78394 / _1 مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ : عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ اَلْأَشْعَرِيِّ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، رَفَعَهُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ اَلْحَكَمِ ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو اَلْحَسَنِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ) : « وَ لَقَدْ آتَيْنٰا لُقْمٰانَ اَلْحِكْمَةَ ، قَالَ: اَلْفَهْمَ وَ اَلْعَقْلَ».
68396 / _3 وَ عَنْهُ : عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ اَلْمُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى ، عَنْ عَلِيٍّ اَلْقَصِيرِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، قَوْلُهُ: وَ لَقَدْ آتَيْنٰا لُقْمٰانَ اَلْحِكْمَةَ ؟ قَالَ: «أُوتِيَ مَعْرِفَةَ إِمَامِ زَمَانِهِ».
51,5,68397 / _4 مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ : عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ ، عَنْ مَنْصُورِ اِبْنِ يُونُسَ ، عَنِ اَلْحَارِثِ بْنِ اَلْمُغِيرَةِ ، أَوْ عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: مَا كَانَ فِي وَصِيَّةِ 51لُقْمَانَ ؟ قَالَ: «كَانَ فِيهَا اَلْأَعَاجِيبُ، وَ كَانَ أَعْجَبَ مَا كَانَ فِيهَا أَنْ قَالَ لاِبْنِهِ: خَفِ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خِيفَةً لَوْ جِئْتَهُ بِبِرِّ اَلثَّقَلَيْنِ لَعَذَّبَكَ، وَ اُرْجُ اَللَّهَ رَجَاءً لَوْ جِئْتَهُ بِذُنُوبِ اَلثَّقَلَيْنِ لَرَحِمَكَ». ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «كَانَ أَبِي (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) يَقُولُ: إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلاَّ وَ فِي قَلْبِهِ نُورَانِ: نُورُ خِيفَةٍ، وَ نُورُ رَجَاءٍ، لَوْ وُزِنَ هَذَا لَمْ يَزِدْ عَلَى هَذَا».
51,68398 / _5 اَلطَّبْرِسِيُّ : رَوَى سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ اَلْمِنْقَرِيُّ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: «فِي وَصِيَّةِ 51لُقْمَانَ لاِبْنِهِ: يَا بُنَيَّ، سَافِرْ بِسَيْفِكَ، وَ خُفِّكَ، وَ عِمَامَتِكَ، وَ خِبَائِكَ، وَ سِقَائِكَ، وَ خُيُوطِكَ، وَ مِخْرَزِكَ، وَ تَزَوَّدْ مَعَكَ مِنَ اَلْأَدْوِيَةِ مَا تَنْتَفِعُ بِهِ أَنْتَ وَ مَنْ مَعَكَ، وَ كُنْ مُوَافِقاً لِأَصْحَابِكَ إِلاَّ فِي مَعْصِيَةِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ. يَا بُنَيَّ، إِذَا سَافَرْتَ مَعَ قَوْمٍ فَأَكْثِرِ اِسْتِشَارَتَهُمْ فِي أَمْرِكَ وَ أُمُورِهِمْ، وَ أَكْثِرِ اَلتَّبَسُّمَ فِي وُجُوهِهِمْ، وَ كُنْ كَرِيماً عَلَى زَادِكَ بَيْنَهُمْ، وَ إِذَا دَعَوْكَ فَأَجِبْهُمْ، وَ إِذَا اِسْتَعَانُوا بِكَ فَأَعِنْهُمْ، وَ عَلَيْكَ بِطُولِ اَلصَّمْتِ، وَ كَثْرَةِ اَلصَّلاَةِ، وَ سَخَاءِ اَلنَّفْسِ بِمَا مَعَكَ مِنْ دَابَّةٍ أَوْ زَادٍ أَوْ مَاءٍ. وَ إِذَا اِسْتَشْهَدُوكَ عَلَى اَلْحَقِّ فَاشْهَدْ لَهُمْ، وَ أَجْهِدْ رَأْيَكَ لَهُمْ إِذَا اِسْتَشَارُوكَ، ثُمَّ لاَ تَعْزِمْ حَتَّى تَتَثَبَّتَ وَ تَنْظُرَ، وَ لاَ تُجِبْ فِي مَشُورَةٍ حَتَّى تَقُومَ فِيهَا وَ تَقْعُدَ وَ تَنَامَ وَ تَأْكُلَ وَ تُصَلِّيَ وَ أَنْتَ مُسْتَعْمِلٌ فِكْرَتَكَ وَ حِكْمَتَكَ، فَإِنَّ مَنْ لَمْ يُمْحِضِ اَلنَّصِيحَةَ مَنِ اِسْتَشَارَهُ، سَلَبَهُ اَللَّهُ رَأْيَهُ. وَ إِذَا رَأَيْتَ أَصْحَابَكَ يَمْشُونَ فَامْشِ مَعَهُمْ، وَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ يَعْمَلُونَ فَاعْمَلْ مَعَهُمْ، وَ اِسْمَعْ لِمَنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنْكَ سِنّاً، وَ إِذَا أَمَرُوكَ بِأَمْرٍ وَ سَأَلُوكَ شَيْئاً فَقُلْ: نَعَمْ، وَ لاَ تَقُلْ: لاَ، فَإِنَّ لاَ عِيٌّ وَ لُؤْمٌ. وَ إِذَا تَحَيَّرْتُمْ فِي اَلطَّرِيقِ فَانْزِلُوا، وَ إِذَا شَكَكْتُمْ فِي اَلْقَصْدِ فَقِفُوا وَ تَآمَرُوا، وَ إِذَا رَأَيْتُمْ شَخْصاً وَاحِداً فَلاَ تَسْأَلُوهُ عَنْ طَرِيقِكُمْ، وَ لاَ تَسْتَرْشِدُوهُ، فَإِنَّ اَلشَّخْصَ اَلْوَاحِدَ فِي اَلْفَلاَةِ مُرِيبٌ، لَعَلَّهُ يَكُونُ عَيْنَ اَللُّصُوصِ، أَوْ يَكُونُ هُوَ 1اَلشَّيْطَانَ اَلَّذِي حَيَّرَكُمْ، وَ اِحْذَرُوا اَلشَّخْصَيْنِ أَيْضاً إِلاَّ أَنْ تَرَوْا مَا لاَ أَرَى، فَإِنَّ اَلْعَاقِلَ إِذَا أَبْصَرَ بِعَيْنِهِ شَيْئاً عَرَفَ اَلْحَقَّ مِنْهُ، وَ اَلشَّاهِدُ يَرَى مَا لاَ يَرَى اَلْغَائِبُ. يَا بُنَيَّ، إِذَا جَاءَ وَقْتُ اَلصَّلاَةِ فَلاَ تُؤَخِّرْهَا لِشَيْءٍ، صَلِّهَا وَ اِسْتَرِحْ مِنْهَا فَإِنَّهَا دَيْنٌ، وَ صَلِّ فِي جَمَاعَةٍ وَ لَوْ عَلَى رَأْسِ زُجٍّ، وَ لاَ تَنَامَنَّ عَلَى دَابَّتِكَ فَإِنَّ ذَلِكَ سَرِيعٌ فِي دُبُرِهَا، وَ لَيْسَ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِ اَلْحُكَمَاءِ، إِلاَّ أَنْ تَكُونَ فِي مَحْمِلٍ يُمْكِنُكَ اَلتَّمَدُّدُ لاِسْتِرْخَاءِ اَلْمَفَاصِلِ، وَ إِذَا قَرُبْتَ مِنَ اَلْمَنْزِلِ فَانْزِلْ عَنْ دَابَّتِكَ، وَ اِبْدَأْ بِعَلَفِهَا قَبْلَ نَفْسِكَ فَإِنَّهَا نَفْسُكَ. وَ إِذَا أَرَدْتُمُ اَلنُّزُولَ فَعَلَيْكُمْ مِنْ بِقَاعِ اَلْأَرْضِ بِأَحْسَنِهَا لَوْناً، وَ أَلْيَنِهَا تُرْبَةً، وَ أَكْثَرِهَا عُشْباً، وَ إِذَا نَزَلْتَ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ تَجْلِسَ، وَ إِذَا أَرَدْتَ قَضَاءَ حَاجَتِكَ فَأَبْعِدِ اَلْمَذْهَبَ فِي اَلْأَرْضِ، فَإِذَا اِرْتَحَلْتَ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ وَدِّعِ اَلْأَرْضَ اَلَّتِي حَلَلْتَ بِهَا، وَ سَلِّمْ عَلَى أَهْلِهَا، فَإِنَّ لِكُلِّ بُقْعَةٍ أَهْلاً مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ، وَ إِنِ اِسْتَطَعْتَ أَنْ لاَ تَأْكُلَ طَعَاماً حَتَّى تَبْدَأَ فَتَتَصَدَّقَ مِنْهُ فَافْعَلْ؛ وَ عَلَيْكَ بِقِرَاءَةِ كِتَابِ اَللَّهِ مَا دُمْتَ رَاكِباً، وَ عَلَيْكَ بِالتَّسْبِيحِ مَا دُمْتَ عَامِلاً عَمَلاً، وَ عَلَيْكَ بِالدُّعَاءِ مَا دُمْتَ خَالِياً، وَ إِيَّاكَ وَ اَلسَّيْرَ فِي أَوَّلِ اَللَّيْلِ إِلَى آخِرِهِ، وَ إِيَّاكَ وَ رَفْعَ اَلصَّوْتِ فِي مَسِيرِكَ». وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): «وَ اَللَّهِ مَا أُوتِيَ لُقْمَانُ اَلْحِكْمَةَ بِحَسَبٍ، وَ لاَ مَالٍ، وَ لاَ بَسْطٍ فِي جِسْمٍ، وَ لاَ جَمَالٍ، وَ لَكِنَّهُ كَانَ رَجُلاً قَوِيّاً فِي أَمْرِ اَللَّهِ، مُتَوَرِّعاً فِي اَللَّهِ، سَاكِتاً سِكِّيتاً ، عَمِيقَ اَلنَّظَرِ، طَوِيلَ اَلتَّفَكُّرِ، حَدِيدَ اَلْبَصَرِ، لَمْ يَنَمْ نَهَاراً قَطُّ، وَ لَمْ يَتَّكِئُ فِي مَجْلِسٍ قَوْمٌ قَطُّ، وَ لَمْ يَتْفُلُ فِي مَجْلِسٍ قَوْمٌ قَطُّ، وَ لَمْ يَعْبَثُ بِشَيْءٍ قَطُّ، وَ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ اَلنَّاسِ عَلَى بَوْلٍ وَ لاَ غَائِطٍ قَطُّ وَ لاَ اِغْتِسَالٍ، لِشِدَّةِ تَسَتُّرِهِ وَ تَحَفُّظِهِ فِي أَمْرِهِ، وَ لَمْ يَضْحَكْ مِنْ شَيْءٍ قَطُّ، وَ لَمْ يَغْضَبْ قَطُّ مَخَافَةَ اَلْإِثْمِ فِي دِينِهِ، وَ لَمْ يُمَازِحْ إِنْسَاناً قَطُّ، وَ لَمْ يَفْرَحْ بِمَا أُوتِيَهُ مِنَ اَلدُّنْيَا، وَ لاَ حُزْنٍ مِنْهَا عَلَى شَيْءٍ قَطُّ، وَ قَدْ نَكَحَ مِنَ اَلنِّسَاءِ، وَ وُلِدَ لَهُ اَلْأَوْلاَدُ اَلْكَثِيرَةُ، وَ قَدَّمَ أَكْثَرَهُمْ إِفْرَاطاً فَمَا بَكَى عَلَى مَوْتِ أَحَدٌ مِنْهُمْ. وَ لَمْ يَمُرَّ بَيْنَ رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلاَنِ أَوْ يَخْتَصِمَانِ إِلاَّ أَصْلَحَ بَيْنَهُمَا، وَ لَمْ يَمْضِ عَنْهُمَا حَتَّى تَحَاجَزَا ، وَ لَمْ يَسْمَعْ قَوْلاً اِسْتَحْسَنَهُ مِنْ أَحَدٍ قَطُّ إِلاَّ سَأَلَهُ عَنْ تَفْسِيرِهِ، وَ عَمَّنْ أَخَذَهُ، وَ كَانَ يُكْثِرُ مُجَالَسَةَ اَلْفُقَهَاءِ وَ اَلْعُلَمَاءِ، وَ كَانَ يَغِشَى اَلْقُضَاةَ وَ اَلْمُلُوكُ وَ اَلسَّلاَطِينَ، فَيَرْثِي لِلْقُضَاةِ بِمَا اُبْتُلُوا بِهِ، وَ يَرْحَمُ اَلْمُلُوكَ وَ اَلسَّلاَطِينَ لِغِرَّتِهِمْ بِاللَّهِ، وَ طُمَأْنِينَتِهِمْ فِي ذَلِكَ، وَ يَتَعَلَّمُ مَا يَغْلِبُ بِهِ نَفْسَهُ، وَ يُجَاهِدُ بِهِ هَوَاهُ، وَ يَحْتَرِزُ بِهِ مِنَ اَلشَّيْطَانِ ، وَ كَانَ يُدَاوِي نَفْسَهُ بِالتَّفَكُّرِ وَ اَلْعِبَرِ، وَ كَانَ لاَ يَظْعَنُ إِلاَّ فِيمَا يَنْفَعُهُ، وَ لاَ يُنْظَرُ إِلاَّ فِيمَا يَعْنِيهِ، فَبِذَلِكَ أُوتِيَ اَلْحِكْمَةَ، وَ مُنِحَ اَلْعِصْمَةَ ».
68399 / _6 اَلطَّبْرِسِيُّ: بِحَذْفِ اَلْإِسْنَادِ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، قَالَ: «كَانَ لُقْمَانُ اَلْحَكِيمُ مَعْمَراً قَبْلَ دَاوُدَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فِي أَعْوَامٍ كَثِيرَةً، وَ إِنَّهُ أَدْرَكَ أَيَّامَهُ، وَ كَانَ مَعَهُ يَوْمَ قَتَلَ جَالُوتَ، وَ كَانَ طُولُ جَالُوتَ ثَمَانَ مِائَةِ ذِرَاعٍ، وَ طُولُ دَاوُدَ عَشَرَةَ أَذْرُعٍ، فَلَمَّا قَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ رَزَقَهُ اَللَّهُ اَلنُّبُوَّةَ بَعْدَ ذَلِكَ، وَ كَانَ لُقْمَانُ مَعَهُ إِلَى أَنْ اُبْتُلِيَ بِالْخَطِيئَةِ، وَ إِلَى أَنْ تَابَ اَللَّهُ عَلَيْهِ، وَ بَعْدَهُ. وَ كَانَ لُقْمَانُ يَعِظُ اِبْنَهُ بَاثَارَ حَتَّى تَفَطَّرَ وَ اِنْشَقَّ، وَ كَانَ فِيمَا وَعَظَهُ أَنَّهُ قَالَ: يَا بُنَيَّ، مُذْ سَقَطْتَ إِلَى اَلدُّنْيَا اِسْتَدْبَرْتَهَا وَ اِسْتَقْبَلْتَ اَلْآخِرَةَ، فَدَارٌ أَنْتَ إِلَيْهَا تَسِيرُ أَقْرَبُ إِلَيْكَ مِنْ دَارٍ أَنْتَ عَنْهَا مُتَبَاعِدٌ. يَا بُنَيَّ، لاَ خَيْرَ فِي اَلْكَلاَمِ إِلاَّ بِذِكْرِ اَللَّهِ تَعَالَى، وَ إِنَّ صَاحِبَ اَلسُّكُوتِ تَعْلُوهُ اَلسَّكِينَةَ وَ اَلْوَقَارَ. يَا بُنَيَّ، جَالِسِ اَلْعُلَمَاءَ، فَلَوْ وُضِعَ اَللَّهُ اَلْعِلْمَ فِي قَلْبِ كَلْبٌ لأعزه اَللَّهُ وَ أَحَبَّهُ. يَا بُنَيَّ، جَالِسِ اَلْعُلَمَاءَ، وَ زَاحِمْهُمْ بِرُكْبَتِكَ، وَ لاَ تُجَادِلْهُمْ فَيَمْقُتُوكَ، وَ خُذْ مِنَ اَلدُّنْيَا بَلاَغاً، وَ لاَ تَرْفُضْهَا فَتَكُونَ عِيَالاً عَلَى اَلنَّاسِ، وَ لاَ تَدْخُلْ فِيهَا دُخُولاً يُضِرُّ بِآخِرَتِكَ، وَ صُمْ صَوْماً يَقْطَعُ شَهْوَتَكَ، وَ لاَ تَصُمْ صَوْماً يَمْنَعُكَ وَ يُضَعِّفُكَ عَنِ اَلصَّلاَةِ، فَإِنَّ اَلصَّلاَةَ أَحَبُّ إِلَى اَللَّهِ مِنَ اَلصِّيَامِ، وَ اَلصَّلاَةُ أَفْضَلُ اَلْأَعْمَالِ. يَا بُنَيَّ، إِنَّ اَلدُّنْيَا بَحْرٌ عَمِيقٌ قَدْ هَلَكَ فِيهَا عَالَمٌ كَثِيرٌ، فَاجْعَلْ سَفِينَتَكَ فِيهَا اَلْإِيمَانَ، وَ اِجْعَلْ شِرَاعَهَا اَلتَّوَكُّلَ، وَ اِجْعَلْ زَادَكَ فِيهَا تَقْوَى اَللَّهِ، فَإِنْ نَجَوْتَ فَبِرَحْمَةِ اَللَّهِ، وَ إِنْ هَلَكْتَ فَبِذُنُوبِكَ. يَا بُنَيَّ، إِنْ تَأَدَّبْتَ صَغِيراً اِنْتَفَعْتَ بِهِ كَبِيراً، وَ مَنْ عَنِّي بِالْأَدَبِ اِهْتَمَّ بِهِ، وَ مَنِ اِهْتَمَّ بِهِ تَكَلَّفَ عَمَلُهُ، وَ مَنْ تَكَلَّفَ عَمَلُهُ اِشْتَدَّ طَلَبُهُ، وَ مَنِ اِشْتَدَّ طَلَبُهُ أَدْرَكَ مَنْفَعَتُهُ، فَاتَّخِذْهُ عَادَةً، فَإِنَّكَ تَخَلَّفَ بِهِ فِي سَلَفَكَ، وَ تَنْفَعْ بِهِ خَلْفِكَ، وَ يَرْتَجِيكَ فِيهِ رَاغِبٌ، وَ يَخْشَى صَوْلَتُكَ رَاهِبٌ، وَ إِيَّاكَ وَ الْكَسَلَ عَنْ اَلْعِلْمِ وَ اَلطَّلَبِ لِغَيْرِهِ، فَإِنْ غُلِبْتَ عَلَى اَلدُّنْيَا فَلاَ تَغْلِبَ عَلَى اَلْآخِرَةِ. يَا بُنَيَّ، مَنْ أَدْرَكَ اَلْعِلْمَ، فَأَيُّ شَيْءٍ فَاتَهُ؟ وَ مَنْ فَاتَهُ اَلْعِلْمِ فَأَيُّ شَيْءٍ أَدْرَكَ؟ يَا بُنَيَّ، إِذَا فَاتَكَ طَلَبُ اَلْعِلْمِ فَإِنَّكَ لَمْ تَجِدْ لَهُ تَضْيِيعاً أَشَدَّ مِنْ تَرَكَهُ، وَ لاَ تُمَارِيَنَّ فِيهِ لجوجا، وَ لاَ تُجَادِلَنَّ فَقِيهاً، وَ لاَ تُعَادِيَنَّ سُلْطَاناً، وَ لاَ تُمَاشِيَنَّ ظَالِماً، وَ لاَ تصادقن عَدُوّاً، وَ لاَ تُؤَاخِيَنَّ فَاسِقاً نَطِفاً، وَ لاَ تُصَاحِبَنَّ مُتَّهَماً، وَ اُخْزُنْ عِلْمَكَ كَمَا تَخْزُنُ وَرِقَكَ . يَا بُنَيَّ، لاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ، وَ لاَ تَمْشِ فِي اَلْأَرْضِ مَرِحاً، وَ اُغْضُضْ مِنْ صَوْتَكَ، إِنْ أَنْكَرَ اَلْأَصْوَاتُ لِصَوْتِ اَلْحَمِيرِ، وَ اِقْصِدْ فِي مَشْيِكَ. يَا بُنَيَّ، خَفِ اَللَّهَ تَعَالَى خَوْفاً لَوْ أَتَيْتَ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ بِبِرِّ اَلثَّقَلَيْنِ خِفْتَ أَنْ يُعَذِّبَكَ، وَ اُرْجُ اَللَّهَ تَعَالَى رَجَاءً لَوْ وَافَيْتَ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ بِإِثْمِ اَلثَّقَلَيْنِ أَنْ يَغْفِرَ اَللَّهُ لَكَ. فَقَالَ لَهُ اِبْنُهُ: يَا أَبَتِ، وَ كَيْفَ أُطِيقُ هَذَا وَ إِنَّمَا لِي قَلْبٌ وَاحِدٌ؟ فَقَالَ لُقْمَانُ: يَا بُنَيَّ، لَوِ اُسْتُخْرِجَ قَلْبُ اَلْمُؤْمِنِ وَ شَقَّ لَوُجِدَ فِيهِ نُورَانِ: نُورٌ لِلْخَوْفِ، وَ نُورٌ لِلرَّجَاءِ، وَ لَوْ وُزِنَا مَا رُجِّحَ أَحَدُهُمَا عَلَى اَلْآخَرِ شَيْئاً وَ لاَ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ، فَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَ يُصَدِّقْ مَا قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى يَفْعَلُ مَا أَمَرَ اَللَّهِ، وَ مَنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا أَمَرَ اَللَّهِ لَمْ يُصَدِّقْ مَا قَالَ اَللَّهُ، فَإِنَّ هَذِهِ اَلْأَخْلاَقُ يَشْهَدُ بَعْضُهَا لِبَعْضٍ، فَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ إِيمَاناً صَادِقاً يَعْمَلْ لِلَّهِ خَالِصاً، وَ مَنْ عَمِلَ لِلَّهِ عَمَلاً خَالِصاً نَاصِحاً آمَنَ بِاللَّهِ صَادِقاً، وَ مَنْ يُطِعِ اَللَّهَ تَعَالَى خَافَهُ، وَ مَنْ خَافَهُ فَقَدْ أَحَبَّهُ، وَ مَنْ أَحَبَّهُ اِتَّبَعَ أَمْرَهُ، وَ مَنِ اِتَّبَعَ أَمْرَهُ اِسْتَوْجَبَ جَنَّتَهُ وَ مَرْضَاتَهُ، وَ مَنْ لَمْ يَتَّبِعْ رِضْوَانَ اَللَّهِ فَقَدْ خَانَ اَللَّهَ، وَ مَنْ خَانَ اَللَّهَ اِسْتَوْجَبَ سَخَطَهُ وَ عَذَابِهِ، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ سَخَطِ اَللَّهِ وَ عَذَابِهِ وَ خِزْيَهُ وَ نَكَالَهُ. يَا بُنَيَّ، لاَ تَرْكَنْ إِلَى اَلدُّنْيَا، وَ لاَ تَشْغَلْ قَلْبَكَ بِهَا، فَمَا خَلَقَ اَللَّهُ خَلْقاً أَهْوَنُ عَلَيْهِ مِنْهَا، أَلاَ تَرَى أَنَّهُ لَمْ يَجْعَلْ نَعِيمَهَا ثَوَاباً لِلْمُطِيعِينَ، وَ لَمْ يَجْعَلْ بَلاَءَهَا عُقُوبَةً لِلْعَاصِينَ؟ يَا بُنَيَّ، مَنْ أَحْيَا نَفْساً فَكَأَنَّمَا أَحْيَا اَلنَّاسَ جَمِيعاً، أَيْ مِنْ استنقذها مِنْ قَتْلٍ، أَوْ غَرَقٍ، أَوْ حَرَقٍ، أَوْ هَدَمَ، أَوْ سَبْعٍ، أَوْ كَفَلِهِ حَتَّى يَسْتَغْنِي، أَوْ أَخْرَجَهُ مِنْ فَقْرٍ إِلَى غِنًى، وَ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ كُلَّهُ مِنْ أَخْرَجَهُ مِنْ ضَلاَلٍ إِلَى هُدًى. يَا بُنَيَّ، أَقِمِ اَلصَّلاَةَ وَ أْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ، وَ اِنْهَ عَنِ اَلْمُنْكَرِ، وَ اِصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ اَلْأُمُورِ».
14 أخرج ابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أ تدرون ما كان لقمان قالوا الله و رسوله أعلم قال كان حبشيا
و أخرج ابن أبى شيبة في الزهد و أحمد و ابن أبى الدنيا في كتاب المملوكين و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان لقمان عليه السلام عبدا حبشيا نجارا
و أخرج ابن أبى حاتم عن عبد الله بن الزبير رضى الله عنهما قال قلت لجابر بن عبد الله رضى الله عنهما ما انتهى إليكم من شان لقمان عليه السلام قال كان قصيرا أفطس من النوبة
14 و أخرج الطبراني و ابن حبان في الضعفاء و ابن عساكر عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اتخذوا السودان فان ثلاثة منهم سادات أهل الجنة لقمان الحكيم و النجاشي و بلال المؤذن قال الطبراني أراد الحبشة
14 و أخرج ابن عساكر عن عبد الرحمن بن يزيد عن جابر رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سادات السودان أربعة لقمان الحبشي و النجاشي و بلال و مهجع
و أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن سعيد بن المسيب رضى الله عنه ان لقمان عليه السلام كان أسود من سودان مصر ذا مشافر أعطاه الله الحكمة و منعه النبوة
و أخرج ابن أبى شيبة و ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان لقمان عليه السلام عبدا أسود
و أخرج ابن أبى شيبة و أحمد في الزهد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه قال كان لقمان عليه السلام عبدا حبشيا غليظ الشفتين مصفح القدمين قاضيا لبنى إسرائيل
14 و أخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبى مسلم الخولاني رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ان لقمان كان عبدا كثير التفكر حسن الظن كثير الصمت أحب الله فأحبه الله تعالى فمن عليه بالحكمة نودي بالخلافة قبل داود عليه السلام فقيل له يا لقمان هل لك ان يجعلك الله خليفة تحكم بين الناس بالحق قال لقمان ان أجبرنى ربى عز و جل قبلت فانى أعلم انه ان فعل ذلك أعانني و علمني و عصمني و ان خيرني ربى قبلت العافية و لم أسأل البلاء فقالت الملائكة يا لقمان لم قال لان الحاكم باشد المنازل و أكدرها يغشاه الظلم من كل مكان فيخذل أو يعان فان أصاب فبالحرى ان ينجو و ان أخطأ أخطأ طريق الجنة و من يكون في الدنيا ذليلا خير من ان يكون شريفا ضائعا و من يختار الدنيا على الآخرة فاتته الدنيا و لا بصير إلى ملك الآخرة فعجبت الملائكة من حسن منطقه فنام نومة فغط بالحكمة غطا فانتبه فتكلم بها ثم نودي داود عليه السلام بعده بالخلافة فقبلها و لم يشترط شرط لقمان فأهوى في الخطيئة فصفح الله عنه و تجاوز و كان لقمان يوازره بعلمه و حكمته فقال داود عليه السلام طوبى لك يا لقمان أوتيت الحكمة فصرفت عنك البلية و أوتى داود الخلافة فابتلى بالذنب و الفتنة
و أخرج الفريابي و أحمد في الزهد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وَ لَقَدْ آتَيْنٰا لُقْمٰانَ اَلْحِكْمَةَ قال العقل و الفقه و الإصابة في القول في غير نبوة
و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وَ لَقَدْ آتَيْنٰا لُقْمٰانَ اَلْحِكْمَةَ قال الفقه في الإسلام و لم يكن نبيا و لم يوح اليه
و أخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله تعالى عنه قال خير الله تعالى لقمان بين الحكمة و النبوة فاختار الحكمة على النبوة فأتاه جبريل عليه السلام و هو نائم فذر عليه الحكمة فأصبح ينطق بها فقيل له كيف اخترت الحكمة على النبوة و قد خيرك ربك فقال لو انه أرسل إلى بالنبوة عزمة لرجوت فيها الفوز منه و لكنت أرجو ان أقوم بها و لكنه خيرني فخفت ان أضعف عن النبوة فكانت الحكمة أحب إلى
و أخرج ابن أبى حاتم عن وهب بن منبه رضى الله تعالى عنه انه سئل أ كان لقمان عليه السلام نبيا قال لا لم يوح اليه و كان رجلا صالحا
و أخرج ابن جرير و ابن ابى حاتم عن عكرمة رضى الله تعالى عنه قال كان لقمان عليه السلام نبيا
و أخرج ابن جرير عن عبد الرحمن ابن حرملة قال جاء أسود إلى سعيد بن المسيب رضى الله عنه يسأله فقال له سعيد رضى الله عنه لا تحزن من أجل انك أسود فانه كان من أخير الناس ثلاثة من السودان بلال و مهجع مولى عمر بن الخطاب و لقمان الحكيم كان أسود نوبيا ذا مشافر
و أخرج ابن أبى شيبة و أحمد في الزهد و ابن المنذر عن سعيد بن المسيب رضى الله تعالى عنه ان لقمان عليه السلام كان خياطا
و أخرج ابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه قال كان لقمان عليه السلام من أهون مملوكيه على سيده و ان أول ما رئي من حكمته انه بينما هو مع مولاه إذ دخل المخرج فأطال فيه الجلوس فناداه لقمان ان طول الجلوس على الحاجة ينجع منه الكبد و يكون منه الباسور و يصعد الحر إلى الرأس فاجلس هوينا و اخرج فخرج فكتب حكمته على باب الحش قال و سكر مولاه فخاطر قوما على ان يشرب ماء بحيرة فلما أفاق عرف ما وقع منه فدعا لقمان فقال لمثل هذا كنت أخبؤك فقال اجمعهم فلما اجتمعوا قال على أى شي خاطرتموه قالوا على ان يشرب ماء هذه البحيرة قال فان لها مواد فاحبسوا موادها عنها قالوا كيف نستطيع ان نحبس موادها قال و كيف يستطيع ان يشربها و لها مواد
و أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وَ لَقَدْ آتَيْنٰا لُقْمٰانَ اَلْحِكْمَةَ قال يعنى العقل و الفهم و الفطنة من غير نبوة
و أخرج ابن أبى الدنيا في نعت الخائفين عن الفضل الرقاشي قال ما زال لقمان يعظ ابنه حتى انشقت مرارته فمات
و أخرج ابن أبى الدنيا عن حفص بن عمر الكندي قال وضع لقمان عليه السلام جرابا من خردل إلى جنبه و جعل يعظ ابنه موعظة و يخرج خردلة فنفذ الخردل فقال يا بنى لقد وعظتك موعظة لو وعظتها جبلا لتفطر فتفطر ابنه
و أخرج ابن أبى حاتم عن ليث رضى الله تعالى عنه كانت حكمة لقمان عليه السلام نبوة
و أخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله تعالى عنه قال كان لقمان عليه السلام رجلا صالحا و لم يكن نبيا
14 و أخرج الطبراني و الرامهرمزي في الأمثال بسند ضعيف عن أبى امامة رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ان لقمان عليه السلام قال لابنه يا بنى عليك بمجالس العلماء و استمع كلام الحكماء فان الله يحيى القلب الميت بنور الحكمة كما تحيا الأرض الميتة بوابل المطر
و أخرج ابن أبى حاتم عن أبى الدرداء رضى الله عنه انه ذكر لقمان الحكيم فقال ما أوتى ما أوتى عن أهل و لا مال و لا حسب و لا خصال و لكنه كان رجلا صمصامة سكيتا طويل التفكر عميق النظر لم ينم نهارا قط و لم يره أحد يبزق و لا يتنحنح و لا يبول و لا يتغوط و لا يغتسل و لا يعبث و لا يضحك و كان لا يعيد منطقا نطقه الا ان يقول حكمة يستعيدها إياه و كان قد تزوج و ولد له أولاد فماتوا فلم يبك عليهم و كان يغشى السلطان و يأتي الحكماء لينظر و يتفكر و يعتبر فبذلك أوتى ما أوتى
و أخرج ابن أبى الدنيا في كتاب الصمت و ابن جرير عن عمر بن قيس رضى الله عنه قال مر رجل بلقمان عليه السلام و الناس عنده فقال الست عبد بنى فلان قال بلى قال الست الذي كنت ترعى عند جبل كذا و كذا قال بلى قال فما الذي بلغ بك ما أرى قال تقوى الله و صدق الحديث و أداء الأمانة و طول السكوت عما لا يعنيني و أخرج أحمد في لزهد عن محمد بن جحادة رضى الله عنه مثله