26,24,14,64753 / _2 عَنْهُ : عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ بُرَيْدٍ ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو اَلزُّبَيْرِيِّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَخْبِرْنِي عَنِ اَلدُّعَاءِ إِلَى اَللَّهِ وَ اَلْجِهَادِ فِي سَبِيلِهِ، أَ هُوَ لِقَوْمٍ لاَ يَحِلُّ إِلاَّ لَهُمْ، وَ لاَ يَقُومُ بِهِ إِلاَّ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ، أَمْ هُوَ مُبَاحٌ لِكُلِّ مَنْ وَحَّدَ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ آمَنَ بِرَسُولِهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، وَ مَنْ كَانَ كَذَا فَلَهُ أَنْ يَدْعُوَ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِلَى طَاعَتِهِ، وَ أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِهِ؟ فَقَالَ: «ذَلِكَ لِقَوْمٍ لاَ يَحِلُّ إِلاَّ لَهُمْ، وَ لاَ يَقُومُ بِذَلِكَ إِلاَّ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ». قُلْتُ: مَنْ أُولَئِكَ؟ قَالَ: «مَنْ قَامَ بِشَرَائِطِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي اَلْقِتَالِ وَ اَلْجِهَادِ عَلَى اَلْمُجَاهِدِينَ فَهُوَ اَلْمَأْذُونُ لَهُ فِي اَلدُّعَاءِ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ مَنْ لَمْ يَكُنْ قَائِماً بِشَرَائِطِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي اَلْجِهَادِ عَلَى اَلْمُجَاهِدِينَ فَلَيْسَ بِمَأْذُونٍ لَهُ فِي اَلْجِهَادِ، وَ لاَ اَلدُّعَاءِ إِلَى اَللَّهِ حَتَّى يَحْكُمَ فِي نَفْسِهِ مَا أَخَذَ اَللَّهُ عَلَيْهِ مِنْ شَرَائِطِ اَلْجِهَادِ». قُلْتُ: فَبَيِّنْ لِي، يَرْحَمُكَ اَللَّهُ. قَالَ: «إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَخْبَرَ نَبِيَّهُ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فِي كِتَابِهِ بِالدُّعَاءِ إِلَيْهِ، وَ وَصَفَ اَلدُّعَاةَ إِلَيْهِ، فَجَعَلَ ذَلِكَ لَهُمْ دَرَجَاتٍ، يُعَرِّفُ بَعْضُهَا بَعْضاً، وَ يُسْتَدَلُّ بِبَعْضِهَا عَلَى بَعْضٍ، فَأَخْبَرَ أَنَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَوَّلُ مَنْ دَعَا إِلَى نَفْسِهِ وَ دَعَا إِلَى طَاعَتِهِ وَ اِتِّبَاعِ أَمْرِهِ، فَبَدَأَ بِنَفْسِهِ، فَقَالَ: وَ اَللّٰهُ يَدْعُوا إِلىٰ دٰارِ اَلسَّلاٰمِ وَ يَهْدِي مَنْ يَشٰاءُ إِلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ ثُمَّ ثَنَّى بِرَسُولِهِ، فَقَالَ: اُدْعُ إِلىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ اَلْمَوْعِظَةِ اَلْحَسَنَةِ وَ جٰادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ يَعْنِي بِالْقُرْآنِ ، وَ لَمْ يَكُنْ دَاعِياً إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَنْ خَالَفَ أَمْرَ اَللَّهِ وَ يَدْعُو إِلَيْهِ بِغَيْرِ مَا أَمَرَ بِهِ فِي كِتَابِهِ ، وَ اَلَّذِي أَمَرَ أَلاَّ يُدْعَى إِلاَّ بِهِ. وَ قَالَ فِي نَبِيِّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ يَقُولُ: تَدْعُو. ثُمَّ ثَلَّثَ بِالدُّعَاءِ إِلَيْهِ بِكِتَابِهِ أَيْضاً، فَقَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: إِنَّ هٰذَا اَلْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ أَيْ يَدْعُو وَ يُبَشِّرُ اَلْمُؤْمِنِينَ . ثُمَّ ذَكَرَ مَنْ أُذِنَ لَهُ فِي اَلدُّعَاءِ إِلَيْهِ بَعْدَهُ وَ بَعْدَ رَسُولِهِ فِي كِتَابِهِ ، فَقَالَ: وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى اَلْخَيْرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ اَلْمُنْكَرِ وَ أُولٰئِكَ هُمُ اَلْمُفْلِحُونَ ثُمَّ أَخْبَرَ عَنْ هَذِهِ اَلْأُمَّةِ، وَ مِمَّنْ هِيَ، وَ أَنَّهَا مِنْ ذُرِّيَّةِ 24إِبْرَاهِيمَ وَ ذُرِّيَّةِ 26إِسْمَاعِيلَ مِنْ سُكَّانِ اَلْحَرَمِ ، مِمَّنْ لَمْ يَعْبُدُوا غَيْرَ اَللَّهِ قَطُّ، اَلَّذِينَ وَجَبَتْ لَهُمُ اَلدَّعْوَةُ دَعْوَةُ 24إِبْرَاهِيمَ وَ 26إِسْمَاعِيلُ ، مِنْ أَهْلِ اَلْمَسْجِدِ، اَلَّذِينَ أَخْبَرَ عَنْهُمْ فِي كِتَابِهِ أَنَّهُ أَذْهَبَ عَنْهُمُ اَلرِّجْسَ وَ طَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً، اَلَّذِينَ وَصَفْنَاهُمْ قَبْلَ هَذَا فِي صِفَةِ أُمَّةِ 24إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، اَلَّذِينَ عَنَاهُمُ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فِي قَوْلِهِ: أَدْعُوا إِلَى اَللّٰهِ عَلىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اِتَّبَعَنِي يَعْنِي أَوَّلَ مَنِ اِتَّبَعَهُ عَلَى اَلْإِيمَانِ بِهِ وَ اَلتَّصْدِيقِ لَهُ فِيمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ اَلْأُمَّةِ اَلَّتِي بُعِثَ فِيهَا وَ مِنْهَا وَ إِلَيْهَا قَبْلَ اَلْخَلْقِ، مِمَّنْ لَمْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ قَطُّ، وَ لَمْ يَلْبِسْ إِيمَانَهُ بِظُلْمٍ وَ هُوَ اَلشِّرْكُ. ثُمَّ ذَكَرَ أَتْبَاعَ نَبِيِّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ أَتْبَاعَ هَذِهِ اَلْأُمَّةِ اَلَّتِي وَصَفَهَا فِي كِتَابِهِ بِالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَ اَلنَّهْيِ عَنِ اَلْمُنْكَرِ، وَ جَعَلَهَا دَاعِيَةً إِلَيْهِ، وَ أَذِنَ لَهَا فِي اَلدُّعَاءِ إِلَيْهِ، فَقَالَ: يٰا أَيُّهَا اَلنَّبِيُّ حَسْبُكَ اَللّٰهُ وَ مَنِ اِتَّبَعَكَ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ . ثُمَّ وَصَفَ أَتْبَاعَ نَبِيِّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اَللّٰهِ وَ اَلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدّٰاءُ عَلَى اَلْكُفّٰارِ رُحَمٰاءُ بَيْنَهُمْ تَرٰاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اَللّٰهِ وَ رِضْوٰاناً سِيمٰاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ اَلسُّجُودِ ذٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي اَلتَّوْرٰاةِ وَ مَثَلُهُمْ فِي اَلْإِنْجِيلِ وَ قَالَ: يَوْمَ لاٰ يُخْزِي اَللّٰهُ اَلنَّبِيَّ وَ اَلَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمٰانِهِمْ يَعْنِي أُولَئِكَ اَلْمُؤْمِنِينَ. وَ قَالَ: قَدْ أَفْلَحَ اَلْمُؤْمِنُونَ . ثُمَّ حَلاَّهُمْ وَ وَصَفَهُمْ كَيْلاَ يَطْمَعَ فِي اَللِّحَاقِ بِهِمْ إِلاَّ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ، فَقَالَ فِيمَا حَلاَّهُمْ بِهِ وَ وَصَفَهُمْ: اَلَّذِينَ هُمْ فِي صَلاٰتِهِمْ خٰاشِعُونَ*`وَ اَلَّذِينَ هُمْ عَنِ اَللَّغْوِ مُعْرِضُونَ إِلَى قَوْلِهِ: أُولٰئِكَ هُمُ اَلْوٰارِثُونَ*`اَلَّذِينَ يَرِثُونَ اَلْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهٰا خٰالِدُونَ وَ قَالَ فِي صِفَتِهِمْ وَ حِلْيَتِهِمْ أَيْضاً: وَ اَلَّذِينَ لاٰ يَدْعُونَ مَعَ اَللّٰهِ إِلٰهاً آخَرَ وَ لاٰ يَقْتُلُونَ اَلنَّفْسَ اَلَّتِي حَرَّمَ اَللّٰهُ إِلاّٰ بِالْحَقِّ وَ لاٰ يَزْنُونَ وَ مَنْ يَفْعَلْ ذٰلِكَ يَلْقَ أَثٰاماً*`يُضٰاعَفْ لَهُ اَلْعَذٰابُ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ وَ يَخْلُدْ فِيهِ مُهٰاناً ثُمَّ أَخْبَرَ أَنَّهُ اِشْتَرَى مِنْ هَؤُلاَءِ اَلْمُؤْمِنِينَ وَ مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ صِفَتِهِمْ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوٰالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ اَلْجَنَّةَ يُقٰاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اَللّٰهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي اَلتَّوْرٰاةِ وَ اَلْإِنْجِيلِ وَ اَلْقُرْآنِ ثُمَّ ذَكَرَ وَفَاءَهُمْ لَهُ بِعَهْدِهِ وَ مِيثَاقِهِ وَ مُبَايَعَتِهِ، فَقَالَ: وَ مَنْ أَوْفىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اَللّٰهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ اَلَّذِي بٰايَعْتُمْ بِهِ وَ ذٰلِكَ هُوَ اَلْفَوْزُ اَلْعَظِيمُ . فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ اَلْآيَةُ إِنَّ اَللّٰهَ اِشْتَرىٰ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوٰالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ اَلْجَنَّةَ قَامَ رَجُلٌ إِلَى اَلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اَللَّهِ ، أَ رَأَيْتَكَ اَلرَّجُلُ يَأْخُذُ سَيْفَهُ فَيُقَاتِلُ حَتَّى يُقْتَلَ إِلاَّ أَنَّهُ يَقْتَرِفُ مِنْ هَذِهِ اَلْمَحَارِمِ، أَ شَهِيدٌ هُوَ؟ فَأَنْزَلَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى رَسُولِهِ اَلتّٰائِبُونَ اَلْعٰابِدُونَ اَلْحٰامِدُونَ اَلسّٰائِحُونَ اَلرّٰاكِعُونَ اَلسّٰاجِدُونَ اَلْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ اَلنّٰاهُونَ عَنِ اَلْمُنْكَرِ وَ اَلْحٰافِظُونَ لِحُدُودِ اَللّٰهِ وَ بَشِّرِ اَلْمُؤْمِنِينَ فَفَسَّرَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) اَلْمُجَاهِدِينَ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ اَلَّذِينَ هَذِهِ صِفَتُهُمْ وَ حِلْيَتُهُمْ بِالشَّهَادَةِ وَ اَلْجَنَّةِ، وَ قَالَ: اَلتَّائِبُونَ مِنَ اَلذُّنُوبِ، اَلْعَابِدُونَ اَلَّذِينَ لاَ يَعْبُدُونَ إِلاَّ اَللَّهَ، وَ لاَ يُشْرِكُونَ بِهِ شَيْئاً، اَلْحَامِدُونَ اَلَّذِينَ يَحْمَدُونَ اَللَّهَ عَلَى كُلِّ حَالٍ فِي اَلشِّدَّةِ وَ اَلرَّخَاءِ، اَلسَّائِحُونَ وَ هُمُ اَلصَّائِمُونَ، اَلرَّاكِعُونَ اَلسَّاجِدُونَ اَلَّذِينَ يُوَاظِبُونَ عَلَى اَلصَّلَوَاتِ اَلْخَمْسِ، وَ اَلْحَافِظُونَ لَهَا وَ اَلْمُحَافِظُونَ عَلَيْهَا بِرُكُوعِهَا وَ سُجُودِهَا وَ فِي اَلْخُشُوعِ فِيهَا وَ فِي أَوْقَاتِهَا، اَلْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ بَعْدَ ذَلِكَ وَ اَلْعَامِلُونَ بِهِ، وَ اَلنَّاهُونَ عَنِ اَلْمُنْكَرِ وَ اَلْمُنْتَهُونَ عَنْهُ. قَالَ: فَبَشِّرْ مَنْ قُتِلَ وَ هُوَ قَائِمٌ بِهَذِهِ اَلشُّرُوطِ بِالشَّهَادَةِ وَ اَلْجَنَّةِ ، ثُمَّ أَخْبَرَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَنَّهُ لَمْ يَأْمُرْ بِالْقِتَالِ إِلاَّ أَصْحَابَ هَذِهِ اَلشُّرُوطِ، فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقٰاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اَللّٰهَ عَلىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ*`اَلَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيٰارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاّٰ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اَللّٰهُ وَ ذَلِكَ أَنَّ جَمِيعَ مَا بَيْنَ اَلسَّمَاءِ وَ اَلْأَرْضِ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِأَتْبَاعِهِمَا مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ اَلصِّفَةِ، فَمَا كَانَ مِنَ اَلدُّنْيَا فِي أَيْدِي اَلْمُشْرِكِينَ وَ اَلْكُفَّارِ وَ اَلظَّلَمَةِ وَ اَلْفُجَّارِ مِنْ أَهْلِ اَلْخِلاَفِ لِرَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ اَلْمُؤْمِنِينَ، وَ اَلْمُوَلِّي عَنْ طَاعَتِهِمَا، مِمَّا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ ظَلَمُوا فِيهِ اَلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ اَلصِّفَاتِ، وَ غَلَبُوهُمْ عَلَيْهِ مِمَّا أَفَاءَ اَللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ، فَهُوَ حَقُّهُمْ أَفَاءَ اَللَّهُ عَلَيْهِمْ وَ رَدَّهُ إِلَيْهِمْ. وَ إِنَّمَا مَعْنَى اَلْفَيْءِ كُلُّ مَا صَارَ إِلَى اَلْمُشْرِكِينَ ثُمَّ رَجَعَ مِمَّا كَانَ قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ أَوْ فِيهِ، فَمَا رَجَعَ إِلَى مَكَانِهِ مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ فَقَدْ فَاءَ، مِثْلُ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسٰائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فٰاؤُ فَإِنَّ اَللّٰهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ أَيْ رَجَعُوا، ثُمَّ قَالَ: وَ إِنْ عَزَمُوا اَلطَّلاٰقَ فَإِنَّ اَللّٰهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ وَ قَالَ: وَ إِنْ طٰائِفَتٰانِ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ اِقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمٰا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدٰاهُمٰا عَلَى اَلْأُخْرىٰ فَقٰاتِلُوا اَلَّتِي تَبْغِي حَتّٰى تَفِيءَ إِلىٰ أَمْرِ اَللّٰهِ أَيْ تَرْجِعَ فَإِنْ فٰاءَتْ أَيْ رَجَعَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمٰا بِالْعَدْلِ وَ أَقْسِطُوا إِنَّ اَللّٰهَ يُحِبُّ اَلْمُقْسِطِينَ يَعْنِي بِقَوْلِهِ: تَفِيءَ أَيْ تَرْجِعَ، فَذَلِكَ اَلدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ اَلْفَيْءَ كُلُّ رَاجِعٍ إِلَى مَكَانٍ قَدْ كَانَ عَلَيْهِ أَوْ فِيهِ، يُقَالُ لِلشَّمْسِ إِذَا زَالَتْ: قَدْ فَاءَتْ، حِينَ يَفِيءُ اَلْفَيْءُ عِنْدَ رُجُوعِ اَلشَّمْسِ إِلَى زَوَالِهَا، وَ كَذَلِكَ مَا أَفَاءَ اَللَّهُ عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ مِنَ اَلْكُفَّارِ، فَإِنَّمَا هِيَ حُقُوقُ اَلْمُؤْمِنِينَ رَجَعَتْ إِلَيْهِمْ بَعْدَ ظُلْمِ اَلْكُفَّارِ إِيَّاهُمْ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقٰاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا مَا كَانَ اَلْمُؤْمِنُونَ أَحَقَّ بِهِ مِنْهُمْ. وَ إِنَّمَا أُذِنَ لِلْمُؤْمِنِينَ اَلَّذِينَ قَامُوا بِشَرَائِطِ اَلْإِيمَانِ اَلَّتِي وَصَفْنَاهَا، وَ ذَلِكَ أَنَّهُ لاَ يَكُونُ مَأْذُوناً لَهُ فِي اَلْقِتَالِ حَتَّى يَكُونَ مَظْلُوماً، وَ لاَ يَكُونُ مَظْلُوماً حَتَّى يَكُونَ مُؤْمِناً، وَ لاَ يَكُونُ مُؤْمِناً حَتَّى يَكُونَ قَائِماً بِشَرَائِطِ اَلْإِيمَانِ اَلَّتِي اِشْتَرَطَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ وَ اَلْمُجَاهِدِينَ. فَإِذَا تَكَامَلَتْ فِيهِ شَرَائِطُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ كَانَ مُؤْمِناً، وَ إِذَا كَانَ مُؤْمِناً كَانَ مَظْلُوماً، وَ إِذَا كَانَ مَظْلُوماً كَانَ مَأْذُوناً لَهُ فِي اَلْجِهَادِ، لِقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقٰاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اَللّٰهَ عَلىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ وَ إِنْ لَمْ يَكُنْ مُسْتَكْمِلاً لِشَرَائِطِ اَلْإِيمَانِ فَهُوَ ظَالِمٌ، مِمَّنْ يَنْبَغِي وَ يَجِبُ جِهَادُهُ حَتَّى يَتُوبَ إِلَى اَللَّهِ، وَ لَيْسَ مِثْلُهُ مَأْذُوناً لَهُ فِي اَلْجِهَادِ وَ اَلدُّعَاءِ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، لِأَنَّهُ لَيْسَ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ اَلْمَظْلُومِينَ اَلَّذِينَ أُذِنَ لَهُمْ فِي اَلْقُرْآنِ فِي اَلْقِتَالِ. فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ اَلْآيَةُ: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقٰاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا فِي اَلْمُهَاجِرِينَ اَلَّذِينَ أَخْرَجَهُمْ أَهْلُ مَكَّةَ مِنْ دِيَارِهِمْ وَ أَمْوَالِهِمْ، أُحِلَّ لَهُمْ جِهَادُهُمْ بِظُلْمِهِمْ إِيَّاهُمْ، وَ أُذِنَ لَهُمْ فِي اَلْقِتَالِ». فَقُلْتُ: فَهَذِهِ نَزَلَتْ فِي اَلْمُهَاجِرِينَ ، بِظُلْمِ مُشْرِكِي أَهْلِ مَكَّةَ لَهُمْ، فَمَا بَالُهُمْ فِي قِتَالِهِمْ كِسْرَى وَ قَيْصَرَ وَ مَنْ دُونَهُمْ مِنْ مُشْرِكِي قَبَائِلِ اَلْعَرَبِ ؟ فَقَالَ: «لَوْ كَانَ إِنَّمَا أُذِنَ لَهُمْ فِي قِتَالِ مَنْ ظَلَمَهُمْ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَقَطْ، لَمْ يَكُنْ لَهُمْ إِلَى قِتَالِ كِسْرَى وَ قَيْصَرَ وَ غَيْرِ أَهْلِ مَكَّةَ مِنْ قَبَائِلِ اَلْعَرَبِ سَبِيلٌ، لِأَنَّ اَلَّذِينَ ظَلَمُوهُمْ غَيْرُهُمْ، وَ إِنَّمَا أُذِنَ لَهُمْ فِي قِتَالِ مَنْ ظَلَمَهُمْ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ ، لِإِخْرَاجِهِمْ إِيَّاهُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ وَ أَمْوَالِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ، وَ لَوْ كَانَتِ اَلْآيَةُ إِنَّمَا عَنَتِ اَلْمُهَاجِرِينَ اَلَّذِينَ ظَلَمَهُمْ أَهْلُ مَكَّةَ ، كَانَتِ اَلْآيَةُ مُرْتَفِعَةَ اَلْفَرْضِ عَمَّنْ بَعْدَهُمْ، إِذْ لَمْ يَبْقَ مِنَ اَلظَّالِمِينَ وَ اَلْمَظْلُومِينَ أَحَدٌ، وَ كَانَ فَرْضُهَا مَرْفُوعاً عَنِ اَلنَّاسِ بَعْدَهُمْ إِذْ لَمْ يَبْقَ مِنَ اَلظَّالِمِينَ وَ اَلْمَظْلُومِينَ أَحَدٌ. وَ لَيْسَ كَمَا ظَنَنْتَ، وَ لاَ كَمَا ذَكَرْتَ، وَ لَكِنَّ اَلْمُهَاجِرِينَ ظُلِمُوا مِنْ جِهَتَيْنِ: ظَلَمَهُمْ أَهْلُ مَكَّةَ بِإِخْرَاجِهِمْ مِنْ دِيَارِهِمْ وَ أَمْوَالِهِمْ، فَقَاتَلُوهُمْ بِإِذْنِ اَللَّهِ لَهُمْ فِي ذَلِكَ، وَ ظَلَمَهُمْ كِسْرَى وَ قَيْصَرُ وَ مَنْ كَانَ دُونَهُمْ مِنْ قَبَائِلِ اَلْعَرَبِ وَ اَلْعَجَمِ بِمَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ مِمَّا كَانَ اَلْمُؤْمِنُونَ أَحَقَّ بِهِ دُونَهُمْ ، فَقَدْ قَاتَلُوهُمْ بِإِذْنِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُمْ فِي ذَلِكَ، وَ بِحُجَّةِ هَذِهِ اَلْآيَةِ يُقَاتِلُ مُؤْمِنُو كُلِّ زَمَانٍ. وَ إِنَّمَا أَذِنَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِلْمُؤْمِنِينَ، اَلَّذِينَ قَامُوا بِمَا وَصَفَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ اَلشَّرَائِطِ اَلَّتِي شَرَطَهَا اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ فِي اَلْإِيمَانِ وَ اَلْجِهَادِ، وَ مَنْ كَانَ قَائِماً بِتِلْكَ اَلشَّرَائِطِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَ هُوَ مَظْلُومٌ، وَ مَأْذُونٌ لَهُ فِي اَلْجِهَادِ بِذَلِكَ اَلْمَعْنَى. وَ مَنْ كَانَ عَلَى خِلاَفِ ذَلِكَ فَهُوَ ظَالِمٌ، وَ لَيْسَ مِنَ اَلْمَظْلُومِينَ، وَ لَيْسَ بِمَأْذُونٍ لَهُ فِي اَلْقِتَالِ، وَ لاَ بِالنَّهْيِ عَنِ اَلْمُنْكَرِ، وَ اَلْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ، لِأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ ذَلِكَ، وَ لاَ مَأْذُونٌ لَهُ فِي اَلدُّعَاءِ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، لِأَنَّهُ لَيْسَ يُجَاهِدُ مِثْلُهُ وَ أُمِرَ بِدُعَائِهِ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ لاَ يَكُونُ مُجَاهِداً مَنْ قَدْ أُمِرَ اَلْمُؤْمِنُونَ بِجِهَادِهِ، وَ حَظَرَ اَلْجِهَادَ عَلَيْهِ وَ مَنَعَهُ مِنْهُ، وَ لاَ يَكُونُ دَاعِياً إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَنْ أُمِرَ بِدُعَاءِ مِثْلِهِ إِلَى اَلتَّوْبَةِ وَ اَلْحَقِّ وَ اَلْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَ اَلنَّهْيِ عَنِ اَلْمُنْكَرِ، وَ لاَ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ مَنْ قَدْ أُمِرَ أَنْ يُؤْمَرَ بِهِ، وَ لاَ يَنْهَى عَنِ اَلْمُنْكَرِ مَنْ قَدْ أُمِرَ أَنْ يُنْهَى عَنْهُ. فَمَنْ كَانَ قَدْ تَمَّتْ فِيهِ شَرَائِطُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ اَلَّتِي وَصَفَ اَللَّهُ بِهَا أَهْلَهَا مِنْ أَصْحَابِ اَلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ هُوَ مَظْلُومٌ، فَهُوَ مَأْذُونٌ لَهُ فِي اَلْجِهَادِ، كَمَا أُذِنَ لَهُمْ فِي اَلْجِهَادِ بِذَلِكَ اَلْمَعْنَى، لِأَنَّ حُكْمَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي اَلْأَوَّلِينَ وَ اَلْآخِرِينَ وَ فَرَائِضَهُ عَلَيْهِمْ سَوَاءٌ، إِلاَّ مِنْ عِلَّةٍ أَوْ حَادِثٍ يَكُونُ، وَ اَلْأَوَّلُونَ وَ اَلْآخِرُونَ أَيْضاً فِي مَنْعِ اَلْحَوَادِثِ شُرَكَاءُ، وَ اَلْفَرَائِضُ عَلَيْهِمْ وَاحِدَةٌ، يُسْأَلُ اَلْآخِرُونَ عَنْ أَدَاءِ اَلْفَرَائِضِ كَمَا يُسْأَلُ عَنْهُ اَلْأَوَّلُونَ، وَ يُحَاسَبُونَ عَمَّا بِهِ يُحَاسَبُونَ، وَ مَنْ لَمْ يَكُنْ عَلَى صِفَةِ مَنْ أَذِنَ اَللَّهُ لَهُ فِي اَلْجِهَادِ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ، فَلَيْسَ مِنْ أَهْلِ اَلْجِهَادِ، وَ لَيْسَ بِمَأْذُونٍ لَهُ فِيهِ حَتَّى يَفِيءَ بِمَا شَرَطَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَيْهِ، فَإِذَا تَكَامَلَتْ فِيهِ شَرَائِطُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ وَ اَلْمُجَاهِدِينَ فَهُوَ مِنَ اَلْمَأْذُونِينَ لَهُمْ فِي اَلْجِهَادِ. فَلْيَتَّقِ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عَبْدٌ وَ لاَ يَغْتَرَّ بِالْأَمَانِيِّ اَلَّتِي نَهَى اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْهَا مِنْ هَذِهِ اَلْأَحَادِيثِ اَلْكَاذِبَةِ عَلَى اَللَّهِ اَلَّتِي يُكَذِّبُهَا اَلْقُرْآنُ ، وَ يَتَبَرَّأُ مِنْهَا وَ مِنْ حَمَلَتِهَا وَ رُوَاتِهَا، وَ لاَ يَقْدَمْ عَلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِشُبْهَةٍ لاَ يُعْذَرُ بِهَا، فَإِنَّهُ لَيْسَ وَرَاءَ اَلْمُتَعَرِّضِ لِلْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اَللَّهِ مَنْزِلَةٌ يُؤْتَى اَللَّهُ مِنْ قِبَلِهَا وَ هِيَ غَايَةُ اَلْأَعْمَالِ فِي عِظَمِ قَدْرِهَا. فَلْيَحْكُمِ اِمْرُؤٌ لِنَفْسِهِ وَ لْيُرِهَا كِتَابَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ يَعْرِضُهَا عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ لاَ أَحَدَ أَعْرَفُ بِالْمَرْءِ مِنْ نَفْسِهِ، فَإِنْ وَجَدَهَا قَائِمَةً بِمَا شَرَطَ اَللَّهُ عَلَيْهِ فِي اَلْجِهَادِ فَلْيُقْدِمْ عَلَى اَلْجِهَادِ، وَ إِنْ عَلِمَ تَقْصِيراً فَلْيُصْلِحْهَا، وَ لْيُقِمْهَا عَلَى مَا فَرَضَ اَللَّهُ عَلَيْهَا مِنَ اَلْجِهَادِ، ثُمَّ لْيُقْدِمْ بِهَا وَ هِيَ طَاهِرَةٌ مُطَهَّرَةٌ مِنْ كُلِّ دَنَسٍ يَحُولُ بَيْنَهَا وَ بَيْنَ جِهَادِهَا. وَ لَسْنَا نَقُولُ لِمَنْ أَرَادَ اَلْجِهَادَ وَ هُوَ عَلَى خِلاَفِ مَا وَصَفْنَا مِنْ شَرَائِطِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ وَ اَلْمُجَاهِدِينَ: لاَ تُجَاهِدُوا. وَ لَكِنْ نَقُولُ: قَدْ عَلَّمْنَاكُمْ مَا شَرَطَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى أَهْلِ اَلْجِهَادِ اَلَّذِينَ بَايَعَهُمْ وَ اِشْتَرَى مِنْهُمْ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوَالَهُمْ بِالْجِنَانِ . فَلْيُصْلِحِ اِمْرُؤٌ مَا عَلِمَ مِنْ نَفْسِهِ مِنْ تَقْصِيرٍ عَنْ ذَلِكَ، وَ لْيَعْرِضْهَا عَلَى شَرَائِطِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، فَإِنْ رَأَى أَنَّهُ قَدْ وَفَى بِهَا وَ تَكَامَلَتْ فِيهِ، فَإِنَّهُ مِمَّنْ أَذِنَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ فِي اَلْجِهَادِ، وَ إِنْ أَبَى إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مُجَاهِداً عَلَى مَا فِيهِ مِنَ اَلْإِصْرَارِ عَلَى اَلْمَعَاصِي وَ اَلْمَحَارِمِ وَ اَلْإِقْدَامِ عَلَى اَلْجِهَادِ بِالتَّخْبِيطِ وَ اَلْعَمَى، وَ اَلْقُدُومِ عَلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِالْجَهْلِ وَ اَلرِّوَايَاتِ اَلْكَاذِبَةِ، فَلَقَدْ لَعَمْرِي جَاءَ اَلْأَثَرُ فِيمَنْ فَعَلَ هَذَا اَلْفِعْلَ. أَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَنْصُرُ هَذَا اَلدِّينَ بِأَقْوَامٍ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ. فَلْيَتَّقِ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ اِمْرُؤٌ، وَ لْيَحْذَرْ أَنْ يَكُونَ مِنْهُمْ، فَقَدْ بَيَّنَ لَكُمْ وَ لاَ عُذْرَ لَكُمْ بَعْدَ اَلْبَيَانِ فِي اَلْجَهْلِ، وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ، وَ حَسْبُنَا اَللَّهُ عَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا وَ إِلَيْهِ اَلْمَصِيرُ».
69552 / _3 وَ عَنْهُ : عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى ، عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) عَنِ اَلْعِلْمِ، هُوَ شَيْءٌ يَتَعَلَّمُهُ اَلْعَالِمُ مِنْ أَفْوَاهِ اَلرِّجَالِ، أَمْ فِي اَلْكِتَابِ عِنْدَكُمْ تَقْرَءُونَهُ فَتَعْلَمُونَ مِنْهُ؟ قَالَ: «اَلْأَمْرُ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ وَ أَوْجَبُ، أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ كَذٰلِكَ أَوْحَيْنٰا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنٰا مٰا كُنْتَ تَدْرِي مَا اَلْكِتٰابُ وَ لاَ اَلْإِيمٰانُ ». ثُمَّ قَالَ: «أَيَّ شَيْءٍ يَقُولُ أَصْحَابُكَ فِي هَذِهِ اَلْآيَةِ؟ أَ يُقِرُّونَ أَنَّهُ كَانَ فِي حَالٍ مَا يَدْرِي مَا اَلْكِتَابُ وَ لاَ اَلْإِيمَانُ»؟ فَقُلْتُ: لاَ أَدْرِي جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا يَقُولُونَ. فَقَالَ: «بَلَى، قَدْ كَانَ فِي حَالٍ لاَ يَدْرِي مَا اَلْكِتَابُ وَ لاَ اَلْإِيمَانُ حَتَّى بَعَثَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ اَلرُّوحَ اَلَّتِي ذُكِرَ فِي اَلْكِتَابِ ، فَلَمَّا أَوْحَاهَا إِلَيْهِ عَلِمَ بِهَا اَلْعِلْمَ وَ اَلْفَهْمَ، وَ هِيَ اَلرُّوحُ اَلَّتِي يُعْطِيهَا اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَنْ شَاءَ، فَإِذَا أَعْطَاهَا عَبْداً عَلَّمَهُ اَلْفَهْمَ».
169551 / _2 و عنه: عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن عليّ بن أسباط، عن أسباط بن سالم، قال: سأله رجل من أهل هيت و أنا حاضر، عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ كَذٰلِكَ أَوْحَيْنٰا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنٰا ، فقال: «منذ أنزل اللّه عزّ و جلّ ذلك الروح على محمد (صلّى اللّه عليه و آله) ما صعد [إلى] السماء، و إنّه لفينا».
69550 / _1 مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ : عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ اَلنَّضْرِ اِبْنَ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى اَلْحَلَبِيِّ ، عَنْ أَبِي اَلصَّبَّاحِ اَلْكِنَانِيِّ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ كَذٰلِكَ أَوْحَيْنٰا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنٰا مٰا كُنْتَ تَدْرِي مَا اَلْكِتٰابُ وَ لاَ اَلْإِيمٰانُ ، قَالَ: «خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ، أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ ، كَانَ مَعَ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يُخْبِرُهُ وَ يُسَدِّدُهُ، وَ هُوَ مَعَ اَلْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ».
69555 / _6 مُحَمَّدُ بْنُ اَلْعَبَّاسِ ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ ، وَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، وَ أَبِي اَلصَّبَّاحِ اَلْكِنَانِيِّ ، قَالاَ: قُلْنَا لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): جَعَلَنَا اَللَّهُ فِدَاكَ، قَوْلُهُ تَعَالَى: وَ كَذٰلِكَ أَوْحَيْنٰا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنٰا مٰا كُنْتَ تَدْرِي مَا اَلْكِتٰابُ وَ لاَ اَلْإِيمٰانُ وَ لٰكِنْ جَعَلْنٰاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشٰاءُ مِنْ عِبٰادِنٰا وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ ، قَالَ: «يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، اَلرُّوحُ خَلْقٌ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ ، كَانَ مَعَ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يُخْبِرُهُ وَ يُسَدِّدُهُ، وَ هُوَ مَعَ اَلْأَئِمَّةِ (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ) يُخْبِرُهُمْ وَ يُسَدِّدُهُمْ».
59554 / _5 سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ : عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى ، عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ كَذٰلِكَ أَوْحَيْنٰا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنٰا مٰا كُنْتَ تَدْرِي مَا اَلْكِتٰابُ وَ لاَ اَلْإِيمٰانُ وَ لٰكِنْ جَعَلْنٰاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشٰاءُ مِنْ عِبٰادِنٰا ، قَالَ: «لَقَدْ أَنْزَلَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ذَلِكَ اَلرُّوحَ عَلَى نَبِيِّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، وَ مَا صَعِدَ إِلَى اَلسَّمَاءِ مُنْذُ أُنْزِلَ، وَ إِنَّهُ لَفِينَا».
69553 / _4 وَ عَنْهُ : عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ بُرَيْدٍ ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو اَلزُّبَيْرِيِّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: «قَالَ تَعَالَى فِي نَبِيِّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ ، يَقُولُ: تَدْعُو».
59557 / _8 مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ: عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ اَلْبَرْقِيِّ، عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْفُضَيْلِ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، قَالَ: «قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ ، إِنَّكَ لَتَأْمُرُ بِوَلاَيَةِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) وَ تَدْعُو إِلَيْهَا، وَ هُوَ اَلصِّرَاطُ اَلْمُسْتَقِيمُ».
59556 / _7 وَ عَنْهُ ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ هِلاَلٍ ، عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ وَهْبٍ اَلْعَبْسِيِّ ، عَنْ جَابِرٍ اَلْجُعْفِيِّ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ لٰكِنْ جَعَلْنٰاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشٰاءُ مِنْ عِبٰادِنٰا ، قَالَ: «ذَاكَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ».
179559 / _10 ثم قال عليّ بن إبراهيم، في قوله تعالى: وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ : أي تدعو إلى الإمامة المستوية. ثم قال: صِرٰاطِ اَللّٰهِ أي حجته اَلَّذِي لَهُ مٰا فِي اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ مٰا فِي اَلْأَرْضِ أَلاٰ إِلَى اَللّٰهِ تَصِيرُ اَلْأُمُورُ .
179560 / _11 ثم قال عليّ بن إبراهيم: حدّثني محمّد بن همام، قال: حدّثنا سعد بن محمّد، عن عباد بن يعقوب، عن عبد اللّه بن الهيثم، عن الصلت بن الحر، قال: كنت جالسا مع زيد بن علي (عليه السلام)، فقرأ: وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ [قال:] هدى الناس و ربّ الكعبة إلى علي (عليه السلام)، ضل عنه من ضل، و اهتدى من اهتدى.
59558 / _9 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلْكَرِيمِ بْنُ عَبْدِ اَلرَّحِيمِ ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : فِي قَوْلِ اَللَّهِ لِنَبِيِّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : مٰا كُنْتَ تَدْرِي مَا اَلْكِتٰابُ وَ لاَ اَلْإِيمٰانُ وَ لٰكِنْ جَعَلْنٰاهُ نُوراً : «يَعْنِي عَلِيّاً (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، وَ عَلِيٌّ هُوَ اَلنُّورُ، فَقَالَ: نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشٰاءُ مِنْ عِبٰادِنٰا يَعْنِي عَلِيّاً (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، هَدَى بِهِ مَنْ هَدَى مِنْ خَلْقِهِ. وَ قَالَ لِنَبِيِّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ يَعْنِي إِنَّكَ لَتَأْمُرُ بِوَلاَيَةِ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، وَ تَدْعُو إِلَيْهَا، وَ عَلِيٌّ هُوَ اَلصِّرَاطُ اَلْمُسْتَقِيمُ صِرٰاطِ اَللّٰهِ يَعْنِي عَلِيّاً (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) اَلَّذِي لَهُ مٰا فِي اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ مٰا فِي اَلْأَرْضِ يَعْنِي عَلِيّاً (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) أَنْ جَعَلَهُ خَازِنَهُ عَلَى مَا فِي اَلسَّمَاوَاتِ وَ مَا فِي اَلْأَرْضِ ، وَ اِئْتَمَنَهُ عَلَيْهِ أَلاٰ إِلَى اَللّٰهِ تَصِيرُ اَلْأُمُورُ ».
أخرج ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وَ كَذٰلِكَ أَوْحَيْنٰا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنٰا قال القرآن
14 و أخرج أبو نعيم في الدلائل و ابن عساكر عن على رضى الله عنه قال قيل للنبي صلى الله عليه و سلم هل عبدت وثنا قط قال لا قالوا فهل شربت خمرا قط قال لا و ما زلت أعرف الذي هم عليه كفر و ما كنت أدرى ما الكتاب و لا الايمان و بذلك نزل القرآن مٰا كُنْتَ تَدْرِي مَا اَلْكِتٰابُ وَ لاَ اَلْإِيمٰانُ
و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ قال قال الله وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هٰادٍ قال داع يدعو إلى الله تعالى
2)از همو از على بن ابراهيم،از پدرش،از بكر بن صالح،از قاسم بن بريد،از ابو عمرو زبيرى،از امام صادق عليه السلام روايت شده است كه گفت:به ايشان عرض كردم:درباره دعوت بهسوى خدا و جهاد در راه او به من بگوييد،آيا مخصوص قومى است كه فقط اين عمل براى آنان جايز است و كسى(نمىتواند)آن را به جا بياورد،مگر اينكه از آنان باشد يا اينكه براى هركسى كه خداى عز و جل را يگانه مىداند و به رسولش صلى اللّه عليه و آله و سلم ايمان آورده است جايز است و هركه چنين باشد،مىتواند به خداى عز و جل و اطاعت از او دعوت كند و در...
1)محمد بن يعقوب كلينى،از گروهى از ياران ما،از احمد بن محمد،از حسين بن سعيد،از نضر بن سويد،از يحيى حلبى،از ابو صباح كنانى،از ابو بصير روايت مىكند كه از امام صادق عليه السّلام درباره آيه «وَ كَذٰلِكَ أَوْحَيْنٰا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنٰا مٰا كُنْتَ تَدْرِي مَا اَلْكِتٰابُ وَ لاَ اَلْإِيمٰانُ» سؤال كردم.امام فرمود: يكى از مخلوقات خداوند بود كه داراى جايگاهى برتر از جبرئيل و ميكائيل است و همراه رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بود و امور را به او اطلاع مىداد و از او حمايت مىكرد و پس از ايشان،همراه...
2)محمد بن يعقوب كلينى همچنين از محمد بن يحيى،از محمد بن حسين،از على بن اسباط بن سالم روايت مىكند كه گفت:مردى از اهالى هيت در حالى كه من حضور داشتم،از او درباره آيه «وَ كَذٰلِكَ أَوْحَيْنٰا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنٰا» سؤال كرد.امام فرمود:از زمانى كه خداوند آن روح را بر پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلم فروفرستاد ،آن روح به آسمان صعود نكرده است و او در ميان ماست.1
3)محمد بن يعقوب كلينى همچنين از محمد بن يحيى،از عمران بن موسى،از موسى بن جعفر،على بن اسباط،از محمد بن فضيل،از ابو حمزه روايت مىكند كه از امام صادق عليه السّلام درباره علم سؤال كردم كه آيا علم چيزى است كه فرد آن را از ديگران ياد مىگيرد يا در كتابى نزد شما است كه شما آن را مىخوانيد و از آن ياد مىگيريد؟امام فرمود:مسئله،بزرگتر و واجبتر از اين است.مگر اين فرموده خداى عز و جل را نشنيدهاى: «وَ كَذٰلِكَ أَوْحَيْنٰا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنٰا مٰا كُنْتَ تَدْرِي مَا اَلْكِتٰابُ وَ لاَ...
4)محمد بن يعقوب كلينى از على بن ابراهيم،از پدرش،از بكر بن صالح،از قاسم بن بريد،از ابو عمرو زبيرى،از امام صادق عليه السّلام روايت مىكند كه آن حضرت درباره آيه «وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ» فرمود:منظور آن است كه تو مردم را به راه راست فرامىخوانى و دعوت مىكنى.1
5)سعد بن عبد اللّه،از احمد بن محمد بن عيسى،از حسن بن محبوب،از عبد اللّه بن بكير،از زراره،از امام محمد باقر عليه السّلام روايت مىكند كه آن حضرت درباره آيه «وَ كَذٰلِكَ أَوْحَيْنٰا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنٰا مٰا كُنْتَ تَدْرِي مَا اَلْكِتٰابُ وَ لاَ اَلْإِيمٰانُ وَ لٰكِنْ جَعَلْنٰاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشٰاءُ مِنْ عِبٰادِنٰا» فرمود:خداوند آن روح را بر پيامبرش صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نازل كرده است و از زمانى كه فرود آمده است بهسوى آسمان صعود نكرده است و او در ميان ماست.2
6)محمد بن عباس،از احمد بن ادريس،از احمد بن محمد بن عيسى،از على بن حديد،از محمد بن اسماعيل بن بزيع،از منصور بن يونس،از ابو بصير و ابو صباح كنانى روايت مىكند كه خدمت امام صادق عليه السّلام عرض كرديم:فدايت شويم!منظور از آيه «وَ كَذٰلِكَ أَوْحَيْنٰا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنٰا مٰا كُنْتَ تَدْرِي مَا اَلْكِتٰابُ وَ لاَ اَلْإِيمٰانُ وَ لٰكِنْ جَعَلْنٰاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشٰاءُ مِنْ عِبٰادِنٰا وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ» چيست؟امام فرمود:اى ابو محمد!روح،يكى از مخلوقات...
7)محمد بن عباس همچنين از على بن عبد اللّه،از ابراهيم بن محمد،از على بن هلال،از حسن بن وهب عبس،از جابر جعفى روايت مىكند كه امام محمد باقر عليه السّلام درباره آيه «وَ لٰكِنْ جَعَلْنٰاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشٰاءُ مِنْ عِبٰادِنٰا» فرمود: منظور اين آيه،اميرالمؤمنين عليه السّلام است.4
8)محمد بن حسن صفار از عبد اللّه بن عامر،از ابو عبد اللّه برقى،از حسين بن عثمان،از محمد بن فضيل،از ابو حمزه ثمالى روايت مىكند كه امام صادق عليه السّلام درباره آيه «وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ» فرمود:يعنى تو به مردم درباره پذيرفتن ولايت اميرالمؤمنين عليه السّلام دستور مىدهى و آنها را بدان فرامىخوانى ،زير او راه راست است.1
9)على بن ابراهيم قمى گفت:جعفر بن احمد،از عبد الكريم بن عبد الرحيم، از محمد بن على،از محمد بن فضيل،از ابو حمزه روايت مىكند كه امام صادق عليه السّلام درباره آيه «مٰا كُنْتَ تَدْرِي مَا اَلْكِتٰابُ وَ لاَ اَلْإِيمٰانُ وَ لٰكِنْ جَعَلْنٰاهُ نُوراً» فرمود:منظور از اين،عبادت اميرالمؤمنين عليه السّلام است كه او همان نور است. «نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشٰاءُ مِنْ عِبٰادِنٰا» منظور از آن شخص،على عليه السّلام است كه مردم بهوسيله او هدايت شدند. «وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ» يعنى تو به مردم...
10)على بن ابراهيم قمى گفت: «وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ» يعنى تو مردم را به امامت صحيح فرامىخوانى «صِرٰاطِ اَللّٰهِ» به معناى حجت خداوند است «اَلَّذِي لَهُ مٰا فِي اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ مٰا فِي اَلْأَرْضِ أَلاٰ إِلَى اَللّٰهِ تَصِيرُ اَلْأُمُورُ». 3
11)على بن ابراهيم قمى همچنين از محمد بن همام،از سعد بن محمد،از عباد بن يعقوب،از عبد اللّه بن هيثم،از صلت بن حر روايت مىكند كه گفت:در محضر زيد بن على عليه السّلام نشسته بودم.آيه «وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ» را خواند و فرمود:به خداى كعبه قسم!او مردم را بهسوى على عليه السّلام دعوت كرد.گروهى از آن راه گمراه و عدهاى بدان هدايت شدند.1
ابو حمزه از امام باقر عليه السّلام دربارۀ قول خداوند به پيامبرش صلّى اللّه عليه و آله مٰا كُنْتَ تَدْرِي مَا اَلْكِتٰابُ وَ لاَ اَلْإِيمٰانُ وَ لٰكِنْ جَعَلْنٰاهُ نُوراً فرمود:يعنى على عليه السّلام كه حضرت على عليه السّلام همان نور است. نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشٰاءُ مِنْ عِبٰادِنٰا يعنى حضرت على عليه السّلام كه مخلوقات به وسيلۀ آن حضرت هدايت مىيابند و خداوند به پيامبرش صلّى اللّه عليه و آله فرمود: وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ يعنى بدرستى كه تو امر به ولايت على عليه السّلام كرده و مردم...