171895 / _4 علي بن إبراهيم: نزلت في عبد اللّه بن أبي و قوم من أصحابه اتبعوا رأيه في ترك الخروج، و القعود عن نصرة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله).
1,141900 / _5 اَلْقِصَّةَ: عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ: وَ كَانَ سَبَبُ غَزْوَةِ أُحُدٍ أَنَّ قُرَيْشاً لَمَّا رَجَعَتْ مِنْ بَدْرٍ إِلَى مَكَّةَ ، وَ قَدْ أَصَابَهُمْ مَا أَصَابَهُمْ مِنَ اَلْقَتْلِ وَ اَلْأَسْرِ لِأَنَّهُ قُتِلَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ وَ أُسِرَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ، فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى مَكَّةَ ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، لاَ تَدَعُوا نِسَاءَكُمْ يَبْكِينَ عَلَى قَتْلاَكُمْ، فَإِنَّ اَلْبُكَاءَ وَ اَلدَّمْعَةَ إِذَا خَرَجَتْ أَذْهَبَتِ اَلْحُزْنَ وَ اَلْحُرْقَةَ وَ اَلْعَدَاوَةَ لِمُحَمَّدٍ ، وَ يَشْمَتُ بِنَا مُحَمَّدٌ وَ أَصْحَابُهُ. فَلَمَّا غَزَوْا رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يَوْمَ أُحُدٍ أَذِنُوا لِنِسَائِهِمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي اَلْبُكَاءِ وَ اَلنَّوْحِ. فَلَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَغْزُوا رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) إِلَى أُحُدٍ سَارُوا فِي حُلَفَائِهِمْ مِنْ كِنَانَةَ وَ غَيْرِهَا، فَجَمَعُوا اَلْجُمُوعَ وَ اَلسِّلاَحَ وَ خَرَجُوا مِنْ مَكَّةَ فِي ثَلاَثَةِ آلاَفِ فَارِسٍ وَ أَلْفَيْ رَاجِلٍ، وَ أَخْرَجُوا مَعَهُمُ اَلنِّسَاءَ يُذَكِّرْنَهُمْ وَ يَحْثُثْنَهُمْ عَلَى حَرْبِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، وَ أَخْرَجَ أَبُو سُفْيَانَ هِنْدَ بِنْتَ عُتْبَةَ ، وَ خَرَجَتْ مَعَهُمْ عُمْرَةُ بِنْتُ عَلْقَمَةَ اَلْحَارِثِيَّةِ . فَلَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ذَلِكَ جَمَعَ أَصْحَابَهُ وَ أَخْبَرَهُمْ أَنَّ اَللَّهَ قَدْ أَخْبَرَهُ أَنَّ قُرَيْشاً قَدْ تَجَمَّعَتْ تُرِيدُ اَلْمَدِينَةَ ، وَ حَثَّ أَصْحَابَهُ عَلَى اَلْجِهَادِ وَ اَلْخُرُوجِ، فَقَالَ عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ وَ قَوْمُهُ: يَا رَسُولَ اَللَّهِ ، لاَ تَخْرُجْ مِنَ اَلْمَدِينَةِ حَتَّى نُقَاتِلَ فِي أَزِقَّتِهَا، فَيُقَاتِلَ اَلرَّجُلُ اَلضَّعِيفُ وَ اَلْمَرْأَةُ وَ اَلْعَبْدُ وَ اَلْأَمَةُ عَلَى أَفْوَاهِ اَلسِّكَكِ وَ عَلَى اَلسُّطُوحِ، فَمَا أَرَادَنَا قَوْمٌ قَطُّ فَظَفِرُوا بِنَا وَ نَحْنُ فِي حُصُونِنَا وَ دُورِنَا، وَ مَا خَرَجْنَا إِلَى أَعْدَائِنَا قَطُّ إِلاَّ كَانَ لَهُمُ اَلظَّفَرُ عَلَيْنَا. فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ (رَحِمَهُ اَللَّهُ) وَ غَيْرُهُ مِنَ اَلْأَوْسِ ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اَللَّهِ ، مَا طَمِعَ فِينَا أَحَدٌ مِنَ اَلْعَرَبِ وَ نَحْنُ مُشْرِكُونَ نَعْبُدُ اَلْأَصْنَامَ، فَكَيْفَ يَطْمَعُونَ فِينَا وَ أَنْتَ فِينَا؟! لاَ، حَتَّى نَخْرُجَ إِلَيْهِمْ فَنُقَاتِلَهُمْ، فَمَنْ قُتِلَ مِنَّا كَانَ شَهِيداً، وَ مَنْ نَجَا مِنَّا كَانَ قَدْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اَللَّهِ. فَقَبِلَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) قَوْلَهُ، وَ خَرَجَ مَعَ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ يَبْتَغُونَ مَوْضِعاً لِلْقِتَالِ ، كَمَا قَالَ اَللَّهُ، وَ إِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ اَلْمُؤْمِنِينَ مَقٰاعِدَ لِلْقِتٰالِ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: إِذْ هَمَّتْ طٰائِفَتٰانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلاٰ يَعْنِي عَبْدَ اَللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ وَ أَصْحَابَهُ، فَضَرَبَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) مُعَسْكَرَهُ مِمَّا يَلِي طَرِيقَ اَلْعِرَاقِ ، وَ قَعَدَ عَنْهُ عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ وَ قَوْمُهُ وَ جَمَاعَةٌ مِنَ اَلْخَزْرَجِ اِتَّبَعُوا رَأْيَهُ، وَ وَافَتْ قُرَيْشٌ إِلَى أُحُدٍ ، وَ كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) عَدَّ أَصْحَابَهُ، وَ كَانُوا سَبْعَمِائَةِ رَجُلٍ، فَوَضَعَ عَبْدَ اَللَّهِ بْنَ جُبَيْرٍ فِي خَمْسِينَ مِنَ اَلرُّمَاةِ عَلَى بَابِ اَلشِّعْبِ وَ أَشْفَقَ أَنْ يَأْتِيَ كَمِينُهُمْ مِنْ ذَلِكَ اَلْمَكَانِ. فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) لِعَبْدِ اَللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ وَ أَصْحَابِهِ: «إِنْ رَأَيْتُمُونَا قَدْ هَزَمْنَاهُمْ حَتَّى أَدْخَلْنَاهُمْ مَكَّةَ فَلاَ تَخْرُجُوا مِنْ هَذَا اَلْمَكَانِ، وَ إِنْ رَأَيْتُمُوهُمْ قَدْ هَزَمُونَا حَتَّى أَدْخَلُونَا اَلْمَدِينَةَ فَلاَ تَبْرَحُوا، وَ اِلْزَمُوا مَرَاكِزَكُمْ». وَ وَضَعَ أَبُو سُفْيَانَ خَالِدَ بْنَ اَلْوَلِيدِ فِي مِائَتَيْ فَارِسٍ كَمِيناً، وَ قَالَ لَهُمْ: إِذَا رَأَيْتُمُونَا قَدِ اِخْتَلَطْنَا بِهِمْ فَاخْرُجُوا عَلَيْهِمْ مِنْ هَذَا اَلشِّعْبِ حَتَّى تَكُونُوا مِنْ وَرَائِهِمْ. فَلَمَّا أَقْبَلَتِ اَلْخَيْلُ وَ اِصْطَفُّوا، وَ عَبَّأَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) أَصْحَابَهُ، وَ دَفَعَ اَلرَّايَةَ إِلَى أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فَحَمَلَتِ اَلْأَنْصَارُ عَلَى مُشْرِكِي قُرَيْشٍ فَانْهَزَمُوا هَزِيمَةً قَبِيحَةً، وَ وَقَعَ أَصْحَابُ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فِي سَوَادِهِمْ، وَ اِنْحَطَّ خَالِدُ بْنُ اَلْوَلِيدِ فِي مِائَتَيْ فَارِسٍ، فَلَقِيَ عَبْدَ اَللَّهِ بْنَ جُبَيْرٍ ، فَاسْتَقْبَلُوهُمْ بِالسِّهَامِ فَرَجَعُوا، وَ نَظَرَ أَصْحَابُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ إِلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يَنْهَبُونَ سَوَادَ اَلْقَوْمِ، فَقَالُوا لِعَبْدِ اَللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ : تُقِيمُنَا هَاهُنَا وَ قَدْ غَنِمَ أَصْحَابُنَا وَ نَبْقَى نَحْنُ بِلاَ غَنِيمَةٍ! فَقَالَ لَهُمْ عَبْدُ اَللَّهِ : اِتَّقُوا اَللَّهَ، فَإِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) قَدْ تَقَدَّمَ إِلَيْنَا أَنْ لاَ نَبْرَحَ، فَلَمْ يَقْبَلُوا مِنْهُ، وَ أَقْبَلَ يَنْسَلُّ رَجُلٌ فَرَجُلٌ حَتَّى أَخْلَوْا مَرَاكِزَهُمْ، وَ بَقِيَ عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ جُبَيْرٍ فِي اِثْنَيْ عَشَرَ رَجُلاً، وَ قَدْ كَانَتْ رَايَةُ قُرَيْشٍ مَعَ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ اَلْعَدَوِيِّ مِنْ بَنِي عَبْدِ اَلدَّارِ ، فَبَرَزَ وَ نَادَى: يَا مُحَمَّدُ ، تَزْعُمُونَ أَنَّكُمْ تُجَهِّزُونَّا بِأَسْيَافِكُمْ إِلَى اَلنَّارِ ، وَ نُجَهِّزُكُمْ بِأَسْيَافِنَا إِلَى اَلْجَنَّةِ ، فَمَنْ شَاءَ أَنْ يَلْحَقَ بِجَنَّتِهِ فَلْيَبْرُزْ إِلَيَّ. فَبَرَزَ إِلَيْهِ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) وَ هُوَ يَقُولُ: يَا طَلْحُ إِنْ كُنْتَ كَمَا تَقُولُ لَكُمْ خُيُولٌ وَ لَنَا نُصُولٌ فَاثْبُتْ لِنَنْظُرَ أَيُّنَا اَلْمَقْتُولُ وَ أَيُّنَا أَوْلَى بِمَا تَقُولُ فَقَدْ أَتَاكَ اَلْأَسَدُ اَلصَّئُولُ بِصَارِمٍ لَيْسَ بِهِ فُلُولٌ يَنْصُرُهُ اَلْقَاهِرُ وَ اَلرَّسُولُ فَقَالَ طَلْحَةُ : مَنْ أَنْتَ، يَا غُلاَمُ؟ قَالَ: «أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ». قَالَ: قَدْ عَلِمْتُ يَا قَضِيمُ أَنْ لاَ يَجْسُرَ عَلَيَّ أَحَدٌ غَيْرُكَ. فَشَدَّ عَلَيْهِ طَلْحَةُ فَضَرَبَهُ، فَاتَّقَاهُ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) بِالْحَجَفَةِ ، ثُمَّ ضَرَبَهُ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) عَلَى فَخِذَيْهِ فَقَطَعَهُمَا جَمِيعاً، فَسَقَطَ عَلَى ظَهْرِهِ وَ سَقَطَتِ اَلرَّايَةُ، فَذَهَبَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) لِيُجْهِزَ عَلَيْهِ فَحَلَّفَهُ بِالرَّحِمِ فَانْصَرَفَ عَنْهُ. فَقَالَ اَلْمُسْلِمُونَ : أَ لاَ أَجْهَزْتَ عَلَيْهِ! قَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): «قَدْ ضَرَبْتُهُ ضَرْبَةً لاَ يَعِيشُ مِنْهَا أَبَداً». ثُمَّ أَخَذَ اَلرَّايَةَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ : فَقَتَلَهُ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) وَ سَقَطَتْ رَايَتُهُ إِلَى اَلْأَرْضِ، فَأَخَذَهَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ ، فَقَتَلَهُ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) وَ سَقَطَتِ اَلرَّايَةُ إِلَى اَلْأَرْضِ، فَأَخَذَهَا مُسَافِعُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ ، فَقَتَلَهُ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) وَ سَقَطَتِ اَلرَّايَةُ إِلَى اَلْأَرْضِ، فَأَخَذَهَا اَلْحَارِثُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ ، فَقَتَلَهُ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) وَ سَقَطَتِ اَلرَّايَةُ إِلَى اَلْأَرْضِ، فَأَخَذَهَا أَبُو عَزِيزِ بْنُ عُثْمَانَ ، فَقَتَلَهُ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) وَ سَقَطَتِ اَلرَّايَةُ إِلَى اَلْأَرْضِ، فَأَخَذَهَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ جَمِيلَةَ بْنِ زُهَيْرٍ ، فَقَتَلَهُ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) وَ سَقَطَتِ اَلرَّايَةُ إِلَى اَلْأَرْضِ. فَقَتَلَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) اَلتَّاسِعَ مِنْ بَنِي عَبْدِ اَلدَّارِ وَ هُوَ أَرْطَاةُ بْنُ شُرَحْبِيلَ مُبَارَزَةً، فَسَقَطَتِ اَلرَّايَةُ إِلَى اَلْأَرْضِ، فَأَخَذَهَا مَوْلاَهُمْ صُؤَابٌ ، فَضَرَبَهُ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) عَلَى يَمِينِهِ فَقَطَعَهَا، وَ سَقَطَتِ اَلرَّايَةُ إِلَى اَلْأَرْضِ، فَأَخَذَهَا بِشِمَالِهِ فَضَرَبَهُ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) عَلَى شِمَالِهِ فَقَطَعَهَا، وَ سَقَطَتِ اَلرَّايَةُ إِلَى اَلْأَرْضِ، فَاحْتَضَنَهَا بِيَدَيْهِ اَلْمَقْطُوعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: يَا بَنِي عَبْدِ اَلدَّارِ ، هَلْ أَعْذَرْتُ فِيمَا بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ؟ فَضَرَبَهُ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) عَلَى رَأْسِهِ فَقَتَلَهُ، وَ سَقَطَتِ اَلرَّايَةُ إِلَى اَلْأَرْضِ، فَأَخَذَتْهَا عَمْرَةُ بِنْتُ عَلْقَمَةَ اَلْحَارِثِيَّةُ ، فَقَبَضَتْهَا. وَ اِنْحَطَّ خَالِدُ بْنُ اَلْوَلِيدِ عَلَى عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ ، وَ قَدْ فَرَّ أَصْحَابُهُ وَ بَقِيَ فِي نَفَرٍ قَلِيلٍ، فَقَتَلُوهُمْ عَلَى بَابِ اَلشِّعْبِ، فَاسْتَعْقَبُوا اَلْمُسْلِمِينَ فَوَضَعُوا فِيهِمُ اَلسَّيْفَ، وَ نَظَرَتْ قُرَيْشٌ فِي هَزِيمَتِهَا إِلَى اَلرَّايَةِ قَدْ رُفِعَتْ فَلاَذُوا بِهَا، وَ أَقْبَلَ خَالِدُ بْنُ اَلْوَلِيدِ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يَقْتُلُهُمْ، فَانْهَزَمَ أَصْحَابُ رَسُولِ اَللَّهِ هَزِيمَةً قَبِيحَةً، وَ أَقْبَلُوا يَصْعَدُونَ فِي اَلْجِبَالِ وَ فِي كُلِّ وَجْهٍ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) اَلْهَزِيمَةَ كَشَفَ اَلْبَيْضَةَ عَنْ رَأْسِهِ، وَ قَالَ: «إِنِّي أَنَا رَسُولُ اَللَّهِ ، إِلَى أَيْنَ تَفِرُّونَ عَنِ اَللَّهِ وَ عَنْ رَسُولِهِ »؟.
و أخرج ابن جرير من طريق ابن جريج قال ابن عباس الفشل الجبن و الله أعلم
و أخرج ابن جرير عن عكرمة قال نزلت في بنى سلمة من الخزرج و بنى حارثة من الأوس إِذْ هَمَّتْ طٰائِفَتٰانِ الآية
و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير عن قتادة إِذْ هَمَّتْ طٰائِفَتٰانِ قال ذلك يوم أحد و الطائفتان بنو سلمة و بنو حارثة حيان من الأنصار هموا بامر فعصمهم الله من ذلك و قد ذكر لنا انه لما أنزلت هذه الآية قالوا ما يسرنا أنا لم نهم بالذي هممنا به و قد أخبرنا الله انه ولينا
و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر عن مجاهد إِذْ هَمَّتْ طٰائِفَتٰانِ قال بنو حارثة كانوا نحو أحد و بنو سلمة نحو سلع
أخرج سعيد بن منصور و عبد بن حميد و البخاري و مسلم و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و البيهقي في الدلائل عن جابر بن عبد الله قال فينا نزلت في بنى حارثة و بنى سلمة إِذْ هَمَّتْ طٰائِفَتٰانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلاٰ و ما يسرنى أنها لم تنزل لقول الله وَ اَللّٰهُ وَلِيُّهُمٰا
1)على بن ابراهيم مىگويد:اين آيه درباره عبد اللّه بن ابى و گروهى از يارانش نازل شده است كه از رأى او پيروى كردند و براى جنگ خارج نشدند و از يارى رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله دست برداشتند.5
5)على بن ابراهيم داستان جنگ احد را چنين تعريف مىكند:دليل جنگ احد اين بود كه وقتى قريش از جنگ بدر به مكه برگشتند به خاطر اتفاقى كه براى آنها افتاده بود،يعنى هفتاد كشته و هفتاد اسير داده بودند،پس از برگشت،ابو سفيان به آنها گفت:اى گروه قريش!اجازه ندهيد كه زنان شما بر كشته شدگان شما گريه كنند.زيرا گريه و اشك،وقتى خارج شود،ناراحتى و سوز دل و دشمنى محمد صلّى اللّه عليه و آله را از بين مىبرد و محمد و يارانش خوشحال مىشوند.وقتى با رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله در روز احد جنگيدند،آنگاه به زنانشان...
7)على بن ابراهيم.از ابى وائل شقيق بن سلمه نقل كرده است كه گفت:با عمر بن خطّاب قدم مىزدم كه سر و صدايى از او شنيدم.به او گفتم:دست بردار!چه شده اى عمر؟گفت:واى بر تو!آيا آن شير غرّان و آن جنگاورزاده جنگ را نمىبينى؟آنكه با شجاعت شديد بر كسانى كه طغيان مىكنند و فاسدند،با دو شمشير و پرچم مىتازد.نگاه كردم و ديدم كه او على بن ابى طالب عليه السّلام مىباشد.به او گفتم:اى عمر!او على بن ابى طالب است.گفت:به من نزديك شو تا از شجاعتها و پهلوانىهايش برايت تعريف كنم:با پيامبر صلّى اللّه عليه و آله در جنگ...
إِذْ هَمَّتْ طٰائِفَتٰانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلاٰ اين آيه درباره عبد اللّه بن ابى رئيس منافقين و پيروانش كه حضرت رسول صلّى اللّه عليه و آله را يارى نكردند نازل شده است.مىفرمايد:علت جنگ احد اين بود كه وقتى قريش از جنگ بدر با آن خفت و خوارى كه هفتاد كشته و هفتاد اسير دادند و به مكه برگشتند ابو سفيان گفت:اى قريش نگذاريد كه زنانتان بر كشتههاى بدر گريه كنند زيرا اگر اشك از چشم آنها جارى شود غم و اندوه از دست دادن عزيزان و نيز دشمنى با محمد از دل آنها بيرون مىرود؛در اين صورت محمد و پيروانش ما را به...
از ابو واثله شقيق بن سلمه روايت شده كه گفت:با فلانى(عمر بن خطاب) مىرفتيم صداى ناهنجارى را از او شنيدم،گفتم اى فلانى چه شده؟ گفت:واى بر تو آيا شير بيشه شجاعت،معدن كرم و جوانمردى،كشنده ظالمان و ياغيان،زننده با دو شمشير و پرچمدارى با تدبير را نمىبينى؟ در اين هنگام على بن ابيطالب را ديدم،به او گفتم:او على بن ابيطالب است.
16 و روي : أن سبب انهزامه نداء إبليس فيهم أن محمّداً صلّى اللّٰه عليه و آله و سلم قد قتل و كان النبيّ، في زحام الناس و كانوا لا يرونه.
وَ قَوْلُهُ إِذْ هَمَّتْ طٰائِفَتٰانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلاٰ نَزَلَتْ فِي عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ وَ قَوْمٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، اِتَّبَعُوا رَأْيَهُ فِي تَرْكِ اَلْخُرُوجِ، وَ اَلْقُعُودِ عَنْ نُصْرَةِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ وَ كَانَ سَبَبُ غَزْوَةِ أُحُدٍ أَنَّ قُرَيْشاً لَمَّا رَجَعَتْ مِنْ بَدْرٍ إِلَى مَكَّةَ وَ قَدْ أَصَابَهُمْ مَا أَصَابَهُمْ مِنَ اَلْقَتْلِ وَ اَلْأَسْرِ، لِأَنَّهُ قُتِلَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ وَ أُسِرَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ، فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى مَكَّةَ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ لاَ تَدَعُوا اَلنِّسَاءَ تَبْكِي عَلَى قَتْلاَكُمْ، فَإِنَّ اَلْبُكَاءَ وَ اَلدَّمْعَةَ إِذَا خَرَجَتْ، أَذْهَبَتِ اَلْحُزْنَ وَ اَلْحُرْقَةَ وَ اَلْعَدَاوَةَ لِمُحَمَّدٍ وَ يَشْمَتُ بِنَا مُحَمَّدٌ وَ أَصْحَابُهُ، فَلَمَّا غَزَوْا رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَوْمَ أُحُدٍ أَذِنُوا لِنِسَائِهِمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي اَلْبُكَاءِ وَ اَلنَّوْحِ، فَلَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَغْزُوا رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِلَى أُحُدٍ سَارُوا فِي حُلَفَائِهِمْ مِنْ كِنَانَةَ وَ غَيْرِهَا، فَجَمَعُوا اَلْجُمُوعَ وَ اَلسِّلاَحَ، وَ خَرَجُوا مِنْ مَكَّةَ فِي ثَلاَثَةِ آلاَفِ فَارِسٍ وَ أَلْفَيْ رَاجِلٍ، وَ أَخْرَجُوا مَعَهُمُ اَلنِّسَاءَ يُذَكِّرْنَهُمْ وَ يحثنهم يَحْثُثْنَهُمْ عَلَى حَرْبِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ أَخْرَجَ أَبُو سُفْيَانَ هِنْدَ بِنْتَ عُتْبَةَ وَ خَرَجَتْ مَعَهُمْ عَمْرَةُ بِنْتُ عَلْقَمَةَ اَلْحَارِثِيَّةُ . فَلَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ذَلِكَ جَمَعَ أَصْحَابَهُ، وَ أَخْبَرَهُمْ أَنَّ اَللَّهَ قَدْ أَخْبَرَهُ أَنَّ قُرَيْشاً قَدْ تَجَمَّعَتْ تُرِيدُ اَلْمَدِينَةَ ، وَ حَثَّ أَصْحَابَهُ عَلَى اَلْجِهَادِ وَ اَلْخُرُوجِ، فَقَالَ عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ [سَلُولٍ] وَ قَوْمُهُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ لاَ تَخْرُجْ مِنَ اَلْمَدِينَةِ حَتَّى نُقَاتِلَ فِي أَزِقَّتِهَا، فَيُقَاتِلَ اَلرَّجُلُ اَلضَّعِيفُ وَ اَلْمَرْأَةُ وَ اَلْعَبْدُ وَ اَلْأَمَةُ، عَلَى أَفْوَاهِ اَلسِّكَكِ وَ عَلَى اَلسُّطُوحِ، فَمَا أَرَادَنَا قَوْمٌ قَطُّ فَظَفِرُوا بِنَا وَ نَحْنُ فِي حُصُونِنَا وَ دُورِنَا، وَ مَا خَرَجْنَا إِلَى أَعْدَائِنَا قَطُّ إِلاَّ كَانَ اَلظَّفَرُ لَهُمْ، فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ رَحِمَهُ اَللَّهُ وَ غَيْرُهُ مِنَ اَلْأَوْسِ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اَللَّهِ مَا طَمَعَ فِينَا أَحَدٌ مِنَ اَلْعَرَبِ وَ نَحْنُ مُشْرِكُونَ نَعْبُدُ اَلْأَصْنَامَ، فَكَيْفَ يَطْمَعُونَ فِينَا وَ أَنْتَ فِينَا لاَ، حَتَّى نَخْرُجَ إِلَيْهِمْ فَنُقَاتِلَهُمْ، فَمَنْ قُتِلَ مِنَّا كَانَ شَهِيداً وَ مَنْ نَجَا مِنَّا كَانَ قَدْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اَللَّهِ، فَقَبِلَ رَسُولُ اَللَّهِ قَوْلَهُ، وَ خَرَجَ مَعَ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ يَبْتَغُونَ مَوْضِعَ اَلْقِتَالِ، كَمَا قَالَ اَللَّهُ« وَ إِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ اَلْمُؤْمِنِينَ إِلَى قَوْلِهِ إِذْ هَمَّتْ طٰائِفَتٰانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلاٰ » يَعْنِي عَبْدَ اَللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ وَ أَصْحَابَهُ، فَضَرَبَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مُعَسْكَرَهُ مِمَّا يَلِي مِنْ طَرِيقِ اَلْعِرَاقِ وَ قَعَدَ عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ وَ قَوْمُهُ مِنَ اَلْخَزْرَجِ اِتَّبَعُوا رَأْيَهُ، وَ وَافَتْ قُرَيْشٌ إِلَى أُحُدٍ وَ كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَدَّ أَصْحَابَهُ وَ كَانُوا سَبْعَمِائَةِ رجلا رَجُلٍ ، فَوَضَعَ عَبْدَ اَللَّهِ بْنَ جُبَيْرٍ فِي خَمْسِينَ مِنَ اَلرُّمَاةِ عَلَى بَابِ اَلشِّعْبِ، وَ أَشْفَقَ أَنْ يَأْتِيَ كَمِينُهُمْ فِي ذَلِكَ اَلْمَكَانِ، فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لِعَبْدِ اَللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ وَ أَصْحَابِهِ، إِنْ رَأَيْتُمُونَا قَدْ هَزَمْنَاهُمْ حَتَّى أَدْخَلْنَاهُمْ مَكَّةَ فَلاَ تَخْرُجُوا مِنْ هَذَا اَلْمَكَانِ، وَ إِنْ رَأَيْتُمُوهُمْ قَدْ هَزَمُونَا حَتَّى أَدْخَلُونَا اَلْمَدِينَةَ فَلاَ تَبْرَحُوا وَ اِلْزَمُوا مَرَاكِزَكُمْ، وَ وَضَعَ أَبُو سُفْيَانَ خَالِدَ بْنَ اَلْوَلِيدِ فِي مِائَتَيْ فَارِسٍ كَمِيناً، وَ قَالَ لَهُمْ إِذَا رَأَيْتُمُونَا قَدِ اِخْتَلَطْنَا بِهِمْ، فَاخْرُجُوا عَلَيْهِمْ مِنْ هَذَا اَلشِّعْبِ حَتَّى تَكُونُوا مِنْ وَرَائِهِمْ. فَلَمَّا أَقْبَلَتِ اَلْخَيْلُ وَ اِصْطَفُّوا، وَ عَبَّأَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَصْحَابَهُ، دَفَعَ اَلرَّايَةَ إِلَى أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِ فَحَمَلَتِ اَلْأَنْصَارُ عَلَى مُشْرِكِي قُرَيْشٍ فَانْهَزَمُوا هَزِيمَةً قَبِيحَةً، وَ وَقَعَ أَصْحَابُ رَسُولِ اَللَّهِ فِي سَوَادِهِمْ، وَ اِنْحَطَّ خَالِدُ بْنُ اَلْوَلِيدِ فِي مِائَتَيْ فَارِسٍ، فَلَقِيَ عَبْدَ اَللَّهِ بْنَ جُبَيْرٍ فَاسْتَقْبَلُوهُمْ بِالسِّهَامِ فَرَجَعُوا، وَ نَظَرَ أَصْحَابُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ إِلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اَللَّهِ يَنْهَبُونَ سَوَادَ اَلْقَوْمِ، قَالُوا لِعَبْدِ اَللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ تُقِيمُنَا هَاهُنَا وَ قَدْ غَنِمَ أَصْحَابُنَا وَ نَبْقَى نَحْنُ بِلاَ غَنِيمَةٍ، فَقَالَ لَهُمْ عَبْدُ اَللَّهِ اِتَّقُوا اَللَّهَ، فَإِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَدْ تَقَدَّمَ إِلَيْنَا أَنْ لاَ نَبْرَحَ، فَلَمْ يَقْبَلُوا مِنْهُ وَ أَقْبَلَ يَنْسَلُّ رَجُلٌ فَرَجُلٌ، حَتَّى أَخْلَوْا مِنْ مَرْكَزِهِمْ، وَ بَقِيَ عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ جُبَيْرٍ فِي اِثْنَيْ عَشَرَ رَجُلاً، وَ قَدْ كَانَتْ رَايَةُ قُرَيْشٍ مَعَ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ اَلْعَدَوِيِّ مِنْ بَنِي عَبْدِ اَلدَّارِ فَبَرَزَ وَ نَادَى يَا مُحَمَّدُ تَزْعُمُونَ أَنَّكُمْ تُجَهِّزُونَّا بِأَسْيَافِكُمْ إِلَى اَلنَّارِ وَ نُجَهِّزُكُمْ بِأَسْيَافِنَا إِلَى اَلْجَنَّةِ فَمَنْ شَاءَ أَنْ يَلْحَقَ بِجَنَّتِهِ فَلْيَبْرُزْ إِلَيَّ، فَبَرَزَ إِلَيْهِ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: يَا طَلْحُ إِنْ كُنْتَ كَمَا تَقُولُ لَنَا خُيُولٌ وَ لَكُمْ نُصُولٌ فَاثْبُتْ لِنَنْظُرَ أَيُّنَا اَلْمَقْتُولُ وَ أَيُّنَا أَوْلَى بِمَا تَقُولُ فَقَدْ أَتَاكَ اَلْأَسَدُ اَلصَّئُولُ بِصَارِمٍ لَيْسَ بِهِ فُلُولٌ بِنُصْرَةِ اَلْقَاهِرِ وَ اَلرَّسُولِ . فَقَالَ طَلْحَةُ مَنْ أَنْتَ يَا غُلاَمُ قَالَ أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ قَدْ عَلِمْتُ يَا قَضِيمُ أَنَّهُ لاَ يَجْسُرُ عَلَيَّ أَحَدٌ غَيْرُكَ، فَشَدَّ عَلَيْهِ طَلْحَةُ فَضَرَبَهُ فَاتَّقَاهُ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِالْجُحْفَةِ ثُمَّ ضَرَبَهُ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَلَى فَخِذَيْهِ فَقَطَعَهُمَا جَمِيعاً، فَسَقَطَ عَلَى ظَهْرِهِ، وَ سَقَطَتِ اَلرَّايَةُ، فَذَهَبَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لِيُجْهِزَ عَلَيْهِ فَحَلَّفَهُ بِالرَّحِمِ فَانْصَرَفَ عَنْهُ، فَقَالَ اَلْمُسْلِمُونَ أَ لاَ أَجْهَزْتَ عَلَيْهِ قَالَ قَدْ ضَرَبْتُهُ ضَرْبَةً لاَ يَعِيشُ مِنْهَا أَبَداً، وَ أَخَذَ اَلرَّايَةَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ فَقَتَلَهُ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ سَقَطَتِ اَلرَّايَةُ عَلَى اَلْأَرْضِ، فَأَخَذَهَا شَافِعُ [مُسَافِعُ] بْنُ أَبِي طَلْحَةَ فَقَتَلَهُ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَسَقَطَتِ اَلرَّايَةُ إِلَى اَلْأَرْضِ، فَأَخَذَهَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ فَقَتَلَهُ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَسَقَطَ اَلرَّايَةُ إِلَى اَلْأَرْضِ، فَأَخَذَهَا اَلْحَارِثُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ فَقَتَلَهُ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، فَسَقَطَتِ اَلرَّايَةُ إِلَى اَلْأَرْضِ، وَ أَخَذَهَا أَبُو عُذَيْرِ بْنُ عُثْمَانَ فَقَتَلَهُ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ سَقَطَتِ اَلرَّايَةُ إِلَى اَلْأَرْضِ فَأَخَذَهَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ بْنِ زُهَيْرٍ فَقَتَلَهُ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ سَقَطَتِ اَلرَّايَةُ إِلَى اَلْأَرْضِ، فَقَتَلَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ اَلتَّاسِعَ مِنْ بَنِي عَبْدِ اَلدَّارِ ، وَ هُوَ أَرْطَاةُ بْنُ شُرَحْبِيلَ مُبَارَزَةً، وَ سَقَطَتِ اَلرَّايَةُ إِلَى اَلْأَرْضِ، فَأَخَذَهَا مَوْلاَهُمْ صَوَابٌ فَضَرَبَهُ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ عَلَى يَمِينِهِ فَقَطَعَهَا، وَ سَقَطَتِ اَلرَّايَةُ إِلَى اَلْأَرْضِ، فَأَخَذَهَا بِشِمَالِهِ فَضَرَبَهُ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَلَى شِمَالِهِ فَقَطَعَهَا، وَ سَقَطَتِ اَلرَّايَةُ إِلَى اَلْأَرْضِ، فَاحْتَضَنَهَا بِيَدَيْهِ اَلْمَقْطُوعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ يَا بَنِي عَبْدِ اَلدَّارِ هَلْ أَعْذَرْتُ فِيمَا بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ فَضَرَبَهُ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَلَى رَأْسِهِ فَقَتَلَهُ، وَ سَقَطَتِ اَلرَّايَةُ إِلَى اَلْأَرْضِ، فَأَخَذَتْهَا عَمْرَةُ بِنْتُ عَلْقَمَةَ اَلْحَارِثِيَّةُ فَقَبَضَتْهَا. وَ اِنْحَطَّ خَالِدُ بْنُ اَلْوَلِيدِ عَلَى عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ وَ قَدْ فَرَّ أَصْحَابُهُ وَ بَقِيَ فِي نَفَرٍ قَلِيلٍ فَقَتَلُوهُمْ عَلَى بَابِ اَلشِّعْبِ وَ اِسْتَعْقَبُوا اَلْمُسْلِمِينَ فَوَضَعُوا فِيهِمُ اَلسَّيْفَ، وَ نَظَرَتْ قُرَيْشٌ فِي هَزِيمَتِهَا إِلَى اَلرَّايَةِ قَدْ رُفِعَتْ، فَلاَذُوا بِهَا وَ أَقْبَلَ خَالِدُ بْنُ اَلْوَلِيدِ يَقْتُلُهُمْ، فَانْهَزَمَ أَصْحَابُ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ هَزِيمَةً قَبِيحَةً، وَ أَقْبَلُوا يَصْعَدُونَ فِي اَلْجِبَالِ وَ فِي كُلِّ وَجْهٍ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ اَلْهَزِيمَةَ كَشَفَ اَلْبَيْضَةَ عَنْ رَأْسِهِ وَ قَالَ: «إِنِّي أَنَا رَسُولُ اَللَّهِ إِلَى أَيْنَ تَفِرُّونَ عَنِ اَللَّهِ وَ عَنْ رَسُولِهِ » .
وَ رُوِيَ عَنْ أَبِي وَاثِلَةَ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ : كُنْتُ أُمَاشِي فُلاَناً إِذْ سَمِعْتُ مِنْهُ هَمْهَمَةً، فَقُلْتُ لَهُ مَهْ، مَا ذَا يَا فُلاَنُ قَالَ وَيْحَكَ أَ مَا تَرَى اَلْهِزْبَرَ اَلْقَضِمَ بْنَ اَلْقَضِمِ، وَ اَلضَّارِبَ بِالْبُهَمِ، اَلشَّدِيدَ عَلَى مَنْ طَغَى وَ بَغَى، بِالسَّيْفَيْنِ وَ اَلرَّايَةِ، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، فَقُلْتُ لَهُ يَا هَذَا هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، فَقَالَ اُدْنُ مِنِّي أُحَدِّثْكَ عَنْ شَجَاعَتِهِ وَ بُطُولَتِهِ، بَايَعْنَا اَلنَّبِيَّ يَوْمَ أُحُدٍ عَلَى أَنْ لاَ نَفِرَّ وَ مَنْ فَرَّ مِنَّا فَهُوَ ضَالٌّ، وَ مَنْ قُتِلَ مِنَّا فَهُوَ شَهِيدٌ وَ اَلنَّبِيُّ زَعِيمُهُ، إِذْ حَمَلَ عَلَيْنَا مِائَةُ صِنْدِيدٍ، تَحْتَ كُلِّ صِنْدِيدٍ مِائَةُ رَجُلٍ أَوْ يَزِيدُونَ، فَأَزْعَجُونَا عَنْ طَحُونَتِنَا فَرَأَيْتُ عَلِيّاً كَاللَّيْثِ يَتَّقِي اَلذَّرَّ [اَلدُّرَّ] وَ إِذْ قَدْ حَمَلَ كَفّاً مِنْ حَصًى فَرَمَى بِهِ فِي وُجُوهِنَا ثُمَّ قَالَ شَاهَتِ اَلْوُجُوهُ وَ قُطَّتْ وَ بُطَّتْ وَ لُطَّتْ، إِلَى أَيْنَ تَفِرُّونَ، إِلَى اَلنَّارِ ، فَلَمْ نَرْجِعْ، ثُمَّ كَرَّ عَلَيْنَا اَلثَّانِيَةَ وَ بِيَدِهِ صَفِيحَةٌ يَقْطُرُ مِنْهَا اَلْمَوْتُ، فَقَالَ بَايَعْتُمْ ثُمَّ نَكَثْتُمْ، فَوَ اَللَّهِ لَأَنْتُمْ أَوْلَى بِالْقَتْلِ مِمَّنْ قُتِلَ، فَنَظَرْتُ إِلَى عَيْنَيْهِ كَأَنَّهُمَا سَلِيطَانِ يَتَوَقَّدَانِ نَاراً، أَوْ كَالْقَدَحَيْنِ اَلْمَمْلُوَّيْنِ دَماً، فَمَا ظَنَنْتُ إِلاَّ وَ يَأْتِي عَلَيْنَا كُلِّنَا، فَبَادَرْتُ أَنَا إِلَيْهِ مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِي، فَقُلْتُ يَا أَبَا اَلْحَسَنِ اَللَّهَ اَللَّهَ، فَإِنَّ اَلْعَرَبَ تَكِرُّ وَ تَفِرُّ وَ إِنَّ اَلْكَرَّةَ تَنْفِي اَلْفَرَّةَ، فَكَأَنَّهُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ اِسْتَحْيَا فَوَلَّى بِوَجْهِهِ عَنِّي، فَمَا زِلْتُ أُسَكِّنُ رَوْعَةَ فُؤَادِي، فَوَ اَللَّهِ مَا خَرَجَ ذَلِكَ اَلرُّعْبُ مِنْ قَلْبِي حَتَّى اَلسَّاعَةِ». وَ لَمْ يَبْقَ مَعَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِلاَّ أَبُو دُجَانَةَ اَلْأَنْصَارِيُّ ، وَ سِمَاكُ بْنُ خَرَشَةَ وَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، فَكُلَّمَا حَمَلَتْ طَائِفَةٌ عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ اِسْتَقْبَلَهُمْ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ فَيَدْفَعُهُمْ عَنْ رَسُولِ اَللَّهِ وَ يَقْتُلُهُمْ حَتَّى اِنْقَطَعَ سَيْفُهُ، وَ بَقِيَتْ مَعَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ نَسِيبَةُ بِنْتُ كَعْبٍ اَلْمَازِنِيَّةُ ، وَ كَانَتْ تَخْرُجُ مَعَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي غَزَوَاتِهِ تُدَاوِي اَلْجَرْحَى، وَ كَانَ اِبْنُهَا مَعَهَا فَأَرَادَ أَنْ يَنْهَزِمَ وَ يَتَرَاجَعَ، فَحَمَلَتْ عَلَيْهِ فَقَالَتْ يَا بُنَيَّ، إِلَى أَيْنَ تَفِرُّ عَنِ اَللَّهِ وَ عَنْ رَسُولِهِ فَرَدَّتْهُ، فَحَمَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ فَقَتَلَهُ، فَأَخَذَتْ سَيْفَ اِبْنِهَا فَحَمَلَتْ عَلَى اَلرَّجُلِ، فَضَرَبَتْهُ عَلَى فَخِذِهِ فَقَتَلَتْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بَارَكَ اَللَّهُ عَلَيْكِ يَا نَسِيبَةُ، وَ كَانَتْ تَقِي رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِصَدْرِهَا وَ ثَدْيَيْهَا وَ يَدَيْهَا، حَتَّى أَصَابَتْهَا جِرَاحَاتٌ كَثِيرَةٌ، وَ حَمَلَ اِبْنُ قميتة قَمِيئَةَ [قمية] عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، فَقَالَ أَرُونِي مُحَمَّداً لاَ نَجَوْتُ إِنْ نَجَا مُحَمَّدٌ ، فَضَرَبَهُ عَلَى حَبْلِ عَاتِقِهِ، وَ نَادَى قَتَلْتُ مُحَمَّداً وَ اَللاَّتِ وَ اَلْعُزَّى ، وَ نَظَرَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِلَى رَجُلٍ مِنَ اَلْمُهَاجِرِينَ قَدْ أَلْقَى تُرْسَهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ وَ هُوَ فِي اَلْهَزِيمَةِ، فَنَادَاهُ «يَا صَاحِبَ اَلتُّرْسِ أَلْقِ تُرْسَكَ وَ مُرَّ إِلَى اَلنَّارِ » فَرَمَى بِتُرْسِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَا نَسِيبَةُ خُذِي اَلتُّرْسَ، فَأَخَذَتِ اَلتُّرْسَ وَ كَانَتْ تُقَاتِلُ اَلْمُشْرِكِينَ ، فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ «لَمَقَامُ نَسِيْبَةَ أَفْضَلُ مِنْ مَقَامِ فُلاَنٍ وَ فُلاَنٍ ». فَلَمَّا اِنْقَطَعَ سَيْفُ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ إِنَّ اَلرَّجُلَ يُقَاتِلُ بِالسِّلاَحِ وَ قَدِ اِنْقَطَعَ سَيْفِي، فَدَفَعَ إِلَيْهِ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ سَيْفَهُ «ذَا اَلْفَقَارِ» فَقَالَ قَاتِلْ بِهَذَا، وَ لَمْ يَكُنْ يَحْمِلُ عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَحَدٌ، إِلاَّ يَسْتَقْبِلُهُ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، فَإِذَا رَأَوْهُ رَجَعُوا فَانْحَازَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِلَى نَاحِيَةِ أُحُدٍ ، فَوَقَفَ وَ كَانَ اَلْقِتَالُ مِنْ وَجْهٍ وَاحِدٍ وَ قَدِ اِنْهَزَمَ أَصْحَابُهُ فَلَمْ يَزَلْ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يُقَاتِلُهُمْ حَتَّى أَصَابَهُ فِي وَجْهِهِ وَ رَأْسِهِ وَ صَدْرِهِ وَ بَطْنِهِ، وَ يَدَيْهِ وَ رِجْلَيْهِ تِسْعُونَ جِرَاحَةً فَتَحَامَوْهُ، وَ سَمِعُوا مُنَادِياً يُنَادِي مِنَ اَلسَّمَاءِ «لاَ سَيْفَ إِلاَّ ذُو اَلْفَقَارِ وَ لاَ فَتَى إِلاَّ عَلِيٌّ » فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَقَالَ: «هَذِهِ وَ اَللَّهِ اَلْمُوَاسَاةُ يَا مُحَمَّدُ » فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ «لِأَنِّي مِنْهُ وَ هُوَ مِنِّي» وَ قَالَ جَبْرَئِيلُ «وَ أَنَا مِنْكُمَا». وَ كَانَتْ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ فِي وَسْطِ اَلْعَسْكَرِ، فَكُلَّمَا اِنْهَزَمَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ رَفَعَتْ إِلَيْهِ مِيلاً وَ مُكْحُلَةً، وَ قَالَتْ إِنَّمَا أَنْتَ اِمْرَأَةٌ فَاكْتَحِلْ بِهَذَا، وَ كَانَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اَلْمُطَّلِبِ يَحْمِلُ عَلَى اَلْقَوْمِ، فَإِذَا رَأَوْهُ اِنْهَزَمُوا وَ لَمْ يَثْبُتْ لَهُ وَاحِدٌ، وَ كَانَتْ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ قَدْ أَعْطَتْ وَحْشِيّاً عَهْداً، لَئِنْ قَتَلْتَ مُحَمَّداً أَوْ عَلِيّاً أَوْ حَمْزَةَ لَأَعْطَيْتُكَ رِضَاكَ وَ كَانَ وَحْشِيٌّ عَبْداً لِجُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ حَبَشِيّاً، فَقَالَ وَحْشِيٌّ أَمَّا مُحَمَّدٌ فَلاَ أَقْدِرُ عَلَيْهِ وَ أَمَّا عَلِيٌّ فَرَأَيْتُهُ رَجُلاً حَذِراً، كَثِيرَ اَلاِلْتِفَاتِ فَلَمْ أَطْمَعْ فِيهِ، قَالَ فَكَمَنْتُ لِحَمْزَةَ فَرَأَيْتُهُ يَهُدُّ اَلنَّاسَ هَدّاً، فَمَرَّ بِي فَوَطِئَ عَلَى جُرُفِ نَهَرٍ فَسَقَطَ، فَأَخَذْتُ حَرْبَتِي فَهَزَزْتُهَا وَ رَمَيْتُهُ فَوَقَعَتْ فِي خَاصِرَتِهِ، وَ خَرَجَتْ مِنْ مَثَانَتِهِ مُغَمَّسَةً بِالدَّمِ فَسَقَطَ فَأَتَيْتُهُ، فَشَقَقْتُ بَطْنَهُ وَ أَخَذْتُ كَبِدَهُ وَ أَتَيْتُ بِهَا إِلَى هِنْدٍ فَقُلْتُ لَهَا هَذِهِ كَبِدُ حَمْزَةَ ، فَأَخَذَتْهَا فِي فِيهَا فَلاَكَتْهَا فَجَعَلَهَا اَللَّهُ فِي فِيهَا مِثْلَ اَلدَّاغِصَةِ فَلَفَظَتْهَا وَ رَمَتْ بِهَا، فَبَعَثَ اَللَّهُ مَلَكاً فَحَمَلَهَا وَ رَدَّهَا إِلَى مَوْضِعِهَا، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَأْبَى اَللَّهُ أَنْ يُدْخِلَ شَيْئاً مِنْ بَدَنِ حَمْزَةَ اَلنَّارَ ، فَجَاءَتْ إِلَيْهِ هِنْدٌ فَقَطَعَتْ مَذَاكِيرَهُ وَ قَطَعَتْ أُذُنَيْهِ، وَ جَعَلَتْهُمَا خُرْصَيْنِ وَ شَدَّتْهُمَا فِي عُنُقِهَا، وَ قَطَعَتْ يَدَيْهِ وَ رِجْلَيْهِ وَ تَرَاجَعَتِ اَلنَّاسُ، فَصَارَتْ قُرَيْشٌ عَلَى اَلْجَبَلِ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ وَ هُوَ عَلَى اَلْجَبَلِ «اُعْلُ هُبَلُ » فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لِأَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قُلْ لَهُ «اَللَّهُ أَعْلَى وَ أَجَلُّ» فَقَالَ يَا عَلِيُّ إِنَّهُ قَدْ أَنْعَمَ عَلَيْنَا، فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بَلِ اَللَّهُ أَنْعَمَ عَلَيْنَا، ثُمَّ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ يَا عَلِيُّ أَسْأَلُكَ بِاللاَّتِ وَ اَلْعُزَّى هَلْ قُتِلَ مُحَمَّدٌ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَعَنَكَ اَللَّهُ، وَ لَعَنَ اَللَّهُ اَللاَّتَ وَ اَلْعُزَّى مَعَكَ، وَ اَللَّهِ مَا قُتِلَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ هُوَ يَسْمَعُ كَلاَمَكَ، فَقَالَ أَنْتَ أَصْدَقُ، لَعَنَ اَللَّهُ اِبْنَ قَمِيئَةَ زَعَمَ أَنَّهُ قَتَلَ مُحَمَّداً . وَ كَانَ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ قَدْ تَأَخَّرَ إِسْلاَمُهُ، فَلَمَّا بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي اَلْحَرْبِ، أَخَذَ سَيْفَهُ وَ تُرْسَهُ وَ أَقْبَلَ كَاللَّيْثِ اَلْعَادِي، يَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اَللَّهِ، ثُمَّ خَالَطَ اَلْقَوْمَ فَاسْتُشْهِدَ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنَ اَلْأَنْصَارِ فَرَآهُ صَرِيعاً بَيْنَ اَلْقَتْلَى، فَقَالَ يَا عَمْرُو أَنْتَ عَلَى دِينِكَ اَلْأَوَّلِ فَقَالَ مَعَاذَ اَللَّهِ، وَ اَللَّهِ إِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اَللَّهِ ثُمَّ مَاتَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَا رَسُولَ اَللَّهِ إِنَّ عَمْرَو بْنَ قَيْسٍ قَدْ أَسْلَمَ فَهُوَ شَهِيدٌ فَقَالَ إِي وَ اَللَّهِ إِنَّهُ شَهِيدٌ، مَا رَجُلٌ لَمْ يُصَلِّ لِلَّهِ رَكْعَةً دَخَلَ اَلْجَنَّةَ غَيْرُهُ. وَ كَانَ حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ رَجُلٌ مِنَ اَلْخَزْرَجِ ، قَدْ تَزَوَّجَ فِي تِلْكَ اَللَّيْلَةِ، اَلَّتِي كَانَ فِي صَبِيحَتِهَا حَرْبُ أُحُدٍ ، بِنْتَ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ أَبِي سَلُولٍ وَ دَخَلَ بِهَا فِي تِلْكَ اَللَّيْلَةِ، وَ اِسْتَأْذَنَ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَنْ يُقِيمَ عِنْدَهَا، فَأَنْزَلَ اَللَّهُ: إِنَّمَا اَلْمُؤْمِنُونَ اَلَّذِينَ آمَنُوا بِاللّٰهِ وَ رَسُولِهِ وَ إِذٰا كٰانُوا مَعَهُ عَلىٰ أَمْرٍ جٰامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتّٰى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ اَلَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولٰئِكَ اَلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللّٰهِ وَ رَسُولِهِ فَإِذَا اِسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ » فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، فَهَذِهِ اَلْآيَةُ فِي سُورَةِ 24اَلنُّورِ وَ أَخْبَارُ أُحُدٍ فِي سُورَةِ 3آلِ عِمْرَانَ فَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ اَلتَّأْلِيفَ عَلَى خِلاَفِ مَا أَنْزَلَهُ اَللَّهُ، فَدَخَلَ حَنْظَلَةُ بِأَهْلِهِ وَ وَاقَعَ عَلَيْهَا، فَأَصْبَحَ وَ خَرَجَ وَ هُوَ جُنُبٌ، فَحَضَرَ اَلْقِتَالَ، فبعث فَبَعَثَتِ اِمْرَأَتُهُ إِلَى أَرْبَعَةِ نَفَرٍ مِنَ اَلْأَنْصَارِ لَمَّا أَرَادَ حَنْظَلَةُ أَنْ يَخْرُجَ مِنْ عِنْدِهَا، وَ أَشْهَدَتْ عَلَيْهِ أَنَّهُ قَدْ وَاقَعَهَا، فَقِيلَ لَهَا لِمَ فَعَلْتِ ذَلِكِ قَالَتْ رَأَيْتُ فِي هَذِهِ اَللَّيْلَةِ فِي نَوْمِي، كَأَنَّ اَلسَّمَاءَ قَدِ اِنْفَرَجَتْ، فَوَقَعَ فِيهَا حَنْظَلَةُ ثُمَّ انظمت اِنْضَمَّتْ ، فَعَلِمْتُ أَنَّهَا اَلشَّهَادَةُ، فَكَرِهْتُ أَنْ لاَ أُشْهِدَ عَلَيْهِ، فَحَمَلَتْ مِنْهُ. فَلَمَّا حَضَرَ اَلْقِتَالَ نَظَرَ حَنْظَلَةُ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ عَلَى فَرَسٍ، يَجُولُ بَيْنَ اَلْعَسْكَرَيْنِ فَحَمَلَ عَلَيْهِ فَضَرَبَ عُرْقُوبَ فَرَسِهِ فَاكْتَسَعَتِ اَلْفَرَسُ وَ سَقَطَ أَبُو سُفْيَانَ إِلَى اَلْأَرْضِ وَ صَاحَ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ أَنَا أَبُو سُفْيَانَ وَ هَذَا حَنْظَلَةُ يُرِيدُ قَتْلِي، وَ عَدَا أَبُو سُفْيَانَ وَ مَرَّ حَنْظَلَةُ فِي طَلَبِهِ، فَعَرَضَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ اَلْمُشْرِكِينَ فَطَعَنَهُ، فَمَشَى إِلَى اَلْمُشْرِكِ فِي طَعْنِهِ فَضَرَبَهُ فَقَتَلَهُ، وَ سَقَطَ حَنْظَلَةُ إِلَى اَلْأَرْضِ بَيْنَ حَمْزَةَ وَ عَمْرِو بْنِ اَلْجَمُوحِ وَ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ حِزَامٍ وَ جَمَاعَةٍ مِنَ اَلْأَنْصَارِ ، فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ رَأَيْتُ اَلْمَلاَئِكَةَ يُغَسِّلُونَ حَنْظَلَةَ بَيْنَ اَلسَّمَاءِ وَ اَلْأَرْضِ، بِمَاءِ اَلْمُزْنِ فِي صَحَائِفَ مِنْ ذَهَبٍ، فَكَانَ يُسَمَّى غَسِيلَ اَلْمَلاَئِكَةِ .
قوله اذ همت طایفتان منکم ان تفشلا الایه و ذلک یوم احد و الطایفتان بنو سلمه و بنو حارثه حیان من الانصار هموا بامر فعصمهم الله من ذلک قال قتاده و قد ذکر لنا انه لما انزلت هذه الایه قالوا ما یسرنا انا لم نهم بالذی هممنا به و قد اخبرنا الله انه ولینا
فی قول الله اذ همت طایفتان منکم ان تفشلا قال بنو حارثه کانوا نحو احد و بنو سلمه نحو سلع و ذلک یوم الخندق
نزلت فی بنی سلمه من الخزرج و بنی حارثه من الاوس و راسهم عبد الله بن ابی ابن سلول
خرج رسول الله صلی الله علیه و سلم الی احد فی الف رجل و قد وعدهم الفتح ان صبروا فلما خرج رجع عبد الله بن ابی ابن سلول فی ثلاثمایه فتبعهم ابو جابر السلمی یدعوهم فلما غلبوه و قالوا له ما نعلم قتالا و لین اطعتنا لترجعن معنا و قال اذ همت طایفتان منکم ان تفشلا و هم بنو سلمه و بنو حارثه هموا بالرجوع حین رجع عبد الله بن ابی فعصمهم الله و بقی رسول الله صلی الله علیه و سلم فی سبعمایه
قوله اذ همت طایفتان منکم الایه و ذلک یوم احد فالطایفتان بنو سلمه و بنو حارثه حیان من الانصار فذکر مثل قول قتاده
اذ همت طایفتان منکم ان تفشلا قال نحن هم بنو سلمه و بنو حارثه و ما نحب ان لو لم تکن هممنا لقول الله عز و جل و الله ولیهما
فی قوله اذ همت طایفتان منکم ان تفشلا الایه قال هما طایفتان من الانصار هما ان یفشلا فعصمهم الله و هزم عدوهما
اذ همت طایفتان منکم ان تفشلا و الطایفتان بنو سلمه من جشم بن الخزرج و بنو حارثه بن النبیت من الاوس و هما الجناحان
قوله اذ همت طایفتان منکم ان تفشلا فهو بنو حارثه و بنو سلمه
و الله ولیهما ای المدافع عنهما ما هما به من فشلهما
اذ همت طایفتان منکم ان تفشلا قال هذا یوم احد