58116 / _1 اَلطَّبْرِسِيُّ : رُوِيَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: «لَمَّا قَضَى 32مُوسَى اَلْأَجَلَ، وَ سَارَ بِأَهْلِهِ نَحْوَ بَيْتِ اَلْمَقْدِسِ ، أَخْطَأَ اَلطَّرِيقَ لَيْلاً، فَرَأَى نَاراً، فَقَالَ لِأَهْلِهِ: اُمْكُثُوا، إِنِّي آنَسْتُ نَاراً».
32,58117 / _2 وَ عَنْهُ ، قَالَ: وَ رُوِيَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ قَالَ: «فَلَمَّا رَجَعَ 32مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) إِلَى اِمْرَأَتِهِ، قَالَتْ: مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ قَالَ: مِنْ عِنْدِ رَبِّ تِلْكَ اَلنَّارِ. قَالَ: فَغَدَا إِلَى فِرْعَوْنَ ، فَوَ اَللَّهِ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ اَلسَّاعَةَ ، ذُو شَعْرٍ أَدِمٍ ، عَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ، عَصَاهُ فِي كَفِّهِ، مَرْبُوطٌ حِقْوُهُ بِشَرِيطٍ، نَعْلُهُ مِنْ جِلْدِ حِمَارٍ، شِرَاكُهَا مِنْ لِيفٍ، فَقِيلَ لِفِرْعَوْنَ : إِنَّ عَلَى اَلْبَابِ فَتًى يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ رَبِّ اَلْعَالَمِينَ. فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِصَاحِبِ اَلْأَسَدِ: خَلِّ سَلاَسِلَهَا وَ كَانَ إِذَا غَضِبَ عَلَى رَجُلٍ، خَلاَّهَا، فَقَطَعَتْهُ فَخَلاَّهَا. فَقَرَعَ 32مُوسَى اَلْبَابَ اَلْأَوَّلَ، وَ كَانَتْ تِسْعَةُ أَبْوَابٍ، فَلَمَّا قَرَعَ اَلْبَابَ اَلْأَوَّلَ اِنْفَتَحَتْ لَهُ اَلْأَبْوَابُ اَلتِّسْعَةُ، فَلَمَّا دَخَلَ، جَعَلْنَ يُبَصْبِصْنَ تَحْتَ رِجْلَيْهِ كَأَنَّهُنَّ جِرَاءٌ، فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِجُلَسَائِهِ: رَأَيْتُمْ مِثْلَ هَذَا قَطُّ؟ فَلَمَّا أَقْبَلَ إِلَيْهِ أَفْطَنَهُ، فَقَالَ: أَ لَمْ نُرَبِّكَ فِينٰا وَلِيداً إِلَى قَوْلِهِ: وَ أَنَا مِنَ اَلضّٰالِّينَ . فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ: قُمْ فَخُذْ بِيَدِهِ، وَ قَالَ لِآخَرَ: اِضْرِبْ عُنُقَهُ. فَضَرَبَ جَبْرَئِيلُ بِالسَّيْفِ حَتَّى قَتَلَ سِتَّةً مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: خَلُّوا عَنْهُ قَالَ فَأَخْرَجَ يَدَهُ، فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ، قَدْ حَالَ شُعَاعُهَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ وَجْهِهِ، وَ أَلْقَى عَصَاهُ، فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى، فَالْتَقَمَتِ اَلْإِيوَانَ بِلِحْيَيْهَا ، فَدَعَاهُ: أَنْ يَا 32مُوسَى ، أَقِلْنِي إِلَى غَدٍ، فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ».
أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله فَلَمّٰا قَضىٰ مُوسَى اَلْأَجَلَ قال عشر سنين ثم مكث بعد ذلك عشرا أخرى
و أخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد قال الجذوة عود من حطب فيه النار
و أخرج أبو عبيد و ابن مردويه و ابن عساكر عن أبى المليح قال أتيت ميمون بن مهران لأودعه عند خروجي في تجارة فقال لا تيأس ان تصيب في وجهك هذا في أمر دينك أفضل مما ترجو أن تصيب في أمر دنياك فان صاحبة سبأ خرجت و ليس شي أحب اليها من ملكها فأخرجها الله إلى ما هو خير من ذلك فهداها إلى الإسلام و ان موسى عليه السلام خرج يريد ان يقتبس لأهله نارا فأخرجه الله إلى ما هو خير من ذلك كلمه الله تعالى
و أخرج الخطيب عن عائشة رضى الله عنها قالت كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو فان موسى بن عمران عليه السلام خرج يقتبس نارا فرجع بالنبوة
و أخرج ابن أبى حاتم من طريق السدى قال عبد الله بن عباس لما قَضىٰ مُوسَى اَلْأَجَلَ ... سٰارَ بِأَهْلِهِ فضل عن الطريق و كان في الشتاء و رفعت له نار فلما رآها ظن انها نار و كانت من نور الله ف قٰالَ لِأَهْلِهِ اُمْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نٰاراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهٰا بِخَبَرٍ فان لم أجد خبرا آتِيكُمْ بِشِهٰابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ من البرد
و أخرج عبد بن حميد و ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله آنَسَ قال أحس و في قوله إِنِّي آنَسْتُ نٰاراً قال أحسست
و أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهٰا بِخَبَرٍ قال لعلى أجد من يدلني على الطريق و كانوا قد ضلوا الطريق
و أخرج الفريابي و عبد بن حميد و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله جَذْوَةٍ قال أصل شجرة
و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله جَذْوَةٍ قال أصل شجرة في طرفها نار
1)على بن ابراهيم از پدرش،از حسن بن محبوب،از علاء بن رزين،از محمد بن مسلم،از امام صادق عليه السلام روايت كرده است كه فرمود:چون مادر موسى به وى باردار شد،آثار حاملگى تا زمان وضع حمل بر وى ظاهر نشد و فرعون براى همه زنان بنى اسرائيل مراقبانى از قبطىها قرار داده بود و چون به وى خبر دادند كه بنى اسرائيل با خود مىگويند مردى به نام موسى بن عمران در ميان ما متولد مىشود كه نابودى فرعون و يارانش بر دست او خواهد بود،فرعون با خود عهد كرد كه تمام فرزندان ذكور آنها را بكشد تا اين اتفاق نيفتد.ازاينرو مردان و زنان...
1)طبرسى از ابو بصير و او از امام صادق عليه السلام روايت كرده كه آن حضرت فرمود:چون موسى مهلت را به پايان برد و با خانوادهاش عازم بيت المقدس شد،هنگام شب راه را اشتباه رفت،سپس آتشى ديد.پس به خانوادهاش گفت:درنگ كنيد،من آتشى ديدم.1
2)و هم از اوست كه از امام صادق عليه السلام در يك حديث طولانى روايت گرديد كه فرمود:چون موسى عليه السلام نزد همسرش برگشت،همسرش پرسيد: از كجا آمدى؟موسى گفت:از نزد پروردگار آن آتش.سپس امام عليه السلام در ادامه مىفرمايد:سپس موسى نزد فرعون رفت.به خدا سوگند كه گويى هماكنون او را مىبينم با مويى مشكى و پوستينى از پوست الاغ است و بند آن از ليف بافته شده است.پس از رسيدن موسى عليه السلام به قصر فرعون،به فرعون اطلاع داده شد كه جوانى بر در است كه ادعا مىكند فرستاده پروردگار جهانيان است.فرعون به شيربان...
محمد بن مسلم از امام ابو جعفر عليه السّلام روايت كرد كه فرمود:وقتى مادر موسى حامله شد، هيچ كس از حاملگى او خبردار نگرديد، تا روزى كه فرزندش را زاييد، فرعون براى هريك از زنان بنى اسرائيل زنى از قبطيان را موكل كرده بود تا مراقبشان باشند و اين سانسور را وقتى پديد آورد كه شنيد بنى اسرائيل مىگويند به زودى مردى از ما متولد مىشود به نام موسى بن عمران كه هلاكت فرعون و اصحابش به دست او خواهد بود، فرعون وقتى اين را شنيد گفت:من هم تمام اطفال ذكور ايشان را مىكشم تا آن منجى كه در انتظارش هستند پديد نيايد،...
16 القمّيّ في حديثه السابق: انّه قال لشعيب لاٰ بدّ لي ان ارجع إلى وطني و أمّي و أهل بيتي فما لي عندك فقال شعيب (عليه السلام) ما وضعت اغنامي في هذه السنة من غنم بَلِقٍ فهو لك فعمد موسى عند ما أراد أن يرسل الفحل على الغنم الى عصاه فقشّر منه بعضه و ترك بعضه و غرزه في وسط مربض الغنم و القى عليه كساء أبلق ثمّ أرسل الفحل على الغنم فلم تضع الغنم في تلك السنة الاّ بَلِقاً فلمّا حال عليه الحول حمل موسى امرأته و زوّده شعيب من عنده و ساق غنمه فلمّا أراد الخروج قال لشعيب ابغي عصاً يكون معي و كانت عصيّ الأنبياء عنده قد ورثها مجموعة في بيت فقال له شعيب ادخل هذا البيت و خذ عصاً من بين العصيّ فدخل فوثبت إليه عصى نوح و إبراهيم و صارت في كفّه فأخرجها و نظر إليها شعيب فقال ردّها و خذ غيرها فردّها ليأخذ غيرها فوثبت إليه تلك بعينها فردّها حتّى فعل ذلك ثلاث مرّات فلمّا رأى شعيب (عليه السلام) ذلك قال له اذهب فقد خصّك اللّٰه عزّ و جلّ بها فساق غنمه فخرج يريد مصراً فلمّا صار في مفازة و معه اهله أصابهم برد شديد و ريح و ظلمة و جنّهم اللّيل فنظر موسى الى نار قد ظهرت كما قال اللّٰه تعالى فَلَمّٰا قَضىٰ مُوسَى اَلْأَجَلَ الآية.
32,5 في المجمع عن الباقر عليه السلام : فَلَمّٰا قَضىٰ 32مُوسَى اَلْأَجَلَ وَ سٰارَ بِأَهْلِهِ نحو بيت المقدس اخطأ الطريق ليلاً فرأى ناراً قٰالَ لِأَهْلِهِ اُمْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نٰاراً .
فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ اَلْحُسَيْنِ [اَلْحَسَنِ] بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ اَلْعَلاَءِ بْنِ رَزِينٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: إِنَّ 32مُوسَى لَمَّا حَمَلَتْ بِهِ أُمُّهُ لَمْ يَظْهَرْ حَمْلُهَا إِلاَّ عِنْدَ وَضْعِهِ وَ كَانَ فِرْعَوْنُ قَدْ وَكَّلَ بِنَسَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ نِسَاءً مِنَ اَلْقِبْطِ يَحْفَظْنَهُنَّ، وَ ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ لَمَّا بَلَغَهُ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّهُ يُولَدُ فِينَا رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ 32مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ يَكُونُ هَلاَكُ فِرْعَوْنَ وَ أَصْحَابِهِ عَلَى يَدِهِ فَقَالَ فِرْعَوْنُ عِنْدَ ذَلِكَ لَأَقْتُلَنَّ ذُكُورَ أَوْلاَدِهِمْ حَتَّى لاَ يَكُونَ مَا يُرِيدُونَ وَ فَرَّقَ بَيْنَ اَلرِّجَالِ وَ اَلنِّسَاءِ وَ حَبَسَ اَلرِّجَالَ فِي اَلْمَحَابِسِ، فَلَمَّا وَضَعَتْ أُمُّ مُوسَى 32بِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ نَظَرَتْ إِلَيْهِ وَ حَزِنَتْ عَلَيْهِ وَ اِغْتَمَّتْ وَ بَكَتْ وَ قَالَتْ يُذْبَحُ اَلسَّاعَةَ، فَعَطَفَ اَللَّهُ بِقَلْبِ اَلْمُوَكَّلَةِ بِهَا عَلَيْهِ فَقَالَتْ لِأُمِّ مُوسَى : مَا لَكِ قَدِ اِصْفَرَّ لَوْنُكِ فَقَالَتْ: أَخَافُ أَنْ يُذْبَحَ وَلَدِي فَقَالَتْ: لاَ تَخَافِي وَ كَانَ 32مُوسَى لاَ يَرَاهُ أَحَدٌ إِلاَّ أَحَبَّهُ، وَ هُوَ قَوْلُ اَللَّهِ: «وَ أَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي» فَأَحَبَّتْهُ اَلْقِبْطِيَّةُ اَلْمُوَكَّلَةُ بِهِ وَ أَنْزَلَ اَللَّهُ عَلَى 32مُوسَى اَلتَّابُوتَ وَ نُودِيَتْ أُمُّهُ ضَعِيهِ «فِي اَلتّٰابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي اَلْيَمِّ» وَ هُوَ اَلْبَحْرُ «وَ لاٰ تَخٰافِي وَ لاٰ تَحْزَنِي إِنّٰا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَ جٰاعِلُوهُ مِنَ اَلْمُرْسَلِينَ» فَوَضَعَتْهُ فِي اَلتَّابُوتِ وَ أَطْبَقَتْ عَلَيْهِ وَ أَلْقَتْهُ فِي اَلنِّيلِ وَ كَانَ لِفِرْعَوْنَ قَصْرٌ عَلَى شَطِّ اَلنِّيلِ مُنْتَزِهاً، فَنَظَرَ مِنْ قَصْرِهِ وَ مَعَهُ آسِيَةُ اِمْرَأَتُهُ فَنَظَرَ إِلَى سَوَادٍ فِي اَلنِّيلِ تَرْفَعُهُ اَلْأَمْوَاجُ وَ اَلرِّيَاحُ تَضْرِبُهُ حَتَّى جَاءَتْ بِهِ إِلَى بَابِ قَصْرِ فِرْعَوْنَ فَأَمَرَ فِرْعَوْنُ بِأَخْذِهِ فَأُخِذَ اَلتَّابُوتُ وَ رُفِعَ إِلَيْهِ فَلَمَّا فَتَحَهُ وَجَدَ فِيهِ صَبِيّاً، فَقَالَ: هَذَا إِسْرَائِيلِيٌّ وَ أَلْقَى اَللَّهُ فِي قَلْبِ فِرْعَوْنَ 32لِمُوسَى مَحَبَّةً شَدِيدَةً، وَ كَذَلِكَ فِي قَلْبِ آسِيَةَ وَ أَرَادَ فِرْعَوْنُ أَنْ يَقْتُلَهُ فَقَالَتْ آسِيَةُ لاَ تَقْتُلْهُ «عَسىٰ أَنْ يَنْفَعَنٰا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَ هُمْ لاٰ يَشْعُرُونَ» أَنَّهُ 32مُوسَى ، وَ لَمْ يَكُنْ لِفِرْعَوْنَ وَلَدٌ فَقَالَ اِئْتُوا ظِئْراً تُرَبِّيهِ فَجَاءُوا بِعِدَّةِ نِسَاءٍ قَدْ قَتَلَ أَوْلاَدَهُنَّ فَلَمْ يَشْرَبْ لَبَنَ أَحَدٍ مِنَ اَلنِّسَاءِ وَ هُوَ قَوْلُ اَللَّهِ «وَ حَرَّمْنٰا عَلَيْهِ اَلْمَرٰاضِعَ مِنْ قَبْلُ» وَ بَلَغَ أُمَّهُ أَنَّ فِرْعَوْنَ قَدْ أَخَذَهُ فَحَزِنَتْ وَ بَكَتْ كَمَا قَالَ اَللَّهُ «وَ أَصْبَحَ فُؤٰادُ أُمِّ مُوسىٰ فٰارِغاً» يَعْنِي كَادَتْ أَنْ تُخْبِرَ بِخَبَرِهِ أَوْ تَمُوتَ ثُمَّ ضَبَطَتْ نَفْسَهَا فَكَانَ كَمَا قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ «لَوْ لاٰ أَنْ رَبَطْنٰا عَلىٰ قَلْبِهٰا لِتَكُونَ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ `وَ قٰالَتْ لِأُخْتِهِ» أَيْ لِأُخْتِ 32مُوسَى «قُصِّيهِ» أَيِ اِتَّبِعِيهِ فَجَاءَتْ أُخْتُهُ إِلَيْهِ «فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ» أَيْ عَنْ بُعْدٍ «وَ هُمْ لاٰ يَشْعُرُونَ» فَلَمَّا لَمْ يَقْبَلْ 32مُوسَى ثَدْيَ أَحَدٍ مِنَ اَلنِّسَاءِ اِغْتَمَّ فِرْعَوْنُ غَمّاً شَدِيداً «فَقٰالَتْ» أُخْتُهُ «هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَ هُمْ لَهُ نٰاصِحُونَ» فَقَالَ: نَعَمْ فَجَاءَتْ بِأُمِّهِ فَلَمَّا أَخَذَتْهُ فِي حَجْرِهَا وَ أَلْقَمَتْهُ ثَدْيَهَا اِلْتَقَمَهُ وَ شَرِبَ فَفَرِحَ فِرْعَوْنُ وَ أَهْلُهُ أَكْرَمُوا أُمَّهُ فَقَالُوا لَهَا رَبِّيهِ لَنَا فَإِنَّا نَفْعَلُ بِكِ مَا نَفْعَلُ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اَللَّهِ تَعَالَى: «فَرَدَدْنٰاهُ إِلىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهٰا وَ لاٰ تَحْزَنَ وَ لِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اَللّٰهِ حَقٌّ وَ لٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاٰ يَعْلَمُونَ» وَ كَانَ فِرْعَوْنُ يَقْتُلُ أَوْلاَدَ بَنِي إِسْرَائِيلَ كُلَّمَا يَلِدُونَ وَ يُرَبِّي 32مُوسَى وَ يُكْرِمُهُ وَ لاَ يَعْلَمُ أَنَّ هَلاَكَهُ عَلَى يَدِهِ، فَلَمَّا دَرَجَ 32مُوسَى كَانَ يَوْماً عِنْدَ فِرْعَوْنَ فَعَطَسَ 32مُوسَى فَقَالَ «اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ اَلْعٰالَمِينَ» ، فَأَنْكَرَ فِرْعَوْنُ عَلَيْهِ وَ لَطَمَهُ وَ قَالَ مَا هَذَا اَلَّذِي تَقُولُ فَوَثَبَ 32مُوسَى عَلَى لِحْيَتِهِ وَ كَانَ طَوِيلَ اَللِّحْيَةِ فَهَلَبَهَا أَيْ قَلَعَهَا فَآلَمَهُ أَلَماً شَدِيداً بِلَطْمَتِهِ إِيَّاهُ فَهَمَّ فِرْعَوْنُ بِقَتْلِهِ فَقَالَتِ اِمْرَأَتُهُ هَذَا غُلاَمٌ حَدَثٌ لاَ يَدْرِي مَا يَقُولُ، فَقَالَ فِرْعَوْنُ بَلْ يَدْرِي، فَقَالَتِ اِمْرَأَتُهُ ضَعْ بَيْنَ يَدَيْهِ تَمْراً وَ جَمْراً فَإِنْ مَيَّزَ بَيْنَهُمَا فَهُوَ اَلَّذِي تَقُولُ فَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ تَمْرٌ وَ جَمْرٌ وَ قَالَ لَهُ كُلْ فَمَدَّ يَدَهُ إِلَى اَلتَّمْرِ فَجَاءَ جَبْرَئِيلُ فَصَرَفَهَا إِلَى اَلْجَمْرِ فَأَخَذَ اَلْجَمْرَ فِي فِيهِ فَاحْتَرَقَ لِسَانُهُ وَ صَاحَ وَ بَكَى فَقَالَتْ آسِيَةُ لِفِرْعَوْنَ أَ لَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّهُ لاَ يَعْقِلُ فَعَفَا عَنْهُ فَقُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَكَمْ مَكَثَ 32مُوسَى غَائِباً عَنْ أُمِّهِ حَتَّى رَدَّهُ اَللَّهُ عَلَيْهَا قَالَ: ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ فَقُلْتُ كَانَ 33هَارُونُ أَخَا 32مُوسَى لِأَبِيهِ وَ أُمِّهِ قَالَ: نَعَمْ أَ مَا تَسْمَعُ اَللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: «يَا بْنَ أُمَّ لاٰ تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَ لاٰ بِرَأْسِي» فَقُلْتُ فَأَيُّهُمَا كَانَ أَكْبَرَ سِنّاً قَالَ: 33هَارُونُ قُلْتُ: فَكَانَ اَلْوَحْيُ يَنْزِلُ عَلَيْهِمَا جَمِيعاً قَالَ: اَلْوَحْيُ يَنْزِلُ عَلَى 32مُوسَى وَ 32مُوسَى يُوحِيهِ إِلَى 33هَارُونَ فَقُلْتُ لَهُ: أَخْبِرْنِي عَنِ اَلْأَحْكَامِ وَ اَلْقَضَاءِ وَ اَلْأَمْرِ وَ اَلنَّهْيِ أَ كَانَ ذَلِكَ إِلَيْهِمَا قَالَ كَانَ 32مُوسَى اَلَّذِي يُنَاجِي رَبَّهُ وَ يَكْتُبُ[ 33هَارُونُ ] اَلْعِلْمَ وَ يَقْضِي بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَ 33هَارُونُ يَخْلُفُهُ إِذَا غَابَ مِنْ قَوْمِهِ لِلْمُنَاجَاةِ، قُلْتُ: فَأَيُّهُمَا مَاتَ قَبْلَ صَاحِبِهِ قَالَ مَاتَ 33هَارُونُ قَبْلَ 32مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ مَاتَا جَمِيعاً فِي اَلتِّيهِ، قُلْتُ فَكَانَ 32لِمُوسَى وَلَدٌ قَالَ لاَ كَانَ اَلْوَلَدُ 33لِهَارُونَ وَ اَلذُّرِّيَّةُ لَهُ. قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ 32مُوسَى عِنْدَ فِرْعَوْنَ فِي أَكْرَمِ كَرَامَةٍ حَتَّى بَلَغَ مَبْلَغَ اَلرِّجَالِ وَ كَانَ يُنْكِرُ عَلَيْهِ مَا يَتَكَلَّمُ بِهِ 32مُوسَى مِنَ اَلتَّوْحِيدِ حَتَّى هَمَّ بِهِ، فَخَرَجَ 32مُوسَى مِنْ عِنْدِهِ وَ دَخَلَ اَلْمَدِينَةَ فَإِذَا رَجُلاَنِ يَقْتَتِلاَنِ أَحَدُهُمَا يَقُولُ بِقَوْلِ 32مُوسَى وَ اَلْآخَرُ يَقُولُ بِقَوْلِ فِرْعَوْنَ «فَاسْتَغٰاثَهُ اَلَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ» فَجَاءَ 32مُوسَى فَوَكَزَ صَاحِبَ فِرْعَوْنَ «فَقَضىٰ عَلَيْهِ» وَ تَوَارَى فِي اَلْمَدِينَةِ فَلَمَّا كَانَ مِنَ اَلْغَدِ جَاءَ آخَرُ فَتَشَبَّثَ بِذَلِكَ اَلرَّجُلِ اَلَّذِي يَقُولُ بِقَوْلِ 32مُوسَى فَاسْتَغَاثَ 32بِمُوسَى فَلَمَّا نَظَرَ صَاحِبُهُ إِلَى 32مُوسَى قَالَ لَهُ: «أَ تُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمٰا قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ» فَخَلَّى عَنْ صَاحِبِهِ وَ هَرَبَ وَ كَانَ خَازِنُ فِرْعَوْنَ مُؤْمِناً 32بِمُوسَى قَدْ كَتَمَ إِيمَانَهُ سِتَّمِائَةِ سَنَةٍ وَ هُوَ اَلَّذِي قَالَ اَللَّهُ: «وَ قٰالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمٰانَهُ أَ تَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اَللّٰهُ» وَ بَلَغَ فِرْعَوْنَ خَبَرُ قَتْلِ 32مُوسَى اَلرَّجُلَ فَطَلَبَهُ لِيَقْتُلَهُ فَبَعَثَ اَلْمُؤْمِنُ إِلَى 32مُوسَى «إِنَّ اَلْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ اَلنّٰاصِحِينَ `فَخَرَجَ مِنْهٰا» كَمَا حَكَى اَللَّهُ «خٰائِفاً يَتَرَقَّبُ» قَالَ يَلْتَفِتُ عَنْ يَمْنَةٍ وَ يَسْرَةٍ وَ يَقُولُ «رَبِّ نَجِّنِي مِنَ اَلْقَوْمِ اَلظّٰالِمِينَ» وَ مَرَّ نَحْوَ مَدْيَنَ وَ كَانَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ مَدْيَنَ مَسِيرَةُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ فَلَمَّا بَلَغَ بَابَ مَدْيَنَ رَأَى بِئْراً يَسْتَقِي اَلنَّاسُ مِنْهَا لِأَغْنَامِهِمْ وَ دَوَابِّهِمْ فَقَعَدَ نَاحِيَةً وَ لَمْ يَكُنْ أَكَلَ مُنْذُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ شَيْئاً، فَنَظَرَ إِلَى جَارِيَتَيْنِ فِي نَاحِيَةٍ وَ مَعَهُمَا غُنَيْمَاتٌ لاَ تَدْنُوَانِ مِنَ اَلْبِئْرِ، فَقَالَ لَهُمَا مَا لَكُمَا لاَ تَسْتَقِيَانِ قَالَتَا كَمَا حَكَى اَللَّهُ «لاٰ نَسْقِي حَتّٰى يُصْدِرَ اَلرِّعٰاءُ وَ أَبُونٰا شَيْخٌ كَبِيرٌ» فَرَحِمَهُمَا 32مُوسَى وَ دَنَا مِنَ اَلْبِئْرِ فَقَالَ لِمَنْ عَلَى اَلْبِئْرِ أَسْتَقِي لِي دَلْواً وَ لَكُمْ دَلْواً وَ كَانَ اَلدَّلْوُ يَمُدُّهُ عَشَرَةُ رِجَالٍ، فَاسْتَقَى وَحْدَهُ دَلْواً لِمَنْ عَلَى اَلْبِئْرِ وَ دَلْواً لِبِنْتَيْ 31شُعَيْبٍ وَ سَقَى أَغْنَامَهُمَا «ثُمَّ تَوَلّٰى إِلَى اَلظِّلِّ فَقٰالَ رَبِّ إِنِّي لِمٰا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ» وَ كَانَ شَدِيدَ اَلْجُوعِ. وَ قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : إِنَّ 32مُوسَى كَلِيمُ اَللَّهِ حَيْثُ سَقَى «لَهُمٰا ثُمَّ تَوَلّٰى إِلَى اَلظِّلِّ فَقٰالَ رَبِّ إِنِّي لِمٰا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ» وَ اَللَّهِ مَا سَأَلَ اَللَّهَ إِلاَّ خُبْزاً يَأْكُلُهُ لِأَنَّهُ كَانَ يَأْكُلُ بَقْلَةَ اَلْأَرْضِ وَ لَقَدْ رَأَوْا خُضْرَةَ اَلْبَقْلِ فِي صِفَاقِ بَطْنِهِ مِنْ هُزَالِهِ. فَلَمَّا رَجَعَتَا اِبْنَتَا 31شُعَيْبٍ إِلَى 31شُعَيْبٍ قَالَ لَهُمَا أَسْرَعْتُمَا اَلرُّجُوعَ فَأَخْبَرَتَاهُ بِقِصَّةِ 32مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ لَمْ تَعْرِفَاهُ فَقَالَ 31شُعَيْبٌ لِوَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ اِذْهَبِي إِلَيْهِ فَادْعِيهِ لِنَجْزِيَهُ أَجْرَ مَا سَقَى لَنَا فَجَاءَتْ إِلَيْهِ كَمَا حَكَى اَللَّهُ تَعَالَى «تَمْشِي عَلَى اِسْتِحْيٰاءٍ» فَقَالَتْ «إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مٰا سَقَيْتَ لَنٰا» فَقَامَ 32مُوسَى مَعَهَا وَ مَشَتْ أَمَامَهُ فَسَفَقَتْهَا اَلرِّيَاحُ فَبَانَ عَجُزُهَا فَقَالَ لَهَا 32مُوسَى تَأَخَّرِي وَ دُلِّينِي عَلَى اَلطَّرِيقِ بِحَصَاةٍ تُلْقِيهَا أَمَامِي أَتْبَعُهَا فَأَنَا مِنْ قَوْمٍ لاَ يَنْظُرُونَ فِي أَدْبَارِ اَلنِّسَاءِ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى 31شُعَيْبٍ قَصَّ عَلَيْهِ قِصَّتَهُ فَقَالَ لَهُ 31شُعَيْبٌ «لاٰ تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ اَلْقَوْمِ اَلظّٰالِمِينَ» قَالَتْ إِحْدَى بَنَاتِ 31شُعَيْبٍ «يٰا أَبَتِ اِسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اِسْتَأْجَرْتَ اَلْقَوِيُّ اَلْأَمِينُ» فَقَالَ لَهَا 31شُعَيْبٌ أَمَّا قُوَّتُهُ فَقَدْ عَرَفْتِيهِ أَنَّهُ يَسْتَقِي اَلدَّلْوَ وَحْدَهُ فَبِمَ عَرَفْتِ أَمَانَتَهُ فَقَالَتْ إِنَّهُ لَمَّا قَالَ لِي تَأَخَّرِي عَنِّي وَ دُلِّينِي عَلَى اَلطَّرِيقِ فَأَنَا مِنْ قَوْمٍ لاَ يَنْظُرُونَ فِي أَدْبَارِ اَلنِّسَاءِ عَرَفْتُ أَنَّهُ لَيْسَ مِنَ اَلْقَوْمِ اَلَّذِينَ يَنْظُرُونَ أَعْجَازَ اَلنِّسَاءِ فَهَذِهِ أَمَانَتُهُ فَقَالَ لَهُ 31شُعَيْبٌ «إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى اِبْنَتَيَّ هٰاتَيْنِ عَلىٰ أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمٰانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ وَ مٰا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شٰاءَ اَللّٰهُ مِنَ اَلصّٰالِحِينَ» فَقَالَ لَهُ 32مُوسَى «ذٰلِكَ بَيْنِي وَ بَيْنَكَ أَيَّمَا اَلْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلاٰ عُدْوٰانَ عَلَيَّ» أَيْ لاَ سَبِيلَ عَلَيَّ إِنْ عَمِلْتُ عَشْرَ سِنِينَ أَوْ ثَمَانَ سِنِينَ فَقَالَ 32مُوسَى «وَ اَللّٰهُ عَلىٰ مٰا نَقُولُ وَكِيلٌ» قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : أَيَّ اَلْأَجَلَيْنِ قَضَى قَالَ أَتَمَّهَا عَشْرَ حِجَجٍ قُلْتُ لَهُ فَدَخَلَ بِهَا قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ اَلْأَجَلَ أَوْ بَعْدَهُ قَالَ: قَبْلُ قُلْتُ فَالرَّجُلُ يَتَزَوَّجُ اَلْمَرْأَةَ وَ يَشْتَرِطُ لِأَبِيهَا إِجَارَةَ شَهْرَيْنِ أَ يَجُوزُ ذَلِكَ قَالَ إِنَّ 32مُوسَى عَلِمَ أَنَّهُ يُتِمُّ لَهُ شَرْطَهُ فَكَيْفَ لِهَذَا أَنْ يَعْلَمَ أَنَّهُ يَبْقَى حَتَّى يَفِيَ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَيَّتَهُمَا زَوَّجَهُ 31شُعَيْبٌ مِنْ بَنَاتِهِ قَالَ: اَلَّتِي ذَهَبَتْ إِلَيْهِ فَدَعَتْهُ وَ قَالَتْ لِأَبِيهَا «يٰا أَبَتِ اِسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اِسْتَأْجَرْتَ اَلْقَوِيُّ اَلْأَمِينُ» . «فَلَمّٰا قَضىٰ 32مُوسَى اَلْأَجَلَ» قَالَ 31لِشُعَيْبٍ لاَ بُدَّ لِي أَنْ أَرْجِعَ إِلَى وَطَنِي وَ أُمِّي وَ أَهْلِ بَيْتِي فَمَا لِي عِنْدَكَ فَقَالَ 31شُعَيْبٌ : مَا وَضَعَتْ أَغْنَامِي فِي هَذِهِ اَلسَّنَةِ مِنْ غَنَمٍ بُلْقٍ فَهُوَ لَكَ، فَعَمَدَ 32مُوسَى عِنْدَ مَا أَرَادَ أَنْ يُرْسِلَ اَلْفَحْلَ عَلَى اَلْغَنَمِ إِلَى عَصًا فَقَشَرَ مِنْهُ بَعْضَهُ وَ تَرَكَ بَعْضَهُ وَ غَرَزَهُ فِي وَسَطِ مَرْبِضِ اَلْغَنَمِ وَ أَلْقَى عَلَيْهِ كِسَاءً أَبْلَقَ ثُمَّ أَرْسَلَ اَلْفَحْلَ عَلَى اَلْغَنَمِ فَلَمْ تَضَعِ اَلْغَنَمُ فِي تِلْكَ اَلسَّنَةِ إِلاَّ بُلْقاً، فَلَمَّا حَالَ عَلَيْهِ اَلْحَوْلُ حَمَلَ 32مُوسَى اِمْرَأَتَهُ وَ زَوَّدَهُ 31شُعَيْبٌ مِنْ عِنْدِهِ وَ سَاقَ غَنَمَهُ فَلَمَّا أَرَادَ اَلْخُرُوجَ قَالَ 31لِشُعَيْبٍ أَبْغِي عَصًا تَكُونُ مَعِي وَ كَانَتْ عَصَا اَلْأَنْبِيَاءِ عِنْدَهُ قَدْ وَرِثَهَا مَجْمُوعَةً فِي بَيْتٍ، فَقَالَ لَهُ 31شُعَيْبٌ اُدْخُلْ هَذَا اَلْبَيْتَ وَ خُذْ عَصًا مِنْ بَيْنِ اَلْعِصِيِّ فَدَخَلَ فَوَثَبَ إِلَيْهِ عَصَا 21نُوحٍ وَ 24إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ صَارَتْ فِي كَفِّهِ فَأَخْرَجَهَا وَ نَظَرَ إِلَيْهَا 31شُعَيْبٌ فَقَالَ رُدَّهَا وَ خُذْ غَيْرَهَا فَرَدَّهَا لِيَأْخُذَ غَيْرَهَا فَوَثَبَتْ إِلَيْهِ تِلْكَ بِعَيْنِهَا فَرَدَّهَا حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فَلَمَّا رَأَى 31شُعَيْبٌ ذَلِكَ قَالَ لَهُ اِذْهَبْ فَقَدْ خَصَّكَ اَللَّهُ بِهَا، فَسَاقَ غَنَمَهُ فَخَرَجَ يُرِيدُ مِصْرَ فَلَمَّا صَارَ فِي مَفَازَةٍ وَ مَعَهُ أَهْلُهُ أَصَابَهُمْ بَرْدٌ شَدِيدٌ وَ رِيحٌ وَ ظُلْمَةٌ وَ جَنَّهُمُ اَللَّيْلُ، فَنَظَرَ 32مُوسَى إِلَى نَارٍ قَدْ ظَهَرَتْ كَمَا قَالَ اَللَّهُ: «فَلَمّٰا قَضىٰ 32مُوسَى اَلْأَجَلَ وَ سٰارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جٰانِبِ اَلطُّورِ نٰاراً قٰالَ لِأَهْلِهِ اُمْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نٰاراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهٰا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ اَلنّٰارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ» فَأَقْبَلَ نَحْوَ اَلنَّارِ يَقْتَبِسُ فَإِذَا شَجَرَةٌ وَ نَارٌ تَلْتَهِبُ عَلَيْهَا فَلَمَّا ذَهَبَ نَحْوَ اَلنَّارِ يَقْتَبِسُ مِنْهَا أَهْوَتْ إِلَيْهِ فَفَزِعَ مِنْهَا وَ عَدَا وَ رَجَعَتِ اَلنَّارُ إِلَى اَلشَّجَرَةِ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهَا وَ قَدْ رَجَعَتْ إِلَى اَلشَّجَرَةِ فَرَجَعَ اَلثَّانِيَةَ لِيَقْتَبِسَ فَأَهْوَتْ إِلَيْهِ فَعَدَا وَ تَرَكَهَا ثُمَّ اِلْتَفَتَ إِلَيْهَا وَ قَدْ رَجَعَتْ إِلَى اَلشَّجَرَةِ فَرَجَعَ إِلَيْهَا اَلثَّالِثَةَ فَأَهْوَتْ إِلَيْهِ فَعَدَا «وَ لَمْ يُعَقِّبْ» أَيْ لَمْ يَرْجِعْ فَنَادَاهُ اَللَّهُ «أَنْ يٰا 32مُوسىٰ إِنِّي أَنَا اَللّٰهُ رَبُّ اَلْعٰالَمِينَ» قَالَ 32مُوسَى فَمَا اَلدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَالَ اَللَّهُ: مَا فِي يَمِينِكَ «يٰا 32مُوسىٰ `قٰالَ هِيَ عَصٰايَ» ... «قٰالَ أَلْقِهٰا يٰا 32مُوسىٰ `فَأَلْقٰاهٰا» فَصَارَتْ حَيَّةً تَسْعَى فَفَزِعَ مِنْهَا 32مُوسَى وَ عَدَا فَنَادَاهُ اَللَّهُ خُذْهَا وَ «لاٰ تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ اَلْآمِنِينَ `اُسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضٰاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ» أَيْ مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ وَ ذَلِكَ أَنَّ 32مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ كَانَ شَدِيدَ اَلسُّمْرَةِ فَأَخْرَجَ يَدَهُ مِنْ جَيْبِهِ فَأَضَاءَتْ لَهُ اَلدُّنْيَا فَقَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ «فَذٰانِكَ بُرْهٰانٰانِ مِنْ رَبِّكَ إِلىٰ فِرْعَوْنَ وَ مَلاَئِهِ إِنَّهُمْ كٰانُوا قَوْماً فٰاسِقِينَ» فَقَالَ 32مُوسَى كَمَا حَكَى اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ «رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخٰافُ أَنْ يَقْتُلُونِ» ....
6 و روي عن الصّادق عليه السّلام أنّه قال لبعض أصحابه: كن لما لا ترجو، أرجى منك لما ترجو. فإنّ 32موسى بن عمران خرج ليقتبس لأهله نارا، فرجع إليهم و هو رسول نبيّ.
1,6 و في مجمع البيان : و قال الصّادق عليه السّلام: حدّثني أبي عن جدّي، عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال: كن لما لا ترجو، أرجى منك لما ترجو. فإنّ موسى بن عمران عليه السّلام خرج ليقتبس لأهله نارا، فكلّمه اللّه عزّ و جلّ فرجع نبيّا. و الحديث طويل. أخذت منه موضع الحاجة .
32,5 و في مجمع البيان روى عن أبي جعفر عليه السّلام في حديث طويل، قال: فلمّا رجع 32موسى إلى امرأته، قالت: من أين جئت؟ قال: من عند ربّ تلك النّار. فغذا إلى فرعون . فو اللّه لكأنّي أنظر إليه: طويل الباع، ذو شعر آدم، عليه جبّة من صوف، عصاه في كفّه مربوط حقوه بشريط، نعله من جلد حمار، شراكها من ليف. فقيل لفرعون : إنّ على الباب فتى يزعم أنّه رسول ربّ العالمين. فقال فرعون لصاحب الأسد: خلّ سلاسلها. و كان إذا غضب على رجل، خلاّها، فقطّعته. فخلاّها. فقرع 32موسى الباب الأوّل، و كانت تسعة أبواب. فلمّا قرع الباب الأوّل، انفتحت له الأبواب التّسعة. فلمّا دخل، جعلن يبصبصن تحت رجليه، كأنّهن جراء . فقال فرعون لجلسائه: رأيتم مثل هذا قطّ؟! فلمّا أقبل إليه، قٰالَ أَ لَمْ نُرَبِّكَ فِينٰا وَلِيداً إلى قوله: وَ أَنَا مِنَ اَلضّٰالِّينَ . فقال فرعون لرجل من أصحابه: قم، فخذ بيده. و قال للآخر: أضرب عنقه. فضرب جبرئيل بالسّيف، حتّى قتل ستّة من أصحابه. فقال: خلّوا عنه. قال: فأخرج يده، فإذا هي بيضاء، قد حال شعاعها بينه و بين وجهه. فألقى العصا، فإذا هي حيّة، فالتقمت الإيوان بلحييها. فدعاه أن يا 32موسى ، أقلني إلى غد. ثمّ كان من أمره ما كان.
5 و في مجمع البيان : و روى عن أبي جعفر عليه السّلام في حديث قال: فلمّا رجع موسى إلى امرأته، قالت: من أين جئت؟ قال: من عند ربّ تلك النّار.
32,5 و في مجمع البيان : و روى أبو منصور ، عن أبي جعفر عليه السّلام قال: لما قضى 32موسى الأجل و سار بأهله نحو بيت المقدس ، أخطأ الطّريق [ليلا] فرأى نارا، قال لأهله [: امكثوا،] 5 إنّي آنست نارا .
1,6 عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد اللّٰه ، عن عليّ بن محمّد القاسانيّ، عمّن ذكره، عن عبد اللّٰه بن القاسم، عن أبي عبد اللّٰه، عن أبيه، عن جدّه عليهم السّلام قال: قال أمير المؤمنين صلوات اللّٰه عليه: كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو. فإنّ موسى بن عمران عليه السّلام خرج يقتبس نارا لأهله، فكلّمه اللّٰه و رجع نبّيا. و الحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة .
32,6 و في الكافي : محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن أبي جميلة قال: سمعت أبا عبد اللّٰه عليه السّلام يقول: كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو. فإنّ 32موسى [بن عمران] ذهب يقتبس نارا لأهله، فانصرف إليهم و هو نبيّ مرسل.
6 45 وَ رَوَى عَنِ اَلصَّادِقِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ: كُنْ لِمَا لاَ تَرْجُو أَرْجَى مِنْكَ لِمَا تَرْجُو، فَإِنَّ 32مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ خَرَجَ لِيَقْبِسَ لِأَهْلِهِ نَاراً، فَرَجَعَ إِلَيْهِمْ وَ هُوَ رَسُولٌ نَبِيٌّ.
1,6 46 فِي مَجْمَعِ اَلْبَيَانِ وَ قَالَ اَلصَّادِقُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: كُنْ لِمَا لاَ تَرْجُو أَرْجَى مِنْكَ لِمَا تَرْجُو، فَإِنَّ 32مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ خَرَجَ يَقْتَبِسُ لِأَهْلِهِ نَاراً، فَكَلَّمَهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَرَجَعَ نَبِيّاً، و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .
32,5 15 فِي مَجْمَعِ اَلْبَيَانِ وَ رُوِيَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: فَلَمَّا رَجَعَ 32مُوسَى إِلَى اِمْرَأَتِهِ قَالَتْ: مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ قَالَ: مِنْ عِنْدِ رَبِّ تِلْكِ اَلنَّارِ، قَالَ: فَغَدَا إِلَى فِرْعَوْنَ فَوَ اَللَّهِ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ طَوِيلَ اَلْبَاعِ ذُو ذَا شَعْرٍ آدِمٍ، عَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ عَصَاهُ فِي كَفِّهِ مَرْبُوطٌ حَقْوُهُ بِشَرِيطٍ نَعْلُهُ مِنْ جِلْدِ حِمَارٍ شِرَاكُهَا مِنْ لِيفٍ، فَقِيلَ لِفِرْعَوْنَ : إِنَّ عَلَى اَلْبَابِ فَتًى يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ رَبِّ اَلْعَالَمِينَ فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِصَاحِبِ اَلْأَسَدِ: خَلِّ سَلاَسِلَهَا وَ كَانَ إِذَا غَضِبَ عَلَى رَجُلٍ خَلاَّهَا فَقَطَعَتْهُ، فَخَلاَّهَا فَقَرَعَ 32مُوسَى اَلْبَابَ اَلْأَوَّلَ وَ كَانَتْ تِسْعَةُ أَبْوَابٍ فَلَمَّا قَرَعَ اَلْبَابَ اَلْأَوَّلَ اِنْفَتَحَتْ لَهُ اَلْأَبْوَابُ اَلتِّسْعَةُ، فَلَمَّا دَخَلَ جَعَلْنَ يُبَصْبِصْنَ تَحْتَ رِجْلَيْهِ كَأَنَّهُنَّ جِرَاءٌ فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِجُلَسَائِهِ: رَأَيْتُمُ مِثْلَ هَذَا قَطُّ؟ فَلَمَّا أَقْبَلَ إِلَيْهِ قٰالَ أَ لَمْ نُرَبِّكَ فِينٰا وَلِيداً إِلَى قَوْلِهِ: وَ أَنَا مِنَ اَلضّٰالِّينَ فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ: قُمْ فَخُذْ بِيَدِهِ وَ قَالَ لِلْآخَرِ: اِضْرِبْ عُنُقَهُ، فَضَرَبَ جَبْرَئِيلُ اَلسَّيْفَ حَتَّى قَتَلَ سِتَّةً مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: خَلُّوا عَنْهُ، قَالَ: فَأَخْرَجَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ قَدْ حَالَ شُعَاعُهَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ وَجْهِهِ وَ أَلْقَى اَلْعَصَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ فَالْتَقَمَتِ اَلْأَبْوَابَ بِلَحْيَيْهَا، فَدَعَاهُ أَنْ يَا 32مُوسَى : أَقِلْنِي إِلَى غَدٍ ثُمَّ كَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ.