُكَ بِطَرَفٍ مِنْهُ، فَتَكْتَفِي إِنْ شَاءَ اَللَّهُ تَعَالَى، مِنْ ذَلِكَ قَوْلُ 24إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : إِنِّي ذٰاهِبٌ إِلىٰ رَبِّي سَيَهْدِينِ فَذَهَابُهُ إِلَى رَبِّهِ تَوَجُّهُهُ إِلَيْهِ عِبَادَةً وَ اِجْتِهَاداً وَ قُرْبَةً إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، أَ لاَ تَرَى أَنَّ تَأْوِيلَهُ غَيْرُ تَنْزِيلِهِ؟ وَ قَالَ: وَ أَنْزَلْنَا اَلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ ، يَعْنِي اَلسِّلاَحَ وَ غَيْرَ ذَلِكَ، وَ قَوْلُهُ: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّٰ أَنْ تَأْتِيَهُمُ اَلْمَلاٰئِكَةُ يُخْبِرُ مُحَمَّداً (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) عَنِ اَلْمُشْرِكِينَ وَ اَلْمُنَافِقِينَ اَلَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ فَقَالَ: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّٰ أَنْ تَأْتِيَهُمُ اَلْمَلاٰئِكَةُ حَيْثُ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ يَعْنِي بِذَلِكَ اَلْعَذَابَ فِي دَارِ اَلدُّنْيَا كَمَا عَذَّبَ اَلْقُرُونَ اَلْأُولَى، فَهَذَا خَبَرٌ يُخْبِرُ بِهِ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) عَنْهُمْ. ثُمَّ قَالَ: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ لاٰ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمٰانُهٰا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمٰانِهٰا خَيْراً يَعْنِي مِنْ قَبْلِ أَنْ تَجِيءَ هَذِهِ اَلْآيَةُ، وَ هَذِهِ اَلْآيَةُ طُلُوعُ اَلشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَ إِنَّمَا يَكْتَفِي أُولُو اَلْأَلْبَابِ وَ اَلْحِجَا وَ أُولُو اَلنُّهَى أَنْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ إِذَا اِنْكَشَفَ اَلْغِطَاءُ رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ، وَ قَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى: فَأَتٰاهُمُ اَللّٰهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا يَعْنِي أَرْسَلَ عَلَيْهِمْ عَذَاباً، وَ كَذَلِكَ إِتْيَانُهُ بُنْيَانَهُمْ، وَ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: فَأَتَى اَللّٰهُ بُنْيٰانَهُمْ مِنَ اَلْقَوٰاعِدِ فَإِتْيَانُهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ اَلْقَوَاعِدِ إِرْسَالُ اَلْعَذَابِ عَلَيْهِمْ، وَ كَذَلِكَ مَا وَصَفَ اَللَّهُ مِنْ أَمْرِ اَلْآخِرَةِ تَبَارَكَ اِسْمُهُ وَ تَعَالَى عُلُوّاً كَبِيراً، وَ تَجْرِي أُمُورُهُ فِي ذَلِكَ اَلْيَوْمِ اَلَّذِي كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ كَمَا تَجْرِي أُمُورُهُ فِي اَلدُّنْيَا، لاَ يَغِيبُ وَ لاَ يَأْفِلُ مَعَ اَلْآفِلِينَ، فَاكْتَفِ بِمَا وَصَفْتُ لَكَ مِنْ ذَلِكَ مِمَّا جَالَ فِي صَدْرِكَ مِمَّا وَصَفَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِي كِتَابِهِ ، وَ لاَ تَجْعَلْ كَلاَمَهُ كَكَلاَمِ اَلْبَشَرِ، هُوَ أَعْظَمُ وَ أَجَلُّ وَ أَكْرَمُ وَ أَعَزُّ، تَبَارَكَ وَ تَعَالَى مِنْ أَنْ يَصِفَهُ اَلْوَاصِفُونَ إِلاَّ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَ هُوَ اَلسَّمِيعُ اَلْبَصِيرُ ». قَالَ: فَرَّجْتَ عَنِّي يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ، فَرَّجَ اَللَّهُ عَنْكَ، وَ حَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً. [فَقَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)]: «وَ أَمَّا قَوْلُهُ: بَلْ هُمْ بِلِقٰاءِ رَبِّهِمْ كٰافِرُونَ ، وَ ذِكْرُهُ اَلْمُؤْمِنِينَ اَلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاَقُوا رَبِّهِمْ، وَ قَوْلُهُ لِغَيْرِهِمْ: إِلىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اَللَّهَ مَا وَعَدُوهُ، وَ قَوْلُهُ: فَمَنْ كٰانَ يَرْجُوا لِقٰاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صٰالِحاً ، فَأَمَّا قَوْلُهُ: بَلْ هُمْ بِلِقٰاءِ رَبِّهِمْ كٰافِرُونَ يَعْنِي اَلْبَعْثَ فَسَمَّاهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِقَاءَهُ، وَ كَذَلِكَ ذِكْرُ اَلْمُؤْمِنِينَ: اَلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاٰقُوا رَبِّهِمْ ، يَعْنِي يُوقِنُونَ أَنَّهُمْ يُبْعَثُونَ وَ يُحْشَرُونَ وَ يُحَاسَبُونَ وَ يُجْزَوْنَ بِالثَّوَابِ وَ اَلْعِقَابِ، وَ اَلظَّنُّ هَاهُنَا اَلْيَقِينُ خَاصَّةً، وَ كَذَلِكَ قَوْلُهُ: فَمَنْ كٰانَ يَرْجُوا لِقٰاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صٰالِحاً ، وَ قَوْلُهُ: مَنْ كٰانَ يَرْجُوا لِقٰاءَ اَللّٰهِ فَإِنَّ أَجَلَ اَللّٰهِ لَآتٍ يَعْنِي مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَبْعُوثٌ، فَإِنَّ وَعْدَ اَللَّهِ لَآتٍ مِنَ اَلثَّوَابِ وَ اَلْعِقَابِ، فَاللِّقَاءُ هَاهُنَا لَيْسَ بِالرُّؤْيَةِ، وَ اَللِّقَاءُ هُوَ اَلْبَعْثُ، فَافْهَمْ جَمِيعَ مَا فِي كِتَابِ اَللَّهِ مِنْ لِقَائِهِ، فَإِنَّهُ يَعْنِي بِذَلِكَ اَلْبَعْثَ، وَ كَذَلِكَ قَوْلُهُ: تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلاٰمٌ يَعْنِي أَنَّهُ لاَ يَزُولُ اَلْإِيمَانُ عَنْ قُلُوبِهِمْ يَوْمَ يُبْعَثُونَ». قَالَ: فَرَّجْتَ عَنِّي يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ، فَرَّجَ اَللَّهُ عَنْكَ، فَقَدْ حَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً. فَقَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): «وَ أَمَّا قَوْلُهُ: وَ رَأَى اَلْمُجْرِمُونَ اَلنّٰارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوٰاقِعُوهٰا يَعْنِي أَيْقَنُوا أَنَّهُمْ دَاخِلُوهَا. وَ أَمَّا قَوْلُهُ: إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاٰقٍ حِسٰابِيَهْ ، وَ قَوْلُهُ : يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اَللّٰهُ دِينَهُمُ اَلْحَقَّ وَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اَللّٰهَ هُوَ اَلْحَقُّ اَلْمُبِينُ ، وَ قَوْلُهُ لِلْمُنَافِقِينَ: وَ تَظُنُّونَ بِاللّٰهِ اَلظُّنُونَا ، فَهَذَا اَلظَّنُّ ظَنُّ شَكٍّ وَ لَيْسَ ظَنَّ يَقِينٍ، وَ اَلظَّنُّ ظَنَّانِ: ظَنُّ شَكٍّ، وَ ظَنُّ يَقِينٍ، فَمَا كَانَ مِنْ أَمْرِ مَعَادٍ مِنَ اَلظَّنِّ فَهُوَ ظَنُّ يَقِينٍ، وَ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِ اَلدُّنْيَا فَهُوَ ظَنُّ شَكٍّ، فَافْهَمْ مَا فَسَّرْتُ لَكَ». قَالَ: فَرَّجْتَ عَنِّي يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ، فَرَّجَ اَللَّهُ عَنْكَ. [فَقَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)]: «وَ أَمَّا قَوْلُهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: وَ نَضَعُ اَلْمَوٰازِينَ اَلْقِسْطَ لِيَوْمِ اَلْقِيٰامَةِ فَلاٰ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً ، فَهُوَ مِيزَانُ اَلْعَدْلِ، يُؤْخَذُ بِهِ اَلْخَلاَئِقُ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ ، يُدِيلُ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى اَلْخَلْقَ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ بِالْمَوَازِينِ». وَ فِي غَيْرِ هَذَا اَلْحَدِيثِ، اَلْمَوَازِينُ هُمُ اَلْأَنْبِيَاءُ وَ اَلْأَوْصِيَاءُ (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ). «وَ أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ: فَلاٰ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ وَزْناً فَإِنَّ ذَلِكَ خَاصُّ. وَ أَمَّا قَوْلُهُ: فَأُولٰئِكَ يَدْخُلُونَ اَلْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهٰا بِغَيْرِ حِسٰابٍ فَإِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) قَالَ: قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: لَقَدْ حَقَّتْ كَرَامَتِي أَوْ قَالَ: مَوَدَّتِي لِمَنْ يُرَاقِبُنِي وَ يَتَحَابُّ بِجَلاَلِي أَنَّ وُجُوهَهُمْ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ مِنْ نُورٍ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ خُضْرٌ، قِيلَ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اَللَّهِ ؟ قَالَ: قَوْمٌ لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَ لاَ شُهَدَاءَ، وَ لَكِنَّهُمْ تَحَابُّوا بِجَلاَلِ اَللَّهِ، وَ يَدْخُلُونَ اَلْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، فَنَسْأَلُ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْهُمْ بِرَحْمَتِهِ. وَ أَمَّا قَوْلُهُ: فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوٰازِينُهُ ، وَ خَفَّتْ مَوٰازِينُهُ فَإِنَّمَا يَعْنِي اَلْحِسَابَ، تُوزَنُ اَلْحَسَنَاتُ وَ اَلسَّيِّئَاتُ، وَ اَلْحَسَنَاتُ ثِقْلُ اَلْمِيزَانِ، وَ اَلسَّيِّئَاتُ خِفَّةُ اَلْمِيزَانِ. وَ أَمَّا قَوْلُهُ: قُلْ يَتَوَفّٰاكُمْ مَلَكُ اَلْمَوْتِ اَلَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ، وَ قَوْلُهُ: اَللّٰهُ يَتَوَفَّى اَلْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهٰا ، وَ قَوْلُهُ: تَوَفَّتْهُ رُسُلُنٰا وَ هُمْ لاٰ يُفَرِّطُونَ ، وَ قَوْلُهُ: اَلَّذِينَ تَتَوَفّٰاهُمُ اَلْمَلاٰئِكَةُ ظٰالِمِي أَنْفُسِهِمْ ، وَ قَوْلُهُ: اَلَّذِينَ تَتَوَفّٰاهُمُ اَلْمَلاٰئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلاٰمٌ عَلَيْكُمْ ، فَإِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يُدَبِّرُ اَلْأُمُورَ كَيْفَ يَشَاءُ، وَ يُوَكِّلُ مِنْ خَلْقِهِ مَنْ يَشَاءُ بِمَا يَشَاءُ، أَمَّا مَلَكُ اَلْمَوْتِ فَإِنَّ اَللَّهَ يُوَكِّلُهُ بِخَاصَّةِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ، وَ يُوَكِّلُ رُسُلَهُ مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ خَاصَّةً بِمَنْ يَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ، وَ اَلْمَلاَئِكَةِ اَلَّذِينَ سَمَّاهُمُ اَللَّهُ عَزَّ ذِكْرُهُ وَكَّلَهُمْ بِخَاصَّةِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ ، [إِنَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى] يُدَبِّرُ اَلْأُمُورَ كَيْفَ يَشَاءُ، وَ لَيْسَ كُلُّ اَلْعِلْمِ يَسْتَطِيعُ صَاحِبُ اَلْعِلْمِ أَنْ يُفَسِّرَهُ لِكُلِّ اَلنَّاسِ، لِأَنَّ مِنْهُمُ اَلْقَوِيَّ وَ اَلضَّعِيفَ، وَ لِأَنَّ مِنْهُ مَا يُطَاقُ حَمْلُهُ، وَ مِنْهُ مَا لاَ يُطَاقُ حَمْلُهُ، إِلاَّ أَنْ يُسَهِّلَ اَللَّهُ لَهُ حَمْلَهُ، وَ أَعَانَهُ عَلَيْهِ مِنْ خَاصَّةِ أَوْلِيَائِهِ، وَ إِنَّمَا يَكْفِيكَ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ اَللَّهَ هُوَ اَلْمُحْيِي اَلْمُمِيتُ وَ أَنَّهُ يَتَوَفَّى اَلْأَنْفُسَ عَلَى يَدَيْ مَنْ يَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ مِنْ مَلاَئِكَتِهِ وَ غَيْرِهِمْ». قَالَ: فَرَّجْتَ عَنِّي يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ، فَرَّجَ اَللَّهُ عَنْكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ، وَ نَفَعَ اَللَّهُ اَلْمُسْلِمِينَ بِكَ. فَقَالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «إِنْ كُنْتَ قَدْ شَرَحَ اَللَّهُ صَدْرَكَ بِمَا قَدْ بَيَّنْتُ لَكَ، فَأَنْتَ وَ اَلَّذِي فَلَقَ اَلْحَبَّةَ وَ بَرَأَ اَلنَّسَمَةَ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ حَقّاً». فَقَالَ اَلرَّجُلُ: يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ، كَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ بِأَنِّي مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ حَقّاً؟ قَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): «لاَ يَعْلَمُ ذَلِكَ إِلاَّ مَنْ أَعْلَمَهُ اَللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، وَ شَهِدَ لَهُ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِالْجَنَّةِ وَ شَرَحَ اَللَّهُ صَدْرَهُ، لِيَعْلَمَ مَا فِي اَلْكُتُبِ اَلَّتِي أَنْزَلَهَا اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى رُسُلِهِ وَ أَنْبِيَائِهِ». قَالَ: يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ، وَ مَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ؟ قَالَ: «مَنْ شَرَحَ اَللَّهُ صَدْرَهُ وَ وَفَّقَهُ لَهُ، فَعَلَيْكَ بِالْعَمَلِ لِلَّهِ فِي سَرَائِرِكَ وَ عَلاَنِيَتِكَ، فَلاَ شَيْءَ يَعْدِلُ اَلْعَمَلَ».
أخرج عبد الرزاق و ابن المنذر عن قتادة في قوله وَ أَنْزَلْنٰا مَعَهُمُ اَلْكِتٰابَ وَ اَلْمِيزٰانَ قال العدل
و أخرج الفريابي و عبد بن حميد عن مجاهد في قوله وَ أَنْزَلْنَا اَلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَ مَنٰافِعُ لِلنّٰاسِ قال جنة و سلاح
و أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس انه سئل عن الأيام فقال السبت عدد و الأحد عدد و الاثنين يوم تعرض فيه الأعمال و الثلاثاء يوم الدم و الأربعاء يوم الحديد وَ أَنْزَلْنَا اَلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ و الخميس يوم تعرض فيه الأعمال و الجمعة يوم بدأ الله الخلق وفية تقوم الساعة
و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن عكرمة في قوله وَ أَنْزَلْنَا اَلْحَدِيدَ الآية قال ان أول ما أنزل الله من الحديد الكلبتين و الذي يضرب عليه الحديد
3)سعد بن عبد اللّه،از احمد بن محمد بن عيسى،از احمد بن محمد بن ابى نصر،از هشام بن سالم،از سعد بن طريف،از امام صادق عليه السلام روايت كرده است كه:هشت نفر در محضر ايشان بوديم و سخن از رمضان رفت.امام عليه السلام فرمود:نگوييد اين رمضان است،يا رمضان آمد يا رمضان رفت؛زيرا رمضان نامى از نامهاى خداست؛نه مىآيد و نه مىرود.آنكه مىآيد و مىرود زوالپذير است.ليكن بگوييد:«ماه رمضان»چنين و چنان شد؛زيرا در اين صورت«ماه»به اسم اضافه مىشود و اسم از آن خداست و خداوند اين ماه را كه قرآن در آن نازل گشته الگو و...
2)طبرسى در احتجاج از امير مؤمنان على عليه السلام روايت كرده است كه ايشان در پاسخ به سؤال مردى زنديق از بعضى آيات قرآن به او فرمود:برخى از آيات كتاب خداوند عزّ و جلّ تأويلى متفاوت از ظاهر نزولى خود داشته،همانند گفتار و كردار بشر تأويل نمىشود.برايت مثالى مىزنم كه انشاءاللّه تو را كفايت مىكند و آن كلام خداوند عزّ و جلّ است،آنجا كه سخن ابراهيم عليه السلام را حكايت فرمود: «إِنِّي ذٰاهِبٌ إِلىٰ رَبِّي» 2كه منظور،روى آوردن ابراهيم است در عبادت و جدّوجهد خود بهسوى خداوند.
3)طبرسى در كتاب احتجاج،از امير مؤمنان،حضرت على عليه السلام روايت كرده است كه ايشان در باب آنچه كه تأويلى متفاوت از تنزيل خود دارد،فرمود: «وَ أَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ اَلْأَنْعٰامِ ثَمٰانِيَةَ أَزْوٰاجٍ» و نيز حقتعالى فرمود: «وَ أَنْزَلْنَا اَلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ» 1[و آهن را كه در آن براى مردم نيرويى سخت(شديد)است پديد آورديم]،كه منظور از نازل كردن آن،آفريدن آن مىباشد.2
1)محمد بن يعقوب:از محمد بن حسن و غيره،از سهل بن زياد،از محمد بن عيسى و محمد بن يحيى،از محمد بن حسين،همگى از محمد بن سنان،از اسماعيل بن جابر و عبد الكريم بن عمرو،از عبد الحميد بن ابى ديلم،از امام صادق عليه السّلام روايت كرد كه فرمود:موسى عليه السّلام به يوشع بن نون دستور داد و يوشع بن نون به فرزند هارون دستور داد،در حالى كه نه به فرزندش و نه به فرزند موسى دستور نداده بود.يقينا خداوند عز و جل بهترينهايى دارد و هركه را بخواهد،از هركس كه بخواهد انتخاب مىكند.موسى عليه السّلام و يوشع را به مسيح عليه...
2)سعد بن عبد اللّه،از احمد بن محمد بن عيسى،از احمد بن ابى نصر،از هشام بن سالم،از سعد بن طريف،از امام باقر عليه السّلام روايت كرد:هشت نفر نزد او بوديم و سخن از رمضان به ميان آورديم و او فرمود:نگوييد اين رمضان است.رمضان نه مىآيد و نه مىرود.تنها امر فانى است كه مىآيد و مىرود.به جاى آن بگوييد:ماه رمضان،چرا كه ماه به نام اضافه مىشود و نام رمضان،نام خداست و آن ماهى است كه قرآن در آن نازل شده است.خداوند اين ماه را مثل و عيد قرار داد.در ماه رمضان براى زيارت ائمه عليهم السّلام و براى عيد نبايد كسى...
3)على بن ابراهيم گفت:ميزان به معناى امام است.3 «لَقَدْ أَرْسَلْنٰا رُسُلَنٰا بِالْبَيِّنٰاتِ وَ أَنْزَلْنٰا مَعَهُمُ اَلْكِتٰابَ وَ اَلْمِيزٰانَ لِيَقُومَ اَلنّٰاسُ بِالْقِسْطِ وَ أَنْزَلْنَا اَلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَ مَنٰافِعُ لِلنّٰاسِ وَ لِيَعْلَمَ اَللّٰهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَ رُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اَللّٰهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ» (25) [به راستى(ما)پيامبران خود را با دلايل آشكار روانه كرديم و با آنها كتاب و ترازو را فرود آورديم تا مردم به انصاف برخيزند و آهن را كه در آن براى مردم خطرى...
1)طبرسى در احتجاج:از اميرالمؤمنين عليه السّلام در ضمن حديثى گفت: «وَ أَنْزَلْنَا اَلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ» مقصود از نازل كردن آن،خلق آن است.1
2)ابن شهرآشوب:از تفسير سدّى،از ابو صالح،از ابن عباس،درباره كلام خداوند تعالى فرمود: «وَ أَنْزَلْنَا اَلْحَدِيدَ» فرمود:خداوند آدم را همراه با شمشير ذو الفقار نازل كرد و اين شمشير را از برگ درخت مورد بهشت خلق كرده است. سپس فرمود: «فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ» آدم بهوسيله آن با دشمنانش از جن و انس مىجنگيد و به روى آن نوشته بود:پيامبرانم پيوسته با اين مىجنگيدند،پيامبرى پس از پيامبر ديگر و راستگويى پس از راستگويى ديگر،تا آنجا كه اميرالمؤمنين آن را به ارث مىبرد و بهوسيله آن همراه با پيامبر،مىجنگد. «وَ...
2)ابن بابويه،از احمد بن حسن قطّان،از احمد بن يحيى،از بكر بن عبد اللّه حبيب،از احمد بن يعقوب بن مطر،از محمّد بن حسن بن عبد العزيز احدب جندى شاپورى روايت كرد كه گفته است:در نوشتههاى پدرم با خط خودش يافتم كه گفت:از طلحة بن زيد،از عبيد اللّه بن عبيد،از ابو معمر سعدانى روايت شده است كه وى گفت:مردى خدمت حضرت امام على بن ابى طالب عليه السّلام رسيد و عرض كرد:اى امير مؤمنان!من در كتاب نازلشده خداوند شك كردهام.حضرت عليه السّلام به او فرمود:مادرت سوگوارت باد!چگونه در كتاب نازلشده خداوند شك...
1 و في التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام في جواب من اشتبه عليه من الآيات قال: و لقد أعلمتك انّ رُبّ شيء من كتاب اللّٰه تأويله على غير تنزيله و لا يشبه كلام البشر و سأنبّئك بطرف منه فيكفي إن شاء اللّٰه من ذلك قول إبراهيم إِنِّي ذٰاهِبٌ إِلىٰ رَبِّي سَيَهْدِينِ فذهابه الى ربّه توجّهه إليه عبادة و اجتهاداً و قربة إلى اللّٰه جلّ و عزّ أ لاٰ ترى انّ تأويله على غير تنزيله.
6 في الكافي عن الصادق عليه السلام في هذه الآية: الكتاب الاسم الأكبر الذي يعلم به علم كلّ شيء الذي كان مع الأنبياء قال و انّما عرف ممّا يدعى الكتاب التوراة و الإنجيل و الفرقان فيها كتاب نوح و فيها كتاب صالح و شعيب و إبراهيم فأخبر اللّه عزّ و جلّ إِنَّ هٰذٰا لَفِي اَلصُّحُفِ اَلْأُولىٰ `صُحُفِ إِبْرٰاهِيمَ وَ مُوسىٰ عليهما السلام فأين صحف إبراهيم عليه السلام إنّما صحف إبراهيم الاسم الأكبر و صحف موسى عليه السلام الاسم الأكبر.
14 في المجمع عن النبيّ صلّى اللّٰه عليه و آله: أنّ اللّٰه عزّ و جلّ انزل أربع بركات من السماء إلى الأرض انزل الحديد و النار و الماء و الملح.
1 و في كتاب التّوحيد ، عن أمير المؤمنين عليه السّلام حديث طويل يقول فيه عليه السّلام: و قد سأله رجل عمّا اشتبه عليه من الآيات: و قد أعلمتك أنّ ربّ شيء من كتاب اللّه تأويله غير تنزيله، و لا يشبه كلام البشر. و سأنبّئك بطرف منه، فتكتفي إن شاء اللّه. من ذلك قول إبراهيم: إِنِّي ذٰاهِبٌ إِلىٰ رَبِّي سَيَهْدِينِ . فذهابه إلى ربّه توجّهه إليه عبادة و اجتهادا و قربة إلى اللّه عزّ و جلّ. ألا ترى أنّ تأويله غير تنزيله؟!