44,141722 / _6 اَلشَّيْخُ اَلْمُفِيدُ فِي كِتَابِ ( اَلْإِخْتِصَاصِ ) قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ اَلْعَلاَّفُ اَلْهَمَدَانِيُّ بِهَمَدَانَ ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ شَاذَانَ اَلْبَزَّازُ ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ اَلْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ اَلْبَزَّازُ اَلْمَعْرُوفُ بِابْنِ اَلْمُطْبِقِيِّ وَ جَعْفَرٌ اَلدَّقَّاقُ ، قَالاَ: حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ اَلْفَيْضِ بْنِ فَيَّاضٍ اَلدِّمَشْقِيُّ بِدِمَشْقَ ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ أَخِي عَبْدِ اَلرَّزَّاقِ ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ اَلصَّنْعَانِيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَمَّرُ بْنُ رَاشِدٍ ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْمُنْكَدِرِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ اَلسَّيِّدُ وَ اَلْعَاقِبُ أُسْقُفَّا نَجْرَانَ فِي سَبْعِينَ رَاكِباً وَفَدَا عَلَى اَلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) كُنْتُ مَعَهُمْ، فَبَيْنَا كُرْزٌ يَسِيرُ وَ كُرْزٌ صَاحِبُ نَفَقَاتِهِمْ إِذْ عَثَرَتْ بَغْلَتُهُ، فَقَالَ: تَعَسَ مَنْ تَأْتِيهِ يَعْنِي اَلنَّبِيَّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ، وَ هُوَ اَلْعَاقِبُ : [بَلْ تَعَسْتَ وَ اِنْتَكَسْتَ]، فَقَالَ: وَ لِمَ ذَلِكَ؟ قَالَ: لِأَنَّكَ أَتْعَسْتَ اَلنَّبِيَّ اَلْأُمِّيَّ أَحْمَدَ . قَالَ: وَ مَا عِلْمُكَ بِذَلِكَ؟ قَالَ: أَ مَا تَقْرَأُ مِنَ اَلْمِفْتَاحِ اَلرَّابِعِ مِنَ اَلْوَحْيِ إِلَى 44اَلْمَسِيحِ : أَنْ قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ : مَا أَجْهَلَكُمْ، تَتَطَيَّبُونَ بِالطِّيبِ لِتَطَيَّبُوا بِهِ فِي اَلدُّنْيَا عِنْدَ أَهْلِهَا وَ أَهْلِكُمْ، وَ أَجْوَافُكُمْ عِنْدِي كَجِيفَةِ اَلْمَيْتَةِ ؟! يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ، آمِنُوا بِرَسُولِي اَلنَّبِيِّ اَلْأُمِّيِّ اَلَّذِي يَكُونُ فِي آخِرِ اَلزَّمَانِ، صَاحِبِ اَلْوَجْهِ اَلْأَقْمَرِ، وَ اَلْجَمَلِ اَلْأَحْمَرِ، اَلْمُشْرَبِ بِالنُّورِ، ذِي اَلْجَنَابِ اَلْحَسَنِ، وَ اَلثِّيَابِ اَلْخَشِنِ، سَيِّدِ اَلْمَاضِينَ عِنْدِي وَ أَكْرَمِ اَلْبَاقِينَ عَلَيَّ، اَلْمُسْتَنِّ بِسُنَّتِي، وَ اَلصَّائِرِ فِي دَارِ جَنَّتِي، وَ اَلْمُجَاهِدِ بِيَدِهِ اَلْمُشْرِكِينَ مِنْ أَجْلِي، فَبَشِّرْ بِهِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَ مُرْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُعَزِّرُوهُ، وَ أَنْ يَنْصُرُوهُ. قَالَ 44عِيسَى (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ): قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ، مَنْ هَذَا اَلْعَبْدُ اَلصَّالِحُ اَلَّذِي قَدْ أَحَبَّهُ قَلْبِي وَ لَمْ تَرَهُ عَيْنِي؟ قَالَ: هُوَ مِنْكَ وَ أَنْتَ مِنْهُ، وَ هُوَ صِهْرُكَ عَلَى أُمِّكَ، قَلِيلُ اَلْأَوْلاَدِ كَثِيرُ اَلْأَزْوَاجِ، يَسْكُنُ مَكَّةَ مِنْ مَوْضِعِ أَسَاسٍ وَطِئَ 24إِبْرَاهِيمُ ، نَسْلُهُ مِنْ مُبَارَكَةَ، وَ هِيَ ضَرَّةُ أُمِّكَ فِي اَلْجَنَّةِ ، لَهُ شَأْنٌ مِنَ اَلشَّأْنِ، تَنَامُ عَيْنَاهُ وَ لاَ يَنَامُ قَلْبُهُ، يَأْكُلُ اَلْهَدِيَّةَ وَ لاَ يَقْبَلُ اَلصَّدَقَةَ، لَهُ حَوْضٌ مِنْ شَفِيرِ زَمْزَمَ إِلَى مَغِيبِ اَلشَّمْسِ، يُدْفَقُ فِيهِ مِيزَابَانِ مِنَ اَلرَّحِيقِ وَ اَلتَّسْنِيمِ؛ فِيهِ أَكَاوِيبُ عَدَدَ نُجُومِ اَلسَّمَاءِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَداً، وَ ذَلِكَ بِتَفْضِيلِي إِيَّاهُ عَلَى سَائِرِ اَلْمُرْسَلِينَ ، يُوَافِقُ قَوْلُهُ فِعْلَهُ، وَ سَرِيرَتُهُ عَلاَنِيَتَهُ، فَطُوبَى لَهُ وَ طُوبَى لِأُمَّتِهِ اَلَّذِينَ عَلَى مِلَّتِهِ يَحْيَونَ، وَ عَلَى سُنَّتِهِ يَمُوتُونَ، وَ مَعَ أَهْلِ بَيْتِهِ يَمِيلُونَ، آمِنِينَ مُؤْمِنِينَ، مُطْمَئِنِّينَ مُبَارَكِينَ، يَظْهَرُ فِي زَمَنِ قَحْطٍ وَ جَدْبٍ، فَيَدْعُونِّي فَتُرْخِي اَلسَّمَاءُ عَزَالِيَهَا حَتَّى يُرَى أَثَرُ بَرَكَاتِهَا فِي أَكْنَافِهَا، وَ أُبَارِكُ فِيمَا يَضَعُ فِيهِ يَدَهُ. قَالَ: إِلَهِي سَمِّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، هُوَ أَحْمَدُ ، وَ هُوَ ، مُحَمَّدٌ رَسُولِي إِلَى اَلْخَلْقِ كَافَّةً، وَ أَقْرَبُهُمْ مِنِّي مَنْزِلَةً، وَ أَخْصَصُهُمْ عِنْدِي شَفَاعَةً، لاَ يَأْمُرُ إِلاَّ بِمَا أُحِبُّ وَ يَنْهَى لِمَا أَكْرَهُ. قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ: فَأَنَّى تَقْدَمُ بِنَا عَلَى مَنْ هَذِهِ صِفَتُهُ؟ قَالَ: نَشْهَدُ أَحْوَالَهُ وَ نَنْظُرُ آيَاتِهِ ، فَإِنْ يَكُنْ هُوَ سَاعَدْنَاهُ بِالْمَسْأَلَةِ، وَ نَكُفُّهُ بِأَمْوَالِنَا عَنْ أَهْلِ دِينِنَا مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُ بِنَا، وَ إِنْ يَكُ كَاذِباً كَفَيْنَاهُ بِكَذِبِهِ عَلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ. قَالَ: وَ لِمَ إِذَا رَأَيْتَ اَلْعَلاَمَةَ لاَ تَتْبَعُهُ؟ قَالَ: أَ مَا رَأَيْتَ مَا فَعَلَ بِنَا هَؤُلاَءِ اَلْقَوْمُ؟ أَكْرَمُونَا وَ مَوَّلُونَا، وَ نَصَبُوا لَنَا اَلْكَنَائِسَ وَ أَعْلَوْا فِيهَا ذِكْرَنَا، فَكَيْفَ تَطِيبُ اَلنَّفْسُ بِالدُّخُولِ فِي دِينٍ يَسْتَوِي فِيهِ اَلشَّرِيفُ وَ اَلْوَضِيعُ؟ فَلَمَّا قَدِمُوا اَلْمَدِينَةَ ، قَالَ مَنْ رَآهُمْ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : مَا رَأَيْنَا وَفْداً مِنْ وُفُودِ اَلْعَرَبِ كَانُوا أَجْمَلَ مِنْهُمْ، لَهُمْ شُعُورٌ وَ عَلَيْهِمْ ثِيَابُ اَلْحَبْرِ، وَ كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) مُتَنَاءٍ عَنِ اَلْمَسْجِدِ ، وَ حَضَرَتْ صَلاَتُهُمْ، فَقَامُوا فَصَلَّوْا فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) تِلْقَاءَ اَلْمَشْرِقِ، فَهَمَّ بِهِمْ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) تَمْنَعُهُمْ، فَأَقْبَلَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، فَقَالَ: «دَعُوهُمْ» فَلَمَّا قَضَوْا صَلاَتَهُمْ جَلَسُوا إِلَيْهِ وَ نَاظَرُوهُ، فَقَالُوا: يَا أَبَا اَلْقَاسِمِ ، حَاجِّنَا فِي 44عِيسَى ؟ قَالَ: «هُوَ عَبْدُ اَللَّهِ، وَ رَسُولُهُ ، وَ كَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ ، وَ رُوحٌ مِنْهُ». فَقَالَ أَحَدُهُمْ: بَلْ هُوَ وَلَدُهُ وَ ثَانِي اِثْنَيْنِ. وَ قَالَ آخَرُ: بَلْ هُوَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ، أَبٌ وَ اِبْنٌ وَ رُوحُ اَلْقُدُسِ، وَ قَدْ سَمِعْنَاهُ فِي قُرْآنٍ نَزَلَ عَلَيْكَ يَقُولُ: فَعَلْنَا وَ جَعَلْنَا وَ خَلَقْنَا، وَ لَوْ كَانَ وَاحِداً لَقَالَ: خَلَقْتُ وَ جَعَلْتُ وَ فَعَلْتُ. فَتَغَشَّى اَلنَّبِيَّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) اَلْوَحْيُ فَنَزَلَ عَلَيْهِ صَدْرُ سُورَةِ 3آلِ عِمْرَانَ إِلَى قَوْلِهِ رَأْسِ اَلسِّتِّينَ مِنْهَا: فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مٰا جٰاءَكَ مِنَ اَلْعِلْمِ فَقُلْ تَعٰالَوْا نَدْعُ أَبْنٰاءَنٰا وَ أَبْنٰاءَكُمْ وَ نِسٰاءَنٰا وَ نِسٰاءَكُمْ وَ أَنْفُسَنٰا وَ أَنْفُسَكُمْ إِلَى آخِرِ اَلْآيَةِ. فَقَصَّ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) [اَلْقِصَّةَ وَ تَلاَ] اَلْقُرْآنَ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: قَدْ وَ اَللَّهِ أَتَاكُمْ بِالْفَصْلِ مِنْ خَبَرِ صَاحِبِكُمْ. فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : «إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ أَمَرَنِي بِمُبَاهَلَتِكُمْ». فَقَالُوا: إِذَا كَانَ غَداً بَاهَلْنَاكَ، فَقَالَ اَلْقَوْمُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ: حَتَّى نَنْظُرَ بِمَا يُبَاهِلُنَا غَداً بِكَثْرَةِ أَتْبَاعِهِ مِنْ أَوْبَاشِ اَلنَّاسِ، أَمْ بِالْقِلَّةِ مِنْ أَهْلِ اَلصَّفْوَةِ وَ اَلطَّهَارَةِ، فَإِنَّهُمْ وَشِيجُ اَلْأَنْبِيَاءِ، وَ مَوْضِعُ نَهْلِهِمْ. فَلَمَّا كَانَ مِنَ اَلْغَدِ غَدَا اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِيَمِينِهِ عَلِيٌّ ، وَ بِيَسَارِهِ اَلْحَسَنُ وَ اَلْحُسَيْنُ ، وَ مِنْ وَرَائِهِمْ فَاطِمَةُ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِمْ)، عَلَيْهِمُ اَلنِّمَارُ اَلنَّجْرَانِيَّةُ ، وَ عَلَى كَتِفِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) كِسَاءٌ قَطَوَانِيٌّ رَقِيقٌ خَشِنٌ لَيْسَ بِكَثْيفٍ وَ لاَ لَيِّنٍ، فَأَمَرَ بِشَجَرَتَيْنِ فَكُسِحَ مَا بَيْنَهُمَا، وَ نَشَرَ اَلْكِسَاءَ عَلَيْهِمَا، وَ أَدْخَلَهُمْ تَحْتَ اَلْكِسَاءِ، وَ أَدْخَلَ مَنْكِبَهُ اَلْأَيْسَرَ مَعَهُمْ تَحْتَ اَلْكِسَاءِ مُعْتَمِداً عَلَى قَوْسِهِ اَلنَّبْعِ، وَ رَفَعَ يَدَهُ اَلْيُمْنَى إِلَى اَلسَّمَاءِ لِلْمُبَاهَلَةِ ، وَ أَشْرَفَ اَلنَّاسُ يَنْظُرُونَ وَ اِصْفَرَّ لَوْنُ اَلسَّيِّدِ وَ اَلْعَاقِبِ وَ زُلْزِلاَ حَتَّى كَادَا أَنْ تَطِيشَ عُقُولُهُمَا. فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَ نُبَاهِلُهُ؟ قَالَ: أَ وَ مَا عَلِمْتَ أَنَّهُ مَا بَاهَلَ قَوْمٌ قَطُّ نَبِيّاً فَنَشَأَ صَغِيرُهُمْ أَوْ بَقِيَ كَبِيرُهُمْ؟ وَ لَكِنْ أَرِهِ أَنَّكَ غَيْرُ مُكْتَرِثٍ، وَ أَعْطِهِ مِنَ اَلْمَالِ وَ اَلسِّلاَحِ مَا أَرَادَ، فَإِنَّ اَلرَّجُلَ مُحَارِبٌ، وَ قُلْ لَهُ: أَ بِهَؤُلاَءِ تُبَاهِلُنَا؟ لِئَلاَّ يَرَى أَنَّهُ قَدْ تَقَدَّمَتْ مَعْرِفَتُنَا بِفَضْلِهِ وَ فَضْلِ أَهْلِ بَيْتِهِ . فَلَمَّا رَفَعَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يَدَهُ إِلَى اَلسَّمَاءِ لِلْمُبَاهَلَةِ ، قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: وَ أَيُّ رَهْبَانِيَّةٍ؟ دَارِكِ اَلرَّجُلَ، فَإِنَّهُ إِنْ فَاهَ بِبَهْلَةٍ لَمْ نَرْجِعْ إِلَى أَهْلٍ وَ لاَ مَالٍ. فَقَالاَ: يَا أَبَا اَلْقَاسِمِ ، أَ فَبِهَؤُلاَءِ تُبَاهِلُنَا؟ قَالَ: «نَعَمْ، هَؤُلاَءِ أَوْجَهُ مَنْ عَلَى وَجْهِ اَلْأَرْضِ بَعْدِي إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَجِيهَةً، وَ أَقْرَبُهُمْ إِلَيْهِ وَسِيلَةً». قَالَ: فَبَصْبَصَا يَعْنِي اِرْتَعَدَا وَ كَرَّا وَ قَالاَ لَهُ: يَا أَبَا اَلْقَاسِمِ ، نُعْطِيكَ أَلْفَ سَيْفٍ، وَ أَلْفَ دِرْعٍ، وَ أَلْفَ حَجَفَةٍ وَ أَلْفَ دِينَارٍ كُلَّ عَامٍ، عَلَى أَنَّ اَلدِّرْعَ وَ اَلسَّيْفَ وَ اَلْحَجَفَةَ عِنْدَكَ إِعَارَةٌ حَتَّى يَأْتِيَ مَنْ وَرَاءَنَا مِنْ قَوْمِنَا فَنُعْلِمَهُمْ بِالَّذِي رَأَيْنَا وَ شَاهَدْنَا، فَيَكُونَ اَلْأَمْرُ عَلَى مَلَإٍ مِنْهُمْ، فَإِمَّا اَلْإِسْلاَمَ ، وَ إِمَّا اَلْجِزْيَةَ، وَ إِمَّا اَلْمُقَاطَعَةَ فِي كُلِّ عَامٍ. فَقَالَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : «قَدْ قَبِلْتُ ذَلِكَ مِنْكُمَا، أَمَا وَ اَلَّذِي بَعَثَنِي بِالْكَرَامَةِ، لَوْ بَاهَلْتُمُونِي بِمَنْ تَحْتَ اَلْكِسَاءِ لَأَضْرَمَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَيْكُمُ اَلْوَادِيَ نَاراً تَأَجَّجُ تَأَجُّجاً، حَتَّى يُسَاقَهَا إِلَى مَنْ وَرَاءَكُمْ فِي أَسْرَعَ مِنْ طَرْفَةِ عَيْنٍ فَأَحْرَقَتْهُمْ تَأَجُّجاً». فَهَبَطَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ اَلرُّوحُ اَلْأَمِينُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ اَللَّهَ يُقْرِئُكَ اَلسَّلاَمَ، وَ يَقُولُ لَكَ: وَ عِزَّتِي وَ جَلاَلِي وَ اِرْتِفَاعِ مَكَانِي لَوْ بَاهَلْتَ بِمَنْ تَحْتَ اَلْكِسَاءِ أَهْلَ اَلسَّمَاوَاتِ وَ أَهْلَ اَلْأَرْضِ لَتَسَاقَطَتِ اَلسَّمَاءُ كِسَفاً مُتَهَافِتَةً، وَ لَتَقَطَّعَتِ اَلْأَرَضُونَ زُبَراً سَابِحَةً ، فَلَمْ يَسْتَقِرَّ عَلَيْهَا بَعْدَ ذَلِكَ، فَرَفَعَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يَدَيْهِ حَتَّى رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ. ثُمَّ قَالَ: «وَ عَلَى مَنْ ظَلَمَكُمْ حَقَّكُمْ، وَ بَخَسَنِيَ اَلْأَجْرَ اَلَّذِي اِفْتَرَضَهُ اَللَّهُ فِيكُمْ عَلَيْهِمْ، بَهْلَةُ اَللَّهِ تَتَابَعُ إِلَى يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ ».
10,1110575 / _6 اَلطَّبْرِسِيُّ فِي ( اَلاِحْتِجَاجِ) : رُوِيَ عَنِ اَلْحَسَنِ اَلْعَسْكَرِيِّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «أَنَّهُ اِتَّصَلَ بِأَبِي اَلْحَسَنِ عَلِيِّ اِبْنِ مُحَمَّدٍ اَلْعَسْكَرِيِّ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ) أَنَّ رَجُلاً مِنْ فُقَهَاءِ شِيعَتِهِ كَلَّمَ بَعْضَ اَلنُّصَّابِ فَأَفْحَمَهُ بِحُجَّتِهِ حَتَّى أَبَانَ عَنْ فَضِيحَتِهِ، فَدَخَلَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ) وَ فِي صَدْرِ مَجْلِسِهِ دَسْتٌ عَظِيمٌ مَنْصُوبٌ، وَ هُوَ قَاعِدٌ خَارِجَ اَلدَّسْتِ، وَ بِحَضْرَتِهِ خَلْقٌ مِنَ اَلْعَلَوِيِّينَ وَ بَنِي هَاشِمٍ ، فَمَا زَالَ يَرْفَعُهُ حَتَّى أَجْلَسَهُ فِي ذَلِكَ اَلدَّسْتِ، وَ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى أُولَئِكَ اَلْأَشْرَافِ، فَأَمَّا اَلْعَلَوِيَّةُ فَأَجَلُّوهُ عَنِ اَلْعِتَابِ، وَ أَمَّا اَلْهَاشِمِيُّونَ فَقَالَ لَهُ شَيْخُهُمْ: يَا بْنَ رَسُولِ اَللَّهِ ، هَكَذَا تُؤْثِرُ عَامِّيّاً عَلَى سَادَاتِ بَنِي هَاشِمٍ مِنَ اَلطَّالِبِيِّينَ وَ اَلْعَبَّاسِيِّينَ ؟ فَقَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): إِيَّاكُمْ وَ أَنْ تَكُونُوا مِنَ اَلَّذِينَ قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى [فِيهِمْ] أَ لَمْ تَرَ إِلَى اَلَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ اَلْكِتٰابِ يُدْعَوْنَ إِلىٰ كِتٰابِ اَللّٰهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلّٰى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَ هُمْ مُعْرِضُونَ ، أَ تَرْضَوْنَ بِكِتَابِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَكَماً؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: أَ لَيْسَ اَللَّهُ يَقُولُ: يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا إِذٰا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي اَلْمَجٰالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اَللّٰهُ لَكُمْ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: وَ اَلَّذِينَ أُوتُوا اَلْعِلْمَ دَرَجٰاتٍ ، فَلَمْ يَرْضَ لِلْعَالِمِ اَلْمُؤْمِنِ إِلاَّ أَنْ يُرْفَعَ عَلَى اَلْمُؤْمِنِ غَيْرِ اَلْعَالِمِ كَمَا لَمْ يَرْضَ لِلْمُؤْمِنِ إِلاَّ أَنْ يُرْفَعَ عَلَى مَنْ لَيْسَ بِمُؤْمِنٍ؟ أَخْبِرُونِي عَنْهُ، هَلْ قَالَ: يَرْفَعِ اَللّٰهُ اَلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ اَلَّذِينَ أُوتُوا اَلْعِلْمَ دَرَجٰاتٍ ، أَوْ قَالَ: يَرْفَعُ اَللَّهُ اَلَّذِينَ أُوتُوا شَرَفَ اَلنَّسَبِ دَرَجَاتٍ؟ أَ وَ لَيْسَ قَالَ اَللَّهُ: هَلْ يَسْتَوِي اَلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ اَلَّذِينَ لاٰ يَعْلَمُونَ ، فَكَيْفَ تُنْكِرُونَ رَفْعِي لِهَذَا لَمَّا رَفَعَهُ اَللَّهُ، إِنَّ كَسْرَ هَذَا لِفُلاَنٍ اَلنَّاصِبِ بِحُجَجِ اَللَّهِ اَلَّتِي عَلَّمَهُ إِيَّاهَا لَأَفْضَلُ لَهُ مِنْ كُلِّ شَرَفٍ فِي اَلنَّسَبِ. فَقَالَ اَلْعَبَّاسِيُّ: يَا بْنَ رَسُولِ اَللَّهِ ، قَدْ شَرَّفْتَ عَلَيْنَا وَ قَصَّرْتَنَا عَمَّنْ لَيْسَ لَهُ نَسَبٌ كَنَسَبِنَا، وَ مَا زَالَ مُنْذُ أَوَّلِ اَلْإِسْلاَمِ يُقَدَّمُ اَلْأَفْضَلُ فِي اَلشَّرَفِ عَلَى مَنْ دُونَهُ فِيهِ. فَقَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): سُبْحَانَ اَللَّهِ: أَ لَيْسَ اَلْعَبَّاسُ بَايَعَ لِأَبِي بَكْرٍ وَ هُوَ تَيْمِيٌّ ، وَ اَلْعَبَّاسُ هَاشِمِيٌّ؟ أَ وَ لَيْسَ عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ كَانَ يَخْدُمُ عُمَرَ بْنَ اَلْخَطَّابِ وَ هُوَ هَاشِمِيٌّ أَبُو اَلْخُلَفَاءِ وَ عُمَرُ عَدَوِيٌّ؟ وَ مَا بَالُ عُمَرَ أَدْخَلَ اَلْبُعَدَاءَ مِنْ قُرَيْشٍ فِي اَلشُّورَى وَ لَمْ يُدْخِلِ اَلْعَبَّاسَ ؟ فَإِنْ كَانَ رَفْعُنَا لِمَنْ لَيْسَ بِهَاشِمِيٍّ عَلَى هَاشِمِيٍّ مُنْكَراً، فَأَنْكِرُوا عَلَى اَلْعَبَّاسِ بَيْعَتَهُ لِأَبِي بَكْرٍ وَ عَلَى عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ اَلْعَبَّاسِ خِدْمَتَهُ لِعُمَرَ بَعْدَ بَيْعَتِهِ، فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ جَائِزاً فَهَذَا جَائِزٌ، فَكَأَنَّمَا أُلْقِمَ اَلْهَاشِمِيُّ حَجَراً».
238 وَ اِتَّصَلَ بِأَبِي اَلْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلْعَسْكَرِيِّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّ رَجُلاً مِنْ فُقَهَاءِ شِيعَتِهِ كَلَّمَ بَعْضَ اَلنُّصَّابِ فَأَفْحَمَهُ بِحُجَّتِهِ حَتَّى أَبَانَ عَنْ فَضِيحَتِهِ، فَدَخَلَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ وَ فِي صَدْرِ مَجْلِسِهِ دَسْتٌ عَظِيمٌ مَنْصُوبٌ، وَ هُوَ قَاعِدٌ خَارِجَ اَلدَّسْتِ، وَ بِحَضْرَتِهِ خَلْقٌ [كَثِيرٌ] مِنَ اَلْعَلَوِيِّينَ وَ بَنِي هَاشِمٍ ، فَمَا زَالَ يَرْفَعُهُ حَتَّى أَجْلَسَهُ فِي ذَلِكَ اَلدَّسْتِ، وَ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى أُولَئِكَ اَلْأَشْرَافِ: فَأَمَّا اَلْعَلَوِيَّةُ فَأَجَلُّوهُ عَنِ اَلْعِتَابِ، وَ أَمَّا اَلْهَاشِمِيُّونَ فَقَالَ لَهُ شَيْخُهُمْ: يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ هَكَذَا تُؤْثِرُ عَامِّيّاً عَلَى سَادَاتِ بَنِي هَاشِمٍ مِنَ اَلطَّالِبِيِّينَ وَ اَلْعَبَّاسِيِّينَ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: إِيَّاكُمْ وَ أَنْ تَكُونُوا مِنَ اَلَّذِينَ قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى فِيهِمْ:« أَ لَمْ تَرَ إِلَى اَلَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ اَلْكِتٰابِ يُدْعَوْنَ إِلىٰ كِتٰابِ اَللّٰهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلّٰى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَ هُمْ مُعْرِضُونَ » أَ تَرْضَوْنَ بِكِتَابِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَكَماً قَالُوا: بَلَى. قَالَ: أَ لَيْسَ اَللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ:« يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا إِذٰا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي اَلْمَجٰالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اَللّٰهُ لَكُمْ وَ إِذٰا قِيلَ اُنْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اَللّٰهُ اَلَّذِينَ آمَنُوا » « مِنْكُمْ وَ اَلَّذِينَ أُوتُوا اَلْعِلْمَ دَرَجٰاتٍ »، فَلَمْ يَرْضَ لِلْعَالِمِ اَلْمُؤْمِنِ إِلاَّ أَنْ يُرْفَعَ عَلَى اَلْمُؤْمِنِ غَيْرِ اَلْعَالِمِ، كَمَا لَمْ يَرْضَ لِلْمُؤْمِنِ إِلاَّ أَنْ يُرْفَعَ عَلَى مَنْ لَيْسَ بِمُؤْمِنٍ، أَخْبِرُونِي عَنْهُ أَ قَالَ: يَرْفَعُ اَللَّهُ اَلَّذِينَ أُوتُوا اَلْعِلْمَ دَرَجَاتٍ أَوْ قَالَ: يَرْفَعُ اَللَّهُ اَلَّذِينَ أُوتُوا شَرَفَ اَلنَّسَبِ دَرَجَاتٍ أَ وَ لَيْسَ قَالَ اَللَّهُ:« قُلْ هَلْ يَسْتَوِي اَلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ اَلَّذِينَ لاٰ يَعْلَمُونَ » فَكَيْفَ تُنْكِرُونَ رَفْعِي لِهَذَا لَمَّا رَفَعَهُ اَللَّهُ إِنَّ كَسْرَ هَذَا لِفُلاَنٍ اَلنَّاصِبِ بِحُجَجِ اَللَّهِ اَلَّتِي عَلَّمَهُ إِيَّاهَا لَأَفْضَلُ لَهُ مِنْ كُلِّ شَرَفٍ فِي اَلنَّسَبِ. فَقَالَ اَلْعَبَّاسِيُّ: يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ قَدْ شَرَّفْتَ عَلَيْنَا مَنْ هُوَ ذُو نَسَبٍ يَقْصُرُ بِنَا، وَ مَنْ لَيْسَ لَهُ نَسَبٌ كَنَسَبِنَا، وَ مَا زَالَ مُنْذُ أَوَّلِ اَلْإِسْلاَمِ يُقَدَّمُ اَلْأَفْضَلُ فِي اَلشَّرَفِ عَلَى مَنْ دُونَهُ. فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: سُبْحَانَ اَللَّهِ أَ لَيْسَ اَلْعَبَّاسُ بَايَعَ لِأَبِي بَكْرٍ وَ هُوَ تَيْمِيٌّ وَ اَلْعَبَّاسُ هَاشِمِيٌّ أَ وَ لَيْسَ عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ اَلْعَبَّاسِ كَانَ يَخْدُمُ عُمَرَ بْنَ اَلْخَطَّابِ ، وَ هُوَ هَاشِمِيٌّ وَ أَبُو اَلْخُلَفَاءِ وَ عُمَرُ عَدَوِيٌّ وَ مَا بَالُ عُمَرَ أَدْخَلَ اَلْبُعَدَاءَ مِنْ قُرَيْشٍ فِي اَلشُّورَى وَ لَمْ يُدْخِلِ اَلْعَبَّاسَ فَإِنْ كَانَ رَفْعُنَا لِمَنْ لَيْسَ بِهَاشِمِيٍّ عَلَى هَاشِمِيٍّ مُنْكَراً فَأَنْكِرُوا عَلَى اَلْعَبَّاسِ بَيْعَتَهُ لِأَبِي بَكْرٍ وَ عَلَى عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ اَلْعَبَّاسِ خِدْمَتَهُ لِعُمَرَ بَعْدَ بَيْعَتِهِ لَهُ، فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ جَائِزاً فَهَذَا جَائِزٌ فَكَأَنَّمَا أُلْقِمَ هَذَا اَلْهَاشِمِيُّ حَجَراً . .
6)شيخ مفيد در كتاب«اختصاص»از ابو بكر محمد بن ابراهيم علاف همدانى در همدان،از عبد اللّه بن محمد بن جعفر بن شاذان بزّاز،از ابو عبد اللّه حسن بن محمد بن سعيد بزّاز معروف به ابن مطبقى و از جعفر دقاق و آن دو از ابو الحسن محمد بن فيض بن فيّاض دمشقى در دمشق،از ابراهيم بن عبد اللّه،از برادرزادهاش عبد الرزاق،از عبد الرزاق بن همام صنعانى،از معمر بن راشد،از محمد بن منكدر، از پدرش،از جدش نقل كرده است كه:وقتى«سيد»و«عاقب»،دو اسقف نجران، در يك گروه سواره هفتاد نفره نزد پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم...
6)طبرسى در احتجاج:از امام حسن عسكرى عليه السّلام روايت كرد و گفت كه:به ابو الحسن امام هادى عليه السّلام خبر دادند كه يكى از فقهاى شيعه او با يكى از ناصبىها بحث و مناقشه كرده و با برهان خويش،دهان او را بسته و باعث رسوايى او شده است.پس آن فقيه شيعه بر على بن محمد عليه السّلام وارد شد و در صدر مجلسش،اريكه بزرگى قرار داشت و امام عليه السّلام بيرون از اريكه نشسته بود و در مقابلش مردمى از علويين و بنى هاشم نشسته بودند.امام عليه السّلام آنقدر آن فقيه را بالا برد تا او را در صدر مجلس نشانده و خود نيز...
14 قيل: ان رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و آله و سلم دخل مدرسهم فدعاهم فقال له بعضهم على أي دين أنت قال على ملّة إبراهيم عليه السلام فقالوا ان إبراهيم كان يهودياً فقال ان بيننا و بينكم التوراة فأبوا.
نقل : انّه عليه الصّلاة و السّلام دخل مدارسهم فقال له نعيم بن عمرو و الحارث بن زيد: على أيّ دين أنت؟ فقال: على دين إبراهيم. فقال له نعيم : إنّ إبراهيم كان يهوديّا. فقال: هلمّوا إلى التّوراة ليحكم بيننا و بينكم، فأبيا.
10,11 و في كتاب الاحتجاج للطّبرسي: و روي عن الحسن العسكريّ عليه السّلام: أنّه اتّصل بأبي الحسن عليّ بن محمّد العسكريّ عليه السّلام أنّ رجلا من فقهاء الشّيعة كلّم بعض النّصّاب فأفحمه بحجّته حتّى أبان عن فضيحته. فدخل على عليّ بن محمّد عليهما السّلام و في صدر مجلسه دست عظيم منصوب، و هو قاعد خارج الدّست، و بحضرته خلق من العلويّين و بني هاشم. فما زال يرفعه حتّى أجلسه في ذلك الدّست، و أقبل عليه. فاشتدّ ذلك على أولئك الأشراف. فأمّا العلويّون، فأجلّوه عن العتاب. و أمّا لها شميّون، فقال له شيخهم: يا ابن رسول اللّه، هكذا تؤثر عامّيّا على سادات بني هاشم من الطّالبين و العباسيّين!؟ فقال عليه السّلام: إيّاكم و أن تكونوا من الّذين قال اللّه تعالى فيهم: أَ لَمْ تَرَ إِلَى اَلَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ اَلْكِتٰابِ يُدْعَوْنَ إِلىٰ كِتٰابِ اَللّٰهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلّٰى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَ هُمْ مُعْرِضُونَ ! أ ترضون بكتاب اللّه عزّ و جلّ حكما؟ قالوا: بلى. قال: أو ليس قال اللّه عزّ و جلّ: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي اَلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ اَلَّذِينَ لاٰ يَعْلَمُونَ !؟ فكيف تنكرون رفعي لهذا، لمّا رفعه اللّه!؟ إنّ كسر هذا لفلان النّاصب بحجج اللّه الّتي علّمه إيّاها، لأفضل له من كلّ شرف في النّسب.
10,11 و في كتاب الاحتجاج للطّبرسيّ رحمه اللّه: روي عن الحسن العسكري عليه السّلام [أنّه اتّصل بأبي الحسن عليّ بن محمّد العسكري عليهم السّلام] 7 : أنّ رجلا من فقهاء الشّيعة كلّم بعض النّصّاب فأفحمه بحجّته حتّى أبان عن فضيحته، فدخل على عليّ بن محمّد عليهما السّلام و في صدر مجلسه دست عظيم منصوب، و هو قاعد خارج الدّست، و بحضرته خلق من العلويّين و بني هاشم، فما زال يرفعه حتّى أجلسه في ذلك الدّست و أقبل عليه، فاشتدّ ذلك على أولئك الأشراف، فأما العلويّون فأجلّوه عن العتاب. و أمّا الهاشميّون، فقال له شيخهم: يا ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله هكذا تؤثر عاميّا على سادات بني هاشم من الطالبيّين و العبّاسيّين؟ فقال عليه السّلام: إيّاكم و أن تكونوا من الّذين قال اللّه تعالى فيهم: أَ لَمْ تَرَ إِلَى اَلَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ اَلْكِتٰابِ يُدْعَوْنَ إِلىٰ كِتٰابِ اَللّٰهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلّٰى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَ هُمْ مُعْرِضُونَ . أ ترضون بكتاب اللّه حكما؟ قالوا: بلى. قال عليه السّلام: أليس يقول: يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا إِذٰا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي اَلْمَجٰالِسِ فَافْسَحُوا إلى قوله: وَ اَلَّذِينَ أُوتُوا اَلْعِلْمَ دَرَجٰاتٍ . فلم يرض للعالم المؤمن إلاّ أن يرفع على المؤمن غير العالم، كما لم يرض للمؤمن إلاّ أن يرفع على من ليس بمؤمن، أخبروني عنه تعالى قال: يَرْفَعِ اَللّٰهُ اَلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ اَلَّذِينَ أُوتُوا اَلْعِلْمَ دَرَجٰاتٍ أو قال: يرفع اللّه الذين أوتوا سرف النّسب درجات؟ أو ليس قال اللّه : هَلْ يَسْتَوِي اَلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ اَلَّذِينَ لاٰ يَعْلَمُونَ . فكيف تنكرون رفعي لهذا لما رفعه اللّه؟ إنّ كسر هذا لفلان النّاصب بحجج اللّه الّتي علّمه إيّاها لأفضل له من كلّ شرف في النّسب. (الحديث)
10,11 22 فِي كِتَابِ اَلْإِحْتِجَاجِ لِلطَّبْرِسِيِّ (ره) وَ رُوِيَ عَنِ اَلْحَسَنِ اَلْعَسْكَرِيِّ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ أَنَّهُ اِتَّصَلَ بِأَبِي اَلْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلْعَسْكَرِيِّ عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ: أَنَّ رَجُلاً مِنْ فُقَهَاءِ اَلشِّيعَةِ كَلَّمَ بَعْضَ اَلنُّصَّابِ فَأَفْحَمَهُ بِحُجَّتِهِ حَتَّى أَبَانَ عَنْ فَضِيحَتِهِ فَدَخَلَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ وَ فِي صَدْرِ مَجْلِسِهِ دَسْتٌ عَظِيمٌ مَنْصُوبٌ، وَ هُوَ قَاعِدٌ خَارِجَ اَلدَّسْتِ وَ بِحَضْرَتِهِ خَلْقٌ مِنَ اَلْعَلَوِيِّينَ وَ بَنِي هَاشِمٍ فَمَا زَالَ يَرْفَعُهُ حَتَّى أَجْلَسَهُ فِي ذَلِكَ اَلدَّسْتِ وَ أَقْبَلَ عَلَيْهِ، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى أُولَئِكَ اَلْأَشْرَافِ، فَأَمَّا اَلْعَلَوِيُّونَ فَأَجَلُّوهُ عَنِ اَلْعِتَابِ وَ أَمَّا اَلْهَاشِمِيُّونَ فَقَالَ لَهُ شَيْخُهُمْ: يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ هَكَذَا تُؤْثِرُ عَامِّيّاً عَلَى سَادَاتِ بَنِي هَاشِمٍ مِنَ اَلطَّالِبِينَ وَ اَلْعَبَّاسِينَ؟ فَقَالَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ: إِيَّاكُمْ وَ أَنْ تَكُونُوا مِنَ اَلَّذِينَ قَالَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: «أَ لَمْ تَرَ إِلَى اَلَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ اَلْكِتٰابِ يُدْعَوْنَ إِلىٰ كِتٰابِ اَللّٰهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلّٰى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَ هُمْ مُعْرِضُونَ» أَ تَرْضَوْنَ بِكِتَابِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَكَماً؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: أَ وَ لَيْسَ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: «قُلْ هَلْ يَسْتَوِي اَلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ اَلَّذِينَ لاٰ يَعْلَمُونَ» فَكَيْفَ تُنْكِرُونَ رَفْعِي لِهَذَا لَمَّا رَفَعَهُ اَللَّهُ إِنَّ كَسْرَ هَذَا لِفُلاَنٍ اَلنَّاصِبِ بِحُجَجِ اَللَّهِ اَلَّتِي عَلَّمَهُ إِيَّاهَا، لَأَفْضَلُ لَهُ مِنْ كُلِّ شَرَفٍ فِي اَلنَّسَبِ، وَ فِي هَذَا اَلْحَدِيثِ شَيْءٌ حَذَفْنَاهُ وَ هُوَ مَذْكُورٌ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى: «يَرْفَعِ اَللّٰهُ اَلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ اَلَّذِينَ أُوتُوا اَلْعِلْمَ دَرَجٰاتٍ» .
10,11 36 فِي كِتَابِ اَلْإِحْتِجَاجِ لِلطَّبْرِسِيِّ رَوَى عَنِ اَلْحَسَنِ اَلْعَسْكَرِيِّ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ: أَنَّهُ اِتَّصَلَ بِأَبِي اَلْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلْعَسْكَرِيِّ عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ أَنَّ رَجُلاً مِنْ فُقَهَاءِ شِيعَتِهِ كَلَّمَ بَعْضَ اَلنُّصَّابِ فَأَفْحَمَهُ بِحُجَّتِهِ حَتَّى أَبَانَ عَنْ فَضِيحَتِهِ فَدَخَلَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ وَ فِي صَدْرِ مَجْلِسِهِ دَسْتٌ عَظِيمٌ مَنْصُوبٌ وَ هُوَ قَاعِدٌ خَارِجَ اَلدَّسْتِ، وَ بِحَضْرَتِهِ خَلْقٌ مِنَ اَلْعَلَوِيِّينَ وَ بَنِي هَاشِمٍ فَمَا زَالَ يَرْفَعُهُ حَتَّى أَجْلَسَهُ فِي ذَلِكَ اَلدَّسْتِ وَ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى أُولَئِكَ اَلْأَشْرَافِ فَأَمَّا اَلْعَلَوِيُّونَ فعجلوه فَأَجَلُّوهُ عَنِ اَلْعِتَابِ، وَ أَمَّا اَلْهَاشِمِيُّونَ فَقَالَ لَهُ شَيْخُهُمْ: يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ هَكَذَا تُؤْثِرُ عَامِّيّاً عَلَى سَادَاتِ بَنِي هَاشِمٍ مِنَ اَلطَّالِبِيِّينَ وَ اَلْعَبَّاسِيِّينَ؟ فَقَالَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ: إِيَّاكُمْ وَ أَنْ تَكُونُوا مِنَ اَلَّذِينَ قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: «أَ لَمْ تَرَ إِلَى اَلَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ اَلْكِتٰابِ يُدْعَوْنَ إِلىٰ كِتٰابِ اَللّٰهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلّٰى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَ هُمْ مُعْرِضُونَ» أَ تَرْضَوْنَ بِكِتَابِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَكَماً؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: أَ لَيْسَ اَللَّهُ يَقُولُ: «يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا إِذٰا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي اَلْمَجٰالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اَللّٰهُ لَكُمْ» إِلَى قَوْلِهِ وَ اَلَّذِينَ أُوتُوا اَلْعِلْمَ دَرَجٰاتٍ فَلَمْ يَرْضَ لِلْعَالِمِ اَلْمُؤْمِنِ إِلاَّ أَنْ يُرْفَعَ عَلَى اَلْمُؤْمِنِ غَيْرِ اَلْعَالِمِ كَمَا لَمْ يَرْضَ لِلْمُؤْمِنِ إِلاَّ أَنْ يُرْفَعَ عَلَى مَنْ لَيْسَ بِمُؤْمِنٍ، أَخْبِرُونِي عَنْهُ قَالَ: يَرْفَعِ اَللّٰهُ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ اَلَّذِينَ أُوتُوا اَلْعِلْمَ دَرَجٰاتٍ أَ وَ قَالَ يَرْفَعُ اَللَّهُ اَلَّذِينَ أُوتُوا شَرَفَ اَلنَّسَبِ دَرَجَاتٍ؟ أَ وَ لَيْسَ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: «هَلْ يَسْتَوِي اَلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ اَلَّذِينَ لاٰ يَعْلَمُونَ» فَكَيْفَ تُنْكِرُونَ رَفْعِي لِهَذَا لِمَا وَفَّقَهُ اَللَّهُ إِنَّ كَسْرَ هَذَا فُلاَناً اَلنَّاصِبَ بِحُجَجِ اَللَّهِ اَلَّتِي عَلَّمَهُ إِيَّاهَا لَأَفْضَلُ لَهُ مِنْ كُلِّ شَرَفٍ فِي اَلنَّسَبِ؟ و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .
دخل رسول الله صلی الله علیه و سلم بیت المدراس علی جماعه من یهود فدعاهم الی الله فقال له نعیم بن عمرو و الحارث بن زید علی ای دین انت یا محمد فقال علی مله ابراهیم و دینه فقالا فان ابراهیم کان یهودیا فقال لهما رسول الله صلی الله علیه و سلم فهلموا الی التوراه فهی بیننا و بینکم فابیا علیه فانزل الله عز و جل ا لم تر الی الذین اوتوا نصیبا من الکتاب یدعون الی کتاب الله لیحکم بینهم ثم یتولی فریق منهم و هم معرضون الی قوله ما کانوا یفترون
ا لم تر الی الذین اوتوا نصیبا من الکتاب الایه قال هم الیهود دعوا الی کتاب الله و الی نبیه و هم یجدونه مکتوبا عندهم ثم یتولون و هم معرضون
قوله ا لم تر الی الذین اوتوا نصیبا من الکتاب یدعون الی کتاب الله لیحکم بینهم ثم یتولی فریق منهم و هم معرضون اولیک اعداء الله الیهود دعوا الی کتاب الله لیحکم بینهم و الی نبیه لیحکم بینهم و هم یجدونه مکتوبا عندهم فی التوراه و الانجیل ثم تولوا عنه و هم معرضون
قوله ا لم تر الی الذین اوتوا نصیبا من الکتاب یدعون الی کتاب الله لیحکم بینهم قال کان اهل الکتاب یدعون الی کتاب الله لیحکم بینهم بالحق یکون و فی الحدود و کان النبی صلی الله علیه و سلم یدعوهم الی الاسلام فیتولون عن ذلک