سوره
نام سوره
کتاب0
قرن0
مذهب0
نوع0
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ
الٓمٓ1
أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتۡرَكُوٓاْ أَن يَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا وَهُمۡ لَا يُفۡتَنُونَ2
وَلَقَدۡ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ فَلَيَعۡلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعۡلَمَنَّ ٱلۡكَٰذِبِينَ3
أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلسَّيِّـَٔاتِ أَن يَسۡبِقُونَاۚ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ4
مَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ ٱللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ لَأٓتࣲۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ5
وَمَن جَٰهَدَ فَإِنَّمَا يُجَٰهِدُ لِنَفۡسِهِۦٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ ٱلۡعَٰلَمِينَ6
وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنۡهُمۡ سَيِّـَٔاتِهِمۡ وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَحۡسَنَ ٱلَّذِي كَانُواْ يَعۡمَلُونَ7
وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ حُسۡنࣰاۖ وَإِن جَٰهَدَاكَ لِتُشۡرِكَ بِي مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمࣱ فَلَا تُطِعۡهُمَآۚ إِلَيَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ8
وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ لَنُدۡخِلَنَّهُمۡ فِي ٱلصَّـٰلِحِينَ9
وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ فَإِذَآ أُوذِيَ فِي ٱللَّهِ جَعَلَ فِتۡنَةَ ٱلنَّاسِ كَعَذَابِ ٱللَّهِۖ وَلَئِن جَآءَ نَصۡرࣱ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمۡۚ أَوَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِأَعۡلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ ٱلۡعَٰلَمِينَ10
وَلَيَعۡلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَيَعۡلَمَنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ11
وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّبِعُواْ سَبِيلَنَا وَلۡنَحۡمِلۡ خَطَٰيَٰكُمۡ وَمَا هُم بِحَٰمِلِينَ مِنۡ خَطَٰيَٰهُم مِّن شَيۡءٍۖ إِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ12
وَلَيَحۡمِلُنَّ أَثۡقَالَهُمۡ وَأَثۡقَالࣰا مَّعَ أَثۡقَالِهِمۡۖ وَلَيُسۡـَٔلُنَّ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ عَمَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ13
وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوۡمِهِۦ فَلَبِثَ فِيهِمۡ أَلۡفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمۡسِينَ عَامࣰا فَأَخَذَهُمُ ٱلطُّوفَانُ وَهُمۡ ظَٰلِمُونَ14
فَأَنجَيۡنَٰهُ وَأَصۡحَٰبَ ٱلسَّفِينَةِ وَجَعَلۡنَٰهَآ ءَايَةࣰ لِّلۡعَٰلَمِينَ15
وَإِبۡرَٰهِيمَ إِذۡ قَالَ لِقَوۡمِهِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱتَّقُوهُۖ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرࣱ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ16
إِنَّمَا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡثَٰنࣰا وَتَخۡلُقُونَ إِفۡكًاۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَمۡلِكُونَ لَكُمۡ رِزۡقࣰا فَٱبۡتَغُواْ عِندَ ٱللَّهِ ٱلرِّزۡقَ وَٱعۡبُدُوهُ وَٱشۡكُرُواْ لَهُۥٓۖ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ17
وَإِن تُكَذِّبُواْ فَقَدۡ كَذَّبَ أُمَمࣱ مِّن قَبۡلِكُمۡۖ وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ18
أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ كَيۡفَ يُبۡدِئُ ٱللَّهُ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥٓۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرࣱ19
قُلۡ سِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُواْ كَيۡفَ بَدَأَ ٱلۡخَلۡقَۚ ثُمَّ ٱللَّهُ يُنشِئُ ٱلنَّشۡأَةَ ٱلۡأٓخِرَةَۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءࣲ قَدِيرࣱ20
يُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ وَيَرۡحَمُ مَن يَشَآءُۖ وَإِلَيۡهِ تُقۡلَبُونَ21
وَمَآ أَنتُم بِمُعۡجِزِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِي ٱلسَّمَآءِۖ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيࣲّ وَلَا نَصِيرࣲ22
وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَلِقَآئِهِۦٓ أُوْلَـٰٓئِكَ يَئِسُواْ مِن رَّحۡمَتِي وَأُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمࣱ23
فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوۡمِهِۦٓ إِلَّآ أَن قَالُواْ ٱقۡتُلُوهُ أَوۡ حَرِّقُوهُ فَأَنجَىٰهُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلنَّارِۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ يُؤۡمِنُونَ24
وَقَالَ إِنَّمَا ٱتَّخَذۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡثَٰنࣰا مَّوَدَّةَ بَيۡنِكُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ ثُمَّ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يَكۡفُرُ بَعۡضُكُم بِبَعۡضࣲ وَيَلۡعَنُ بَعۡضُكُم بَعۡضࣰا وَمَأۡوَىٰكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّـٰصِرِينَ25
فَـَٔامَنَ لَهُۥ لُوطࣱۘ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّيٓۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ26
وَوَهَبۡنَا لَهُۥٓ إِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَجَعَلۡنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ ٱلنُّبُوَّةَ وَٱلۡكِتَٰبَ وَءَاتَيۡنَٰهُ أَجۡرَهُۥ فِي ٱلدُّنۡيَاۖ وَإِنَّهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ27
وَلُوطًا إِذۡ قَالَ لِقَوۡمِهِۦٓ إِنَّكُمۡ لَتَأۡتُونَ ٱلۡفَٰحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنۡ أَحَدࣲ مِّنَ ٱلۡعَٰلَمِينَ28
أَئِنَّكُمۡ لَتَأۡتُونَ ٱلرِّجَالَ وَتَقۡطَعُونَ ٱلسَّبِيلَ وَتَأۡتُونَ فِي نَادِيكُمُ ٱلۡمُنكَرَۖ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوۡمِهِۦٓ إِلَّآ أَن قَالُواْ ٱئۡتِنَا بِعَذَابِ ٱللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ29
قَالَ رَبِّ ٱنصُرۡنِي عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡمُفۡسِدِينَ30
وَلَمَّا جَآءَتۡ رُسُلُنَآ إِبۡرَٰهِيمَ بِٱلۡبُشۡرَىٰ قَالُوٓاْ إِنَّا مُهۡلِكُوٓاْ أَهۡلِ هَٰذِهِ ٱلۡقَرۡيَةِۖ إِنَّ أَهۡلَهَا كَانُواْ ظَٰلِمِينَ31
قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطࣰاۚ قَالُواْ نَحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَن فِيهَاۖ لَنُنَجِّيَنَّهُۥ وَأَهۡلَهُۥٓ إِلَّا ٱمۡرَأَتَهُۥ كَانَتۡ مِنَ ٱلۡغَٰبِرِينَ32
وَلَمَّآ أَن جَآءَتۡ رُسُلُنَا لُوطࣰا سِيٓءَ بِهِمۡ وَضَاقَ بِهِمۡ ذَرۡعࣰاۖ وَقَالُواْ لَا تَخَفۡ وَلَا تَحۡزَنۡ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهۡلَكَ إِلَّا ٱمۡرَأَتَكَ كَانَتۡ مِنَ ٱلۡغَٰبِرِينَ33
إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَىٰٓ أَهۡلِ هَٰذِهِ ٱلۡقَرۡيَةِ رِجۡزࣰا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَفۡسُقُونَ34
وَلَقَد تَّرَكۡنَا مِنۡهَآ ءَايَةَۢ بَيِّنَةࣰ لِّقَوۡمࣲ يَعۡقِلُونَ35
وَإِلَىٰ مَدۡيَنَ أَخَاهُمۡ شُعَيۡبࣰا فَقَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱرۡجُواْ ٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَلَا تَعۡثَوۡاْ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُفۡسِدِينَ36
فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتۡهُمُ ٱلرَّجۡفَةُ فَأَصۡبَحُواْ فِي دَارِهِمۡ جَٰثِمِينَ37
وَعَادࣰا وَثَمُودَاْ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَٰكِنِهِمۡۖ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَعۡمَٰلَهُمۡ فَصَدَّهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَكَانُواْ مُسۡتَبۡصِرِينَ38
وَقَٰرُونَ وَفِرۡعَوۡنَ وَهَٰمَٰنَۖ وَلَقَدۡ جَآءَهُم مُّوسَىٰ بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَٱسۡتَكۡبَرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا كَانُواْ سَٰبِقِينَ39
فَكُلًّا أَخَذۡنَا بِذَنۢبِهِۦۖ فَمِنۡهُم مَّنۡ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِ حَاصِبࣰا وَمِنۡهُم مَّنۡ أَخَذَتۡهُ ٱلصَّيۡحَةُ وَمِنۡهُم مَّنۡ خَسَفۡنَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ وَمِنۡهُم مَّنۡ أَغۡرَقۡنَاۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظۡلِمَهُمۡ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ40
مَثَلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡلِيَآءَ كَمَثَلِ ٱلۡعَنكَبُوتِ ٱتَّخَذَتۡ بَيۡتࣰاۖ وَإِنَّ أَوۡهَنَ ٱلۡبُيُوتِ لَبَيۡتُ ٱلۡعَنكَبُوتِۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ41
إِنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ مِن شَيۡءࣲۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ42
وَتِلۡكَ ٱلۡأَمۡثَٰلُ نَضۡرِبُهَا لِلنَّاسِۖ وَمَا يَعۡقِلُهَآ إِلَّا ٱلۡعَٰلِمُونَ43
خَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِٱلۡحَقِّۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةࣰ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ44
ٱتۡلُ مَآ أُوحِيَ إِلَيۡكَ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَۖ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۗ وَلَذِكۡرُ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا تَصۡنَعُونَ45
وَلَا تُجَٰدِلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ إِلَّا بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ إِلَّا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنۡهُمۡۖ وَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا بِٱلَّذِيٓ أُنزِلَ إِلَيۡنَا وَأُنزِلَ إِلَيۡكُمۡ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمۡ وَٰحِدࣱ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ46
وَكَذَٰلِكَ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَۚ فَٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يُؤۡمِنُونَ بِهِۦۖ وَمِنۡ هَـٰٓؤُلَآءِ مَن يُؤۡمِنُ بِهِۦۚ وَمَا يَجۡحَدُ بِـَٔايَٰتِنَآ إِلَّا ٱلۡكَٰفِرُونَ47
وَمَا كُنتَ تَتۡلُواْ مِن قَبۡلِهِۦ مِن كِتَٰبࣲ وَلَا تَخُطُّهُۥ بِيَمِينِكَۖ إِذࣰا لَّٱرۡتَابَ ٱلۡمُبۡطِلُونَ48
بَلۡ هُوَ ءَايَٰتُۢ بَيِّنَٰتࣱ فِي صُدُورِ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَۚ وَمَا يَجۡحَدُ بِـَٔايَٰتِنَآ إِلَّا ٱلظَّـٰلِمُونَ49
وَقَالُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ ءَايَٰتࣱ مِّن رَّبِّهِۦۚ قُلۡ إِنَّمَا ٱلۡأٓيَٰتُ عِندَ ٱللَّهِ وَإِنَّمَآ أَنَا۠ نَذِيرࣱ مُّبِينٌ50
أَوَلَمۡ يَكۡفِهِمۡ أَنَّآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ يُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحۡمَةࣰ وَذِكۡرَىٰ لِقَوۡمࣲ يُؤۡمِنُونَ51
قُلۡ كَفَىٰ بِٱللَّهِ بَيۡنِي وَبَيۡنَكُمۡ شَهِيدࣰاۖ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۗ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلۡبَٰطِلِ وَكَفَرُواْ بِٱللَّهِ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ52
وَيَسۡتَعۡجِلُونَكَ بِٱلۡعَذَابِ وَلَوۡلَآ أَجَلࣱ مُّسَمࣰّى لَّجَآءَهُمُ ٱلۡعَذَابُۚ وَلَيَأۡتِيَنَّهُم بَغۡتَةࣰ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ53
يَسۡتَعۡجِلُونَكَ بِٱلۡعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةُۢ بِٱلۡكَٰفِرِينَ54
يَوۡمَ يَغۡشَىٰهُمُ ٱلۡعَذَابُ مِن فَوۡقِهِمۡ وَمِن تَحۡتِ أَرۡجُلِهِمۡ وَيَقُولُ ذُوقُواْ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ55
يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّ أَرۡضِي وَٰسِعَةࣱ فَإِيَّـٰيَ فَٱعۡبُدُونِ56
كُلُّ نَفۡسࣲ ذَآئِقَةُ ٱلۡمَوۡتِۖ ثُمَّ إِلَيۡنَا تُرۡجَعُونَ57
وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ ٱلۡجَنَّةِ غُرَفࣰا تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ نِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَٰمِلِينَ58
ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ59
وَكَأَيِّن مِّن دَآبَّةࣲ لَّا تَحۡمِلُ رِزۡقَهَا ٱللَّهُ يَرۡزُقُهَا وَإِيَّاكُمۡۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ60
وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَسَخَّرَ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۖ فَأَنَّىٰ يُؤۡفَكُونَ61
ٱللَّهُ يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦ وَيَقۡدِرُ لَهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمࣱ62
وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءࣰ فَأَحۡيَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ مِنۢ بَعۡدِ مَوۡتِهَا لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۚ قُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ63
وَمَا هَٰذِهِ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَآ إِلَّا لَهۡوࣱ وَلَعِبࣱۚ وَإِنَّ ٱلدَّارَ ٱلۡأٓخِرَةَ لَهِيَ ٱلۡحَيَوَانُۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ64
فَإِذَا رَكِبُواْ فِي ٱلۡفُلۡكِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ فَلَمَّا نَجَّىٰهُمۡ إِلَى ٱلۡبَرِّ إِذَا هُمۡ يُشۡرِكُونَ65
لِيَكۡفُرُواْ بِمَآ ءَاتَيۡنَٰهُمۡ وَلِيَتَمَتَّعُواْۚ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ66
أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّا جَعَلۡنَا حَرَمًا ءَامِنࣰا وَيُتَخَطَّفُ ٱلنَّاسُ مِنۡ حَوۡلِهِمۡۚ أَفَبِٱلۡبَٰطِلِ يُؤۡمِنُونَ وَبِنِعۡمَةِ ٱللَّهِ يَكۡفُرُونَ67
وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ كَذَّبَ بِٱلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَهُۥٓۚ أَلَيۡسَ فِي جَهَنَّمَ مَثۡوࣰى لِّلۡكَٰفِرِينَ68
وَٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ فِينَا لَنَهۡدِيَنَّهُمۡ سُبُلَنَاۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ69
ترجمه
تفسیر
حدیث
واژه‌نامه
اعلام و اسما
موضوعات
اعراب قرآن
آیات مرتبط
آیات در کتب
فیلتر بر اساس کتاب
کتاب
البرهان في تفسير القرآن1
ترجمه تفسیر روایی البرهان1
جامع البیان عن تاویل آی القرآن (تفسیر الطبری)1
قرن
قرن دوازدهم2
1
مذهب
شيعه2
سني1
نوع حدیث
تفسیری3
3 مورد یافت شد
البرهان في تفسير القرآن

68271 / _6 (تُحْفَةِ اَلْإِخْوَانِ‌): قَالَ اَلْإِمَامُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ اَلصَّادِقُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): «وَ كَانَ أَهْلُ اَلْمُؤْتَفِكَاتِ مِنْ أَجَلِّ‌ اَلنَّاسِ‌، وَ كَانُوا فِي حُسْنٍ وَ جَمَالٍ‌، فَأَصَابَهُمْ اَلْغَلاَءُ وَ اَلْقَحْطُ، فَجَاءَهُمْ إِبْلِيسُ اَللَّعِينُ‌، وَ قَالَ لَهُمْ‌: إِنَّمَا جَاءَكُمْ اَلْقَحْطُ لِأَنَّكُمْ مَنَعْتُمُ اَلنَّاسَ مِنْ دُورِكُمْ وَ لَمْ تَمْنَعُوهُمْ مِنْ بَسَاتِينِكُمُ اَلْخَارِجَةِ‌. فَقَالُوا: وَ كَيْفَ اَلسَّبِيلُ إِلَى اَلْمَنْعِ؟ فَقَالَ لَهُمْ‌: اِجْعَلُوا اَلسُّنَةَ بَيْنَكُمْ إِذَا وَجَدْتُمْ غَرِيباً فِي بَلَدِكُمْ سَلَبْتُمُوهُ وَ نَكَحْتُمُوهُ فِي دُبُرِهِ‌، حَتَّى إِنَّكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ لَمْ يَتَطَرَّقُوا عَلَيْكُمْ‌». قَالَ‌: «فَعَزَمُوا عَلَى ذَلِكَ‌، فَخَرَجُوا إِلَى ظَاهِرِ اَلْبَلَدِ يَطْلُبُونَ مَنْ يَجُوزُ بِهِمْ‌ ، فَتَصَوَّرَ لَهُمْ إِبْلِيسُ اَللَّعِينُ غُلاَماً أَمْرَدَ، فَتَزَيَّنَ‌، فَحَمَلُوا عَلَيْهِ‌، فَلَمَّا رَأَوْهُ سَلَبُوهُ وَ نَكَحُوهُ فِي دُبُرِهِ‌، فَطَابَ لَهُمْ ذَلِكَ‌، حَتَّى صَارَ هَذَا عَادَةً لَهُمْ فِي كُلِّ‌ غَرِيبٍ وَجَدُوهُ‌، حَتَّى تَعَدَّوْا مَنِ اَلْغُرَبَاءِ إِلَى أَهْلِ اَلْبَلَدِ، وَ فَشَا ذَلِكَ فِيهِمْ‌، وَ ظَهَرَ ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ اِنْتِقَامٍ بَيْنَهُمْ‌، فَمِنْهُمْ‌ مَنْ يُؤْتَى، وَ مِنْهُمْ مَنْ يَأْتِي. وَ أَوْحَى اَللَّهُ تَعَالَى إِلَى إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): أَنِّي اِخْتَرْتُ لُوطاً نَبِيّاً، فَابْعَثْهُ إِلَى هَؤُلاَءِ اَلْقَوْمِ‌. فَأَقْبَلَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى لُوطٍ فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ‌، ثُمَّ قَالَ لَهُ‌: اِنْطَلِقْ إِلَى مَدَائِنِ سَدُومَ‌ ، وَ اُدْعُهُمْ إِلَى عِبَادَةِ اَللَّهِ‌، وَ حَذِّرْهُمْ أَمْرَ اَللَّهِ وَ عَذَابَهُ‌، وَ ذَكِّرْهُمْ بِمَا نَزَلَ بِقَوْمِ نُمْرُودَ بْنِ كَنْعَانَ‌. فَسَارَ لُوطٌ حَتَّى صَارَ إِلَى اَلْمَدَائِنِ‌، فَوَقَفَ وَ هُوَ لاَ يَدْرِي بِأَيِّهَا يَبْدَأُ، فَأَقْبَلَ‌ حَتَّى دَخَلَ مَدِينَةَ سَدُومَ‌، وَ هِيَ أَكْبَرُهَا، وَ فِيهَا مُلْكُهُمْ‌، فَلَمَّا بَلَغَ وَسَطَ اَلسُّوقَ‌، قَالَ‌: يَا قَوْمِ اِتَّقُوا اَللَّهَ وَ أَطِيعُونِي، وَ اُزْجُرُوا أَنْفُسَكُمْ عَنْ هَذِهِ اَلْفَوَاحِشِ اَلَّتِي لَمْ تُسْبَقُوا إِلَى مِثْلِهَا، وَ اِنْتَهُوا عَنِ عِبَادَةِ اَلْأَصْنَامِ‌، فَإِنِّي رَسُولُ اَللَّهِ إِلَيْكُمْ‌. فَذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: وَ لُوطاً إِذْ قٰالَ لِقَوْمِهِ أَ تَأْتُونَ اَلْفٰاحِشَةَ مٰا سَبَقَكُمْ بِهٰا مِنْ أَحَدٍ مِنَ اَلْعٰالَمِينَ‌* إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ اَلرِّجٰالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ اَلنِّسٰاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ‌*`وَ مٰا كٰانَ جَوٰابَ قَوْمِهِ إِلاّٰ أَنْ قٰالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ‌ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنٰاسٌ يَتَطَهَّرُونَ‌ ، يَعْنِي عَنْ إِتْيَانِ اَلرِّجَالِ‌، وَ قَالَ فِي مَكَانٍ آخَرَ: أَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ اَلرِّجٰالَ‌ وَ تَقْطَعُونَ اَلسَّبِيلَ وَ تَأْتُونَ فِي نٰادِيكُمُ اَلْمُنْكَرَ ، يَعْنِي اَلْحَذْفَ بِالْحَصَى، وَ اَلتَّصْفِيقَ وَ اَللَّعِبَ بِالْحَمَامِ‌، وَ تَصْفِيقَ‌ اَلطُّيُورِ، وَ مُنَاقَرَةَ اَلدُّيُوكِ‌، وَ مُهَارَشَةَ اَلْكِلاَبِ‌ ، وَ اَلْحَبْقَ‌ فِي اَلْمَجَالِسِ‌، وَ لُبْسَ اَلْمُعَصْفَرَاتِ‌ ، فَمٰا كٰانَ جَوٰابَ‌ قَوْمِهِ إِلاّٰ أَنْ قٰالُوا اِئْتِنٰا بِعَذٰابِ اَللّٰهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ اَلصّٰادِقِينَ‌ . وَ بَلَغَ ذَلِكَ مَلِكَهُمْ فِي سَدُومَ‌، فَقَالَ‌: اِئْتُونِي بِهِ‌. فَلَمَّا وَقَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ‌، قَالَ لَهُ‌: مَنْ أَنْتَ‌، وَ مَنْ أَرْسَلَكَ‌، وَ بِمَاذَا جِئْتَ‌، وَ إِلَى مَنْ بُعِثْتَ؟ فَقَالَ لَهُ‌: أَمَّا اِسْمِي فَلُوطٌ اِبْنُ أَخِ إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌)، وَ أَمَّا اَلَّذِي أَرْسَلَنِي فَهُوَ اَللَّهُ رَبِّي وَ رَبُّكُمْ‌، وَ أَمَّا مَا جِئْتُ بِهِ‌، فَأَدْعُوكِمْ إِلَى طَاعَةِ اَللَّهِ [وَ أَمْرِهِ‌]، وَ أَنْهَاكُمْ عَنْ هَذِهِ اَلْفَوَاحِشِ‌. فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ لُوطٍ وَقَعَ فِي قَلْبِهِ‌ اَلرُّعْبُ وَ اَلْخَوْفُ‌، فَقَالَ لَهُ‌: إِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ مِنْ قَوْمِي، فَسِرْ إِلَيْهِمْ‌، فَإِنْ أَجَابُوكَ فَأَنَا مَعَهُمْ‌». قَالَ‌: «فَخَرَجَ لُوطٌ مِنْ عِنْدِهِ وَ وَقَفَ عَلَى قَوْمِهِ‌، وَ أَخَذَ يَدْعُوهُمْ إِلَى عِبَادَةِ اَللَّهِ‌، وَ يَنْهَاهُمْ عَنِ اَلْمَعَاصِي، وَ يُحَذِّرُهُمْ عَذَابَ اَللَّهِ‌، حَتَّى وَثَبُوا عَلَيْهِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ‌، وَ قَالُوا: لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يٰا لُوطُ مِنْ هَذِهِ اَلدَّعْوَةِ‌ لَتَكُونَنَّ‌ مِنَ اَلْمُخْرَجِينَ‌ أَيْ مِنْ بَلَدِنَا، قٰالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ‌ اَلْخَبِيثِ‌ مِنَ اَلْقٰالِينَ‌ أَيْ مِنَ اَلْمُبْغِضِينَ‌ رَبِّ نَجِّنِي وَ أَهْلِي مِمّٰا يَعْمَلُونَ‌ يَعْنِي مِنَ اَلْفَوَاحِشِ‌. فَأَقَامَ فِيهِمْ لُوطٌ عِشْرِينَ سَنَةً‌، وَ هُوَ يَدْعُوهُمْ‌، وَ تُوُفِّيَتْ اِمْرَأَتُهُ وَ كَانَتْ مُؤْمِنَةً‌، فَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى مِنْ قَوْمِهِ‌، وَ كَانَتْ‌ قَدْ آمَنَتْ بِهِ‌، يُقَالُ لَهَا (قُوَابُ‌)، فَقَامَ مَعَهَا يَدْعُوهُمْ إِلَى طَاعَةِ اَللَّهِ‌، فَجَعَلُوا يَشْتِمُونَهُ وَ يَضْرِبُونَهُ‌، حَتَّى بَقِيَ فِيهِمْ مِنْ‌ أَوَّلِ مَا بُعِثَ إِلَى أَرْبَعِينَ سَنَةً‌، فَلَمْ يُبَالُوا بِهِ‌، وَ لَمْ يُطِيعُوهُ‌، فَضَجَّتِ اَلْأَرْضُ إِلَى رَبِّهَا، وَ اِسْتَغَاثَتِ اَلْأَشْجَارُ، وَ اَلْأَطْيَارُ، وَ اَلْجَنَّةُ وَ اَلنَّارُ مِنْ فِعْلِهِمْ إِلَى اَللَّهِ تَعَالَى، فَأَوْحَى اَللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِمْ‌ : إِنِّي حَلِيمٌ لاَ أَعْجَلُ عَلَى مَنْ عَصَانِي حَتَّى يَأْتِيَ‌ اَلْأَجَلُ اَلْمَحْدُودُ». قَالَ‌: «فَلَمَّا اِسْتَخَفُّوا بِنَبِيِّ اَللَّهِ وَ لَمْ يُذْعِنُوا إِلَى طَاعَتِهِ‌، وَ دَامُوا عَلَى مَا كَانُوا فِيهِ مِنَ اَلْمَعَاصِي، أَمَرَ اَللَّهُ تَعَالَى أَرْبَعَةً مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ‌، وَ هُمْ‌: جَبْرَئِيلُ‌، وَ مِيكَائِيلُ‌، وَ إِسْرَافِيلُ‌، وَ دَرْدَائِيلُ أَنْ يَمُرُّوا بِإِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌)، وَ يُبَشِّرُونَهُ بِوَلَدٍ مِنْ‌ سَارَةَ بِنْتِ هَارَازَ بْنِ نَاخُورَ ، وَ كَانَتْ قَدْ آمَنَتْ بِهِ حِينَ جَعَلَ اَللَّهُ عَلَيْهِ اَلنَّارَ بَرْداً وَ سَلاَماً، فَأَوْحَى اَللَّهُ إِلَيْهِ‌: أَنْ تَزَوَّجْ‌ بِهَا يَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ فَتَزَوَّجَ بِهَا، فَجَاءُوا عَلَى صُورَةِ اَلْبَشَرِ، اَلْمُعْتَجِرِينَ‌ بِالْعَمَائِمِ‌، وَ كَانَ إِبْرَاهِيمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) لاَ يَأْكُلُ‌ إِلاَّ مَعَ اَلضَّيْفِ قَالَ فَانْقَطَعَتِ اَلْأَضْيَافُ عَنْهُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ‌، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ‌، قَالَ‌: يَا سَارَةُ‌، قُومِي وَ اِعْمَلِي شَيْئاً مِنَ‌ اَلطَّعَامِ‌، فَلَعَلِّي أَخْرُجُ عَسَى أَنْ أَلْقَى ضَيْفاً. فَقَامَتْ لِذَلِكَ‌، وَ خَرَجَ إِبْرَاهِيمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) فِي طَلَبِ اَلضَّيْفِ‌، فَلَمْ يَجِدْ ضَيْفاً، فَقَعَدَ فِي دَارِهِ يَقْرَأُ اَلصُّحُفَ اَلْمُنَزَّلَةَ عَلَيْهِ‌، فَلَمْ يَشْعُرْ إِلاَّ وَ اَلْمَلاَئِكَةُ قَدْ دَخَلُوا عَلَيْهِ مُفَاجَأَةً عَلَى خَيْلِهِمْ فِي زِينَتِهِمْ‌، فَوَقَفُوا بَيْنَ يَدَيْهِ‌، فَفَزِعَ مِنْ مُفَاجَأَتِهِمْ‌، حَتَّى قَالُوا: سَلاَماً، فَسَكَنَ خَوْفُهُ‌، فَذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: لَقَدْ جٰاءَتْ رُسُلُنٰا إِبْرٰاهِيمَ بِالْبُشْرىٰ قٰالُوا سَلاٰماً ، وَ قَالَ تَعَالَى فِي آيَةٍ أُخْرَى: هَلْ أَتٰاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ‌ إِبْرٰاهِيمَ اَلْمُكْرَمِينَ‌*`إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقٰالُوا سَلاٰماً قٰالَ سَلاٰمٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ‌ ، لِأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُ صُوَرَهُمْ‌، فَرَحَّبَ‌ بِهِمْ‌، وَ أَمَرَهُمْ بِالْجُلُوسِ‌، وَ دَخَلَ عَلَى سَارَةَ‌، وَ قَالَ لَهَا: قَدْ نَزَلَ عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ أَضْيَافٍ حِسَانُ اَلْوُجُوهِ وَ اَللِّبَاسِ‌، وَ قَدْ دَخَلُوا وَ سَلَّمُوا عَلَيَّ بِسَلاَمِ اَلْأَبْرَارِ، فَقَالَ لَهَا: وَ حَاجَتِي إِلَيْكِ أَنْ تَقُومِي وَ تَخْدُمِيهِمْ‌. فَقَالَتْ‌: عَهْدِي بِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ‌ وَ أَنْتَ أَغْيَرُ اَلنَّاسِ‌. فَقَالَ‌: هُوَ كَمَا تَقُولِينَ‌، غَيْرَ أَنَّ هَؤُلاَءِ أَعِزَّاءُ خِيَارٌ. ثُمَّ عَمَدَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى عِجْلٍ سَمِينٍ فَذَبَحَهُ‌، وَ نَظَّفَهُ‌، وَ عَمَدَ إِلَى اَلتَّنُّورِ فَسَجَرَهُ‌، فَوَضَعَ اَلْعِجْلَ فِي اَلتَّنُّورِ حَتَّى اِشْتَوَى، وَ ذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: فَمٰا لَبِثَ أَنْ جٰاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ، وَ اَلْحَنِيذُ اَلَّذِي يُشْوَى فِي اَلْحُفْرَةِ‌، وَ قَدِ اِنْتَهَى خُبُزُهُ وَ نَضَاجَتُهُ‌، فَوَضَعَ إِبْرَاهِيمُ اَلْعِجْلَ عَلَى اَلْخِوَانِ‌، وَ وَضَعَ اَلْخُبُزَ مِنْ حَوْلِهِ‌، وَ قَدَّمَهُ إِلَيْهِمْ‌، وَ وَقَفَتْ سَارَةُ‌ عَلَيْهِمْ تَخْدُمُهُمْ‌، وَ إِبْرَاهِيمُ يَأْكُلُ وَ لاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ‌، فَلَمَّا رَأَتْ سَارَةُ ذَلِكَ مِنْهُمْ‌، قَالَتْ‌: يَا إِبْرَاهِيمُ‌، إِنَّ أَضْيَافَكَ هَؤُلاَءِ لاَ يَأْكُلُونَ شَيْئاً. فَقَالَ لَهُمْ إِبْرَاهِيمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): أَ لاَ تَأْكُلُونَ؟ وَ دَاخَلَهُ اَلْخَوْفُ مِنْ ذَلِكَ‌، وَ ذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: فَلَمّٰا رَأىٰ‌ أَيْدِيَهُمْ لاٰ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَ أَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً‌ ، أَيْ أَضْمَرَ مِنْهُمْ خَوْفاً. ثُمَّ قَالَ إِبْرَاهِيمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكُمْ مَا تَأْكُلُونَ مَا قَطَعْنَا اَلْعِجْلَ عَنْ اَلْبَقَرَةِ‌. فَمَدَّ جَبْرَئِيلُ يَدَهُ نَحْوَ اَلْعِجْلِ‌، وَ قَالَ‌: قُمْ بِإِذْنِ اَللَّهِ تَعَالَى. فَقَامَ وَ أَقْبَلَ نَحْوَ اَلْبَقَرَةِ حَتَّى اِلْتَقَمَ ضَرْعَهَا، فَعِنْدَ ذَلِكَ اِشْتَدَّ خَوْفُ إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌)، وَ قَالَ‌: إِنّٰا مِنْكُمْ وَجِلُونَ‌*`قٰالُوا لاٰ تَوْجَلْ إِنّٰا نُبَشِّرُكَ بِغُلاٰمٍ عَلِيمٍ‌*`قٰالَ أَ بَشَّرْتُمُونِي عَلىٰ أَنْ مَسَّنِيَ اَلْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ‌ *`قٰالُوا بَشَّرْنٰاكَ بِالْحَقِّ فَلاٰ تَكُنْ مِنَ اَلْقٰانِطِينَ‌*`قٰالَ وَ مَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ اَلضّٰالُّونَ‌ قَالَ وَ كَانَتْ‌ سَارَةُ قَائِمَةً فَلَمَّا سَمِعَتْ‌، قَالَتْ‌: أَوَّهْ‌ . وَ هِيَ اَلصَّرَّةُ اَلَّتِي قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: فَأَقْبَلَتِ اِمْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهٰا يَعْنِي ضَرَبَتْ وَجْهَهَا وَ قٰالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ‌ 1 «2» أَيْ كَبِيرَةٌ لَمْ تَلِدْ قٰالَتْ يٰا وَيْلَتىٰ أَ أَلِدُ وَ أَنَا عَجُوزٌ وَ هٰذٰا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هٰذٰا لَشَيْ‌ءٌ عَجِيبٌ‌*`قٰالُوا أَ تَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اَللّٰهِ رَحْمَتُ اَللّٰهِ وَ بَرَكٰاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ اَلْبَيْتِ إِنَّهُ‌ حَمِيدٌ مَجِيدٌ اَلْمَوْجُودُ ذُو اَلشَّرَفِ وَ اَلْمَجْدِ وَ اَلْكَرَمِ‌، وَ فِي آيَةٍ أُخْرَى: وَ أَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قٰالُوا لاٰ تَخَفْ إِنّٰا أُرْسِلْنٰا إِلىٰ قَوْمِ لُوطٍ*`وَ اِمْرَأَتُهُ قٰائِمَةٌ‌ تَخْدُمُهُمْ‌ فَضَحِكَتْ‌ أَيْ حَاضَتْ‌ فَبَشَّرْنٰاهٰا بِإِسْحٰاقَ وَ مِنْ‌ وَرٰاءِ إِسْحٰاقَ يَعْقُوبَ‌ . فَإِسْحَاقُ قَدْ مَضَى عَلَيْهِ ثَمَانُونَ سَنَةً فَكُفَّ بَصَرُهُ‌، وَ كَانَ مُلاَزِماً لِمَسْجِدِهِ‌، فَبَيْنَمَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ جَالِسٌ إِلَى جَانِبِ اِمْرَأَتِهِ إِذْ رَاوَدَهَا، فَضَحِكَتْ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهَا، فَقَالَتْ زَوْجَتُهُ‌، وَ اِسْمُهَا رَبَابُ بِنْتُ لُوطٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌)، وَ قِيلَ‌ قُدْرَةً‌: يَا إِسْحَاقُ‌. فَقَالَ‌: نَعَمْ‌، إِنْ شَاءَ اَللَّهُ‌، فَوَاقَعَهَا، فَحَمَلَتْ بِوَلَدَيْنِ ذَكَرَيْنِ‌، وَ أَخْبَرَتْهُ بِحَمْلِهَا، فَقَالَ لَهَا إِسْحَاقُ‌: لاَ تَعْجَبِي مِنْ ذَلِكَ‌، لِأَنِّي رَأَيْتُ فِي أَوَّلِ عُمُرِي فِي اَلْمَنَامَ ذَاتَ لَيْلَةٍ كَأَنَّهُ خَرَجَتْ مِنْ ظَهْرِي شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ خَضْرَاءُ‌ لَهَا أَغْصَانٌ وَ فُرُوعُ‌، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا عَلَى لَوْنٍ‌، فَقِيلَ لِي فِي اَلْمَنَامِ‌: هَذِهِ اَلْأَغْصَانُ أَوْلاَدُكَ اَلْأَنْبِيَاءُ عَلَى قَدْرِ أَنْوَارِهُمْ‌، فَانْتَبَهْتُ فَزِعاً مَرْعُوباً، فَهَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ‌. فَقَالَتْ زَوْجَتُهُ‌: يَا نَبِيَّ اَللَّهِ وَ رَسُولَهُ‌، إِنَّهُمَا اِثْنَانِ‌، لِأَنَّهُمَا يَتَضَارَبَانِ فِي بَطْنِي كَالْمُتَخَاصِمَيْنِ‌. فَقَالَ إِسْحَاقُ‌: يَكُونُ خَيْراً إِنْ شَاءَ اَللَّهُ تَعَالَى. فَلَمَّا تَمَّتْ مُدَّةُ اَلْحَمْلِ وَضَعَتْهُمَا وَ أَحَدُهُمَا بِعَقِبِ‌ صَاحِبِهِ‌، مُتَعَلِّقٌ‌ بِعَقِبِهِ‌، فَسُمِّيَ‌: يَعْقُوبَ‌، لِأَنَّهُ بِعَقِبِ أَخِيهِ‌، وَ اَلْآخَرُ اِسْمُهُ عِيصِ‌، لِأَنَّهُ أَخَّرَ أَخَاهُ‌، وَ تَقَدَّمَ عَلَيْهِ‌». وَ قِيلَ‌: إِنَّ سَارَةَ قَدْ مَضَى مِنَ عُمُرِهَا تِسْعٌ وَ تِسْعُونَ سَنَةً‌، وَ إِبْرَاهِيمَ ثَمَانِي وَ تِسْعُونَ‌، وَ حَمَلَتْ سَارَةُ بِإِسْحَاقَ‌ فِي اَللَّيْلَةِ اَلَّتِي خَسَفَ اَللَّهُ فِيهَا قَوْمَ لُوطٍ، فَلَمَّا تَمَّتْ أَشْهُرُهَا وَضَعَتْهُ فِي لَيْلَةِ اَلْجُمُعَةِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ‌، وَ لَهُ نُورٌ شَعْشَعَانِيٌّ‌، فَلَمَّا سَقَطَ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ خَرَّ لِلَّهِ سَاجِداً، ثُمَّ اِسْتَوَى قَاعِداً، وَ رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى اَلسَّمَاءِ بِالثَّنَاءِ لِلَّهِ تَعَالَى وَ اَلتَّوْحِيدِ. قَالَ‌: «فَأَخَذَتْ تُرَدِّدُ قَوْلَهَا: عَجُوزٌ عَقِيمٌ‌؛ وَ هِيَ لاَ تَدْرِي أَنَّ هَؤُلاَءِ مَلاَئِكَةُ‌، فَرَفَعَ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) طَرْفَهُ إِلَيْهَا، وَ قَالَ لَهَا: يَا سَارَةُ‌، كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ اَلْحَكِيمُ اَلْعَلِيمُ‌. فَلَمَّا فَرَغُوا مِنْ ذَلِكَ‌، قَالَ لَهُمْ إِبْرَاهِيمُ‌: فَمٰا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا اَلْمُرْسَلُونَ‌ ، يَعْنِي مَا بَالُكُمْ بَعْدَ هَذِهِ اَلْبِشَارَةِ؟ قٰالُوا إِنّٰا أُرْسِلْنٰا إِلىٰ قَوْمٍ مُجْرِمِينَ‌ يَعْنُونَ قَوْمَ لُوطٍ لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجٰارَةً مِنْ طِينٍ‌ ». قَالَ قَتَادَةُ‌: كَانَتْ حِجَارَةً مَخْلُوطَةً بِالطِّينِ‌، مَطْبُوخَةً فِي نَارِ جَهَنَّمَ‌ مُسَوَّمَةً‌ يَعْنِي مُعْلَمَةً‌، وَ قِيلَ‌: إِنَّهُ كَانَ مَكْتُوباً عَلَى كُلِّ حَجَرٍ اِسْمُ صَاحِبِهِ مِنَ اَلْمُسْرِفِينَ مِنْ قَوْمِ لُوطٍ فِي مَعَاصِيهِمْ‌. قَالَ‌: «فَعَادَ جَبْرَئِيلُ إِلَى صُورَتِهِ حَتَّى عَرَفَهُ إِبْرَاهِيمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌)، فَأَخْبَرَهُ‌: أَنَّ هَذَا أَخِي مِيكَائِيلُ‌، وَ هَذَانِ‌ إِسْرَافِيلُ وَ دَرْدَائِيلُ‌. فَاغْتَمَّ إِبْرَاهِيمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) شَفَقَةً عَلَى اِبْنِ أَخِيهِ لُوطٍ وَ أَهْلِهِ‌، وَ ذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى حِكَايَةً عَنْ‌ إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): إِنَّ فِيهٰا لُوطاً قٰالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهٰا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَ أَهْلَهُ إِلاَّ اِمْرَأَتَهُ كٰانَتْ مِنَ اَلْغٰابِرِينَ‌ ، يَعْنِي مِنَ اَلْبَاقِينَ فِي اَلْعَذَابِ‌. ثُمَّ سَأَلَهُمْ عَنْ عَدَدِ اَلْمُؤْمِنِينَ فِي هَذِهِ اَلْمَدَائِنِ‌، قَالَ لَهُ جَبْرَئِيلُ‌: مَا فِيهَا إِلاَّ لُوطٌ، وَ اِبْنَتَاهْ‌. فَذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: فَأَخْرَجْنٰا مَنْ كٰانَ فِيهٰا مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌*`فَمٰا وَجَدْنٰا فِيهٰا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ‌ . قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: فَلَمّٰا ذَهَبَ عَنْ إِبْرٰاهِيمَ اَلرَّوْعُ‌ ، أَيْ اَلْخَوْفُ‌ وَ جٰاءَتْهُ اَلْبُشْرىٰ‌ يَعْنِي بِإِسْحَاقَ‌ يُجٰادِلُنٰا فِي قَوْمِ لُوطٍ يَعْنِي مَا جَرَى بَيْنَهُ وَ بَيْنَ جَبْرَئِيلَ‌، يَقُولُ اَللَّهُ تَعَالَى: إِنَّ إِبْرٰاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوّٰاهٌ‌ مُنِيبٌ‌ يَعْنِي هُوَ مُؤْمِنٌ فِي اَلدُّعَاءِ‌، مُقْبِلٌ عَلَى عِبَادَةِ رَبِّهِ قَالَ فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ لِإِبْرَاهِيمَ‌: يٰا إِبْرٰاهِيمُ أَعْرِضْ‌ عَنْ هٰذٰا إِنَّهُ قَدْ جٰاءَ أَمْرُ رَبِّكَ‌ يَعْنِي عَذَابَهُ‌ وَ إِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذٰابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ أَيْ غَيْرُ مَصْرُوفٍ قَالَ فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ إِبْرَاهِيمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): يَا مَلاَئِكَةَ رَبِّي وَ رُسُلَهُ‌، اِمْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ‌». قَالَ‌: «فَاسْتَوَتِ اَلْمَلاَئِكَةُ عَلَى خَيْلِهِمْ‌، وَ قَارَبَتْ مَدَائِنَ لُوطٍ وَقْتَ اَلْمَسَاءِ‌، فَرَأَتْهُمْ رَبَابُ بِنْتُ لُوطٍ زَوْجَةُ‌ إِسْحَاقَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌)، وَ هِيَ اَلْكُبْرَى، وَ كَانَتْ تَسْتَقِي اَلْمَاءَ‌، فَنَظَرَتْ إِلَيْهِمْ وَ إِذَا هُمْ قَوْمٌ عَلَيْهِمْ جَمَالٌ وَ هَيْئَةٌ حَسَنَةٌ‌، فَتَقَدَّمَتْ إِلَيْهِمْ‌، وَ قَالَتْ لَهُمْ‌: مَا لَكُمْ تَدْخُلُونَ عَلَى قَوْمٍ فَاسِقِينَ‌! لَيْسَ فِيهِمْ مَنْ يُضِيفُكُمْ إِلاَّ ذَلِكَ اَلشَّيْخُ‌، وَ إِنَّهُ لَيُقَاسِي مِنَ اَلْقَوْمِ أَمْراً عَظِيماً قَالَ وَ عَدَلَتِ اَلْمَلاَئِكَةُ إِلَى لُوطٍ، وَ قَدْ فَرَغَ مِنْ حَرْثِهِ‌، فَلَمَّا رَآهُمْ لُوطٌ اِغْتَمَّ لَهُمْ‌، وَ فَزِعَ عَلَيْهِمْ‌ مِنْ قَوْمِهِ‌، وَ ذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: وَ لَمّٰا جٰاءَتْ رُسُلُنٰا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَ ضٰاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَ قٰالَ هٰذٰا يَوْمٌ‌ عَصِيبٌ‌ ، يَعْنِي شَدِيدٌ شَرُّهُ‌. وَ قَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى: فَلَمّٰا جٰاءَ آلَ لُوطٍ اَلْمُرْسَلُونَ‌*`قٰالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ‌ مُنْكَرُونَ‌ ، أَنْكَرَهُمْ لُوطٌ كَمَا أَنْكَرَهُمْ إِبْرَاهِيمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌)، فَقَالَ لَهُمْ لُوطٌ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتُمْ؟ قَالَ لَهُ‌ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌)، وَ لَمْ يَعْرِفْهُ‌: مِنْ مَوْضِعٍ بَعِيدٍ، وَ قَدْ حَلَلْنَا بِسَاحَتِكَ‌، فَهَلْ لَكَ أَنْ تُضِيفَنَا فِي هَذِهِ اَللَّيْلَةِ‌، وَ عِنْدَ رَبِّكَ‌ اَلْأَجْرُ وَ اَلثَّوَابُ؟ قَالَ‌: نَعَمْ‌، وَ لَكِنْ أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَؤُلاَءِ اَلْقَوْمِ اَلْفَاسِقِينَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اَللَّهِ‌. فَقَالَ جَبْرَئِيلُ لِإِسْرَافِيلَ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ‌): هَذِهِ وَاحِدَةٌ‌. وَ قَدْ كَانَ اَللَّهُ تَعَالَى أَمَرَهُمْ أَنْ لاَ يُدَمِّرُوهُمْ إِلاَّ بَعْدَ أَرْبَعِ‌ شَهَادَاتٍ تَحْصُلُ مِنْ لُوطٍ بِفِسْقِهِمْ‌، وَ لَعَنْتِهِ عَلَيْهِمْ‌، ثُمَّ أَقْبَلُوا عَلَيْهِ‌، وَ قَالُوا: يَا لُوطُ، قَدْ أَقْبَلَ عَلَيْنَا اَللَّيْلُ‌، وَ نَحْنُ‌ أَضْيَافُكَ‌، فَاعْمَلْ عَلَى حَسَبِ ذَلِكَ‌. فَقَالَ لَهُمْ لُوطٌ: قَدْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ قَوْمِي يَفْسُقُونَ‌، وَ يَأْتُونَ اَلذُّكُورَ شَهْوَةً وَ يَتْرُكُونَ‌ اَلنِّسَاءَ‌، عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اَللَّهِ‌. فَقَالَ جَبْرَئِيلُ لِإِسْرَافِيلَ‌: هَذِهِ ثَانِيَةٌ‌. ثُمَّ قَالَ لَهُمْ لُوطٌ: اِنْزِلُوا عَنْ دَوَابِّكُمْ‌، وَ اِجْلِسُوا هَاهُنَا حَتَّى يَشْتَدَّ اَلظَّلاَمُ‌، ثُمَّ تَدْخُلُونَ وَ لاَ يَشْعُرْ بِكُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ، فَإِنَّهُمْ قَوْمُ سَوْءٍ فَاسِقِينَ‌، عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اَللَّهِ‌. فَقَالَ جَبْرَئِيلُ‌ لِإِسْرَافِيلَ‌: هَذِهِ اَلثَّالِثَةُ‌. ثُمَّ مَضَى لُوطٌ بَعْدَ أَنْ أَسْدَلَ اَلظَّلاَمُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ إِلَى مَنْزِلِهِ‌، وَ اَلْمَلاَئِكَةُ خَلْفَهُ‌، حَتَّى دَخَلُوا مَنْزِلَهُ‌، فَأَغْلَقَ‌ عَلَيْهِمُ اَلْبَابَ‌، ثُمَّ دَعَا بِامْرَأَتِهِ‌، يُقَالُ لَهَا (قُوَابُ‌) وَ قَالَ لَهَا: يَا هَذِهِ‌، إِنَّكِ عَصَيْتِ مُدَّةَ أَرْبَعِينَ سَنَةً‌، وَ هَؤُلاَءِ أَضْيَافِي قَدْ مَلَؤُوا قَلْبِي خَوْفاً، اِكْفِينِي أَمْرَهُمْ هَذِهِ اَللَّيْلَةَ حَتَّى أَغْفِرَ لَكَ مَا مَضَى. قَالَتْ‌: نَعَمْ‌. قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: ضَرَبَ اَللّٰهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَتَ نُوحٍ وَ اِمْرَأَتَ لُوطٍ كٰانَتٰا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبٰادِنٰا صٰالِحَيْنِ فَخٰانَتٰاهُمٰا ، وَ لَمْ تَكُنْ‌ خِيَانَتُهُمَا فِي اَلْفِرَاشِ‌، لِأَنَّ اَللَّهَ تَعَالَى لاَ يَبْتَلِي أَنْبِيَاءَهُ بِذَلِكَ وَ لَكِنْ خِيَانَةَ اِمْرَأَةِ نُوحٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ لِقَوْمِهِ‌: لاَ تَضْرِبُوهُ لِأَنَّهُ مَجْنُونٌ‌؛ وَ كَانَ مَلِكُ قَوْمِهِ رَجُلاً جَبَّاراً قَوِيّاً عَاتِياً، يُقَالُ لَهُ‌: دوقيلُ‌ بْنُ عَوِيلِ بْنِ لاَمَكَ بْنِ جُنْحِ بْنِ‌ قَابِيلَ‌، وَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ شَرِبَ اَلْخَمْرَ، وَ قَعَدَ عَلَى اَلْأَسِرَّةِ‌، وَ أَوَّلُ مَنْ أَمَرَ بِصَنْعَةِ اَلْحَدِيدِ وَ اَلرَّصَاصِ وَ اَلنُّحَاسِ‌، وَ أَوَّلُ مَنْ‌ اِتَّخَذَ اَلثِّيَابَ اَلْمَنْسُوجَةَ بِالذَّهَبِ‌، وَ كَانَ يَعْبُدُ هُوَ وَ قَوْمُهُ اَلْأَصْنَامَ اَلْخَمْسَ‌: وَدّاً، وَ سُوَاعاً، وَ يَغُوثَ‌، وَ يَعُوقَ‌، وَ نَسْراً، وَ هِيَ أَصْنَامُ قَوْمِ إِدْرِيسَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌)، ثُمَّ اِتَّخَذُوا فِي كَثْرَةِ اَلْأَصْنَامِ حَتَّى صَارَ لَهُمْ أَلْفٌ وَ تِسْعُ مِائَةِ صَنَمٍ عَلَى كَرَاسِيِّ‌ اَلذَّهَبِ‌، وَ أَسِرَّةً مِنَ اَلْفِضَّةِ مَفْرُوشَةً بِأَنْوَاعِ اَلْفُرُشِ اَلْفَاخِرَةِ‌، مُتَوَّجِينَ اَلْأَصْنَامَ بِتِيجَانٍ مُرَصَّعَةٍ بِالْجَوَاهِرِ وَ اَللَّآلِئِ‌ وَ اَلْيَوَاقِيتِ‌، وَ لِهَذِهِ اَلْأَصْنَامِ خَدَمٌ يَخْدُمُونَهَا تَعْظِيماً لَهَا. وَ خِيَانَةُ اِمْرَأَةِ لُوطٍ أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا رَأَتْ ضَيْفاً نَهَاراً أَدْخَنَتْ‌، وَ إِذَا أُنْزِلَ لَيْلاً أَوْقَدَتْ‌، فَعَلِمَ اَلْقَوْمُ أَنَّ هُنَاكَ ضُيُوفاً، فَلَمَّا كَانَ فِي تِلْكَ اَللَّيْلَةِ‌، خَرَجَتْ وَ بِيَدِهَا سِرَاجٌ كَأَنَّهَا تُرِيدُ أَنْ تُشْعِلَهُ‌، وَ طَافَتْ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنْ قَوْمِهَا وَ أَهْلِهَا وَ أَخْبَرَتْهُمْ بِجَمَالِ اَلْقَوْمِ وَ بِحُسْنِهِمْ قَالَ فَعَلِمَ لُوطٌ بِذَلِكَ‌، فَأَغْلَقَ اَلْبَابَ وَ أَوْثَقَهُ‌، وَ أَقْبَلَ اَلْفُسَّاقُ يُهْرَعُونَ مِنْ كُلِّ‌ جَانِبٍ وَ مَكَانٍ‌، وَ يُنَادُونَ‌، حَتَّى وَقَفُوا عَلَى بَابِ لُوطٍ، فَفَزَّعُوهُ‌، وَ ذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: وَ جٰاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ‌ إِلَيْهِ‌ ، أَيْ يُسْرِعُونَ إِلَيْهِ‌ وَ مِنْ قَبْلُ كٰانُوا يَعْمَلُونَ اَلسَّيِّئٰاتِ‌ قَالَ فَنَادَاهُمْ لُوطٌ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌)، وَ قَالَ‌: يٰا قَوْمِ‌ هٰؤُلاٰءِ بَنٰاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ‌ ، يَعْنِي بِالزَّوَاجِ وَ اَلنِّكَاحِ إِنْ آمَنْتُمْ‌ فَاتَّقُوا اَللّٰهَ وَ لاٰ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ، يَعْنِي لاَ تَفْضَحُونِي فِي ضِيَافَتِي أَ لَيْسَ مِنْكُمْ‌ يَا قَوْمِ‌ رَجُلٌ رَشِيدٌ أَيْ حَلِيمُ‌، يَأْمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ‌، وَ يَنْهَاكُمْ‌ عَنِ اَلْمُنْكَرِ؟ فَقَالُوا لَهُ‌: لَقَدْ عَلِمْتَ مٰا لَنٰا فِي بَنٰاتِكَ مِنْ حَقٍّ‌ ، أَيْ مِنْ حَاجَةٍ‌، وَ لاَ شَهْوَةَ لَنَا فِيهِنَّ‌ وَ إِنَّكَ‌ لَتَعْلَمُ مٰا نُرِيدُ ، يَعْنِي عَمَلَهُمُ اَلْخَبِيثَ‌، وَ هُوَ إِتْيَانُ اَلذُّكُورِ. ثُمَّ كَسَرُوا اَلْبَابَ وَ دَخَلُوا، فَقَالُوا: يَا لُوطُ أَ وَ لَمْ نَنْهَكَ عَنِ اَلْعٰالَمِينَ‌ ؟، يَعْنِي عَنِ اَلنَّاسِ أَجْمَعِينَ‌ قَالَ فَوَقَفَ لُوطٌ عَلَى اَلْبَابِ دُونَ أَضْيَافِهِ‌، وَ قَالَ‌: وَ اَللَّهِ لاَ أُسْلِمُ أَضْيَافِي إِلَيْكُمْ وَ فِيَّ عِرْقٌ يَضْرِبُ دُونَ أَنْ تَذْهَبَ‌ نَفْسِي، أَوْ لاَ أَقْدِرَ عَلَى شَيْ‌ءٍ‌، وَ ذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ ، فَتَقَدَّمَ‌ بَعْضُهُمْ إِلَيْهِ‌، فَلَطَمَ وَجْهَهُ‌، وَ أَخَذَ بِلِحْيَتِهِ‌، وَ دَفَعَهُ عَنِ اَلْبَابِ‌، فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ لُوطٌ: لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلىٰ‌ رُكْنٍ شَدِيدٍ قَالَ فَرَفَعَ لُوطٌ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) رَأْسَهُ إِلَى اَلسَّمَاءِ‌، وَ قَالَ‌: إِلَهِي خُذْ لِي مِنْ قَوْمِي حَقِّي، وَ اِلْعَنْهُمْ لَعْناً كَثِيراً، فَقَالَ جَبْرَئِيلُ لِإِسْرَافِيلَ‌: هَذِهِ اَلرَّابِعَةُ‌. ثُمَّ قَالَ جَبْرَئِيلُ‌: يٰا لُوطُ إِنّٰا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ‌ فَأَبْشِرْ، وَ لاَ تَحْزَنْ عَلَيْنَا. فَهَجَمَ اَلْقَوْمُ عَلَيْهِ‌، وَ هُمْ يَقُولُونَ‌: أَ وَ لَمْ نَنْهَكَ عَنِ اَلْعٰالَمِينَ‌ ، أَيْ لاَ تُؤْوِي ضَيْفاً، فَرَأَوْا جَمَالَ اَلْقَوْمِ وَ حُسْنَ وُجُوهِهِمْ‌، فَبَادَرُوا نَحْوَهُمْ‌، فَطَمَسَ اَللَّهُ عَلَى أَعْيُنِهِمْ‌، وَ إِذَا هُمْ عُمْيٌ لاَ يُبْصِرُونَ‌، وَ صَارَتْ وُجُوهُهُمْ كَالْقَارِ، وَ هُمْ يَدُورُونَ وَ وُجُوهُهُمْ‌ تَضْرِبُ اَلْحِيطَانَ‌، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَ لَقَدْ رٰاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنٰا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذٰابِي وَ نُذُرِ قَالَ وَ إِذَا نَفَرٌ آخَرُونَ قَدْ لَحِقُوا بِهِمْ‌، وَ نَادَوْهُمْ‌: إِنْ كُنْتُمْ قَضَيْتُمْ شَهْوَتَكُمْ مِنْهُمْ‌، فَاخْرُجُوا حَتَّى نَدْخُلَ وَ نَقْضِيَ شَهْوَتَنَا مِنْهُمْ‌. فَصَاحُوا: يَا قَوْمِ‌، إِنَّ لُوطاً أَتَى بِقَوْمٍ سَحَرَةٍ‌، لَقَدْ سَحَرُوا أَعْيُنَنَا، فَادْخُلُوا إِلَيْنَا وَ خُذُوا بِأَيْدِينَا. فَدَخَلُوا وَ أَخْرَجُوهُمْ‌، وَ قَالُوا: يَا لُوطُ، إِذَا أَصْبَحَ اَلصُّبْحُ نَأْتِيكَ وَ نُرِيكَ مَا تُحِبُّ‌؛ فَسَكَتَ عَنْهُمْ لُوطٍ حَتَّى خَرَجُوا. ثُمَّ قَالَ لُوطٌ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) لِلْمَلاَئِكَةِ‌: بِمَاذَا أُرْسِلْتُمْ؟ فَأَخْبَرُوهُ بِهَلاَكِ قَوْمِهِ‌، فَقَالَ‌: مَتَى ذَلِكَ؟ فَقَالَ‌ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): إِنَّ مَوْعِدَهُمُ اَلصُّبْحُ أَ لَيْسَ اَلصُّبْحُ بِقَرِيبٍ‌ . فَقَالَ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): اُخْرُجْ اَلْآنَ يَا لُوطُ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اَللَّيْلِ‌ ، يَعْنِي فِي آخِرِ اَللَّيْلِ‌ وَ لاٰ يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ اِمْرَأَتَكَ‌ قُوَابَ‌ إِنَّهُ‌ مُصِيبُهٰا مٰا أَصٰابَهُمْ‌ مِنَ اَلْعَذَابِ‌». قَالَ‌: «فَجَمَعَ لُوطٌ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) بَنَاتِهِ وَ أَهْلَهُ وَ مَوَاشِيَهُ وَ أَمْتِعَتَهُ‌، فَأَخْرَجَهُمْ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) مِنَ اَلْمَدِينَةِ‌، ثُمَّ قَالَ‌ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): يَا لُوطُ قَدْ قَضَى رَبُّكَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاَءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ‌. فَقَالَتْ لَهُ اِمْرَأَتُهُ‌: إِلَى أَيْنَ تَخْرُجُ يَا لُوطُ مِنْ دُورِكَ؟ فَأَخْبَرَهَا أَنَّ هَؤُلاَءِ رُسُلُ رَبِّي، جَاءُوا لِهَلاَكِ اَلْمُدُنِ‌. فَقَالَتْ‌: يَا لُوطُ، وَ مَا لِرَبِّكَ مِنَ اَلْقُدْرَةِ حَتَّى يَقْدِرَ عَلَى هَلاَكِ هَؤُلاَءِ اَلْمَدَائِنِ اَلسَّبْعِ؟! فَمَا اِسْتَتَمَّتْ كَلاَمَهَا حَتَّى أَتَاهَا حَجَرٌ مِنْ حِجَارَةٍ اَلسِّجِّيلِ‌، فَوَقَعَ عَلَى رَأْسِهَا فَأَهْلَكَهَا، وَ قِيلَ‌: إِنَّهَا بَقِيَتْ مَمْسُوخَةً حَجَراً أَسْوَدَ عِشْرِينَ سَنَةً‌، ثُمَّ خُسِفَ بِهَا فِي بَطْنِ اَلْأَرْضِ‌». قَالَ‌: «وَ خَرَجَ لُوطٌ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) مِنْ تِلْكَ اَلْمَدَائِنِ وَ إِذَا بِجَبْرَئِيلَ اَلْأَمِينَ قَدْ بَسَطَ جَنَاحَ اَلْغَضَبِ‌، وَ إِسْرَافِيلَ قَدْ جَمَعَ أَطْرَافَ اَلْمَدَائِنِ‌، وَ دَرْدَائِيلَ قَدْ جَعَلَ جَنَاحَهُ تَحْتَ تُخُومِ اَلْأَرْضِ اَلسَّابِعَةِ‌، وَ عِزْرَائِيلَ قَدْ تَهَيَّأَ لِقَبْضِ أَرْوَاحِهِمْ‌ فِي حِرَابِ اَلنِّيرَانِ‌، حَتَّى إِذَا بَرَزَ عَمُودُ اَلصُّبْحِ‌، صَاحَ جَبْرَئِيلُ اَلْأَمِينُ بِأَعْلَى صَوْتِهِ‌: يَا بِئْسَ صَبَاحُ قَوْمٍ كَافِرِينَ‌. وَ صَاحَ‌ مِيكَائِيلُ مِنَ اَلْجَانِبِ اَلثَّانِي: يَا بِئْسَ صَبَاحُ قَوْمٍ فَاسِقِينَ‌. وَ صَاحَ إِسْرَافِيلُ مِنَ اَلْجَانِبِ اَلثَّالِثِ‌: يَا بِئْسَ صَبَاحُ قَوْمٍ‌ مُجْرِمِينَ‌. وَ صَاحَ دَرْدَائِيلُ‌: يَا بِئْسَ صَبَاحُ قَوْمٍ ضَالِّينَ‌. وَ صَاحَ عِزْرَائِيلُ بِأَعْلَى صَوْتِهِ‌: يَا بِئْسَ صَبَاحُ قَوْمٍ غَافِلِينَ‌». قَالَ‌: «فَقَلَعَ جَبْرَئِيلُ اَلْأَمِينُ طَاوُسُ اَلْمَلاَئِكَةِ اَلْمُطَوَّقُ بِالنُّورِ، ذُو اَلْقُوَّةِ تِلْكَ اَلْمَدَائِنَ اَلسَّبْعَ عَنْ آخِرِهَا، مِنْ‌ تَحْتِ تُخُومِ اَلْأَرْضِ اَلسَّابِعَةِ اَلسُّفْلَى بِجَنَاحِ اَلْغَضَبِ‌، حَتَّى بَلَغَ اَلْمَاءَ اَلْأَسْوَدَ، ثُمَّ رَفَعَهَا بِجِبَالِهَا، وَ وِدْيَانِهَا ، وَ أَشْجَارِهَا، وَ دُورِهَا، وَ غُرَفِهَا، وَ أَنْهَارِهَا، وَ مَزَارِعِهَا، وَ مَرَاعِيهَا، حَتَّى اِنْتَهَى بِهَا إِلَى اَلْبَحْرِ اَلْأَخْضَرِ اَلَّذِي فِي اَلْهَوَاءِ‌، حَتَّى سَمِعَ أَهْلُ اَلسَّمَاءِ صِيَاحَ صِبْيَانِهِمْ‌، وَ نَبِيحَ كِلاَبِهِمْ‌، وَ صَقِيعَ‌ اَلدِّيَكَةِ‌، فَقَالُوا: مَنْ هَؤُلاَءِ اَلْمَغْضُوبُ عَلَيْهِمْ؟ فَقِيلَ‌: هَؤُلاَءِ قَوْمُ لُوطٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌). وَ لَمْ تَزَلْ كَذَلِكَ عَلَى جَنَاحِ جَبْرَئِيلَ‌، وَ هِيَ تَرْتَعِدُ كَأَنَّهَا سَعَفَةٌ فِي رِيحٍ عَاصِفٍ‌، تَنْتَظِرُ مَتَى يُؤْمَرَ بِهِمْ‌، فَنُودِيَ‌: دُرِ اَلْقُرَى بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ‌. فَقَلَبَهَا جَبْرَئِيلُ اَلْأَمِينُ‌، وَ جَعَلَ عَالِيَهَا سَافِلَهَا، فَذَلِكَ‌ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: وَ اَلْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوىٰ‌*`فَغَشّٰاهٰا مٰا غَشّٰى ، يَعْنِي مِنْ رَمْيِ اَلْمَلاَئِكَةِ لَهُمْ بِالْحِجَارَةِ مِنْ‌ فَوْقِهِمْ‌. قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: فَلَمّٰا جٰاءَ أَمْرُنٰا يَعْنِي عَذَابَنَا جَعَلْنٰا عٰالِيَهٰا سٰافِلَهٰا وَ أَمْطَرْنٰا عَلَيْهٰا حِجٰارَةً مِنْ‌ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ يَعْنِي مُتَتَابِعٌ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ‌، وَ كُلُّ حَجَرٍ عَلَيْهِ اِسْمُ صَاحِبِهِ قَالَ فَاسْتَيْقَظَ اَلْقَوْمُ وَ إِذَا هُمْ‌ بِالْأَرْضِ تَهْوِي بِهِمْ مِنَ اَلْهَوَاءِ‌، وَ اَلنِّيرَانُ مِنْ تَحْتِهِمْ‌، وَ اَلْمَلاَئِكَةُ تَقْذِفُهُمْ بِالْحِجَارَةِ وَ هِيَ مَطْبُوخَةٌ بِنَارِ جَهَنَّمَ‌، وَ هِيَ‌ عَلَيْهِمْ كَالْمَطَرِ، فَسَاءَ صَبَاحُ اَلْمُنْذَرِينَ‌». وَ رُوِيَ‌: أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ كَانَ غَائِباً عَنْ هَذِهِ اَلْمَدَائِنِ‌، مِمَّنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ حَالِهِمْ فِي دِينِهِمْ وَ فِعْلِهِمْ أَتَاهُ اَلْحَجَرُ، فَانْقَضَّ عَلَى رَأْسِهِ حَتَّى قَتَلَهُ‌.

ترجمه تفسیر روایی البرهان

6)در تحفة الإخوان آمده است:امام جعفر بن محمد صادق عليه السلام مى‌فرمايد:مردم مؤتفكات از بزرگوارترين مردم بودند و بهره‌مند از حسن و جمال. پس گرفتار قحط و گرانى شدند.آن‌گاه ابليس لعين نزد ايشان آمد و گفت:علت اينكه دچار قحطى شده‌ايد اين است كه شما مردم را از ورود به خانه‌هايتان منع كرديد،اما ايشان را از ورود به باغ‌هايتان در صحرا منع نكرديد.گفتند:چگونه آنها را از ورود به باغ‌هايمان منع كنيم‌؟گفت:اين را ميان خود يك سنت كنيد كه اگر مرد غريبه‌اى را در شهر خويش ديديد،لباس‌هاى وى را به غارت بريد و از...

جامع البیان عن تاویل آی القرآن (تفسیر الطبری)

قوله و لما جاءت رسلنا ابراهیم بالبشری الی قوله نحن اعلم بمن فیها قال فجادل ابراهیم الملایکه فی قوم لوط ان یترکوا قال فقال ا رایتم ان کان فیها عشره ابیات من المسلمین ا تترکونهم فقالت الملایکه لیس فیها عشره ابیات و لا خمسه و لا اربعه و لا ثلاثه و لا اثنان قال فحزن علی لوط و اهل بیته فقال ان فیها لوطا قالوا نحن اعلم بمن فیها لننجینه و اهله الا امراته کانت من الغابرین فذلک قوله یجادلنا فی قوم لوط ان ابراهیم لحلیم اواه منیب فقالت الملایکه یا ابراهیم اعرض عن هذا انه قد جاء امر ربک و انهم اتیهم عذاب...