13438 / _5 عَنْ أَبِي مُعَمَّرٍ اَلسَّعْدِيِّ ، قَالَ: أَتَى عَلِيّاً (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ، إِنِّي شَكَكْتُ فِي كِتَابِ اَللَّهِ اَلْمُنْزَلِ. فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، وَ كَيْفَ شَكَكْتَ فِي كِتَابِ اَللَّهِ اَلْمُنْزَلِ؟» فَقَالَ لَهُ اَلرَّجُلُ: لِأَنِّي وَجَدْتُ اَلْكِتَابَ يُكَذِّبُ بَعْضُهُ بَعْضاً، وَ يَنْقُضُ بَعْضُهُ بَعْضاً. فَقَالَ: «هَاتِ اَلَّذِي شَكَكْتَ فِيهِ؟». فَقَالَ: لِأَنَّ اَللَّهَ يَقُولُ: يَوْمَ يَقُومُ اَلرُّوحُ وَ اَلْمَلاٰئِكَةُ صَفًّا لاٰ يَتَكَلَّمُونَ إِلاّٰ مَنْ أَذِنَ لَهُ اَلرَّحْمٰنُ وَ قٰالَ صَوٰاباً وَ يَقُولُ حَيْثُ اُسْتُنْطِقُوا، قَالَ اَللَّهُ: وَ اَللّٰهِ رَبِّنٰا مٰا كُنّٰا مُشْرِكِينَ وَ يَقُولُ: يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَ يَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَ يَقُولُ: إِنَّ ذٰلِكَ لَحَقٌّ تَخٰاصُمُ أَهْلِ اَلنّٰارِ وَ يَقُولُ: لاٰ تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَ يَقُولُ: اَلْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلىٰ أَفْوٰاهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنٰا أَيْدِيهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمٰا كٰانُوا يَكْسِبُونَ فَمَرَّةً يَتَكَلَّمُونَ، وَ مَرَّةً لاَ يَتَكَلَّمُونَ، وَ مَرَّةً يَنْطِقُ اَلْجُلُودُ وَ اَلْأَيْدِي وَ اَلْأَرْجُلُ، وَ مَرَّةً لاَ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ اَلرَّحْمَنُ وَ قَالَ صَوَاباً، فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «إِنَّ ذَلِكَ لَيْسَ فِي مَوْطِنٍ وَاحِدٍ، وَ هِيَ فِي مَوَاطِنَ فِي ذَلِكَ اَلْيَوْمِ اَلَّذِي مِقْدَارُهُ خَمْسُونَ أَلْفَ سَنَةٍ، فَجَمَعَ اَللَّهُ اَلْخَلاَئِقَ فِي ذَلِكَ اَلْيَوْمِ فِي مَوْطِنٍ يَتَعَارَفُونَ فِيهِ، فَيُكَلِّمُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، وَ يَسْتَغْفِرُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ، أُولَئِكَ اَلَّذِينَ بَدَتْ مِنْهُمُ اَلطَّاعَةُ مِنَ اَلرُّسُلِ وَ اَلْأَتْبَاعِ، وَ تَعَاوَنُوا عَلَى اَلْبِرِّ وَ اَلتَّقْوَى فِي دَارِ اَلدُّنْيَا، وَ يَلْعَنُ أَهْلُ اَلْمَعَاصِي بَعْضُهُمْ بَعْضاً مِنَ اَلَّذِينَ بَدَتْ مِنْهُمُ اَلْمَعَاصِي وَ تَعَاوَنُوا عَلَى اَلظُّلْمِ وَ اَلْعُدْوَانِ فِي دَارِ اَلدُّنْيَا، وَ اَلْمُسْتَكْبِرُونَ مِنْهُمْ وَ اَلْمُسْتَضْعَفُونَ يَلْعَنُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ يُكَفِّرُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً. ثُمَّ يَجْمَعُونَ فِي مَوْطِنٍ يَفِرُّ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ، وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ يَوْمَ يَفِرُّ اَلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ*`وَ أُمِّهِ وَ أَبِيهِ* `وَ صٰاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ إِذَا تَعَاوَنُوا عَلَى اَلظُّلْمِ وَ اَلْعُدْوَانِ فِي دَارِ اَلدُّنْيَا لِكُلِّ اِمْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ . ثُمَّ يَجْمَعُونَ فِي مَوْطِنٍ يَبْكُونَ فِيهِ، فَلَوْ أَنَّ تِلْكَ اَلْأَصْوَاتَ بَدَتْ لِأَهْلِ اَلدُّنْيَا لَأَذْهَلَتْ جَمِيعُ اَلْخَلاَئِقِ عَنْ مَعَايِشِهِمْ، وَ صَدَعَتِ اَلْجِبَالُ، إِلاَّ مَا شَاءَ اَللَّهُ، فَلاَ يَزَالُونَ يَبْكُونَ حَتَّى يَبْكُونَ اَلدَّمَ. ثُمَّ يَجْتَمِعُونَ فِي مَوْطِنٍ يُسْتَنْطَقُونَ فِيهِ، فَيَقُولُونَ وَ اَللّٰهِ رَبِّنٰا مٰا كُنّٰا مُشْرِكِينَ وَ لاَ يُقِرُّونَ بِمَا عَمِلُوا، فَيُخْتَمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَ تُسْتَنْطَقُ اَلْأَيْدِي وَ اَلْأَرْجُلُ وَ اَلْجُلُودُ، فَتَنْطِقُ، فَتَشْهَدُ بِكُلِّ مَعْصِيَةٍ بَدَتْ مِنْهُمْ، ثُمَّ يُرْفَعُ عَنْ أَلْسِنَتِهِمُ اَلْخَتْمُ، فَيَقُولُونَ لِجُلُودِهِمْ وَ أَيْدِيهِمْ وَ أَرْجُلِهِمْ: لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنٰا ؟ فَتَقُولُ: أَنْطَقَنَا اَللّٰهُ اَلَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ . ثُمَّ يَجْمَعُونَ فِي مَوْطِنٍ يُسْتَنْطَقُ فِيهِ جَمِيعُ اَلْخَلاَئِقِ، فَلاَ يَتَكَلَّمُ أَحَدٌ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ اَلرَّحْمَنُ وَ قَالَ صَوَاباً. وَ يَجْتَمِعُونَ فِي مَوْطِنٍ يَخْتَصِمُونَ فِيهِ، وَ يُدَانُ لِبَعْضِ اَلْخَلاَئِقِ مِنْ بَعْضٍ، وَ هُوَ اَلْقَوْلُ، وَ ذَلِكَ كُلُّهُ قَبْلَ اَلْحِسَابِ، فَإِذَا أُخِذَ بِالْحِسَابِ، شُغِلَ كُلُّ اِمْرِئٍ بِمَا لَدَيْهِ، نَسْأَلُ اَللَّهَ بَرَكَةَ ذَلِكَ اَلْيَوْمِ».
6 9417 / _2 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ : إِنَّهَا نَزَلَتْ فِي قَوْمٍ تَعْرِضُ عَلَيْهِمْ أَعْمَالُهُمْ فَيُنْكِرُونَهَا، فَيَقُولُونَ: مَا عَمِلْنَا مِنْهَا شَيْئاً، فَتَشْهَدُ عَلَيْهِمُ اَلْمَلاَئِكَةُ اَلَّذِينَ كَتَبُوا عَلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ. قَالَ: قَالَ اَلصَّادِقُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «فَيَقُولُونَ لِلَّهِ: يَا رَبِّ، هَؤُلاَءِ مَلاَئِكَتُكَ يَشْهَدُونَ لَكَ، ثُمَّ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا فَعَلُوا مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً، وَ هُوَ قَوْلُ اَللَّهِ تَعَالَى: يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اَللّٰهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمٰا يَحْلِفُونَ لَكُمْ ، وَ هُمُ اَلَّذِينَ غَصَبُوا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَخْتِمُ اَللَّهُ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ، وَ يُنْطِقُ جَوَارِحَهُمْ، فَيَشْهَدُ اَلسَّمْعُ بِمَا سَمِعَ مِمَّا حَرَّمَ اَللَّهُ، وَ يَشْهَدُ اَلْبَصَرُ بِمَا نَظَرَ إِلَى مَا حَرَّمَ اَللَّهُ، وَ تَشْهَدُ اَلْيَدَانِ بِمَا أَخَذَتَا، وَ تَشْهَدُ اَلرِّجْلاَنِ بِمَا سَعَتَا فِيمَا حَرَّمَ اَللَّهُ، وَ يَشْهَدُ اَلْفَرْجُ بِمَا اِرْتَكَبَ مِمَّا حَرَّمَ اَللَّهُ، ثُمَّ أَنْطَقَ اَللَّهُ أَلْسِنَتَهُمْ فَيَقُولُونَ: لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنٰا قٰالُوا أَنْطَقَنَا اَللّٰهُ اَلَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَ هُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ*`وَ مٰا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَيْ مِنَ اَللَّهِ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَ لاٰ أَبْصٰارُكُمْ وَ لاٰ جُلُودُكُمْ وَ اَلْجُلُودُ: اَلْفُرُوجُ وَ لٰكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اَللّٰهَ لاٰ يَعْلَمُ كَثِيراً مِمّٰا تَعْمَلُونَ ».
32,24,13,14,112087 / _2 اِبْنُ بَابَوَيْهِ ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْقَطَّانُ (رَحِمَهُ اَللَّهُ)، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى ، عَنْ بَكْرِ اِبْنِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ مَطَرٍ ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ اَلْعَبْدِ اَلْعَزِيزِ اَلْأَحْدَبِ اَلْجُنْدِيسَابُورِيُّ ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّهِ: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اَللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ اَلسَّعْدَانِيِّ : أَنَّ رَجُلاً أَتَى أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فَقَالَ: يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ، إِنِّي قَدْ شَكَكْتُ فِي كِتَابِ اَللَّهِ اَلْمُنْزَلِ، قَالَ لَهُ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، وَ كَيْفَ شَكَكْتَ فِي كِتَابِ اَللَّهِ اَلْمُنْزَلِ!». قَالَ: لِأَنِّي وَجَدْتُ اَلْكِتَابَ يُكَذِّبُ بَعْضُهُ بَعْضاً، فَكَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيهِ؟ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «إِنَّ كِتَابَ اَللَّهِ لَيُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضاً، وَ لاَ يُكَذِّبُ بَعْضُهُ بَعْضاً، وَ لَكِنَّكَ لَمْ تُرْزَقْ عَقْلاً تَنْتَفِعُ بِهِ، فَهَاتِ مَا شَكَكْتَ فِيهِ مِنْ كِتَابِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ». قَالَ: قَالَ اَلرَّجُلُ: إِنِّي وَجَدْتُ اَللَّهَ يَقُولُ: فَالْيَوْمَ نَنْسٰاهُمْ كَمٰا نَسُوا لِقٰاءَ يَوْمِهِمْ هٰذٰا ، وَ قَالَ أَيْضاً: نَسُوا اَللّٰهَ فَنَسِيَهُمْ ، وَ قَالَ: وَ مٰا كٰانَ رَبُّكَ نَسِيًّا فَمَرَّةً يُخْبِرُ أَنَّهُ يَنْسَى، وَ مَرَّةً يُخْبِرُ أَنَّهُ لاَ يَنْسَى، فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ: «هَاتِ مَا شَكَكْتَ فِيهِ أَيْضاً». قَالَ: وَ أَجِدُ اَللَّهَ يَقُولُ: يَوْمَ يَقُومُ اَلرُّوحُ وَ اَلْمَلاٰئِكَةُ صَفًّا لاٰ يَتَكَلَّمُونَ إِلاّٰ مَنْ أَذِنَ لَهُ اَلرَّحْمٰنُ وَ قٰالَ صَوٰاباً . وَ قَالَ: وَ اُسْتُنْطِقُوا فَقَالُوا: وَ اَللّٰهِ رَبِّنٰا مٰا كُنّٰا مُشْرِكِينَ ، وَ قَالَ: يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَ يَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً ، وَ قَالَ: إِنَّ ذٰلِكَ لَحَقٌّ تَخٰاصُمُ أَهْلِ اَلنّٰارِ ، وَ قَالَ: لاٰ تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَ قَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ، وَ قَالَ: اَلْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلىٰ أَفْوٰاهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنٰا أَيْدِيهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمٰا كٰانُوا يَكْسِبُونَ فَمَرَّةً يُخْبِرُ أَنَّهُمْ يَتَكَلَّمُونَ، وَ مَرَّةً يُخْبِرُ أَنَّهُمْ لاَ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ اَلرَّحْمَنُ وَ قَالَ صَوَاباً، وَ مَرَّةً يُخْبِرُ أَنَّ اَلْخَلْقَ لاَ يَنْطِقُونَ، وَ يَقُولُ عَنْ مَقَالَتِهِمْ: وَ اَللّٰهِ رَبِّنٰا مٰا كُنّٰا مُشْرِكِينَ وَ مَرَّةً يُخْبِرُ أَنَّهُمْ يَخْتَصِمُونَ، فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ وَ كَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ؟ قَالَ: «هَاتِ وَيْحَكَ مَا شَكَكْتَ فِيهِ»، قَالَ: وَ أَجِدُ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نٰاضِرَةٌ*`إِلىٰ رَبِّهٰا نٰاظِرَةٌ ، وَ يَقُولُ: لاٰ تُدْرِكُهُ اَلْأَبْصٰارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ اَلْأَبْصٰارَ وَ هُوَ اَللَّطِيفُ اَلْخَبِيرُ ، وَ يَقُولُ: وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرىٰ*`عِنْدَ سِدْرَةِ اَلْمُنْتَهىٰ ، وَ يَقُولُ: يَوْمَئِذٍ لاٰ تَنْفَعُ اَلشَّفٰاعَةُ إِلاّٰ مَنْ أَذِنَ لَهُ اَلرَّحْمٰنُ وَ رَضِيَ لَهُ قَوْلاً *`يَعْلَمُ مٰا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ مٰا خَلْفَهُمْ وَ لاٰ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ، وَ مَنْ أَدْرَكَتْهُ اَلْأَبْصَارُ فَقَدْ أَحَاطَ بِهِ اَلْعِلْمُ، فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ، وَ كَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ؟ قَالَ: «هَاتِ وَيْحَكَ مَا شَكَكْتَ فِيهِ». قَالَ: وَ أَجِدُ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَقُولُ: وَ مٰا كٰانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اَللّٰهُ إِلاّٰ وَحْياً أَوْ مِنْ وَرٰاءِ حِجٰابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مٰا يَشٰاءُ ، وَ قَالَ: وَ كَلَّمَ اَللّٰهُ 32مُوسىٰ تَكْلِيماً ، وَ قَالَ: وَ نٰادٰاهُمٰا رَبُّهُمٰا ، وَ قَالَ: يٰا أَيُّهَا اَلنَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوٰاجِكَ وَ بَنٰاتِكَ ، وَ قَالَ: يٰا أَيُّهَا اَلرَّسُولُ بَلِّغْ مٰا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ، فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ، وَ كَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ؟ قَالَ: «وَيْحَكَ، هَاتِ مَا شَكَكْتَ فِيهِ». قَالَ: وَ أَجِدُ اَللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ يَقُولُ: هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا وَ قَدْ يُسَمَّى اَلْإِنْسَانُ سَمِيعاً بَصِيراً، وَ مَلِكاً وَ رَبّاً، فَمَرَّةً يُخْبِرُ بِأَنَّ لَهُ أَسَامِيَ كَثِيرَةً مُشْتَرَكَةً، وَ مَرَّةً يَقُولُ: هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ، وَ كَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ؟ قَالَ: «هَاتِ وَيْحَكَ مَا شَكَكْتَ فِيهِ». قَالَ: وَجَدْتُ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَقُولُ: وَ مٰا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقٰالِ ذَرَّةٍ فِي اَلْأَرْضِ وَ لاٰ فِي اَلسَّمٰاءِ ، وَ يَقُولُ: وَ لاٰ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ وَ لاٰ يُزَكِّيهِمْ ، وَ يَقُولُ: كَلاّٰ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ كَيْفَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ مَنْ يَحْجُبُ عَنْهُمْ، وَ أَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ، وَ كَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ؟ قَالَ: «هَاتِ وَيْحَكَ أَيْضاً مَا شَكَكْتَ فِيهِ»؟ قَالَ: وَ أَجِدُ اَللَّهَ عَزَّ ذِكْرُهُ يَقُولُ: أَ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي اَلسَّمٰاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ اَلْأَرْضَ فَإِذٰا هِيَ تَمُورُ ، وَ قَالَ: اَلرَّحْمٰنُ عَلَى اَلْعَرْشِ اِسْتَوىٰ ، وَ قَالَ: وَ هُوَ اَللّٰهُ فِي اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ فِي اَلْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَ جَهْرَكُمْ ، وَ قَالَ: وَ اَلظّٰاهِرُ وَ اَلْبٰاطِنُ ، وَ قَالَ: وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مٰا كُنْتُمْ ، وَ قَالَ: وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ اَلْوَرِيدِ فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ، وَ كَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ؟ قَالَ: «هَاتِ وَيْحَكَ مَا شَكَكْتَ فِيهِ»؟ قَالَ: وَ أَجِدُ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ: وَ جٰاءَ رَبُّكَ وَ اَلْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ، وَ قَالَ: وَ لَقَدْ جِئْتُمُونٰا فُرٰادىٰ كَمٰا خَلَقْنٰاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ، وَ قَالَ: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّٰ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اَللّٰهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ اَلْغَمٰامِ وَ اَلْمَلاٰئِكَةُ ، وَ قَالَ: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّٰ أَنْ تَأْتِيَهُمُ اَلْمَلاٰئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ لاٰ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمٰانُهٰا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمٰانِهٰا خَيْراً فَمَرَّةً يَقُولُ: يَأْتِيَ رَبُّكَ وَ مَرَّةً يَقُولُ: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ، وَ كَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ؟ قَالَ: «هَاتِ وَيْحَكَ مَا شَكَكْتَ فِيهِ». قَالَ وَ أَجِدُ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَقُولُ: بَلْ هُمْ بِلِقٰاءِ رَبِّهِمْ كٰافِرُونَ ، وَ ذَكَرَ اَلْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ: اَلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاٰقُوا رَبِّهِمْ وَ أَنَّهُمْ إِلَيْهِ رٰاجِعُونَ ، [وَ قَالَ:] تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلاٰمٌ ، وَ قَالَ: مَنْ كٰانَ يَرْجُوا لِقٰاءَ اَللّٰهِ فَإِنَّ أَجَلَ اَللّٰهِ لَآتٍ ، وَ قَالَ: فَمَنْ كٰانَ يَرْجُوا لِقٰاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صٰالِحاً فَمَرَّةً يُخْبِرُ أَنَّهُمْ يَلْقَوْنَهُ، وَ مَرَّةً يَقُولُ إِنَّهُ لاٰ تُدْرِكُهُ اَلْأَبْصٰارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ اَلْأَبْصٰارَ وَ مَرَّةً يَقُولُ: وَ لاٰ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ، وَ كَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ؟ قَالَ: «هَاتِ وَيْحَكَ، مَا شَكَكْتَ فِيهِ»؟ قَالَ: وَ أَجِدُ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَقُولُ: وَ رَأَى اَلْمُجْرِمُونَ اَلنّٰارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوٰاقِعُوهٰا ، وَ قَالَ: يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اَللّٰهُ دِينَهُمُ اَلْحَقَّ وَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اَللّٰهَ هُوَ اَلْحَقُّ اَلْمُبِينُ ، وَ قَالَ: تَظُنُّونَ بِاللّٰهِ اَلظُّنُونَا فَمَرَّةً يُخْبِرُ أَنَّهُمْ يَظُنُّونَ، وَ مَرَّةً يُخْبِرُ أَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ، وَ اَلظَّنُّ شَكٌ، فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ، وَ كَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ». [قَالَ: هَاتِ مَا شَكَكْتَ فِيهِ. قَالَ: وَ أَجِدُ اَللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: وَ نَضَعُ اَلْمَوٰازِينَ اَلْقِسْطَ لِيَوْمِ اَلْقِيٰامَةِ فَلاٰ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً ، وَ قَالَ: فَلاٰ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ وَزْناً ، وَ قَالَ: فَأُولٰئِكَ يَدْخُلُونَ اَلْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهٰا بِغَيْرِ حِسٰابٍ ، وَ قَالَ: وَ اَلْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ اَلْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوٰازِينُهُ فَأُولٰئِكَ هُمُ اَلْمُفْلِحُونَ*`وَ مَنْ خَفَّتْ مَوٰازِينُهُ فَأُولٰئِكَ اَلَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمٰا كٰانُوا بِآيٰاتِنٰا يَظْلِمُونَ ، فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ، وَ كَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ]. قَالَ: «هَاتِ وَيْحَكَ مَا شَكَكْتَ فِيهِ». قَالَ: وَ أَجِدُ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَقُولُ: قُلْ يَتَوَفّٰاكُمْ مَلَكُ اَلْمَوْتِ اَلَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ، وَ قَالَ: اَللّٰهُ يَتَوَفَّى اَلْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهٰا ، وَ قَالَ: تَوَفَّتْهُ رُسُلُنٰا وَ هُمْ لاٰ يُفَرِّطُونَ ، وَ قَالَ: اَلَّذِينَ تَتَوَفّٰاهُمُ اَلْمَلاٰئِكَةُ طَيِّبِينَ ، وَ قَالَ: اَلَّذِينَ تَتَوَفّٰاهُمُ اَلْمَلاٰئِكَةُ ظٰالِمِي أَنْفُسِهِمْ ، فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ، وَ كَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ؟ وَ قَدْ هَلَكْتُ إِنْ لَمْ تَرْحَمْنِي، وَ تَشْرَحْ لِي صَدْرِي فِيمَا عَسَى أَنْ يَجْرِي ذَلِكَ عَلَى يَدَيْكَ، فَإِنْ كَانَ اَلرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى حَقّاً، وَ اَلْكِتَابُ حَقّاً، وَ اَلرُّسُلُ حَقّاً، فَقَدْ هَلَكْتُ وَ خَسِرْتُ، وَ إِنْ تَكُنِ اَلرُّسُلُ بَاطِلاً فَمَا عَلَيَّ بَأْسٌ وَ قَدْ نَجَوْتُ. فَقَالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «قُدُّوسٌ رَبُّنَا، تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عُلُوّاً كَبِيراً، نَشْهَدُ أَنَّهُ هُوَ اَلدَّائِمُ اَلَّذِي لاَ يَزُولُ، وَ لاَ نَشُكُّ فِيهِ، وَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، وَ هُوَ اَلسَّمِيعُ اَلْبَصِيرُ، وَ أَنَّ اَلْكِتَابَ حَقٌّ، وَ اَلرُّسُلَ حَقٌّ، وَ أَنَّ اَلثَّوَابَ وَ اَلْعِقَابَ حَقٌّ، فَإِنْ رُزِقْتَ زِيَادَةَ إِيمَانٍ أَوْ حُرِمْتَهُ فَإِنَّ ذَلِكَ بِيَدِ اَللَّهِ، إِنْ شَاءَ رَزَقَكَ، وَ إِنْ شَاءَ حَرَمَكَ ذَلِكَ. وَ لَكِنْ سَأُعَلِّمُكَ مَا شَكَكْتَ فِيهِ، وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ، فَإِنْ أَرَادَ اَللَّهُ بِكَ خَيْراً أُعَلِّمُكَ بِعِلْمِهِ وَ ثَبَّتَكَ، وَ إِنْ يَكُنْ شَرّاً ضَلَلْتَ وَ هَلَكْتَ. أَمَّا قَوْلُهُ: نَسُوا اَللّٰهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّمَا يَعْنِي نَسُوا اَللَّهَ فِي دَارِ اَلدُّنْيَا، لَمْ يَعْمَلُوا بِطَاعَتِهِ فَنَسِيَهُمْ فِي اَلْآخِرَةِ أَيْ لَمْ يَجْعَلْ لَهُمْ فِي ثَوَابِهِ شَيْئاً فَصَارُوا مَنْسِيِّينَ مِنَ اَلْخَيْرِ ، وَ كَذَلِكَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ: فَالْيَوْمَ نَنْسٰاهُمْ كَمٰا نَسُوا لِقٰاءَ يَوْمِهِمْ هٰذٰا يَعْنِي بِالنِّسْيَانِ أَنَّهُ لَمْ يُثِبْهُمْ كَمَا يُثِيبُ أَوْلِيَاءَهُ اَلَّذِينَ كَانُوا فِي دَارِ اَلدُّنْيَا مُطِيعِينَ ذَاكِرِينَ حِينَ آمَنُوا بِهِ وَ بِرُسُلِهِ وَ خَافُوهُ بِالْغَيْبِ. وَ أَمَّا قَوْلُهُ: وَ مٰا كٰانَ رَبُّكَ نَسِيًّا فَإِنَّ رَبَّنَا تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عُلُوّاً كَبِيراً لَيْسَ بِالَّذِي يَنْسَى، وَ لاَ يَغْفُلُ، بَلْ هُوَ اَلْحَفِيظُ اَلْعَلِيمُ، وَ قَدْ يَقُولُ اَلْعَرَبُ فِي بَابِ اَلنِّسْيَانِ: قَدْ نَسِيَنَا فُلاَنٌ فَلاَ يَذْكُرُنَا، أَيْ أَنَّهُ لاَ يَأْمُرُ لَهُمْ بِخَيْرٍ وَ لاَ يَذْكُرُهُمْ بِهِ، فَهَلْ فَهِمْتَ مَا ذَكَرَهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ؟». قَالَ: نَعَمْ، فَرَّجْتَ عَنِّي فَرَّجَ اَللَّهُ عَنْكَ، وَ حَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً فَعَظَّمَ اَللَّهُ أَجْرَكَ. فَقَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): «وَ أَمَّا قَوْلُهُ: يَوْمَ يَقُومُ اَلرُّوحُ وَ اَلْمَلاٰئِكَةُ صَفًّا لاٰ يَتَكَلَّمُونَ إِلاّٰ مَنْ أَذِنَ لَهُ اَلرَّحْمٰنُ وَ قٰالَ صَوٰاباً ، وَ قَوْلُهُ: وَ اَللّٰهِ رَبِّنٰا مٰا كُنّٰا مُشْرِكِينَ ، وَ قَوْلُهُ: يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَ يَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً ، وَ قَوْلُهُ: إِنَّ ذٰلِكَ لَحَقٌّ تَخٰاصُمُ أَهْلِ اَلنّٰارِ ، وَ قَوْلُهُ: لاٰ تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَ قَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ، وَ قَوْلُهُ: اَلْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلىٰ أَفْوٰاهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنٰا أَيْدِيهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمٰا كٰانُوا يَكْسِبُونَ ، فَإِنَّ ذَلِكَ فِي مَوَاطِنَ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ مَوَاطِنِ ذَلِكَ اَلْيَوْمِ اَلَّذِي كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، يَجْمَعُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ اَلْخَلاَئِقَ يَوْمَئِذٍ فِي مَوْطِنٍ يَتَفَرَّقُونَ، وَ يُكَلِّمُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، وَ يَسْتَغْفِرُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ، أُولَئِكَ اَلَّذِينَ كَانَ مِنْهُمُ اَلطَّاعَةُ فِي دَارِ اَلدُّنْيَا لِلرُّؤَسَاءِ وَ اَلْأَتْبَاعِ: وَ يَلْعَنُ أَهْلُ اَلْمَعَاصِي اَلَّذِينَ بَدَتْ مِنْهُمُ اَلْبَغْضَاءُ وَ تَعَاوَنُوا عَلَى اَلظُّلْمِ وَ اَلْعُدْوَانِ فِي دَارِ اَلدُّنْيَا اَلْمُسْتَكْبِرِينَ، وَ اَلْمُسْتَضْعَفِينَ يَكْفُرُ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ، وَ يَلْعَنُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، وَ اَلْكُفْرُ فِي هَذِهِ اَلْآيَةِ اَلْبَرَاءَةُ، يَقُولُ: فَيَبْرَأُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ، وَ نَظِيرُهَا فِي 14سُورَةِ إِبْرَاهِيمَ ، قَوْلُ 1اَلشَّيْطَانِ : إِنِّي كَفَرْتُ بِمٰا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ ، وَ قَوْلُ 24إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اَلرَّحْمَنِ : كَفَرْنٰا بِكُمْ يَعْنِي تَبَرَّأْنَا مِنْكُمْ. ثُمَّ يَجْتَمِعُونَ فِي مَوْطِنٍ آخَرَ يَبْكُونَ فِيهِ، فَلَوْ أَنَّ تِلْكَ اَلْأَصْوَاتَ بَدَتْ لِأَهْلِ اَلدُّنْيَا لَأَذْهَلَتْ جَمِيعَ اَلْخَلْقِ عَنْ مَعَايِشِهِمْ، وَ لَتَصَدَّعَتْ قُلُوبُهُمْ إِلاَّ مَا شَاءَ اَللَّهُ، فَلاَ يَزَالُونَ يَبْكُونَ اَلدَّمَ. ثُمَّ يَجْتَمِعُونَ فِي مَوْطِنٍ آخَرَ، فَيَسْتَنْطِقُونَ فِيهِ، فَيَقُولُونَ: وَ اَللّٰهِ رَبِّنٰا مٰا كُنّٰا مُشْرِكِينَ فَيَخْتِمُ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَ يُسْتَنْطَقُ اَلْأَيْدِي وَ اَلْأَرْجُلُ وَ اَلْجُلُودُ، فَتَشْهَدُ بِكُلِّ مَعْصِيَةٍ كَانَتْ مِنْهُمْ، ثُمَّ يُرْفَعُ عَنْ أَلْسِنَتِهِمْ اَلْخَتْمُ فَيَقُولُونَ لِجُلُودِهِمْ: لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا؟ قَالُوا: أَنْطَقَنَا اَللَّهُ اَلَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ. ثُمَّ يَجْتَمِعُونَ فِي مَوْطِنٍ آخَرَ فَيُسْتَنْطَقُونَ فَيَفِرُّ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ: يَوْمَ يَفِرُّ اَلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ*`وَ أُمِّهِ وَ أَبِيهِ*`وَ صٰاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ ، فَيُسْتَنْطَقُونَ فَلاَ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ اَلرَّحْمَنُ وَ قَالَ صَوَاباً. فَيَقُومُ اَلرُّسُلُ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِمْ) فَيَشْهَدُونَ فِي هَذَا اَلْمَوْطِنِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: فَكَيْفَ إِذٰا جِئْنٰا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَ جِئْنٰا بِكَ عَلىٰ هٰؤُلاٰءِ شَهِيداً . ثُمَّ يَجْتَمِعُونَ فِي مَوْطِنٍ آخَرَ يَكُونُ فِيهِ مَقَامُ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ هُوَ اَلْمَقَامُ اَلْمَحْمُودُ، فَيُثْنِي عَلَى اَللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى بِمَا لَمْ يُثْنِ عَلَيْهِ أَحَدٌ قَبْلَهُ، ثُمَّ يُثْنِي عَلَى اَلْمَلاَئِكَةِ كُلِّهِمْ، فَلاَ يَبْقَى مَلَكٌ إِلاَّ أَثْنَى عَلَيْهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، ثُمَّ يُثْنِي عَلَى اَلرُّسُلِ بِمَا لَمْ يُثْنِ عَلَيْهِمْ أَحَدٌ قَبْلَهُ، ثُمَّ يُثْنِي عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ، يَبْدَأُ بِالصِّدِّيقِينَ وَ اَلشُّهَدَاءِ ثُمَّ بِالصَّالِحِينَ، فَيَحْمَدُهُ أَهْلُ اَلسَّمَاوَاتِ وَ أَهْلُ اَلْأَرْضِ، وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ: عَسىٰ أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقٰاماً مَحْمُوداً فَطُوبَى لِمَنْ كَانَ لَهُ فِي ذَلِكَ اَلْمَقَامِ حَظٌّ وَ نَصِيبٌ، وَ وَيْلٌ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي ذَلِكَ اَلْمَقَامِ حَظٌّ وَ لاَ نَصِيبٌ. ثُمَّ يَجْتَمِعُونَ فِي مَوْطِنٍ آخَرَ، وَ يُدَالَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ، وَ هَذَا كُلُّهُ قُبَيْلَ اَلْحِسَابِ، فَإِذَا أُخِذَ فِي اَلْحِسَابِ، شُغِلَ كُلُّ إِنْسَانٍ بِمَا لَدَيْهِ، نَسْأَلُ اَللَّهَ بَرَكَةَ ذَلِكَ اَلْيَوْمِ». قَالَ: فَرَّجْتَ عَنِّي يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ، وَ حَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً، فَعَظَّمَ اَللَّهُ أَجْرَكَ. فَقَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): «وَ أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نٰاضِرَةٌ*`إِلىٰ رَبِّهٰا نٰاظِرَةٌ ، وَ قَوْلُهُ: لاٰ تُدْرِكُهُ اَلْأَبْصٰارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ اَلْأَبْصٰارَ ، وَ قَوْلُهُ: وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرىٰ*`عِنْدَ سِدْرَةِ اَلْمُنْتَهىٰ ، وَ قَوْلُهُ: يَوْمَئِذٍ لاٰ تَنْفَعُ اَلشَّفٰاعَةُ إِلاّٰ مَنْ أَذِنَ لَهُ اَلرَّحْمٰنُ وَ رَضِيَ لَهُ قَوْلاً*`يَعْلَمُ مٰا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ مٰا خَلْفَهُمْ وَ لاٰ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ، فَأَمَّا قَوْلُهُ: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نٰاضِرَةٌ*`إِلىٰ رَبِّهٰا نٰاظِرَةٌ ، فَإِنَّ ذَلِكَ فِي مَوْضِعٍ يَنْتَهِي فِيهِ أَوْلِيَاءُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بَعْدَ مَا يَفْرُغُ مِنَ اَلْحِسَابِ إِلَى نَهَرٍ يُسَمَّى اَلْحَيَوَانَ ، فَيَغْتَسِلُونَ فِيهِ وَ يَشْرَبُونَ مِنْهُ، فَتُضِيءُ وُجُوهُهُمْ إِشْرَاقاً، فَيَذْهَبُ عَنْهُمْ كُلُّ قَذًى وَ وَعْثٍ، ثُمَّ يُؤْمَرُونَ بِدُخُولِ اَلْجَنَّةِ ، فَمِنْ هَذَا اَلْمَقَامِ يَنْظُرُونَ إِلَى رَبِّهِمْ كَيْفَ يُثِيبُهُمْ، وَ مِنْهُ يَدْخُلُونَ اَلْجَنَّةَ ، فَذَلِكَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي تَسْلِيمِ اَلْمَلاَئِكَةِ عَلَيْهِمْ: سَلاٰمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهٰا خٰالِدِينَ فَعِنْدَ ذَلِكَ أَيْقَنُوا بِدُخُولِ اَلْجَنَّةِ وَ اَلنَّظَرِ إِلَى مَا وَعَدَهُمُ رَبُّهُمْ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: إِلىٰ رَبِّهٰا نٰاظِرَةٌ وَ إِنَّمَا يَعْنِي بِالنَّظَرِ إِلَيْهِ، اَلنَّظَرَ إِلَى ثَوَابِهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى. وَ أَمَّا قَوْلُهُ: لاٰ تُدْرِكُهُ اَلْأَبْصٰارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ اَلْأَبْصٰارَ هُوَ كَمَا قَالَ، لاَ تُدْرِكُهُ اَلْأَبْصَارُ يَعْنِي لاَ تُحِيطُ بِهِ اَلْأَوْهَامُ وَ هُوَ يُدْرِكُ اَلْأَبْصٰارَ يَعْنِي يُحِيطُ بِهَا وَ هُوَ اَللَّطِيفُ اَلْخَبِيرُ وَ ذَلِكَ مَدْحٌ اِمْتَدَحَ بِهِ رَبُّنَا نَفْسَهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَ تَقَدَّسَ عُلُوّاً كَبِيراً، وَ قَدْ سَأَلَ 32مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) وَ جَرَى عَلَى لِسَانِهِ مِنْ حَمْدِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ ، فَكَانَتْ مَسْأَلَتُهُ تِلْكَ أَمْراً عَظِيماً، وَ سَأَلَ أَمْراً جَسِيماً، فَعُوقِبَ، فَقَالَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: لَنْ تَرَانِي فِي اَلدُّنْيَا حَتَّى تَمُوتَ فَتَرَانِي فِي اَلْآخِرَةِ، وَ لَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَرَانِي فِي اَلدُّنْيَا فَانْظُرْ إِلَى اَلْجَبَلِ، فَإِنْ اِسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي، فَأَبْدَى اَللَّهُ سُبْحَانَهُ بَعْضَ آيَاتِهِ، وَ تَجَلَّى رَبُّنَا [لِلْجَبَلِ] فَتُقْطَعُ اَلْجَبَلُ فَصَارَ رَمِيماً، وَ خَرَّ 32مُوسَى صَعِقاً، يَعْنِي مَيِّتاً، فَكَانَتْ عُقُوبَتُهُ اَلْمَوْتَ، ثُمَّ أَحْيَاهُ اَللَّهُ وَ بَعَثَهُ وَ تَابَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَ أَنَا أَوَّلُ اَلْمُؤْمِنِينَ، يَعْنِي أَوَّلُ مُؤْمِنٍ آمَنَ بِكَ مِنْهُمْ ، أَنَّهُ لَنْ يَرَاكَ. وَ أَمَّا قَوْلُهُ: وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرىٰ*`عِنْدَ سِدْرَةِ اَلْمُنْتَهىٰ يَعْنِي مُحَمَّداً (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) [كَانَ عِنْدَ سِدْرَةِ اَلْمُنْتَهَى] حَيْثُ لاَ يَتَجَاوَزُهَا خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اَللَّهِ، وَ قَوْلُهُ فِي آخِرِ اَلْآيَةِ: مٰا زٰاغَ اَلْبَصَرُ وَ مٰا طَغىٰ*`لَقَدْ رَأىٰ مِنْ آيٰاتِ رَبِّهِ اَلْكُبْرىٰ رَأَى جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فِي صُورَتِهِ مَرَّتَيْنِ: هَذِهِ اَلْمَرَّةَ، وَ مَرَّةً أُخْرَى، وَ ذَلِكَ أَنَّ خَلْقَ جَبْرَئِيلَ عَظِيمٌ، فَهُوَ مِنَ اَلرُّوحَانِيِّينَ اَلَّذِينَ لاَ يُدْرِكُ خَلْقَهُمْ وَ صِفَتَهُمْ إِلاَّ اَللَّهُ رَبُّ اَلْعَالَمِينَ. وَ أَمَّا قَوْلُهُ: يَوْمَئِذٍ لاٰ تَنْفَعُ اَلشَّفٰاعَةُ إِلاّٰ مَنْ أَذِنَ لَهُ اَلرَّحْمٰنُ وَ رَضِيَ لَهُ قَوْلاً*`يَعْلَمُ مٰا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ مٰا خَلْفَهُمْ وَ لاٰ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً لاَ يُحِيطُ اَلْخَلاَئِقُ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عِلْماً، إِذْ هُوَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى جَعَلَ عَلَى أَبْصَارِ اَلْقُلُوبِ اَلْغِطَاءَ، فَلاَ فَهْمٌ يَنَالُهُ بِالْكَيْفِ، وَ لاَ قَلْبٌ يُثْبِتُهُ بِالْحُدُودِ، فَلاَ يَصِفُهُ إِلاَّ كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَ هُوَ اَلسَّمِيعُ اَلْبَصِيرُ، اَلْأَوَّلُ وَ اَلْآخِرُ وَ اَلظَّاهِرُ وَ اَلْبَاطِنُ، اَلْخَالِقُ اَلْبَارِئُ اَلْمُصَوِّرُ، خَلَقَ اَلْأَشْيَاءَ، فَلَيْسَ مِنَ اَلْأَشْيَاءِ شَيْءٌ مِثْلَهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى». فَقَالَ: فَرَّجْتَ عَنِّي، فَرَّجَ اَللَّهُ عَنْكَ، وَ حَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً، فَأَعْظَمَ اَللَّهُ أَجْرَكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ . [فَقَالَ]: (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) «وَ أَمَّا قَوْلُهُ: وَ مٰا كٰانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اَللّٰهُ إِلاّٰ وَحْياً أَوْ مِنْ وَرٰاءِ حِجٰابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مٰا يَشٰاءُ ، وَ قَوْلُهُ: وَ كَلَّمَ اَللّٰهُ مُوسىٰ تَكْلِيماً ، وَ قَوْلُهُ: وَ نٰادٰاهُمٰا رَبُّهُمٰا ، وَ قَوْلُهُ: يٰا 18آدَمُ اُسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ اَلْجَنَّةَ ، فَأَمَّا قَوْلُهُ: وَ مٰا كٰانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اَللّٰهُ إِلاّٰ وَحْياً أَوْ مِنْ وَرٰاءِ حِجٰابٍ ، فَإِنَّهُ مَا يَنْبَغِي لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اَللَّهُ إِلاَّ وَحْياً وَ لَيْسَ بِكَائِنٍ إِلاَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ، كَذَلِكَ قَالَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عُلُوّاً كَبِيراً، قَدْ كَانَ اَلرَّسُولُ يُوحَى إِلَيْهِ مِنْ رُسُلِ اَلسَّمَاءِ، فَتُبَلِّغُ رُسُلُ اَلسَّمَاءِ رُسُلَ اَلْأَرْضِ، وَ قَدْ كَانَ اَلْكَلاَمُ بَيْنَ رُسُلِ أَهْلِ اَلْأَرْضِ وَ بَيْنَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُرْسَلَ بِالْكَلاَمِ مَعَ رُسُلِ أَهْلِ اَلسَّمَاءِ. وَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : يَا جَبْرَئِيلُ ، هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ؟ فَقَالَ جَبْرَئِيلُ : إِنَّ رَبِّي لاَ يُرَى. فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : فَمِنْ أَيْنَ تَأْخُذُ اَلْوَحْيَ؟ قَالَ: آخُذُهُ مِنْ إِسْرَافِيلَ . فَقَالَ: وَ مِنْ أَيْنَ يَأْخُذُهُ إِسْرَافِيلُ ؟ قَالَ: يَأْخُذُهُ مِنْ مَلَكٍ فَوْقَهُ مِنَ اَلرُّوحَانِيِّينَ. فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ يَأْخُذُهُ ذَلِكَ اَلْمَلَكُ؟ قَالَ: يُقْذَفُ فِي قَلْبِهِ قَذْفاً. فَهَذَا وَحْيٌ وَ هُوَ كَلاَمُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ كَلاَمُ اَللَّهِ لَيْسَ بِنَحْوٍ وَاحِدٍ، مِنْهُ مَا كَلَّمَ اَللَّهُ بِهِ اَلرُّسُلَ، وَ مِنْهُ مَا قَذَفَهُ فِي قُلُوبِهِمْ، وَ مِنْهُ رُؤْيَا يُرِيهَا اَلرُّسُلُ، وَ مِنْهُ وَحْيٌ وَ تَنْزِيلٌ يُتْلَى وَ يُقْرَأُ فَهُوَ كَلاَمُ اَللَّهِ، فَاكْتَفِ بِمَا وَصَفْتُ لَكَ مِنْ كَلاَمِ اَللَّهِ، فَإِنَّ مَعْنَى كَلاَمِ اَللَّهِ لَيْسَ بِنَحْوٍ وَاحِدٍ، فَإِنَّ مِنْهُ مَا يُبَلِّغُ بِهِ رُسُلُ اَلسَّمَاءِ رُسُلَ اَلْأَرْضِ». قَالَ: فَرَّجْتَ عَنِّي فَرَّجَ اَللَّهُ عَنْكَ، وَ حَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً فَعَظَّمَ اَللَّهُ أَجْرَكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ . [فَقَالَ] (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): «وَ أَمَّا قَوْلُهُ: هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ، فَإِنَّ تَأْوِيلَهُ: هَلْ تَعْلَمُ أَحَداً اِسْمُهُ اَللَّهُ، غَيْرُ اَللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى؟ فَإِيَّاكَ أَنْ تُفَسِّرَ اَلْقُرْآنَ بِرَأْيِكَ حَتَّى تَفْقَهَهُ عَنِ اَلْعُلَمَاءِ، فَإِنَّهُ رُبَّ تَنْزِيلٍ يُشْبِهُ كَلاَمَ اَلْبَشَرِ، وَ هُوَ كَلاَمُ اَللَّهِ، وَ تَأْوِيلُهُ لاَ يُشْبِهُ كَلاَمَ اَلْبَشَرِ، كَمَا لَيْسَ شَيْءٌ مِنْ خَلْقِهِ يُشْبِهُهُ، كَذَلِكَ لاَ يُشْبِهُ فِعْلُهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى شَيْئاً مِنْ أَفْعَالِ اَلْبَشَرِ، وَ لاَ يُشْبِهُ شَيْءٌ مِنْ كَلاَمِهِ كَلاَمَ اَلْبَشَرِ، فَكَلاَمُ اَللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى صِفَتُهُ، وَ كَلاَمُ اَلْبَشَرِ أَفْعَالُهُمْ، فَلاَ تُشَبِّهْ كَلاَمَ اَللَّهِ بِكَلاَمِ اَلْبَشَرِ فَتَهْلِكَ وَ تَضِلَّ». قَالَ: فَرَّجْتَ عَنِّي، فَرَّجَ اَللَّهُ عَنْكَ، وَ حَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً فَعَظَّمَ اَللَّهُ أَجْرَكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ . فَقَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): «وَ أَمَّا قَوْلُهُ: وَ مٰا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقٰالِ ذَرَّةٍ فِي اَلْأَرْضِ وَ لاٰ فِي اَلسَّمٰاءِ كَذَلِكَ رَبُّنَا لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ شَيْءٌ، وَ كَيْفَ يَكُونُ مَنْ خَلَقَ اَلْأَشْيَاءَ لاَ يَعْلَمُ مَا خَلَقَ وَ هُوَ اَلْخَلاَّقُ اَلْعَلِيمُ! وَ أَمَّا قَوْلُهُ: لاٰ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ ، يُخْبِرُ أَنَّهُ لاَ يُصِيبُهُمْ بِخَيْرٍ، وَ قَدْ تَقُولُ اَلْعَرَبُ: وَ اَللَّهِ مَا يَنْظُرُ إِلَيْنَا فُلاَنٌ. وَ إِنَّمَا يَعْنُونَ بِذَلِكَ أَنَّهُ لاَ يُصِيبُنَا مِنْهُ بِخَيْرٍ، فَذَلِكَ اَلنَّظَرُ هَا هُنَا مِنَ اَللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى إِلَى خَلْقِهِ، فَنَظَرُهُ إِلَيْهِمْ رَحْمَتُهُ لَهُمْ». قَالَ: فَرَّجْتَ عَنِّي فَرَّجَ اَللَّهُ عَنْكَ، وَ حَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً فَعَظَّمَ اَللَّهُ أَجْرَكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ . قَالَ: «وَ أَمَّا قَوْلُهُ: كَلاّٰ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ، فَإِنَّمَا يَعْنِي بِذَلِكَ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ أَنَّهُمْ عَنْ ثَوَابِ رَبِّهِمْ مَحْجُوبُونَ. [قَالَ: فَرَّجْتَ عَنِّي، فَرَّجَ اَللَّهُ عَنْكَ، وَ حَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً فَعَظَّمَ اَللَّهُ أَجْرَكَ. فَقَالَ: (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)] قَوْلُهُ: أَ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي اَلسَّمٰاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ اَلْأَرْضَ فَإِذٰا هِيَ تَمُورُ ، وَ قَوْلُهُ: وَ هُوَ اَللّٰهُ فِي اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ فِي اَلْأَرْضِ ، وَ قَوْلُهُ: اَلرَّحْمٰنُ عَلَى اَلْعَرْشِ اِسْتَوىٰ ، وَ قَوْلُهُ: وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مٰا كُنْتُمْ ، وَ قَوْلُهُ: وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ اَلْوَرِيدِ ، فَكَذَلِكَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى سُبُّوحاً قُدُّوساً تَعَالَى أَنْ يَجْرِيَ مِنْهُ مَا يَجْرِي مِنَ اَلْمَخْلُوقِينَ، وَ هُوَ اَللَّطِيفُ اَلْخَبِيرُ، وَ أَجَلُّ وَ أَكْبَرُ أَنْ يَنْزِلَ بِهِ شَيْءٌ مِمَّا يَنْزِلُ بِخَلْقِهِ، وَ هُوَ عَلَى اَلْعَرْشِ اِسْتَوَى، عِلْمُهُ شَاهِدٌ لِكُلِّ نَجْوَى، وَ هُوَ اَلْوَكِيلُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، وَ اَلْمُيَسِّرُ لِكُلِّ شَيْءٍ وَ اَلْمُدَبَّرُ لِلْأَشْيَاءِ كُلِّهَا، تَعَالَى اَللَّهُ عَنْ أَنْ يَكُونَ عَلَى عَرْشِهِ عُلُوّاً كَبِيراً. وَ أَمَّا قَوْلُهُ: وَ جٰاءَ رَبُّكَ وَ اَلْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ، وَ قَوْلُهُ: وَ لَقَدْ جِئْتُمُونٰا فُرٰادىٰ كَمٰا خَلَقْنٰاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ، وَ قَوْلُهُ: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّٰ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اَللّٰهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ اَلْغَمٰامِ وَ اَلْمَلاٰئِكَةِ ، وَ قَوْلُهُ: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّٰ أَنْ تَأْتِيَهُمُ اَلْمَلاٰئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ فَإِنَّ ذَلِكَ حَقٌّ كَمَا قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ لَيْسَ لَهُ جَيْئَةٌ كَجَيْئَةِ اَلْخَلْقِ، وَ قَدْ أَعْلَمْتُكَ أَنَّ رُبَّ شَيْءٍ مِنْ كِتَابِ اَللَّهِ تَأْوِيلُهُ عَلَى غَيْرِ تَنْزِيلِهِ، وَ لاَ يُشْبِهُ كَلاَمَ اَلْبَشَرِ، وَ سَأُنَبِّئُكَ بِطَرَفٍ مِنْهُ، فَتَكْتَفِي إِنْ شَاءَ اَللَّهُ تَعَالَى، مِنْ ذَلِكَ قَوْلُ 24إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : إِنِّي ذٰاهِبٌ إِلىٰ رَبِّي سَيَهْدِينِ فَذَهَابُهُ إِلَى رَبِّهِ تَوَجُّهُهُ إِلَيْهِ عِبَادَةً وَ اِجْتِهَاداً وَ قُرْبَةً إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، أَ لاَ تَرَى أَنَّ تَأْوِيلَهُ غَيْرُ تَنْزِيلِهِ؟ وَ قَالَ: وَ أَنْزَلْنَا اَلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ ، يَعْنِي اَلسِّلاَحَ وَ غَيْرَ ذَلِكَ، وَ قَوْلُهُ: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّٰ أَنْ تَأْتِيَهُمُ اَلْمَلاٰئِكَةُ يُخْبِرُ مُحَمَّداً (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) عَنِ اَلْمُشْرِكِينَ وَ اَلْمُنَافِقِينَ اَلَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ فَقَالَ: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّٰ أَنْ تَأْتِيَهُمُ اَلْمَلاٰئِكَةُ حَيْثُ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ يَعْنِي بِذَلِكَ اَلْعَذَابَ فِي دَارِ اَلدُّنْيَا كَمَا عَذَّبَ اَلْقُرُونَ اَلْأُولَى، فَهَذَا خَبَرٌ يُخْبِرُ بِهِ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) عَنْهُمْ. ثُمَّ قَالَ: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ لاٰ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمٰانُهٰا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمٰانِهٰا خَيْراً يَعْنِي مِنْ قَبْلِ أَنْ تَجِيءَ هَذِهِ اَلْآيَةُ، وَ هَذِهِ اَلْآيَةُ طُلُوعُ اَلشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَ إِنَّمَا يَكْتَفِي أُولُو اَلْأَلْبَابِ وَ اَلْحِجَا وَ أُولُو اَلنُّهَى أَنْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ إِذَا اِنْكَشَفَ اَلْغِطَاءُ رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ، وَ قَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى: فَأَتٰاهُمُ اَللّٰهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا يَعْنِي أَرْسَلَ عَلَيْهِمْ عَذَاباً، وَ كَذَلِكَ إِتْيَانُهُ بُنْيَانَهُمْ، وَ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: فَأَتَى اَللّٰهُ بُنْيٰانَهُمْ مِنَ اَلْقَوٰاعِدِ فَإِتْيَانُهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ اَلْقَوَاعِدِ إِرْسَالُ اَلْعَذَابِ عَلَيْهِمْ، وَ كَذَلِكَ مَا وَصَفَ اَللَّهُ مِنْ أَمْرِ اَلْآخِرَةِ تَبَارَكَ اِسْمُهُ وَ تَعَالَى عُلُوّاً كَبِيراً، وَ تَجْرِي أُمُورُهُ فِي ذَلِكَ اَلْيَوْمِ اَلَّذِي كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ كَمَا تَجْرِي أُمُورُهُ فِي اَلدُّنْيَا، لاَ يَغِيبُ وَ لاَ يَأْفِلُ مَعَ اَلْآفِلِينَ، فَاكْتَفِ بِمَا وَصَفْتُ لَكَ مِنْ ذَلِكَ مِمَّا جَالَ فِي صَدْرِكَ مِمَّا وَصَفَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِي كِتَابِهِ ، وَ لاَ تَجْعَلْ كَلاَمَهُ كَكَلاَمِ اَلْبَشَرِ، هُوَ أَعْظَمُ وَ أَجَلُّ وَ أَكْرَمُ وَ أَعَزُّ، تَبَارَكَ وَ تَعَالَى مِنْ أَنْ يَصِفَهُ اَلْوَاصِفُونَ إِلاَّ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَ هُوَ اَلسَّمِيعُ اَلْبَصِيرُ ». قَالَ: فَرَّجْتَ عَنِّي يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ، فَرَّجَ اَللَّهُ عَنْكَ، وَ حَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً. [فَقَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)]: «وَ أَمَّا قَوْلُهُ: بَلْ هُمْ بِلِقٰاءِ رَبِّهِمْ كٰافِرُونَ ، وَ ذِكْرُهُ اَلْمُؤْمِنِينَ اَلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاَقُوا رَبِّهِمْ، وَ قَوْلُهُ لِغَيْرِهِمْ: إِلىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اَللَّهَ مَا وَعَدُوهُ، وَ قَوْلُهُ: فَمَنْ كٰانَ يَرْجُوا لِقٰاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صٰالِحاً ، فَأَمَّا قَوْلُهُ: بَلْ هُمْ بِلِقٰاءِ رَبِّهِمْ كٰافِرُونَ يَعْنِي اَلْبَعْثَ فَسَمَّاهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِقَاءَهُ، وَ كَذَلِكَ ذِكْرُ اَلْمُؤْمِنِينَ: اَلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاٰقُوا رَبِّهِمْ ، يَعْنِي يُوقِنُونَ أَنَّهُمْ يُبْعَثُونَ وَ يُحْشَرُونَ وَ يُحَاسَبُونَ وَ يُجْزَوْنَ بِالثَّوَابِ وَ اَلْعِقَابِ، وَ اَلظَّنُّ هَاهُنَا اَلْيَقِينُ خَاصَّةً، وَ كَذَلِكَ قَوْلُهُ: فَمَنْ كٰانَ يَرْجُوا لِقٰاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صٰالِحاً ، وَ قَوْلُهُ: مَنْ كٰانَ يَرْجُوا لِقٰاءَ اَللّٰهِ فَإِنَّ أَجَلَ اَللّٰهِ لَآتٍ يَعْنِي مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَبْعُوثٌ، فَإِنَّ وَعْدَ اَللَّهِ لَآتٍ مِنَ اَلثَّوَابِ وَ اَلْعِقَابِ، فَاللِّقَاءُ هَاهُنَا لَيْسَ بِالرُّؤْيَةِ، وَ اَللِّقَاءُ هُوَ اَلْبَعْثُ، فَافْهَمْ جَمِيعَ مَا فِي كِتَابِ اَللَّهِ مِنْ لِقَائِهِ، فَإِنَّهُ يَعْنِي بِذَلِكَ اَلْبَعْثَ، وَ كَذَلِكَ قَوْلُهُ: تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلاٰمٌ يَعْنِي أَنَّهُ لاَ يَزُولُ اَلْإِيمَانُ عَنْ قُلُوبِهِمْ يَوْمَ يُبْعَثُونَ». قَالَ: فَرَّجْتَ عَنِّي يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ، فَرَّجَ اَللَّهُ عَنْكَ، فَقَدْ حَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً. فَقَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): «وَ أَمَّا قَوْلُهُ: وَ رَأَى اَلْمُجْرِمُونَ اَلنّٰارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوٰاقِعُوهٰا يَعْنِي أَيْقَنُوا أَنَّهُمْ دَاخِلُوهَا. وَ أَمَّا قَوْلُهُ: إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاٰقٍ حِسٰابِيَهْ ، وَ قَوْلُهُ : يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اَللّٰهُ دِينَهُمُ اَلْحَقَّ وَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اَللّٰهَ هُوَ اَلْحَقُّ اَلْمُبِينُ ، وَ قَوْلُهُ لِلْمُنَافِقِينَ: وَ تَظُنُّونَ بِاللّٰهِ اَلظُّنُونَا ، فَهَذَا اَلظَّنُّ ظَنُّ شَكٍّ وَ لَيْسَ ظَنَّ يَقِينٍ، وَ اَلظَّنُّ ظَنَّانِ: ظَنُّ شَكٍّ، وَ ظَنُّ يَقِينٍ، فَمَا كَانَ مِنْ أَمْرِ مَعَادٍ مِنَ اَلظَّنِّ فَهُوَ ظَنُّ يَقِينٍ، وَ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِ اَلدُّنْيَا فَهُوَ ظَنُّ شَكٍّ، فَافْهَمْ مَا فَسَّرْتُ لَكَ». قَالَ: فَرَّجْتَ عَنِّي يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ، فَرَّجَ اَللَّهُ عَنْكَ. [فَقَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)]: «وَ أَمَّا قَوْلُهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: وَ نَضَعُ اَلْمَوٰازِينَ اَلْقِسْطَ لِيَوْمِ اَلْقِيٰامَةِ فَلاٰ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً ، فَهُوَ مِيزَانُ اَلْعَدْلِ، يُؤْخَذُ بِهِ اَلْخَلاَئِقُ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ ، يُدِيلُ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى اَلْخَلْقَ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ بِالْمَوَازِينِ». وَ فِي غَيْرِ هَذَا اَلْحَدِيثِ، اَلْمَوَازِينُ هُمُ اَلْأَنْبِيَاءُ وَ اَلْأَوْصِيَاءُ (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ). «وَ أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ: فَلاٰ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ وَزْناً فَإِنَّ ذَلِكَ خَاصُّ. وَ أَمَّا قَوْلُهُ: فَأُولٰئِكَ يَدْخُلُونَ اَلْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهٰا بِغَيْرِ حِسٰابٍ فَإِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) قَالَ: قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: لَقَدْ حَقَّتْ كَرَامَتِي أَوْ قَالَ: مَوَدَّتِي لِمَنْ يُرَاقِبُنِي وَ يَتَحَابُّ بِجَلاَلِي أَنَّ وُجُوهَهُمْ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ مِنْ نُورٍ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ خُضْرٌ، قِيلَ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اَللَّهِ ؟ قَالَ: قَوْمٌ لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَ لاَ شُهَدَاءَ، وَ لَكِنَّهُمْ تَحَابُّوا بِجَلاَلِ اَللَّهِ، وَ يَدْخُلُونَ اَلْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، فَنَسْأَلُ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْهُمْ بِرَحْمَتِهِ. وَ أَمَّا قَوْلُهُ: فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوٰازِينُهُ ، وَ خَفَّتْ مَوٰازِينُهُ فَإِنَّمَا يَعْنِي اَلْحِسَابَ، تُوزَنُ اَلْحَسَنَاتُ وَ اَلسَّيِّئَاتُ، وَ اَلْحَسَنَاتُ ثِقْلُ اَلْمِيزَانِ، وَ اَلسَّيِّئَاتُ خِفَّةُ اَلْمِيزَانِ. وَ أَمَّا قَوْلُهُ: قُلْ يَتَوَفّٰاكُمْ مَلَكُ اَلْمَوْتِ اَلَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ، وَ قَوْلُهُ: اَللّٰهُ يَتَوَفَّى اَلْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهٰا ، وَ قَوْلُهُ: تَوَفَّتْهُ رُسُلُنٰا وَ هُمْ لاٰ يُفَرِّطُونَ ، وَ قَوْلُهُ: اَلَّذِينَ تَتَوَفّٰاهُمُ اَلْمَلاٰئِكَةُ ظٰالِمِي أَنْفُسِهِمْ ، وَ قَوْلُهُ: اَلَّذِينَ تَتَوَفّٰاهُمُ اَلْمَلاٰئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلاٰمٌ عَلَيْكُمْ ، فَإِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يُدَبِّرُ اَلْأُمُورَ كَيْفَ يَشَاءُ، وَ يُوَكِّلُ مِنْ خَلْقِهِ مَنْ يَشَاءُ بِمَا يَشَاءُ، أَمَّا مَلَكُ اَلْمَوْتِ فَإِنَّ اَللَّهَ يُوَكِّلُهُ بِخَاصَّةِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ، وَ يُوَكِّلُ رُسُلَهُ مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ خَاصَّةً بِمَنْ يَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ، وَ اَلْمَلاَئِكَةِ اَلَّذِينَ سَمَّاهُمُ اَللَّهُ عَزَّ ذِكْرُهُ وَكَّلَهُمْ بِخَاصَّةِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ ، [إِنَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى] يُدَبِّرُ اَلْأُمُورَ كَيْفَ يَشَاءُ، وَ لَيْسَ كُلُّ اَلْعِلْمِ يَسْتَطِيعُ صَاحِبُ اَلْعِلْمِ أَنْ يُفَسِّرَهُ لِكُلِّ اَلنَّاسِ، لِأَنَّ مِنْهُمُ اَلْقَوِيَّ وَ اَلضَّعِيفَ، وَ لِأَنَّ مِنْهُ مَا يُطَاقُ حَمْلُهُ، وَ مِنْهُ مَا لاَ يُطَاقُ حَمْلُهُ، إِلاَّ أَنْ يُسَهِّلَ اَللَّهُ لَهُ حَمْلَهُ، وَ أَعَانَهُ عَلَيْهِ مِنْ خَاصَّةِ أَوْلِيَائِهِ، وَ إِنَّمَا يَكْفِيكَ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ اَللَّهَ هُوَ اَلْمُحْيِي اَلْمُمِيتُ وَ أَنَّهُ يَتَوَفَّى اَلْأَنْفُسَ عَلَى يَدَيْ مَنْ يَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ مِنْ مَلاَئِكَتِهِ وَ غَيْرِهِمْ». قَالَ: فَرَّجْتَ عَنِّي يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ، فَرَّجَ اَللَّهُ عَنْكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ، وَ نَفَعَ اَللَّهُ اَلْمُسْلِمِينَ بِكَ. فَقَالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «إِنْ كُنْتَ قَدْ شَرَحَ اَللَّهُ صَدْرَكَ بِمَا قَدْ بَيَّنْتُ لَكَ، فَأَنْتَ وَ اَلَّذِي فَلَقَ اَلْحَبَّةَ وَ بَرَأَ اَلنَّسَمَةَ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ حَقّاً». فَقَالَ اَلرَّجُلُ: يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ، كَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ بِأَنِّي مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ حَقّاً؟ قَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): «لاَ يَعْلَمُ ذَلِكَ إِلاَّ مَنْ أَعْلَمَهُ اَللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، وَ شَهِدَ لَهُ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِالْجَنَّةِ وَ شَرَحَ اَللَّهُ صَدْرَهُ، لِيَعْلَمَ مَا فِي اَلْكُتُبِ اَلَّتِي أَنْزَلَهَا اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى رُسُلِهِ وَ أَنْبِيَائِهِ». قَالَ: يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ، وَ مَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ؟ قَالَ: «مَنْ شَرَحَ اَللَّهُ صَدْرَهُ وَ وَفَّقَهُ لَهُ، فَعَلَيْكَ بِالْعَمَلِ لِلَّهِ فِي سَرَائِرِكَ وَ عَلاَنِيَتِكَ، فَلاَ شَيْءَ يَعْدِلُ اَلْعَمَلَ».
و أخرج ابن أبى حاتم من طريق أبى الضحى عن ابن عباس رضى الله عنهما انه قال لابن الأزرق ان يوم القيامة يأتي على الناس منه حين لا ينطقون و لا يعتذرون و لا يتكلمون حتى يؤذن لهم فيختصمون فيجحد الجاحد بشركه بالله تعالى فيحلفون له كما يحلفون لكم فيبعث الله عليهم حين يجحدون شهودا من أنفسهم جلودهم و أبصارهم و أيديهم و أرجلهم و يختم على أفواههم ثم تفتح الأفواه فتخاصم الجوارح فتقول أَنْطَقَنَا اَللّٰهُ اَلَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَ هُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ فتقر الألسنة بعد
5)ابو معمر سعدى مىگويد:مردى نزد حضرت على عليه السلام آمد و گفت: اى امير مؤمنان!من در كتاب فروفرستاده خدا در شك و ترديد افتادم.پس حضرت على عليه السلام فرمود:مادرت در سوگت بنشيند،چگونه در كتاب فروفرستاده خدا شك كردى؟آن مرد گفت:زيراكه من كتاب را در حالى مىبينم كه قسمتهايى از آن بخشهاى ديگرش را تكذيب و نفى مىكند.فرمود:بگو ببينم به چه شك كردهاى؟ گفت:زيرا در جايى خداوند مىفرمايد: يَوْمَ يَقُومُ اَلرُّوحُ وَ اَلْمَلاٰئِكَةُ صَفًّا لاٰ يَتَكَلَّمُونَ إِلاّٰ مَنْ أَذِنَ لَهُ اَلرَّحْمٰنُ وَ...
2)على بن ابراهيم قمى مىگويد:اين آيه درباره قومى نازل شده است كه اعمالشان بر آنها عرضه مىشد اما آنها را انكار مىكردند و مىگفتند:ما چنين اعمالى را انجام ندادهايم.در نتيجه فرشتگانى كه اعمالشان را تثبيت مىكردند عليه آنها شهادت مىدهند.اما آن افراد در پيشگاه خداوند عرض مىكنند:پروردگارا! اينها فرشتگان تو هستند و به نفع تو شهادت مىدهند.سپس به خداوند قسم ياد مىكنند كه مرتكب چنين اعمالى نشدهاند.اين همان فرموده پروردگار است كه در آن درباره چنين افرادى،چنين بيان فرموده است: «يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ...
2)ابن بابويه،از احمد بن حسن قطّان،از احمد بن يحيى،از بكر بن عبد اللّه حبيب،از احمد بن يعقوب بن مطر،از محمّد بن حسن بن عبد العزيز احدب جندى شاپورى روايت كرد كه گفته است:در نوشتههاى پدرم با خط خودش يافتم كه گفت:از طلحة بن زيد،از عبيد اللّه بن عبيد،از ابو معمر سعدانى روايت شده است كه وى گفت:مردى خدمت حضرت امام على بن ابى طالب عليه السّلام رسيد و عرض كرد:اى امير مؤمنان!من در كتاب نازلشده خداوند شك كردهام.حضرت عليه السّلام به او فرمود:مادرت سوگوارت باد!چگونه در كتاب نازلشده خداوند شك...
حَتّٰى إِذٰا مٰا جٰاؤُهٰا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَ أَبْصٰارُهُمْ وَ جُلُودُهُمْ بِمٰا كٰانُوا يَعْمَلُونَ اين آيه دربارۀ گروهى نازل شده است كه در روز قيامت اعمال بدشان بر آنها عرضه مىشود و آنها منكر آن شده و مىگويند:ما اين كارها را انجام ندادهايم، پس ملائكهاى كه اعمال آنها را نوشتهاند شهادت بر آن مىدهند. امام صادق عليه السّلام مىفرمايد:به خداوند مىگويند:پروردگارا اينها ملائكۀ تو هستند كه شهادت بر ما مىدهند سپس سوگند مىخورند كه ما اين اعمال را انجام ندادهايم كه خداوند در...
6 وَ قٰالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنٰا قٰالُوا أَنْطَقَنَا اَللّٰهُ اَلَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَ هُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ القمّيّ : نزلت في يوم تعرض عليهم أعمالهم فينكرونها فيقولون ما علمنا شيئاً فتشهد عليهم الملائكة الذين كتبوا عليهم أعمالهم.
قال الصادق عليه السلام : فيقولون للّٰه يا ربّ هؤلاء ملائكتك يشهدون لك ثمّ يحلفون باللّٰه ما فعلوا من ذلك شيئاً و هو قول اللّٰه عزّ و جلّ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اَللّٰهُ عزّ و جلّ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمٰا يَحْلِفُونَ لَكُمْ و هم الذين غصبوا أمير المؤمنين عليه السلام فعند ذلك يختم اللّٰه على ألسنتهم و ينطق جوارحهم فيشهد السّمع بما سمع ممّا حرّم اللّٰه و يشهد البصر بما نظر به الى ما حرّم اللّٰه عزّ و جلّ و تشهد اليدان بما أخذتا و تشهد الرّجلان بما سعتا فيما حرّم اللّٰه عزّ و جلّ و يشهد الفرج بما ارتكب ممّا حرّم اللّٰه ثمّ انطق اللّٰه عزّ و جلّ ألسنتهم فيقولون هم لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنٰا الآية.
16 عَنْ أَبِي مُعَمَّرٍ اَلسَّعْدِيِّ قَالَ: أَتَى عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلاَمُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ إِنِّي شَكَكْتُ فِي كِتَابِ اَللَّهِ اَلْمُنْزَلِ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ وَ كَيْفَ شَكَكْتَ فِي كِتَابِ اَللَّهِ اَلْمُنْزَلِ فَقَالَ لَهُ اَلرَّجُلُ: لِأَنِّي وَجَدْتُ اَلْكِتَابَ يُكَذِّبُ بَعْضُهُ بَعْضاً وَ يَنْقُضُ بَعْضُهُ بَعْضاً، قَالَ: فَهَاتِ اَلَّذِي شَكَكْتَ فِيهِ، فَقَالَ: لِأَنَّ اَللَّهَ يَقُولُ: « يَوْمَ يَقُومُ اَلرُّوحُ وَ اَلْمَلاٰئِكَةُ صَفًّا لاٰ يَتَكَلَّمُونَ إِلاّٰ مَنْ أَذِنَ لَهُ اَلرَّحْمٰنُ وَ قٰالَ صَوٰاباً » وَ يَقُولُ حَيْثُ اُسْتُنْطِقُوا قَالَ اَللَّهُ « وَ اَللّٰهِ رَبِّنٰا مٰا كُنّٰا مُشْرِكِينَ » وَ يَقُولُ: « يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَ يَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً » وَ يَقُولُ: « إِنَّ ذٰلِكَ لَحَقٌّ تَخٰاصُمُ أَهْلِ اَلنّٰارِ » وَ يَقُولُ « لاٰ تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ » وَ يَقُولُ « اَلْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلىٰ أَفْوٰاهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنٰا أَيْدِيهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمٰا كٰانُوا يَكْسِبُونَ » فَمَرَّةً يَتَكَلَّمُونَ، وَ مَرَّةً لاَ يَتَكَلَّمُونَ، وَ مَرَّةً يَنْطِقُ اَلْجُلُودُ وَ اَلْأَيْدِي وَ اَلْأَرْجُلُ، وَ مَرَّةً « لاٰ يَتَكَلَّمُونَ إِلاّٰ مَنْ أَذِنَ لَهُ اَلرَّحْمٰنُ وَ قٰالَ صَوٰاباً » فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ لَهُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ: إِنَّ ذَلِكَ لَيْسَ فِي مَوْطِنٍ وَاحِدٍ وَ هِيَ فِي مَوَاطِنَ فِي ذَلِكَ اَلْيَوْمِ اَلَّذِي مِقْدَارُهُ خَمْسُونَ أَلْفَ سَنَةً، فَجَمَعَ اَللَّهُ اَلْخَلاَئِقَ فِي ذَلِكَ اَلْيَوْمِ فِي مَوْطِنٍ يَتَعَارَفُونَ فِيهِ، فَيُكَلِّمُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ يَسْتَغْفِرُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ، أُولَئِكَ اَلَّذِينَ بَدَتْ مِنْهُمْ اَلطَّاعَةُ مِنَ اَلرُّسُلِ وَ اَلْأَتْبَاعِ، وَ تَعَاوَنُوا « عَلَى اَلْبِرِّ وَ اَلتَّقْوىٰ » فِي دَارِ اَلدُّنْيَا، وَ يَلْعَنُ أَهْلُ اَلْمَعَاصِي بَعْضُهُمْ بَعْضاً مِنَ اَلَّذِينَ بَدَتْ مِنْهُمْ اَلْمَعَاصِي فِي دَارِ اَلدُّنْيَا، وَ تَعَاوَنُوا عَلَى اَلظُّلْمِ وَ اَلْعُدْوَانِ فِي دَارِ اَلدُّنْيَا، وَ اَلْمُسْتَكْبِرُونَ مِنْهُمْ، وَ اَلْمُسْتَضْعَفُونَ يَلْعَنُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ يُكَفِّرَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، ثُمَّ يَجْمَعُونَ فِي مَوْطِنٍ يَفِرُّ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ، وَ ذَلِكَ قَوْلِهِ « يَوْمَ يَفِرُّ اَلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ `وَ أُمِّهِ وَ أَبِيهِ `وَ صٰاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ » إِذَا تَعَاوَنُوا عَلَى اَلظُّلْمِ وَ اَلْعُدْوَانِ فِي دَارِ اَلدُّنْيَا « لِكُلِّ اِمْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ » ثُمَّ يَجْمَعُونَ فِي مَوْطِنٍ يَبْكُونَ فِيهِ فَلَوْ أَنَّ تِلْكَ اَلْأَصْوَاتَ بَدَتْ لِأَهْلِ اَلدُّنْيَا لَأَذْهَلَتْ جَمِيعَ اَلْخَلاَئِقِ عَنْ مَعَايِشِهِمْ وَ صَدَعَتِ اَلْجِبَالُ إِلاَّ مَا شَاءَ اَللَّهُ، فَلاَ يَزَالُونَ يَبْكُونَ حَتَّى يَبْكُونَ اَلدَّمَ ثُمَّ يَجْتَمِعُونَ فِي مَوْطِنٍ يُسْتَنْطَقُونَ فِيهِ، فَيَقُولُونَ « وَ اَللّٰهِ رَبِّنٰا مٰا كُنّٰا مُشْرِكِينَ » وَ لاَ يُقِرُّونَ بِمَا عَمِلُوا، فَيُخْتَمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَ يُسْتَنْطَقُ اَلْأَيْدِي وَ اَلْأَرْجُلُ وَ اَلْجُلُودُ، فَتَنْطِقُ فَتَشْهَدُ بِكُلِّ مَعْصِيَةٍ بَدَتْ مِنْهُمْ، ثُمَّ يُرْفَعُ اَلْخَاتَمُ عَنْ أَلْسِنَتِهِمْ فَيَقُولُونَ لِجُلُودِهِمْ وَ أَيْدِيهِمْ وَ أَرْجُلِهِمْ: « لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنٰا » فَتَقُولُ « أَنْطَقَنَا اَللّٰهُ اَلَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ »، ثُمَّ يَجْتَمِعُونَ فِي مَوْطِنٍ يُسْتَنْطَقُ فِيهِ جَمِيعُ اَلْخَلاَئِقِ فَلاَ يَتَكَلَّمُ أَحَدٌ « إِلاّٰ مَنْ أَذِنَ لَهُ اَلرَّحْمٰنُ وَ قٰالَ صَوٰاباً »، وَ يَجْتَمِعُونَ فِي مَوْطِنٍ يَخْتَصِمُونَ فِيهِ وَ يُدَانُ لِبَعْضِ اَلْخَلاَئِقِ مِنْ بَعْضٍ وَ هُوَ اَلْقَوْلُ، وَ ذَلِكَ كُلُّهُ قَبْلَ اَلْحِسَابِ، فَإِذَا أُخِذَ بِالْحِسَابِ شَغَلَ كُلَّ اِمْرِئٍ بِمَا لَدَيْهِ، نَسْأَلُ اَللَّهَ بَرَكَةَ ذَلِكَ اَلْيَوْمِ .
6 وَ قَوْلُهُ: «حَتّٰى إِذٰا مٰا جٰاؤُهٰا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَ أَبْصٰارُهُمْ وَ جُلُودُهُمْ بِمٰا كٰانُوا يَعْمَلُونَ» فَإِنَّهَا نَزَلَتْ فِي قَوْمٍ يَعْرِضُ عَلَيْهِمْ أَعْمَالُهُمْ فَيُنْكِرُونَهَا فَيَقُولُونَ مَا عَمِلْنَا مِنْهَا شَيْئاً، فَتَشْهَدُ عَلَيْهِمُ اَلْمَلاَئِكَةُ اَلَّذِينَ كَتَبُوا عَلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ، فَقَالَ اَلصَّادِقُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : فَيَقُولُونَ لِلَّهِ: يَا رَبِّ هَؤُلاَءِ مَلاَئِكَتُكَ يَشْهَدُونَ لَكَ ثُمَّ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا فَعَلُوا مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً وَ هُوَ قَوْلُ اَللَّهِ: «يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اَللّٰهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمٰا يَحْلِفُونَ لَكُمْ» وَ هُمُ اَلَّذِينَ غَصَبُوا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَخْتِمُ اَللَّهُ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ وَ يُنْطِقُ جَوَارِحَهُمْ فَيَشْهَدُ اَلسَّمْعُ بِمَا سَمِعَ مِمَّا حَرَّمَ اَللَّهُ وَ يَشْهَدُ اَلْبَصَرُ بِمَا نَظَرَ بِهِ إِلَى مَا حَرَّمَ اَللَّهُ وَ تَشْهَدُ اَلْيَدَانِ بِمَا أَخَذَتَا وَ تَشْهَدُ اَلرِّجْلاَنِ بِمَا سَعَتَا فِيمَا حَرَّمَ اَللَّهُ وَ يَشْهَدُ اَلْفَرْجُ بِمَا اِرْتَكَبَ مِمَّا حَرَّمَ اَللَّهُ ثُمَّ أَنْطَقَ اَللَّهُ أَلْسِنَتَهُمْ «وَ قٰالُوا» هُمْ «لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنٰا قٰالُوا أَنْطَقَنَا اَللّٰهُ اَلَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَ هُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ `وَ مٰا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ» أَيْ مِنَ اَللَّهِ «أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَ لاٰ أَبْصٰارُكُمْ وَ لاٰ جُلُودُكُمْ» وَ اَلْجُلُودُ اَلْفُرُوجُ «وَ لٰكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اَللّٰهَ لاٰ يَعْلَمُ كَثِيراً مِمّٰا تَعْمَلُونَ `وَ ذٰلِكُمْ ظَنُّكُمُ اَلَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدٰاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ اَلْخٰاسِرِينَ» .
1 في كتاب التّوحيد : عن أمير المؤمنين عليه السّلام حديث طويل، ذكر فيه: أحوال أهل المحشر. و فيه يقول عليه السّلام: ثمّ يجتمعون في موطن آخر فيستنطقون فيه فيقولون: وَ اَللّٰهِ رَبِّنٰا مٰا كُنّٰا مُشْرِكِينَ . فيختم اللّه تبارك و تعالى على أفواههم و يستنطق الأيدي و الأرجل و الجلود فتشهد بكلّ معصية كانت منهم، ثم يرفع عن ألسنتهم الختم فيقولون: لجلودهم: لم شهدتم علينا؟ قالوا: أنطقنا اللّه الّذي أنطق كلّ شيء.
1 و في كتاب التّوحيد : عن أمير المؤمنين عليه السّلام حديث طويل، يقول فيه حاكيا حال أهل المحشر: ثمّ يجتمعون في موطن آخر فيستنطقون فيه، فيقولون: و اللّه، ربّنا ما كنّا مشركين. فيختم اللّه تبارك و تعالى على أفواههم و يستنطق الأيدي و الأرجل و الجلود، فتشهد بكلّ معصية كانت منهم، ثمّ يرفع عن ألسنتهم الختم فيقولون لجلودهم: لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنٰا قٰالُوا أَنْطَقَنَا اَللّٰهُ اَلَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ .
6 و في تفسير عليّ بن إبراهيم : إنّها نزلت في قوم تعرض عليهم أعمالهم فينكرونها، فيقولون: ما عملنا شيئا منها. فتشهد عليهم الملائكة الّذين كتبوا عليهم أعمالهم. قال الصّادق عليه السّلام : فيقولون للّه: يا ربّ، هؤلاء ملائكتك يشهدون لك. ثمّ يحلفون باللّه ما فعلوا من ذلك شيئا منها، و هو قول اللّه عزّ و جلّ: يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اَللّٰهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمٰا يَحْلِفُونَ لَكُمْ . و هم الّذين غصبوا أمير المؤمنين ، فعند ذلك يختم اللّه عزّ و جلّ على ألسنتهم و ينطق جوارحهم، فيشهد السّمع بما سمع ممّا حرّم اللّه عزّ و جلّ، و يشهد [البصر بما نظر به إلى ما حرّم اللّه عزّ و جلّ، و تشهد اليدان بما أخذتا، و تشهد الرّجلان بما سعتا فيما حرّم اللّه عزّ و جلّ، و يشهد] الفرج بما ارتكب ممّا حرّم اللّه. ثمّ أنطق اللّه عزّ و جلّ ألسنتهم، فيقولون هم لجلودهم: لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنٰا قٰالُوا أَنْطَقَنَا اَللّٰهُ اَلَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَ هُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ، `وَ مٰا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أي من الله أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَ لاٰ أَبْصٰارُكُمْ وَ لاٰ جُلُودُكُمْ و «الجلود» الفروج وَ لٰكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اَللّٰهَ لاٰ يَعْلَمُ كَثِيراً مِمّٰا تَعْمَلُونَ .
1 39 فِي كِتَابِ اَلتَّوْحِيدِ عَنْ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ حَدِيثٌ طَوِيلٌ يَذْكُرُ فِيهِ أَحْوَالَ أَهْلِ اَلْمَحْشَرِ وَ فِيهِ يَقُولُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ: ثُمَّ يَجْتَمِعُونَ فِي مَوَاطِنَ أُخَرَ فَيَسْتَنْطِقُونَ فِيهِ فَيَقُولُونَ: وَ اَللّٰهِ رَبِّنٰا مٰا كُنّٰا مُشْرِكِينَ فَيَخْتِمُ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَ يَسْتَنْطِقُ اَلْأَيْدِيَ وَ اَلْأَرْجُلَ وَ اَلْجُلُودَ، فَتَشْهَدُ بِكُلِّ مَعْصِيَةٍ كَانَتْ مِنْهُمْ، ثُمَّ يَرْفَعُ عَنْ أَلْسِنَتِهِمْ اَلْخَتْمَ فَيَقُولُونَ لِجُلُودِهِمْ «لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنٰا قٰالُوا أَنْطَقَنَا اَللّٰهُ اَلَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ» .
6 24 فِي تَفْسِيرِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ : وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ: حَتّٰى إِذٰا مٰا جٰاؤُهٰا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَ أَبْصٰارُهُمْ وَ جُلُودُهُمْ بِمٰا كٰانُوا يَعْمَلُونَ فَإِنَّهَا نَزَلَتْ فِي قَوْمٍ تَعْرِضُ عَلَيْهِمْ أَعْمَالُهُمْ فَيُنْكِرُونَهَا فَيَقُولُونَ: مَا عَمِلْنَا شَيْئاً مِنْهَا، فَتَشْهَدُ عَلَيْهِمُ اَلْمَلاَئِكَةُ اَلَّذِينَ كَتَبُوا عَلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ، قَالَ اَلصَّادِقُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ : فَيَقُولُونَ لِلَّهِ: يَا رَبِّ هَؤُلاَءِ مَلاَئِكَتُكَ يَشْهَدُونَ لَكَ ثُمَّ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا فَعَلُوا مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً مِنْهَا، وَ هُوَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: «يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اَللّٰهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمٰا يَحْلِفُونَ لَكُمْ» وَ هُوَ اَلَّذِينَ غَصَبُوا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَخْتِمُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ وَ يُنْطِقُ جَوَارِحَهُمْ فَيَشْهَدُ اَلسَّمْعُ بِمَا سَمِعَ مِمَّا حَرَّمَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ يَشْهَدُ اَلْبَصَرُ بِمَا نَظَرَ إِلَى مَا حَرَّمَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ تَشْهَدَ اَلْيَدَانِ بِمَا أَخَذَتَا وَ تَشْهَدُ اَلرِّجْلاَنِ بِمَا سَعَتَا فِيمَا حَرَّمَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ يَشْهَدُ اَلْفَرْجُ بِمَا اِرْتَكَبَ مِمَّا حَرَّمَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ أَنْطَقَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَلْسِنَتَهُمْ فَيَقُولُونَ هُمْ لِجُلُودِهِمْ: لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنٰا قٰالُوا أَنْطَقَنَا اَللّٰهُ اَلَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَ هُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ `وَ مٰا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَيْ مِنَ اَللَّهِ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَ لاٰ أَبْصٰارُكُمْ وَ لاٰ جُلُودُكُمْ وَ اَلْجُلُودُ اَلْفُرُوجُ وَ لٰكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اَللّٰهَ لاٰ يَعْلَمُ كَثِيراً مِمّٰا تَعْمَلُونَ .
1 25 فِي كِتَابِ اَلتَّوْحِيدِ عَنِ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ حَدِيثٌ طَوِيلٌ يَقُولُ فِيهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ حَاكِياً حَالَ أَهْلِ اَلْمَحْشَرِ: ثُمَّ يَجْتَمِعُونَ فِي مَوْطِنٍ آخَرَ فَيُسْتَنْطَقُونَ فِيهِ فَيَقُولُونَ وَ اَللّٰهِ رَبِّنٰا مٰا كُنّٰا مُشْرِكِينَ ، فَيَخْتِمُ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَ يَسْتَنْطِقُ اَلْأَيْدِيَ وَ اَلْأَرْجُلَ وَ اَلْجُلُودَ فَتَشْهَدُ بِكُلِّ مَعْصِيَةٍ كَانَتْ مِنْهُمْ، ثُمَّ يَرْفَعُ عَنْ أَلْسِنَتِهِمُ اَلْخَتْمَ فَيَقُولُونَ لِجُلُودِهِمْ: «لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنٰا قٰالُوا أَنْطَقَنَا اَللّٰهُ اَلَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ» .
ضحک رسول الله صلی الله علیه و سلم ذات یوم حتی بدت نواجذه ثم قال ا لا تسالونی مم ضحکت قالوا مم ضحکت یا رسول الله قال عجبت من مجادله العبد ربه یوم القیامه قال یقول یا رب ا لیس وعدتنی ان لا تظلمنی قال فان لک ذلک قال فانی لا اقبل علی شاهدا الا من نفسی قال ا و لیس کفی بی شهیدا و بالملایکه الکرام الکاتبین قال فیختم علی فیه و تتکلم ارکانه بما کان یعمل قال فیقول لهن بعدا لکن و سحقا عنکن کنت اجادل
انه قال و اشار بیده الی الشام قال هاهنا الی هاهنا تحشرون رکبانا و مشاه علی وجوهکم یوم القیامه علی افواهکم الفدام توفون سبعین امه انتم اخرها و اکرمها علی الله و ان اول ما یعرب من احدکم فخذه
تجییون یوم القیامه علی افواهکم الفدام و ان اول ما یتکلم من الادمی فخذه و کفه
ما لی امسک بحجزکم من النار الا ان ربی داعی و انه سایلی هل بلغت عباده و انی قایل رب قد بلغتهم فیبلغ شاهدکم غایبکم ثم انکم مدعوون مفدمه افواهکم بالفدام ثم ان اول ما یبین عن احدکم لفخذه و کفه
ان اول عظم تکلم من الانسان یوم یختم علی الافواه فخذه من الرجل الشمال