13,14,61575 / _2 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «أَنَّ هَذِهِ اَلْآيَةَ مُشَافَهَةُ اَللَّهِ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ إِلَى اَلسَّمَاءِ ، قَالَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : لَمَّا اِنْتَهَيْتُ إِلَى مَحَلِّ سِدْرَةِ اَلْمُنْتَهَى ، فَإِذَا اَلْوَرَقَةُ مِنْهَا تُظِلُّ أُمَّةً مِنَ اَلْأُمَمِ، فَكُنْتُ مِنْ رَبِّي قٰابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنىٰ ، كَمَا حَكَى اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ، فَنَادَانِي رَبِّي تَعَالَى: آمَنَ اَلرَّسُولُ بِمٰا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ . فَقُلْتُ: أَنَا مُجِيبٌ عَنِّي وَ عَنْ أُمَّتِي : وَ اَلْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّٰهِ وَ مَلاٰئِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ لاٰ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَ قٰالُوا سَمِعْنٰا وَ أَطَعْنٰا غُفْرٰانَكَ رَبَّنٰا وَ إِلَيْكَ اَلْمَصِيرُ ، فَقَالَ اَللَّهُ: لاٰ يُكَلِّفُ اَللّٰهُ نَفْساً إِلاّٰ وُسْعَهٰا لَهٰا مٰا كَسَبَتْ وَ عَلَيْهٰا مَا اِكْتَسَبَتْ . فَقُلْتُ: رَبَّنٰا لاٰ تُؤٰاخِذْنٰا إِنْ نَسِينٰا أَوْ أَخْطَأْنٰا ، وَ قَالَ اَللَّهُ: لاَ أُؤاخِذُكَ. فَقُلْتُ: رَبَّنٰا وَ لاٰ تَحْمِلْ عَلَيْنٰا إِصْراً كَمٰا حَمَلْتَهُ عَلَى اَلَّذِينَ مِنْ قَبْلِنٰا فَقَالَ اَللَّهُ: لاَ أَحْمِلُكَ. فَقُلْتُ: رَبَّنٰا وَ لاٰ تُحَمِّلْنٰا مٰا لاٰ طٰاقَةَ لَنٰا بِهِ وَ اُعْفُ عَنّٰا وَ اِغْفِرْ لَنٰا وَ اِرْحَمْنٰا أَنْتَ مَوْلاٰنٰا فَانْصُرْنٰا عَلَى اَلْقَوْمِ اَلْكٰافِرِينَ فَقَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: قَدْ أَعْطَيْتُكَ ذَلِكَ لَكَ وَ لِأُمَّتِكَ ». فَقَالَ اَلصَّادِقُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «مَا وَفَدَ إِلَى اَللَّهِ تَعَالَى أَحَدٌ أَكْرَمُ مِنْ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) حَيْثُ سَأَلَ لِأُمَّتِهِ هَذِهِ اَلْخِصَالَ».
64057 / _11 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنِ اَلنَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى اَلْحَلَبِيِّ ، عَنِ اِبْنِ سِنَانٍ ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «أَوَّلُ مَنْ سَبَقَ [مِنَ اَلرُّسُلِ] إِلَى (بَلَى) رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، وَ ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ أَقْرَبَ اَلْخَلْقِ إِلَى اَللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى، وَ كَانَ بِالْمَكَانِ اَلَّذِي قَالَ لَهُ جَبْرَئِيلُ لَمَّا أُسْرِيَ بِهِ إِلَى اَلسَّمَاءِ : تَقَدَّمْ يَا مُحَمَّدُ فَقَدْ وَطِئْتَ مَوْطِئاً لَمْ يَطَأْهُ أَحَدٌ قَبْلَكَ، لاَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، وَ لاَ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ. وَ لَوْلاَ أَنَّ رُوحَهُ وَ نَفْسَهُ كَانَتْ مِنْ ذَلِكَ اَلْمَكَانِ لَمَا قَدَرَ أَنْ يَبْلُغَهُ، فَكَانَ مِنَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ كَمَا قَالَ اَللَّهُ: قٰابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنىٰ أَيْ بَلْ أَدْنَى، فَلَمَّا خَرَجَ اَلْأَمْرُ مِنَ اَللَّهِ وَقَعَ إِلَى أَوْلِيَائِهِ». قَالَ اَلصَّادِقُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «كَانَ ذَلِكَ اَلْمِيثَاقُ مَأْخُوذاً عَلَيْهِمْ لِلَّهِ بِالرُّبُوبِيَّةِ وَ لِرَسُولِهِ بِالنُّبُوَّةِ وَ لِأَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ وَ اَلْأَئِمَّةِ بِالْإِمَامَةِ، فَقَالَ: أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ، وَ مُحَمَّدٌ نَبِيَّكُمْ، وَ عَلِيٌّ إِمَامَكُمْ، وَ اَلْأَئِمَّةُ اَلْهَادُونَ أَئِمَّتَكُمْ؟ فَقَالُوا: بَلَى شَهِدْنَا. فَقَالَ اَللَّهُ: أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ أَيْ لِئَلاَّ تَقُولُوا يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ إِنّٰا كُنّٰا عَنْ هٰذٰا غٰافِلِينَ فَأَوَّلُ مَا أَخَذَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ اَلْمِيثَاقَ عَلَى اَلْأَنْبِيَاءِ لَهُ بِالرُّبُوبِيَّةِ، وَ هُوَ قَوْلُهُ: وَ إِذْ أَخَذْنٰا مِنَ اَلنَّبِيِّينَ مِيثٰاقَهُمْ فَذَكَرَ جُمْلَةَ اَلْأَنْبِيَاءِ، ثُمَّ أَبْرَزَ أَفْضَلَهُمْ بِالْأَسَامِي، فَقَالَ: وَ مِنْكَ يَا مُحَمَّدُ ، فَقَدَّمَ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) لِأَنَّهُ أَفْضَلُهُمْ وَ مِنْ 21نُوحٍ وَ 24إِبْرٰاهِيمَ وَ 32مُوسىٰ وَ 44عِيسَى اِبْنِ مَرْيَمَ فَهَؤُلاَءِ اَلْخَمْسَةُ أَفْضَلُ اَلْأَنْبِيَاءِ، وَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) أَفْضَلُهُمْ. ثُمَّ أَخَذَ بَعْدَ ذَلِكَ مِيثَاقَ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) عَلَى اَلْأَنْبِيَاءِ بِالْإِيمَانِ بِهِ، وَ عَلَى أَنْ يَنْصُرُوا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، فَقَالَ: وَ إِذْ أَخَذَ اَللّٰهُ مِيثٰاقَ اَلنَّبِيِّينَ لَمٰا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتٰابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جٰاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمٰا مَعَكُمْ يَعْنِي رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ يَعْنِي أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، وَ تُخْبِرُوا أُمَمَكُمْ بِخَبَرِهِ وَ خَبَرِ وَلِيِّهِ مِنَ اَلْأَئِمَّةِ (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ) ».
14,46205 / _9 وَ عَنْهُ : بِإِسْنَادِهِ عَنْ ثَابِتِ بْنِ دِينَارٍ ، قَالَ: سَأَلْتُ زَيْنَ اَلْعَابِدِينَ عَلِيَّ بْنَ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ) عَنِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ هَلْ يُوصَفُ بِمَكَانٍ؟ فَقَالَ: «لاَ، تَعَالَى اَللَّهُ عَنْ ذَلِكَ». قُلْتُ: فَلِمَ أَسْرَى بِنَبِيِّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) إِلَى اَلسَّمَاءِ؟ قَالَ: «لِيُرِيَهُ مَلَكُوتَ اَلسَّمَاوَاتِ وَ مَا فِيهَا مِنْ عَجَائِبِ صُنْعِهِ وَ بَدَائِعِ خَلْقِهِ». قُلْتُ: فَقَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: ثُمَّ دَنٰا فَتَدَلّٰى*`فَكٰانَ قٰابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنىٰ ؟ قَالَ: «ذَاكَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) دَنَا مِنْ حُجُبِ اَلنُّورِ فَرَأَى مَلَكُوتَ اَلسَّمَاوَاتِ، ثُمَّ تَدَلَّى (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَنَظَرَ مِنْ تَحْتِهِ إِلَى مَلَكُوتِ اَلْأَرْضِ حَتَّى ظَنَّ أَنَّهُ فِي اَلْقُرْبِ مِنَ اَلْأَرْضِ كَقَابِ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى».
13,14,66225 / _29 وَ عَنْهُ : عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلْجَوْهَرِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ سَأَلَ أَبُو بَصِيرٍ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) وَ أَنَا حَاضِرٌ، فَقَالَ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، كَمْ عُرِجَ بِرَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)؟ فَقَالَ: «مَرَّتَيْنِ، فَأَوْقَفَهُ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) مَوْقِفاً فَقَالَ لَهُ: مَكَانَكَ يَا مُحَمَّدُ فَلَقَدْ وَقَفْتَ مَوْقِفاً مَا وَقَفَهُ مَلَكٌ قَطُّ وَ لاَ نَبِيٌّ، إِنَّ رَبَّكَ يُصَلِّي. فَقَالَ: يَا جَبْرَئِيلُ ، وَ كَيْفَ يُصَلِّي؟ قَالَ: يَقُولُ: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ أَنَا رَبُّ اَلْمَلاَئِكَةِ وَ اَلرُّوحِ ، سَبَقَتْ رَحْمَتِي غَضَبِي. فَقَالَ: اَللَّهُمَّ عَفْوَكَ عَفْوَكَ قَالَ وَ كَانَ كَمَا قَالَ اَللَّهُ: قٰابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنىٰ ». فَقَالَ لَهُ أَبُو بَصِيرٍ : جُعِلْتُ فِدَاكَ، وَ مَا قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى؟ قَالَ: «مَا بَيْنَ سِيَتِهَا إِلَى رَأْسِهَا، فَقَالَ: كَانَ بَيْنَهُمَا حِجَابٌ يَتَلَأْلَأُ وَ لاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ وَ قَدْ قَالَ: زَبَرْجَدٌ فَنَظَرَ فِي مِثْلِ سَمِّ اَلْإِبْرَةِ إِلَى مَا شَاءَ اَللَّهُ مِنْ نُورِ اَلْعَظَمَةِ، فَقَالَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: يَا مُحَمَّدُ ، قَالَ: لَبَّيْكَ رَبِّي. قَالَ: مَنْ لِأُمَّتِكَ مِنْ بَعْدِكَ؟ قَالَ: اَللَّهُ أَعْلَمُ. قَالَ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ، وَ سَيِّدُ اَلْمُسْلِمِينَ ، وَ قَائِدُ اَلْغُرِّ اَلْمُحَجَّلِينَ». قَالَ: ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) لِأَبِي بَصِيرٍ : «يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، وَ اَللَّهِ مَا جَاءَتْ وَلاَيَةُ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) مِنَ اَلْأَرْضِ، وَ لَكِنْ جَاءَتْ مِنَ اَلسَّمَاءِ».
146232 / _36 اَلشَّيْخُ فِي (أَمَالِيهِ) : بِإِسْنَادِهِ عَنِ اَلْحَفَّارِ ، قَالَ: حَدَّثَنِي اِبْنُ اَلْجِعَابِيِّ ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ عَجَبٍ اَلْأَنْبَارِيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ دُرُسْتَ ، قَالَ: حَدَّثَنَا اَلْقَاسِمُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ سُفْيَانَ ، عَنْ هَمَّامٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ): « لَمَّا عُرِجَ بِي إِلَى اَلسَّمَاءِ دَنَوْتُ مِنْ رَبِّي عَزَّ وَ جَلَّ حَتَّى كَانَ بَيْنِي وَ بَيْنَهُ قَابُ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ ، مَنْ تُحِبُّ مِنَ اَلْخَلْقِ؟ قُلْتُ: يَا رَبِّ، عَلِيّاً . قَالَ: اِلْتَفِتْ يَا مُحَمَّدُ ، فَالْتَفَتُّ عَنْ يَسَارِي فَإِذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ».
68543 / _1 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنِ اَلنَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى اَلْحَلَبِيِّ ، عَنِ اِبْنِ سِنَانٍ ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «أَوَّلُ مَنْ سَبَقَ إِلَى اَلْمِيثَاقِ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، وَ ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ أَقْرَبَ اَلْخَلْقِ إِلَى اَللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى، وَ كَانَ بِالْمَكَانِ اَلَّذِي قَالَ لَهُ جَبْرَئِيلُ لَمَّا أُسْرِيَ بِهِ إِلَى اَلسَّمَاءِ : تَقَدَّمْ يَا مُحَمَّدُ فَقَدْ وَطِئْتَ مَوْطِئاً لَمْ يَطَأْهُ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، وَ لاَ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، وَ لَوْلاَ أَنَّ رُوحَهُ وَ نَفْسَهُ كَانَتْ مِنْ ذَلِكَ اَلْمَكَانِ لَمَا قُدِّرَ أَنْ يَبْلُغَهُ، فَكَانَ مِنَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ كَمَا قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: قٰابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنىٰ ، أَيْ بَلْ أَدْنَى، فَلَمَّا خَرَجَ اَلْأَمْرُ، وَقَعَ مِنَ اَللَّهِ إِلَى أَوْلِيَائِهِ (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ)». فَقَالَ اَلصَّادِقُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «كَانَ اَلْمِيثَاقُ مَأْخُوذاً عَلَيْهِمْ لِلَّهِ بِالرُّبُوبِيَّةِ، وَ لِرَسُولِهِ بِالنُّبُوَّةِ، وَ لِأَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ وَ اَلْأَئِمَّةِ بِالْإِمَامَةِ، فَقَالَ: أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ، وَ مُحَمَّدٌ نَبِيَّكُمْ، وَ عَلِيٌّ إِمَامَكُمْ، وَ اَلْأَئِمَّةُ اَلْهَادُونَ أَئِمَّتَكُمْ؟ فَقَالُوا: بَلَى، شَهِدْنَا. فَقَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ أَيْ لِئَلاَّ تَقُولُوا يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ. فَأَوَّلُ مَا أَخَذَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ اَلْمِيثَاقَ عَلَى اَلْأَنْبِيَاءِ لَهُ بِالرُّبُوبِيَّةِ، وَ هُوَ قَوْلُهُ: وَ إِذْ أَخَذْنٰا مِنَ اَلنَّبِيِّينَ مِيثٰاقَهُمْ ، فَذَكَرَ جُمْلَةَ اَلْأَنْبِيَاءِ، ثُمَّ أَبْرَزَ عَزَّ وَ جَلَّ أَفْضَلَهُمْ بِالْأَسَامِي، فَقَالَ: وَ مِنْكَ يَا مُحَمَّدُ ، فَقَدَّمَ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) لِأَنَّهُ أَفْضَلُهُمْ وَ مِنْ 21نُوحٍ وَ 24إِبْرٰاهِيمَ وَ 32مُوسىٰ وَ 44عِيسَى اِبْنِ مَرْيَمَ فَهَؤُلاَءِ اَلْخَمْسَةُ أَفْضَلُ اَلْأَنْبِيَاءِ، وَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) أَفْضَلُهُمْ، ثُمَّ أَخَذَ بَعْدَ ذَلِكَ مِيثَاقَ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) عَلَى اَلْأَنْبِيَاءِ بِالْإِيمَانِ بِهِ، وَ عَلَى أَنْ يَنْصُرُوا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، فَقَالَ: وَ إِذْ أَخَذَ اَللّٰهُ مِيثٰاقَ اَلنَّبِيِّينَ لَمٰا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتٰابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جٰاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمٰا مَعَكُمْ يَعْنِي رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ 1 «2» يَعْنِي أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، تُخْبِرُوا أُمَمَكُمْ بِخَبَرِهِ، وَ خَبَرِ وَلِيِّهِ مِنَ اَلْأَئِمَّةِ (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ) ».
1410200 / _18 علي بن إبراهيم: ثم قال: عَلَّمَهُ شَدِيدُ اَلْقُوىٰ ، ثمّ أذن له فرقى في السماء، فقال: ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوىٰ*`وَ هُوَ بِالْأُفُقِ اَلْأَعْلىٰ*`ثُمَّ دَنٰا فَتَدَلّٰى*`فَكٰانَ قٰابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنىٰ ، كان بين لفظه و بين سماع رسول اللّه كما بين وتر القوس و عودها: فَأَوْحىٰ إِلىٰ عَبْدِهِ مٰا أَوْحىٰ ، فسئل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) عن ذلك الوحي، فَقَالَ: «أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّ عَلِيّاً سَيِّدُ اَلْوَصِيِّينَ، وَ إِمَامُ اَلْمُتَّقِينَ، وَ قَائِدُ اَلْغُرِّ اَلْمُحَجَّلِينَ، وَ أَوَّلُ خَلِيفَةٍ يَسْتَخْلِفُهُ خَاتَمُ اَلنَّبِيِّينَ ، فدخل القوم في الكلام، فقالوا له: أمن اللّه و من رسوله؟ فقال اللّه جل ذكره لرسوله (صلّى اللّه عليه و آله): قل لهم: مٰا كَذَبَ اَلْفُؤٰادُ مٰا رَأىٰ ، ثمّ ردّ عليهم، فقال: أَ فَتُمٰارُونَهُ عَلىٰ مٰا يَرىٰ ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): «قَدْ أُمِرْتُ فِيهِ بِغَيْرِ هَذَا، أُمِرْتُ اَنْ أَنْصِبَهُ لِلنَّاسِ، وَ أَقُولَ لَهُمْ: هَذَا وَلِيُّكُمْ مِنْ بَعْدِي، وَ هُوَ بِمَنْزِلَةِ اَلسَّفِينَةِ يَوْمَ اَلْغَرَقِ، مَنْ دَخَلَ فِيهَا، نَجَا، وَ مَنْ خَرَجَ عَنْهَا غَرِقَ». ثمّ قال: وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرىٰ ، يقول: رأيت الوحي مرة أخرى: عِنْدَ سِدْرَةِ اَلْمُنْتَهىٰ ، التي يتحدث تحتها الشيعة في الجنان، ثمّ قال اللّه عزّ و جلّ: إِذْ يَغْشَى اَلسِّدْرَةَ مٰا يَغْشىٰ يقول: إذ يغشى السدرة ما يغشى من حجب النور: مٰا زٰاغَ اَلْبَصَرُ ، يقول: ما عمي البصر عن تلك الحجب وَ مٰا طَغىٰ يقول: و ما طغى القلب بزيادة فيما أوحي إليه، و لا نقصان: لَقَدْ رَأىٰ مِنْ آيٰاتِ رَبِّهِ اَلْكُبْرىٰ يقول: لقد سمع كلاما لو أنه قوي ما قوي.
1410204 / _22 اَلشَّيْخُ فِي (أَمَالِيهِ) ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو اَلْفَتْحِ هِلاَلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ اَلْحَفَّارُ ، قَالَ: حَدَّثَنَا اِبْنُ اَلْجِعَابِيِّ ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ عَجَبٍ اَلْأَنْبَارِيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ دُرُسْتَ ، قَالَ: حَدَّثَنَا اَلْقَاسِمُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ صَقِينٍ ، عَنْ هَمَّامٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ): « لَمَّا عُرِجَ بِي إِلَى اَلسَّمَاءِ ، دَنَوْتُ مِنْ رَبِّي عَزَّ وَ جَلَّ، حَتَّى كَانَ بَيْنِي وَ بَيْنَهُ قَابُ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ مَنْ تُحِبُّ مِنَ اَلْخَلْقِ؟ قُلْتُ: يَا رَبِّ عَلِيّاً ، قَالَ: اِلْتَفِتْ يَا مُحَمَّدُ ؛ فَالْتَفَتُّ عَنْ يَسَارِي، فَإِذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ».
14,610206 / _24 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَكَى أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، فِي حَدِيثِ اَلْإِسَرَاءِ بِالنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، قَالَ: «وَ اِنْتَهَيْتُ إِلَى سِدْرَةِ اَلْمُنْتَهَى، فَإِذَا اَلْوَرَقَةَ مِنْهَا تُظِلُّ اُمَّةً مِنَ اَلْأُمَمِ، فَكُنْتُ مِنْهَا كَمَا قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: كَقَابِ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى، فَنَادَانِي: آمَنَ اَلرَّسُولُ بِمٰا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ ».
1,14,510207 / _25 اِبْنُ بَابَوَيْهِ ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي (رَحِمَهُ اَللَّهُ) ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ اِبْنِ عِيسَى ، عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ حَبِيبٍ اَلسِّجِسْتَانِيِّ ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ: ثُمَّ دَنٰا فَتَدَلّٰى*`فَكٰانَ قٰابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنىٰ*`فَأَوْحىٰ إِلىٰ عَبْدِهِ مٰا أَوْحىٰ ، فَقَالَ لِي: «يَا حَبِيبُ ، لاَ تَقْرَأْهَا هَكَذَا، اِقْرَأْ: (ثُمَّ دَنَا فَتَدَانَى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ) فِي اَلْقُرْبِ (أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ) يَعْنِي رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : (مَا أَوْحَى). يَا حَبِيبُ إِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) لَمَّا اِفْتَتَحَ مَكَّةَ أَتْعَبَ نَفْسَهُ فِي عِبَادَةِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اَلشُّكْرِ لِنِعَمِهِ فِي اَلطَّوَافِ بِالْبَيْتِ ، وَ كَانَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) مَعَهُ، فَلَمَّا غَشِيَهُمَا اَللَّيْلُ اِنْطَلَقَا إِلَى اَلصَّفَا وَ اَلْمَرْوَةِ يُرِيدَانِ اَلسَّعْيَ، قَالَ: فَلَمَّا هَبَطَا مِنَ اَلصَّفَا إِلَى اَلْمَرْوَةِ ، وَ صَارَا فِي اَلْوَادِي دُونَ اَلْعَلَمِ اَلَّذِي رَأَيْتَ، غَشِيَهُمَا مِنَ اَلسَّمَاءِ نُورٌ، فَأَضَاءَتْ لَهُمَا جِبَالُ مَكَّةَ ، وَ خَشَعَتْ أَبْصَارُهُمَا، قَالَ: فَفَزِعَا لِذَلِكَ فَزَعاً شَدِيداً، قَالَ: فَمَضَى رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) حَتَّى اِرْتَفَعَ عَنِ اَلْوَادِي، وَ تَبِعَهُ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، فَرَفَعَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) رَأْسَهُ إِلَى اَلسَّمَاءِ، فَإِذَا هُوَ بِرُمَّانَتَيْنِ عَلَى رَأْسِهِ، قَالَ فَتَنَاوَلَهُمَا رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، فَأَوْحَى اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَى مُحَمَّدٍ : يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّهُمَا مِنْ قُطُفِ اَلْجَنَّةِ ، فَلاَ يَأْكُلْ مِنْهُمَا إِلاَّ أَنْتَ وَ وَصِيُّكَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، قَالَ: فَأَكَلَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) إِحْدَاهُمَا، وَ أَكَلَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) اَلْأُخْرَى، ثُمَّ أَوْحَى اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَى مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) مَا أَوْحَى». قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «يَا حَبِيبُ ، وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرىٰ*`عِنْدَ سِدْرَةِ اَلْمُنْتَهىٰ *`عِنْدَهٰا جَنَّةُ اَلْمَأْوىٰ ، يَعْنِي عِنْدَ مَا وَافَى جَبْرَئِيلُ حِينَ صَعِدَ إِلَى اَلسَّمَاءِ، قَالَ: فَلَمَّا اِنْتَهَى إِلَى مَحَلِّ اَلسِّدْرَةِ وَقَفَ جَبْرَئِيلُ دُونَهَا، وَ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ هَذَا مَوْقِفِي اَلَّذِي وَضَعَنِي اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِيهِ، وَ لَنْ أَقْدِرَ عَلَى أَنْ أَتَقَدَّمَهُ، وَ لَكِنِ اِمْضِ أَنْتَ أَمَامَكَ إِلَى اَلسِّدْرَةِ ، فَقِفْ عِنْدَهَا قَالَ فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) إِلَى اَلسِّدْرَةِ ، وَ تَخَلَّفَ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ». قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «إِنَّمَا سُمِّيَتْ سِدْرَةُ اَلْمُنْتَهَى ، لِأَنَّ أَعْمَالَ أَهْلِ اَلْأَرْضِ تَصْعَدُ بِهَا اَلْمَلاَئِكَةُ اَلْحَفَظَةُ إِلَى مَحَلِّ اَلسِّدْرَةِ، وَ اَلْحَفَظَةُ اَلْكِرَامُ اَلْبَرَرَةُ دُونَ اَلسِّدْرَةِ ، يَكْتُبُونَ مَا تَرْفَعُ إِلَيْهِمْ اَلْمَلاَئِكَةُ مِنْ أَعْمَالِ اَلْعِبَادِ فِي اَلْأَرْضِ، قَالَ: فَيَنْتَهُونَ بِهِ إِلَى مَحَلِّ اَلسِّدْرَةِ ». قَالَ: «فَنَظَرَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَرَأَى أَغْصَانَهَا تَحْتَ اَلْعَرْشِ وَ حَوْلَهُ، قَالَ: فَتَجَلَّى لِمُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) نُورُ اَلْجَبَّارِ عَزَّ وَ جَلَّ، فَلَمَّا غَشِيَ مُحَمَّداً (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) اَلنُّورُ، شَخَصَ بِبَصَرِهِ وَ اِرْتَعَدَتْ فَرَائِصُهُ، قَالَ: فَشَدَّ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِمُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) قَلْبَهُ، وَ قَوَّى لَهُ بَصَرَهُ، حَتَّى رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ مَا رَأَى، وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرىٰ*`عِنْدَ سِدْرَةِ اَلْمُنْتَهىٰ*`عِنْدَهٰا جَنَّةُ اَلْمَأْوىٰ ، يَعْنِي اَلْمُوَافَاةَ، قَالَ: فَرَأَى مُحَمَّدٌ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِبَصَرِهِ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ اَلْكُبْرَى، يَعْنِي أَكْبَرَ اَلْآيَاتِ». قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «وَ إِنَّ غِلَظَ اَلسِّدْرَةِ لَمَسِيرَةُ مِائَةِ عَامٍ مِنْ أَيَّامِ اَلدُّنْيَا، وَ إِنَّ اَلْوَرَقَةَ مِنْهَا تُغَطِّي أَهْلَ اَلدُّنْيَا، وَ إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَلاَئِكَةً، وَ كُلُّهُمْ بِنَبَاتِ اَلْأَرْضِ مِنَ اَلشَّجَرِ وَ اَلنَّخْلِ، فَلَيْسَ مِنْ شَجَرَةٍ وَ لاَ نَخْلَةٍ إِلاَّ وَ مَعَهَا مِنَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَلاَئِكَةٌ تَحْفَظُهَا وَ مَا كَانَ فِيهَا، وَ لَوْ لاَ أَنَّ مَعَهَا مَنْ يَمْنَعُهَا لَأَكَلَهَا اَلسِّبَاعُ وَ هَوَامُّ اَلْأَرْضِ، إِذَا كَانَ فِيهَا ثَمَرُهَا، قَالَ: وَ إِنَّمَا نَهَى رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) أَنْ يَضْرِبَ أَحَدٌ مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ خِبَاءَهُ تَحْتَ شَجَرَةٍ أَوْ نَخْلَةٍ قَدْ أَثْمَرَتْ، لِمَكَانِ اَلْمَلاَئِكَةِ اَلْمُوَكَّلِينَ بِهَا، قَالَ: وَ لِذَلِكَ يَكُونُ اَلشَّجَرُ وَ اَلنَّخْلُ أُنْساً إِذَا كَانَ فِيهِ حَمْلُهُ، لِأَنَّ اَلْمَلاَئِكَةَ تَحْضُرُهُ».
14,410208 / _26 وَ عَنْهُ ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ اَلسِّنَانِيُّ ، وَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلدَّقَّاقُ ، وَ اَلْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ اَلْمُؤَدِّبُ ، وَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ اَلْوَرَّاقُ (رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمْ)، قَالُوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ اَلْكُوفِيُّ اَلْأَسَدِيُّ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ اَلنَّخَعِيِّ ، عَنْ عَمِّهِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ اَلنَّوْفَلِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ ثَابِتِ اِبْنِ دِينَارٍ ، قَالَ: سَأَلْتُ زَيْنَ اَلْعَابِدِينَ عَلِيَّ بْنَ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ) ، عَنِ اَللَّهِ جَلَّ جَلاَلُهُ، هَلْ يُوصَفُ بِمَكَانٍ؟ فَقَالَ: «تَعَالَى اَللَّهُ عَنْ ذَلِكَ». قُلْتُ: لِمَ أَسْرَى بِنَبِيِّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) إِلَى اَلسَّمَاءِ؟ قَالَ: «لِيُرِيَهُ مَلَكُوتَ اَلسَّمَاوَاتِ وَ مَا فِيهَا مِنْ عَجَائِبِ صُنْعِهِ وَ بَدَائِعِ خَلْقِهِ». قُلْتُ: فَقَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: ثُمَّ دَنٰا فَتَدَلّٰى*`فَكٰانَ قٰابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنىٰ ؟ قَالَ: «ذَاكَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، دَنَا مِنْ حُجُبِ اَلنُّورِ، فَرَأَى مَلَكُوتَ اَلسَّمَاوَاتِ، ثُمَّ تَدَلَّى (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَنَظَرَ مِنْ تَحْتِهِ إِلَى مَلَكُوتِ اَلْأَرْضِ، حَتَّى ظَنَّ أَنَّهُ فِي اَلْقُرْبِ مِنَ اَلْأَرْضِ كَقَابِ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى».
710211 / _29 اَلطَّبْرِسِيُّ فِي (اَلْإِحْتِجَاجِ) : عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ جَعْفَرٍ اَلْجَعْفَرِيِّ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ اَلْغَفَّارِ اَلسُّلَمِيُّ أَبَا إِبْرَاهِيمَ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ تَعَالَى: ثُمَّ دَنٰا فَتَدَلّٰى*`فَكٰانَ قٰابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنىٰ ، قَالَ: أَرَى هَاهُنَا خُرُوجاً مِنْ حُجُبٍ، وَ تَدَلِّياً إِلَى اَلْأَرْضِ، وَ أَرَى مُحَمَّداً رَأَى رَبَّهُ بِقَلْبِهِ، وَ نُسِبَ إِلَى بَصَرِهِ، فَكَيْفَ هَذَا؟ فَقَالَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : « دَنٰا فَتَدَلّٰى فَإِنَّهُ لَمْ يَزُلْ مِنْ مَوْضِعٍ، وَ لَمْ يَتَدَلَّ بِبَدَنٍ». فَقَالَ عَبْدُ اَلْغَفَّارِ أَصِفُهُ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ حَيْثُ قَالَ: دَنٰا فَتَدَلّٰى ، فَلَمْ يَتَدَلَّ بِبَدَنٍ عَنْ مَجْلِسِهِ، وَ إِلاَّ قَدْ زَالَ عَنْهُ، وَ لَوْ لاَ ذَلِكَ لَمْ يُوصَفْ بِذَلِكَ نَفْسُهُ؟ فَقَالَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «إِنَّ هَذِهِ لُغَةُ قُرَيْشٍ ، إِذَا أَرَادَ اَلرَّجُلُ مِنْهُمْ أَنْ يَقُولَ: قَدْ سَمِعْتُ، يَقُولُ: قَدْ تَدَلَّيْتُ؛ وَ إِنَّمَا اَلتَّدَلِّي: اَلْفَهْمُ».
14,510213 / _31 مُحَمَّدُ بْنُ اَلْعَبَّاسِ ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ اَلنَّوْفَلِيُّ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلاَلٍ ، عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي كِتَابِهِ : ثُمَّ دَنٰا فَتَدَلّٰى*`فَكٰانَ قٰابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنىٰ . فَقَالَ: «أَدْنَى اَللَّهُ مُحَمَّداً (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) مِنْهُ، فَلَمْ يَكُنْ بَيْنَهُ وَ بَيْنَهُ إِلاَّ قَفَصُ لُؤْلُؤٍ، فِيهِ فِرَاشٌ مِنْ ذَهَبٍ يَتَلَأْلَأُ فَأُرِيَ صُورَةً، فَقِيلَ لَهُ، يَا مُحَمَّدُ ، أَ تَعْرِفُ هَذِهِ اَلصُّورَةَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، هَذِهِ صُورَةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، فَأَوْحَى اَللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ: أَنْ زَوِّجْهُ فَاطِمَةَ ، وَ اِتَّخِذْهُ وَصِيّاً».
13,14,1,710214 / _32 وَ عَنْهُ ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ عِيسٍ بْنِ دَاوُدَ ، عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ: إِذْ يَغْشَى اَلسِّدْرَةَ مٰا يَغْشىٰ . قَالَ: «إِنَّ اَلنَّبِيَّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) لَمَّا أُسْرِيَ بِهِ إِلَى رَبِّهِ، قَالَ: وَقَفَ بِي جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) عِنْدَ شَجَرَةٍ عَظِيمَةٍ، لَمْ أَرَ مِثْلَهَا، عَلَى كُلِّ غُصْنٍ مِنْهَا مَلَكٌ، وَ عَلَى كُلِّ وَرَقَةٍ مِنْهَا مَلَكٌ، وَ عَلَى كُلِّ ثَمَرَةٍ مِنْهَا مَلَكٌ، وَ قَدْ تَجَلَّلَهَا نُورٌ مِنْ نُورِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، فَقَالَ جَبْرَئِيلُ [(عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): هَذِهِ سِدْرَةُ اَلْمُنْتَهَى ، كَانَ يَنْتَهِي اَلْأَنْبِيَاءُ قَبْلَكَ إِلَيْهَا]، ثُمَّ لاَ يَتَجَاوَزُونَهَا، وَ أَنْتَ تَجُوزُهَا إِنْ شَاءَ اَللَّهُ لِيُرِيَكَ مِنْ آيَاتِهِ اَلْكُبْرَى، فَاطْمَئِنَّ أَيَّدَكَ اَللَّهُ تَعَالَى بِالثَّبَاتِ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ كَرَامَاتِهِ، وَ تَصِيرَ إِلَى جِوَارِهِ، ثُمَّ صُعِدَ بِي إِلَى تَحْتِ اَلْعَرْشِ ، فَدُلِّيَ إِلَيَّ رَفْرَفٌ أَخْضَرُ، مَا أُحْسِنُ أَصِفُهُ، فَرَفَعَنِي بِإِذْنِ رَبِّي، فَصِرْتُ عِنْدَهُ، وَ اِنْقَطَعَ عَنِّي أَصْوَاتُ اَلْمَلاَئِكَةِ وَ دَوِيُّهُمْ، وَ ذَهَبَتِ اَلْمَخَاوِفُ وَ اَلرَّوْعَاتُ، وَ هَدَأَتْ نَفْسِي وَ اِسْتَبْشَرْتُ، وَ جَعَلْتُ أَمْتَدُّ وَ أَنْقَبِضُ، وَ وَقَعَ عَلَيَّ اَلسُّرُورُ وَ اَلاِسْتِبْشَارُ، وَ ظَنَنْتُ أَنَّ جَمِيعَ اَلْخَلاَئِقِ قَدْ مَاتُوا، وَ لَمْ أَرَ غَيْرِي أَحَداً مِنْ خَلْقِهِ، فَتَرَكَنِي مَا شَاءَ اَللَّهُ، ثُمَّ رَدَّ عَلَيَّ رُوحِي فَأَفَقْتُ، وَ كَانَ تَوْفِيقاً مِنْ رَبِّي أَنْ غَمَضْتُ عَيْنَيَّ، وَ كَلَّ بَصَرِي وَ غُشِيَ عَنِ اَلنَّظَرِ، فَجَعَلْتُ أُبْصِرُ بِقَلْبِي كَمَا أُبْصِرُ بِعَيْنِي، بَلْ أَبْعَدَ وَ أَبْلَغَ، وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: مٰا زٰاغَ اَلْبَصَرُ وَ مٰا طَغىٰ*`لَقَدْ رَأىٰ مِنْ آيٰاتِ رَبِّهِ اَلْكُبْرىٰ وَ إِنَّمَا كُنْتُ أُبْصِرُ مِثْلَ مَخِيطِ اَلْإِبْرَةِ نُوراً بَيْنِي وَ بَيْنَ رَبِّي لاَ تُطِيقُهُ اَلْأَبْصَارُ. فَنَادَانِي رَبِّي، فَقَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: يَا مُحَمَّدُ . قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَبِّي وَ سَيِّدِي وَ إِلَهِي لَبَّيْكَ. قَالَ: [هَلْ] عَرَفْتَ قَدْرَكَ عِنْدِي، وَ مَوْضِعَكَ وَ مَنْزِلَتَكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، يَا سَيِّدِي. قَالَ: يَا مُحَمَّدُ ، هَلْ عَرَفْتَ مَوْقِعَكَ مِنِّي وَ مَوْقِعَ ذُرِّيَّتِكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، يَا سَيِّدِي، قَالَ: فَهَلْ تَعْلَمُ يَا مُحَمَّدُ فِيمَا اِخْتَصَمَ اَلْمَلَأُ اَلْأَعْلَى؟ قُلْتُ: يَا رَبِّ أَنْتَ أَعْلَمُ وَ أَحْكَمُ، وَ أَنْتَ عَلاَّمُ اَلْغُيُوبِ. قَالَ: اِخْتَصَمُوا فِي اَلدَّرَجَاتِ وَ اَلْحَسَنَاتِ [فَهَلْ تَدْرِي مَا اَلدَّرَجَاتُ وَ اَلْحَسَنَاتُ]، قُلْتُ: أَنْتَ أَعْلَمُ سَيِّدِي وَ أَحْكَمُ. قَالَ: إِسْبَاغُ اَلْوُضُوءِ فِي اَلْمَفْرُوضَاتِ، وَ اَلْمَشْيُ عَلَى اَلْأَقْدَامِ إِلَى اَلْجَمَاعَاتِ [مَعَكَ]، وَ مَعَ اَلْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكَ، وَ اِنْتِظَارُ اَلصَّلاَةِ بَعْدَ اَلصَّلاَةِ، وَ إِفْشَاءُ اَلسَّلاَمِ، وَ إِطْعَامُ اَلطَّعَامِ، وَ اَلتَّهَجُّدُ بِاللَّيْلِ وَ اَلنَّاسُ نِيَامٌ. ثُمَّ قَالَ: آمَنَ اَلرَّسُولُ بِمٰا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ قُلْتُ: وَ اَلْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّٰهِ وَ مَلاٰئِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ لاٰ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَ قٰالُوا سَمِعْنٰا وَ أَطَعْنٰا غُفْرٰانَكَ رَبَّنٰا وَ إِلَيْكَ اَلْمَصِيرُ ، قَالَ: صَدَقْتَ، يَا مُحَمَّدُ : لاٰ يُكَلِّفُ اَللّٰهُ نَفْساً إِلاّٰ وُسْعَهٰا لَهٰا مٰا كَسَبَتْ وَ عَلَيْهٰا مَا اِكْتَسَبَتْ فَقُلْتُ: رَبَّنٰا لاٰ تُؤٰاخِذْنٰا إِنْ نَسِينٰا أَوْ أَخْطَأْنٰا رَبَّنٰا وَ لاٰ تَحْمِلْ عَلَيْنٰا إِصْراً كَمٰا حَمَلْتَهُ عَلَى اَلَّذِينَ مِنْ قَبْلِنٰا رَبَّنٰا وَ لاٰ تُحَمِّلْنٰا مٰا لاٰ طٰاقَةَ لَنٰا بِهِ وَ اُعْفُ عَنّٰا وَ اِغْفِرْ لَنٰا وَ اِرْحَمْنٰا أَنْتَ مَوْلاٰنٰا فَانْصُرْنٰا عَلَى اَلْقَوْمِ اَلْكٰافِرِينَ ، قَالَ: ذَلِكَ لَكَ وَ لِذُرِّيَّتِكَ يَا مُحَمَّدُ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَبِّي وَ سَعْدَيْكَ سَيِّدِي وَ إِلَهِي. قَالَ: أَسْأَلُكَ عَمَّا أَنَا أَعْلَمُ بِهِ مِنْكَ، مَنْ خَلَّفْتَ فِي اَلْأَرْضِ بَعْدَكَ؟ قُلْتُ: خَيْرَ أَهْلِهَا، أَخِي وَ اِبْنَ عَمِّي، وَ نَاصِرَ دِينِكَ وَ اَلْغَاضِبَ لِمَحَارِمِكَ إِذَا اِسْتُحِلَّتْ وَ لِنَبِيِّكَ غَضَبَ اَلنَّمِرِ إِذَا غَضِبَ؛ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ . قَالَ: صَدَقْتَ يَا مُحَمَّدُ ، إِنِّي اِصْطَفَيْتُكَ بِالنُّبُوَّةِ، وَ بَعَثْتُكَ بِالرِّسَالَةِ، وَ اِمْتَحَنْتُ عَلِيّاً بِالْبَلاَغِ وَ اَلشَّهَادَةِ عَلَى أُمَّتِكَ وَ جَعَلْتُهُ حُجَّةً فِي اَلْأَرْضِ مَعَكَ وَ بَعْدَكَ، وَ هُوَ نُورُ أَوْلِيَائِي، وَ وَلِيُّ مَنْ أَطَاعَنِي، وَ هُوَ اَلْكَلِمَةُ اَلَّتِي أَلْزَمْتُهَا اَلْمُتَّقِينَ، يَا مُحَمَّدُ ، وَ زَوِّجْهُ فَاطِمَةَ ، فَإِنَّهُ وَصِيُّكَ وَ وَارِثُكَ وَ وَزِيرُكَ، وَ غَاسِلُ عَوْرَتِكَ، وَ نَاصِرُ دِينِكَ، وَ اَلْمَقْتُولُ عَلَى سُنَّتِي وَ سُنَّتِكَ، يَقْتُلُهُ شَقِيُّ هَذِهِ اَلْأُمَّةِ. قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : ثُمَّ إِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي بِأُمُورٍ وَ أَشْيَاءَ، وَ أَمَرَنِي أَنْ أَكْتُمَهَا، وَ لَمْ يَأْذَنْ لِي فِي إِخْبَارِ أَصْحَابِي بِهَا ثُمَّ هَوَى بِي اَلرَّفْرَفُ، فَإِذَا بِجَبْرَئِيلَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فَتَنَاوَلَنِي حَتَّى صِرْتُ إِلَى سِدْرَةِ اَلْمُنْتَهَى ، فَوَقَفَ بِي تَحْتَهَا، ثُمَّ أَدْخَلَنِي جَنَّةَ اَلْمَأْوَى ، فَرَأَيْتُ مَسْكَنِي وَ مَسْكَنَكَ يَا عَلِيُّ فِيهَا، فَبَيْنَمَا جَبْرَئِيلُ يُكَلِّمُنِي إِذْ عَلاَنِي نُورٌ مِنْ نُورِ اَللَّهِ، فَنَظَرْتُ إِلَى مِثْلِ مَخِيطِ اَلْإِبْرَةِ، مِثْلَ مَا كُنْتُ نَظَرْتُ إِلَيْهِ فِي اَلْمَرَّةِ اَلْأُولَى، فَنَادَانِي رَبِّي جَلَّ جَلاَلُهُ: يَا مُحَمَّدُ . قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَبِّي وَ إِلَهِي وَ سَيِّدِي؟ قَالَ: سَبَقَتْ رَحْمَتِي غَضَبِي لَكَ وَ لِذُرِّيَّتِكَ، أَنْتَ صَفْوَتِي مِنْ خَلْقِي، وَ أَنْتَ أَمِينِي وَ حَبِيبِي وَ رَسُولِي، وَ عِزَّتِي وَ جَلاَلِي لَوْ لَقِيَنِي جَمِيعُ خَلْقِي يَشُكُّونَ فِيكَ طَرْفَةَ عَيْنٍ أَوْ يُنَقِّصُونَكَ أَوْ يُنَقِّصُونَ صَفْوَتِي مِنْ ذُرِّيَّتِكَ لَأَدْخَلْتُهُمْ نَارِي وَ لاَ أُبَالِي. يَا مُحَمَّدُ ، عَلِيٌّ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ، وَ سَيِّدُ اَلْمُرْسَلِينَ، وَ قَائِدُ اَلْغُرِّ اَلْمُحَجَّلِينَ إِلَى جَنَّاتِ اَلنَّعِيمِ ، أَبُو اَلسِّبْطَيْنِ سَيِّدَيْ شَبَابِ جَنَّتِي اَلْمَقْتُولَيْنِ بِي ظُلْماً. ثُمَّ فَرَضَ عَلَيَّ اَلصَّلاَةَ وَ مَا أَرَادَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى، وَ قَدْ كُنْتُ قَرِيباً مِنْهُ فِي اَلْمَرَّةِ اَلْأُولَى مِثْلَ مَا بَيْنَ كَبِدِ اَلْقَوْسِ إِلَى سِيَتِهِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: كَقَابِ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ».
و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه وَ هُوَ بِالْأُفُقِ اَلْأَعْلىٰ قال قال الحسن الأفق الأعلى أفق المشرق ثُمَّ دَنٰا فَتَدَلّٰى يعنى جبريل فَكٰانَ قٰابَ قَوْسَيْنِ قال قيد قوسين أَوْ أَدْنىٰ قال حيث الوتر من القوس الله من جبريل
14 و أخرج البخاري و مسلم و الترمذي و ابن جرير و ابن المنذر و ابن مردويه و البيهقي في الدلائل عن ابن مسعود رضى الله عنه في قوله فَكٰانَ قٰابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنىٰ قال رأى النبي صلى الله عليه و سلم جبريل له ستمائة جناح
و أخرج الطبراني في السنة عن ابن عباس في قوله قٰابَ قَوْسَيْنِ قال ذراعين القاب المقدار و القوس الذراع
14 و أخرج ابن المنذر و ابن مردويه عن أبى سعيد الخدري قال لما أسرى بالنبي صلى الله عليه و سلم اقترب من ربه فَكٰانَ قٰابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنىٰ قال ألم إلى القوس ما أقربها من الوتر
و أخرج عبد بن حميد عن قتادة ذكر لنا ان القاب فضل طرف القوس على الوتر
و أخرج عن سعيد بن جبير في الآية قال الذراع يقاس به
و أخرج آدم ابن أبى إياس و الفريابي و البيهقي في الأسماء و الصفات عن مجاهد في قوله قٰابَ قَوْسَيْنِ قال حيث الوتر من القوس يعنى ربه
و أخرج ابن المنذر عن مجاهد و عكرمة قالا دنا منه حتى كان بينه و بينه مثل ما بين كبدها إلى الوتر
و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فَكٰانَ قٰابَ قَوْسَيْنِ قال كان دنوه قدر قوسين و لفظ عبد بن حميد قال كان بينه و بينه مقدار قوسين
و أخرج ابن جرير و ابن المنذر عن ابن مسعود رضى الله عنه في قوله فَكٰانَ قٰابَ قَوْسَيْنِ قال دنا جبريل منه حتى كان قدر ذراع أو ذراعين
و أخرج الطبراني و ابن مردويه و الضياء في المختارة عن ابن عباس في قوله فَكٰانَ قٰابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنىٰ قال القاب القيد و القوسين الذراعين
14 و أخرج ابن أبى شيبة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لما انتهيت إلى السدرة إذا ورقها مثل آذان الفيلة و إذا نبقها أمثال القلال فلما غشيها من أمر الله ما غشى تحولت فذكر الياقوت
2)على ابن ابراهيم گفت:پدرم از ابن ابى عمير،از هشام،از ابو عبد اللّه صلى اللّه عليه و آله نقل مىكند كه اين آيه،مكالمه خداوند با پيامبرش صلّى اللّه عليه و آله در شبى است كه به آسمانها برده شد،پيامبر صلّى اللّه عليه و آله فرمود: هنگامى به سدرة المنتهى رسيدم كه يك برگ از آن براى سايه انداختن روى امتى از امتها كافى بود،من از پروردگارم به اندازه «قٰابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنىٰ» [تا(فاصلهاش) به قدر(طول)دو(انتهاى)كمان يا نزديكتر شد]2فاصله داشتم همانطور كه خداوند فرمود،و خداوند مرا فراخواند: «آمَنَ...