68271 / _6 (تُحْفَةِ اَلْإِخْوَانِ): قَالَ اَلْإِمَامُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ اَلصَّادِقُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): «وَ كَانَ أَهْلُ اَلْمُؤْتَفِكَاتِ مِنْ أَجَلِّ اَلنَّاسِ، وَ كَانُوا فِي حُسْنٍ وَ جَمَالٍ، فَأَصَابَهُمْ اَلْغَلاَءُ وَ اَلْقَحْطُ، فَجَاءَهُمْ إِبْلِيسُ اَللَّعِينُ، وَ قَالَ لَهُمْ: إِنَّمَا جَاءَكُمْ اَلْقَحْطُ لِأَنَّكُمْ مَنَعْتُمُ اَلنَّاسَ مِنْ دُورِكُمْ وَ لَمْ تَمْنَعُوهُمْ مِنْ بَسَاتِينِكُمُ اَلْخَارِجَةِ. فَقَالُوا: وَ كَيْفَ اَلسَّبِيلُ إِلَى اَلْمَنْعِ؟ فَقَالَ لَهُمْ: اِجْعَلُوا اَلسُّنَةَ بَيْنَكُمْ إِذَا وَجَدْتُمْ غَرِيباً فِي بَلَدِكُمْ سَلَبْتُمُوهُ وَ نَكَحْتُمُوهُ فِي دُبُرِهِ، حَتَّى إِنَّكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ لَمْ يَتَطَرَّقُوا عَلَيْكُمْ». قَالَ: «فَعَزَمُوا عَلَى ذَلِكَ، فَخَرَجُوا إِلَى ظَاهِرِ اَلْبَلَدِ يَطْلُبُونَ مَنْ يَجُوزُ بِهِمْ ، فَتَصَوَّرَ لَهُمْ إِبْلِيسُ اَللَّعِينُ غُلاَماً أَمْرَدَ، فَتَزَيَّنَ، فَحَمَلُوا عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَأَوْهُ سَلَبُوهُ وَ نَكَحُوهُ فِي دُبُرِهِ، فَطَابَ لَهُمْ ذَلِكَ، حَتَّى صَارَ هَذَا عَادَةً لَهُمْ فِي كُلِّ غَرِيبٍ وَجَدُوهُ، حَتَّى تَعَدَّوْا مَنِ اَلْغُرَبَاءِ إِلَى أَهْلِ اَلْبَلَدِ، وَ فَشَا ذَلِكَ فِيهِمْ، وَ ظَهَرَ ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ اِنْتِقَامٍ بَيْنَهُمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْتَى، وَ مِنْهُمْ مَنْ يَأْتِي. وَ أَوْحَى اَللَّهُ تَعَالَى إِلَى إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): أَنِّي اِخْتَرْتُ لُوطاً نَبِيّاً، فَابْعَثْهُ إِلَى هَؤُلاَءِ اَلْقَوْمِ. فَأَقْبَلَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى لُوطٍ فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: اِنْطَلِقْ إِلَى مَدَائِنِ سَدُومَ ، وَ اُدْعُهُمْ إِلَى عِبَادَةِ اَللَّهِ، وَ حَذِّرْهُمْ أَمْرَ اَللَّهِ وَ عَذَابَهُ، وَ ذَكِّرْهُمْ بِمَا نَزَلَ بِقَوْمِ نُمْرُودَ بْنِ كَنْعَانَ. فَسَارَ لُوطٌ حَتَّى صَارَ إِلَى اَلْمَدَائِنِ، فَوَقَفَ وَ هُوَ لاَ يَدْرِي بِأَيِّهَا يَبْدَأُ، فَأَقْبَلَ حَتَّى دَخَلَ مَدِينَةَ سَدُومَ، وَ هِيَ أَكْبَرُهَا، وَ فِيهَا مُلْكُهُمْ، فَلَمَّا بَلَغَ وَسَطَ اَلسُّوقَ، قَالَ: يَا قَوْمِ اِتَّقُوا اَللَّهَ وَ أَطِيعُونِي، وَ اُزْجُرُوا أَنْفُسَكُمْ عَنْ هَذِهِ اَلْفَوَاحِشِ اَلَّتِي لَمْ تُسْبَقُوا إِلَى مِثْلِهَا، وَ اِنْتَهُوا عَنِ عِبَادَةِ اَلْأَصْنَامِ، فَإِنِّي رَسُولُ اَللَّهِ إِلَيْكُمْ. فَذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: وَ لُوطاً إِذْ قٰالَ لِقَوْمِهِ أَ تَأْتُونَ اَلْفٰاحِشَةَ مٰا سَبَقَكُمْ بِهٰا مِنْ أَحَدٍ مِنَ اَلْعٰالَمِينَ* إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ اَلرِّجٰالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ اَلنِّسٰاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ*`وَ مٰا كٰانَ جَوٰابَ قَوْمِهِ إِلاّٰ أَنْ قٰالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنٰاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ، يَعْنِي عَنْ إِتْيَانِ اَلرِّجَالِ، وَ قَالَ فِي مَكَانٍ آخَرَ: أَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ اَلرِّجٰالَ وَ تَقْطَعُونَ اَلسَّبِيلَ وَ تَأْتُونَ فِي نٰادِيكُمُ اَلْمُنْكَرَ ، يَعْنِي اَلْحَذْفَ بِالْحَصَى، وَ اَلتَّصْفِيقَ وَ اَللَّعِبَ بِالْحَمَامِ، وَ تَصْفِيقَ اَلطُّيُورِ، وَ مُنَاقَرَةَ اَلدُّيُوكِ، وَ مُهَارَشَةَ اَلْكِلاَبِ ، وَ اَلْحَبْقَ فِي اَلْمَجَالِسِ، وَ لُبْسَ اَلْمُعَصْفَرَاتِ ، فَمٰا كٰانَ جَوٰابَ قَوْمِهِ إِلاّٰ أَنْ قٰالُوا اِئْتِنٰا بِعَذٰابِ اَللّٰهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ اَلصّٰادِقِينَ . وَ بَلَغَ ذَلِكَ مَلِكَهُمْ فِي سَدُومَ، فَقَالَ: اِئْتُونِي بِهِ. فَلَمَّا وَقَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ لَهُ: مَنْ أَنْتَ، وَ مَنْ أَرْسَلَكَ، وَ بِمَاذَا جِئْتَ، وَ إِلَى مَنْ بُعِثْتَ؟ فَقَالَ لَهُ: أَمَّا اِسْمِي فَلُوطٌ اِبْنُ أَخِ إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، وَ أَمَّا اَلَّذِي أَرْسَلَنِي فَهُوَ اَللَّهُ رَبِّي وَ رَبُّكُمْ، وَ أَمَّا مَا جِئْتُ بِهِ، فَأَدْعُوكِمْ إِلَى طَاعَةِ اَللَّهِ [وَ أَمْرِهِ]، وَ أَنْهَاكُمْ عَنْ هَذِهِ اَلْفَوَاحِشِ. فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ لُوطٍ وَقَعَ فِي قَلْبِهِ اَلرُّعْبُ وَ اَلْخَوْفُ، فَقَالَ لَهُ: إِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ مِنْ قَوْمِي، فَسِرْ إِلَيْهِمْ، فَإِنْ أَجَابُوكَ فَأَنَا مَعَهُمْ». قَالَ: «فَخَرَجَ لُوطٌ مِنْ عِنْدِهِ وَ وَقَفَ عَلَى قَوْمِهِ، وَ أَخَذَ يَدْعُوهُمْ إِلَى عِبَادَةِ اَللَّهِ، وَ يَنْهَاهُمْ عَنِ اَلْمَعَاصِي، وَ يُحَذِّرُهُمْ عَذَابَ اَللَّهِ، حَتَّى وَثَبُوا عَلَيْهِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، وَ قَالُوا: لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يٰا لُوطُ مِنْ هَذِهِ اَلدَّعْوَةِ لَتَكُونَنَّ مِنَ اَلْمُخْرَجِينَ أَيْ مِنْ بَلَدِنَا، قٰالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ اَلْخَبِيثِ مِنَ اَلْقٰالِينَ أَيْ مِنَ اَلْمُبْغِضِينَ رَبِّ نَجِّنِي وَ أَهْلِي مِمّٰا يَعْمَلُونَ يَعْنِي مِنَ اَلْفَوَاحِشِ. فَأَقَامَ فِيهِمْ لُوطٌ عِشْرِينَ سَنَةً، وَ هُوَ يَدْعُوهُمْ، وَ تُوُفِّيَتْ اِمْرَأَتُهُ وَ كَانَتْ مُؤْمِنَةً، فَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى مِنْ قَوْمِهِ، وَ كَانَتْ قَدْ آمَنَتْ بِهِ، يُقَالُ لَهَا (قُوَابُ)، فَقَامَ مَعَهَا يَدْعُوهُمْ إِلَى طَاعَةِ اَللَّهِ، فَجَعَلُوا يَشْتِمُونَهُ وَ يَضْرِبُونَهُ، حَتَّى بَقِيَ فِيهِمْ مِنْ أَوَّلِ مَا بُعِثَ إِلَى أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَلَمْ يُبَالُوا بِهِ، وَ لَمْ يُطِيعُوهُ، فَضَجَّتِ اَلْأَرْضُ إِلَى رَبِّهَا، وَ اِسْتَغَاثَتِ اَلْأَشْجَارُ، وَ اَلْأَطْيَارُ، وَ اَلْجَنَّةُ وَ اَلنَّارُ مِنْ فِعْلِهِمْ إِلَى اَللَّهِ تَعَالَى، فَأَوْحَى اَللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِمْ : إِنِّي حَلِيمٌ لاَ أَعْجَلُ عَلَى مَنْ عَصَانِي حَتَّى يَأْتِيَ اَلْأَجَلُ اَلْمَحْدُودُ». قَالَ: «فَلَمَّا اِسْتَخَفُّوا بِنَبِيِّ اَللَّهِ وَ لَمْ يُذْعِنُوا إِلَى طَاعَتِهِ، وَ دَامُوا عَلَى مَا كَانُوا فِيهِ مِنَ اَلْمَعَاصِي، أَمَرَ اَللَّهُ تَعَالَى أَرْبَعَةً مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ، وَ هُمْ: جَبْرَئِيلُ، وَ مِيكَائِيلُ، وَ إِسْرَافِيلُ، وَ دَرْدَائِيلُ أَنْ يَمُرُّوا بِإِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، وَ يُبَشِّرُونَهُ بِوَلَدٍ مِنْ سَارَةَ بِنْتِ هَارَازَ بْنِ نَاخُورَ ، وَ كَانَتْ قَدْ آمَنَتْ بِهِ حِينَ جَعَلَ اَللَّهُ عَلَيْهِ اَلنَّارَ بَرْداً وَ سَلاَماً، فَأَوْحَى اَللَّهُ إِلَيْهِ: أَنْ تَزَوَّجْ بِهَا يَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ فَتَزَوَّجَ بِهَا، فَجَاءُوا عَلَى صُورَةِ اَلْبَشَرِ، اَلْمُعْتَجِرِينَ بِالْعَمَائِمِ، وَ كَانَ إِبْرَاهِيمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) لاَ يَأْكُلُ إِلاَّ مَعَ اَلضَّيْفِ قَالَ فَانْقَطَعَتِ اَلْأَضْيَافُ عَنْهُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ، قَالَ: يَا سَارَةُ، قُومِي وَ اِعْمَلِي شَيْئاً مِنَ اَلطَّعَامِ، فَلَعَلِّي أَخْرُجُ عَسَى أَنْ أَلْقَى ضَيْفاً. فَقَامَتْ لِذَلِكَ، وَ خَرَجَ إِبْرَاهِيمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فِي طَلَبِ اَلضَّيْفِ، فَلَمْ يَجِدْ ضَيْفاً، فَقَعَدَ فِي دَارِهِ يَقْرَأُ اَلصُّحُفَ اَلْمُنَزَّلَةَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَشْعُرْ إِلاَّ وَ اَلْمَلاَئِكَةُ قَدْ دَخَلُوا عَلَيْهِ مُفَاجَأَةً عَلَى خَيْلِهِمْ فِي زِينَتِهِمْ، فَوَقَفُوا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَفَزِعَ مِنْ مُفَاجَأَتِهِمْ، حَتَّى قَالُوا: سَلاَماً، فَسَكَنَ خَوْفُهُ، فَذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: لَقَدْ جٰاءَتْ رُسُلُنٰا إِبْرٰاهِيمَ بِالْبُشْرىٰ قٰالُوا سَلاٰماً ، وَ قَالَ تَعَالَى فِي آيَةٍ أُخْرَى: هَلْ أَتٰاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرٰاهِيمَ اَلْمُكْرَمِينَ*`إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقٰالُوا سَلاٰماً قٰالَ سَلاٰمٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ ، لِأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُ صُوَرَهُمْ، فَرَحَّبَ بِهِمْ، وَ أَمَرَهُمْ بِالْجُلُوسِ، وَ دَخَلَ عَلَى سَارَةَ، وَ قَالَ لَهَا: قَدْ نَزَلَ عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ أَضْيَافٍ حِسَانُ اَلْوُجُوهِ وَ اَللِّبَاسِ، وَ قَدْ دَخَلُوا وَ سَلَّمُوا عَلَيَّ بِسَلاَمِ اَلْأَبْرَارِ، فَقَالَ لَهَا: وَ حَاجَتِي إِلَيْكِ أَنْ تَقُومِي وَ تَخْدُمِيهِمْ. فَقَالَتْ: عَهْدِي بِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ وَ أَنْتَ أَغْيَرُ اَلنَّاسِ. فَقَالَ: هُوَ كَمَا تَقُولِينَ، غَيْرَ أَنَّ هَؤُلاَءِ أَعِزَّاءُ خِيَارٌ. ثُمَّ عَمَدَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى عِجْلٍ سَمِينٍ فَذَبَحَهُ، وَ نَظَّفَهُ، وَ عَمَدَ إِلَى اَلتَّنُّورِ فَسَجَرَهُ، فَوَضَعَ اَلْعِجْلَ فِي اَلتَّنُّورِ حَتَّى اِشْتَوَى، وَ ذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: فَمٰا لَبِثَ أَنْ جٰاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ، وَ اَلْحَنِيذُ اَلَّذِي يُشْوَى فِي اَلْحُفْرَةِ، وَ قَدِ اِنْتَهَى خُبُزُهُ وَ نَضَاجَتُهُ، فَوَضَعَ إِبْرَاهِيمُ اَلْعِجْلَ عَلَى اَلْخِوَانِ، وَ وَضَعَ اَلْخُبُزَ مِنْ حَوْلِهِ، وَ قَدَّمَهُ إِلَيْهِمْ، وَ وَقَفَتْ سَارَةُ عَلَيْهِمْ تَخْدُمُهُمْ، وَ إِبْرَاهِيمُ يَأْكُلُ وَ لاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، فَلَمَّا رَأَتْ سَارَةُ ذَلِكَ مِنْهُمْ، قَالَتْ: يَا إِبْرَاهِيمُ، إِنَّ أَضْيَافَكَ هَؤُلاَءِ لاَ يَأْكُلُونَ شَيْئاً. فَقَالَ لَهُمْ إِبْرَاهِيمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): أَ لاَ تَأْكُلُونَ؟ وَ دَاخَلَهُ اَلْخَوْفُ مِنْ ذَلِكَ، وَ ذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: فَلَمّٰا رَأىٰ أَيْدِيَهُمْ لاٰ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَ أَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ، أَيْ أَضْمَرَ مِنْهُمْ خَوْفاً. ثُمَّ قَالَ إِبْرَاهِيمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكُمْ مَا تَأْكُلُونَ مَا قَطَعْنَا اَلْعِجْلَ عَنْ اَلْبَقَرَةِ. فَمَدَّ جَبْرَئِيلُ يَدَهُ نَحْوَ اَلْعِجْلِ، وَ قَالَ: قُمْ بِإِذْنِ اَللَّهِ تَعَالَى. فَقَامَ وَ أَقْبَلَ نَحْوَ اَلْبَقَرَةِ حَتَّى اِلْتَقَمَ ضَرْعَهَا، فَعِنْدَ ذَلِكَ اِشْتَدَّ خَوْفُ إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، وَ قَالَ: إِنّٰا مِنْكُمْ وَجِلُونَ*`قٰالُوا لاٰ تَوْجَلْ إِنّٰا نُبَشِّرُكَ بِغُلاٰمٍ عَلِيمٍ*`قٰالَ أَ بَشَّرْتُمُونِي عَلىٰ أَنْ مَسَّنِيَ اَلْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ *`قٰالُوا بَشَّرْنٰاكَ بِالْحَقِّ فَلاٰ تَكُنْ مِنَ اَلْقٰانِطِينَ*`قٰالَ وَ مَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ اَلضّٰالُّونَ قَالَ وَ كَانَتْ سَارَةُ قَائِمَةً فَلَمَّا سَمِعَتْ، قَالَتْ: أَوَّهْ . وَ هِيَ اَلصَّرَّةُ اَلَّتِي قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: فَأَقْبَلَتِ اِمْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهٰا يَعْنِي ضَرَبَتْ وَجْهَهَا وَ قٰالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ 1 «2» أَيْ كَبِيرَةٌ لَمْ تَلِدْ قٰالَتْ يٰا وَيْلَتىٰ أَ أَلِدُ وَ أَنَا عَجُوزٌ وَ هٰذٰا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هٰذٰا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ*`قٰالُوا أَ تَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اَللّٰهِ رَحْمَتُ اَللّٰهِ وَ بَرَكٰاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ اَلْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ اَلْمَوْجُودُ ذُو اَلشَّرَفِ وَ اَلْمَجْدِ وَ اَلْكَرَمِ، وَ فِي آيَةٍ أُخْرَى: وَ أَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قٰالُوا لاٰ تَخَفْ إِنّٰا أُرْسِلْنٰا إِلىٰ قَوْمِ لُوطٍ*`وَ اِمْرَأَتُهُ قٰائِمَةٌ تَخْدُمُهُمْ فَضَحِكَتْ أَيْ حَاضَتْ فَبَشَّرْنٰاهٰا بِإِسْحٰاقَ وَ مِنْ وَرٰاءِ إِسْحٰاقَ يَعْقُوبَ . فَإِسْحَاقُ قَدْ مَضَى عَلَيْهِ ثَمَانُونَ سَنَةً فَكُفَّ بَصَرُهُ، وَ كَانَ مُلاَزِماً لِمَسْجِدِهِ، فَبَيْنَمَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ جَالِسٌ إِلَى جَانِبِ اِمْرَأَتِهِ إِذْ رَاوَدَهَا، فَضَحِكَتْ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهَا، فَقَالَتْ زَوْجَتُهُ، وَ اِسْمُهَا رَبَابُ بِنْتُ لُوطٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، وَ قِيلَ قُدْرَةً: يَا إِسْحَاقُ. فَقَالَ: نَعَمْ، إِنْ شَاءَ اَللَّهُ، فَوَاقَعَهَا، فَحَمَلَتْ بِوَلَدَيْنِ ذَكَرَيْنِ، وَ أَخْبَرَتْهُ بِحَمْلِهَا، فَقَالَ لَهَا إِسْحَاقُ: لاَ تَعْجَبِي مِنْ ذَلِكَ، لِأَنِّي رَأَيْتُ فِي أَوَّلِ عُمُرِي فِي اَلْمَنَامَ ذَاتَ لَيْلَةٍ كَأَنَّهُ خَرَجَتْ مِنْ ظَهْرِي شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ خَضْرَاءُ لَهَا أَغْصَانٌ وَ فُرُوعُ، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا عَلَى لَوْنٍ، فَقِيلَ لِي فِي اَلْمَنَامِ: هَذِهِ اَلْأَغْصَانُ أَوْلاَدُكَ اَلْأَنْبِيَاءُ عَلَى قَدْرِ أَنْوَارِهُمْ، فَانْتَبَهْتُ فَزِعاً مَرْعُوباً، فَهَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ. فَقَالَتْ زَوْجَتُهُ: يَا نَبِيَّ اَللَّهِ وَ رَسُولَهُ، إِنَّهُمَا اِثْنَانِ، لِأَنَّهُمَا يَتَضَارَبَانِ فِي بَطْنِي كَالْمُتَخَاصِمَيْنِ. فَقَالَ إِسْحَاقُ: يَكُونُ خَيْراً إِنْ شَاءَ اَللَّهُ تَعَالَى. فَلَمَّا تَمَّتْ مُدَّةُ اَلْحَمْلِ وَضَعَتْهُمَا وَ أَحَدُهُمَا بِعَقِبِ صَاحِبِهِ، مُتَعَلِّقٌ بِعَقِبِهِ، فَسُمِّيَ: يَعْقُوبَ، لِأَنَّهُ بِعَقِبِ أَخِيهِ، وَ اَلْآخَرُ اِسْمُهُ عِيصِ، لِأَنَّهُ أَخَّرَ أَخَاهُ، وَ تَقَدَّمَ عَلَيْهِ». وَ قِيلَ: إِنَّ سَارَةَ قَدْ مَضَى مِنَ عُمُرِهَا تِسْعٌ وَ تِسْعُونَ سَنَةً، وَ إِبْرَاهِيمَ ثَمَانِي وَ تِسْعُونَ، وَ حَمَلَتْ سَارَةُ بِإِسْحَاقَ فِي اَللَّيْلَةِ اَلَّتِي خَسَفَ اَللَّهُ فِيهَا قَوْمَ لُوطٍ، فَلَمَّا تَمَّتْ أَشْهُرُهَا وَضَعَتْهُ فِي لَيْلَةِ اَلْجُمُعَةِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَ لَهُ نُورٌ شَعْشَعَانِيٌّ، فَلَمَّا سَقَطَ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ خَرَّ لِلَّهِ سَاجِداً، ثُمَّ اِسْتَوَى قَاعِداً، وَ رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى اَلسَّمَاءِ بِالثَّنَاءِ لِلَّهِ تَعَالَى وَ اَلتَّوْحِيدِ. قَالَ: «فَأَخَذَتْ تُرَدِّدُ قَوْلَهَا: عَجُوزٌ عَقِيمٌ؛ وَ هِيَ لاَ تَدْرِي أَنَّ هَؤُلاَءِ مَلاَئِكَةُ، فَرَفَعَ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) طَرْفَهُ إِلَيْهَا، وَ قَالَ لَهَا: يَا سَارَةُ، كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ اَلْحَكِيمُ اَلْعَلِيمُ. فَلَمَّا فَرَغُوا مِنْ ذَلِكَ، قَالَ لَهُمْ إِبْرَاهِيمُ: فَمٰا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا اَلْمُرْسَلُونَ ، يَعْنِي مَا بَالُكُمْ بَعْدَ هَذِهِ اَلْبِشَارَةِ؟ قٰالُوا إِنّٰا أُرْسِلْنٰا إِلىٰ قَوْمٍ مُجْرِمِينَ يَعْنُونَ قَوْمَ لُوطٍ لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجٰارَةً مِنْ طِينٍ ». قَالَ قَتَادَةُ: كَانَتْ حِجَارَةً مَخْلُوطَةً بِالطِّينِ، مَطْبُوخَةً فِي نَارِ جَهَنَّمَ مُسَوَّمَةً يَعْنِي مُعْلَمَةً، وَ قِيلَ: إِنَّهُ كَانَ مَكْتُوباً عَلَى كُلِّ حَجَرٍ اِسْمُ صَاحِبِهِ مِنَ اَلْمُسْرِفِينَ مِنْ قَوْمِ لُوطٍ فِي مَعَاصِيهِمْ. قَالَ: «فَعَادَ جَبْرَئِيلُ إِلَى صُورَتِهِ حَتَّى عَرَفَهُ إِبْرَاهِيمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، فَأَخْبَرَهُ: أَنَّ هَذَا أَخِي مِيكَائِيلُ، وَ هَذَانِ إِسْرَافِيلُ وَ دَرْدَائِيلُ. فَاغْتَمَّ إِبْرَاهِيمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) شَفَقَةً عَلَى اِبْنِ أَخِيهِ لُوطٍ وَ أَهْلِهِ، وَ ذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى حِكَايَةً عَنْ إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): إِنَّ فِيهٰا لُوطاً قٰالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهٰا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَ أَهْلَهُ إِلاَّ اِمْرَأَتَهُ كٰانَتْ مِنَ اَلْغٰابِرِينَ ، يَعْنِي مِنَ اَلْبَاقِينَ فِي اَلْعَذَابِ. ثُمَّ سَأَلَهُمْ عَنْ عَدَدِ اَلْمُؤْمِنِينَ فِي هَذِهِ اَلْمَدَائِنِ، قَالَ لَهُ جَبْرَئِيلُ: مَا فِيهَا إِلاَّ لُوطٌ، وَ اِبْنَتَاهْ. فَذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: فَأَخْرَجْنٰا مَنْ كٰانَ فِيهٰا مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ*`فَمٰا وَجَدْنٰا فِيهٰا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ . قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: فَلَمّٰا ذَهَبَ عَنْ إِبْرٰاهِيمَ اَلرَّوْعُ ، أَيْ اَلْخَوْفُ وَ جٰاءَتْهُ اَلْبُشْرىٰ يَعْنِي بِإِسْحَاقَ يُجٰادِلُنٰا فِي قَوْمِ لُوطٍ يَعْنِي مَا جَرَى بَيْنَهُ وَ بَيْنَ جَبْرَئِيلَ، يَقُولُ اَللَّهُ تَعَالَى: إِنَّ إِبْرٰاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوّٰاهٌ مُنِيبٌ يَعْنِي هُوَ مُؤْمِنٌ فِي اَلدُّعَاءِ، مُقْبِلٌ عَلَى عِبَادَةِ رَبِّهِ قَالَ فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ لِإِبْرَاهِيمَ: يٰا إِبْرٰاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هٰذٰا إِنَّهُ قَدْ جٰاءَ أَمْرُ رَبِّكَ يَعْنِي عَذَابَهُ وَ إِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذٰابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ أَيْ غَيْرُ مَصْرُوفٍ قَالَ فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ إِبْرَاهِيمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): يَا مَلاَئِكَةَ رَبِّي وَ رُسُلَهُ، اِمْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ». قَالَ: «فَاسْتَوَتِ اَلْمَلاَئِكَةُ عَلَى خَيْلِهِمْ، وَ قَارَبَتْ مَدَائِنَ لُوطٍ وَقْتَ اَلْمَسَاءِ، فَرَأَتْهُمْ رَبَابُ بِنْتُ لُوطٍ زَوْجَةُ إِسْحَاقَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، وَ هِيَ اَلْكُبْرَى، وَ كَانَتْ تَسْتَقِي اَلْمَاءَ، فَنَظَرَتْ إِلَيْهِمْ وَ إِذَا هُمْ قَوْمٌ عَلَيْهِمْ جَمَالٌ وَ هَيْئَةٌ حَسَنَةٌ، فَتَقَدَّمَتْ إِلَيْهِمْ، وَ قَالَتْ لَهُمْ: مَا لَكُمْ تَدْخُلُونَ عَلَى قَوْمٍ فَاسِقِينَ! لَيْسَ فِيهِمْ مَنْ يُضِيفُكُمْ إِلاَّ ذَلِكَ اَلشَّيْخُ، وَ إِنَّهُ لَيُقَاسِي مِنَ اَلْقَوْمِ أَمْراً عَظِيماً قَالَ وَ عَدَلَتِ اَلْمَلاَئِكَةُ إِلَى لُوطٍ، وَ قَدْ فَرَغَ مِنْ حَرْثِهِ، فَلَمَّا رَآهُمْ لُوطٌ اِغْتَمَّ لَهُمْ، وَ فَزِعَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَوْمِهِ، وَ ذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: وَ لَمّٰا جٰاءَتْ رُسُلُنٰا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَ ضٰاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَ قٰالَ هٰذٰا يَوْمٌ عَصِيبٌ ، يَعْنِي شَدِيدٌ شَرُّهُ. وَ قَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى: فَلَمّٰا جٰاءَ آلَ لُوطٍ اَلْمُرْسَلُونَ*`قٰالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ ، أَنْكَرَهُمْ لُوطٌ كَمَا أَنْكَرَهُمْ إِبْرَاهِيمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، فَقَالَ لَهُمْ لُوطٌ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتُمْ؟ قَالَ لَهُ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، وَ لَمْ يَعْرِفْهُ: مِنْ مَوْضِعٍ بَعِيدٍ، وَ قَدْ حَلَلْنَا بِسَاحَتِكَ، فَهَلْ لَكَ أَنْ تُضِيفَنَا فِي هَذِهِ اَللَّيْلَةِ، وَ عِنْدَ رَبِّكَ اَلْأَجْرُ وَ اَلثَّوَابُ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَ لَكِنْ أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَؤُلاَءِ اَلْقَوْمِ اَلْفَاسِقِينَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اَللَّهِ. فَقَالَ جَبْرَئِيلُ لِإِسْرَافِيلَ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ): هَذِهِ وَاحِدَةٌ. وَ قَدْ كَانَ اَللَّهُ تَعَالَى أَمَرَهُمْ أَنْ لاَ يُدَمِّرُوهُمْ إِلاَّ بَعْدَ أَرْبَعِ شَهَادَاتٍ تَحْصُلُ مِنْ لُوطٍ بِفِسْقِهِمْ، وَ لَعَنْتِهِ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ أَقْبَلُوا عَلَيْهِ، وَ قَالُوا: يَا لُوطُ، قَدْ أَقْبَلَ عَلَيْنَا اَللَّيْلُ، وَ نَحْنُ أَضْيَافُكَ، فَاعْمَلْ عَلَى حَسَبِ ذَلِكَ. فَقَالَ لَهُمْ لُوطٌ: قَدْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ قَوْمِي يَفْسُقُونَ، وَ يَأْتُونَ اَلذُّكُورَ شَهْوَةً وَ يَتْرُكُونَ اَلنِّسَاءَ، عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اَللَّهِ. فَقَالَ جَبْرَئِيلُ لِإِسْرَافِيلَ: هَذِهِ ثَانِيَةٌ. ثُمَّ قَالَ لَهُمْ لُوطٌ: اِنْزِلُوا عَنْ دَوَابِّكُمْ، وَ اِجْلِسُوا هَاهُنَا حَتَّى يَشْتَدَّ اَلظَّلاَمُ، ثُمَّ تَدْخُلُونَ وَ لاَ يَشْعُرْ بِكُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ، فَإِنَّهُمْ قَوْمُ سَوْءٍ فَاسِقِينَ، عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اَللَّهِ. فَقَالَ جَبْرَئِيلُ لِإِسْرَافِيلَ: هَذِهِ اَلثَّالِثَةُ. ثُمَّ مَضَى لُوطٌ بَعْدَ أَنْ أَسْدَلَ اَلظَّلاَمُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ إِلَى مَنْزِلِهِ، وَ اَلْمَلاَئِكَةُ خَلْفَهُ، حَتَّى دَخَلُوا مَنْزِلَهُ، فَأَغْلَقَ عَلَيْهِمُ اَلْبَابَ، ثُمَّ دَعَا بِامْرَأَتِهِ، يُقَالُ لَهَا (قُوَابُ) وَ قَالَ لَهَا: يَا هَذِهِ، إِنَّكِ عَصَيْتِ مُدَّةَ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَ هَؤُلاَءِ أَضْيَافِي قَدْ مَلَؤُوا قَلْبِي خَوْفاً، اِكْفِينِي أَمْرَهُمْ هَذِهِ اَللَّيْلَةَ حَتَّى أَغْفِرَ لَكَ مَا مَضَى. قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: ضَرَبَ اَللّٰهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَتَ نُوحٍ وَ اِمْرَأَتَ لُوطٍ كٰانَتٰا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبٰادِنٰا صٰالِحَيْنِ فَخٰانَتٰاهُمٰا ، وَ لَمْ تَكُنْ خِيَانَتُهُمَا فِي اَلْفِرَاشِ، لِأَنَّ اَللَّهَ تَعَالَى لاَ يَبْتَلِي أَنْبِيَاءَهُ بِذَلِكَ وَ لَكِنْ خِيَانَةَ اِمْرَأَةِ نُوحٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ لِقَوْمِهِ: لاَ تَضْرِبُوهُ لِأَنَّهُ مَجْنُونٌ؛ وَ كَانَ مَلِكُ قَوْمِهِ رَجُلاً جَبَّاراً قَوِيّاً عَاتِياً، يُقَالُ لَهُ: دوقيلُ بْنُ عَوِيلِ بْنِ لاَمَكَ بْنِ جُنْحِ بْنِ قَابِيلَ، وَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ شَرِبَ اَلْخَمْرَ، وَ قَعَدَ عَلَى اَلْأَسِرَّةِ، وَ أَوَّلُ مَنْ أَمَرَ بِصَنْعَةِ اَلْحَدِيدِ وَ اَلرَّصَاصِ وَ اَلنُّحَاسِ، وَ أَوَّلُ مَنْ اِتَّخَذَ اَلثِّيَابَ اَلْمَنْسُوجَةَ بِالذَّهَبِ، وَ كَانَ يَعْبُدُ هُوَ وَ قَوْمُهُ اَلْأَصْنَامَ اَلْخَمْسَ: وَدّاً، وَ سُوَاعاً، وَ يَغُوثَ، وَ يَعُوقَ، وَ نَسْراً، وَ هِيَ أَصْنَامُ قَوْمِ إِدْرِيسَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، ثُمَّ اِتَّخَذُوا فِي كَثْرَةِ اَلْأَصْنَامِ حَتَّى صَارَ لَهُمْ أَلْفٌ وَ تِسْعُ مِائَةِ صَنَمٍ عَلَى كَرَاسِيِّ اَلذَّهَبِ، وَ أَسِرَّةً مِنَ اَلْفِضَّةِ مَفْرُوشَةً بِأَنْوَاعِ اَلْفُرُشِ اَلْفَاخِرَةِ، مُتَوَّجِينَ اَلْأَصْنَامَ بِتِيجَانٍ مُرَصَّعَةٍ بِالْجَوَاهِرِ وَ اَللَّآلِئِ وَ اَلْيَوَاقِيتِ، وَ لِهَذِهِ اَلْأَصْنَامِ خَدَمٌ يَخْدُمُونَهَا تَعْظِيماً لَهَا. وَ خِيَانَةُ اِمْرَأَةِ لُوطٍ أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا رَأَتْ ضَيْفاً نَهَاراً أَدْخَنَتْ، وَ إِذَا أُنْزِلَ لَيْلاً أَوْقَدَتْ، فَعَلِمَ اَلْقَوْمُ أَنَّ هُنَاكَ ضُيُوفاً، فَلَمَّا كَانَ فِي تِلْكَ اَللَّيْلَةِ، خَرَجَتْ وَ بِيَدِهَا سِرَاجٌ كَأَنَّهَا تُرِيدُ أَنْ تُشْعِلَهُ، وَ طَافَتْ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنْ قَوْمِهَا وَ أَهْلِهَا وَ أَخْبَرَتْهُمْ بِجَمَالِ اَلْقَوْمِ وَ بِحُسْنِهِمْ قَالَ فَعَلِمَ لُوطٌ بِذَلِكَ، فَأَغْلَقَ اَلْبَابَ وَ أَوْثَقَهُ، وَ أَقْبَلَ اَلْفُسَّاقُ يُهْرَعُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ وَ مَكَانٍ، وَ يُنَادُونَ، حَتَّى وَقَفُوا عَلَى بَابِ لُوطٍ، فَفَزَّعُوهُ، وَ ذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: وَ جٰاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ ، أَيْ يُسْرِعُونَ إِلَيْهِ وَ مِنْ قَبْلُ كٰانُوا يَعْمَلُونَ اَلسَّيِّئٰاتِ قَالَ فَنَادَاهُمْ لُوطٌ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، وَ قَالَ: يٰا قَوْمِ هٰؤُلاٰءِ بَنٰاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ، يَعْنِي بِالزَّوَاجِ وَ اَلنِّكَاحِ إِنْ آمَنْتُمْ فَاتَّقُوا اَللّٰهَ وَ لاٰ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ، يَعْنِي لاَ تَفْضَحُونِي فِي ضِيَافَتِي أَ لَيْسَ مِنْكُمْ يَا قَوْمِ رَجُلٌ رَشِيدٌ أَيْ حَلِيمُ، يَأْمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ، وَ يَنْهَاكُمْ عَنِ اَلْمُنْكَرِ؟ فَقَالُوا لَهُ: لَقَدْ عَلِمْتَ مٰا لَنٰا فِي بَنٰاتِكَ مِنْ حَقٍّ ، أَيْ مِنْ حَاجَةٍ، وَ لاَ شَهْوَةَ لَنَا فِيهِنَّ وَ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ مٰا نُرِيدُ ، يَعْنِي عَمَلَهُمُ اَلْخَبِيثَ، وَ هُوَ إِتْيَانُ اَلذُّكُورِ. ثُمَّ كَسَرُوا اَلْبَابَ وَ دَخَلُوا، فَقَالُوا: يَا لُوطُ أَ وَ لَمْ نَنْهَكَ عَنِ اَلْعٰالَمِينَ ؟، يَعْنِي عَنِ اَلنَّاسِ أَجْمَعِينَ قَالَ فَوَقَفَ لُوطٌ عَلَى اَلْبَابِ دُونَ أَضْيَافِهِ، وَ قَالَ: وَ اَللَّهِ لاَ أُسْلِمُ أَضْيَافِي إِلَيْكُمْ وَ فِيَّ عِرْقٌ يَضْرِبُ دُونَ أَنْ تَذْهَبَ نَفْسِي، أَوْ لاَ أَقْدِرَ عَلَى شَيْءٍ، وَ ذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ ، فَتَقَدَّمَ بَعْضُهُمْ إِلَيْهِ، فَلَطَمَ وَجْهَهُ، وَ أَخَذَ بِلِحْيَتِهِ، وَ دَفَعَهُ عَنِ اَلْبَابِ، فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ لُوطٌ: لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ قَالَ فَرَفَعَ لُوطٌ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) رَأْسَهُ إِلَى اَلسَّمَاءِ، وَ قَالَ: إِلَهِي خُذْ لِي مِنْ قَوْمِي حَقِّي، وَ اِلْعَنْهُمْ لَعْناً كَثِيراً، فَقَالَ جَبْرَئِيلُ لِإِسْرَافِيلَ: هَذِهِ اَلرَّابِعَةُ. ثُمَّ قَالَ جَبْرَئِيلُ: يٰا لُوطُ إِنّٰا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَبْشِرْ، وَ لاَ تَحْزَنْ عَلَيْنَا. فَهَجَمَ اَلْقَوْمُ عَلَيْهِ، وَ هُمْ يَقُولُونَ: أَ وَ لَمْ نَنْهَكَ عَنِ اَلْعٰالَمِينَ ، أَيْ لاَ تُؤْوِي ضَيْفاً، فَرَأَوْا جَمَالَ اَلْقَوْمِ وَ حُسْنَ وُجُوهِهِمْ، فَبَادَرُوا نَحْوَهُمْ، فَطَمَسَ اَللَّهُ عَلَى أَعْيُنِهِمْ، وَ إِذَا هُمْ عُمْيٌ لاَ يُبْصِرُونَ، وَ صَارَتْ وُجُوهُهُمْ كَالْقَارِ، وَ هُمْ يَدُورُونَ وَ وُجُوهُهُمْ تَضْرِبُ اَلْحِيطَانَ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَ لَقَدْ رٰاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنٰا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذٰابِي وَ نُذُرِ قَالَ وَ إِذَا نَفَرٌ آخَرُونَ قَدْ لَحِقُوا بِهِمْ، وَ نَادَوْهُمْ: إِنْ كُنْتُمْ قَضَيْتُمْ شَهْوَتَكُمْ مِنْهُمْ، فَاخْرُجُوا حَتَّى نَدْخُلَ وَ نَقْضِيَ شَهْوَتَنَا مِنْهُمْ. فَصَاحُوا: يَا قَوْمِ، إِنَّ لُوطاً أَتَى بِقَوْمٍ سَحَرَةٍ، لَقَدْ سَحَرُوا أَعْيُنَنَا، فَادْخُلُوا إِلَيْنَا وَ خُذُوا بِأَيْدِينَا. فَدَخَلُوا وَ أَخْرَجُوهُمْ، وَ قَالُوا: يَا لُوطُ، إِذَا أَصْبَحَ اَلصُّبْحُ نَأْتِيكَ وَ نُرِيكَ مَا تُحِبُّ؛ فَسَكَتَ عَنْهُمْ لُوطٍ حَتَّى خَرَجُوا. ثُمَّ قَالَ لُوطٌ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) لِلْمَلاَئِكَةِ: بِمَاذَا أُرْسِلْتُمْ؟ فَأَخْبَرُوهُ بِهَلاَكِ قَوْمِهِ، فَقَالَ: مَتَى ذَلِكَ؟ فَقَالَ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): إِنَّ مَوْعِدَهُمُ اَلصُّبْحُ أَ لَيْسَ اَلصُّبْحُ بِقَرِيبٍ . فَقَالَ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): اُخْرُجْ اَلْآنَ يَا لُوطُ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اَللَّيْلِ ، يَعْنِي فِي آخِرِ اَللَّيْلِ وَ لاٰ يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ اِمْرَأَتَكَ قُوَابَ إِنَّهُ مُصِيبُهٰا مٰا أَصٰابَهُمْ مِنَ اَلْعَذَابِ». قَالَ: «فَجَمَعَ لُوطٌ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) بَنَاتِهِ وَ أَهْلَهُ وَ مَوَاشِيَهُ وَ أَمْتِعَتَهُ، فَأَخْرَجَهُمْ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) مِنَ اَلْمَدِينَةِ، ثُمَّ قَالَ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): يَا لُوطُ قَدْ قَضَى رَبُّكَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاَءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ. فَقَالَتْ لَهُ اِمْرَأَتُهُ: إِلَى أَيْنَ تَخْرُجُ يَا لُوطُ مِنْ دُورِكَ؟ فَأَخْبَرَهَا أَنَّ هَؤُلاَءِ رُسُلُ رَبِّي، جَاءُوا لِهَلاَكِ اَلْمُدُنِ. فَقَالَتْ: يَا لُوطُ، وَ مَا لِرَبِّكَ مِنَ اَلْقُدْرَةِ حَتَّى يَقْدِرَ عَلَى هَلاَكِ هَؤُلاَءِ اَلْمَدَائِنِ اَلسَّبْعِ؟! فَمَا اِسْتَتَمَّتْ كَلاَمَهَا حَتَّى أَتَاهَا حَجَرٌ مِنْ حِجَارَةٍ اَلسِّجِّيلِ، فَوَقَعَ عَلَى رَأْسِهَا فَأَهْلَكَهَا، وَ قِيلَ: إِنَّهَا بَقِيَتْ مَمْسُوخَةً حَجَراً أَسْوَدَ عِشْرِينَ سَنَةً، ثُمَّ خُسِفَ بِهَا فِي بَطْنِ اَلْأَرْضِ». قَالَ: «وَ خَرَجَ لُوطٌ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) مِنْ تِلْكَ اَلْمَدَائِنِ وَ إِذَا بِجَبْرَئِيلَ اَلْأَمِينَ قَدْ بَسَطَ جَنَاحَ اَلْغَضَبِ، وَ إِسْرَافِيلَ قَدْ جَمَعَ أَطْرَافَ اَلْمَدَائِنِ، وَ دَرْدَائِيلَ قَدْ جَعَلَ جَنَاحَهُ تَحْتَ تُخُومِ اَلْأَرْضِ اَلسَّابِعَةِ، وَ عِزْرَائِيلَ قَدْ تَهَيَّأَ لِقَبْضِ أَرْوَاحِهِمْ فِي حِرَابِ اَلنِّيرَانِ، حَتَّى إِذَا بَرَزَ عَمُودُ اَلصُّبْحِ، صَاحَ جَبْرَئِيلُ اَلْأَمِينُ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا بِئْسَ صَبَاحُ قَوْمٍ كَافِرِينَ. وَ صَاحَ مِيكَائِيلُ مِنَ اَلْجَانِبِ اَلثَّانِي: يَا بِئْسَ صَبَاحُ قَوْمٍ فَاسِقِينَ. وَ صَاحَ إِسْرَافِيلُ مِنَ اَلْجَانِبِ اَلثَّالِثِ: يَا بِئْسَ صَبَاحُ قَوْمٍ مُجْرِمِينَ. وَ صَاحَ دَرْدَائِيلُ: يَا بِئْسَ صَبَاحُ قَوْمٍ ضَالِّينَ. وَ صَاحَ عِزْرَائِيلُ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا بِئْسَ صَبَاحُ قَوْمٍ غَافِلِينَ». قَالَ: «فَقَلَعَ جَبْرَئِيلُ اَلْأَمِينُ طَاوُسُ اَلْمَلاَئِكَةِ اَلْمُطَوَّقُ بِالنُّورِ، ذُو اَلْقُوَّةِ تِلْكَ اَلْمَدَائِنَ اَلسَّبْعَ عَنْ آخِرِهَا، مِنْ تَحْتِ تُخُومِ اَلْأَرْضِ اَلسَّابِعَةِ اَلسُّفْلَى بِجَنَاحِ اَلْغَضَبِ، حَتَّى بَلَغَ اَلْمَاءَ اَلْأَسْوَدَ، ثُمَّ رَفَعَهَا بِجِبَالِهَا، وَ وِدْيَانِهَا ، وَ أَشْجَارِهَا، وَ دُورِهَا، وَ غُرَفِهَا، وَ أَنْهَارِهَا، وَ مَزَارِعِهَا، وَ مَرَاعِيهَا، حَتَّى اِنْتَهَى بِهَا إِلَى اَلْبَحْرِ اَلْأَخْضَرِ اَلَّذِي فِي اَلْهَوَاءِ، حَتَّى سَمِعَ أَهْلُ اَلسَّمَاءِ صِيَاحَ صِبْيَانِهِمْ، وَ نَبِيحَ كِلاَبِهِمْ، وَ صَقِيعَ اَلدِّيَكَةِ، فَقَالُوا: مَنْ هَؤُلاَءِ اَلْمَغْضُوبُ عَلَيْهِمْ؟ فَقِيلَ: هَؤُلاَءِ قَوْمُ لُوطٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ). وَ لَمْ تَزَلْ كَذَلِكَ عَلَى جَنَاحِ جَبْرَئِيلَ، وَ هِيَ تَرْتَعِدُ كَأَنَّهَا سَعَفَةٌ فِي رِيحٍ عَاصِفٍ، تَنْتَظِرُ مَتَى يُؤْمَرَ بِهِمْ، فَنُودِيَ: دُرِ اَلْقُرَى بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ. فَقَلَبَهَا جَبْرَئِيلُ اَلْأَمِينُ، وَ جَعَلَ عَالِيَهَا سَافِلَهَا، فَذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: وَ اَلْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوىٰ*`فَغَشّٰاهٰا مٰا غَشّٰى ، يَعْنِي مِنْ رَمْيِ اَلْمَلاَئِكَةِ لَهُمْ بِالْحِجَارَةِ مِنْ فَوْقِهِمْ. قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: فَلَمّٰا جٰاءَ أَمْرُنٰا يَعْنِي عَذَابَنَا جَعَلْنٰا عٰالِيَهٰا سٰافِلَهٰا وَ أَمْطَرْنٰا عَلَيْهٰا حِجٰارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ يَعْنِي مُتَتَابِعٌ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ، وَ كُلُّ حَجَرٍ عَلَيْهِ اِسْمُ صَاحِبِهِ قَالَ فَاسْتَيْقَظَ اَلْقَوْمُ وَ إِذَا هُمْ بِالْأَرْضِ تَهْوِي بِهِمْ مِنَ اَلْهَوَاءِ، وَ اَلنِّيرَانُ مِنْ تَحْتِهِمْ، وَ اَلْمَلاَئِكَةُ تَقْذِفُهُمْ بِالْحِجَارَةِ وَ هِيَ مَطْبُوخَةٌ بِنَارِ جَهَنَّمَ، وَ هِيَ عَلَيْهِمْ كَالْمَطَرِ، فَسَاءَ صَبَاحُ اَلْمُنْذَرِينَ». وَ رُوِيَ: أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ كَانَ غَائِباً عَنْ هَذِهِ اَلْمَدَائِنِ، مِمَّنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ حَالِهِمْ فِي دِينِهِمْ وَ فِعْلِهِمْ أَتَاهُ اَلْحَجَرُ، فَانْقَضَّ عَلَى رَأْسِهِ حَتَّى قَتَلَهُ.
6)در تحفة الإخوان آمده است:امام جعفر بن محمد صادق عليه السلام مىفرمايد:مردم مؤتفكات از بزرگوارترين مردم بودند و بهرهمند از حسن و جمال. پس گرفتار قحط و گرانى شدند.آنگاه ابليس لعين نزد ايشان آمد و گفت:علت اينكه دچار قحطى شدهايد اين است كه شما مردم را از ورود به خانههايتان منع كرديد،اما ايشان را از ورود به باغهايتان در صحرا منع نكرديد.گفتند:چگونه آنها را از ورود به باغهايمان منع كنيم؟گفت:اين را ميان خود يك سنت كنيد كه اگر مرد غريبهاى را در شهر خويش ديديد،لباسهاى وى را به غارت بريد و از...
قوله و لما جاءت رسلنا ابراهیم بالبشری الی قوله نحن اعلم بمن فیها قال فجادل ابراهیم الملایکه فی قوم لوط ان یترکوا قال فقال ا رایتم ان کان فیها عشره ابیات من المسلمین ا تترکونهم فقالت الملایکه لیس فیها عشره ابیات و لا خمسه و لا اربعه و لا ثلاثه و لا اثنان قال فحزن علی لوط و اهل بیته فقال ان فیها لوطا قالوا نحن اعلم بمن فیها لننجینه و اهله الا امراته کانت من الغابرین فذلک قوله یجادلنا فی قوم لوط ان ابراهیم لحلیم اواه منیب فقالت الملایکه یا ابراهیم اعرض عن هذا انه قد جاء امر ربک و انهم اتیهم عذاب...