سوره
نام سوره
کتاب0
قرن0
مذهب0
نوع0
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ
وَٱلذَّـٰرِيَٰتِ ذَرۡوࣰا1
فَٱلۡحَٰمِلَٰتِ وِقۡرࣰا2
فَٱلۡجَٰرِيَٰتِ يُسۡرࣰا3
فَٱلۡمُقَسِّمَٰتِ أَمۡرًا4
إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقࣱ5
وَإِنَّ ٱلدِّينَ لَوَٰقِعࣱ6
وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلۡحُبُكِ7
إِنَّكُمۡ لَفِي قَوۡلࣲ مُّخۡتَلِفࣲ8
يُؤۡفَكُ عَنۡهُ مَنۡ أُفِكَ9
قُتِلَ ٱلۡخَرَّـٰصُونَ10
ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي غَمۡرَةࣲ سَاهُونَ11
يَسۡـَٔلُونَ أَيَّانَ يَوۡمُ ٱلدِّينِ12
يَوۡمَ هُمۡ عَلَى ٱلنَّارِ يُفۡتَنُونَ13
ذُوقُواْ فِتۡنَتَكُمۡ هَٰذَا ٱلَّذِي كُنتُم بِهِۦ تَسۡتَعۡجِلُونَ14
إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي جَنَّـٰتࣲ وَعُيُونٍ15
ءَاخِذِينَ مَآ ءَاتَىٰهُمۡ رَبُّهُمۡۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَبۡلَ ذَٰلِكَ مُحۡسِنِينَ16
كَانُواْ قَلِيلࣰا مِّنَ ٱلَّيۡلِ مَا يَهۡجَعُونَ17
وَبِٱلۡأَسۡحَارِ هُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ18
وَفِيٓ أَمۡوَٰلِهِمۡ حَقࣱّ لِّلسَّآئِلِ وَٱلۡمَحۡرُومِ19
وَفِي ٱلۡأَرۡضِ ءَايَٰتࣱ لِّلۡمُوقِنِينَ20
وَفِيٓ أَنفُسِكُمۡۚ أَفَلَا تُبۡصِرُونَ21
وَفِي ٱلسَّمَآءِ رِزۡقُكُمۡ وَمَا تُوعَدُونَ22
فَوَرَبِّ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ إِنَّهُۥ لَحَقࣱّ مِّثۡلَ مَآ أَنَّكُمۡ تَنطِقُونَ23
هَلۡ أَتَىٰكَ حَدِيثُ ضَيۡفِ إِبۡرَٰهِيمَ ٱلۡمُكۡرَمِينَ24
إِذۡ دَخَلُواْ عَلَيۡهِ فَقَالُواْ سَلَٰمࣰاۖ قَالَ سَلَٰمࣱ قَوۡمࣱ مُّنكَرُونَ25
فَرَاغَ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِۦ فَجَآءَ بِعِجۡلࣲ سَمِينࣲ26
فَقَرَّبَهُۥٓ إِلَيۡهِمۡ قَالَ أَلَا تَأۡكُلُونَ27
فَأَوۡجَسَ مِنۡهُمۡ خِيفَةࣰۖ قَالُواْ لَا تَخَفۡۖ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَٰمٍ عَلِيمࣲ28
فَأَقۡبَلَتِ ٱمۡرَأَتُهُۥ فِي صَرَّةࣲ فَصَكَّتۡ وَجۡهَهَا وَقَالَتۡ عَجُوزٌ عَقِيمࣱ29
قَالُواْ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡعَلِيمُ30
قَالَ فَمَا خَطۡبُكُمۡ أَيُّهَا ٱلۡمُرۡسَلُونَ31
قَالُوٓاْ إِنَّآ أُرۡسِلۡنَآ إِلَىٰ قَوۡمࣲ مُّجۡرِمِينَ32
لِنُرۡسِلَ عَلَيۡهِمۡ حِجَارَةࣰ مِّن طِينࣲ33
مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلۡمُسۡرِفِينَ34
فَأَخۡرَجۡنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ35
فَمَا وَجَدۡنَا فِيهَا غَيۡرَ بَيۡتࣲ مِّنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ36
وَتَرَكۡنَا فِيهَآ ءَايَةࣰ لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَلِيمَ37
وَفِي مُوسَىٰٓ إِذۡ أَرۡسَلۡنَٰهُ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ بِسُلۡطَٰنࣲ مُّبِينࣲ38
فَتَوَلَّىٰ بِرُكۡنِهِۦ وَقَالَ سَٰحِرٌ أَوۡ مَجۡنُونࣱ39
فَأَخَذۡنَٰهُ وَجُنُودَهُۥ فَنَبَذۡنَٰهُمۡ فِي ٱلۡيَمِّ وَهُوَ مُلِيمࣱ40
وَفِي عَادٍ إِذۡ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمُ ٱلرِّيحَ ٱلۡعَقِيمَ41
مَا تَذَرُ مِن شَيۡءٍ أَتَتۡ عَلَيۡهِ إِلَّا جَعَلَتۡهُ كَٱلرَّمِيمِ42
وَفِي ثَمُودَ إِذۡ قِيلَ لَهُمۡ تَمَتَّعُواْ حَتَّىٰ حِينࣲ43
فَعَتَوۡاْ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِمۡ فَأَخَذَتۡهُمُ ٱلصَّـٰعِقَةُ وَهُمۡ يَنظُرُونَ44
فَمَا ٱسۡتَطَٰعُواْ مِن قِيَامࣲ وَمَا كَانُواْ مُنتَصِرِينَ45
وَقَوۡمَ نُوحࣲ مِّن قَبۡلُۖ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمࣰا فَٰسِقِينَ46
وَٱلسَّمَآءَ بَنَيۡنَٰهَا بِأَيۡيْدࣲ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ47
وَٱلۡأَرۡضَ فَرَشۡنَٰهَا فَنِعۡمَ ٱلۡمَٰهِدُونَ48
وَمِن كُلِّ شَيۡءٍ خَلَقۡنَا زَوۡجَيۡنِ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ49
فَفِرُّوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۖ إِنِّي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرࣱ مُّبِينࣱ50
وَلَا تَجۡعَلُواْ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَۖ إِنِّي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرࣱ مُّبِينࣱ51
كَذَٰلِكَ مَآ أَتَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُواْ سَاحِرٌ أَوۡ مَجۡنُونٌ52
أَتَوَاصَوۡاْ بِهِۦۚ بَلۡ هُمۡ قَوۡمࣱ طَاغُونَ53
فَتَوَلَّ عَنۡهُمۡ فَمَآ أَنتَ بِمَلُومࣲ54
وَذَكِّرۡ فَإِنَّ ٱلذِّكۡرَىٰ تَنفَعُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ55
وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ56
مَآ أُرِيدُ مِنۡهُم مِّن رِّزۡقࣲ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطۡعِمُونِ57
إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلۡقُوَّةِ ٱلۡمَتِينُ58
فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذَنُوبࣰا مِّثۡلَ ذَنُوبِ أَصۡحَٰبِهِمۡ فَلَا يَسۡتَعۡجِلُونِ59
فَوَيۡلࣱ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن يَوۡمِهِمُ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ60
ترجمه
تفسیر
حدیث
واژه‌نامه
اعلام و اسما
موضوعات
اعراب قرآن
آیات مرتبط
آیات در کتب
فیلتر بر اساس کتاب
کتاب
البرهان في تفسير القرآن4
ترجمه تفسیر روایی البرهان4
تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب2
تفسير نور الثقلين2
تفسير الصافي1
تفسير العيّاشي1
قرن
قرن دوازدهم12
قرن چهارم1
1
مذهب
شيعه14
نوع حدیث
تفسیری14
14 مورد یافت شد
البرهان في تفسير القرآن

24,25,14,55901 / _4 عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) قَالَ‌: قُلْتُ لَهُ‌: أَصْلَحَكَ اَللَّهُ‌، أَ كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) يَتَعَوَّذُ مِنَ اَلْبُخْلِ؟ قَالَ‌: «نَعَمْ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ فِي كُلِّ صَبَاحٍ وَ مَسَاءٍ‌، وَ نَحْنُ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ اَلْبُخْلِ‌، إِنَّ اَللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ‌ : وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولٰئِكَ هُمُ اَلْمُفْلِحُونَ‌ وَ سَأُنَبِّئُكَ عَنْ عَاقِبَةِ اَلْبُخْلِ‌، إِنَّ قَوْمَ 25لُوطٍ كَانُوا أَهْلَ قَرْيَةٍ بُخَلاَءَ‌ أَشِحَّاءَ عَلَى اَلطَّعَامِ‌، فَأَعْقَبَهُمُ اَللَّهُ دَاءً لاَ دَوَاءَ لَهُ فِي فُرُوجِهِمْ‌». قُلْتُ‌: وَ مَا أَعْقَبَهُمْ؟ قَالَ‌: «إِنَّ قَرْيَةَ قَوْمِ 25لُوطٍ كَانَتْ عَلَى طَرِيقِ اَلسَّيَّارَةِ إِلَى اَلشَّامِ‌ وَ مِصْرَ ، فَكَانَتِ اَلْمَارَّةُ تَنْزِلُ‌ بِهِمْ فَيُضِيفُونَهُمْ‌، فَلَمَّا أَنْ كَثُرَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ‌، ضَاقُوا بِهِمْ ذَرْعاً وَ بُخْلاً وَ لُؤْماً، فَدَعَاهُمُ اَلْبُخْلُ إِلَى أَنْ كَانَ إِذَا نَزَلَ بِهِمُ‌ اَلضَّيْفُ فَضَحُوهُ مِنْ غَيْرِ شَهْوَةٍ بِهِمْ إِلَى ذَلِكَ‌، وَ إِنَّمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ بِالضَّيْفِ حَتَّى تَنْكُلَ اَلنَّازِلَةُ عَنْهُمْ‌، فَشَاعَ‌ أَمْرُهُمْ فِي اَلْقُرَى، وَ حَذِرَتْهُمُ اَلْمَارَّةُ‌، فَأَوْرَثَهُمُ اَلْبُخْلُ بَلاَءً لاَ يَدْفَعُونَهُ عَنْ أَنْفُسِهِمْ‌، مِنْ غَيْرِ شَهْوَةٍ لَهُمْ إِلَى ذَلِكَ‌ ، حَتَّى صَارُوا يَطْلُبُونَهُ مِنَ اَلرِّجَالِ فِي اَلْبِلاَدِ، وَ يُعْطُونَهُمْ عَلَيْهِ اَلْجُعْلَ‌، فَأَيُّ دَاءٍ أَعْدَى مِنَ اَلْبُخْلِ‌، وَ لاَ أَضَرُّ عَاقِبَةً‌، وَ لاَ أَفْحَشُ عِنْدَ اَللَّهِ‌». قَالَ أَبُو بَصِيرٍ ، فَقُلْتُ لَهُ‌: أَصْلَحَكَ اَللَّهُ‌، هَلْ كَانَ أَهْلُ قَرْيَةِ 25لُوطٍ كُلُّهُمْ هَكَذَا مُبْتَلَيْنَ؟ قَالَ‌: «نَعَمْ‌، إِلاَّ أَهْلَ بَيْتٍ مِنَ‌ اَلْمُسْلِمِينَ‌، أَ مَا تَسْمَعُ لِقَوْلِهِ‌: فَأَخْرَجْنٰا مَنْ كٰانَ فِيهٰا مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌*`فَمٰا وَجَدْنٰا فِيهٰا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ‌ اَلْمُسْلِمِينَ‌ ». ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «إِنَّ 25لُوطاً لَبِثَ مَعَ قَوْمِهِ ثَلاَثِينَ سَنَةً‌، يَدْعُوهُمْ إِلَى اَللَّهِ وَ يُحَذِّرُهُمْ عِقَابَهُ قَالَ وَ كَانُوا قَوْماً لاَ يَتَنَظَّفُونَ مِنَ اَلْغَائِطِ، وَ لاَ يَتَطَهَّرُونَ مِنَ اَلْجَنَابَةِ‌، وَ كَانَ 25لُوطٌ وَ آلُهُ يَتَنَظَّفُونَ مِنَ اَلْغَائِطِ، وَ يَتَطَهَّرُونَ مِنَ‌ اَلْجَنَابَةِ‌، وَ كَانَ 25لُوطٌ اِبْنَ خَالَةِ 24إِبْرَاهِيمَ‌ ، وَ 24إِبْرَاهِيمُ‌ اِبْنَ خَالَةِ 25لُوطٍ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ‌)، وَ كَانَتِ اِمْرَأَةُ 24إِبْرَاهِيمَ‌ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) سَارَةَ‌ أُخْتَ‌ 25لُوطٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌)، وَ كَانَ 24إِبْرَاهِيمُ‌ وَ 25لُوطٌ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ‌) نَبِيَّيْنِ مُرْسَلَيْنِ مُنْذِرَيْنِ‌، وَ كَانَ 25لُوطٌ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) رَجُلاً سَخِيّاً كَرِيماً يَقْرِي اَلضَّيْفَ إِذَا نَزَلَ بِهِ وَ يُحَذِّرُهُ قَوْمَهُ قَالَ فَلَمَّا رَأَى قَوْمُ 25لُوطٍ ذَلِكَ‌، قَالُوا: إِنَّا نَنْهَاكَ عَنِ اَلْعَالَمِينَ‌، لاَ تَقْرِ ضَيْفاً نَزَلَ بِكَ‌، فَإِنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ فَضَحْنَا ضَيْفَكَ‌، وَ أَخْزَيْنَاكَ فِيهِ‌. وَ كَانَ 25لُوطٌ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) إِذَا نَزَلَ بِهِ اَلضَّيْفُ كَتَمَ أَمْرَهُ‌، مَخَافَةَ أَنْ يَفْضَحَهُ‌ قَوْمُهُ‌، وَ ذَلِكَ أَنَّ 25لُوطاً (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) كَانَ فِيهِمْ لاَ عَشِيرَةَ لَهُ قَالَ وَ إِنَّ 25لُوطاً وَ 24إِبْرَاهِيمَ‌ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ‌) يَتَوَقَّعَانِ نُزُولَ اَلْعَذَابِ‌ عَلَى قَوْمِ 25لُوطٍ ، وَ كَانَتْ 24لِإِبْرَاهِيمَ‌ وَ 25لُوطٍ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ‌) مَنْزِلَةٌ مِنَ اَللَّهِ شَرِيفَةٌ‌، وَ إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى كَانَ إِذَا هَمَّ بِعَذَابِ قَوْمِ‌ 25لُوطٍ ، أَدْرَكَتْهُ فِيهِمْ مَوَدَّةُ 24إِبْرَاهِيمَ‌ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) وَ خُلَّتُهُ‌، وَ مَحَبَّةُ 25لُوطٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌)، فَيُرَاقِبُهُمْ فِيهِ فَيُؤَخِّرُ عَذَابَهُمْ‌». قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «فَلَمَّا اِشْتَدَّ أَسَفُ اَللَّهُ تَعَالَى عَلَى قَوْمِ 25لُوطٍ وَ قَدَّرَ عَذَابَهُمْ وَ قَضَاهُ‌، أَحَبَّ أَنْ يُعَوِّضَ‌ 24إِبْرَاهِيمَ‌ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) مِنْ عَذَابِ قَوْمِ 25لُوطٍ بِغُلاَمٍ حَلِيمٍ‌، فَيُسَلِّيَ بِهِ مُصَابَهُ بِهَلاَكِ قَوْمِ 25لُوطٍ ، فَبَعَثَ اَللَّهُ رُسُلاً إِلَى 24إِبْرَاهِيمَ‌ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) يُبَشِّرُونَهُ 26بِإِسْمَاعِيلَ‌ ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ لَيْلاً، فَفَزِعَ مِنْهُمْ‌، وَ خَافَ أَنْ يَكُونُوا سُرَّاقاً، فَلَمَّا أَنْ رَأَتْهُ اَلرُّسُلُ‌ فَزِعاً وَجِلاً قٰالُوا سَلاٰماً قٰالَ سَلاٰمٌ‌ ، قٰالَ إِنّٰا مِنْكُمْ وَجِلُونَ‌*`قٰالُوا لاٰ تَوْجَلْ إِنّٰا نُبَشِّرُكَ بِغُلاٰمٍ عَلِيمٍ‌ » قَالَ‌ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «وَ اَلْغُلاَمُ اَلْعَلِيمُ هُوَ 26إِسْمَاعِيلُ‌ مِنْ هَاجَرَ ، فَقَالَ 24إِبْرَاهِيمُ‌ لِلرُّسُلِ‌: أَ بَشَّرْتُمُونِي عَلىٰ أَنْ مَسَّنِيَ‌ اَلْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ‌*`قٰالُوا بَشَّرْنٰاكَ بِالْحَقِّ فَلاٰ تَكُنْ مِنَ اَلْقٰانِطِينَ‌ فَقَالَ 24إِبْرَاهِيمُ‌ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) لِلرُّسُلِ‌: فَمٰا خَطْبُكُمْ‌ ؟ بَعْدَ اَلْبِشَارَةِ‌ قٰالُوا إِنّٰا أُرْسِلْنٰا إِلىٰ قَوْمٍ مُجْرِمِينَ‌ قَوْمِ 25لُوطٍ ، إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ‌، لِنُنْذِرَهُمْ عَذَابَ‌ رَبِّ اَلْعَالَمِينَ‌، قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «فَقَالَ 24إِبْرَاهِيمُ‌ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) لِلرُّسُلِ‌: إِنَّ فِيهٰا 25لُوطاً قٰالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهٰا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَ أَهْلَهُ إِلاَّ اِمْرَأَتَهُ كٰانَتْ مِنَ اَلْغٰابِرِينَ‌ قَالَ‌: فَلَمّٰا جٰاءَ آلَ 25لُوطٍ اَلْمُرْسَلُونَ‌*`قٰالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ‌ *`قٰالُوا بَلْ جِئْنٰاكَ بِمٰا كٰانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ‌ يَقُولُ‌: مِنْ عَذَابِ اَللَّهِ‌، لِتُنْذِرَ قَوْمَكَ اَلْعَذَابَ‌ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ‌ يَا 25لُوطُ إِذَا مَضَى مِنْ يَوْمِكَ هَذَا سَبْعَةُ أَيَّامٍ بِلَيَالِيهَا بِقِطْعٍ مِنَ اَللَّيْلِ‌ [إِذَا مَضَى نِصْفُ اَللَّيْلِ‌] وَ لاٰ يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ اِمْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهٰا مٰا أَصٰابَهُمْ‌ . قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «فَقَضَوْا إِلَى 25لُوطٍ ذٰلِكَ اَلْأَمْرَ أَنَّ دٰابِرَ هٰؤُلاٰءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ‌ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) فَلَمَّا كَانَ اَلْيَوْمُ اَلثَّامِنُ مَعَ طُلُوعِ اَلْفَجْرِ، قَدَّمَ اَللَّهُ رُسُلاً إِلَى 24إِبْرَاهِيمَ‌ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) يُبَشِّرُونَهُ 27بِإِسْحَاقَ‌ ، وَ يُعَزُّونَهُ بِهَلاَكِ قَوْمِ 25لُوطٍ ، وَ ذَلِكَ قَوْلُ اَللَّهِ فِي 11سُورَةِ هُودٍ : وَ لَقَدْ جٰاءَتْ رُسُلُنٰا 24إِبْرٰاهِيمَ‌ بِالْبُشْرىٰ قٰالُوا سَلاٰماً قٰالَ‌ سَلاٰمٌ فَمٰا لَبِثَ أَنْ جٰاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ يَعْنِي ذَكِيّاً مَشْوِيّاً نَضِيجاً فَلَمّٰا رَأىٰ أَيْدِيَهُمْ لاٰ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ‌ وَ أَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قٰالُوا لاٰ تَخَفْ إِنّٰا أُرْسِلْنٰا إِلىٰ قَوْمِ 25لُوطٍ *`وَ اِمْرَأَتُهُ قٰائِمَةٌ‌ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) إِنَّمَا عَنَى اِمْرَأَةَ 24إِبْرَاهِيمَ‌ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) سَارَةَ‌ قَائِمَةً فَبَشَّرُوهَا 27بِإِسْحٰاقَ‌ وَ مِنْ وَرٰاءِ 27إِسْحٰاقَ‌ 28يَعْقُوبَ‌ *`قٰالَتْ يٰا وَيْلَتىٰ أَ أَلِدُ وَ أَنَا عَجُوزٌ وَ هٰذٰا بَعْلِي شَيْخاً إِلَى قَوْلِهِ‌: إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ». قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «فَلَمَّا أَنْ جَاءَتِ اَلْبِشَارَةُ 27بِإِسْحَاقَ‌ ذَهَبَ عَنْهُ اَلرَّوْعُ‌، وَ أَقْبَلَ يُنَاجِي رَبَّهُ فِي قَوْمِ 25لُوطٍ ، وَ يَسْأَلُهُ كَشْفَ اَلْعَذَابِ عَنْهُمْ‌، قَالَ اَللَّهُ‌: يٰا 24إِبْرٰاهِيمُ‌ أَعْرِضْ عَنْ هٰذٰا إِنَّهُ قَدْ جٰاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَ إِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذٰابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ بَعْدَ طُلُوعِ اَلشَّمْسِ مِنْ يَوْمِكَ هَذَا، مَحْتُومٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ».

البرهان في تفسير القرآن

68271 / _6 (تُحْفَةِ اَلْإِخْوَانِ‌): قَالَ اَلْإِمَامُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ اَلصَّادِقُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): «وَ كَانَ أَهْلُ اَلْمُؤْتَفِكَاتِ مِنْ أَجَلِّ‌ اَلنَّاسِ‌، وَ كَانُوا فِي حُسْنٍ وَ جَمَالٍ‌، فَأَصَابَهُمْ اَلْغَلاَءُ وَ اَلْقَحْطُ، فَجَاءَهُمْ إِبْلِيسُ اَللَّعِينُ‌، وَ قَالَ لَهُمْ‌: إِنَّمَا جَاءَكُمْ اَلْقَحْطُ لِأَنَّكُمْ مَنَعْتُمُ اَلنَّاسَ مِنْ دُورِكُمْ وَ لَمْ تَمْنَعُوهُمْ مِنْ بَسَاتِينِكُمُ اَلْخَارِجَةِ‌. فَقَالُوا: وَ كَيْفَ اَلسَّبِيلُ إِلَى اَلْمَنْعِ؟ فَقَالَ لَهُمْ‌: اِجْعَلُوا اَلسُّنَةَ بَيْنَكُمْ إِذَا وَجَدْتُمْ غَرِيباً فِي بَلَدِكُمْ سَلَبْتُمُوهُ وَ نَكَحْتُمُوهُ فِي دُبُرِهِ‌، حَتَّى إِنَّكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ لَمْ يَتَطَرَّقُوا عَلَيْكُمْ‌». قَالَ‌: «فَعَزَمُوا عَلَى ذَلِكَ‌، فَخَرَجُوا إِلَى ظَاهِرِ اَلْبَلَدِ يَطْلُبُونَ مَنْ يَجُوزُ بِهِمْ‌ ، فَتَصَوَّرَ لَهُمْ إِبْلِيسُ اَللَّعِينُ غُلاَماً أَمْرَدَ، فَتَزَيَّنَ‌، فَحَمَلُوا عَلَيْهِ‌، فَلَمَّا رَأَوْهُ سَلَبُوهُ وَ نَكَحُوهُ فِي دُبُرِهِ‌، فَطَابَ لَهُمْ ذَلِكَ‌، حَتَّى صَارَ هَذَا عَادَةً لَهُمْ فِي كُلِّ‌ غَرِيبٍ وَجَدُوهُ‌، حَتَّى تَعَدَّوْا مَنِ اَلْغُرَبَاءِ إِلَى أَهْلِ اَلْبَلَدِ، وَ فَشَا ذَلِكَ فِيهِمْ‌، وَ ظَهَرَ ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ اِنْتِقَامٍ بَيْنَهُمْ‌، فَمِنْهُمْ‌ مَنْ يُؤْتَى، وَ مِنْهُمْ مَنْ يَأْتِي. وَ أَوْحَى اَللَّهُ تَعَالَى إِلَى إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): أَنِّي اِخْتَرْتُ لُوطاً نَبِيّاً، فَابْعَثْهُ إِلَى هَؤُلاَءِ اَلْقَوْمِ‌. فَأَقْبَلَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى لُوطٍ فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ‌، ثُمَّ قَالَ لَهُ‌: اِنْطَلِقْ إِلَى مَدَائِنِ سَدُومَ‌ ، وَ اُدْعُهُمْ إِلَى عِبَادَةِ اَللَّهِ‌، وَ حَذِّرْهُمْ أَمْرَ اَللَّهِ وَ عَذَابَهُ‌، وَ ذَكِّرْهُمْ بِمَا نَزَلَ بِقَوْمِ نُمْرُودَ بْنِ كَنْعَانَ‌. فَسَارَ لُوطٌ حَتَّى صَارَ إِلَى اَلْمَدَائِنِ‌، فَوَقَفَ وَ هُوَ لاَ يَدْرِي بِأَيِّهَا يَبْدَأُ، فَأَقْبَلَ‌ حَتَّى دَخَلَ مَدِينَةَ سَدُومَ‌، وَ هِيَ أَكْبَرُهَا، وَ فِيهَا مُلْكُهُمْ‌، فَلَمَّا بَلَغَ وَسَطَ اَلسُّوقَ‌، قَالَ‌: يَا قَوْمِ اِتَّقُوا اَللَّهَ وَ أَطِيعُونِي، وَ اُزْجُرُوا أَنْفُسَكُمْ عَنْ هَذِهِ اَلْفَوَاحِشِ اَلَّتِي لَمْ تُسْبَقُوا إِلَى مِثْلِهَا، وَ اِنْتَهُوا عَنِ عِبَادَةِ اَلْأَصْنَامِ‌، فَإِنِّي رَسُولُ اَللَّهِ إِلَيْكُمْ‌. فَذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: وَ لُوطاً إِذْ قٰالَ لِقَوْمِهِ أَ تَأْتُونَ اَلْفٰاحِشَةَ مٰا سَبَقَكُمْ بِهٰا مِنْ أَحَدٍ مِنَ اَلْعٰالَمِينَ‌* إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ اَلرِّجٰالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ اَلنِّسٰاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ‌*`وَ مٰا كٰانَ جَوٰابَ قَوْمِهِ إِلاّٰ أَنْ قٰالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ‌ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنٰاسٌ يَتَطَهَّرُونَ‌ ، يَعْنِي عَنْ إِتْيَانِ اَلرِّجَالِ‌، وَ قَالَ فِي مَكَانٍ آخَرَ: أَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ اَلرِّجٰالَ‌ وَ تَقْطَعُونَ اَلسَّبِيلَ وَ تَأْتُونَ فِي نٰادِيكُمُ اَلْمُنْكَرَ ، يَعْنِي اَلْحَذْفَ بِالْحَصَى، وَ اَلتَّصْفِيقَ وَ اَللَّعِبَ بِالْحَمَامِ‌، وَ تَصْفِيقَ‌ اَلطُّيُورِ، وَ مُنَاقَرَةَ اَلدُّيُوكِ‌، وَ مُهَارَشَةَ اَلْكِلاَبِ‌ ، وَ اَلْحَبْقَ‌ فِي اَلْمَجَالِسِ‌، وَ لُبْسَ اَلْمُعَصْفَرَاتِ‌ ، فَمٰا كٰانَ جَوٰابَ‌ قَوْمِهِ إِلاّٰ أَنْ قٰالُوا اِئْتِنٰا بِعَذٰابِ اَللّٰهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ اَلصّٰادِقِينَ‌ . وَ بَلَغَ ذَلِكَ مَلِكَهُمْ فِي سَدُومَ‌، فَقَالَ‌: اِئْتُونِي بِهِ‌. فَلَمَّا وَقَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ‌، قَالَ لَهُ‌: مَنْ أَنْتَ‌، وَ مَنْ أَرْسَلَكَ‌، وَ بِمَاذَا جِئْتَ‌، وَ إِلَى مَنْ بُعِثْتَ؟ فَقَالَ لَهُ‌: أَمَّا اِسْمِي فَلُوطٌ اِبْنُ أَخِ إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌)، وَ أَمَّا اَلَّذِي أَرْسَلَنِي فَهُوَ اَللَّهُ رَبِّي وَ رَبُّكُمْ‌، وَ أَمَّا مَا جِئْتُ بِهِ‌، فَأَدْعُوكِمْ إِلَى طَاعَةِ اَللَّهِ [وَ أَمْرِهِ‌]، وَ أَنْهَاكُمْ عَنْ هَذِهِ اَلْفَوَاحِشِ‌. فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ لُوطٍ وَقَعَ فِي قَلْبِهِ‌ اَلرُّعْبُ وَ اَلْخَوْفُ‌، فَقَالَ لَهُ‌: إِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ مِنْ قَوْمِي، فَسِرْ إِلَيْهِمْ‌، فَإِنْ أَجَابُوكَ فَأَنَا مَعَهُمْ‌». قَالَ‌: «فَخَرَجَ لُوطٌ مِنْ عِنْدِهِ وَ وَقَفَ عَلَى قَوْمِهِ‌، وَ أَخَذَ يَدْعُوهُمْ إِلَى عِبَادَةِ اَللَّهِ‌، وَ يَنْهَاهُمْ عَنِ اَلْمَعَاصِي، وَ يُحَذِّرُهُمْ عَذَابَ اَللَّهِ‌، حَتَّى وَثَبُوا عَلَيْهِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ‌، وَ قَالُوا: لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يٰا لُوطُ مِنْ هَذِهِ اَلدَّعْوَةِ‌ لَتَكُونَنَّ‌ مِنَ اَلْمُخْرَجِينَ‌ أَيْ مِنْ بَلَدِنَا، قٰالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ‌ اَلْخَبِيثِ‌ مِنَ اَلْقٰالِينَ‌ أَيْ مِنَ اَلْمُبْغِضِينَ‌ رَبِّ نَجِّنِي وَ أَهْلِي مِمّٰا يَعْمَلُونَ‌ يَعْنِي مِنَ اَلْفَوَاحِشِ‌. فَأَقَامَ فِيهِمْ لُوطٌ عِشْرِينَ سَنَةً‌، وَ هُوَ يَدْعُوهُمْ‌، وَ تُوُفِّيَتْ اِمْرَأَتُهُ وَ كَانَتْ مُؤْمِنَةً‌، فَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى مِنْ قَوْمِهِ‌، وَ كَانَتْ‌ قَدْ آمَنَتْ بِهِ‌، يُقَالُ لَهَا (قُوَابُ‌)، فَقَامَ مَعَهَا يَدْعُوهُمْ إِلَى طَاعَةِ اَللَّهِ‌، فَجَعَلُوا يَشْتِمُونَهُ وَ يَضْرِبُونَهُ‌، حَتَّى بَقِيَ فِيهِمْ مِنْ‌ أَوَّلِ مَا بُعِثَ إِلَى أَرْبَعِينَ سَنَةً‌، فَلَمْ يُبَالُوا بِهِ‌، وَ لَمْ يُطِيعُوهُ‌، فَضَجَّتِ اَلْأَرْضُ إِلَى رَبِّهَا، وَ اِسْتَغَاثَتِ اَلْأَشْجَارُ، وَ اَلْأَطْيَارُ، وَ اَلْجَنَّةُ وَ اَلنَّارُ مِنْ فِعْلِهِمْ إِلَى اَللَّهِ تَعَالَى، فَأَوْحَى اَللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِمْ‌ : إِنِّي حَلِيمٌ لاَ أَعْجَلُ عَلَى مَنْ عَصَانِي حَتَّى يَأْتِيَ‌ اَلْأَجَلُ اَلْمَحْدُودُ». قَالَ‌: «فَلَمَّا اِسْتَخَفُّوا بِنَبِيِّ اَللَّهِ وَ لَمْ يُذْعِنُوا إِلَى طَاعَتِهِ‌، وَ دَامُوا عَلَى مَا كَانُوا فِيهِ مِنَ اَلْمَعَاصِي، أَمَرَ اَللَّهُ تَعَالَى أَرْبَعَةً مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ‌، وَ هُمْ‌: جَبْرَئِيلُ‌، وَ مِيكَائِيلُ‌، وَ إِسْرَافِيلُ‌، وَ دَرْدَائِيلُ أَنْ يَمُرُّوا بِإِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌)، وَ يُبَشِّرُونَهُ بِوَلَدٍ مِنْ‌ سَارَةَ بِنْتِ هَارَازَ بْنِ نَاخُورَ ، وَ كَانَتْ قَدْ آمَنَتْ بِهِ حِينَ جَعَلَ اَللَّهُ عَلَيْهِ اَلنَّارَ بَرْداً وَ سَلاَماً، فَأَوْحَى اَللَّهُ إِلَيْهِ‌: أَنْ تَزَوَّجْ‌ بِهَا يَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ فَتَزَوَّجَ بِهَا، فَجَاءُوا عَلَى صُورَةِ اَلْبَشَرِ، اَلْمُعْتَجِرِينَ‌ بِالْعَمَائِمِ‌، وَ كَانَ إِبْرَاهِيمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) لاَ يَأْكُلُ‌ إِلاَّ مَعَ اَلضَّيْفِ قَالَ فَانْقَطَعَتِ اَلْأَضْيَافُ عَنْهُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ‌، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ‌، قَالَ‌: يَا سَارَةُ‌، قُومِي وَ اِعْمَلِي شَيْئاً مِنَ‌ اَلطَّعَامِ‌، فَلَعَلِّي أَخْرُجُ عَسَى أَنْ أَلْقَى ضَيْفاً. فَقَامَتْ لِذَلِكَ‌، وَ خَرَجَ إِبْرَاهِيمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) فِي طَلَبِ اَلضَّيْفِ‌، فَلَمْ يَجِدْ ضَيْفاً، فَقَعَدَ فِي دَارِهِ يَقْرَأُ اَلصُّحُفَ اَلْمُنَزَّلَةَ عَلَيْهِ‌، فَلَمْ يَشْعُرْ إِلاَّ وَ اَلْمَلاَئِكَةُ قَدْ دَخَلُوا عَلَيْهِ مُفَاجَأَةً عَلَى خَيْلِهِمْ فِي زِينَتِهِمْ‌، فَوَقَفُوا بَيْنَ يَدَيْهِ‌، فَفَزِعَ مِنْ مُفَاجَأَتِهِمْ‌، حَتَّى قَالُوا: سَلاَماً، فَسَكَنَ خَوْفُهُ‌، فَذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: لَقَدْ جٰاءَتْ رُسُلُنٰا إِبْرٰاهِيمَ بِالْبُشْرىٰ قٰالُوا سَلاٰماً ، وَ قَالَ تَعَالَى فِي آيَةٍ أُخْرَى: هَلْ أَتٰاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ‌ إِبْرٰاهِيمَ اَلْمُكْرَمِينَ‌*`إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقٰالُوا سَلاٰماً قٰالَ سَلاٰمٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ‌ ، لِأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُ صُوَرَهُمْ‌، فَرَحَّبَ‌ بِهِمْ‌، وَ أَمَرَهُمْ بِالْجُلُوسِ‌، وَ دَخَلَ عَلَى سَارَةَ‌، وَ قَالَ لَهَا: قَدْ نَزَلَ عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ أَضْيَافٍ حِسَانُ اَلْوُجُوهِ وَ اَللِّبَاسِ‌، وَ قَدْ دَخَلُوا وَ سَلَّمُوا عَلَيَّ بِسَلاَمِ اَلْأَبْرَارِ، فَقَالَ لَهَا: وَ حَاجَتِي إِلَيْكِ أَنْ تَقُومِي وَ تَخْدُمِيهِمْ‌. فَقَالَتْ‌: عَهْدِي بِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ‌ وَ أَنْتَ أَغْيَرُ اَلنَّاسِ‌. فَقَالَ‌: هُوَ كَمَا تَقُولِينَ‌، غَيْرَ أَنَّ هَؤُلاَءِ أَعِزَّاءُ خِيَارٌ. ثُمَّ عَمَدَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى عِجْلٍ سَمِينٍ فَذَبَحَهُ‌، وَ نَظَّفَهُ‌، وَ عَمَدَ إِلَى اَلتَّنُّورِ فَسَجَرَهُ‌، فَوَضَعَ اَلْعِجْلَ فِي اَلتَّنُّورِ حَتَّى اِشْتَوَى، وَ ذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: فَمٰا لَبِثَ أَنْ جٰاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ، وَ اَلْحَنِيذُ اَلَّذِي يُشْوَى فِي اَلْحُفْرَةِ‌، وَ قَدِ اِنْتَهَى خُبُزُهُ وَ نَضَاجَتُهُ‌، فَوَضَعَ إِبْرَاهِيمُ اَلْعِجْلَ عَلَى اَلْخِوَانِ‌، وَ وَضَعَ اَلْخُبُزَ مِنْ حَوْلِهِ‌، وَ قَدَّمَهُ إِلَيْهِمْ‌، وَ وَقَفَتْ سَارَةُ‌ عَلَيْهِمْ تَخْدُمُهُمْ‌، وَ إِبْرَاهِيمُ يَأْكُلُ وَ لاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ‌، فَلَمَّا رَأَتْ سَارَةُ ذَلِكَ مِنْهُمْ‌، قَالَتْ‌: يَا إِبْرَاهِيمُ‌، إِنَّ أَضْيَافَكَ هَؤُلاَءِ لاَ يَأْكُلُونَ شَيْئاً. فَقَالَ لَهُمْ إِبْرَاهِيمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): أَ لاَ تَأْكُلُونَ؟ وَ دَاخَلَهُ اَلْخَوْفُ مِنْ ذَلِكَ‌، وَ ذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: فَلَمّٰا رَأىٰ‌ أَيْدِيَهُمْ لاٰ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَ أَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً‌ ، أَيْ أَضْمَرَ مِنْهُمْ خَوْفاً. ثُمَّ قَالَ إِبْرَاهِيمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكُمْ مَا تَأْكُلُونَ مَا قَطَعْنَا اَلْعِجْلَ عَنْ اَلْبَقَرَةِ‌. فَمَدَّ جَبْرَئِيلُ يَدَهُ نَحْوَ اَلْعِجْلِ‌، وَ قَالَ‌: قُمْ بِإِذْنِ اَللَّهِ تَعَالَى. فَقَامَ وَ أَقْبَلَ نَحْوَ اَلْبَقَرَةِ حَتَّى اِلْتَقَمَ ضَرْعَهَا، فَعِنْدَ ذَلِكَ اِشْتَدَّ خَوْفُ إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌)، وَ قَالَ‌: إِنّٰا مِنْكُمْ وَجِلُونَ‌*`قٰالُوا لاٰ تَوْجَلْ إِنّٰا نُبَشِّرُكَ بِغُلاٰمٍ عَلِيمٍ‌*`قٰالَ أَ بَشَّرْتُمُونِي عَلىٰ أَنْ مَسَّنِيَ اَلْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ‌ *`قٰالُوا بَشَّرْنٰاكَ بِالْحَقِّ فَلاٰ تَكُنْ مِنَ اَلْقٰانِطِينَ‌*`قٰالَ وَ مَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ اَلضّٰالُّونَ‌ قَالَ وَ كَانَتْ‌ سَارَةُ قَائِمَةً فَلَمَّا سَمِعَتْ‌، قَالَتْ‌: أَوَّهْ‌ . وَ هِيَ اَلصَّرَّةُ اَلَّتِي قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: فَأَقْبَلَتِ اِمْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهٰا يَعْنِي ضَرَبَتْ وَجْهَهَا وَ قٰالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ‌ 1 «2» أَيْ كَبِيرَةٌ لَمْ تَلِدْ قٰالَتْ يٰا وَيْلَتىٰ أَ أَلِدُ وَ أَنَا عَجُوزٌ وَ هٰذٰا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هٰذٰا لَشَيْ‌ءٌ عَجِيبٌ‌*`قٰالُوا أَ تَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اَللّٰهِ رَحْمَتُ اَللّٰهِ وَ بَرَكٰاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ اَلْبَيْتِ إِنَّهُ‌ حَمِيدٌ مَجِيدٌ اَلْمَوْجُودُ ذُو اَلشَّرَفِ وَ اَلْمَجْدِ وَ اَلْكَرَمِ‌، وَ فِي آيَةٍ أُخْرَى: وَ أَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قٰالُوا لاٰ تَخَفْ إِنّٰا أُرْسِلْنٰا إِلىٰ قَوْمِ لُوطٍ*`وَ اِمْرَأَتُهُ قٰائِمَةٌ‌ تَخْدُمُهُمْ‌ فَضَحِكَتْ‌ أَيْ حَاضَتْ‌ فَبَشَّرْنٰاهٰا بِإِسْحٰاقَ وَ مِنْ‌ وَرٰاءِ إِسْحٰاقَ يَعْقُوبَ‌ . فَإِسْحَاقُ قَدْ مَضَى عَلَيْهِ ثَمَانُونَ سَنَةً فَكُفَّ بَصَرُهُ‌، وَ كَانَ مُلاَزِماً لِمَسْجِدِهِ‌، فَبَيْنَمَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ جَالِسٌ إِلَى جَانِبِ اِمْرَأَتِهِ إِذْ رَاوَدَهَا، فَضَحِكَتْ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهَا، فَقَالَتْ زَوْجَتُهُ‌، وَ اِسْمُهَا رَبَابُ بِنْتُ لُوطٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌)، وَ قِيلَ‌ قُدْرَةً‌: يَا إِسْحَاقُ‌. فَقَالَ‌: نَعَمْ‌، إِنْ شَاءَ اَللَّهُ‌، فَوَاقَعَهَا، فَحَمَلَتْ بِوَلَدَيْنِ ذَكَرَيْنِ‌، وَ أَخْبَرَتْهُ بِحَمْلِهَا، فَقَالَ لَهَا إِسْحَاقُ‌: لاَ تَعْجَبِي مِنْ ذَلِكَ‌، لِأَنِّي رَأَيْتُ فِي أَوَّلِ عُمُرِي فِي اَلْمَنَامَ ذَاتَ لَيْلَةٍ كَأَنَّهُ خَرَجَتْ مِنْ ظَهْرِي شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ خَضْرَاءُ‌ لَهَا أَغْصَانٌ وَ فُرُوعُ‌، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا عَلَى لَوْنٍ‌، فَقِيلَ لِي فِي اَلْمَنَامِ‌: هَذِهِ اَلْأَغْصَانُ أَوْلاَدُكَ اَلْأَنْبِيَاءُ عَلَى قَدْرِ أَنْوَارِهُمْ‌، فَانْتَبَهْتُ فَزِعاً مَرْعُوباً، فَهَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ‌. فَقَالَتْ زَوْجَتُهُ‌: يَا نَبِيَّ اَللَّهِ وَ رَسُولَهُ‌، إِنَّهُمَا اِثْنَانِ‌، لِأَنَّهُمَا يَتَضَارَبَانِ فِي بَطْنِي كَالْمُتَخَاصِمَيْنِ‌. فَقَالَ إِسْحَاقُ‌: يَكُونُ خَيْراً إِنْ شَاءَ اَللَّهُ تَعَالَى. فَلَمَّا تَمَّتْ مُدَّةُ اَلْحَمْلِ وَضَعَتْهُمَا وَ أَحَدُهُمَا بِعَقِبِ‌ صَاحِبِهِ‌، مُتَعَلِّقٌ‌ بِعَقِبِهِ‌، فَسُمِّيَ‌: يَعْقُوبَ‌، لِأَنَّهُ بِعَقِبِ أَخِيهِ‌، وَ اَلْآخَرُ اِسْمُهُ عِيصِ‌، لِأَنَّهُ أَخَّرَ أَخَاهُ‌، وَ تَقَدَّمَ عَلَيْهِ‌». وَ قِيلَ‌: إِنَّ سَارَةَ قَدْ مَضَى مِنَ عُمُرِهَا تِسْعٌ وَ تِسْعُونَ سَنَةً‌، وَ إِبْرَاهِيمَ ثَمَانِي وَ تِسْعُونَ‌، وَ حَمَلَتْ سَارَةُ بِإِسْحَاقَ‌ فِي اَللَّيْلَةِ اَلَّتِي خَسَفَ اَللَّهُ فِيهَا قَوْمَ لُوطٍ، فَلَمَّا تَمَّتْ أَشْهُرُهَا وَضَعَتْهُ فِي لَيْلَةِ اَلْجُمُعَةِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ‌، وَ لَهُ نُورٌ شَعْشَعَانِيٌّ‌، فَلَمَّا سَقَطَ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ خَرَّ لِلَّهِ سَاجِداً، ثُمَّ اِسْتَوَى قَاعِداً، وَ رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى اَلسَّمَاءِ بِالثَّنَاءِ لِلَّهِ تَعَالَى وَ اَلتَّوْحِيدِ. قَالَ‌: «فَأَخَذَتْ تُرَدِّدُ قَوْلَهَا: عَجُوزٌ عَقِيمٌ‌؛ وَ هِيَ لاَ تَدْرِي أَنَّ هَؤُلاَءِ مَلاَئِكَةُ‌، فَرَفَعَ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) طَرْفَهُ إِلَيْهَا، وَ قَالَ لَهَا: يَا سَارَةُ‌، كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ اَلْحَكِيمُ اَلْعَلِيمُ‌. فَلَمَّا فَرَغُوا مِنْ ذَلِكَ‌، قَالَ لَهُمْ إِبْرَاهِيمُ‌: فَمٰا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا اَلْمُرْسَلُونَ‌ ، يَعْنِي مَا بَالُكُمْ بَعْدَ هَذِهِ اَلْبِشَارَةِ؟ قٰالُوا إِنّٰا أُرْسِلْنٰا إِلىٰ قَوْمٍ مُجْرِمِينَ‌ يَعْنُونَ قَوْمَ لُوطٍ لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجٰارَةً مِنْ طِينٍ‌ ». قَالَ قَتَادَةُ‌: كَانَتْ حِجَارَةً مَخْلُوطَةً بِالطِّينِ‌، مَطْبُوخَةً فِي نَارِ جَهَنَّمَ‌ مُسَوَّمَةً‌ يَعْنِي مُعْلَمَةً‌، وَ قِيلَ‌: إِنَّهُ كَانَ مَكْتُوباً عَلَى كُلِّ حَجَرٍ اِسْمُ صَاحِبِهِ مِنَ اَلْمُسْرِفِينَ مِنْ قَوْمِ لُوطٍ فِي مَعَاصِيهِمْ‌. قَالَ‌: «فَعَادَ جَبْرَئِيلُ إِلَى صُورَتِهِ حَتَّى عَرَفَهُ إِبْرَاهِيمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌)، فَأَخْبَرَهُ‌: أَنَّ هَذَا أَخِي مِيكَائِيلُ‌، وَ هَذَانِ‌ إِسْرَافِيلُ وَ دَرْدَائِيلُ‌. فَاغْتَمَّ إِبْرَاهِيمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) شَفَقَةً عَلَى اِبْنِ أَخِيهِ لُوطٍ وَ أَهْلِهِ‌، وَ ذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى حِكَايَةً عَنْ‌ إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): إِنَّ فِيهٰا لُوطاً قٰالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهٰا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَ أَهْلَهُ إِلاَّ اِمْرَأَتَهُ كٰانَتْ مِنَ اَلْغٰابِرِينَ‌ ، يَعْنِي مِنَ اَلْبَاقِينَ فِي اَلْعَذَابِ‌. ثُمَّ سَأَلَهُمْ عَنْ عَدَدِ اَلْمُؤْمِنِينَ فِي هَذِهِ اَلْمَدَائِنِ‌، قَالَ لَهُ جَبْرَئِيلُ‌: مَا فِيهَا إِلاَّ لُوطٌ، وَ اِبْنَتَاهْ‌. فَذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: فَأَخْرَجْنٰا مَنْ كٰانَ فِيهٰا مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌*`فَمٰا وَجَدْنٰا فِيهٰا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ‌ . قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: فَلَمّٰا ذَهَبَ عَنْ إِبْرٰاهِيمَ اَلرَّوْعُ‌ ، أَيْ اَلْخَوْفُ‌ وَ جٰاءَتْهُ اَلْبُشْرىٰ‌ يَعْنِي بِإِسْحَاقَ‌ يُجٰادِلُنٰا فِي قَوْمِ لُوطٍ يَعْنِي مَا جَرَى بَيْنَهُ وَ بَيْنَ جَبْرَئِيلَ‌، يَقُولُ اَللَّهُ تَعَالَى: إِنَّ إِبْرٰاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوّٰاهٌ‌ مُنِيبٌ‌ يَعْنِي هُوَ مُؤْمِنٌ فِي اَلدُّعَاءِ‌، مُقْبِلٌ عَلَى عِبَادَةِ رَبِّهِ قَالَ فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ لِإِبْرَاهِيمَ‌: يٰا إِبْرٰاهِيمُ أَعْرِضْ‌ عَنْ هٰذٰا إِنَّهُ قَدْ جٰاءَ أَمْرُ رَبِّكَ‌ يَعْنِي عَذَابَهُ‌ وَ إِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذٰابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ أَيْ غَيْرُ مَصْرُوفٍ قَالَ فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ إِبْرَاهِيمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): يَا مَلاَئِكَةَ رَبِّي وَ رُسُلَهُ‌، اِمْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ‌». قَالَ‌: «فَاسْتَوَتِ اَلْمَلاَئِكَةُ عَلَى خَيْلِهِمْ‌، وَ قَارَبَتْ مَدَائِنَ لُوطٍ وَقْتَ اَلْمَسَاءِ‌، فَرَأَتْهُمْ رَبَابُ بِنْتُ لُوطٍ زَوْجَةُ‌ إِسْحَاقَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌)، وَ هِيَ اَلْكُبْرَى، وَ كَانَتْ تَسْتَقِي اَلْمَاءَ‌، فَنَظَرَتْ إِلَيْهِمْ وَ إِذَا هُمْ قَوْمٌ عَلَيْهِمْ جَمَالٌ وَ هَيْئَةٌ حَسَنَةٌ‌، فَتَقَدَّمَتْ إِلَيْهِمْ‌، وَ قَالَتْ لَهُمْ‌: مَا لَكُمْ تَدْخُلُونَ عَلَى قَوْمٍ فَاسِقِينَ‌! لَيْسَ فِيهِمْ مَنْ يُضِيفُكُمْ إِلاَّ ذَلِكَ اَلشَّيْخُ‌، وَ إِنَّهُ لَيُقَاسِي مِنَ اَلْقَوْمِ أَمْراً عَظِيماً قَالَ وَ عَدَلَتِ اَلْمَلاَئِكَةُ إِلَى لُوطٍ، وَ قَدْ فَرَغَ مِنْ حَرْثِهِ‌، فَلَمَّا رَآهُمْ لُوطٌ اِغْتَمَّ لَهُمْ‌، وَ فَزِعَ عَلَيْهِمْ‌ مِنْ قَوْمِهِ‌، وَ ذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: وَ لَمّٰا جٰاءَتْ رُسُلُنٰا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَ ضٰاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَ قٰالَ هٰذٰا يَوْمٌ‌ عَصِيبٌ‌ ، يَعْنِي شَدِيدٌ شَرُّهُ‌. وَ قَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى: فَلَمّٰا جٰاءَ آلَ لُوطٍ اَلْمُرْسَلُونَ‌*`قٰالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ‌ مُنْكَرُونَ‌ ، أَنْكَرَهُمْ لُوطٌ كَمَا أَنْكَرَهُمْ إِبْرَاهِيمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌)، فَقَالَ لَهُمْ لُوطٌ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتُمْ؟ قَالَ لَهُ‌ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌)، وَ لَمْ يَعْرِفْهُ‌: مِنْ مَوْضِعٍ بَعِيدٍ، وَ قَدْ حَلَلْنَا بِسَاحَتِكَ‌، فَهَلْ لَكَ أَنْ تُضِيفَنَا فِي هَذِهِ اَللَّيْلَةِ‌، وَ عِنْدَ رَبِّكَ‌ اَلْأَجْرُ وَ اَلثَّوَابُ؟ قَالَ‌: نَعَمْ‌، وَ لَكِنْ أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَؤُلاَءِ اَلْقَوْمِ اَلْفَاسِقِينَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اَللَّهِ‌. فَقَالَ جَبْرَئِيلُ لِإِسْرَافِيلَ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ‌): هَذِهِ وَاحِدَةٌ‌. وَ قَدْ كَانَ اَللَّهُ تَعَالَى أَمَرَهُمْ أَنْ لاَ يُدَمِّرُوهُمْ إِلاَّ بَعْدَ أَرْبَعِ‌ شَهَادَاتٍ تَحْصُلُ مِنْ لُوطٍ بِفِسْقِهِمْ‌، وَ لَعَنْتِهِ عَلَيْهِمْ‌، ثُمَّ أَقْبَلُوا عَلَيْهِ‌، وَ قَالُوا: يَا لُوطُ، قَدْ أَقْبَلَ عَلَيْنَا اَللَّيْلُ‌، وَ نَحْنُ‌ أَضْيَافُكَ‌، فَاعْمَلْ عَلَى حَسَبِ ذَلِكَ‌. فَقَالَ لَهُمْ لُوطٌ: قَدْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ قَوْمِي يَفْسُقُونَ‌، وَ يَأْتُونَ اَلذُّكُورَ شَهْوَةً وَ يَتْرُكُونَ‌ اَلنِّسَاءَ‌، عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اَللَّهِ‌. فَقَالَ جَبْرَئِيلُ لِإِسْرَافِيلَ‌: هَذِهِ ثَانِيَةٌ‌. ثُمَّ قَالَ لَهُمْ لُوطٌ: اِنْزِلُوا عَنْ دَوَابِّكُمْ‌، وَ اِجْلِسُوا هَاهُنَا حَتَّى يَشْتَدَّ اَلظَّلاَمُ‌، ثُمَّ تَدْخُلُونَ وَ لاَ يَشْعُرْ بِكُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ، فَإِنَّهُمْ قَوْمُ سَوْءٍ فَاسِقِينَ‌، عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اَللَّهِ‌. فَقَالَ جَبْرَئِيلُ‌ لِإِسْرَافِيلَ‌: هَذِهِ اَلثَّالِثَةُ‌. ثُمَّ مَضَى لُوطٌ بَعْدَ أَنْ أَسْدَلَ اَلظَّلاَمُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ إِلَى مَنْزِلِهِ‌، وَ اَلْمَلاَئِكَةُ خَلْفَهُ‌، حَتَّى دَخَلُوا مَنْزِلَهُ‌، فَأَغْلَقَ‌ عَلَيْهِمُ اَلْبَابَ‌، ثُمَّ دَعَا بِامْرَأَتِهِ‌، يُقَالُ لَهَا (قُوَابُ‌) وَ قَالَ لَهَا: يَا هَذِهِ‌، إِنَّكِ عَصَيْتِ مُدَّةَ أَرْبَعِينَ سَنَةً‌، وَ هَؤُلاَءِ أَضْيَافِي قَدْ مَلَؤُوا قَلْبِي خَوْفاً، اِكْفِينِي أَمْرَهُمْ هَذِهِ اَللَّيْلَةَ حَتَّى أَغْفِرَ لَكَ مَا مَضَى. قَالَتْ‌: نَعَمْ‌. قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: ضَرَبَ اَللّٰهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَتَ نُوحٍ وَ اِمْرَأَتَ لُوطٍ كٰانَتٰا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبٰادِنٰا صٰالِحَيْنِ فَخٰانَتٰاهُمٰا ، وَ لَمْ تَكُنْ‌ خِيَانَتُهُمَا فِي اَلْفِرَاشِ‌، لِأَنَّ اَللَّهَ تَعَالَى لاَ يَبْتَلِي أَنْبِيَاءَهُ بِذَلِكَ وَ لَكِنْ خِيَانَةَ اِمْرَأَةِ نُوحٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ لِقَوْمِهِ‌: لاَ تَضْرِبُوهُ لِأَنَّهُ مَجْنُونٌ‌؛ وَ كَانَ مَلِكُ قَوْمِهِ رَجُلاً جَبَّاراً قَوِيّاً عَاتِياً، يُقَالُ لَهُ‌: دوقيلُ‌ بْنُ عَوِيلِ بْنِ لاَمَكَ بْنِ جُنْحِ بْنِ‌ قَابِيلَ‌، وَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ شَرِبَ اَلْخَمْرَ، وَ قَعَدَ عَلَى اَلْأَسِرَّةِ‌، وَ أَوَّلُ مَنْ أَمَرَ بِصَنْعَةِ اَلْحَدِيدِ وَ اَلرَّصَاصِ وَ اَلنُّحَاسِ‌، وَ أَوَّلُ مَنْ‌ اِتَّخَذَ اَلثِّيَابَ اَلْمَنْسُوجَةَ بِالذَّهَبِ‌، وَ كَانَ يَعْبُدُ هُوَ وَ قَوْمُهُ اَلْأَصْنَامَ اَلْخَمْسَ‌: وَدّاً، وَ سُوَاعاً، وَ يَغُوثَ‌، وَ يَعُوقَ‌، وَ نَسْراً، وَ هِيَ أَصْنَامُ قَوْمِ إِدْرِيسَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌)، ثُمَّ اِتَّخَذُوا فِي كَثْرَةِ اَلْأَصْنَامِ حَتَّى صَارَ لَهُمْ أَلْفٌ وَ تِسْعُ مِائَةِ صَنَمٍ عَلَى كَرَاسِيِّ‌ اَلذَّهَبِ‌، وَ أَسِرَّةً مِنَ اَلْفِضَّةِ مَفْرُوشَةً بِأَنْوَاعِ اَلْفُرُشِ اَلْفَاخِرَةِ‌، مُتَوَّجِينَ اَلْأَصْنَامَ بِتِيجَانٍ مُرَصَّعَةٍ بِالْجَوَاهِرِ وَ اَللَّآلِئِ‌ وَ اَلْيَوَاقِيتِ‌، وَ لِهَذِهِ اَلْأَصْنَامِ خَدَمٌ يَخْدُمُونَهَا تَعْظِيماً لَهَا. وَ خِيَانَةُ اِمْرَأَةِ لُوطٍ أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا رَأَتْ ضَيْفاً نَهَاراً أَدْخَنَتْ‌، وَ إِذَا أُنْزِلَ لَيْلاً أَوْقَدَتْ‌، فَعَلِمَ اَلْقَوْمُ أَنَّ هُنَاكَ ضُيُوفاً، فَلَمَّا كَانَ فِي تِلْكَ اَللَّيْلَةِ‌، خَرَجَتْ وَ بِيَدِهَا سِرَاجٌ كَأَنَّهَا تُرِيدُ أَنْ تُشْعِلَهُ‌، وَ طَافَتْ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنْ قَوْمِهَا وَ أَهْلِهَا وَ أَخْبَرَتْهُمْ بِجَمَالِ اَلْقَوْمِ وَ بِحُسْنِهِمْ قَالَ فَعَلِمَ لُوطٌ بِذَلِكَ‌، فَأَغْلَقَ اَلْبَابَ وَ أَوْثَقَهُ‌، وَ أَقْبَلَ اَلْفُسَّاقُ يُهْرَعُونَ مِنْ كُلِّ‌ جَانِبٍ وَ مَكَانٍ‌، وَ يُنَادُونَ‌، حَتَّى وَقَفُوا عَلَى بَابِ لُوطٍ، فَفَزَّعُوهُ‌، وَ ذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: وَ جٰاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ‌ إِلَيْهِ‌ ، أَيْ يُسْرِعُونَ إِلَيْهِ‌ وَ مِنْ قَبْلُ كٰانُوا يَعْمَلُونَ اَلسَّيِّئٰاتِ‌ قَالَ فَنَادَاهُمْ لُوطٌ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌)، وَ قَالَ‌: يٰا قَوْمِ‌ هٰؤُلاٰءِ بَنٰاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ‌ ، يَعْنِي بِالزَّوَاجِ وَ اَلنِّكَاحِ إِنْ آمَنْتُمْ‌ فَاتَّقُوا اَللّٰهَ وَ لاٰ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ، يَعْنِي لاَ تَفْضَحُونِي فِي ضِيَافَتِي أَ لَيْسَ مِنْكُمْ‌ يَا قَوْمِ‌ رَجُلٌ رَشِيدٌ أَيْ حَلِيمُ‌، يَأْمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ‌، وَ يَنْهَاكُمْ‌ عَنِ اَلْمُنْكَرِ؟ فَقَالُوا لَهُ‌: لَقَدْ عَلِمْتَ مٰا لَنٰا فِي بَنٰاتِكَ مِنْ حَقٍّ‌ ، أَيْ مِنْ حَاجَةٍ‌، وَ لاَ شَهْوَةَ لَنَا فِيهِنَّ‌ وَ إِنَّكَ‌ لَتَعْلَمُ مٰا نُرِيدُ ، يَعْنِي عَمَلَهُمُ اَلْخَبِيثَ‌، وَ هُوَ إِتْيَانُ اَلذُّكُورِ. ثُمَّ كَسَرُوا اَلْبَابَ وَ دَخَلُوا، فَقَالُوا: يَا لُوطُ أَ وَ لَمْ نَنْهَكَ عَنِ اَلْعٰالَمِينَ‌ ؟، يَعْنِي عَنِ اَلنَّاسِ أَجْمَعِينَ‌ قَالَ فَوَقَفَ لُوطٌ عَلَى اَلْبَابِ دُونَ أَضْيَافِهِ‌، وَ قَالَ‌: وَ اَللَّهِ لاَ أُسْلِمُ أَضْيَافِي إِلَيْكُمْ وَ فِيَّ عِرْقٌ يَضْرِبُ دُونَ أَنْ تَذْهَبَ‌ نَفْسِي، أَوْ لاَ أَقْدِرَ عَلَى شَيْ‌ءٍ‌، وَ ذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ ، فَتَقَدَّمَ‌ بَعْضُهُمْ إِلَيْهِ‌، فَلَطَمَ وَجْهَهُ‌، وَ أَخَذَ بِلِحْيَتِهِ‌، وَ دَفَعَهُ عَنِ اَلْبَابِ‌، فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ لُوطٌ: لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلىٰ‌ رُكْنٍ شَدِيدٍ قَالَ فَرَفَعَ لُوطٌ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) رَأْسَهُ إِلَى اَلسَّمَاءِ‌، وَ قَالَ‌: إِلَهِي خُذْ لِي مِنْ قَوْمِي حَقِّي، وَ اِلْعَنْهُمْ لَعْناً كَثِيراً، فَقَالَ جَبْرَئِيلُ لِإِسْرَافِيلَ‌: هَذِهِ اَلرَّابِعَةُ‌. ثُمَّ قَالَ جَبْرَئِيلُ‌: يٰا لُوطُ إِنّٰا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ‌ فَأَبْشِرْ، وَ لاَ تَحْزَنْ عَلَيْنَا. فَهَجَمَ اَلْقَوْمُ عَلَيْهِ‌، وَ هُمْ يَقُولُونَ‌: أَ وَ لَمْ نَنْهَكَ عَنِ اَلْعٰالَمِينَ‌ ، أَيْ لاَ تُؤْوِي ضَيْفاً، فَرَأَوْا جَمَالَ اَلْقَوْمِ وَ حُسْنَ وُجُوهِهِمْ‌، فَبَادَرُوا نَحْوَهُمْ‌، فَطَمَسَ اَللَّهُ عَلَى أَعْيُنِهِمْ‌، وَ إِذَا هُمْ عُمْيٌ لاَ يُبْصِرُونَ‌، وَ صَارَتْ وُجُوهُهُمْ كَالْقَارِ، وَ هُمْ يَدُورُونَ وَ وُجُوهُهُمْ‌ تَضْرِبُ اَلْحِيطَانَ‌، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَ لَقَدْ رٰاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنٰا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذٰابِي وَ نُذُرِ قَالَ وَ إِذَا نَفَرٌ آخَرُونَ قَدْ لَحِقُوا بِهِمْ‌، وَ نَادَوْهُمْ‌: إِنْ كُنْتُمْ قَضَيْتُمْ شَهْوَتَكُمْ مِنْهُمْ‌، فَاخْرُجُوا حَتَّى نَدْخُلَ وَ نَقْضِيَ شَهْوَتَنَا مِنْهُمْ‌. فَصَاحُوا: يَا قَوْمِ‌، إِنَّ لُوطاً أَتَى بِقَوْمٍ سَحَرَةٍ‌، لَقَدْ سَحَرُوا أَعْيُنَنَا، فَادْخُلُوا إِلَيْنَا وَ خُذُوا بِأَيْدِينَا. فَدَخَلُوا وَ أَخْرَجُوهُمْ‌، وَ قَالُوا: يَا لُوطُ، إِذَا أَصْبَحَ اَلصُّبْحُ نَأْتِيكَ وَ نُرِيكَ مَا تُحِبُّ‌؛ فَسَكَتَ عَنْهُمْ لُوطٍ حَتَّى خَرَجُوا. ثُمَّ قَالَ لُوطٌ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) لِلْمَلاَئِكَةِ‌: بِمَاذَا أُرْسِلْتُمْ؟ فَأَخْبَرُوهُ بِهَلاَكِ قَوْمِهِ‌، فَقَالَ‌: مَتَى ذَلِكَ؟ فَقَالَ‌ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): إِنَّ مَوْعِدَهُمُ اَلصُّبْحُ أَ لَيْسَ اَلصُّبْحُ بِقَرِيبٍ‌ . فَقَالَ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): اُخْرُجْ اَلْآنَ يَا لُوطُ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اَللَّيْلِ‌ ، يَعْنِي فِي آخِرِ اَللَّيْلِ‌ وَ لاٰ يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ اِمْرَأَتَكَ‌ قُوَابَ‌ إِنَّهُ‌ مُصِيبُهٰا مٰا أَصٰابَهُمْ‌ مِنَ اَلْعَذَابِ‌». قَالَ‌: «فَجَمَعَ لُوطٌ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) بَنَاتِهِ وَ أَهْلَهُ وَ مَوَاشِيَهُ وَ أَمْتِعَتَهُ‌، فَأَخْرَجَهُمْ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) مِنَ اَلْمَدِينَةِ‌، ثُمَّ قَالَ‌ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): يَا لُوطُ قَدْ قَضَى رَبُّكَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاَءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ‌. فَقَالَتْ لَهُ اِمْرَأَتُهُ‌: إِلَى أَيْنَ تَخْرُجُ يَا لُوطُ مِنْ دُورِكَ؟ فَأَخْبَرَهَا أَنَّ هَؤُلاَءِ رُسُلُ رَبِّي، جَاءُوا لِهَلاَكِ اَلْمُدُنِ‌. فَقَالَتْ‌: يَا لُوطُ، وَ مَا لِرَبِّكَ مِنَ اَلْقُدْرَةِ حَتَّى يَقْدِرَ عَلَى هَلاَكِ هَؤُلاَءِ اَلْمَدَائِنِ اَلسَّبْعِ؟! فَمَا اِسْتَتَمَّتْ كَلاَمَهَا حَتَّى أَتَاهَا حَجَرٌ مِنْ حِجَارَةٍ اَلسِّجِّيلِ‌، فَوَقَعَ عَلَى رَأْسِهَا فَأَهْلَكَهَا، وَ قِيلَ‌: إِنَّهَا بَقِيَتْ مَمْسُوخَةً حَجَراً أَسْوَدَ عِشْرِينَ سَنَةً‌، ثُمَّ خُسِفَ بِهَا فِي بَطْنِ اَلْأَرْضِ‌». قَالَ‌: «وَ خَرَجَ لُوطٌ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) مِنْ تِلْكَ اَلْمَدَائِنِ وَ إِذَا بِجَبْرَئِيلَ اَلْأَمِينَ قَدْ بَسَطَ جَنَاحَ اَلْغَضَبِ‌، وَ إِسْرَافِيلَ قَدْ جَمَعَ أَطْرَافَ اَلْمَدَائِنِ‌، وَ دَرْدَائِيلَ قَدْ جَعَلَ جَنَاحَهُ تَحْتَ تُخُومِ اَلْأَرْضِ اَلسَّابِعَةِ‌، وَ عِزْرَائِيلَ قَدْ تَهَيَّأَ لِقَبْضِ أَرْوَاحِهِمْ‌ فِي حِرَابِ اَلنِّيرَانِ‌، حَتَّى إِذَا بَرَزَ عَمُودُ اَلصُّبْحِ‌، صَاحَ جَبْرَئِيلُ اَلْأَمِينُ بِأَعْلَى صَوْتِهِ‌: يَا بِئْسَ صَبَاحُ قَوْمٍ كَافِرِينَ‌. وَ صَاحَ‌ مِيكَائِيلُ مِنَ اَلْجَانِبِ اَلثَّانِي: يَا بِئْسَ صَبَاحُ قَوْمٍ فَاسِقِينَ‌. وَ صَاحَ إِسْرَافِيلُ مِنَ اَلْجَانِبِ اَلثَّالِثِ‌: يَا بِئْسَ صَبَاحُ قَوْمٍ‌ مُجْرِمِينَ‌. وَ صَاحَ دَرْدَائِيلُ‌: يَا بِئْسَ صَبَاحُ قَوْمٍ ضَالِّينَ‌. وَ صَاحَ عِزْرَائِيلُ بِأَعْلَى صَوْتِهِ‌: يَا بِئْسَ صَبَاحُ قَوْمٍ غَافِلِينَ‌». قَالَ‌: «فَقَلَعَ جَبْرَئِيلُ اَلْأَمِينُ طَاوُسُ اَلْمَلاَئِكَةِ اَلْمُطَوَّقُ بِالنُّورِ، ذُو اَلْقُوَّةِ تِلْكَ اَلْمَدَائِنَ اَلسَّبْعَ عَنْ آخِرِهَا، مِنْ‌ تَحْتِ تُخُومِ اَلْأَرْضِ اَلسَّابِعَةِ اَلسُّفْلَى بِجَنَاحِ اَلْغَضَبِ‌، حَتَّى بَلَغَ اَلْمَاءَ اَلْأَسْوَدَ، ثُمَّ رَفَعَهَا بِجِبَالِهَا، وَ وِدْيَانِهَا ، وَ أَشْجَارِهَا، وَ دُورِهَا، وَ غُرَفِهَا، وَ أَنْهَارِهَا، وَ مَزَارِعِهَا، وَ مَرَاعِيهَا، حَتَّى اِنْتَهَى بِهَا إِلَى اَلْبَحْرِ اَلْأَخْضَرِ اَلَّذِي فِي اَلْهَوَاءِ‌، حَتَّى سَمِعَ أَهْلُ اَلسَّمَاءِ صِيَاحَ صِبْيَانِهِمْ‌، وَ نَبِيحَ كِلاَبِهِمْ‌، وَ صَقِيعَ‌ اَلدِّيَكَةِ‌، فَقَالُوا: مَنْ هَؤُلاَءِ اَلْمَغْضُوبُ عَلَيْهِمْ؟ فَقِيلَ‌: هَؤُلاَءِ قَوْمُ لُوطٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌). وَ لَمْ تَزَلْ كَذَلِكَ عَلَى جَنَاحِ جَبْرَئِيلَ‌، وَ هِيَ تَرْتَعِدُ كَأَنَّهَا سَعَفَةٌ فِي رِيحٍ عَاصِفٍ‌، تَنْتَظِرُ مَتَى يُؤْمَرَ بِهِمْ‌، فَنُودِيَ‌: دُرِ اَلْقُرَى بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ‌. فَقَلَبَهَا جَبْرَئِيلُ اَلْأَمِينُ‌، وَ جَعَلَ عَالِيَهَا سَافِلَهَا، فَذَلِكَ‌ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: وَ اَلْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوىٰ‌*`فَغَشّٰاهٰا مٰا غَشّٰى ، يَعْنِي مِنْ رَمْيِ اَلْمَلاَئِكَةِ لَهُمْ بِالْحِجَارَةِ مِنْ‌ فَوْقِهِمْ‌. قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: فَلَمّٰا جٰاءَ أَمْرُنٰا يَعْنِي عَذَابَنَا جَعَلْنٰا عٰالِيَهٰا سٰافِلَهٰا وَ أَمْطَرْنٰا عَلَيْهٰا حِجٰارَةً مِنْ‌ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ يَعْنِي مُتَتَابِعٌ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ‌، وَ كُلُّ حَجَرٍ عَلَيْهِ اِسْمُ صَاحِبِهِ قَالَ فَاسْتَيْقَظَ اَلْقَوْمُ وَ إِذَا هُمْ‌ بِالْأَرْضِ تَهْوِي بِهِمْ مِنَ اَلْهَوَاءِ‌، وَ اَلنِّيرَانُ مِنْ تَحْتِهِمْ‌، وَ اَلْمَلاَئِكَةُ تَقْذِفُهُمْ بِالْحِجَارَةِ وَ هِيَ مَطْبُوخَةٌ بِنَارِ جَهَنَّمَ‌، وَ هِيَ‌ عَلَيْهِمْ كَالْمَطَرِ، فَسَاءَ صَبَاحُ اَلْمُنْذَرِينَ‌». وَ رُوِيَ‌: أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ كَانَ غَائِباً عَنْ هَذِهِ اَلْمَدَائِنِ‌، مِمَّنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ حَالِهِمْ فِي دِينِهِمْ وَ فِعْلِهِمْ أَتَاهُ اَلْحَجَرُ، فَانْقَضَّ عَلَى رَأْسِهِ حَتَّى قَتَلَهُ‌.

البرهان في تفسير القرآن

34,148582 / _2 اِبْنُ بَابَوَيْهِ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ اَلدَّقَّاقُ‌ (رَحِمَهُ اَللَّهُ‌)، قَالَ‌: حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ اَلْقَاسِمِ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ اَلْجُنَيْدِ اَلرَّازِيُّ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنَا اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ‌ ، عَنْ عَبْدِ اَلرَّزَّاقِ‌ ، عَنْ أَبِيهِ‌ ، عَنْ مِينَا مَوْلَى عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ‌ ، عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ‌: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) : يَا رَسُولَ اَللَّهِ‌ ، مَنْ‌ يُغَسِّلُكَ إِذَا مِتَّ؟ قَالَ‌: «يُغَسِّلُ كُلَّ نَبِيٍّ وَصِيُّهُ‌». قُلْتُ‌: فَمَنْ وَصِيُّكَ‌، يَا رَسُولَ اَللَّهِ‌ ؟ قَالَ‌: « عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ‌ ». قُلْتُ‌: كَمْ يَعِيشُ بَعْدَكَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ‌ ؟ قَالَ‌: «ثَلاَثِينَ سَنَةً‌، فَإِنَّ 34يُوشَعَ بْنَ نُونٍ‌ وَصِيَّ 32مُوسَى عَاشَ بَعْدَ 32مُوسَى ثَلاَثِينَ سَنَةً‌، وَ خَرَجَتْ عَلَيْهِ صَفْرَاءُ بِنْتُ شُعَيْبٍ‌ زَوْجَةُ 32مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، فَقَالَتْ‌: أَنَا أَحَقُّ مِنْكَ بِالْأَمْرِ. فَقَاتَلَهَا، فَقَتَلَ‌ مُقَاتِلِيهَا، وَ أَسَرَهَا فَأَحْسَنَ أَسْرَهَا، وَ إِنَّ اِبْنَةَ أَبِي بَكْرٍ سَتَخْرُجُ عَلَى عَلِيٍّ‌ فِي كَذَا وَ كَذَا أَلْفاً مِنْ أُمَّتِي ، فَيُقَاتِلُهَا، فَيَقْتُلُ‌ مُقَاتِلِيهَا، وَ يَأْسِرُهَا فَيُحْسِنُ أَسْرَهَا، وَ فِيهَا أَنْزَلَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: وَ قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَ لاٰ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ اَلْجٰاهِلِيَّةِ‌ اَلْأُولىٰ‌ يَعْنِي صَفْرَاءَ بِنْتَ شُعَيْبٍ‌ ».

البرهان في تفسير القرآن

24,25,14,510129 / _1 اِبْنُ بَابَوَيْهِ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ‌ (رَحِمَهُ اَللَّهُ‌)، قَالَ‌: حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْحِمْيَرِيُّ‌ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى ، عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ‌ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ‌ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ‌: قُلْتُ‌: لِأَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) يَتَعَوَّذُ مِنَ اَلْبُخْلِ؟ فَقَالَ‌: «نَعَمْ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ فِي كُلِّ صَبَاحٍ وَ مَسَاءٍ‌، وَ نَحْنُ نَتَعَوَّذُ بِاللَّهِ مِنَ اَلْبُخْلِ‌، إِنَّ اَللَّهَ يَقُولُ‌: وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولٰئِكَ هُمُ اَلْمُفْلِحُونَ‌ ، وَ سَأُخْبِرُكَ عَنْ عَاقِبَةِ‌ اَلْبُخْلِ‌، إِنَّ قَوْمَ 25لُوطٍ كَانُوا أَهْلَ قَرْيَةٍ أَشِحَّاءَ عَلَى اَلطَّعَامِ‌، فَأَعْقَبَهُمُ اَلْبُخْلُ دَاءً لاَ دَوَاءَ لَهُ فِي فُرُوجِهِمْ‌». فَقُلْتُ‌: وَ مَا أَعْقَبَهُمْ؟ فَقَالَ‌: «إِنَّ قَرْيَةَ قَوْمِ 25لُوطٍ كَانَتْ عَلَى طَرِيقِ اَلسَّيَّارَةِ إِلَى اَلشَّامِ‌ وَ مِصْرَ ، فَكَانَتِ اَلسَّيَّارَةُ تَنْزِلُ‌ بِهِمْ فَيُضِيفُونَهُمْ‌، فَلَمَّا كَثُرَ عَلَيْهِمْ ضَاقُوا بِذَلِكَ ذَرْعاً بُخْلاً وَ لُؤْماً، فَدَعَاهُمُ اَلْبُخْلُ إِلَى أَنْ كَانُوا إِذَا نَزَلَ بِهِمُ اَلضَّيْفُ‌ فَضَحُوهُ مِنْ غَيْرِ شَهْوَةٍ بِهِمْ إِلَى ذَلِكَ‌، وَ إِنَّمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ بِالضَّيْفِ حَتَّى يَنْكُلَ اَلنَّازِلُ عَنْهُمْ‌، فَشَاعَ أَمْرُهُمْ فِي اَلْقَرْيَةِ‌، وَ حَذَّرَهُمْ اَلنَّازِلَةَ‌، فَأَوْرَثَهُمُ اَلْبُخْلُ دَاءً‌ لاَ يَسْتَطِيعُونَ رَفْعَهُ عَنْ أَنْفُسِهِمْ مِنْ غَيْرِ شَهْوَةٍ لَهُمْ إِلَى ذَلِكَ‌، حَتَّى صَارُوا يَطْلُبُونَهُ مِنَ اَلرِّجَالِ فِي اَلْبِلاَدِ، وَ يُعْطُونَهُمْ عَلَيْهِ اَلْجُعْلَ‌». ثُمَّ قَالَ‌: «فَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ اَلْبُخْلِ‌، وَ لاَ أَضَرُّ عَاقِبَةً‌، وَ لاَ أَفْحَشُ عِنْدَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ؟». قَالَ أَبُو بَصِيرٍ : فَقُلْتُ لَهُ‌: جُعِلْتُ فِدَاكَ‌، فَهَلْ كَانَ أَهْلُ قَرْيَةِ 25لُوطٍ كُلُّهُمْ هَكَذَا [يَعْمَلُونَ‌]؟ فَقَالَ‌: «نَعَمْ‌، إِلاَّ بَيْتٌ‌ مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ‌، أَ مَا تَسْمَعُ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: فَأَخْرَجْنٰا مَنْ كٰانَ فِيهٰا مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌*`فَمٰا وَجَدْنٰا فِيهٰا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ‌ اَلْمُسْلِمِينَ‌ ». ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «إِنَّ 25لُوطاً لَبِثَ فِي قَوْمِهِ ثَلاَثِينَ سَنَةً‌، يَدْعُوهُمْ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌، وَ يُحَذِّرُهُمْ‌ عَذَابَهُ‌، وَ كَانُوا لاَ يَتَنَظَّفُونَ مِنَ اَلْغَائِطِ وَ لاَ يَتَطَهَّرُونَ مِنَ اَلْجَنَابَةِ‌، وَ كَانَ 25لُوطٌ اِبْنَ خَالَةِ 24إِبْرَاهِيمَ‌ ، وَ كَانَتِ اِمْرَأَةُ 24إِبْرَاهِيمَ‌ سَارَةُ‌ أُخْتَ 25لُوطٍ ، وَ كَانَ 25لُوطٌ وَ 24إِبْرَاهِيمُ‌ نَبِيَّيْنِ مُرْسَلَيْنِ مُنْذِرَيْنِ‌، وَ كَانَ 25لُوطٌ رَجُلاً سَخِيّاً كَرِيماً، يَقْرِي اَلضَّيْفَ إِذَا نَزَلَ بِهِ‌ وَ يُحَذِّرُهُمْ قَوْمَهُ‌، فَلَمَّا رَأَى قَوْمُ 25لُوطٍ ذَلِكَ مِنْهُ‌، قَالُوا لَهُ‌: أَ وَ لَمْ نَنْهَكَ عَنِ اَلْعَالَمِينَ؟ لاَ تَقْرِ ضَيْفاً يَنْزِلُ بِكَ‌، إِنْ فَعَلْتَ‌ فَضَحْنَا ضَيْفَكَ اَلَّذِي يَنْزِلُ بِكَ وَ أَخْزَيْنَاكَ‌. فَكَانَ 25لُوطٌ إِذَا نَزَلَ بِهِ اَلضَّيْفُ كَتَمَ أَمْرَهُ مَخَافَةَ أَنْ يَفْضَحَهُ قَوْمُهُ‌، وَ ذَلِكَ أَنَّهُ‌ لَمْ يَكُنْ 25لِلُوطٍ عَشِيرَةٌ‌». قَالَ‌: «وَ لَمْ يَزَلْ 25لُوطٌ وَ 24إِبْرَاهِيمُ‌ يَتَوَقَّعَانِ نُزُولَ اَلْعَذَابِ عَلَى قَوْمِ 25لُوطٍ ، فَكَانَتْ 24لِإِبْرَاهِيمَ‌ وَ 25لِلُوطٍ مَنْزِلَةٌ مِنَ‌ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ شَرِيفَةٌ‌، وَ إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ كَانَ إِذَا أَرَادَ عَذَابَ قَوْمِ 25لُوطٍ ، أَدْرَكَتْهُ مَوَدَّةُ 24إِبْرَاهِيمَ‌ وَ خَلَّتُهُ وَ مَحَبَّةُ 25لُوطٍ ، فَيُرَاقِبُهُمْ وَ يُؤَخِّرُ عَذَابَهُمْ‌». قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «فَلَمَّا اِشْتَدَّ أَسَفُ اَللَّهِ عَلَى قَوْمِ 25لُوطٍ ، وَ قَدَّرَ عَذَابَهُمْ وَ قَضَى أَنْ يُعَوِّضَ‌ 24إِبْرَاهِيمَ‌ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) مِنْ عَذَابِ قَوْمِ 25لُوطٍ بِغُلاَمٍ عَلِيمٍ‌، فَيُسَلِّيَ بِهِ مُصَابَهُ بِهَلاَكِ قَوْمِ 25لُوطٍ ، فَبَعَثَ اَللَّهُ رُسُلاً إِلَى 24إِبْرَاهِيمَ‌ يُبَشِّرُونَهُ 26بِإِسْمَاعِيلَ‌ ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ لَيْلاً فَفَزِعَ مِنْهُمْ‌، وَ خَافَ أَنْ يَكُونُوا سُرَّاقاً، فَلَمَّا رَأَتْهُ اَلرُّسُلُ فَزِعاً مَذْعُوراً، قَالُوا: سَلاَماً. قَالَ‌: سَلاَمٌ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ‌. قَالُوا: لاَ تَوْجَلُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ نُبَشِّرُكَ بِغُلاَمٍ عَلِيمٍ‌». قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «وَ اَلْغُلاَمُ هُوَ 26إِسْمَاعِيلُ بْنُ هَاجَرَ ، فَقَالَ 24إِبْرَاهِيمُ‌ لِلرُّسُلِ‌: أَ بَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ اَلْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونِ؟ قَالُوا: بَشَّرْنَاكَ‌ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُنْ مِنَ اَلْقَانِطِينَ‌، فَقَالَ 24إِبْرَاهِيمُ‌ : فَمَا خَطْبُكُمْ بَعْدَ اَلْبِشَارَةِ؟ قَالُوا: إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ‌، قَوْمِ 25لُوطٍ ، إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ‌، لِنُنْذِرَهُمْ عَذَابَ رَبِّ اَلْعَالَمِينَ‌». قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «فَقَالَ 24إِبْرَاهِيمُ‌ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) لِلرُّسُلِ‌: إِنَّ‌ فِيهَا 25لُوطاً ! قَالُوا: نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا، لَنُنَجِّيَنَّهُ وَ أَهْلَهُ أَجْمَعِينَ‌، إِلاَّ اِمْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا أَنَّهَا لَمِنَ اَلْغَابِرِينَ‌». قَالَ‌: «فَلَمَّا جَاءَ آلَ 25لُوطٍ اَلْمُرْسَلُونَ‌، قَالَ‌: إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكِرُونَ‌! قَالُوا: بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ قَوْمُكَ مِنْ عَذَابِ‌ اَللَّهِ يَمْتَرُونَ‌، وَ أَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ لِتُنْذِرَ قَوْمَكَ اَلْعَذَابَ‌، وَ إِنَّا لَصَادِقُونَ‌، فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ يَا 25لُوطُ إِذَا مَضَى لَكَ مِنْ يَوْمِكَ هَذَا سَبْعَةُ أَيَّامٍ وَ لَيَالِيهَا، بِقِطْعٍ مِنَ اَللَّيْلِ‌، إِذَا مَضَى نِصْفُ اَللَّيْلِ‌، وَ لاَ يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ اِمْرَأَتَكَ‌، إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ‌، وَ اِمْضُوا مِنْ تِلْكَ اَللَّيْلَةِ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ‌». قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «فَقَضَوْا ذَلِكَ اَلْأَمْرَ إِلَى لُوطٍ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاَءِ مَقْطُوعٌ‌ مُصْبِحِينَ‌». قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «فَلَمَّا كَانَ اَلْيَوْمُ اَلثَّامِنُ مِنْ طُلُوعِ اَلْفَجْرِ، قَدَّمَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ رُسُلاً إِلَى 24إِبْرَاهِيمَ‌ ، يُبَشِّرُونَهُ‌ 27بِإِسْحَاقَ‌ وَ يُعَزُّونَهُ بِهَلاَكِ قَوْمِ 25لُوطٍ ، وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَ لَقَدْ جٰاءَتْ رُسُلُنٰا 24إِبْرٰاهِيمَ‌ بِالْبُشْرىٰ قٰالُوا سَلاٰماً قٰالَ‌ سَلاٰمٌ فَمٰا لَبِثَ أَنْ جٰاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ، يَعْنِي ذَكِيّاً مَشْوِيّاً نَضِيجاً فَلَمّٰا رَأىٰ‌ 24إِبْرَاهِيمُ‌ أَيْدِيَهُمْ لاٰ تَصِلُ إِلَيْهِ‌ نَكِرَهُمْ وَ أَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قٰالُوا لاٰ تَخَفْ إِنّٰا أُرْسِلْنٰا إِلىٰ قَوْمِ 25لُوطٍ `وَ اِمْرَأَتُهُ قٰائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنٰاهٰا 27بِإِسْحٰاقَ‌ وَ مِنْ وَرٰاءِ 27إِسْحٰاقَ‌ 28يَعْقُوبَ‌ فَضَحِكَتْ يَعْنِي تَعَجَّبَتْ مِنْ قَوْلِهِمْ‌: قٰالَتْ يٰا وَيْلَتىٰ أَ أَلِدُ وَ أَنَا عَجُوزٌ وَ هٰذٰا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هٰذٰا لَشَيْ‌ءٌ عَجِيبٌ‌*`قٰالُوا أَ تَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اَللّٰهِ رَحْمَتُ اَللّٰهِ وَ بَرَكٰاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ اَلْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ». قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «فَلَمَّا جَاءَتْ 24إِبْرَاهِيمَ‌ اَلْبِشَارَةُ 27بِإِسْحَاقَ‌ وَ ذَهَبَ عَنْهُ اَلرَّوْعُ‌، أَقْبَلَ يُنَاجِي رَبَّهُ فِي قَوْمِ‌ 25لُوطٍ ، وَ يَسْأَلُهُ كَشْفَ اَلْبَلاَءِ عَنْهُمْ‌، فَقَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: يٰا 24إِبْرٰاهِيمُ‌ أَعْرِضْ عَنْ هٰذٰا إِنَّهُ قَدْ جٰاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَ إِنَّهُمْ‌ آتِيهِمْ عَذٰابٌ‌ بَعْدَ طُلُوعِ اَلشَّمْسِ مِنْ يَوْمٍ مَحْتُومٍ‌ غَيْرُ مَرْدُودٍ ».

ترجمه تفسیر روایی البرهان

4)ابو بصير گفته است از امام محمد باقر عليه السّلام پرسيدم:خدا شما را حفظ كند!آيا پيامبر صلّى اللّه عليه و آله از بخل به خدا پناه مى‌برد؟فرمود:آرى، اى ابا محمد،هر روز و هر شب،و ما هم از بخل به خدا پناه مى‌بريم. و خداوند در كتاب خود فرموده است: وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولٰئِكَ هُمُ‌ اَلْمُفْلِحُونَ‌ 4[و هركس از خسّت نفس خود مصون ماند،ايشانند كه رستگارانند] و من تو را از عاقبت بخل‌ورزى آگاه خواهم كرد.قوم لوط اهل يك قريه بوده و نسبت به طعام دادن به ديگران بسيار بخيل و حريص بودند.خدا در...

ترجمه تفسیر روایی البرهان

6)در تحفة الإخوان آمده است:امام جعفر بن محمد صادق عليه السلام مى‌فرمايد:مردم مؤتفكات از بزرگوارترين مردم بودند و بهره‌مند از حسن و جمال. پس گرفتار قحط و گرانى شدند.آن‌گاه ابليس لعين نزد ايشان آمد و گفت:علت اينكه دچار قحطى شده‌ايد اين است كه شما مردم را از ورود به خانه‌هايتان منع كرديد،اما ايشان را از ورود به باغ‌هايتان در صحرا منع نكرديد.گفتند:چگونه آنها را از ورود به باغ‌هايمان منع كنيم‌؟گفت:اين را ميان خود يك سنت كنيد كه اگر مرد غريبه‌اى را در شهر خويش ديديد،لباس‌هاى وى را به غارت بريد و از...

ترجمه تفسیر روایی البرهان

2)ابن بابويه،از على بن احمد دقّاقكه رحمت خدا بر او باداز حمزة بن قاسم،از ابو الحسن على بن جنيد رازى،از ابو عوانه،از حسن بن على،از عبد الرزاق،از پدرش،از مينا،بنده عبد الرحمن بن عوف،از عبد اللّه بن مسعود روايت مى‌كند كه گفت:به پيامبر صلى اللّه عليه و آله عرض كردم:اى رسول خدا! چه كسى شما را پس از وفاتتان،غسل مى‌دهد؟پيامبر صلى اللّه عليه و آله پاسخ داد:هر پيامبرى را وصى و جانشين او غسل مى‌دهد.عرض كردم:اى رسول خدا! وصىّ شما كيست‌؟حضرت پاسخ داد:على بن ابى طالب عليه السلام.عرض كردم: اى رسول خدا!او چند...

ترجمه تفسیر روایی البرهان

1)ابن بابويه،از محمد بن موسى بن متوكل،از عبد اللّه بن جعفر حميرى،از احمد بن محمد بن عيسى،از حسن بن محبوب،از هشام بن سالم،از ابو بصير نقل كرده است كه از امام باقر عليه السّلام پرسيدم:آيا رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله و سلم از بخل به خدا پناه مى‌برد؟حضرت فرمود:بلى اى ابو محمد!هر صبح و هر شب.ما هم از بخل به خدا پناه مى‌بريم.خداوند مى‌فرمايد: وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ‌ فَأُولٰئِكَ هُمُ اَلْمُفْلِحُونَ‌ 1[و هركس از خست نفس خود مصون ماند،ايشانند كه رستگارانند]از عاقبت و سرانجام بخل تو را آگاه...

تفسير الصافي

14 في الإكمال عن ابن مسعود عن النبيّ صلّى اللّٰه عليه و آله في حديث: انّ يوشع ابن نون وصيّ موسى عليه السلام عاش بعد موسى ثلاثين سنة و خرجت عليه صفراء بنت شعيب زوجة موسى عليه السلام فقالت أنا أحقّ منك بالأمر فقاتلها فقتل مقاتلتها و أحسن أسرها و انّ ابنة أبي بكر ستخرج على عليّ في كذا و كذا ألفاً من أمّتي فيقاتلها فيقتل مقاتلتها و يأسرها فيحسن أسرها و فيها أنزل اللّٰه تعالى وَ قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَ لاٰ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ اَلْجٰاهِلِيَّةِ اَلْأُولىٰ‌ يعني صفراء بنت شعيب.

تفسير العيّاشي

26 عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ قَالَ‌: قُلْتُ لَهُ‌: أَصْلَحَكَ اَللَّهُ‌ أَ كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ يَتَعَوَّذُ مِنَ اَلْبُخْلِ قَالَ‌: نَعَمْ يَا بَا مُحَمَّدٍ فِي كُلِّ صَبَاحٍ وَ مَسَاءٍ‌، وَ نَحْنُ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ اَلْبُخْلِ‌، إِنَّ اَللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ « وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولٰئِكَ‌ هُمُ اَلْمُفْلِحُونَ‌ » وَ سَأُنَبِّئُكَ عَنْ عَاقِبَةِ اَلْبُخْلِ‌، إِنَّ قَوْمَ 25لُوطٍ كَانُوا أَهْلَ قَرْيَةٍ بُخَلاَءَ أَشِحَّاءَ‌ عَلَى اَلطَّعَامِ فَأَعْقَبَهُمُ اَللَّهُ دَاءً لاَ دَوَاءَ لَهُ فِي فُرُوجِهِمْ‌، قُلْتُ‌. وَ مَا أَعْقَبَهُمْ قَالَ‌: إِنَّ قَوْمَ‌ [قَرْيَةِ‌] 25لُوطٍ كَانَتْ عَلَى طَرِيقِ اَلسَّيَّارَةِ إِلَى اَلشَّامِ‌ وَ مِصْرَ ، فَكَانَتِ اَلْمَارَّةُ تَنْزِلُ بِهِمْ‌ فَيُضِيفُونَهُ‌، فَلَمَّا أَنْ كَثُرَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ ضَاقُوا بِهِ ذَرْعاً وَ بُخْلاً وَ لُؤْماً، فَدَعَاهُمْ‌ اَلْبُخْلُ إِلَى أَنْ كَانَ إِذَا نَزَلَ بِهِمْ اَلضَّيْفُ فَضَحُوهُ مِنْ غَيْرِ شَهْوَةٍ بِهِمْ إِلَى ذَلِكَ‌، وَ إِنَّمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ بِالضَّيْفِ حَتَّى تَنْكُلَ اَلنَّازِلَةُ عَلَيْهِمْ فَشَاعَ أَمْرُهُمْ فِي اَلْقُرَى وَ حَذَّرَتْهُمُ اَلْمَارَّةُ فَأَوْرَثَهُمُ اَلْبُخْلُ بَلاَءً لاَ يَدْفَعُونَهُ عَنْ أَنْفُسِهِمْ فِي شَهْوَةٍ بِهِمْ إِلَيْهِ‌، حَتَّى صَارُوا يَطْلُبُونَهُ مِنَ اَلرِّجَالِ فِي اَلْبِلاَدِ، وَ يُعَطِّوُنَهُمْ عَلَيْهِ اَلْجُعْلَ‌، فَأَيُّ دَاءٍ أَعْدَى [أَدْأَى] مِنَ اَلْبُخْلِ‌، وَ لاَ أَضَرَّ عَاقِبَةً وَ لاَ أَفْحَشَ عِنْدَ اَللَّهِ‌. قَالَ أَبُو بَصِيرٍ : فَقُلْتُ لَهُ‌: أَصْلَحَكَ اَللَّهُ هَلْ كَانَ أَهْلُ قَرْيَةِ 25لُوطٍ كُلُّهُمْ هَكَذَا مُبْتَلَيْنَ قَالَ‌: نَعَمْ إِلاَّ أَهْلُ بَيْتٍ مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ‌، أَ مَا تَسْمَعُ لِقَوْلِهِ‌: « فَأَخْرَجْنٰا مَنْ‌ كٰانَ فِيهٰا مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ `فَمٰا وَجَدْنٰا فِيهٰا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ‌ » ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ إِنَّ 25لُوطاً لَبِثَ مَعَ قَوْمِهِ ثَلاَثِينَ سَنَةً يَدْعُوهُمْ إِلَى اَللَّهِ وَ يُحَذِّرُهُمْ عِقَابَهُ‌، قَالَ‌: وَ كَانُوا قَوْماً لاَ يَتَنَظَّفُونَ مِنَ اَلْغَائِطِ وَ لاَ يَتَطَهَّرُونَ مِنَ اَلْجَنَابَةِ‌، وَ كَانَ 25لُوطٌ وَ آلُهُ يَتَنَظَّفُونَ مِنَ‌ اَلْغَائِطِ وَ يَتَطَهَّرُونَ مِنَ اَلْجَنَابَةِ‌، وَ كَانَ 25لُوطٌ اِبْنَ خَالَةِ 24إِبْرَاهِيمَ‌ ، وَ 24إِبْرَاهِيمُ‌ اِبْنِ خَالَةِ‌ 25لُوطٍ ، وَ كَانَتِ اِمْرَأَةُ 24إِبْرَاهِيمَ سَارَةُ‌ أُخْتَ 25لُوطٍ ، وَ كَانَ 24إِبْرَاهِيمُ‌ وَ 25لُوطٌ نَبِيَّيْنِ عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ‌ مُرْسَلَيْنِ مُنْذِرَيْنِ‌، وَ كَانَ 25لُوطٌ رَجُلاً سَخِيّاً كَرِيماً يَقْرِي اَلضَّيْفَ‌ إِذَا نَزَلَ‌ بِهِ وَ يُحَذِّرُهُ قَوْمَهُ‌، قَالَ‌: فَلَمَّا أَنْ رَأَى قَوْمُ 25لُوطٍ ذَلِكَ قَالُوا: إِنَّا نَنْهَاكَ عَنِ اَلْعَالَمِينَ‌ لاَ تَقْرِي ضَيْفاً نَزَلَ بِكَ‌، فَإِنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ فَضَحْنَا ضَيْفَكَ وَ أَخْزَيْنَاكَ فِيهِ وَ كَانَ 25لُوطٌ إِذَا نَزَلَ بِهِ اَلضَّيْفُ كَتَمَ أَمْرَهُ مَخَافَةَ أَنْ يَفْضَحَهُ قَوْمُهُ‌، وَ ذَلِكَ أَنَّ 25لُوطاً كَانَ فِيهِمْ‌ لاَ عَشِيرَةَ لَهُ‌. قَالَ‌: وَ إِنَّ 25لُوطاً وَ 24إِبْرَاهِيمَ‌ لاَ يَتَوَقَّعَانِ نُزُولَ اَلْعَذَابِ عَلَى قَوْمِ 25لُوطٍ ، وَ كَانَتْ‌ 24لِإِبْرَاهِيمَ‌ وَ 25لُوطٍ مَنْزِلَةٌ مِنَ اَللَّهِ شَرِيفَةٌ‌، وَ إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى كَانَ إِذَا هَمَّ بِعَذَابِ‌ قَوْمِ 25لُوطٍ أَدْرَكَتْهُ فِيهِمْ مَوَدَّةُ 24إِبْرَاهِيمَ‌ وَ خَلَّتُهُ وَ مَحَبَّةُ 25لُوطٍ فَيُرَاقِبُهُمْ فِيهِ فَيُؤَخِّرُ عَذَابَهُمْ‌. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : فَلَمَّا اِشْتَدَّ أَسَفُ اَللَّهِ عَلَى قَوْمِ 25لُوطٍ وَ قَدَّرَ عَذَابَهُمْ وَ قَضَاهُ أَحَبَّ‌ أَنْ يُعَوِّضَ 24إِبْرَاهِيمَ‌ مِنْ عَذَابِ قَوْمِ 25لُوطٍ بِغُلاَمٍ حَلِيمٍ فَيُسَلِّي بِهِ مُصَابَهُ بِهَلاَكِ قَوْمِ 25لُوطٍ ، فَبَعَثَ اَللَّهُ رُسُلاً إِلَى 24إِبْرَاهِيمَ‌ يُبَشِّرُونَهُ 26بِإِسْمَاعِيلَ‌ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ لَيْلاً فَفَزِعَ مِنْهُمْ وَ خَافَ‌ أَنْ يَكُونُوا سُرَّاقاً قَالَ‌: فَلَمَّا أَنْ رَأَتْهُ اَلرُّسُلُ فَزِعاً وَجِلاً « فَقٰالُوا سَلاٰماً، قٰالَ سَلاٰمٌ‌ » « قٰالَ‌ إِنّٰا مِنْكُمْ وَجِلُونَ `قٰالُوا لاٰ تَوْجَلْ إِنّٰا نُبَشِّرُكَ‌ » « بِغُلاٰمٍ حَلِيمٍ‌ »، قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ : وَ اَلْغُلاَمُ‌ اَلْحَلِيمُ هُوَ 26إِسْمَاعِيلُ‌ مِنْ هَاجَرَ ، فَقَالَ 24إِبْرَاهِيمُ‌ لِلرُّسُلِ‌: « أَ بَشَّرْتُمُونِي عَلىٰ أَنْ مَسَّنِيَ‌ اَلْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ `قٰالُوا بَشَّرْنٰاكَ بِالْحَقِّ فَلاٰ تَكُنْ مِنَ اَلْقٰانِطِينَ‌ » فَقَالَ 24إِبْرَاهِيمُ‌ لِلرُّسُلِ‌ فَمَا خَطْبُكُمْ بَعْدَ اَلْبِشَارَةِ « قٰالُوا إِنّٰا أُرْسِلْنٰا إِلىٰ قَوْمٍ مُجْرِمِينَ‌ » قَوْمِ 25لُوطٍ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ‌، لِنُنْذِرَهُمْ عَذَابَ رَبِّ اَلْعَالَمِينَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ : فَقَالَ 24إِبْرَاهِيمُ‌ لِلرُّسُلِ‌: « إِنَّ فِيهٰا 25لُوطاً قٰالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهٰا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَ أَهْلَهُ إِلاَّ اِمْرَأَتَهُ كٰانَتْ مِنَ اَلْغٰابِرِينَ‌ » قَالَ‌: « فَلَمّٰا جٰاءَ آلَ لُوطٍ اَلْمُرْسَلُونَ `قٰالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ `قٰالُوا بَلْ جِئْنٰاكَ بِمٰا كٰانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ‌ » يَقُولُ‌: مِنْ عَذَابِ اَللَّهِ لِنُنْذِرَ قَوْمَكَ اَلْعَذَابَ‌، « فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ‌ » يَا 25لُوطُ إِذَا مَضَى مِنْ يَوْمِكَ هَذَا سَبْعَةُ أَيَّامٍ بِلَيَالِيهَا « بِقِطْعٍ مِنَ اَللَّيْلِ وَ لاٰ يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ اِمْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهٰا مٰا أَصٰابَهُمْ‌ ». قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ فَقَضَوْا إِلَى 25لُوطٍ ذَلِكَ اَلْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاَءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ اَلثَّامِنِ مَعَ طُلُوعِ اَلْفَجْرِ قَدَّمَ اَللَّهُ رُسُلاً إِلَى 24إِبْرَاهِيمَ‌ يُبَشِّرُونَهُ 27بِإِسْحَاقَ‌ وَ يُعَزُّونَهُ‌ بِهَلاَكِ قَوْمِ 25لُوطٍ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اَللَّهِ فِي 11سُورَةِ هُودٍ « وَ لَقَدْ جٰاءَتْ رُسُلُنٰا 24إِبْرٰاهِيمَ‌ بِالْبُشْرىٰ قٰالُوا سَلاٰماً قٰالَ سَلاٰمٌ فَمٰا لَبِثَ أَنْ جٰاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ » يَعْنِي ذَكِيّاً مَشْوِيّاً نَضِيجاً « فَلَمّٰا رَأىٰ أَيْدِيَهُمْ لاٰ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَ أَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قٰالُوا لاٰ تَخَفْ إِنّٰا أُرْسِلْنٰا إِلىٰ قَوْمِ 25لُوطٍ `وَ اِمْرَأَتُهُ‌ قٰائِمَةٌ‌ » قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ : إِنَّمَا عَنَى اِمْرَأَةَ 24إِبْرَاهِيمَ سَارَةَ‌ قَائِمَةً «فَبَشَّرُوهَا « 27بِإِسْحٰاقَ‌ وَ مِنْ وَرٰاءِ‌ 27إِسْحٰاقَ 28يَعْقُوبَ‌ `قٰالَتْ يٰا وَيْلَتىٰ أَ أَلِدُ وَ أَنَا عَجُوزٌ » إِلَى قَوْلِهِ‌: « إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ » قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ : فَلَمَّا أَنْ جَاءَتِ اَلْبِشَارَةُ 27بِإِسْحَاقَ‌ ذَهَبَ عَنْهُ اَلرَّوْعُ وَ أَقْبَلَ يُنَاجِي رَبَّهُ فِي قَوْمِ 25لُوطٍ وَ يَسْأَلُهُ كَشْفَ اَلْعَذَابِ عَنْهُمْ‌، قَالَ اَللَّهُ‌: « يٰا 24إِبْرٰاهِيمُ‌ أَعْرِضْ عَنْ هٰذٰا إِنَّهُ قَدْ جٰاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَ إِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذٰابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ » بَعْدَ طُلُوعِ اَلشَّمْسِ مِنْ يَوْمِي هَذَا مَحْتُومٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ .

تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب

24,25,14,5 و في كتاب علل الشّرائع : حدّثنا محمّد بن موسى بن متوكّل رضي اللّٰه عنه قال: حدّثنا عبد اللّٰه بن جعفر الحميريّ‌ ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي بصير قال: قلت لأبي جعفر عليه السّلام : كان رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و آله يتعوّذ من البخل. فقال: نعم، يا [ أبا] محمّد ، في كلّ صباح و مساء. و نحن نتعوّذ باللّه من البخل لقول اللّٰه: وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولٰئِكَ هُمُ اَلْمُفْلِحُونَ‌ . و سأخبرك عن عاقبة البخل، أنّ قوم 25لوط كانوا أهل قرية أشحّاء على الطّعام، فأعقبهم البخل داء لا دواء له في فروجهم. فقلت: و ما أعقبهم‌؟ فقال: إنّ قرية قوم 25لوط كانت على طريق السّيّارة إلى الشّام و مصر ، فكانت السّيّارة تنزل بهم فيضيفونهم. فلمّا كثر ذلك عليهم، ضاقوا بذلك ذرعا بخلا و لؤما. فدعاهم البخل إلى أن كانوا إذا نزل بهم الضّيف، فضحوه من غير شهوة بهم إلى ذلك [و إنّما كانوا يفعلون ذلك] بالضّيف، حتّى ينكل النّاس عنهم. فشاع أمرهم في القرية، و حذرهم النّازلة. فأورثهم البخل بلاء لا يستطيعون دفعه عن أنفسهم من غير شهوة بهم إلى ذلك، حتّى صاروا يطلبونه من الرّجال في البلاد و يعطونهم عليه الجعل. ثمّ ما من داء أدأى من البخل، و لا أضرّ عاقبة، و لا أفحش عند اللّٰه عزّ و جلّ‌. قال أبو بصير : فقلت له: جعلت فداك، فهل كان أهل قرية 25لوط كلّهم هكذا يعملون‌؟ فقال: نعم، إلاّ أهل بيت منهم من المسلمين. أما تسمع لقوله تعالى: فَأَخْرَجْنٰا مَنْ كٰانَ فِيهٰا مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌، `فَمٰا وَجَدْنٰا فِيهٰا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ‌ . ثمّ قال أبو جعفر عليه السّلام : إنّ 25لوطا لبث في قومه ثلاثين سنة يدعوهم إلى اللّٰه عزّ و جلّ و يحذّرهم عذابه. و كانوا قوما لا يتنظّفون من الغائط، و لا يتطهّرون من الجنابة. و كان 25لوط ابن خالة 24إبراهيم ، و كانت امرأة 24إبراهيم سارة أخت 25لوط . و كان 25لوط و 24إبراهيم نبيّين مرسلين منذرين. و كان 25لوط رجلا سخيّا كريما، يقري الضّيف إذا نزل به و يحذّرهم قومه. قال: فلمّا رأى قوم 25لوط ذلك منه، قالوا له: إنّا ننهاك عن العالمين، لا تقر ضيفا ينزل بك، إن فعلت فضحنا ضيفك الّذي ينزل بك و أخزيناك. فكان 25لوط إذا نزل به الضّيف، يكتم أمره مخافة أن يفضحه قومه. و ذلك، أنّه لم يكن 25للوط عشيرة. قال: و لم يزل 25لوط و 24إبراهيم يتوقّعان نزول العذاب على قومهم . فكانت 24لإبراهيم و 25للوط منزلة من اللّٰه عزّ و جلّ شريفة. و أنّ اللّٰه عزّ و جلّ كان إذا أراد عذاب قوم 25لوط ، أدركته مودّة 24إبراهيم و خلّته و محبّة 25لوط ، فيراقبهم فيؤخّر عذابهم. قال أبو جعفر عليه السّلام : فلمّا اشتدّ أسف اللّٰه على قوم 25لوط و قدّر عذابهم، و قضى أن يعوّض 24إبراهيم من عذاب قوم 25لوط بغلام عليم فيسلّي به مصابه بهلاك قوم 25لوط ، فبعث اللّٰه رسلا إلى 24إبراهيم يبشّرونه 26بإسماعيل . فدخلوا عليه ليلا، ففزع منهم و خاف أن يكونوا سرّاقا. فلمّا رأته الرّسل فزعا مذعورا فَقٰالُوا سَلاٰماً قٰالَ‌ سلام إِنّٰا مِنْكُمْ‌ وَجِلُونَ‌، `قٰالُوا لاٰ تَوْجَلْ إِنّٰا رسل ربك نُبَشِّرُكَ بِغُلاٰمٍ عَلِيمٍ‌ . قال أبو جعفر عليه السّلام : و الغلام العليم، هو 26إسماعيل بن هاجر . فقال 24إبراهيم للرّسل: أَ بَشَّرْتُمُونِي عَلىٰ أَنْ مَسَّنِيَ اَلْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ‌، `قٰالُوا بَشَّرْنٰاكَ بِالْحَقِّ فَلاٰ تَكُنْ مِنَ اَلْقٰانِطِينَ‌ . فقال 24إبراهيم عليه السّلام: فَمٰا خَطْبُكُمْ‌ بعد البشارة قٰالُوا إِنّٰا أُرْسِلْنٰا إِلىٰ قَوْمٍ مُجْرِمِينَ‌ . قوم 25لوط أنّهم كانوا قوما فاسقين، لننذرهم عذاب ربّ العالمين. قال أبو جعفر عليه السّلام : فقال 24إبراهيم للرّسل: إِنَّ فِيهٰا 25لُوطاً ، قٰالُوا نَحْنُ‌ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهٰا، لَنُنَجِّيَنَّهُ وَ أَهْلَهُ‌ أجمعين إِلاَّ اِمْرَأَتَهُ قَدَّرْنٰا إِنَّهٰا لَمِنَ اَلْغٰابِرِينَ‌ . قال: فَلَمّٰا جٰاءَ آلَ 25لُوطٍ اَلْمُرْسَلُونَ‌، `قٰالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ‌. `قٰالُوا بَلْ جِئْنٰاكَ بِمٰا كٰانُوا فِيهِ‌ قومك من عذاب اللّٰه يَمْتَرُونَ‌، `وَ أَتَيْنٰاكَ بِالْحَقِّ‌ لتنذر قومك العذاب وَ إِنّٰا لَصٰادِقُونَ‌، `فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ‌ يا 25لوط إذا مضى لك من يومك هذا سبعة أيّام و لياليها بِقِطْعٍ مِنَ‌ اَللَّيْلِ‌ إذا مضى نصف اللّيل وَ لاٰ يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إلاّ امرأتك إنّه مصيبها ما أصابهم وَ اُمْضُوا في تلك اللّيلة حَيْثُ تُؤْمَرُونَ‌ [قال أبو جعفر عليه السّلام : فقضوا ذلك الأمر إلى 25لوط ان دابر هؤلاء مقطوع مصبحين] . قال أبو جعفر عليه السّلام : فلمّا كان اليوم الثّامن مع طلوع الفجر، قدّم اللّٰه عزّ و جلّ رسلا إلى 24إبراهيم يبشّرونه 27بإسحاق و يعزّونه بهلاك قوم 25لوط . و ذلك قوله: وَ لَقَدْ جٰاءَتْ رُسُلُنٰا (الآيات) . قال أبو جعفر عليه السّلام : فلمّا جاءت 24إبراهيم البشارة 27بإسحاق و ذهب عنه الرّوع، أقبل يناجي ربّه في قوم 25لوط و يسأله كفّ‌ البلاء عنهم. فقال اللّٰه عزّ و جلّ‌: يٰا 24إِبْرٰاهِيمُ‌ أَعْرِضْ عَنْ هٰذٰا، إِنَّهُ قَدْ جٰاءَ أَمْرُ رَبِّكَ‌، وَ إِنَّهُمْ‌ آتِيهِمْ‌ [عذابي] بعد طلوع الفجر من ربّك «عذاب» محتوم غَيْرُ مَرْدُودٍ .

تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب

14 و في كتاب كمال الدّين و تمام النّعمة ، بإسناده إلى عبد اللّٰه بن مسعود، عن النّبي صلّى اللّٰه عليه و آله و سلم حديث طويل. يقول فيه عليه السّلام: إنّ يوشع بن نون وصيّ موسى عليه السّلام عاش بعد موسى ثلاثين سنة. و خرجت عليه صفراء بنت شعيب زوجة موسى عليه السّلام فقالت: أنا أحقّ منك بالأمر. فقالتها فقتل مقاتليها، و أسرها فأحسن أسرها . و إنّ ابنة أبي بكر ستخرج على عليّ في كذا و كذا ألفا من أمّي، فيقاتلها فيقتل مقاتليها و يأسرها فيحسن أسرها. و فيها أنزل اللّٰه تعالى: وَ قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ‌ وَ لاٰ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ اَلْجٰاهِلِيَّةِ اَلْأُولىٰ‌ ، يعني: صفراء بنت شعيب.

تفسير نور الثقلين

24,25,14,5 165 فِي كِتَابِ عِلَلِ اَلشَّرَائِعِ‌ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ‌ رَضِيَ اَللَّهُ‌ عَنْهُ قَالَ‌: حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْحِمْيَرِيُّ‌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ‌ مَحْبُوبٍ‌ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ‌ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ‌: قُلْتُ‌ لِأَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌ : كَانَ‌ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ يَتَعَوَّذُ مِنَ اَلْبُخْلِ؟ فَقَالَ‌: نَعَمْ يَا بَا مُحَمَّدٍ فِي كُلِّ صَبَاحٍ وَ مَسَاءٍ وَ نَحْنُ نَتَعَوَّذُ بِاللَّهِ مِنَ‌ اَلْبُخْلِ لِقَوْلِ اَللَّهِ‌: «وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولٰئِكَ هُمُ اَلْمُفْلِحُونَ‌» وَ سَأُخْبِرُكَ عَنْ عَاقِبَةِ اَلْبُخْلِ‌ إِنَّ قَوْمَ 25لُوطٍ كَانُوا أَهْلَ قَرْيَةٍ أَشِحَّاءَ عَلَى اَلطَّعَامِ فَأَعْقَبَهُمُ اَلْبُخْلُ دَاءً لاَ دَوَاءَ لَهُ فِي فُرُوجِهِمْ‌ فَقُلْتُ‌: وَ مَا أَعْقَبَهُمْ؟ فَقَالَ‌: إِنَّ قَرْيَةَ قَوْمِ 25لُوطٍ كَانَتْ عَلَى طَرِيقِ اَلسَّيَّارَةِ إِلَى اَلشَّامِ‌ وَ مِصْرَ ، فَكَانَتِ اَلسَّيَّارَةُ تَنْزِلُ بِهِمْ فَيُضِيفُونَهُمْ‌، فَلَمَّا كَثُرَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ ضَاقُوا بِذَلِكَ ذَرْعاً بُخْلاً وَ لُؤْماً، فَدَعَاهُمُ اَلْبُخْلُ إِلَى أَنْ كَانُوا إِذَا نَزَلَ بِهِمُ اَلضَّيْفُ فَضَحُوهُ مِنْ غَيْرِ شَهْوَةٍ لَهُمْ إِلَى ذَلِكَ‌، وَ إِنَّمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ بِالضَّيْفِ حَتَّى يَنْكُلَ اَلنَّاسُ‌ عَنْهُمْ‌ فَشَاعَ أَمْرُهُمْ فِي اَلْقَرْيَةِ وَ حَذَّرَهُمْ اَلنَّازِلَةَ فَأَوْرَثَهُمُ اَلْبُخْلُ بَلاَءً لاَ يَسْتَطِيعُونَ دَفْعَهُ عَنْ‌ أَنْفُسِهِمْ عَنْ غَيْرِ شَهْوَةٍ بِهِمْ إِلَى ذَلِكَ حَتَّى صَارُوا يَطْلُبُونَهُ مِنَ اَلرِّجَالِ فِي اَلْبِلاَدِ، وَ يُعْطُونَهُمْ‌ عَلَيْهِ اَلْجُعْلَ ثُمَّ قَالَ‌: فَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ اَلْبُخْلِ وَ لاَ أَضَرُّ عَاقِبَةً وَ لاَ أَفْحَشُ عِنْدَ اَللَّهِ‌ عَزَّ وَ جَلَّ‌، قَالَ أَبُو بَصِيرٍ : فَقُلْتُ لَهُ‌: جُعِلْتُ فِدَاكَ فَهَلْ كَانَ أَهْلُ قَرْيَةِ 25لُوطٍ كُلُّهُمْ هَكَذَا يَعْمَلُونَ؟ فَقَالَ‌: نَعَمْ إِلاَّ أَهْلُ بَيْتٍ مِنْهُمْ مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ‌، أَ مَا تَسْمَعُ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: «فَأَخْرَجْنٰا مَنْ كٰانَ فِيهٰا مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ `فَمٰا وَجَدْنٰا فِيهٰا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ‌» ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌ : إِنَّ 25لُوطاً لَبِثَ فِي قَوْمِهِ ثَلَثِينَ سَنَةً يَدْعُوهُمْ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ يُحَذِّرُهُمْ عَذَابَهُ‌، وَ كَانُوا قَوْماً لاَ يَتَنَظَّفُونَ مِنَ اَلْغَائِطِ وَ لاَ يَتَطَهَّرُونَ مِنَ اَلْجَنَابَةِ‌، وَ كَانَ 25لُوطٌ اِبْنَ خَالَةِ 24إِبْرَاهِيمَ‌ ، وَ كَانَتِ اِمْرَأَةُ 24إِبْرَاهِيمَ‌ سَارَةُ‌ أُخْتَ 25لُوطٍ ، وَ كَانَ 25لُوطٌ وَ 24إِبْرَاهِيمُ‌ نَبِيَّيْنِ مُرْسَلَيْنِ مُنْذِرَيْنِ وَ كَانَ 25لُوطٌ رَجُلاً سَخِيّاً كَرِيماً يَقْرِي اَلضَّيْفَ إِذَا نَزَلَ بِهِ وَ يُحَذِّرُهُمْ قَوْمَهُ‌، قَالَ‌: فَلَمَّا رَأَى قَوْمُ 25لُوطٍ ذَلِكَ مِنْهُ‌ قَالُوا: إِنَّا نَنْهَاكَ عَنِ اَلْعَالَمِينَ لاَ تَقْرِى ضَيْفاً يَنْزِلُ بِكَ إِنْ فَعَلْتَ فَضَحْنَا ضَيْفَكَ اَلَّذِي يَنْزِلُ بِكَ‌ وَ أَخْزَيْنَاكَ‌، فَكَانَ 25لُوطٌ إِذَا نَزَلَ بِهِ اَلضَّيْفُ يَكْتُمُ أَمْرَهُ مَخَافَةَ أَنْ يَفْضَحَهُ قَوْمُهُ‌، وَ ذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ‌ يَكُنْ 25لِلُوطٍ عَشِيرَةٌ‌، وَ قَالَ‌: وَ لَمْ يَزَلْ 25لُوطٌ وَ 24إِبْرَاهِيمُ‌ يَتَوَقَّعَانِ نُزُولَ اَلْعَذَابِ عَلَى قَوْمِ 25لُوطٍ ، فَكَانَتْ 24لِإِبْرَاهِيمَ‌ وَ 25لِلُوطٍ مَنْزِلَةٌ مِنَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ شَرِيفَةٌ‌، وَ إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ كَانَ إِذَا أَرَادَ عَذَابَ قَوْمِ 25لُوطٍ أَدْرَكَتْهُ مَوَدَّةُ 24إِبْرَاهِيمَ‌ وَ خُلَّتُهُ وَ مَحَبَّةُ 25لُوطٍ فَيُرَاقِبُهُمْ فَيُؤَخِّرُ عَذَابَهُمْ‌. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌ : فَلَمَّا اِشْتَدَّ أَسَفُ اَللَّهِ عَلَى قَوْمِ 25لُوطٍ وَ قَدَّرَ عَذَابَهُمْ وَ قَضَى أَنْ يُعَوِّضَ‌ 24إِبْرَاهِيمَ‌ مِنْ عَذَابِ قَوْمِ 25لُوطٍ بِغُلاَمٍ عَلِيمٍ فَيُسَلِّيَ بِهِ مُصَابَهُ بِهَلاَكِ قَوْمِ 25لُوطٍ ، فَبَعَثَ اَللَّهُ‌ رُسُلاً إِلَى 24إِبْرَاهِيمَ‌ يُبَشِّرُونَهُ 26بِإِسْمَاعِيلَ‌ ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ لَيْلاً فَفَزِعَ مِنْهُمْ وَ خَافَ أَنْ يَكُونُوا سُرَّاقاً، فَلَمَّا رَأَتْهُ اَلرُّسُلُ فَزِعاً مَذْعُوراً «قٰالُوا سَلاٰماً قٰالَ سَلاٰمٌ‌ إِنّٰا مِنْكُمْ وَجِلُونَ `قٰالُوا: لاٰ تَوْجَلْ إِنّٰا» رُسُلُ رَبِّكَ‌ «نُبَشِّرُكَ بِغُلاٰمٍ عَلِيمٍ‌» قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌ : وَ اَلْغُلاَمُ اَلْعَلِيمُ هُوَ 26إِسْمَعِيلُ بْنُ هَاجَرَ فَقَالَ 24إِبْرَاهِيمُ‌ لِلرُّسُلِ‌: «أَ بَشَّرْتُمُونِي عَلىٰ أَنْ مَسَّنِيَ اَلْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ‌ `قٰالُوا بَشَّرْنٰاكَ بِالْحَقِّ فَلاٰ تَكُنْ مِنَ اَلْقٰانِطِينَ‌» فَقَالَ 24إِبْرَاهِيمُ‌ : فَمَا خَطْبُكُمْ بَعْدَ اَلْبِشَارَةِ‌ قٰالُوا إِنّٰا أُرْسِلْنٰا إِلىٰ قَوْمٍ مُجْرِمِينَ‌ قَوْمِ 25لُوطٍ إِنَّهُمْ كٰانُوا قَوْماً فٰاسِقِينَ‌ لِنُنْذِرَهُمْ عَذَابَ رَبِّ‌ اَلْعَالَمِينَ‌، قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌ : فَقَالَ 24إِبْرَاهِيمُ‌ لِلرُّسُلِ‌: «إِنَّ فِيهٰا 25لُوطاً قٰالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ‌ بِمَنْ فِيهٰا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَ أَهْلَهُ‌ أَجْمَعِينَ `إِلاَّ اِمْرَأَتَهُ قَدَّرْنٰا إِنَّهٰا لَمِنَ اَلْغٰابِرِينَ‌» قَالَ‌: «فَلَمّٰا جٰاءَ‌ آلَ 25لُوطٍ اَلْمُرْسَلُونَ `قٰالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ `قٰالُوا بَلْ جِئْنٰاكَ بِمٰا كٰانُوا فِيهِ‌» قَوْمُكَ مِنْ‌ عَذَابِ اَللَّهِ‌ «يَمْتَرُونَ `وَ أَتَيْنٰاكَ بِالْحَقِّ‌» لِتُنْذِرَ قَوْمَكَ اَلْعَذَابَ‌ «وَ إِنّٰا لَصٰادِقُونَ `فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ‌» يَا 25لُوطُ إِذَا مَضَى لَكَ مِنْ يَوْمِكَ هَذَا سَبْعَةُ أَيَّامٍ وَ لَيَالِيهَا، «بِقِطْعٍ مِنَ اَللَّيْلِ‌» إِذَا مَضَى «نِصْفُ‌ اَللَّيْلِ وَ لاٰ يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ اِمْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهٰا مٰا أَصٰابَهُمْ‌ وَ اِمْضُوا» فِي تِلْكَ اَللَّيْلَةِ‌ «حَيْثُ تُؤْمَرُونَ‌». قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌ : فَقَضَوْا ذَلِكَ اَلْأَمْرَ إِلَى 25لُوطٍ أَنَّ دٰابِرَ هٰؤُلاٰءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ‌ قَالَ‌: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌ : فَلَمَّا كَانَ اَلْيَوْمُ اَلثَّامِنُ مَعَ طُلُوعِ اَلْفَجْرِ قَدَّمَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌ رُسُلاً إِلَى 24إِبْرَاهِيمَ‌ يُبَشِّرُونَهُ 27بِإِسْحَاقَ‌ وَ يُعَزُّونَهُ بِهَلاَكِ قَوْمِ 25لُوطٍ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ‌: وَ لَقَدْ جٰاءَتْ رُسُلُنٰا 24إِبْرٰاهِيمَ‌ بِالْبُشْرىٰ قٰالُوا سَلاٰماً قٰالَ سَلاٰمٌ فَمٰا لَبِثَ أَنْ جٰاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ يَعْنِي ذَكِيّاً مَشْوِيّاً نَضِيجاً فَلَمَّا رَأَى 24إِبْرَاهِيمُ‌ أَيْدِيَهُمْ لاٰ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَ أَوْجَسَ‌ مِنْهُمْ خِيفَةً قٰالُوا لاٰ تَخَفْ إِنّٰا أُرْسِلْنٰا إِلىٰ قَوْمِ 25لُوطٍ `وَ اِمْرَأَتُهُ قٰائِمَةٌ‌ فَبَشَّرُوهَا 27بِإِسْحَاقَ‌ وَ مِنْ وَرَاءِ 27إِسْحَاقَ‌ 28يَعْقُوبَ‌ فَضَحِكَتْ يَعْنِي فَتَعَجَّبَتْ مِنْ قَوْلِهِمْ‌، قٰالَتْ يٰا وَيْلَتىٰ‌ أَ أَلِدُ وَ أَنَا عَجُوزٌ وَ هٰذٰا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هٰذٰا لَشَيْ‌ءٌ عَجِيبٌ `قٰالُوا أَ تَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اَللّٰهِ‌ رَحْمَتُ اَللّٰهِ وَ بَرَكٰاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ اَلْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ . قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌ : فَلَمَّا جَاءَتْ 24إِبْرَاهِيمَ‌ اَلْبِشَارَةُ 27بِإِسْحَاقَ‌ وَ ذَهَبَ عَنْهُ اَلرَّوْعُ أَقْبَلَ يُنَاجِي رَبَّهُ‌ فِي قَوْمِ 25لُوطٍ يَسْأَلُهُ كَفَّ اَلْبَلاَءِ عَنْهُمْ فَقَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: يٰا 24إِبْرٰاهِيمُ‌ أَعْرِضْ عَنْ هٰذٰا إِنَّهُ قَدْ جٰاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَ إِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذٰابٌ‌ بَعْدَ طُلُوعِ اَلْفَجْرِ مِنْ يَوْمِكَ مَخْتُومٌ وَ غَيْرُ مَرْدُودٍ.

تفسير نور الثقلين

14 78 فِي كِتَابِ كَمَالِ اَلدِّينِ وَ تَمَامِ اَلنِّعْمَةِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ‌ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ حَدِيثٌ طَوِيلٌ يَقُولُ فِيهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌: إِنَّ يُوشَعَ بْنَ نُونٍ وَصِيَّ مُوسَى عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ عَاشَ‌ بَعْدَ مُوسَى ثَلاَثِينَ سَنَةً وَ خَرَجَتْ عَلَيْهِ صَفْرَاءُ بِنْتُ شُعَيْبٍ زَوْجَةُ مُوسَى عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ فَقَالَتْ‌: أَنَا أَحَقُّ مِنْكَ بِالْأَمْرِ، فَقَاتَلَهَا فَقَتَلَ مُقَاتِلِيهَا وَ أَحْسَنَ أَسْرَهَا، وَ إِنَّ اِبْنَةَ أَبِي بَكْرٍ سَتَخْرُجُ عَلَى عَلِيٍّ فِي كَذَا وَ كَذَا أَلْفاً مِنْ أُمَّتِي، فَيُقَاتِلُهَا فَيَقْتُلُ مُقَاتِلِيهَا وَ يَأْسِرُهَا فَيُحْسِنُ أَسْرَهَا، وَ فِيهَا أَنْزَلَ اَللَّهُ تَعَالَى: وَ قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَ لاٰ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ اَلْجٰاهِلِيَّةِ اَلْأُولىٰ‌ يَعْنِي صَفْرَاءَ‌ بِنْتَ شُعَيْبٍ‌.